الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

رفض حسان عبود أبو عبد الله الحموي لدعم "ذئاب الغاب"

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:19:30:06

كان يوجد اثنان من أبناء عمي موجودين في تركيا، أحدهما في المخيم وهو الأستاذ عمر تمر والثاني هو شحادة أبو محمد، وهو مقيم في الريحانية وكان هو والأستاذ عبد الله قنطار لا يتفارقان أبدًا، وهذا الكلام في 2011 تقريبًا في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر أو شهر كانون الأول/ ديسمبر، وأنا في تلك الفترة كنت أتنقل وكنت نشطًا جدًا بين سورية وتركيا، وجاء الأستاذ عمر ابن عمي وأخبرني أنه يوجد شخص يريد مقابلتي فاتصلنا معه على الهاتف وحدّدنا لقاءً في مدينة أنطاكيا في أحد الفنادق وذهبت وقابلت الشخص وعرّفني عن نفسه أنه اسمه أبو الحسن المهاجر وتحدثنا مع بعضنا وكان لديه معلومات كافية عنّي ويعرف عنّي أشياء كثيرة لا أحد يعرفها، الرجل كان معه ملف عني ويعرف بأمور لا يعرفها المقربون منّي، وكان يوجد بعض هذه الأمور سيّئة مثل السهر في أبو قبيس و[مع] الفنانات والراقصات والنساء، وهذه الميزة كانت موجودة بي بالإضافة إلى أمور أخرى، وأنا اعترفت له وقلت له: إذا أنت قادم من أجل محاكمتي أو لتسألني عن قبل 15 آذار/ مارس فأنا سأضيف لك المزيد من المعلومات التي لا تعرفها ولكن إذا كان الحديث بالثورة فدعنا بالثورة، فوصلنا إلى قناعة وقال: هذا الملف سوف أمزّقه وسأفتح معك صفحة جديدة. 

وسألني: ما هي طلباتكم؟ ونحن سندعمكم، وطبعًا وفي تلك الأثناء كان طلبنا هو السلاح والذخيرة، وأنا لا أطلب شيئًا شخصيًا وإنما للثورة بشكل عام ولثوار الغاب بشكل خاص وجبل شحشبو، وقال: أنا موافق على كل طلباتك، ولكن عندي شرط واحد فقط، فقلت له: تفضّل، فقال: يجب عليك إحضار موافقة حسان عبود (قائد أحرار الشام) من أجل دعمكم، فقلت له: لماذا لا تقول إنك ترفض دعمنا بدلًا من أن تطلب موافقة حسان عبود؟ وقلت له: إنه لن يوافق، وقلت له: سأذهب من أجل الحديث معه، فسألني: ولماذا ستذهب؟ فقلت له: لأننا سنحاسبكم في الدنيا أو الآخرة على هذا الشيء وحسان عبود لن يوافق، فقال: أنا لا يوجد عندي إلا هذا الشرط، وطبعًا استمرّ الحديث بيني وبينه أكثر من ساعتين وجلسنا وأكلنا وشربنا في الأوتيل (الفندق) وتكلمنا كثيرًا ووصلنا إلى نتيجة أنه يريد أن يدعمنا ولكن بموافقة حسان عبود، وأنا أخذت قرارًا بالذهاب إلى حسان عبود، وانتهى اللقاء بيننا وخرجت وسألني أبناء عمي: ماذا حصل؟ فقلت لهم: لم يحصل شيء، وقلت لهم: إن هذا الشخص يدعم أشخاصًا من جسر الشغور وقد قام بطلبك، وقلت لهم: إنه طلبني ويريد أن يدعمني ولكن بشرط وهو موافقة حسان عبود، فقالوا: إن حسان عبود سوف يوافق وهو رجل جيد وصاحب دين ومبدأ وأخلاق، وطبعًا أبناء عمي منذ أن دخلوا إلى تركيا حتى هذه اللحظة لم يعودوا إلى سورية، فقلت لهم: أنتم هنا في تركيا وأنا سأذهب إلى حسان عبود وما أريده منكم أن تذهبوا معي إلى سورية بما أنكم متفائلون بحسان عبود وأنتم تقولون إن حسان عبود هو شخص جيد وسيوافق ويجب عليكم أن تذهبوا معي، وجهّزنا أنفسنا وذهبنا إما بنفس اليوم أو ثاني يوم وذهبنا ووصلنا إلى قريتنا قرية تل واسط ونحن كان عندنا مجموعة في الغاب يعملون معنا وتابعون لنا في قرية الحويز وهي القرية التي كان يسكن فيها حسان عبود، وذهبنا إلى هذه المجموعة وكان يرأس المجموعة شاب اسمه عمار حميدي وهو وإخوته معنا وكان اسم أخيه الشيخ ياسين ولديه أخ إعلامي حتى الآن اسمه بكّار حميدي وكان معه تقريبًا 40 شابًا وكان نشطًا جدًا وعندما نذهب إلى تلك المنطقة كان عمار هو من يستضيفنا. 

