القضية الكردية ومؤتمر الإنقاذ وتشكل تنسيقيات الثورة السورية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:24:46:08
حين شعرت باليأس من أن يخرج شيء ما من الداخل، وخاصة بعد أن ظهرت "هيئة التنسيق"، وعينوني-ما شاء الله- نائباً، ففكرت أن ألقي نظرة؛ لأعرف ما هي القوى الموجودة في الخارج، ولم أكن مؤمناً بوجود قوى في الخارج، ولم يكن هناك شيء اسمه معارضة خارجية، ورهاننا كله على المعارضة الموجودة في الداخل وأصدقائي والمناضلين والديمقراطيين والمثقفين، كلهم كانوا في الداخل، ولا يوجد في الخارج إلا أصدقاء (واحد أو اثنين). وذهبت إلى [مؤتمر] "الإنقاذ"، وجلست في "الكافتيريا"، ووصلت قبل ربع ساعة، وشاهدت أصدقاء، وسلمت عليهم، وبقينا نناقش، وافتتحت الجلسة. وبعد عشر دقائق، دخلت لوحدي، ورأيت أن ثمانين أو تسعين % من الموجودين يبدو أنهم رجال دين، أو قريبون من رجال الدين؛ ففوجئت بالمنظر، وصُدِمت-أتذكر الآن ما حصل- ومشيت خطوتين، ولم أعرف ماذا أفعل؛ لأنَّني شعرت أنّنا في هذا الجو، وكأننا داخلون لنقتل الثورة، وهذا ما خطر على بالي؛ فعدت، وبدون أي كلمة، وربما خطوت مترين، وكانت القاعة كبيرة ومليئة وأغلبهم يلبسون الأبيض (عباءات)، وعدت إلى" الكافتيريا"، وأنا مصدوم، وكنت أفكر. وجاء أشخاص، وجلسوا بجانبي، وكانوا يتكلمون؛ فقلت لهم: ابقوا جالسين. في الحقيقة، لا أعرف ماذا أفعل. وبعد ذلك، أتوا، وقالوا لي: لماذا لا تريد الدخول؟ وقلت لهم: أنا آسف، صحيح أنني أعطيتكم وعداً. وشعرت أنَّني أخطأت، ولم أر قائمة الذين يريدون أن يحضروا، ثم صرت أطلب القائمة: من يريد أن يحضر، ومن يكون هذا؟ من يكون ذاك؟ كنت قد أعطيت ثقتي. وبعد ذلك، صرت أطلب إذا دعاني أحد ما. وبقوا نصف ساعة، وأنا أقول لهم: لن أدخل، ومستحيل أن أدخل. وأفكر: كيف أخرج من دون أن أؤذيهم. وهم معارضة أيضاً، وأشخاص غير سيئين. وكان هيثم المالح، وشباب آخرون لازالوا يجلسون، جاؤوا ليقنعوني، وبعد نصف ساعة من الانتظار، والناس تنتظر فعلاً، وأنا محرج أمام نفسي وأمامهم، خطر على بالي فكرة، ودخلت، وقلت لهم: أنا أدخل، ولكن سأقول: إنني مراقب، ولست مشاركاً، وأعطوني الكلمة، ربما كنت أول شخص أو الشخص الثاني.
