الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مظاهرات جمعة العزة في حمص

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:25:19:17

[وصلنا إلى] يوم 24 آذار/ مارس 2011 وهو كان يوم خميس وهو كان اليوم التالي للأحداث الدموية التي حصلت في درعا في يوم الأربعاء واقتحام المسجد العمري عند صلاة الصبح وما جرى فيها ونحن من الجمعة السابقة أخذنا القرار أننا سوف نخرج في يوم الجمعة التالية بعد الشرارة الأولى التي خرجت من مسجد خالد واتفقنا على أن نخرج، ولكن جاء يوم الخميس فجلسنا في جلسة مسائية ونحن كنا عدة أشخاص نثق ببعضنا وأطلعنا بعضنا أننا سوف نخرج في اليوم التالي وطبعًا خلال النهار في يوم الخميس اتفقنا أن كل شخص له صديق يعرفه ويثق به بشكل كبير يخبره أنه يوم الجمعة سوف نخرج من المسجد (من مسجد حينا) وطبعًا حصل نقاش أنه من أين سوف نخرج؟ فأخبرنا أصدقاءنا في الأحياء الأبعد ونحن في حي كبير وعدد سكانه 100 ألف تقريبًا أو 85 ألف قبل الثورة وبجانبه أحياء مثل حي البياضة والخالدية وكان لدينا معارف في الحي ويوجد أمر من مسجد في الحي وليس جميع الناس سوف يصلون في هذا المسجد الذي قررنا الخروج منه وهو مسجد مركزي ورئيسي وعلى الطريق العام، ولكن ربما بعض الناس لا يصلون به أو لا يعرفون أنه سوف يخرج منه شيء أو سوف تخرج منه في هذا اليوم مظاهرة فأخبرنا الشباب وأنا عندي صديق في الحارة الغربية وصديقي لديه صديق في الحارة الشمالية أخبرناهم أننا غدًا سوف نخرج مظاهرة وعليكم الاستعداد فدعونا أشخاصًا ونحن المجموعة التي اجتمعت وقررنا الخروج، وفي يوم الخميس ليلًا وفي يومها كان يوجد خطاب لبثينة شعبان وهي وعدت فيه بإصلاحات، ولكن نحن كنا نجتمع وكان عددنا تقريبًا 20 شخصًا في مضافة أحد أعمامي- حفظه الله- هو لا يزال على قيد الحياة وهو ليس لديه علم باجتماعنا نحن الشباب ولو كان لديه علم ربما حصلت مشكلة وهو ابن عم الوالد وأولاده من جيلي ومنهم فايز نفسه الذي شارك في المظاهرة السابقة في [الجامع] الأموي.

