الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

خطوات باتجاه المشاركة السياسية للإسلاميين

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:23:46:12

بعد بيان الألف وخروج لجان إحياء المجتمع المدني إلى الواقع الميداني بدأ يدور في أذهاننا معاشر الإسلاميين مجموعة من النقاط يمكن تلخيصها فيما يلي: النقطة الأولى: إننا كإسلاميين لن نستطيع العودة إلى الساحة التي أخرجنا منها منذ الثمانينات إلا من خلال وجود شريك إذ أنه في وجود القانون 49 فالحجة والتهمة جاهزة وسوف تقاد إلى السجن بحجة الانتماء إلى الإخوان المسلمين أو تنظيمات أخرى، وهذا في ذلك الوقت لا قِبَل لنا به مع حرصنا الشديد أن نعود إلى الساحة طالما أننا قررنا أنه لا بد من أن نعمل في السياسة فكيف يمكن أن نعمل بالسياسة بمفردنا أو باسمنا الصريح الواضح أننا إسلاميون وخصوصًا أن آباءنا وأعمامنا كانت لهم علاقات بالإخوان المسلمين وبالتالي لا تستطيع أنت، لذلك وجدنا أنه من المناسب جدًا أن يكون لنا شريك من الليبراليين، وطبعًا هنا فاتني أن أقول: إنه حصل في عام 1996 حدث مهم جدًا وهو الحكومة الائتلافية بين تانسو تشيلر ونجم الدين أربكان التركي، أعتقد هذا الحدث البالغ الأهمية والذي عبر عن بداية مشاركة الإسلام السياسي في السلطة وقبول الطرف الآخر هو الذي أعطى انطباعًا لدى الإسلاميين في الوطن العربي كافة بإمكانية التعايش مع العلمانيين وإمكانية إقامة تحالفات من شأنها أن نساهم جميعًا في بناء الديمقراطية وأظن أن هذا كان نقطة بالغة الأهمية جدًا.

بالتأكيد عندما أصبحنا نبحث عن شريك وبنفس الوقت وبسبب أخلاقي وهو أن من بدأ الدفاع عن حق الإسلاميين في المشاركة السياسية كانوا هم إخوتنا من الليبراليين وهذا للإنصاف ينبغي أن نعترف به يعني عندما يصدر في بيان الألف نقاط محددة بهذا الشأن مقالات الأستاذ ميشيل كيلو وطروحات الأستاذ فايز سارة وطروحات الأستاذ أكرم البني وطروحات الأستاذ حازم نهار كلها كانت تجمع على مسألة ليس مشروعية عمل الإسلاميين الديمقراطيين في الحياد السياسي، ولكن وجوب وضرورة مشاركتهم وأنه لا يمكن أن يكون شريكًا معهم في هذه المسألة وبالنسبة لنا أخلاقيًا أصبح واضحًا أنه هل من المعقول أن هؤلاء يدافعون عنا ونحن نتركهم فقط في مواجهة النظام الاستبدادي؟! يعني من الأمور التي حزت في نفسي كثيرًا أن زملاءنا أو أصدقاءنا الذين اعتقلوا في قضية ربيع دمشق ذهبوا في جزء من قضيتهم من أجل الدفاع عن حرية الإسلاميين في المشاركة السياسية يعني هم من خلال مواجهتهم للاستبداد وركوبهم في هذه القاطرة الديمقراطية فمن العيب والعار علينا أن نراهم بهذا الشكل ونتفرج عليهم وهم يتلقون الضربات إذًا فلنتشارك يعني كنا نريد في النقطة الأولى أن نستفيد من مشاركتنا معهم بحيث لا نتلقى الضربة بأنفسنا بل نتقاسمها وتخف علينا وهذا ما ظهر فيما بعد في إعلان دمشق، فمن الناحية الأخلاقية من الضروري أن نكون منصفين ونركب معهم في نفس القاطرة والنقطة الثالثة وهي متعلقة بالثقافة الإسلامية بشكل عام وهذا مما يحزننا أن الثقافة الإسلامية تعطي انطباعًا لدى المنتمين للتيار الإسلامي الديمقراطي أنكم أصحاب الحقيقة المطلقة وهذا ليس صحيحًا نحن لا نؤمن بها أبدًا ولسنا كبشر من يملك الحقيقة المطلقة والحق واحد لا يتعدد يملكه الله سبحانه وتعالى، نحن نملك صور ذهنية عن الحقيقة قد تقترب منها وقد لا تقترب وبالتالي أن أدعي أنني الجهة الوحيدة التي تنفرد بحق تمثيل الناس بحجة أن انتمائي إلهي هذا أمر غير مقبول لدرجة أن الأمر أصبح فيه نوع من أنواع الفوقية أنه من هؤلاء اليساريون؟ ومن هؤلاء الليبراليون؟ ومن كذا؟ وأننا نحن الإسلاميين نحن مكتسحون الشارع وهذه النقطة جدًا واجهتنا بكثير من الألم عندما قررنا كإسلاميين ديمقراطيين أن ننخرط في إعلان دمشق يعني كان سؤالًا أساسيًا من هؤلاء حتى تذهبوا أنتم معهم؟ هل يستحقون أن تتشاركوا معهم في بناء ديمقراطي قادم؟ انتظروا لماذا [أنتم] مستعجلون؟! لماذا أنتم مضطرون لتقديم تنازلات لأطراف أخرى في الوقت الذي كل الساحة نحن نملكها؟! هذا بالنسبة لنا بسبب انتمائنا الفكري كنا متجاوزين هذه القصة.

