الاعتقال في فرع التحقيق في أمن الدولة في كفرسوسة والإفراج
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:15:57:09
[من يذهب إلى] دمشق من غير محافظات والموت في الفروع الأمنية كان هذا [يشكل] خوفًا كبيرًا أيضًا تعزز ذلك لدينا نتيجة المعاملة يعني مثلًا: وضعونا في زنزانة أنا و5 أشخاص آخرين في زنزانة بعرض 70 وطول 190، ويجب قبل كل شيء أن تؤمّن مكانًا للنوم حيث لا يوجد مكان للنوم يعني يجب أن ينام 4 أشخاص ويبقى شخصان مستيقظين، إضافة إلى ذلك كان يوجد سجان عندما تكون مناوبته كان يمر من أمام الزنازين وينظر إلينا من خلال الفتحة الموجودة في الباب الطاقة ويصيح علينا ويجب أن تقول: نعم. ويبدأ يشتم ويتكلم كلمات بذيئة جدًا، إضافة إلى ذلك كان يوجد موضوع الطعام يأتي مرة واحدة كان يأتي الخبز وباقي الطعام من برغل وغيره يعني نفس ترتيب السجن في مدينة القامشلي، ولكن هنا كان أصعب في موضوع الذهاب إلى الحمامات والمرحاض طبعًا لا يوجد في المرحاض صابون وأكثر من مرة تتعرض للضرب بالكبل الرباعي على ظهرك أثناء محاولتك التبول إضافة إلى ذلك أنا تعرضت أو انتكست كان معي "بوليب" بالحالب يعني نوع من أنواع السرطانات يعني كان يوجد صعوبة بالتبول وهذه كانت تؤرقني؛ لأنني لم أكن أتبول نتيجة التعذيب والضرب والإهانة حتى تصل إلى المرحاض وطبعًا شبه زحف تذهب إلى المرحاض، الظهر يكون منحنيًا والرأس يلامس الأرض تقريبًا، إضافة إلى أنك تمر إلى شخص يمسك كبلًا في يده وأيضًا يجب أن تكون خلال أو لا تتجاوز 10 ثواني يجب أن تنتهي، وكان يعد: واحد اثنان ثلاثة. وطبعًا لا يوجد تحقيق فقط ضرب وإهانات والتحقيقات الأولية يعني ما تم كتابته لك في القامشلي كانوا يسألونك عنه، وإحدى النهفات (الطرائف) المحقق طبعًا قرأ الإضبارة وتم التحقيق معي مرة واحدة في دمشق فقال لي: أنا أيضًا خريج حقوق وأفهم بالقانون. فقال لي سؤال يوجد عادة إذا كان السجين واعيًا قليلًا فإنه يكشف أخطاء المحقق فقال لي: أنت ضد الدولة؟ فقلت له: أنا محام هل من المعقول وأنت تقول لي إنك حقوقي ألا تميز بين الدولة والحكومة والسلطة؟ فقال لي: تفضل وفهمني أنا درست حقوق. فقلت له: الحكومة تعني حكومة وزراء الآن تذهب إلى المنزل لا يوجد كهرباء ولا يوجد ماء أستحلفك بالله ويدي على رأسك ألا تسب (تشتم). فقال لي: نعم أسب. فقلت له: الدولة ليست شخصًا حتى تسبه يعني أنت تقول لي: إنني أسب الرئيس أنا ضد ما يحدث من ممارسات وأخطاء بحق البشر وأنت أيضًا تسب عندما لا توجد كهرباء. فقال لي بشكل مازح: بذمتي كلامك صحيح. فقلت له: ما هو الحديث الموجود اسألني به؟ فقال لي: أنت عضو في المجلس الوطني السوري. فقلت له: أنا أتأسف لأن هذا السؤال أكثر من مرة سئلت عنه أنا أتأسف لأنكم مخابرات وسلطة وتلاحقون الناس ألا تعرفون أسماءهم، أعضاء المجلس كل يوم يظهرون على التلفاز هل رأيت اسمي؟ فقال لي: ولكن من الجيد أن يأخذ الشخص 5 آلاف دولار وينام في فندق 5 نجوم فقلت له: حسنًا أستحلفك بالله لو أنني أقبض 5 آلاف دولار هل آتي إليك؟
بعد التحقيق بصمت على أقوالي وعرضني على مجموعة أخرى من محققين تقريبًا نفس الأسئلة والطريقة وقلت لهم: أنا محام ورجل قانون وأرى أن هذا القانون منتهك هنا وفي البلد وبالتالي شيء طبيعي أن أدافع عن حقي، وإذا قلت: إنني من المعارضة وأطالب بالديمقراطية والحرية فهذا الكلام سليم، ولكن كم مرة أصدر السيد الرئيس إعفاءات عن المتظاهرين والمطالبين بالحرية والكرامة ومن لم يستخدم السلاح. طبعًا هنا في هذه الحالة سكتوا وقلعوني (طردوني) بما معناه أنهم لا يريدون هذا الحديث، ونزلت إلى مهجع تحت الأرض طبعًا كل شيء تحت الأرض والمنفردات كانت تحت الأرض يعني المنفردات تقريبًا كانت فوق ثم نزلت للأسفل أكثر ولم يكن يوجد هواء وتفاجأت أنه يوجد بالمهجع حوالي 118 شخص والمساحة لا تتجاوز 3 أمتار عرض و5 أمتار طول يعني 15 متر مربع بما فيها المرحاض، طبعًا أنا ارتحت لسبب بسيط أنه يوجد مرحاض وأستطيع أن أذهب متى ما شئت وأخذ حريتي وطبعًا المرحاض لا يوجد فيه باب والناس عليه بالدور.
