وبعد أن أطلق سراحي طبعًا ذهبت إلى منزل المحامي إبراهيم حكيم وقاموا بمعالجتي وقدموا لي الأدوية منها أدوية الجرب، وكان وضعي الصحي بائس جدًا، وتوجد مجموعة من العلل منها موضوع "البوليب" في الحالب أصابني إضافة إلى الجرب يعني أعطوني أدوية لمدة 15 يومًا حتى شفيت. وفي هذا الوقت رأيت مجموعة من إعلان دمشق ورأيت رفاقًا في حزب الشعب منهم رياض الترك والتقينا وفي الحديث وطلبت منه أمرًا أن هذا السجن الذي مررت به يساوي كل المرات التي سجنت بها وكل يوم من هذا السجن يعادل سنة في [سجن] صيدنايا أو تدمر والمصير هو الموت، وبالتالي يجب أن نكون حذرين جدًا والثورة بانحدار والنظام لن يسلم سلطة أو الانتقال إلى حالة الحرية أو إعادة الكرامة ليست بسهولة وسوف ندفع الثمن غاليًا، وبالتالي سعر وتكلفة إزالة بشار [الأسد] ونظامه كبيرة جدًا وطلبت منه أيضًا الخروج [من سورية] لأن هذا النظام يجب أن يؤلب عليه كل دول العالم حتى نتخلص منه، طبعًا إضافة إلى ذلك تكلمنا حول موضوع صعوبة التغيير في سورية أنه أصبح صعبًا بعد كل هذا الثمن الذي قدم، ورياض [الترك] كانت وجهة نظره تقول: يجب أن تنطلق الثورة في المرحلة الثانية وهي موضوع إلغاء يعني هو كان يتحمل يعني بشكل عام القوى والفعاليات السياسية تتحمل عندما سلمت الراية للعسكرة والعسكرة هي من دمر الثورة. 

وفيما بعد ذهبت إلى مدينة القامشلي أيضًا ليس بسهولة حتى تم تأمين باص بحيث أصل بأمان إلى القامشلي كانت سهام قريو من مدينة الحسكة كانت أخت صديقي يعقوب قريو المتوفى كان رئيس مركز دراسات في بيروت للنشر، وتم تأمين لقاء مع سائق الباص حتى يتم إيصالي بأمان، وركبت من العباسيين في باص لم أعد أذكر اسم الشركة وركبنا ومررنا تقريبًا بـ 44 حاجزًا حتى وصلنا إلى الحسكة، [كانت الحواجز] للنظام ومررنا بحاجز أو اثنين لإسلاميين لما مررنا بالصحراء باتجاه الميادين ومنطقة البصيرة والصورة حتى وصلنا يعني تقريبًا استغرق معنا الوقت 18 ساعة. ووصلت إلى مدينة القامشلي وبعد يومين بقيت في الحسكة أيضًا تعرضت لعلاج وذهبت إلى أطباء وذهبت إلى القامشلي ومعي ورقة من أجل فك احتباس (احتجاز) السيارة وذهبت إلى الأمن أو في المرة الأولى أرسلت شخصًا قلت له: أنا لن أذهب إلى هكذا مناطق. وذهبوا طبعًا يريدون أن يدفعوا مالًا فقط لأجل إخراج السيارة فقالوا لهم: إذا لم يأت صاحب العلاقة لن نعطي السيارة. وفعلًا ذهبت وعلى الباب طلبت شخصًا منهم وجاء وأدخلوني وقلت لهم: أنا أريد سيارتي. طبعًا نزلت بنفس المكان الذي كنت موقوفًا به على التحقيق وفعلًا جهزوا أوراقًا وقالوا لي: إلى الغد. فقلت لهم: حسنًا لا توجد مشكلة. ورجعت ثاني يوم وطبعًا قمنا برشوة أحدهم حتى نخرج السيارة من الفرع، الشخص الذي تمت رشوته هو المحقق أبو نزار لا أعرف اسمه بالتفصيل وساعدوني في إخراج أوراق، وأحد المحققين ذهبت معه ورأيت أنه مريض ويمشي بشكل منحنٍ فقلت له: ماذا بك يا أبا علي؟ فقال لي: أنا مريض ومتعب. فقلت له: هل آخذك إلى طبيب؟ فقال لي: لا. فقلت له: هيا لنذهب. وهو كان خائفًا ومرعوبًا، ولكن بعد إصرار ركب معي بالسيارة وأخذته إلى طبيب عظمية واعتنوا به ولم يأخذوا منه مالًا وأعطيته أدوية فكان منبهتًا (مندهشًا) ومنبهرًا جدًا، وأنا كان هدفي من الحركة لأقدم لزلم (أتباع) النظام أن هذه المعارضة أو هؤلاء الذين يريدون أن ينقلوا سورية من حالة الاستبداد إلى الحالة الديمقراطية هم أشخاص جيدون وأخلاقيون وإنسانيون، طبعًا أضف إلى ذلك أنني قدمت له نموذجًا أخلاقيًا جدًا، ونحن بشر وإنسانيون ونحن لا نحقد والأمر الآخر أريد منك أمرًا هو أن تقول لي سبب أخذكم لسيارتي. فقال لي: من يذهب إلى الشام (دمشق) لا يرجع يعني يموت وبالتالي نأخذ سيارته. وإضافة إلى ذلك قلت له: انظر يا أبا علي النظام سيذهب إن كان غدًا أو بعد غد، ولكن إذا احتجت لشيء هنا يوجد منزل أهلي اذهب إليهم حتى يحموك على الأقل ومن دخل بيت أبي سفيان فهو آمن. لا تفكر أن هذا غلط وبصراحة الرجل عندما أعدته وقبل أن ينزل من السيارة قال لي: أنتم أشراف ونعلم أن حذائكم يساوي بشار الأسد. فقلت له: معقولة هكذا يا أبو علي هل رأيت كيف الموضوع؟ نحن لا نحقد أنا أقبلك وإذا أحببت أخذك إلى السوق أيضًا لأشتري لك ما تحتاجه وأنا أعرف وضعك وأعرف فقركم ومعاناتكم، لكن يجب أن تفكر أننا لم نعمل شيئًا ونحن نريد هذا البلد سورية أن يكون معافى وتكون دولة مدنية ديمقراطية. وفي النهاية قال لي الرجل: وفقك الله اذهب. فقلت له: أنا سأخرج من البلد. فقال لي: لماذا؟ فقلت له: أنا مريض يوجد لدي أكثر من علة. 

تواعدت مع أبي نزار مساءً قال لي: الساعة 7 نلتقي. وفعلًا جاء مع ابنه ووضعت مبلغًا من المال في جيبه وقلت له: شكرًا. فقال لي: أنا كتبت في تقريري شيئًا جيدًا بالنسبة لك علمًا بأنهم كانوا يريدون أكثر من ذلك. فقلت له: شكرًا لك. 

وأنا لدي عادة أو في طبيعتي أنه بعد 15 او 20 يوم أو شهر أنسى الحالة وأعود إلى توازني وعدت إلى عملي والتواصل مع الناس السلميين المعتدلين الذين يعملون بالحراك والثورة، ولكن هنا أصابنا مثل الإحباط وبدأ التراجع وبدأت لغة الرصاص تسيطر على لغة السياسة. 

[التقيت] مع المنظمة الآثورية ومع المجموعات من الشباب العربي كان يوجد لديهم تجمع وحتى مع القوى الكردية مع الفعاليات والقوى والتقينا بأكثر من مرة كان معي مناف الحمد وشخص اسمه فيصل عزام كان مهندسًا ومجموعة من جماعة المرحوم مشعل تمو وبقينا نتواصل ونعمل وموضوع الحراك والتواصل والإغاثة وتقديم شيء خارج إطار "البي كي كي" وخارج إطار النظام هذه هي الحالة. 

طبعًا أنا بقيت أتابع بمرضي بحجة أنه يوجد لدي بحصة وتفاجأت أنه يوجد "بوليب" خبيث في الحالب وهنا في هذه الحالة ذهبت إلى أكثر من جهة لأن نواياي كانت عدم الخروج علمًا أن ابني وزوجتي خرجا، ولكنني صممت ألا أخرج من سورية، ولكن عندما بدأ وضعي الصحي يصبح خطيرًا وأنه ربما تتعطل الكلاوي (الكلى) عن العمل. 

[ بالنسبة إلى] مجزرة الحاجية هنا كان التواصل مع الشباب العربي وتنسيقياتهم وتعرضت الحاجيات إلى القصف والقتل من قبل "البي كي كي" (حزب العمال الكردستاني). [والحاجية هي] قرية عربية تعرضت للقصف من قبل النظام من الفوج الموجود في زنود وهذه الحادثة قالها لي عنصر كان موجودًا في الفوج بعد أن انشق قال لي: نحن كنا نقصف ونمهد ونعطي سلاحًا "للبي كي كي" من أجل الدخول. وقرية الحاجية قرية عربية تابعة لأحد العشائر من بني سبعة كانت ثائرة ضد النظام مع مجموعة من القرى المتواجدة وتمت مداهمتهم ليلًا من قبل عناصر وأغلبهم لا يتكلم العربية تحديدًا لأنني سجلت شهادات بعض النساء وذهب ضحيتها 14 شهيدًا وشبابًا. تم وصف الحالة أنه أخرجنا أشخاصًا في الليل وجمعونا في الساحة وكانوا يتكلمون الكردية وليست لكنة المنطقة وإنما لكنة تركيا. فتواصلت مع المنظمات الدولية ونقلت الحالة وتواصلنا مع الكثير من المنظمات لنقل الحالة، طبعًا تبرعوا في بداياتهم "البي كي كي"، ولكن في النهاية اعترف أنه هو من قام بالعملية مع وجود تنظيمات مسلحة. 

طبعًا نقلت الحالة إلى السلم الأهلي الذي كان موجودًا في القامشلي وقلنا: إن هذا الموضوع يعني نحن كنا نحاول نزع فتيل الكراهية أو الاقتتال الداخلي ما بينهم علمًا بأن النظام كان يلعب على هذه المسألة من أجل موضوع التفتيت والتمزيق، ولكن تبين أن "البي كي كي" كان جزءًا من النظام؛ لأنني سألت شخصًا من أمن الدولة أن جميع الموقوفين هم عرب ويوجد سريان وكان يوجد شخص أرمني، ولكن لا يوجد "بي كي كي" أو يأتي "بي كي كي" يكون مسلحًا وتتركونه فقال لي: قيادتهم لدينا ونحن قادرون يعني بما معناه الأوامر يتلقونها من ضابط الارتباط. 

بعدما تم فحصي من قبل الكثير من الأطباء توصلوا إلى نتيجة أنه يوجد "بوليب" خبيث بعد محاولة إجراء عملية على أساس أنها بحصة، ولكن تبين لهم أنه بوليب خبيث وقررت أن أخرج من سورية بعد التواصل مع سويسرا و"الآمنستي" (منظمة العفو الدولية) والصليب الأحمر الدولي كانوا قد جهزوا لي و وافقوا على خروجي إلى سويسرا، طبعًا حاولت الخروج وكانت 4 مرات فاشلة إلى تركيا وآخرها خرجت بعد أن تعرضت للضرب من قبل الأتراك "الجندرما" التركية على الحدود وكسروا ضلعين من أضلعي، ولكنني صممت وخرجت ووصلت إلى ماردين ومنها إلى إسطنبول ثم ذهبت إلى السفارة صباحًا وتكلمت معهم فقال لي: ألا يوجد لديك إثباتات؟ فقلت له: كلا. وقلت لهم: إنني مريض وأحتاج إلى علاج ومنظمات دولية وحقوقية تكلمت في موضوعي وأنا مريض ولست ذاهبًا إليكم في نزهة أو لاجئًا أنا ذاهب للعلاج. وفعلًا وافقوا وأعطوني وثيقة فيزا على ورقة فقط وفي سويسرا فيما بعد قالوا لي: إن هذه الورقة لم تُعط إلا لستين شخصًا في كل تاريخ سويسرا من ضمنهم أنت. طبعًا الجماعة عالجوني ورعوني باهتمام واستقبلونا يعني منظمات وحكومات ديمقراطية وصلوا إلى مرحلة من الأنسنة. 

الآن أعمل في منظمات دولية وأنا عضو في هيئة القانونيين السوريين وعضو نقابة المحامين الأحرار [فرع] حلب وأعمل مع منظمات وتواصلت مع أغلب المنظمات الحقوقية والإنسانية "الآمنستي" والصليب الأحمر الدولي وكل شيء يخدم الثورة أو يخدم التغيير في سورية نقوم به من أعمال ومنظمات وشكرًا لكم.