فذهبنا إلى عمار وقال: أنا أعرف لماذا جئتم، فسألناه: لماذا؟ فقال: هل تعلمون ماذا فعل حسان عبود اليوم في المسجد؟ فقال: بعد صلاة الجمعة وقبل أن يخرج الناس من المسجد قال للناس (حسان عبود): أنا أريد أن أتحدث معكم قليلًا، وقال: أنا حسان عبود أمير الجماعة السلفية، وقال بما معناه إنه أكبر رأس في الغاب في النهاية سوف يأتي إليّ، وطبعًا من معي يعرفون من هو أكبر رأس في الغاب في تلك الأثناء وهو أنا، وقال عمار حميدي: أنا أعرف أنه قصَدَك بالكلام، وأنت جئت إليّ وأنا فهمت أنك تريد الذهاب إليه، فقلت له: نعم صحيح أريد الذهاب إليه وقصتنا كذا وكذا، ونحن قابلنا شخصًا ويريد أن يعطينا دعمًا، وهو اشترط علينا مقابلة حسان عبود، وقالت لعمار إنني أعرف أن حسان عبود لن يوافق وترجّاني عمار ألّا أذهب إليه وقال: نحن لا نحتاج إلى هذا الدعم، وإذا سوف تنجح الثورة بهكذا شخصيات فنحن لا نريدها، فقلت له: لا، بل سأذهب.

كان عندنا أحد الأشخاص من فريق عملنا الشيخ أبو أزهر من عائلة خطّاب وهو أيضًا من الحويز، فقلت لهم: اطلبوا الشيخ أبو أزهر وهو يحمل الماجستير بالعلوم الإسلامية وهو شخص ذكي بالدين والأدب والأخلاق وبالعائلة وله احترامه وهو يتحدث العربية الفصحى وهو أصغر مني بالعمر، فأرسلوا خلف الشيخ أبو أزهر وقلنا له: نحن قصتنا كذا وكذا، فقال خيرًا وقال: حسان عبود هو رجل فاضل، ثم طلبنا شيخ آخر -وأنا اخترت أشخاصًا مشايخ لفريق عملي- وسألناه عن رأيه فقال إن حسان عبود هو رجل جيد وصاحب دين.

ونحن قبل أن نذهب إلى حسان وضعنا خطة، نحن مهمتنا كذئاب الغاب هو استلام الدعم وتسليم هذا الدعم في الغاب وفي جبل شحشبو ونحن لن نكون مسؤولين عن التوزيع وإنما نحن سنكون مسؤولين عن الاستلام والتسليم والنقل فقط لا غير، وطبعًا أنا وضعت الخطة وأنا كنت أعرف أن حسان عبود لن يوافق.