 فجلسنا في المضافة وسألنا الشباب ما هو الترتيب غدًا؟ فقالوا: نحن جاهزون حتى نخرج وسوف نخرج في المظاهرة ونشارك، والجميع كان مستعدًا وعندما أتذكر هؤلاء الأشخاص العشرين تقبل الله من استشهد منهم -أغلبهم استشهد- وجزء منهم معتقل، صالح استشهد وفايز اعتُقل ووصلت أخبار أنه استشهد وفارس جاءت شهادة وفاته من النظام ضمن المعتقلات، ويوجد عدة أشخاص منهم استطاعوا النجاة، ولكن الأغلبية وأنا الآن عندما أذكر الشخصيات التي حضرت في ذلك الاجتماع كنا شبابًا تقريبًا أعمارنا متقاربة في العشرينات وحتى الأصغر سنًا لم نسمح له بالدخول الى الجلسة حتى لا يسمع شيئًا ويسرب الأخبار. ونحن أخذنا ترتيبات واحتياطات أمنية، ومن ضمن الحديث الذي دار أنه علينا اتخاذ قرار من أين سوف نخرج فكان يوجد رأي أن نذهب إلى السوق ونخرج من مسجد خالد بن الوليد أو من المسجد الكبير، فارتأينا واتفقنا على أن نخرج من مسجد أبو بكر الصديق الذي هو في حينا وكان هذا هو ربما أشجع القرارات التي اتخذناها لأنه في يومها كانت الأمور متجهة وكان يوجد مسجد في وسط السوق وإذا صليت في السوق فأنت يمكنك النجاة بنفسك ولا تظهر، ولكن أنت تخرج من مسجد حيك وكل الناس الذين هم حول المسجد يعرفونك ويعرفون أهلك ووالدك ويعرفون كل شيء عنك لأنهم أهل حي وأنت تلقائيًا أصبحت معروفًا 100% لأنك خرجت في هذه المظاهرة، ولكن نحن اتخذنا هذا القرار وأننا سوف نخرج من مسجد أبو بكر الصديق الذي هو المسجد الأكبر تقريبًا في دير بعلبة على الطريق العام وطبعًا الطريق العام هو يفصل بين حيي دير بعلبة الشمالي والجنوبي وهو طريق دولي لأنه يصل حمص بالسلمية في ريف حماة ثم الرقة وهذا الطريق دولي رئيسي يصل بين المحافظات ودائمًا السيارات تسير عليه والمسجد بابه على الطريق ونحن سوف نخرج من باب المسجد ونمشي على هذا الطريق، وكل قرى ريف حمص الشمالي الشرقي تقريبًا مثل المشرفة وكل القرى التي حولها وصولًا إلى السلمية في ريف حماة وصولًا إلى الرقة كل السيارات يجب أن تمر من هنا وهو طريق حيوي ونحن سوف نخرج إلى هذا الطريق ومن هذا المسجد وهو مسجد كبير. فاتفقنا أن نخرج غدًا من هذا المسجد، وأخبروا الشباب الذين تم التنسيق معهم وإبلاغهم أن الخروج سوف يكون من هنا.