وكان قد جاءني خبر: انتبه، فقد يعلن هيثم عن حكومة ظل. وكان عندي هذه الفكرة، فأعطوني الكلمة، وبعد الافتتاح، ربما كانت أول كلمة ألقيتها بعد كلمة افتتاح المؤتمر، واستغرقت خمس دقائق، وهنأتهم على الاجتماع والكلام الأدبي الدبلوماسي. وقلت لهم: أنا مراقب. وعبَّرت: أنني سعيد، وأنا داعم لكل تحرك يحدث من أجل الثورة، وقلت: أعتقد أنَّ حكومة الظل لن تكون مفيدة؛ لأنَّها ستقسم المعارضة أكثر من أن توحدها، وليس من الممكن أن تحصل حكومة من دون أن يحدث تفاهم بين المعارضة، وشكرتهم-الفيديو لايزال موجوداً- ونزلت، وجلست قليلاً، وخرجت. وبعد قليل، جاء إلي محمد سرميني، وقال لي: هل تعرف بأنك أخذت المؤتمر كله بهاتين الكلمتين، في هذه الدقائق الخمس التي تكلَّمت بها، انتهى المؤتمر، لم يعد له معنى. قلت له: لماذا؟ قال: كانوا سيعلنون عن حكومة، وأنت قوضت الفكرة من البداية، فالحكومة لم يعد لها معنى، وكانت كلمتي في تلك الأيام تعني: أنهم إذا أقاموا حكومة رغم هذا الشيء؛ فهناك مصالح خاصة. وقال: أنت خطفت المؤتمر منهم من دون أن تشعر، وبهذه الدقائق الخمس. وخرج هيثم المالح بعد ذلك، وتوتر كثيراً، وانتهى المؤتمر بصراع بين هيثم المالح، وبين الذين انتخبوا، وبين عماد الدين رشيد. والأكراد خرجوا منزعجين؛ لأسباب أخبروني بها.
المهم أن المؤتمر لم يُعاد، كان مثل الذي قبله. وكنت أقول لهم: هذه المؤتمرات لا تنجح؛ لأنَّه يكون هناك مؤتمر يتيم واحد، وبعد ذلك ينتهي كل شيء؛ لأنه لا يوجد فيها تفاهم على شيء، ولا يوجد أشخاص يعرفون ماذا يريدون منها.
لا أعتقد أنَّ هناك مثقفاً سورياً له علاقة بالأكراد من الجمهور وليس من الأحزاب السياسية فقط، لا أعرفهم كلهم. ومن حلبجة أخرجنا بياناً في [صحيفة] "لوموند"، وطوال عمري أدافع عن حقوق الشعب الكردي، وهو أحد الشعوب المظلومة في المنطقة، وهذا يعرفه الأكراد.
وكنت أدعمهم، وحين حصلت الأحداث في الـ 2004، وانتفاضة القامشلي؛ خرجت على التلفزيون، وتكلمت عنهم، ورددت على السلطة التي قالت:" إنَّ هؤلاء طبِّق عليهم القانون السوري". فقلت: صحيح، النظام السوري [يتعامل مع الاحتجاجات الشعبية بإطلاق] الرصاص. وهم بذلك طبقوا عليهم القانون فعلاً، وكان هناك أربعون شهيداً في المظاهرة.
وكانت علاقتي منذ ذلك اليوم مع الأكراد علاقة وثيقة، وكنت أظن أن أقل أشخاص سأصطدم معهم هم الأكراد؛ لأنه كان لدي تقدير: أنَّ الأحزاب العربية حطمتها السلطة تقريباً، بينما بقي هامش كبير للأحزاب الكردية ليتحركوا فيه. وهناك قضية قومية تجمعهم أكثر، وبقي هناك حياة سياسية أكثر في الشمال السوري. وهناك أحزاب كردية متكونة، ولم يفتكوا ببعضهم مثل ما حصل لدينا بين الأحزاب السورية والعربية بشكل عام.
فكان تصوري أنَّ الصراع والجهد الذي يجب أن أبذله هو على الأحزاب العربية: بين الهيئة (هيئة التنسيق) والإعلان (إعلان دمشق) والاتحاد القومي والاتحاد الاشتراكي.
وفي 2008، عقدت الأحزاب الكردية مؤتمراً في الجمعية الوطنية، في فرنسا، وأعطوهم قاعة، وأقاموا مؤتمراً حول القضية السورية الكردية، وأنا كنت المدعو الوحيد بين السوريين (العرب). وألقيت كلمة إلى الآن يذكرها الذين شاركوا. وقلت: لهم حقوق.. وإلخ، وهناك قضيتين: قضية حقوق الأكراد، وقضية القومية الكردية التي هي قضية أكبر من موضوع حقوق الأكراد، وأعطيت لهم برنامجاً، وكانوا سعداء. وقلت لهم: من الصعب تحقيق القومية الكردية بين يوم وليلة؛ ولكن إذا كان بإمكانكم أن تقيموا حكماً ذاتياً في المناطق التي أنتم تتواجدون فيها. وبعد ذلك، في المستقبل يحصل تواصل، والقومية لم تعد هي الأساس.