[النسبة قليلة جدًا] يعني كانت تتمركز في مدن دمشق وحلب ودير الزور وربما أكثر ثلاث مدن كان فيها مثل هكذا نشاط دمشق وحلب ودير الزور وأنا برأيي أنه في دير الزور كانت أكثر من حمص.

أنا ذكرت من قبل أنه عندما بدأنا نعيد النظر في ميراثنا الفكري نحن زرنا الدكتور العكام عام 1996 وهو فوجئ أنه معقول عندنا في سورية مجموعة بهذا المستوى! لدرجة أنه قال: لو في حلب يوجد منكم مجموعتان يتغير واقع حلب كله من أوله إلى آخره. يعني نحن جئنا إلى لقاء العكام وكان قبله مجموعة من الأطباء والمهندسين والمدرسين وأساتذة الجامعات عنده ورأينا جزءًا من النقاشات التي كانت تجري، ونحن لم نكن قبل أن ننزل يعني النقاشات كانت بسيطة جدًا ونحن مباشرة بدأنا بالقضايا النقاشية، ومن الحضور أساتذة جامعات وهم أصيبوا بالذهول أن هؤلاء من أين قادمون؟! يعني كان نقاشًا في قضايا حساسة وهو للأمانة الرجل انسجم معنا لدرجة [أنه] وجد أريحية، واستمر اللقاء كان مقررًا أن يستمر ساعتين واستمر 7 ساعات.

 وما أريد أن أقوله: إنه في تلك الفترة بدأ يظهر الملتقى الفكري للإبداع أو على الأقل نحن تعرفنا عليه ومن خلاله نحن تعرفنا على شخصية الدكتور رضوان زيادة وصحيح ليس في البدايات الأولى، ولكن مع مرور الزمن ونحن كنا نرغب فعلًا طالما نحن ننادي بإعادة النظر في ميراثنا الفكري فإذا كان موجودًا ناس آخرون إذا كانوا بمستويات علمية أحسن منا فلماذا لا يكون أن نلتقي بهم ونستفيد منهم؟! ولذلك أصبح يوجد بيننا نوع من أنواع العلاقات الطيبة وخصوصًا مع شخصية الدكتور رضوان زيادة.

الملتقى بدأ يطرح أفكارًا جديدة تتعلق بمجموعة من النقاط هي: إعادة دراسة المفاهيم وإعادة النظر في الميراث الفكري، ولكن كنا نأخذ عليهم مأخذين أساسيين المأخذ الأول: أنهم كانوا يستخدمون مصطلحات جلفة وبالتالي لم تكن هذه المصطلحات لتكون سهلة الهضم وبالتالي سهلة الحمل، أي فكرة حتى تحملها يجب أن تفهمها بسهولة، وإذا لم تفهم الفكرة بشكل جيد لا يمكن أن تحملها وكان أحد أشياخنا الفكريين يقول: إن أكثر الناس قدرة على التعبير عن أفكاره أكثرهم فهمًا لها، وكانوا يحضرون التعابير والمصطلحات المعاصرة التي تحتاج قواميس حتى تفهم، وهذه كانت تؤخذ عليهم

