علاقة المجلس الوطني بالدول العربية ودور الإخوان المسلمين
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:23:42:08
المشكلة هي العلاقة مع هيئة التنسيق، وكيف نقترب من هيئة التنسيق؟ ومن أجل ذلك فسرت بأن وراءها ضغوطاً مشتركة: إعلان دمشق ليس لديه استعداد للتعامل مع الهيئة، وسمعة الهيئة من الواضح أنها سلبية للغاية عند الحراك الشعبي، وسمعتها صارت سلبية؛ لأنها كانت ضد العسكرة وضد التدخل، وتتكلم بحوار مع النظام، وكنت مدركاً هذا الشيء: هي ليس لديها شعبية حتى يعود الشخص ويتحالف مع هيئة التنسيق، ولكن لم يفهموا أنَّ ذلك ليس تحالفاً مع الهيئة أو تنازلاً، ولكن هي خطوة كي نكسب من ورائها شيئاً للمجلس [الوطني] وللثورة، وليس الهدف المجلس، نريد أن نأخذ موقع الجامعة العربية. ولم يناقش أحد الموضوع، وحصل رد فعل سلبي بشكل كبير في المكتب التنفيذي، واعتبروا أنَّ ذلك خطأ قاتل، وسقوط لرئيس المجلس بأن يوقِّع وثيقة مع هيئة التنسيق، وربما في الحراك حصل كذلك أيضاً.
لا، أنا فكرت بالاستقالة في ذلك الوقت، وشعرت بأنه لا يوجد تضامن من قبل أعضاء المكتب [التنفيذي] على الإطلاق، وكنت أظن أنهم سيدافعون عني، وكنت أشرح لهم أنَّها رسالة، وليست توقيع اتفاق، وهم مصرون على أنَّها وثيقة، وسموها: "وثيقة الخيانة". وكانت ردة فعلي تجاههم بأني لا أريد مناقشتهم؛ لأنَّنا أصبحنا نعمل في وسط معاد، لم يعد هناك ما نقوم به في مكتب تنفيذي معاد باستثناء عضوين أو ثلاثة. أما الآخرون (الإخوان [المسلمين] والإعلان) وهم الأساسيون، فكانوا معادين.
وفكرت بالاستقالة، ولكنني إذا استقلت الآن، وكان وضعنا الدولي جيد جداً فأنا في هذه الحالة سأحبط الناس، وسأكون متهماً بإفشال التجربة. وفعلاً، أنا لا أريد إفشالها، أريد أن "أبتلع الموس (الخنجر) على الحدين" وعلى المكشوف كنت أتكلم مع نفسي: بأنه ليس لدي حل سوى أن أبتلع الموس، وأكمل؛ لنرى كيف نتقدم قليلاً، وصمتت، لم يحدث شيء، ولم تتشكل لجنة، ربما شكلوا لجنة سرية، وبعد ذلك حلوها، ولم يطلب أحد من أعضاء المكتب [التنفيذي[ شيئاً مني، ولكن ربما انتظر قسم منهم أن أستقيل، فالهدف منها هو دفعي للاستقالة، هكذا فهمتها على كل حال: بأنهم أنشؤؤها حتى أستقيل. ولكنني" تنحت" (رفضت بعناد) وقلت: لا أريد أن أستقيل. لأنها أنشئت حتى أستقيل.
كانت الفصائل مفصولة عن المجلس [الوطني] منذ البداية؛ لأنهم كانوا قد أنشؤوا قيادات، وكان قد تشكل ما يسمى: الجيش الحر، وكان زعيمه ورئيسه رياض الأسعد، وكانوا يتعاملون مع رياض الأسعد، وكان هناك العرعور الذي كان يقدم دعماً كبيراً جداً للفصائل، وكانت معركة الفصائل معركة أكبر بكثير [مما نظن]، لا يمكن أن نخوضها بدون أن نكون موحدين على المستوى السياسي، ولم نكسب مواقع سياسية، هذا ما كان يدور في ذهني منذ إنشاء المجلس، هذه النقطة الرئيسية. ولكن قبل ذلك يجب أن نكون متفاهمين على خط العمل. والإخوان قاموا [بتأسيس] هيئة حماية المدنيين لتزداد الفرقة، مما أدى إلى صدامات حدثت بيني وبينهم أيضاً.
