الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

إيصال الدعم العسكري إلى حمص والعمل مع هيئة حماية المدنيين

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:18:17:15

عدتُ إلى جبل الزاوية وذهبت بنفس اليوم إلى مصطفى قنطار من أجل مداهمة الجيش، وقلت له: يا مصطفى يجب علينا مداهمة الجيش قبل أن يعرف الجيش أنني موجود هنا حتى نفاجئه، فقال لي: إن الموضوع تغيّر وليس كما السابق، فقال: سابقًا لم يكن يوجد إلا زعتر واحد والآن أصبح يوجد ألف زعتر، وقال: أنا لو أردت الجيش فيمكنني خلال نصف ساعة القضاء على كل العساكر، ولكنني أريد أن يبقى الجيش هنا حتى لا يقصف الطيران القرية بالبراميل، ولم أصل معه إلى حل وودّعته وقلت له: لا يوجد مشكلة، توكّل على الله. 

أنا عندما عدت ذكرت أن الشباب الذين ينتظرونني لم يكن معهم أكثر من 20 بندقية ووضعهم تعيس جدًا، فعدت إلى المقر ليلًا وبدأ الشباب وأقاربي يجتمعون حولي، وبعد يومين بدأت عمليات التحرير في جبل الزاوية، وأول التحرير كان في بلدة كنصفرة وهجم الناس على الجيش ونحن من جملة هؤلاء الناس وأصبح يوجد غنائم وبنادق ورشاشات في تحرير جبل الزاوية ثم بدأ تحرير كفر نبل وأيضًا شاركنا فيها وغنمنا منها، وطبعًا خلال غيابي أُلغيت سرية ذئاب الغاب ولم يعُد يوجد شيء اسمه سرية ذئاب الغاب وانضمّ الشباب الذين كانوا معي إلى جميل رعدون المقدم جميل رعدون واشترط عليهم جميل رعدون إلغاء تسمية ذئاب الغاب وهم انضمّوا إليه ولكن لم يأخذوا منه دعمًا ولا أي شيء. 

فأنا عندما وصلت وبدأت المعارك والغنائم جاء أقاربي من أبناء عمي والرجال الكبار وجمعوا مبلغًا من المال وأعطوه لي، وقالوا: خذ هذا المال وتصرّف به وأي شيء تحتاجه نحن معك، وكان المبلغ في ذلك الوقت كبيرًا وكان الدولار لا يزال سعره 60 أو 70 ليرة سورية، وسلمت هذا المبلغ لأحد الشباب وبدأنا نعمل على أنفسنا واشترينا سيارة وبدأنا نتنقل وأنا بدأت بالتواصل مع الناس وكان يوجد شخص من حماة اسمه أبو سليمان ولديه تشكيل في تلك الأثناء اسمه فرقة سليمان المقاتلة، وكانت علاقتي مع أبو سليمان طيبة قبل سفري وعندما عدت تواصل معي وقال: تعال ويوجد عندنا معركة في حارم وسلقين، فجمعت الشباب وذهبنا إليه من أجل المشاركة في المعركة وشاركنا في المعركة وغنمنا منها، وأيضًا أعطانا مبلغًا من المال وسلاحًا وذخيرة قبل مشاركتنا بالمعركة وبعد المشاركة، وبدأنا نعمل بهذا الشكل.

أنا من أوصلني إلى عقيربات هو أبو عرب، وأبو عرب أوصلني مع شخص اسمه أبو سعيد شمسي باشي (أحمد حوري شمسي باشا- المحرر) من حمص، وأنا تواصلت مع أبو سعيد شمسي باشي وقال [أبو عرب] إن هذا الرجل هو شخص جيد وهو مع الثورة وهو داعم للثورة، وأنا تعرفت إلى أبو سعيد على الهاتف على السكايب فقط وأبو سعيد عرّفني عن نفسه وقال بأنه المسؤول عن هيئة حماية المدنيين، وكانت هيئة حماية المدنيين فقط موجودة في حمص، ونحن في جبل الزاوية كان يوجد عندنا معارك وهنا قمنا بتفعيل الكتيبة التي كانت تنقل الجرحى والمصابين والأشخاص الذين يريدون الهروب [إلى تركيا]. أصبح لدينا أربع سيارات لنقل الناس بقيادة أبو سعيد الغاب وكانت نقطة التمركز هي في القرية التي يجلس فيها وأحيانًا يصل إلى جبل الزاوية وجبل شحشبو ثم يعود، وكان يوجد دعم من أبو ريان (ناجح عزيز) ومن المجلس العسكري وهنا تم تأسيس المجلس العسكري في فترة غيابنا بقياده العقيد عبد الرزاق فريجة والمقدم جميل رعدون -الذين كان يصل إليهم المال في الثورة- وكانوا يدعمون برنامج إيصال الناس من وإلى تركيا.  