خبز لا يوجد وطعام لا يوجد ونوم لا يوجد كيف تنام بمساحة 15 متر مربع ويوجد 118 شخصًا وأغلب المعتقلين من ريف دمشق ومن دمشق تحديدًا من الغوطة ومن حي الميدان والبعض الآخرون كانوا يأتون من محافظات أخرى التي كانت تحت سيطرتهم مثل: حماة، وريف حمص، ودرعا، والسويداء.
بقيت في الجماعية حوالي 15 يومًا ثم تفاجأت في يوم خميس صاحوا على اسمي ويصبح السجين في هذه الظروف خارج التغطية كما يقال يعني أنا خرجت وكل ظني أنه يطلبني للتحقيق فقال لي: ألم أقل لك أحضر معك أغراضك؟ طبعًا ضربني ووقعت على السجناء يعني من الجيد أنه يوجد كثافة وتلقاني الشباب الذين وقعت عليهم، وكان معي بعض الأغراض وأدوية وحملتهم وخرجت وقاموا بتعصيب عيني وتقييدي ووضعونا في منفردة تقريبًا 13 شخصًا كنا واقفين لمدة يومين حتى فتح القصر العدلي، ويوم السبت صباحًا ركبنا ويقولون لنا: إلى عدرا ثم إلى صيدنايا، وكانت معنا نساء وكنا معصوبي الأعين ومقيدين ولا أعرف من أين يأتون بهذه الباصات كانت قديمة وبدون مقاعد، ولقد ذهبنا إلى عدة أماكن ولا نعرف أين نذهب وفي كل مكان يقومون بإنزال شخصين أو ثلاثة يصيح على أسمائهم وينزلون، ولكنني أتذكر أننا مررنا بـ [سجن] صيدنايا و[سجن] عدرا لأنه كان معنا نساء أخذوهن إلى [سجن] عدرا، ونزلنا إلى دمشق طبعًا كانوا يمشون على طريق التل لأن المنطقة كانت مشتعلة وكنا نسمع أصوات القذائف.
طبعًا أنا طويل ولم أكن مرتاحًا في جلوسي كنت أميل للأمام، وفي النهاية بقيت لوحدي، وكانت الساعة تقريبًا الواحدة ظهرًا يعني أخذونا من الصباح والساعة الواحدة حتى وصلنا فقال لي رئيس الدورية: لقد أتينا بك إلى ملعبك. فقلت له: شكرًا. ورفعت رأسي وكان الضابط قد نبه على العسكري ألا يقترب مني ورفعت رأسي وبواسطة يدي أنزلت عصبة عيني ورأيت أنني في الحجاز عند مقهى الحجاز فقلت لرئيس الدورية: إنك فعلت معي شيئًا جيدًا. وقلت له: انزع عني عصبة عيني. ونظرت هكذا فرأيت القصر العدلي فقلت في نفسي إنهم سيقدمونني إلى القصر.
وهنا لم أعد أفكر إلى أين سيأخذونني، ولكن المهم أنهم سلموني إلى سلطة قضائية بغض النظر عن كل شيء وفورًا جاءت دورية من الشرطة وأنزلوني إلى النظارة، فقلت له: مد يدك إلى جيبي. فقال: ماذا هناك؟ فقلت له: يوجد معي مال خذ 500 ليرة وأعطيته المال. فقال لي: ماذا تريد؟ فقلت له: اتصل على المحامي إبراهيم حكيم طبعًا أنا من عادتي أن أحفظ الأرقام ولا أكتب فقلت له: اتصل على هذا الرقم. واتصل فقلت لإبراهيم: أنا وصلت إلى القصر العدلي. وبعد قليل وأثناء وجودي في النظارة طبعًا قدموا لي الشاي ولم أدخل بين السجناء كنت مع الشرطة وكانوا يسلمون أوراقًا في النظارة، فقلت له: أريد أن أرى ماذا كتبوا عني. قلت للأمن فقال لي: لم يكتبوا شيئًا. فقلت له: أريد أن أرى حتى أعرف هل سأخرج أم لا. فقال لي: أعتقد أنك ستخرج اليوم. فقلت له: شكرًا. وذهب وقدموا لي الشاي والسجائر ونظر إلي مساعد في الشرطة وقال لي: أنا أعرفك ورأيتك هنا من قبل هل أنت محام؟ فقلت له: نعم. فقال لي: رأيتك كثيرًا في القصر العدلي [في دمشق]. وبعد قليل بعد نصف ساعة جاء المحامي أنور البني وإبراهيم طبعًا كان في الطريق ثم جاء محام آخر ميشيل شماس وجاء محامون من النقابة وبقيت هكذا حتى الساعة الثالثة حتى يأخذونا إلى النيابة، وفعلًا الساعة 3 أخذونا إلى النيابة ويريدون رئيس النقابة أو عضو نقابة؛ لأن أنور كان مطرودًا من النقابة والشباب غير قادرين على الدخول باسم النقابة لأنني محام فقلت لرئيس النيابة قلت له: أنا لست بحاجة. فقال لي: لا يمكن يا أستاذ حتى تكتمل الخصومة. فقلت له: حسنًا. وذهبوا وبحثوا عن شخص عضو في النقابة رئيس نقابة أو عضو نقابة وجاء ودخل وجلس فقال لي: الأستاذ محامي. فقلت له: نعم. فقال لي: أنت متهم بكذا. فقلت له: هذه مشمولة بالعفو. فقال لي: أي عفو؟ فقلت له: افتح وأعطني قانون العقوبات وهذه هي المادة.
كان علي 4 أو 5 تهم جميعها شكلية فقلت له: جميعها مشمولة بالعفو. فأغلق وقال: حفظ الملف وإطلاق سراحه. فقلت له: كيف إطلاق سراحه أعطني وثائق السيارة أعطني ورقة حتى يفرجوا عن سيارتي لأنها في مدينة القامشلي.
بكثرة وجود الألم والقهر نسيت رقم السيارة لم أعد أعرف رقم السيارة وقلت له: اترك مكان الرقم فارغًا أنا أسجله، ولكن المهم أعطني ورقة وفي هذه الحالة أطلق سراحي حوالي الساعة 3 ونصف أو 4.
أنا أخذني الحديث ولم أتكلم عن الأمراض وموت أحد السجناء من آل خبية يعني إما كان اسمه علي خبية أو سعيد خبية مات وتفاجأت أنا نتيجة القهر والناس الموجودين حيث كان يوجد أشخاص أصبح لهم 6 شهور أو سنة موجودين في هذا القاووش (الزنزانة) وعندما قالوا مات ذهب 5 أشخاص باتجاهه وأنا كل ظني أنهم متعاطفين معه أو يريدون أن يحزنوا عليه وتفاجأت أنهم خلعوا له لباسه لأنه لا يوجد لديهم لباس كانوا يربطون النايلون على مناطقهم حتى يحموا أنفسهم يعني شيء مأساوي.
أنا كنت قد رأيت شخصًا واحدًا فقد الحياة وكان يوجد شخص مريض أعتقد أثناء خروجي كان قد مات.
أمراض الجرب والقمل والإسهال كانت سائدة وأنا أعتقد أن من يبقى سنة في هذه القواويش (الزنزانات) يعني مستحيل أن يخرج على قيد الحياة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/10/01
الموضوع الرئیس
التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدكود الشهادة
SMI/OH/17-14/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2013
updatedAt
2024/03/22
المنطقة الجغرافية
محافظة دمشق-كفرسوسةمحافظة دمشق-مدينة دمشقشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
المجلس الوطني السوري
سجن صيدنايا العسكري
فرع التحقيق في أمن الدولة 285
سجن عدرا / دمشق المركزي
القصر العدلي في دمشق