أيضًا أذكر أنني قلت لهم: إن هذا المسجد يخطب به خطيب من عندنا من الحي اسمه خالد الياسين، وحتى في تلك الفترة هو كان يقوم ببناء منزل بجانبنا الرجل سوف يصبح جارنا ويوجد معرفة بينه وبين أهلي وهو تقريبًا من القلة عندنا في الحي الذين معهم دكتوراه في الشريعة، ولكن هو شخص حزبي (ينتمي إلى حزب البعث الحاكم) وأنا توقعت منه وأنا أعرف شخصيته وجلست معه عدة مرات وأنا توقعت أنه غدًا سوف يهاجمنا أو يتحدث بشيء ضد المظاهرات وضد الأحداث التي تحصل في درعا وضد محاولات الحراك التي كانت تحصل. وأذكر أنني قلت للشباب: إن غدًا إذا تحدث خالد الياسين علينا وبدأ يؤنبنا فلا أحد يتسبب بمشكلة معه لأن أحد من أبناء عمومته أو أقاربه الذين يصلون في المسجد سوف يتشاجر معنا وقلت لهم: دعوه يتكلم بما يريد وهو غدًا سوف يتحدث علينا وعلى المظاهرات ولن يأخذ موقف يرأف بالشيء الذي حصل في درعا ويتساهل قليلًا، لا سوف يتشدد ويتحدث بنمط حزبي عالي المستوى، وأنا أعرف شخصيته. وقلت لهم: سوف يفعل ذلك فلا تصطدموا معه ويجب أن يمر هذا الأمر (يغض الطرف عن ذلك) ثم بعدها سوف نخرج من المسجد وحتى لو مشينا 50 مترًا خارج المسجد فنحن سوف نكون حققنا إنجازًا، بمعنى أننا حققنا نقطة تظاهر. وهكذا اتفقنا ثم انتهت الجلسة وأذكر أنني في يومها نمت أنا وأخي -تقبله الله- نمنا عند ابن عمي وفي نفس هذه الليلة في ليلة 25 آذار/ مارس خرجت مسيرات مؤيدة في الأحياء المجاورة في حي الزهراء والعباسيين والمهاجرين الملاصقين لحينا من الجهة الجنوبية ونحن كنا نسمع أصوات الهتافات وأبواق السيارات التي كانت لديهم كانت مسيرة استباقية في ليلة الجمعة وهم كانوا يتحسبون كثيرًا أن يحصل شيء في حمص في اليوم التالي لأنه في الجمعة الماضية حصلت شرارة صغيرة ويوجد أحداث كبيرة وتطورات في درعا وغيرها فتحسب المؤيدين والنظام أنه سوف يخرج شيء وبالتالي استبقوا الأمر بخروج مسيرة مؤيدة ونحن كنا موجودين عند ابن عمي. وفي اليوم الثاني صباحًا ذهبت إلى منزلي وتوضأت وجهزت نفسي للصلاة والوالد -حفظه الله وأطال الله بعمره- انتبه علي وعلى أخي وأنا عمري 23 سنة تقريبًا وأخي يصغرني بسنتين ونحن كنا جاهزين ومتفقين وكان أخي موجودًا معي في الجلسة فانتبه علينا أننا مشلوشين (متوترون) فقال: يبدو أنه لديكم شيء وتنوون على شيء. وهو يعرف توجهنا فقلت له: نحن نوينا الخروج وسوف نخرج من مسجد أبو بكر في مظاهرة فقال: اهدؤوا قليلًا وأنتم لا تعرفون هذا النظام وعليكم الانتظار حتى نرى ماذا سوف يحصل، يعني هو حاول منعنا فقلت له: نحن نعرف ماذا سوف يحصل، ولكن سوف نخرج مهما تكن النتائج ونحن كنا فعلًا نتوضأ وضوء المودع وكنت أنظر إلى أبي وأمي وكأنني لن أراهم مرة ثانية لأن الخروج في ذلك الوقت وكل ما حصل بعدها لم يكن بالنسبة لي بخطورة هذه اللحظات وبالتالي كنا ننظر لهم أنه إذا لم يطلقوا علينا النار كما حصل في درعا يمكن أخف الاحتمالات أنهم سوف يطوقوننا وسوف نعتقل، والاعتقال عندنا كان مرتبطًا بفترة الاعتقالات السابقة، ولا يوجد شخص يعتقل لسبب سياسي ويخرج قبل 17 و 20 سنة ويبقى طوال عمره في السجن يعني أنت سوف تنتهي حياتك سواء متّ أو اعتقلت وبالتالي كنت أراهم بنظرة الوداع وأخي -تقبله الله- عبد الهادي جاء وسلم على أبي وأمي وقبلهم قبلة مودع. أنا كابرت قليلًا كنت أريد إعطاء أهلي معنويات ولا أريد أن يحسوا أنهم فقدونا، ثم ذهبنا أنا وأخي الى هذا المسجد، وأثناء الطريق كنت ألاحظ ونحن لأننا في حي شعبي فأغلب الناس يعرفون بعضهم وأنا كنت ألاحظ كثرة الغرباء القادمين إلى المسجد الذين يرتدون المعاطف الجلدية في فصل الربيع وهذه المعاطف الجلدية يرتديها عناصر المخابرات ونحن كنا نعرف الأشخاص الغرباء الذين هم ليسوا من المنطقة وهم غالبًا من المخابرات. كان عناصر الأمن يحضرون الخطب في المسجد سابقًا ولكن في يومها كان ملاحظًا زيادة العدد فذهبنا وصلينا وأنا أذكر من الأمور التي اتفقنا عليها وأوصيت عليه أنه نحن عندما نجلس في المسجد -وهو مسجد كبير- فأوصيت ألا يجلس الشباب في مكان واحد أو زاوية واحدة بجانب بعضنا وعلينا التوزع ضمن المسجد تحسبًا إذا حصلت مواجهة داخل المسجد إلى تطويق حتى لا يتم حصارنا في زاوية واحدة، وفعلًا توزعنا نحن العشرون الذين اجتمعنا في الليلة الماضية بالإضافة إلى الضيوف الذين جاؤوا من أصدقائنا المقربين من خارج الحي وجاؤوا وصلوا في هذا المسجد حتى يخرجوا في هذه المظاهرة والعدد لم يكن كبيرًا وأعتقد لا يتجاوز عددنا 60 إلى 70 شخصًا والمسجد في صلاة الجمعة يوجد فيه عدد ضخم.