وكان المفروض أن نكسب الجو السياسي مع الدول العربية وتركيا بالدرجة الأساسية، وهؤلاء هم الأقرب لنا. بالنسبة للسعوديين، كان موقف سعود الفيصل (وزير الخارجية السعودي) أفضل موقف لوزير خارجية عربي في تلك الفترة. وهو شخص نبيل، أعلم أنه ليس ديمقراطياً، ولكن كانوا يشعرون أنَّ سورية مهمة، وإذا أخذها الإيرانيون ستكون كارثة بالنسبة لهم، وكان دعمنا موجوداً، وكان القطريون [يدعموننا]، وكان وزير الخارجية القطري حمد [بن جاسم] شخصية قوية في الجامعة [العربية]، والذي يريده في الجامعة يقوم به، وكان يمشي معنا بشكل جديّ.
الذي أريد أن يُعرَف في المستقبل، واكتشفته بعمق في هذه الفترة: أنَّ السياسة والعسكرة والأمن مفصولون عن بعضهم في العالم العربي، وليس فقط عندنا، بمعنى: أن وزير الخارجية السعودي، وكانت السعودية أهم دولة عربية في تلك الفترة، وكانت مؤثرة، وسعود الفيصل كان لديه دعم مطلق للثورة السورية، وأنا أتكلم عن معرفة، ولم أكن أحضر جلسات مجلس وزراء الخارجية العرب إلَّا ويستقبلني على الباب، ولم يكن يستقبلني كشخص لأنه أمير كبير، بل كان يستقبل القضية السورية؛ حتى يظهر احترامه للقضية السورية. ولكن بنفس الوقت، عدنان العرعور لديه قناتان تبثان من السعودية، ويجمع تبرعات من السعودية، ويقوم بخطاب معاد بالمطلق للمجلس الوطني، ولا أعتقد أنَّ سعود الفيصل كان وراء الموضوع، أعتقد أنَّه كان هناك دائماً أجهزة أمن ومخابرات يعملون بشكل مواز، وأعتقد أيضاً أن كل البلدان كانت كذلك. ربما في مصر يكون أقل. وفيما بعد، رأيت أشخاصاً في مصر (أمين المجلس القومي) وقال لي: نحن مع سورية، وسورية جزء منا، وسأذهب إلى سورية، وأفاوضهم، وكان موقف المصريين أفضل في البداية. حاولنا أن نراهن على مصر والسعودية وقطر، وكان الخليج في تلك الفترة-في بداية تشكيل المجلس- متفقاً تماماً، ولم يكن لدى قطر والسعودية والإمارات مواقف مختلفة فيما بينهم، بل كان لديهم موقف واحد، وحتى أنهم كانوا ينسقون الدعم فيما بينهم. وقطر كانت تتكلم بتقديم الدعم المالي للفصائل باسم الجميع، تجمعه، وتعطيه للجميع.
على المستوى السياسي: حققنا نتائج (جيدة)، بمعنى أنه: صار عندنا تقدير وموقع في الجامعة العربية، وندعم مجلس الوزراء، وفي كل مرة كنت ألقي كلمة.
على المستوى العسكري: حاولنا أن ننشئ مكتب ارتباط عسكري، وأنا لست عسكرياً، وكنت أعتقد أننا يجب أن نحضر قائداً عسكرياً يعرف كيف يعمل مع الفصائل والمنشقين والجيش الحر؛ فنحن لسنا أمام فصائل فقط، بل أمام ضباط وجنود منشقين. تكلم معي شخص ما، وأظن أن بسمة [قضماني] التي ذكرت شخصاً اسمه: هاشم عقيل، وهو عميد سوري متقاعد، ويعيش في أمريكا، وطلبنا منه أن يأتي، وسميناه: "رئيس مكتب الارتباط العسكري"، وأبلغناه بوظيفته، وقلنا له: مسؤوليتك هي أن تجد حلاً لموضوع الفصائل والتسليح، وكيف يتم التسليح، وأنه يجب أن يعمل بهذا الملف، ونحن نأخذ القرار.
