الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

ثورات الربيع العربي وتسويق الثورة السورية داخليًا وعربيًا ودوليًا

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:08:40:12

ما حدث في تونس من نزول الناس إلى الشوارع كان صادمًا للشعب السوري؛ لأنه كان محرومًا من القيام بهذا العمل، والحقيقة أن كل المناطق حتى على جميع الصعد سواء في المستشفيات أو في الجامعة أو عندما كنت أذهب إلى القرية إلى أشرفية الوادي، فقد كان جميع الناس يتابعون ما يحدث وخاصة يوم الجمعة، وكان عندنا مقهى في القرية، كان مقهى محليًا لأهل البلد أو القرى المجاورة وليس للسياحة، وكان عندنا مطاعم سياحية يأتيها الناس من جميع الأماكن، ويوجد بعض المقاهي المحلية، فكان الناس بكل طبقاتهم يتابعون ما يحدث سواء كانوا مسرورين أو غير مسرورين، وكان هناك اهتمام، ولكن جميع الناس كانوا يتمنون ما يحدث في ليبيا أن يصل إلى سورية، ويترقبون عن كثب ما سيحصل، وأعتقد أن  كل الشرائح كانت كذلك؛ لأنني كنت في المستشفى، وكان الحديث.. علمًا بأنه حتى من كانوا مع السلطة أو من هم في السلطة أو متابعين للسلطة أيضًا كانوا في هذا الحديث، ودائمًا كان يتم إنهاء أي حديث بعبارة نهائية للاستنكار، أنه لن يحدث في سورية ذلك، و بلدنا لديها مناعة من هذا الموضوع، فكانت هذه العبارة هي للتأكيد بأنه سيحدث أو الخوف من أنه سيحدث، ويقولون: نحن بلدنا عصية، وبلدنا يوجد فيها مناعة. وطبعًا لا يوجد عندنا أي مناعة، والشعب كان مسحوقًا والشعب محكوم بقبضة أمنية، ولم يكن أحد راضيًا، ولم تكن مشكلة شعبنا هي الطعام والشراب فقط، وإنما كانت لديهم المشكلة الأمنية وتغييب الناس الذين أصبح لهم فترات طويلة وخاصة في أحداث الثمانينات، فبعض الأشخاص أصبحوا شبابًا، ولا يعرفون أهلهم وما حدث معهم وإن كانوا على قيد الحياة، فمصيرهم مجهول. فالشعب السوري بشكل عام ناقم على السلطة، والقول بأنه لن يحدث ذلك كان نوعًا من التأكيد بأنه سيحدث.

الجميع كان يفكر بأنه كيف ستصل إلينا؟ وكيف ستكون الشرارة الأولى؟

الحقيقة أن النقاش كان دائمًا بيننا وبين أنفسنا أو مع بعض الأشخاص الثقة وحتى مع الآخرين بأنه هل ستحدث في سورية؟! أو كيف سيحصل؟ وما هو السيناريو؟ وما هو مقدار رد فعل النظام؟ وجميعنا كان لديه إحساس بأنه سيدمر البلد، وهذا الإحساس الذي كان موجودًا دائمًا، وأن النظام لا يمكن أن يترك إلا بتدمير البلد، وهذا كان الخلاف بين أكثر النخب بأنه إذا ذهبتم ماذا سيحصل بالبلد؟ ودائمًا يقولون: ستخرب البلد. وبسبب جذور النظام الضاربة فإنه كان يحتاج إلى قلع، وهذا يؤدي إلى تخريب، ولكن السؤال: ماذا سنفعل؟ وهل سنترك البلد ينهار؟ وإذا خرجنا اليوم فهل هذا أفضل من أن نخرج بعد 10 سنوات أو 20 سنة؟ أو لو أننا خرجنا قبل 10 سنوات، وكان هذا هو النقاش، فنحن لو خرجنا في عام 2000 كم سوف تكون الخسائر؟ ولو أن الناس في الثمانينات قاموا كم ستكون الخسائر؟! ألن تكون أقل؟ وهذا كان هو النقاش الدائم على الأقل بين الناس الثقة أو حتى الذين يمكنك أن تتحدث معهم بنقاش سياسي؛ لأنه لا يمكنك مناقشة جميع الناس، وهذا قد يؤدي إلى اعتقالك أو الاختباء، ولكن حتى مع القيادات الكبيرة منهم يمكنك الحديث ضمن إطار محدد.