وقلت لهم: أريد أن أقول لكم: إنَّ السوريين كلهم اليوم على أجندة ديمقراطية، وإذا أردتم أن تكسبوا قضيتكم فلتكونوا على الأجندة الديمقراطية، لنغير النظام في سورية، ثم أنتم تقومون بحكم ذاتي. ولا تضعوا القضية القومية الكردية ضد القضية الديمقراطية؛ لأنكم فيما بعد ستصطدمون بالسوريين الآخرين، ولا أحد يكسب.
وخرجوا، وكانت الأغلبية الساحقة من الحاضرين قد صفَّقت بشكل كبير. وخرجت مجموعة صغيرة -ولم أكن أعرف أن الاتحاد الديمقراطي له موقف مختلف كثيراً- وقالوا: إنَّ الدكتور غليون يحاول أن يحرفكم عن الطريق الصحيح الذي لا يمكن أخذه إلَّا بالقوة. وأنا أجبت: أنا لا أُحرِف أحداً، ولا أختار لكم الطريق، أنتم تختارونه، إذا أردتم أن تقاتلوا، وتحاربوا، فحاربوا، فأنا لا أستطيع أن أقف بوجهكم، ولكن برأيي إذا أردتم أن تفيدوا قضيتكم أكثر، وتربحوا أكثر، تعملون اليوم على الأجندة الديمقراطية التي هي أجندة الشعوب العربية كلها، في سورية والعراق وإلخ، ومن خلالها تتفاهمون مع الشعوب، ويكون عندكم حظ وفرصة أكبر لتأخذوا الشيء الذي تريدونه. ولكن إذا أردتم استخدام السلاح فتفضلوا، ولكن ستدفعون ثمناً غالياً.
الذي قوَّض موقف الأكراد- وكنت قد كتبتها في الكتاب أيضاً -هو: أنَّهم من بداية الأحداث كانوا ضعافاً، واكتشفت أنَّ الأحزاب الكردية ضعيفة، وليس لها ثقة بنفسها. ارتمى جزء من الأكراد على كردستان العراق، وكانوا يأخذون النصائح منهم من جهة، وكانوا سنداً لهم من جهة أخرى. وقسم ارتمى على قنديل (اتحاد حزب العمال)؛ هذا الذي جعلهم لا يتفاهمون مع بعضهم البعض، والشيء الثاني أنهم كانوا يزاودون على أساس أنَّ لديهم ظهراً كبيراً، ورفعوا مطالبهم إلى أعلى حد، وأصبحوا يريدون الاستقلال، وأصبحوا يطالبون بمطالب الاستقلال بدون تحفُّظ، كما لو أنَّ الأمور صارت جاهزة.
لم يكونوا يتكلِّمون عن الفيدرالية فقط، كانوا يريدون اعترافاً دستورياً بحق تقرير المصير، وكل الأمور التي تتعلق بالقومية يجب أن تستقل، وتكون متميزة عن القوميات الأخرى. ولم يأخذوا بعين الاعتبار الشروط التي يحاربون بها، ووضعهم في كل بلد: فوضعهم في سورية شيء، ووضعهم في تركيا شيء، ووضعهم في العراق شيء آخر. حتى هم أنفسهم تكلموا عن 3 "كانتونات" (مناطق)، أول ما "خلقوا" "روج آفا"، ليست منطقة متكاملة ومتجانسة وكثيفة، وحتى كان إنشاء منطقة حكم ذاتي أمراً صعباً إلَّا إذا كان مثل ما يريدون أن يفعلوا: فرَّغوا القرى والمناطق الأخرى من السكان.
