الخلاف مع عبد الناصر الياسين أبو طلحة حول التمويل الذي قام باستلامه
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:13:34:03
بنفس اليوم الذي دخلت فيه إلى سورية وسلّمت القناصات، أنا دخلت عند العصر ونمت على الطريق بين البساتين عند أشخاص، وفي الصباح عدتُ، يعني أنا لم أصِل إلى جبل الزاوية حتى الظهر أو العصر، فوصلت إلى جبل الزاوية وجاءني خبر اعتقال أحد إخوتي من قبل الجيش، وهو أخي عبد الكريم، وهذا تقريبًا بتاريخ 05 رمضان، وأخي كان ذاهبًا حتى يساعد بانشقاق عناصر من الجيش، ولكن تبيّن أنه كمين وأصابوه وأسروه لأخي، وبدأ الناس يجيشون ويقولون: سوف نهجم على الجيش، فقلت لهم: الموضوع ليس شخصيًا، ونحن أصحاب قضية، وهذا الأمر لا يتعلق بأخي ولا يمكننا أن نهجم على الجيش كردّة فعل، يجب علينا تنظيم صفوفنا و[أن] نعرف أهدافنا ونعمل بوعي ولا نخسر أكثر من الذي خسرناه، فالناس كانوا مجتمعين، وكل عدة دقائق يتصل بي شخص من التنسيقية ويقول: تعال حتى نرى أين هو الدعم ولمن الدعم، والناس بدؤوا يبحثون عن الدعم، فقلت لهم: ما أتمناه منكم هو أن نجتمع جميعنا كتنسيقية ونتكلم في موضوع الدعم، وسألوني: لمن الدعم؟، فقلت لهم إنه جاء دعم لعبد الناصر الياسين (أبو طلحة) وأخيه ياسين، وطلبنا اجتماعًا للتنسيقية في قرية قسطون ولكنهم رفضوا القدوم إلى قسطون، ثم اتصل معي عبد الناصر على الهاتف وقال لي: أنت تريد محاكمتنا، وأنت تجمع الناس حتى تحاكمنا، فقلت له: عن أي محكمة تتحدث؟ وقال: أنت تجيّش (تُحرّض) الناس، وتقول إنه جاءت أموال وتريد محاكمتنا، فقلت له: لا يوجد محكمة ولا يوجد أي شيء، نحن نريد أن نجتمع حتى نعرف أين ذَهبت هذه الأموال، لأنني أنا قلت للناس إنه قد جاء دعم، ويجب أن أذكر للناس إلى من وصل الدعم، وأنت وأخوك من استلم الدعم عن طريقي عن طريق فلان وهو لا يزال على قيد الحياة، وأنتم استلمتم المال، ولكنهم رفضوا القدوم وغيّر وجهه ومنطقه، وأصبح يتحدث بكلام غير مقبول، وهو شخص مهندس ومثقف، وبدأ يتحدث بكلام أولاد شوارع وبكلام أشخاص بدون تربية، فتفاجأت، أنا لم أتوقع كلامًا كهذا من أمثاله، وأنا بطبيعتي رزيل (لساني سليط)، فقمت بالرد عليه مباشرةً وحصلت ملاسنة وشتائم، وعرف الناس بهذا الأمر، وقالوا: يجب أن نجتمع حتى نعرف القصة.