 كان هذا هو التخوف عندنا، فالوضع عندنا في سورية ليس مثل تونس، ولن يركب الرئيس ويهرب، ولن يحصل كما حصل في مصر، ويتنحى بعد 3 أسابيع، ونحن كنا نتوقع أن يتدخل الجيش، ويخوض  بالتدمير ولكن كان لدينا أخطاء؛ لأننا لم نستطع تسويق قضيتنا بطريقة صحيحة مع القوى الخارجية يعني مع الدول العربية، ولم نستطع تسويقها بشكل صحيح، والأمر الثاني: أننا لم نستطع بناء ثقة بين فئات الشعب السوري نفسها، فاليوم الفئات الموجودة مع النظام هي لم تكن مع النظام في البداية، ونحن خسرناها، لأن النظام استطاع تسويق التطرف الإسلامي وشيطن الجميع، وجعل الناس العاديين متطرفين إسلاميين، وجعل الناس العلمانيين خونة للأنظمة الخارجية، واستطاع النظام بطريقة فظيعة شيطنة الجميع.

 في تلك الفترة، كنا متوقعين السقوط بشكل عام، وهذا ليس رأيي الشخصي، ولكن بشكل عام كان النظام سيقع بسرعة، ولم تكن هناك تهيئة لحرب طويلة مع النظام؛ لذلك تغيرت الاستراتيجيات بشكل عام، ومع كل أسف لم نستطع نحن إدارة المعركة، وإنما أدارها النظام منذ بدايتها، فهو استطاع قلبها من مدنية إلى مسلحة، وهو من جعل الناس يحملون السلاح، وهو من جعل الناس يتطرفون، فنحن نعرف أنه من أطلق الناس من السجون في نهاية عام 2011 ، والأشخاص الذين كانوا في السجون أعرفهم بأسمائهم: حسن صوفان مع شخص لا أذكر اسمه من الأكراد العلمانيين، وهؤلاء الأشخاص الثلاثة كانوا في زنزانة واحدة، وأطلق سراحهم، وكل شخص ذهب إلى جهة من سورية، وشخص منهم أصبح مع الأحرار، والآخر مع جبهة النصرة، والشخص الثالث في ألمانيا، ويعمل في الخارجية الألمانية في دعم قسد في المنطقة الشرقية، إذًا النظام استطاع إدارتنا بقوة، وأنا أعتقد أنها إحدى الأزمات في الثورة السورية، و كيف استطاع النظام.. في بداية الثورة على سبيل المثال: في أيام المظاهرات، كنا نرسل المريض إلى معظم الأطباء فيعالجونه في المستشفيات أو في العيادات، وعندما حصل الانتقال إلى الغوطة، وأصبح الفصل بعد أن تطورت الأمور فإن 90% من الناس لم يذهبوا معه، وهذا هو السؤال: أنه لماذا لم يذهبوا معه؟ وطبعًا كان يجب علينا أن نفتش أو نراجع أنفسنا، بأنه لماذا لم يذهبوا معنا؟ فإما خوفًا على أموالهم، أو لم تكن لديهم ثقة بالقيادة، أو لم يروا نسبة النجاح، أو لم تقنعهم القيادات التي تصدرت المشهد في تلك الفترة. وبصراحة في هذه الفترة، كانت الأجواء هكذا أثناء "الربيع العربي" أو في الأيام الأولى من الثورة السورية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/09/19

الموضوع الرئیس

إرهاصات الثورة السوريةصدى الربيع العربي في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/80-10/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

حركة أحرار الشام الإسلامية

حركة أحرار الشام الإسلامية

جبهة النصرة

جبهة النصرة

قوات سوريا الديمقراطية - قسد

قوات سوريا الديمقراطية - قسد

الشهادات المرتبطة