في نفس الأسبوع، بعد أن وقعنا، وأصبح الممثل ورئيس المكتب العسكري، والمستشار العسكري لرئيس المجلس، هكذا عيناه، واتفقت معه؛ لأجعلها نقطة كسب أمام الدبلوماسية الدولية: أننا نعمل مع الفصائل من أجل تجميعها، ودعوت لمؤتمر صحفي في باريس، وأظن أنه كان لديه منزل في باريس، وكان الصحفيون يأتون بالعشرات عندما كنت أقوم بمؤتمرات صحفية، أظن أننا أقمناه في الساعة الخامسة، وأتيت قبل خمس دقائق، وأتى هو بعد ذلك، وقال لي: يجب أن تدعو لتدخل عسكري. فقلت له: عميد، نحن جئنا إلى هنا وموضوع المؤتمر أن نعلن دولياً أنَّنا قمنا بمكتب ارتباط عسكري، وأريدك أن تتكلم: كيف سنعيد توحيد الفصائل، ونخرج من الفوضى. فقال: ماذا تريد من هذا الكلام؟ -السوريون مجانين- الآن لديك صحافة وكذا، يجب أن تطلب تدخلاً عسكرياً دولياً. فقلت له: يا عميد، هذا يحتاج لنقاش داخل المكتب التنفيذي، ونحن لا يجوز أن نناقش بدون أن نأخذ قراراً في المكتب التنفيذي بأن نطلب تدخلاً. يجب أن يكون طلباً رسمياً بمؤتمر صحفي، قال: ماذا تريد من المكتب التنفيذي؟ وماذا تريد من غيره؟ وهذه لحظة لا تضيعها، وإذا أضعتها-لا أعرف ماذا قال- قلت له: أنا لن أطلب تدخلاً عسكرياً، إذا كنت تريد تدخلاً، وبرأيك أنه لابد من تدخل عسكري فاطلب أنت، أنا أقول كلمتي، وأنت تقول في كلمتك: إننا بحاجة إلى تدخل عسكري، وأنت عميد. قال: لا، أنت يجب أن تتكلم. قلت له: أنا لن أتكلم، ونحن لم نأت لنطلب تدخلاً عسكرياً، وإنما من أجل شيء آخر، من أجل إعلان مكتب الارتباط. وقال لي: إذا لم تطلب تدخلاً عسكرياً فأنا تركت [العمل]. وخرج، ثم ذهب إلى تلفزيون، وبعد ذلك رأيته؛ لأنني أكملت المؤتمر الصحفي، ووضعني في موقف حرج، وتكلمت الذي أريده.
خرجت من المؤتمر الصحفي، والناس كانوا قد سمعوا، وكان هناك ضجيج، وكان يتكلم بصوت مرتفع، والإعلاميون جالسون على الكراسي، والصوت مسموع، وكنا نتكلم بالعربي. وخرجت من المؤتمر الصحفي فيما بعد، وكنت غاضباً، وكنت لا أعلم مع من أعمل. فإذا به يصرح على قناة العربية، وقال: اكتشفت أن برهان غليون خائن- هكذا كان تصرفه- الآن اكتشفت أنه خائن. فقلت: بسيطة. عدنا فيما بعد، وأصبحنا أمام مجلس نصفه غير متعاون، [ونصفه] لم يعد يريد التعاون، والمشاكل كلها تزيد يوماً عن يوم، والعدوان على المجلس يزيد من كل الأطراف: من الإعلان (إعلان دمشق)، ومن شباب الحراك، الذين يظنون أنهم إذا طلبوا التدخل يجب أن يحصل غداً، وإذا لم يحصل غداً فمعنى ذلك أن هناك فشل، لماذا حدث في ليبيا، ولم يحدث في سورية؟ بسبب برهان غليون. هذا هو الضرر الذي حدث في الموضوع.