مشكلتهم أنَّ رأيهم ليس من رأسهم؛ لذلك صار النقاش معهم صعباً؛ وذلك بسبب الوصايات التي فرضوها على أنفسهم، وقسم منهم كان يفكر بالتفاهم مع حكومة البرزاني، وقسم آخر بالتفاهم مع "قنديل". وصار النقاش معهم نقاش مع شيء آخر وبعيد وغير مضبوط. وكل دولة من هذه الدول لديها مطامع: "قنديل" يريد موطئ قدم على الحدود الجنوبية لتركيا؛ حتى يستطيعوا استعادة قوتهم، والأتراك فهموا ذلك، ووضعوا بذهنهم أنَّهم سيحطمون أي محاولة لإقامة موطئ قدم مستقل للأكراد في الجنوب. والبرزاني أعتقد أنَّ هدفه أن يقيم منفذاً إلى البحر المتوسط؛ وبالتالي يقوم بدولة مستقلة، ولها شاطئ. وكلها أحلام لا يمكن تطبيقها إلا بتفكيك سورية وتكسيرها، وأن تكون عبارة عن دول مختلفة.
أنا أتكلَّم هنا عن الأحزاب الكردية، أما الجمهور الكردي خرج في الثورة مثل كل السوريين؛ لأنه شعر أنَّ هذه الفرصة لينال حقوق المواطنة والديمقراطية، وقبل موضوع القومية، وتقاسم السلطة بين القوميات على الأرض نفسها.
وكان الأكراد يقولون: "نريد الحرية، ولا نريد الجنسية"، وكان نبضهم على نبض كل السوريين (لهم نفس المطالب)، وهذا شيء منطقي وطبيعي؛ فالحرية هي الشيء المهم، وتغيير النظام كان مهماً، والنظام متوحش عليهم وعلى غيرهم.
ولكن الأحزاب الكردية أوقفتهم في الحقيقة، وأوقفت الجمهور عن التضامن في إطار الثورة؛ من أجل أن تساوم على مكاسب سياسية في المستقبل مقابل المشاركة في الثورة. وبعد ذلك، نجحوا في أن يوقفوا الجمهور الكردي عن المشاركة في الثورة، ويجعلونه خارجاً. وهذا برأيي وراءه سياسات دول أيضاً. ولا شك بأنَّ النظام السوري عاد، وفعَّل تحالفه مع حزب العمال الكردستاني، ومن خلاله دفع الفرع السوري ليتحرَّك، وكان هذا لصالح النظام السوري في أن يخلق معارك مختلفة، ويشتت جهود الثورة السورية في معارك قومية وطائفية، ومثل ما عمل في القصة الطائفية، عمل في القصة القومية. ويحرف النظر عن القضية الرئيسية التي هي قضية تحرر شعب؛ حتى يقول: القضية يا أخي أن هذا الشعب لا يمكن أن يعيش مع بعضه (طوائف وقوميات)، وصار يضخم كل هذه القصص، وكانت سورية فيها أغلبية عربية، لم يعد أحد يرى أن فيها أغلبية عربية، وأنَّه يوجد فيها: دروز، سنة، وتركمان، وسريان، وآشوريون، وكل هؤلاء لا يستطيع أحد أن يحكمهم بالديمقراطية، لا يستطيع حكمهم إلَّا بالعسكر والجيش.
لم أكن معوَّلاً عليهم من أجل المستقبل، ولكن كنت أعتقد أن الشباب هم "الدينامو" والمفجر والمحرِّك، وهذا كان رهاني عليهم: أن يستمروا في الثورة. وكنا نخاف أن يتراجعوا تحت الضغط والرصاص. وتعرَّضوا لحملة عنيفة للغاية. ولكن منذ اليوم الأول، كنت أعتقد أنَّ التنسيقيات لا تقود، وكنت أعرف ما هي التنسيقيات.
والتنسيقيات: هم شباب تواصلوا مع بعضهم من خلال الإنترنت؛ من أجل تنسيق عمليات الخروج وشعارات الخروج لا أكثر ولا أقل. وليس ضرورياً أن يكون لديهم رؤية سياسية أو ثقافة سياسية وخبرة، وهم أشخاص فدائيون من أجل أن ينظموا المظاهرات والشعارات.
هذا كان شيئاً جوهرياً وأساسياً من أجل تفجير الثورة، ولكن فيما بعد أصبحت تحتاج لأشخاص سياسيين؛ حتى يوظفوا هذه الجهود وهذه التضحيات، ويستثمروها؛ حتى نأخذ مقابلها مكاسب سياسية. والمكاسب السياسية هي: إسقاط النظام في النهاية، ولكن قبل ذلك، وقف إطلاق النار، فرض عدم استخدام السلاح، وتدخل دولي بمعنى: ألا يحتلوا البلد مثلما فعل الروس والإيرانيون، ولكن الحد من قدرة النظام على أن يحطم الناس، ويقضي عليهم بالسلاح، ونضمن حقنا في أن نمضي نحو الديمقراطية: نتقدَّم على طريق الديمقراطية.