اتصلت على الشيخ آمر في جبل شحشبو -رحمه الله- من قرية شهرناز وقلنا له قصتنا فقال: أنا سأدعو حسان عبود إلى منزلي حتى نتحدث وسيوافق، حسان عبود رجل جيد، وقلنا له: إن مهمتك يا شيخ آمر هي جمعنا مع حسان عبود، وكان حسان عبود موجودًا في جبل شحشبو إمّا في شهرناز أو بقرية إلى جانبها، وأخبرنا الشيخ آمر أنه: غدًا عشاؤكم عندي، وطبعًا هم في هذه الأثناء لم يكن لديهم أي عمل عسكري وكانوا يذهبون إلى أماكن القتال ومعهم الكاميرات ويقومون بالتصوير ولا يبثّون هذه المقاطع على التلفزيون وإنما يرسلونها إلى جماعتهم.

ذهبنا إلى الشيخ آمر واجتمعنا، وطبعًا عمار حميدي رفض الذهاب معي، ومن ذهب معي هم الشيخ أبو أزهر والشيخ آمر والأستاذ عمر ابن عمي وشحادة ابن عمي وأخي أحمد وبضعة أشخاص، وكان موجودًا حسان عبود هناك هو  وأبو طلحة (عبد الناصر الياسين) وشخص ثالث، والشخص الثالث كانت هذه أول شخصية نراها [من المهاجرين الأجانب] وهو عرّف عن نفسه أنه من درعا ولكنه ليس من درعا وهو شخص أصبح الآن معروفًا وهو قائد جند الأقصى أبو عبد العزيز القطري، فجلسنا وبدأنا نتحدث وأنا لم أتحدث وقلت للشباب الذين معي: أنتم تكلموا مع حسان وأقنِعوه، فتكلم معه الشيخ آمر صاحب المنزل والدعوة وقال: إن أبو محمود التقى مع شخص وهذا الشخص يريد أن يدعم ثوار سهل الغاب وجبل شحشبو ونحن كنا تنسيقية واحدة ونعتبر أنفسنا واحدًا في تلك الأثناء ولكن هذا الشخص اشترط موافقتك، وبدأ حسان عبود يتحدث بالدين، وأنا بالنسبة لي كل حديثه كان عبارة عن لفّ ودوران، فقال: من فضل الله استطعنا إيصال سلاح إلى إخوتنا في درعا وإلى دير الزور وبانياس، ثم تحدث معه أبو أزهر -وطبعًا حسان لا يجيبه بالقبول أو النفي يعني [لا يقول إنه] موافق أو غير موافق وإنما يقول: من فضل الله استطعنا إيصال السلاح إلى حلب وكذا- وتحدّث معه الأستاذ عمر وكان جوابه نفس الأمر وكل حديثه كان مراوغة ويتحدث أنه استطاع إيصال السلاح إلى سورية وهذا الحديث تقريبًا استمر إلى ساعتين ولم يصل معه أحد إلى نتيجة.