ثانيًا: لم يكونوا واضحين وصريحين ونحن كنا لا أريد أن أقول: أشجع يعني هم خطوا خطوة وأصبح لديهم شيء اسمه ملتقى، ولكن نحن كنا واضحين في نقد الأحاديث السياسية المنسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم، لم نكن أبدًا نقف خائفين من المواجهة كائن من يكون مع أي جهة طالما مقتنعين بصحة الفكرة وأصبح لدينا من القرائن أدلة نجمت عن الدراسة سنوات، ولم تكن مجرد خاطرة خطرت على البال ولماذا لا أكون واضحًا وصريحًا فيها؟ ونحن كنا نأخذ عليهم نقطتين: أن طروحاتهم غير واضحة بالنسبة لنا فما بالك كيف سوف تكون واضحة بالنسبة للمواطن العادي؟! ونحن نعرف أن طبيعة الإنسان الإسلامي المؤدلج جدًا بسيطة وبالتالي عندما تأتيه بمقالات يوجد فيها مصطلحات وتعقيدات يعني وكأنك أصبحت تكتب للنخبة.

وكانوا مجموعة أصدقاء وهم الدكتور رضوان زيادة وسامر رشواني وعبد الرحمن حللي وعبد الرحمن الحاج وهم سبعة أو ثمانية أشخاص أيضًا معتز الخطيب كان معهم ويوجد أيضًا شخصان في ألمانيا حاليًا، يعني بهذا الشكل ونحن في ذلك الوقت لم نكن نعرف إلا الدكتور رضوان زيادة والدكتور عبد الرحمن الحاج تعرفنا عليه فيما بعد يعني بعد عام 2005 في المنتديات التي جهزت لمؤتمر إعلان دمشق ومعتز الخطيب من خلال التلفزيون عندما التحق ببرنامج الشريعة والحياة.

لم يكن له مقر يعني مجموعة أصدقاء يكتبون الكتابات على موقع إلكتروني وهو بشكل أساسي الموقع.

لا مع الأسف كما قلت لسببين جوهريين السبب الأول: أنه كانت المصطلحات معقدة. وثانيًا: كان لا يزال لديه خشية من مواجهة المجتمع ونحن نعرف السطوة المجتمعية الهائلة لها، ولكن كانت خطوة جيدة أن يقوم بها التيار الإسلامي ولو بنطاق محدود يعني خطوتهم أعطتنا الشجاعة أكثر لجهات أخرى، يعني في نفس الفترة في التسعينات أو قبل الملتقى من مجموعات تلاميذ الأستاذ جودت سعيد أشخاص بدؤوا يصدرون نشرات: "أفلا يتفكرون" "أفلا ينظرون" وأصبحوا فيما بعد من تلاميذ الدكتور محمد شحرور بما أنه أصبح يوجد نقاش في مفاهيم قرآنية كل هذا كان مفيدًا في تحريك المياه الراكدة في إعطاء انطباع لدى الناس أنه ليس كل ما هو سائد في أذهانكم هو الحقيقة المطلقة بالعكس إنك كلما درست أكثر كلما أصبحت خبرتك أكثر كلما تعلمت أكثر.