وعقدوا اجتماعًا في قرية الشريعة في منزل شخص محترم جدًا اسمه طريف سلامة، من عائلة محترمة جدًا، واجتمعت كل التنسيقية، وقلنا لهم: نحن سنشرح لكم القصة، وإذا كنت مذنبًا فأنا جاهز لأي شيء، وأنا سأتحدث الآن لأنني وضعتُ نفسي في موقف محرج، وأنا قلت للناس إن الدعم وصل، ولكن ما أتمناه منكم ألّا يتدخل أحد بالحديث، ونحن طرفان بالحديث ولا أريد أن يتدخل طرف ثالث، عبد الناصر أبو طلحة وأخوه ياسين من جهة، وأنا من جهة ثانية، وسوف نتحدث عن موضوع المال أو الدعم الذي جاء، وقلت لهم: قبل كل شيء موضوع المال والدعم أنا لا أريد شيئًا منه، وأنا بغنى عن موضوع المال، وأنا لا أتحدث بموضوع شخصي ولا أتحدث حتى يتم توزيعه على الناس، ولكنني سأتحدث حتى أكشف الحقيقة فقط، لأنني تورطت وتكلمت وقلت لهم إذا لم أستطع الإثبات على هؤلاء الجماعة بالدليل القاطع أنهم أخذوا المال - ما هي تهمة السارق؟ وأنا ذكرت أن وجوههم تغيّرت ومن لم يكن لديه لحية في السابق أصبح لديه لحية وحلق الشارب، وقلت لهم: ما شاء الله أصبحتم جميعكم من المشايخ في غيبتي- وقلت لهم: أنتم تعرفون حكم السارق، قالوا: السارق تُقطَع يده، وقلت لهم: أنا أتّهم أشخاصًا بالسرقة، وإذا لم يثبت هذا الأمر عليهم فيمكنكم قطع يدي وأنا جاهز، كان الحديث أنني أوجّه كلامي لهم فيتحدث شخص من فريقهم، وطبعًا هم جماعة منظّمون لأنهم من تنظيم القاعدة، وعندما أوجّه الحديث إلى أحدهم يتحدث شخص آخر من طرفهم، فقلت لهم: في النهاية أنتم تقولون إنه لم يأتِكم دعم، وأنا أقول إنه جاء الدعم وتم تحويله لكم، وأنا سأتصل مع الشخص الذي سلّمكم المال، فاتصلت مع الشخص الذي سلّمهم المال، وقال: أنا سلّمتهم المال من عندي، وأنتم سلّمتم المال لي في تركيا، وهنا قالوا إن هذا المال ليس لنا وإنما هي أمانة، فسألتهم: لمن؟ فقالوا: إنها أمانة لحمص، فقلت لهم: والآن إذا قلت لكم اتصلوا مع الشخص صاحب الأمانة سيكون مستشهدًا في حمص، يعني أنتم يبدو عملكم منظمًا وحتى في الكذب [أنتم] مُنظّمون، و[في] السرقة منظّمون، ولا ينقصكم شيء، ويوجد أشخاص عندما عرفوا أن [هؤلاء من] أخذوا المال فبشكل مباشر انحازوا للذين معهم المال، ويوجد أشخاص عندما عرفوا بموضوع المال وعلى رأسهم -رحمه الله- الشهيد سامر داعور، أخذ موقفًا منهم، وقال لهم: بكل صراحة أنتم كاذبون ونصّابون (مُحتالون)، وأنتم تُكذّبون هذا الرجل وتقولون لا يوجد مال، ولكن هذا الرجل أثبت بالدليل القاطع أنكم أخذتم المال، وهو يقول لكم وقبل أن تتّصلوا بالرجل في حمص أنه إذا ردّ عليكم أحد فسوف يقول لكم إنه استُشهد، وفعلًا اتصلوا مع شخص وقال لهم إن من استلم المال قد استُشهد، وهذه أول نقطة خلاف حصلت بشكل علني للناس بيني وبينهم، وانقسمنا إلى شبه فريقين، يعني أصبحوا هم شيئًا، ونحن شيء آخر.
أنا ذكرت أنه لا يزال عندنا جهازان (أجهزة ثريّا) أحدهما لحماة والآخر لحمص، لم أوصلهما بعد، والجهازان موجودان عند الأستاذ علي [هليّل]، والأستاذ علي قال إنه قد دفنهما في الأرض وأخفاهما، وهو كان موجودًا معي في تركيا، ولكن الأستاذ علي تبيّن أنه أعطاهما لهؤلاء الجماعة، وعندما وصلنا إلى هناك قلنا للأستاذ علي إنه تواصل معي جماعة حمص ويريدون الجهاز، فقال: الأجهزة للثورة، وأنا أعطيتها للشباب، [فقلت له]: أي شباب؟ فقال: لعبد الناصر، فقلت له إنّ هؤلاء من تنظيم القاعدة وليس لنا عمل معهم لا من قريب ولا من بعيد، وهم جماعة إرهابيّون ويضرّون الثورة حتى لو كانوا أشرف من الشرف.
ثم ذهبنا وأخذنا الأجهزة بالقوة، وحاولوا رفض ذلك، لكن قلت لهم: سآخذها حتى لو اضطررت لقتلك، وأخذنا الأجهزة لأنه يوجد جهاز لحمص سلّمناه لحمص، وبقي عندنا جهاز واحد، فأصبح الخلاف أكبر بيني وبينهم، وبعدها بدأ الناس يشكّلون سرايا، السريّة الفلانية، وهم سمّوا أنفسهم سرية باسم أحد الصحابة، ونحن سمّينا "سرية ذئاب الغاب"، وهنا الرجل الذي سلّمته القناصات بعد 20 يومًا أو 25 يومًا استُشهد في حلفايا -رحمه الله-، وأصبح يتواصل معي من بعده شخص اسمه ناجح عزيز أبو ريان من حماة المدينة، وهو شخص محترم جدًا وصاحب أخلاق ودين وابن ثورة، وأخذ يتواصل معي بدلًا عن ذلك الشخص الذي سلّمته القناصات.