قلت لهم: هل انتهيتم؟، قالوا: نعم، فقلت: إذًا جاء دوري أنا سأتحدث معك يا حسان، وطبعًا بحسب كلام حسان الذي قاله فإنه لا يوجد منطقة في سورية إلا وأوصل لها السلاح وأما أبو عبد العزيز القطري فكان يشارك في الحديث ويتحدث عن كابول وعن فتح المدن الأفغانية ومعارك الشيشان، وأيضًا أبو طلحة كان يشاركهم بعض الأحاديث وبطولات المجاهدين، فقلت لهم: الآن جاء دوري اسمحوا لي بالحديث، وطبعًا هم في البداية طلبوا مني الحديث فقلت لهم: سيتحدث معكم الشباب في البداية، وعندما لم يصلوا إلى نتيجة قلت لهم: الآن سأتحدث ويجب أن تسمعوني، وأنا في قرارة نفسي كنت منزعجًا منه كثيرًا وكنت أريد قتله في داخل المنزل، وقلت له: اسمع يا هذا، إنه سابقًا كان يوجد شخص نصاب في لبنان يشبهني ويلعب القمار مثلي ويلاحق النساء مثلي ويسكر مثلي وهذا النصاب أفلس وجاءت جارته من أمريكا وقرر أن ينصب (يحتال) عليها- حاول حسان مقاطعتي لكنني أسكتّه وتكلمت معه بنبرة قوية، وأنا كنت أضع موضوع قتله بين عيني- وقلت له إن هذا الرجل ذهب إلى صديقه وقال له إن وضعي على الحديدة (مفلس ماديًا) وعليّ الكثير من الديون وما أريده منك أن تساعدني وأحتاج إلى مبلغ 10 آلاف دولار وأريد أن تستأجر لي سيارة لمدة شهر وكل يوم يجب أن أقوم بتبديلها بالإضافة إلى حجز فندقي وأنا خلال شهر سوف أعيد لك كل هذا المال بالإضافة إلى الأرباح أرجوك يا صديقي لا يوجد عندي إلا هذه الفرصة فساعده صديقه ثم ذهب هذا الشخص إلى جارته ورحّب بها ودعاها وبدأ بالحديث معها وهو يريد النصب (الاحتيال) عليها ولكنه فتح معها قصة حب وبدأ يتحدث لها عن عائلته وعندما يمرّون من جانب فندق يقول لها إن هذا الفندق لوالدي وهذا المطعم لوالدي وكل يوم كان يقوم بتغيير السيارة بسيارة أحدث منها وهو كان يدّعي أن لديه معرض سيارات ولكن هذه البنت شكّت به، فقالت له: يبدو أن عائلتكم ليست ديمقراطية وقالت له: كل شيء للوالد ألا يوجد شيء للوالدة؟ فقال لها إن هذه البناية (البناء) لوالدتي، فقالت له: يكفيك كذبًا، فقال لها: انتظري، وأوقف سيارته بجانب هذه البناية ومدّ يده [من شباك السيارة] وهو يشير (بإصبعه الوسطى) إلى أحد الأشخاص الجالسين على شرفة البناية وقال له: لمن هذه؟ فأجابه الشخص: هذه لوالدتك، وهنا قلت لحسان عبود: وهذا أنت، كل شيء للوالد، وزّعت سلاحًا إلى كل سورية، وماذا عن سهل الغاب وجبل شحشبو؟ أليس لهم شيء؟ وأنا هنا فقدت أعصابي وأمسكني أحد الشباب وقال لي إن الأمور سيتمّ حلّها. 

أنا خرجتُ من الغرفة إلى الشرفة وأنا كنت أنوي قتله، ثم قام حسان عبود حتى يرتدي حذاءه ومرّ بجانبي أحنى رأسه وقال: اقتلني يا أبو محمود أنا أعرف أنك تريد أن تقتلني، فقلت له: لستَ ممن يُقتل هكذا، وهو أنجى نفسه بهذا الأسلوب، ولكنني كنت أريد قتل حسان عبود، وأنا في تلك الأثناء كنت قادرًا على قتله، وهذا هو موضوع الدعم، وهذه كانت إجابة حسان عبود ورفَض، وفي النهاية وصل إلى قرار وقال: أنا ليس لي علاقة بالقبول أو الرفض، وهو رفض استقدام الدعم إلى سهل الغاب وجبل شحشبو.

موضوع أبو حسن المهاجر اعتقد هو فقط في سبيل أن أذهب وألتحق مع حسان عبود، وقد يكون الأمر بهذا الشكل وأنا لا أعرف خطتهم لأنهم عرضوا علي سابقًا وقالوا إنه يمكنك أن تستلم القيادة العسكرية وقلت لهم إن هؤلاء الجماعة لا يمكنني التعامل معهم بأي شكل، يعني قد تكون هذه هي خطّتهم وقد تكون خطّتهم حتى يُظهروا لي أنهم أقوياء، ونحن ليس لنا دور جانبهم.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/01/13

الموضوع الرئیس

الدعم المالي

كود الشهادة

SMI/OH/74-25/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

تشرين الثاني/ نوفمبر - كانون الأول/ ديسمبر 2011

updatedAt

2024/04/26

المنطقة الجغرافية

محافظة حماة-شهرنازمحافظة إدلب-جبل شحشبومحافظة حماة-الحويزمحافظة حماة-تل واسط

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جند الأقصى

جند الأقصى

سرية ذئاب الغاب

سرية ذئاب الغاب

الشهادات المرتبطة