وفي أحد الأيام اتصل معي أبو سعيد شمسي باشي وسألني: أين أنت؟ فقلت له: في الغاب، ونحن كان عندنا شهيد استُشهد وأخذناه من تركيا إلى هناك من أجل تشييعه في منطقتنا في سهل الغاب وهو الشهيد سامر داعور أبو غازي وبعد تشييعه جاءني اتصال من أبو سعيد شمسي باشي وقال لي: أين أنت؟ فقلت له: أنا في الغاب وسألني: كم تحتاج من الوقت حتى تصل إلى إسطنبول؟ وقال: أنا موجود في إسطنبول ونحتاجك بشكل ضروري جدًا جدًا، فقلت له: سآتيك بأسرع ما يمكن، فقال: أنا أستطيع انتظارك كأقصى حد ثلاثة أيام وبعد ثلاثة أيام يجب أن أسافر، وهذا الكلام كان في يوم جمعة، فقلت له: سأحاول، وهذا الحديث الساعة 01:00 ظهرًا فذهبت مباشرة من سهل الغاب إلى جبل الزاوية وطلبت من الشباب إيصالي إلى الحدود.

ذهبت إلى جبل الزاوية وطلبت منهم إيصالي إلى الحدود التركية من أجل الذهاب إلى تركيا فأوصلني الشباب وكان الجيش قد انتشر على الحدود ولكن نحن كان لدينا وسائل للتنقل وفي تلك الفترة الزمنية كنا نتنقل إلى تركيا من منطقة دركوش وأنا عندما أصل إلى عين الزرقا يأتي شخص وبعد عين الزرقا ب 500 متر يوجد حاجز للجيش ويأتي شخص وينتظرني وأنا أقطع النهر (نهر العاصي- المحرر) ويأخذني بالدراجة النارية لمسافة 01 كيلومتر ثم أعود وأقطع النهر بسبب وجود حاجز من الجهة الأخرى ثم أمرّ من خلال الجيش حتى أصل إلى الحدود، وطبعًا الشباب المسؤولون عن هذا الأمر في تلك المرحلة هم حيان الدوش أبو عبدو وباسل حداد وشخص يقال له جريبان ومصطفى -رحمه الله-، وكل شخص منهم لديه فريق عمل مكوّن من 10 أو 15 أو 20 شخصًا، وكانوا يخدمون الثورة بدون قيد أو شرط، والمنطقة التي نقطع (نعبر) منها إلى تركيا يجب عليك أن تمشي فيها 2 أو 3 كيلومترات ويصل الطين للركب في فصل الشتاء ونقطع النهر بقارب عن طريق حلّة (قِدر كبير) ومربوطة بحبل من طرفيها ويشدّونها من ضفتي النهر ويعبرون بالناس، وأنا لديّ أفضلية عند هؤلاء الجماعة.

اتصلت على جماعتي في دركوش وقلت لهم: أنا أريد الدخول إلى تركيا بشكل ضروري، فقالوا: هذا الأمر مستحيل لأن الجيش منتشر لأنه يوم جمعة، فقلت لهم: يجب عليكم إيجاد حلّ، فكان مصطفى -رحمه الله استُشهد فيما بعد- ركب دراجته النارية مع زوجته وطفلته التي تبلغ من العمر أسبوعًا خلفه وجاء إلي عين الزرقاء وهو لم يكن يستطيع المجيء إلا ومعه زوجته، فوصل إليّ وعندما وصل أنا قمت بقيادة الدراجة النارية وركب هو خلفي مع زوجته وبنته ومررنا من حاجز الجيش، وأوقفنا العسكري ثم سمح لنا بالمرور، وأيضًا ووقفنا على حاجز ثانٍ في دركوش وأيضًا قطعنا هذا الحاجز وبعدها دخلت إلى أنطاكيا، وهنا كان يوجد لنا علاقات مع شباب سوريين وأتراك، وأخو أبو علي شهاب كان موجودًا في تركيا وكنا نتواصل معه وكان معه سيارة وكان عندي أكثر من اتصال في تركيا من أجل التنقلات، وأنا مباشرة حجزت بالطائرة ووصلت إلى إسطنبول الساعة 09:00 بنفس اليوم واتصلت مع أبو سعيد وقلت له: أنا أصبحت في إسطنبول، وجاء هذا الرجل إليّ وأخذني وحجز لي غرفة في الفندق واستضافني وقال: اذهب وارتَح اليوم، وغدًا سنتكلم، وفي اليوم الثاني اجتمعنا أنا وأبو سعيد وشخص ثالث هو موجود الآن وهو منذر سراس أبو عبادة قائد فيلق الشام حاليًا، وتحدثوا حول إيصال دعم إلى حمص وهناك من حدود لبنان بدأ حزب الله بالتضييق عليهم وقالوا لي: نحن لا نعرف أحدًا في الشمال ولا يوجد لنا أحد غيرك، فقلت لهم: أنا جاهز ولا يوجد عندي مشكلة، وقالوا: أي شيء تحتاجونه نحن سندعمكم، ثم وصلنا إلى اتفاق مع بعضنا، أنه أنا من سينقل الدعم إلى حمص، هم يقومون بإيصال هذا الدعم إلى الحدود التركية وأنا أوصله إلى حمص، وقسم من هذا الدعم أنا أشتريه بالمال وهم يدفعون الثمن وأنا أوصله إلى حمص، وتم الاتفاق على هذا الشكل وقالوا لي: اشترِ سيارات من أجل النقل وأعطوني مبلغًا من لشراء السيارات، وفعلًا كان ذلك واشترينا السيارات وبدأنا. 

وسألوني: ماذا تحتاج حتى يكون عملك أسهل وأسرع؟ فقلت لهم: ما أحتاجه الآن هو قبضات (أجهزة اتصال لاسلكية- المحرر) من أجل الاتصال لأن الاتصالات شبه انقطعت في سورية في ذلك الوقت، فقلت لهم: أريد قواعد وقبضات يكون مداها بعيدًا حتى نتواصل مع بعضنا، وفعلًا اتصلوا مع شخص في إسطنبول ويبدو أنه كان مختصًّا بهذا الموضوع وذهبت معه واشترينا 100 قبضة وثلاث قواعد من أجل الاتصال، ووضعنا قاعدة في الشمال عند أبو سعيد في منطقة مرتفعة وقاعدة في جبل الزاوية وقاعدة في المنطقة الشرقية عند جماعة أصدقائي -أدخلتهم لاحقًا بالثورة- من عرب الدولة (قبائل)، وأصبح لدينا شبكة اتصال قوية ويمكنك الاتصال من باب الهوى إلى الغاب وإلى جرجناز ومع أبو سعيد وقلعة المضيق، ثم طلبوا مني تشكيل لواء و[قالوا:] نحن سندعمكم، فشكّلنا لواء ذئاب الغاب وبدأنا نعمل مع هيئة حماية المدنيين بدعم ارتجالي سواء أعطونا أم لا، وكان أكثر الدعم للواء عائليًا.

نحن انتقلنا وأصبح لدينا أبو سعيد في الشمال ونقلنا نقطة ثانية من عندنا إلى الشمال وهي بقيادة أخي أحمد، يعني نحن كان عندنا عدة كتائب في اللواء وتم أخذ من كل كتيبة عنصرين أو ثلاثة ومبلغ من المال، وكان العناصر مسلحين ويريد سيارة واحدة فقط أو سيارتين إن أمكن ذلك وهو سيعمل في الشمال في ريف جسر الشغور الشمالي في دركوش وهذه المنطقة في سهل الروج، وكان عندنا أبو سعيد هناك ولكن أبو سعيد كان متفرغًا في تلك الأثناء لنقل الجرحى والمصابين والناس الخائفين من الحرب ومن بطش النظام، وقمنا بتلبية طلب أخي وذهب أخي في البداية إلى أقاربنا في منطقة البالعة، وبعد عدة أيام حصلت مداهمات على الجيش ودُوهِم الجيش في سلقين وانسحب الجيش وبدأ تحرير المناطق في الشمال، وأنا كما ذكرت عدت إلى سورية في أول يوم في رمضان فمن رمضان وحتى عيد الأضحى أصبح لدينا تقريبًا 300 أو 400 قطعة سلاح بالإضافة إلى مضادَّي طيران (رشاشات ثقيلة) محمولة على السيارات وذخيرة ومال، وضحّينا للشهداء في عيد الأضحى 50 أضحية في تلك الأثناء في 2012، وخلال ثلاثة شهور -من أول يوم رمضان الذي عدت فيه ليوم العيد (الأضحى)- أصبح وضعنا مختلفًا تمامًا عما سبق.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/01/13

الموضوع الرئیس

الدعم المالي

كود الشهادة

SMI/OH/74-28/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

تموز/ يوليو - آب/ أغسطس 2012

updatedAt

2024/04/26

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-جبل الزاويةمحافظة إدلب-منطقة جسر الشغورمحافظة إدلب-كنصفرةمحافظة إدلب-كفر نبلمحافظة إدلب-سلقينمحافظة إدلب-منطقة حارممحافظة حماة-عقيرباتمحافظة إدلب-دركوش

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

فيلق الشام

فيلق الشام

لواء ذئاب الغاب

لواء ذئاب الغاب

المجلس العسكري الثوري في حماة

المجلس العسكري الثوري في حماة

فرقة سليمان المقاتلة

فرقة سليمان المقاتلة

هيئة حماية المدنيين

هيئة حماية المدنيين

معلومات الشاهد

الموضوعات المرتبطة

الكلمات المفتاحية

الشهادات المرتبطة