بدأت الخطبة و بدأ خالد الياسين يخطب مباشرة وبدأ يتحدث عن موضوع خفافيش الظلام وخفافيش "الفيسبوك" وقال: هؤلاء هم الذين يريدون تخريب البلد وكذا وكذا ويجب علينا مواجهتهم ولا يجب أن نسمح بالتخريب وأذكر أحد أبناء عمي وهو أصغر مني نظر إلي وقال: لم أعد أستطيع الصبر على كلامه، ولكنني كنت أشير له بالهدوء ثم ازداد الاحتقان لدى المصلين الآخرين الذين ليس لهم علاقة والذين لا يريدون الخروج، وبدأ الناس يضجّون لأن خطبته طالت، وبدأ يتحدث بكلام قاس أكثر وأكثر. وبين الخطبتين الأولى والثانية شخص من الشباب الذين جاؤوا حتى يخرجوا معنا وهو من حي بعيد عنا، ولكنه جاء حتى يحضر هذه الخطبة حتى يخرج معنا من المسجد وقف هذا الشخص بين الخطبتين وهو كان في الصفوف الأمامية فقال له: يا شيخ أنت تتحدث عن التخريب ولماذا لا تتحدث عن الظلم؟ فقال له الشيخ: أسكتوه وأخرجوه، وهذا الشخص منهم وهذا مخرب، وعندما قال ذلك فإن جميع الموجودين في المسجد ولأنهم كانوا محتقنين من طريقة الخطبة والشيء الذي حصل في درعا قام الجميع وصاحوا وبدؤوا ينتقدون الشيخ فقطع الشيخ الخطبة ونزل لأن جميع المصلين بدؤوا يطلبون منه النزول فنزل الخطيب ونحن هنا أصبح لدينا مساحة حركة أكبر، وأحد الشباب من ضيوفنا الذين جاؤوا وقف وصاح: "الله أكبر" وكان بجانبه عنصر مخابرات فضربه وبسبب كثرة الناس الذين ضجوا لم يتم تمييزنا وأننا سوف نخرج لأن المسجد كله انفض ويوجد جزء خاف وركض من المسجد بدون أحذيتهم وحصلت ضجة كبيرة في المسجد وحتى إننا بدأنا نحرض الناس في المسجد للخروج وبدأنا نحاول أن نكسب أكبر عدد ممكن وأذكر عندها جاء إلي شاب صديقي وقال لي: يا أنور ماذا تفعلون؟ وماذا يحصل؟ فقلت له: نحن نريد الخروج ضد هذا الظالم.

ابن عمي وصهري -بعدها أصبح صهري- كان يركض داخل المسجد ويقول: ألا ترون ماذا حصل في درعا؟ وهو كان يحفز الناس ودموعه تنهمر في تلك اللحظة ثم خرج الناس وهؤلاء ناس فرغوا احتقانهم ضد الشيخ وأنزلوه ونحن استغللنا الفرصة وخرجنا ولم نصلّ في يومها هو صلى ورائه صف ربما ونحن خرجنا حتى نكمل المظاهرة، ونحن الآن بدأ الأمر عندنا فسوف نخرج في المظاهرة التي اتفقنا عليها. وفعلًا خرجنا وأصبحنا نهتف خارج المسجد: "الله أكبر" و"الله سورية حرية وبس"و"حرية حرية" وأيضًا بسبب الأحداث في درعا كنا نهتف: "بالروح بالدم نفديك يا درعا" فخرجنا من المسجد ومشينا على الطريق العام والعدد كان بالعشرات يعني أقل من 100 شخص ومشينا باتجاه الطريق العام باتجاه الغرب يأتيك [حي] البياضة باتجاه مركز المدينة وأنا قبل يوم كانت أقصى آمالنا أن نمشي فقط 100 متر وبعدها نتفرق لسبب ما، ولكن المهم أن نمشي ويكون هذا خبر هام.