وهذا كان تقييمي للتنسيقيات، بأنَّها الصاعق المفجر بمعنى: الأحزاب ليس لها قدرة أن تفجر الثورة، وليس لها قدرة حتى على فرض رأي على النظام، هي أضعف بكثير من أن تقوم بهذا الشيء، بغض النظر عن الأسباب، والأسباب معروفة وهي: طبيعة النظام. المعجزة هي: أنهم شباب، ليس كلهم مثقفين، وليسوا منظمين، وليس لديهم أحزاب، ولا يوجد عندهم خبرة سياسية، وفي ظرف محدد يصبحون المحرك الرئيسي لمجتمع كامل وتاريخ وحقبة. ولكن هؤلاء هل يبقوا؟ هؤلاء يمكن أن يستمرَّوا إلى الأبد، ولا يمكن أن يواجهوا جيشاً منظماً، لا يمكن أن يواجهوا حملة قمع، وإذا انقطع الإنترنت تتوقف علاقاتهم مع بعض.
وكنت منذ اليوم الأول قد بدأت أتصل بالذين في الداخل، ولم يخطر على بالي أن نقوم بشيء في الخارج؛ لأنه لم يكن هناك أحد في الخارج، هناك أنا وخمسة أشخاص مهتمون بمصير سورية، ويأتون، ويذهبون، ويتفاعلون معنا. وكان يجب أن يحدث بداية، وهذا الذي انتقد المعارضة عليه والمثقفين: بأنَّنا لا يجب أن نضيع ساعة من أجل أن نبني هذا الإطار الذي يمكن أن ينظم الجهود الهائلة والتضحيات التي خرجت، لا أن ننتظر سبعة أشهر أو ستة أشهر أو حتى شهر، من أجل ماذا؟ وهذا يدل أنَّ المعارضة كانت مهترئة وغير شاعرة بالمسؤولية بمعنى: دع الشباب يفعلوا. ماذا يفعل الشباب؟ وبعد ذلك خرجت فكرة: أنَّ الشباب يقودون، لا نريد قيادة. كيف سيتصلون بالدبلوماسية الدولية؟ كيف ينظمون جهودهم؟ وهذا الذي جعلها تدخل في كل الاتجاهات.
ومن الذي استفاد من فراغ القيادة؟ لأن التنسيقيات هي أدوات لتنسيق المظاهرات، ولكن تنميتها ليست لمكاسب سياسية، لا تستطيع أن تقطف مكاسب سياسية؛ فالنظام لم يهرب، وهذا الضغط حصل في تونس ومصر، والنظام ذهب، ولكن حين اكتشفت الطبقة الحقيقية الحاكمة في مصر وتونس: أنَّ تلك التنسيقيات في النهاية هم شباب فدائيون، ولكن ليس لديهم مشروع ولا تنظيم؛ أخذ العسكر الحكم في مصر من جديد، وعادت البيروقراطية والعسكر والأجهزة العميقة، وأخذوا الحكم في تونس بعد فترة، كان المفروض خلال الشهر الأول أن يتكوَّن [شيء] لو كنا نريد الربح في الشهر الأول، وليس بعد سبعة أشهر، كان يجب أن نخرج بتنظيم ولجان ومؤتمر وطني، ولو كانوا أحزاباً صغيرة، كان يجب أن نخرج بوحدة وجبهة عريضة، وهذا الذي كنا نعمل به، ولم أؤمن أبداً بأن نقوم بشيء آخر.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/02/25
الموضوع الرئیس
الحراك السياسي في بداية الثورةكود الشهادة
SMI/OH/91-10/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
بداية الثورة
updatedAt
2024/10/30
شخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي
حزب العمال الكردستاني
مؤتمر الإنقاذ الوطني السوري
صحيفة لوموند