لا أعرف، لم يكن عندي وقت لأراهم، ولكن أظن أنه تغير، أظن الذين في سورية، وعلى اتصال مع الإعلان. أعتقد أنَّ الحملة كان إعلان دمشق وراءها بشكل رئيسي وكذلك الإخوان [المسلمين]؛ لأنَّهم يريدون أن يحتفظوا بهيئة حماية المدنيين، ولا يريدون أن يتحدوا مع الآخرين؛ يريدون أن يبقوا متميزين. ماذا خطر في بالي؟ وأنا لم أترك الموضوع؟ وكان بالنسبة لي هذا التحدي الكبير، وسألت أصدقاء، فقالوا لي: هناك لواء مصري متقاعد في إسطنبول، يعمل في شركة -نسيت اسمه- وحصلت على رقم هاتفه، وطلبت منه موعداً، ودعوته للجلوس معاً، وطرحت عليه الموضوع، وقلت له: كذا كذا كذا. وقلت: أريد أن أجد طريقة لجمع تلك الفصائل، وأنت ضابط كبير. وهو محترف فعلاً، وأعطاني خطة، وهذه الخطة رفضها المكتب [التنفيذي] كلياً. قال لي: هؤلاء صاروا-يبدو عليه أنه شخص فهيم- فصائلاً، ولديهم أموال، وهم مدعومون، ولن تستطيع أن تضبطهم أو توحدهم، وهذا المشروع صعب، ولكن أمامك طريقة واحدة، تنشئ للمجلس لواءً أو لواءين، وتعطيهم رواتباً، وتنظمهم، وإلخ. وأولئك الذين [في الفصائل الأخرى] يلتحقون رويداً وريداً؛ لأنَّه ليس لديهم موارد أو ثقة بالأشخاص الذين يحكمونهم، وقليلاً قليلاً يلتحقون بتلك القوة، والتي هي قوة رسمية للثورة، وتصبح قوة تابعة للثورة. فأخذت المشروع، واقتنعت به: أنَّنا إذا أقمنا لواء مكوناً من ألف أو ألف وخمسمائة شخص، وبعد ذلك زدناهم، وكان هناك كثير من الفصائل الصغيرة التي لم يعد لديها تمويل، وتكاد تنهار، وقسم منهم يلتحق بمن يمتلكون الأموال، كان معظمهم إسلاميين، وقلنا هذه فرصة لجمع هؤلاء الذين بدؤوا يفرطوا (ينفرط عقدهم) من الفصائل التي تكونت بشكل سريع، فنجمعهم، ويصبح لدينا قوة للتدخل وقت الحاجة، نحن أنفسنا نصبح قوة، لم يقبل المكتب التنفيذي، وكانوا يقولون: نعم، وجيد، ولكن لم يقوموا بأي شيء، ولم يكن أحد منهم مستعداً أن يضع جهداً؛ لأن الإخوان لديهم هيئة حماية المدنيين، شعرت أنه لا أحد منهم يريد، وهم لا يقولون: لا ، بشكل مباشر، ولكن لا أحد يشارك في الموضوع. وأعتقد أنهم كانوا يظنون أنَّها قضية شهر أو شهرين، ثم يتدخل الغرب، ويقضي على النظام. وهذا ضرنا كثيراً، وهذا الذي جعلهم غير متعاونين. فيقولون: برهان يعمل الآن، لماذا نقوم بلواء، وسيسقط النظام في هذين الشهرين. من أين اقتنعوا أنّ النظام ساقط؟ لا أعلم. هل أوحى لهم أحد بذلك، أو هم أوحوا إلى أنفسهم. وجماعة المجلس [الوطني] القديم كان في ذهنهم: أنَّ ما حصل في ليبيا سيتكرر في سورية، وسيتكرر بالتأكيد، ولديهم ثقة مطلقة بأن الغرب سيأتي، ويسلمنا الحكومة في سورية.
ليسوا أعضاءً، هم لا يقولون ذلك. قلت لهم: نحن نحاول أن نوحد الفصائل، وأنتم تفعلون ذلك. فقالوا: هذه ليست مؤقتة، وهذه ليست إسلامية. و[أنا] لا أريد أن أعالج قطعة قطعة (تدريجياً)، أنا أعالج الكل. المهم أن نجد الآلية التي نستطيع من خلالها أن نوحد الفصائل، واحتججت عليهم، وقلت لهم: لا يجوز أن تفعلوا ذلك، أنتم تعملون ضدنا. كلهم كانوا يعملون ضدنا (ضد هذه الفكرة)، وليس الإخوان فقط.
الإخوان كان لهم ممثل هو: [فاروق] طيفور. وبرأيي أحمد رمضان من الإخوان أيضاً، ولكن هو ممثل للـ "74"، وليس ممثلاً للإخوان، ونحن لدينا: منصب إغاثي، ومنصب علاقات خارجية، ومنصب إعلان [دمشق]؛ يجب أن يكون للإخوان شيء منها. هل أعطيهم الخارجية؟ هل أعطيهم الإعلام؟ التجربة الوحيدة التي نجحوا بها هي: الإغاثة. وهم لديهم منظمة للإغاثة، وحين تكوَّن المجلس لم أعطهم الإغاثة فقط، قلت لهم: منظمة الإغاثة لديكم يجب أن تعمل الآن من أجل المجلس الوطني. بمعنى: أي شيء تقدموه يجب أن يكون للمجلس الوطني، أريد أن أستفيد منهم من أجل أن أرفع قيمة المجلس الوطني من خلال خبرتهم وعملهم في هذا الموضوع، بينما لم يستلم المجلس-وكل الناس تعرف ذلك- أي مبلغ قبل شهر حزيران/ يونيو، وهو لم يكن لديه إمكانية أن يمول الإغاثة أو حتى غيرها. ونحن أعطيناهم الإغاثة على حسابهم على أمل أن يوظفوا إغاثتهم لصالح المجلس الوطني.