أذكر أننا مشينا تقريبًا 100 متر وفي حي البياضة القريب يوجد مركز الأمن الجنائي (فرع الأمن الجنائي) للمنطقة كلها فجاء عقيد ومعه عناصر وقال: يا شباب اهدؤوا، ولكن لم يرد عليه أحد وأكملنا المسير وهو ركب سيارته وغادر ونحن استمررنا والتقدم مستمر. وطبعًا كان يوجد سبب أنه لم يوقفنا أحد، وهو أنه اشتعلت المظاهرات داخل مركز المدينة وحمص كانت قد انتفضت في مركز البلد عند الساعة الجديدة تحديدًا من عدة مساجد وكان الأمن مشغولًا هناك بشكل كبير. ونحن قطعنا هذا الحي ودخلنا الى البياضة وأصبح عددنا في المظاهرة كبيرًا وهي موثقة على "اليوتيوب" وهي كانت من أول المقاطع التي رفعتها بعد عودتنا التي صورها أبناء عمي بهواتفهم وأنا رفعتها على "اليوتيوب" وهي كانت من أول المقاطع التي خرجت من هناك.

مشينا ووصلنا الى حي الخالدية إلى مسجد النور المشهور في ذلك الحي ونحن كنا نحتاج أيضًا الى مسافة بسيطة ونصل إلى مسجد خالد لأنه على طرف الخالدية من الغرب ونحن وصلنا إلى مسجد النور وهو ضمن حي الخالدية وعندما وصلنا واجهنا الأمن هنا والأمن هنا كان لديه تكتل بشري ويوجد معهم جزء من الشبيحة غير مسلحين ويقفون بجانب الأمن من الأحياء الموالية الملاصقة للخالدية الملاصقة [لحي] كرم شمشم وبدؤوا يضربون الحجارة علينا ثم أطلقوا النار فوق رؤوسنا بعض الطلقات فانفضت المظاهرة وتوقفت المظاهرة. ونحن أحسسننا أننا أنجزنا إنجازًا كبيرًا ونحن مشينا على الأقدام تقريبًا مسافة 2 كيلو متر ثم عدنا بنفس الطريق وعندما وصلنا إلى الحي أنا أذكر أنه لم يكن أي شخص منا إلا وصوته مبحوح وكل الأصوات بحت بسبب الهتافات التي كانت تخرج من القلب.

عدنا وتفقدنا بعضنا واجتمعنا في مكان غير منازلنا لأننا حسبنا أن الأمن عرفنا وسوف يداهم منازلنا، فذهبنا إلى منزل أحد أصدقائنا وهو لم يخرج معنا وجلسنا عنده في المنزل وبدأنا نتفقد بعضنا فقلت لهم: أين هو حمدان؟ وهو ابن عمي الذي كان في المسجد فقال لي أحد أبناء عمي: أنه عندما عدنا أنا رأيت أنه ركب في تكسي (سيارة أجرة) وذهب وهو كان يرتدي كنزة حمراء والأمن الذي خلفنا انتبه إلى الشخص الذي يرتدي كنزة حمراء فأوقف الأمن هذه التاكسي وركبوا معه وابن عمي كان معه شخصان من أصدقائه شخص من "بابا عمرو" وشخص من البياضة وهم جاؤوا إلى حينا حتى يخرجوا معنا في المظاهرة فخرجوا فاعتقلهم الأمن، فعرفنا أننا قدمنا التضحيات وهو اعتقال ثلاثة من الشباب ولم يكن يوجد جرحى ولا شهداء، ولكن تم اعتقال حمدان وشخصان من أصدقائه.