في البداية كانت نخبوية طبعًا كل قضية هكذا بدايتها، ولكن بعدها بدأت تتطور شيئًا فشيئًا يعني مثلًا: اللقاءات الأولى في لجان إحياء المجتمع المدني، أنا أحد الأشخاص لم أكن موجودًا فيها أنا لم أكن أعتبر نفسي من الصف الأول وزملاؤنا كانوا قد سبقونا بمراحل كانت لديهم خبرة أكبر واطلاع أكثر، ولكن مع التشجيع ورؤية هذه التجربة الإيجابية بالإضافة إلى أنه أصبحنا نحكِّم ضمائرنا وهذا مطلوب منك أن تقوم بخدمة البلاد وتقوم بالدفاع عن العباد وبدأت تترسخ في ذهننا المصطلحات الأساسية المطلوبة مصطلح الحرية والديمقراطية والرأي و الرأي الآخر ومصطلحات حقوق الإنسان يعني كل هذه النقاط باختصار بدأت تنمو في أنفسنا وتترسخ فكرة الروح الرسالية ما هي الروح الرسالية؟ هي التي كان يتمتع بها الأنبياء والصالحون وأصحاب الدعوات الفكرية والإصلاحية والسياسية الكبرى في العالم بمعنى أن يكون لديك مجموعة من الأفكار واضحة جدًا في ذهنك وأنت ثابت عليها وتقاتل من أجلها حتى النهاية حتى لو مت دونها، وهذا كان جدًا مهم تطوير مفهوم الروح الرسالية، وأريد أن أؤكد أنه بدون روح الرسالية لا يوجد لنا أمل الآن بالنجاح في الثورة وأما بنتيجة مواجهة صعوبات لنا كان ينكس على عقبيه ويذهب وينزوي في زاوية ويقول: أنا ليس لي علاقة هذا هو المجتمع، كلا، كل يعمل بما هو متاح له سواء في هذا الموقع أو موقع آخر، وحتى إذا ترك الموقع الأول الفكرة الجوهرية الأساسية لا يتركها. الدفاع والنضال عن الحريات العامة والديمقراطية وحريات حقوق الانسان بالنسبة لنا أصبحت جزءًا من الدين، وهذه النقطة ربما يستغرب البعض أننا كإسلاميين كيف نتبناها نعم أصبحنا نعتبر أن دفاعنا عن حرية المعتقد وحرية الإنسان أن يقول رأيه هذه من الدين وعندما نمارسها فعلًا فإنما نمارس ديننا ونثاب ونأثم أمام الله سبحانه وتعالى فيما لو أحسنا أو أخطانا، وهذا في رأيي تطور جدًا مهم حصل لدى التيار الإسلامي لا بل يوجد جزء منا وبعض الكتابات المتطورة في الفترة الأخيرة بدأت تتحدث حتى في إعادة النظر في الكليات التي طرحها الإمام الشاطبي- رحمه الله- في الموافقات وهي الأولويات تجاه الإنسان وهل هذه الأولويات متعلقة بدور الدولة في حماية المجتمع ودور الدولة والمجتمع أم أن مثل هذه المطالب التي ركز عليها الشاطبي في حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ المال وحفظ النسل هي خاصة بالفرد؟ يعني هذه النقاشات الفكرية العميقة أصبحنا نعتبر أنها من الواجبات علينا وينبغي أن نبحث عن وسائل لتطويرها وتقديم الأحسن وأن تكون لنا علاقات جدًا ممتازة مع الآخرين ومن هنا كان انخراطنا في كل المنتديات والملتقيات يعني كنا نسافر من محافظة إلى محافظة لمجرد حضور هذا المنتدى يعني سواء زياراتنا المتعددة إلى منتدى الأتاسي أو عندنا في دير الزور منتدى قاسم عزاوي أو كنا أيضًا نذهب إلى اللاذقية ونحضر حتى لدى الأستاذ فاتح جاموس أو بعض الندوات الخاصة التي كان يجريها بعض الإخوة في حمص أو المدن السورية الأخرى وفي حلب أيضًا.

كنا نجد المزيد من الشجاعة يعني أحيانًا كانت تطرح طروحات نتساءل أننا أين نعيش؟ هل معقول في ظل حكم بشار الأسد مثل هكذا طروحات يمكن أن تقال؟! لأنه يوجد فيها شجاعة وهذه ليست مسألة بسيطة لأن الذهاب إلى السجن في هذه الأنظمة المستبدة يعني شبه النهاية وأيضًا نوعية النقاشات الحقيقة نقاشات جادة في قضايا كبرى، وبالنسبة لنا كان بأهمية من المكان أن يعود المجتمع وخصوصًا الطبقة الوسطى إلى العمل في السياسة.

قياسًا إلى خوف الناس لم يكن بالشكل الذي نحلم به بدليل أنه لو نجحنا في تنمية قدرات ومدارك الناس ورفع مستواها السياسي لما واجهنا المشكلات التي واجهناها في الثورة لذلك وكأننا عندما بدأت الثورة السورية في عام 2011 وكأننا بدأنا من جديد في محاولة تربية الناس ولذلك عندما انخرطنا في القضايا والأزمات سواء أزمات الأعمال العسكرية المواجهة أو الأزمات الدولية مع الكتل الدولية فقدنا البوصلة الأساسية بمعنى أننا لو بدأنا بتجهيز المجتمع ابتداء من عام 2000 وقام أصحاب الروح الرسالية بواجبهم على أكمل وجه في مسألة التوعية وزيادة مدارك الناس في القضايا السياسية وهذا ما كانت تفعله المنتديات لو استمرت التجربة بالتأكيد ما كنا نصل إلى عام 2011 إلا كان المستوى أحسن بكثير ومن مزايا هذه المنتديات كما ذكرت الشجاعة والجرأة وطبيعة النقاشات المطروحة الجدية يعني روح التآلف يعني كانت جدًا واضحة لو شاهدنا حجم المزاح والطرائف بين الإسلاميين والليبراليين والإسلاميين والعلمانيين، يعني لا أحد يصدق أنه يوجد بينهم خصومة فكرية وهذا ما كان يرسخ عندي أنه في سورية أبدًا ولم تكن في يوم من الأيام هناك مشكلة في الصراع ما بين الأحزاب والانتماءات الأيديولوجية المختلفة. نحن كانت مشكلتنا في سورية حكم العسكر والحذاء الموضوع فوق رقابنا جميعًا وأنه لولا الحذاء العسكري فنحن قادرون على أن نوجد لأنفسنا قواسم مشتركة بالحد الأدنى على الأقل وأن نتصارع سلميًا في البرلمان وفي الصحافة ونتصارع في المنتديات ولا حرج في ذلك.