وشكّلنا سرية اسمها ذئاب الغاب، ونحن لم يكن يهمّنا موضوع الإعلام أبدًا، وبدأنا أنا وإخوتي وأبناء عمي والمقربون مني تقريبًا 20 شابًا أو 25 شابًا، وجلسنا في مدرسة في جبل شحشبو في قرية اسمها جب سليمان، وبدأنا كل يوم نخرج بسياراتنا، وطبعًا الجيش منتشر، والجيش عندما جاء إلى جسر الشغور وضع نقطة تمركز في جورين، ومن جورين انطلق، وجورين تبعد خط نظر عن منزلي حوالي ثلاثة أو أربعة كيلومترات، فانطلق الجيش إلى منزل أهلي وأخذ منزل أهلي، ووضع حاجزًا رئيسيًا عند منزل أهلي ثم ذهب إلى جسر الشغور، وهذا الكلام في أول حزيران/ يونيو، يعني بعد أحداث جسر الشغور في 10 حزيران/ يونيو، حتى وصل إلى جميع الحدود، ولكن كان منزل أهلي أول نقطة يسيطر عليها، ووضع حاجزًا عندنا في المنزل، وأمي وأبي في المنزل، ونحن هاربون، وأصبحنا أنا ومجموعتي وأنا على تواصل مع ناس [بقرية الزيارة]، وكانت نقطة تمركز الجيش في ناحية الزيارة عندنا في سهل الغاب، والجيش كان مرتاحًا، والعميد يتجول بسيارته والضباط يتجولون، وأنا عندما وصلت في اليوم الأول والثاني قمت بحل هذه المشكلة مع الجماعة، وقلت أنه يجب أن أتفرغ لعملي، والشباب كانوا معي، وكان الشباب يطيعون أوامري ولا يعصونها، وطبعًا أي توجّه قتالي أي عمل عسكري أنا أكون على رأس العمل، وأنا أول شخص، وكان جميع الشباب جميعهم شجعانًا.
فأنا كان عندي تواصل مع قرية الزيارة مع أشخاص، وطبعًا قرية الزيارة في تلك الأثناء لا يوجد فيها ثائر إلا أبو سعيد، وهو معنا في صفوف الثورة وأصيب ويُعالج في المستشفى، وأنا كان عندي تواصلاتي الخاصة مع بنات من الزيارة، وكانوا يُعلِمُونني بتحركات الجيش لحظةً بلحظة، ولم يكن يوجد أي ثائر في قرية الزيارة أبدًا حتى هذا التاريخ الذي أتكلم عنه، فأي تحرك لسيارة العميد أو سيارة أحد الضباط كانوا يبلغونني بها، والاتصالات كانت تعمل، وأنا ومجموعتي نقسم بعضنا إلى سيارتَيْ بيك آب، ويستلقي الشباب في السيارة من الخلف (حتى لا يظهروا)، يكون فيها تقريبًا أربعة شباب مسلحين بالبنادق، وأنا والسائق وسيارة أخرى خلفنا ونذهب [حتى نرصد] أي سيارة للجيش، إن كان [سيارة] ضابط أو سيارة الطعام، لأنهم متمركزون في عدة نقاط، وهم متمركزون في تل واسط ومتمركزون في الزيارة وقسطون وفي الدقماق، يعني لديهم عدة نقاط يتمركزون فيها في سهل الغاب الشمالي، وكنا مكوّنين من 30 شابًا أو 35 شابًا، ولكن من يقومون بالعمل كانوا 10 أو 15 شخصًا، وقمنا بأكثر من عملية، وأنا بدأت بالعمل فورًا، وأنا وصلت في اليوم الخامس من الشهر أو السابع، يعني سبعة رمضان، و بدأت بهذا العمل، وهذا العمل كان له صداه في تلك الفترة، والناس العاديّون كانوا سعداء.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/01/12
الموضوع الرئیس
الدعم الماليكود الشهادة
SMI/OH/74-14/
أجرى المقابلة
يوسف الموسى
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
06-08/2011
updatedAt
2024/06/20
المنطقة الجغرافية
محافظة حماة-سهل الغابمحافظة إدلب-منطقة جسر الشغورمحافظة حماة-جبل جب سليمانمحافظة حماة-قسطونشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
تنظيم القاعدة
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش
الجيش العربي السوري - نظام
سرية ذئاب الغاب