عمي فقد ابنه فناداني وقال لي: أين هو حمدان؟ فقلت له: لا أعرف بعد قليل سوف يعود ثم سألني مرة ثانية: أين هو حمدان؟ فقلت له: فك الله أسره الأمن اعتقله، فقال: كله بسببك وأنت الذي تحرض. وابن عمي حمدان كان مقربًا مني كثيرًا ويجلس دائمًا عندي في محل الإنترنت ونحن قبل يومين أنا أصبحت أتعمد في المحل أن أتحدت مع الشباب الموجودين وأقول لهم انظروا ماذا يحصل في درعا وفي وقتها خرجت مقاطع من درعا لاقتحام المسجد العمري والشهداء فأصبحت أحرض الشباب على مشاهدة المقاطع.

حمدان خرج بعدها والأشخاص الذين اعتقلوا في بداية المظاهرات كانوا يخرجون ولا يتم اعتقالهم كثيرًا.

هذه كانت هي المظاهرة الأولى الذي حصل في تاريخ 25 آذار/ مارس في حمص وهو كان شيئًا ضخمًا جدًا ومظاهرة مركز المدينة فعلت شيئًا كبيرًا وهتف فيها لإسقاط النظام وحصل الحدث المهم جدًا الذي كان هو رفس (ركل) صورة حافظ الأسد على واجهة نادي الضباط في مظاهرة مركز المدينة التي كانت مظاهرة ضخمة وكبيرة، وحاول النظام إحضار مسيرات مؤيدة وحاول إطلاق الغاز المسيل للدموع من أجل قمعها، ولكن عندما دخل المتظاهرون في الحارات الفرعية للساعة الجديدة كان يوجد شيء هنا اسمه نادي الضباط وعلى واجهة النادي يوجد صورتان كبيرتان لحافظ وبشار [الأسد]، وهو عبارة عن منتجع وترفيه للضباط واسمه نادي الضباط وهو قريب جدًا من الساعة الجديدة وعندما دخل المتظاهرون في الحارات أصبح نادي الضباط أمامهم ولا يوجد عليه حراسة فانطلق أحد الشباب ورفس الصورة، ورفسته للصورة كانت من أشهر الصور التي انتشرت لاحقًا في الثورة وهي تحطيم حاجز الرعب وحاجز الخوف وهذا حصل في مركز المدينة.

نحن الشيء البسيط الذي بدأ بعدة شباب اتفقوا هو أيضًا كان حدثًا مهمًا جدًا في ذلك اليوم وهو خروج مظاهرة وهي تقريبًا كانت أول مظاهرة من حي -غير مظاهرة مركز المدينة- يعني نحن أوجدنا نقطتي تظاهر يعني مركز المدينة وأحد الأحياء ونحن خرجنا من أحد الأحياء وكانت مظاهرة دير بعلبة هي تقريبًا من أولى المظاهرات التي خرجت من الحي نفسه هذا عدا تجمع بقية الأحياء وحتى من الريف وأرياف حمص كلها جاء أشخاص حتى يشاركوا في مظاهرة مركز المدينة التي خرجت من المسجد الكبير من مسجد خالد واجتمعوا عند الساعة الجديدة ونحن أحسسنا أننا فعلنا شيئًا وأحدثنا فارقًا وكان في حمص في يومها نقطتا تظاهر في المدينة وهي دير بعلبة ومركز المدينة بالإضافة إلى نقطتي تظاهر في الريف الشمالي في تلبيسة والحولة وكان إنجازًا كبيرًا وأحسسنا بفخر والكثير من الثقة بالنفس والشكر لرب العالمين لأنه يسر هذا اليوم وأطلقنا المظاهرات بهذا العنفوان في مدينة حمص في 25 آذار/ مارس 2011 في "جمعة العزة".

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/09/16

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في حمص

كود الشهادة

SMI/OH/161-03/

أجرى المقابلة

خليل الدالاتي

مكان المقابلة

اعزاز

التصنيف

مدني

المجال الزمني

24-25/3/2011

updatedAt

2024/09/02

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-ساحة الساعة الجديدةمحافظة حمص-الخالديةمحافظة حمص-دير بعلبةمحافظة حمص-الحولةمحافظة حمص-تلبيسةمحافظة حمص-البياضة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

فرع الأمن الجنائي في حمص

فرع الأمن الجنائي في حمص

الشهادات المرتبطة