السبب الأول سياسة القمع التي اتبعها النظام ضد الإسلاميين في الثمانينات يعني الإسلاميون أصبحوا أكثر تخوفًا وأصبحوا إذا أرادوا الرجوع إلى العمل السياسي يحتاجون إلى أن يكون هناك من يقود هذه العملية وهم ما يسمون ما يقرع الجرس يعني الفئران التي عندها الاستعداد للتضحية بنفسها حتى تقرع الجرس حتى تنقذ البقية من القط يعني كان صديقنا الأستاذ علي العبد الله دائما يروي هذه الرواية، وأنا أتذكر عندما دخلنا إلى السجن كان يقولها لتلطيف الأجواء والحقيقة هي قصة رائعة أنه كان يوجد قط يأكل كميات هائلة من الفئران يعني متسلط عليهم واجتمع مجمع الحكماء عند الفئران وبدؤوا يبحثون عن المخرج وما وجدوا المخرج سوى أن نجد طريقة نعلق فيها من خلالها جرس في رقبة القط بحيث إذا تحرك القط مقتربًا من الفئران يسمع صوت الجرس وتهرب الفئران وجدًا أعجبوا بالفكرة وأصبح لها ترويج ثم كانت المفاجأة أنه من سوف يقوم بتعليق الجرس ومن سوف يقوم بتعليق الجرس سوف يعرف أنه أول من سوف يبطش به القط كل الكبار في العمر في مجتمع الفئران لم يقبلوا إلا باستثناء فأر صغير تتطوع حتى يعلق الجرس وكان أخونا وصديقنا وأستاذنا الأستاذ علي يقول: يجب أن تدركوا أنكم أنتم من يعلق الجرس.

لذلك أنا رأيي بين الإسلاميين ونحن لم يكن دورنا للحقيقة حتى لا نكبر من حجمنا، نحن كان دورنا الأساسي لا نلعبه داخل المنتديات كنا نلعبه في أوساطنا الإسلامية وأريد أن أقول: لماذا كان دور الإسلاميين ضعيفًا أنا قلت: السبب الأول أن الضربة القاصمة التي تلقاها الإسلاميون في الثمانينات من حكم حافظ الأسد وثانيًا- الشعور بالتعالي لدى التيار الإسلامي أنه يملك كل شيء وأنه يملك الحقيقة المطلقة وهذه أزمة بحد ذاتها و ثالثًا- حتى تلك اللحظة في تلك الفترات بالرغم من تحسن العلاقة الممتازة جدًا ولكن من خلفنا ليس لديهم هذا الانطباع يعني صحيح بدأت العلاقات تجمعنا علاقات صداقة حقيقية وتحالفات قوية جدًا نحن والليبراليون والقوميون ومختلف الطوائف والفئات، ولكن من خلفنا ليس بالضرورة أن يكون مثل هذا الفكر.

أيضًا يوجد نوع من أنواع عدم الفهم الحقيقي لعالم الأفكار السياسية التيار الإسلامي لم يكن جدًا -خصوصًا في الفترة الأولى- مقتنعًا بالفكرة الديمقراطية وأنا ذكرت أن أول تجربة أعطت انطباعًا لدى الإسلاميين بإمكانية التعايش بين الإسلامية والعلمانية هي تجربة نجم الدين أربكان وتانسو تشيلر ثم الدور الرهيب الذي لعبته قناة الجزيرة يعني قناة الجزيرة علينا أن نعترف أنه كان لها دور أكثر من رائع في إقناع كل الفئات بالرأي والرأي الآخر وأنه يمكنك أن تتقبل الآخر وأن تسعى حقيقة باتجاه الديمقراطية وأن يبدأ يترسخ في ذهننا ماذا تعني المصطلحات السياسية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/02/23

الموضوع الرئیس

أوضاع ما قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/6-08/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2000/01/01

updatedAt

2024/04/17

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي

منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي

 لجان إحياء المجتمع المدني

 لجان إحياء المجتمع المدني

الشهادات المرتبطة