نحن لم نعطهم أموالاً، وقلنا لهم: قوموا بالإغاثة. قلنا لهم: أنتم مسؤولون. وفيما بعد سمعت هذا النقد. وفيما بعد، عندما جاءت الأموال في شهر حزيران/ يونيو تم إعطاء أموال لبعض الناس من غير الإخوان، إذا كان الشخص ليس لديه تجربة في الموضوع، ولا يوجد مؤسسة خيرية تذهب الأموال إلى الأقرباء والأصدقاء، فهم الوحيدون الذين لديهم شبكة أسر وشبكة أشخاص؛ بحيث أن الأموال التي توزع لا تذهب إلى الجيوب أو إلى العائلة نفسها، ولا يمكن أن يكون هناك إغاثة بدون أن يكون هناك مؤسسة. وكيف ستتوزع الإغاثة؟ وحتى لو أخذ جماعتهم أكثر، ولكن أريد أن أضمن أنَّ 70% من الأموال تذهب لأشخاص غير الأهل والإخوان والأصدقاء.
ليس صحيحاً أبداً أنَّهم (أي الإخوان المسلمين) كانوا مسيطرين على المجلس. لنفكر بطريقة أكثر عقلانية: المجلس يعمل ببرنامج ديمقراطي، هم جاؤوا إليه، وليس الديمقراطيون هم من جاؤوا إلى برنامج الإخوان. نحن لم نقل نريد بناء دولة إسلامية، ووضعنا رأسمالنا عندهم. نحن قلنا: نريد أن نبني دولة مدنية، وكل يوم ألقي كلمة، وأقوم بخطاب، ولا تمييز بين الطوائف، وهم جالسون معنا ضمن أجندة ديمقراطية، فكيف سيسيطرون؟ وكيف سيقومون بدعاية للشريعة والدولة الإسلامية؟ ماذا عندهم غير: نريد دولة الشريعة، فكيف سيسيطرون؟ هل سيسيطرون فكرياً عليّ أم سياسياً؟ أين يأخذون القرار السياسي؟ هل سيسيطرون إغاثياً، ويأخذون الأموال؟ فيما بعد، أموال الإغاثة لم تأتِ للمجلس، ذهبت لوحدة تنسيق الدعم، أين كانت سيطرتهم؟ وعلى أي شيء سيطروا؟ هل سيطروا إيديولوجياً؟ هل سيطروا سياسياً، وأخذوا القرار؟ لم يستطيعوا ذلك، وأنا كنت رئيس المجلس، ومن الصعب أن يتهموني أنني كنت أعمل لـ....... إلا إذا كان هناك أشخاص واثقين من أنني إسلامي مغطى (في الحقيقة إسلامي، ولكن أدعي اتجاهاً آخر)، وبعد ذلك، جاء [عبد الباسط] سيدا، ولم يكن إسلامياً، ربما يصلي ويصوم. وبعد ذلك جاء جورج [صبرة]؛ فكيف أصبحوا مسيطرين؟!
وهم كانوا يقولون: نحن ديمقراطيون. وهم يريدون منا أن نقتنع أنَّهم ديمقراطيون. وكيف سيسيطرون على المجلس؟ كيف تكون السيطرة؟ هناك سيطرة فكرية (يوجهون أفكار الناس) وهناك سيطرة سياسية (يأخذون القرار) وهناك سيطرة اقتصادية (يأخذون أموالاً ويوزعونها). إذا كانت السيطرة الفكرية غير موجودة، وكذلك السياسية والاقتصادية-المجلس كله ليس لديه مال أصلاً- فكيف سيسيطر الإخوان؟
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/03/14
الموضوع الرئیس
المجلس الوطني السوريكود الشهادة
SMI/OH/91-16/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
باريس
التصنيف
سياسي
المجال الزمني
2011
updatedAt
2024/12/03
المنطقة الجغرافية
عموم سورية-عموم سوريةشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
الجيش السوري الحر
هيئة حماية المدنيين
المجلس الوطني السوري
هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي
جامعة الدول العربية / الجامعة العربية
إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي