الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مقاومة اقتحام حي الرمل الجنوبي والمظاهرات الطيارة والاعتقال

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:24:14:19

[بالنسبة لمنافذ الحصار] كان يوجد بعض المنافذ موجودة ولكنها خطيرة جدًا، ومن جهات "الرمل" كان يوجد مثل أنفاق تحت سكة القطار، وأحيانًا الشباب يستطيعون الذهاب منها، وفي مناطق العلويين في منطقة بستان السمكة وعين التمرة يوجد منازل تؤدي إلى الشارع العام، ولكن عندما تخرج إلى الشارع العام ستصبح بين حاجزين للنظام ويجب أن تكون سريع الحركة، ويوجد بعض الشباب أثناء خروجهم أُصيبوا وبعضهم قُتِلوا، وأنا خرجت بهذه الطريقة ويوجد فيديو على اليوتيوب يوضح الأمر وكيف الشباب يختبئون في منتصف الشارع بين الشجر بسبب إطلاق النار عليهم، والمسألة لم تكن بهذه السهولة أبدًا وأكيد النظام سيترك لك منفذًا حتى لا تستدمي [تستميت] حتى النهاية، ولكن يوجد أشخاص رحمهم الله أصرّوا على المقاومة حتى النهاية، وأنا لا ألومهم أبدًا، وأنا نصحت بالخروج ولكن لا ألومهم، نحن انزعجنا أكثر على الذين تم اعتقالهم واعتُقل عددٌ من الشباب الناشطين وكانت الثورة بحاجتهم جدًا.

أنا كنت خارج المنطقة عندما بدأ الاقتحام الكامل، خارج الحي، واختبأت في مشروع الصليبة.

عندما قررت الخروج تواصلت مع أشخاص من خارج الحي وأنا كنت أتواصل معهم بشكل دائم، وكان يوجد طريقة وهي أن نصل حي عين التمرة إلى عوائل نعرفها، ويجب علينا أن ندخل من المنازل من سطح إلى آخر حتى نصل إلى الشارع العام، ولكن المشكلة أنه في الشارع العام لا يوجد أي سيارة ولا يوجد أي إنسان يمشي لأنه يوجد اقتحام، وعندما تخرج سيكون على يسارك حاجز مسبح الشعب وعلى يمينك حاجز عين التمرة وأنت يجب عليك المرور من المنتصف، وأي عسكري سيراك سوف يطلق النار، وطبعًا أنا خرجت ومعي مسدس وإذا أرادوا اعتقالي سأقاوم حتى النهاية، والشباب أصروا على عدم أخذ السلاح ولكنني أخذت مسدسي الشخصي وخرجت بهذه الطريقة، وأنا هنا اتصلت مع أخي الكبير وهو أحضر سيارة وأوقفها في مكان بعيد عن الحواجز، وبالفعل خرجنا ويسرها الله، وكان يوجد إطلاق نار ولكنني ركضت وقطعت شارعين حتى وصلت إلى السيارة التي أحضرها أخي وشخص آخر [هو] صديقنا أبو عبد الرحمن، وأخذوني وهم أحضروا هذه السيارة حتى يأخذوني إلى "سلمى"، ولكنني رفضت وقررت البقاء في البلد، لأرى إلى أين ستصل الأمور، وذهبت إلى منزل في حي مشروع الصليبة وجلست فيه، وفي اليوم الأول صحيح أنه كان يحصل اقتحام ولكن كل الأحياء كانت منتفضة، والأحياء المقابلة لأحيائنا هي حي الصيداوي والطابيات وكل شبابه كانوا منتفضين، يعني يقفون أمام الحاجز ويضربون عليه الديناميت ويطلقون النار من أسلحة الصيد، وحتى يوجد شباب جاؤوا من الحفة وساعدوا في هذا الأمر حتى يخففوا عنا، وأنا ذكرت أنه عندما خرجت كان يوجد توتر، ونحن استغلينا هذا التوتر لأنه كان يوجد مقاومة في الأحياء؛ في حي الأشرفية وكل الأحياء التي كانت منتفضة، وهذه المسألة ساعدت كثيرًا على الهروب من الأحياء المحاصرة من جهتنا.

أنا عندما رأيت الأحياء منتفضة نزلت من المنزل ولم أبق فيه، وذهبت إلى الصليبة إلى الصيداوية حتى أرى ماذا يمكنني أن أفعل، وهذا الأمر بقي حتى انتهى الاقتحام بشكل كامل وسيطر الجيش على المنطقة بالكامل، فعدت إلى المنزل واختبأت في مشروع الصليبة.

أعتقد استمر الاقتحام يومين أو ثلاثة،  وكان قد بدأ الاقتحام في  14 آب/ أغسطس [2011] أعتقد ثلاثة أيام، ولكن الأحياء الأخرى ورغم سيطرة النظام على الأحياء المحاصرة، بقي حي الصليبة والطابيات وكل الأحياء كان يوجد فيها إطلاق نار ولم يهدأ إطلاق النار، وكانت الأحياء مشتعلة بشكل كبير لعدة أيام وبعد مرور عدة أيام هدأت الأمور وتفرغ النظام لاقتحام المنازل، وعندما بدأ النظام باقتحام المنازل ليس فقط في الأحياء المحاصرة وأيضًا خارجها، وتم اعتقال بعض الشباب وحتى الآن غير معروف مصيرهم، وبدأوا بالأحياء التي هي خارج المنطقة واقتحموا الصليبة والكثير من الأحياء واقتحموا الحي الذي كنت مختبئًا فيه أنا، وأنا هنا اتخذت قرارًا بالخروج من اللاذقية وهذا طبعًا الخروج الأول.

هذه الحادثة أنا كنت موجودًا في بناء مرتفع وسمعت جلبة وصوتًا وصراخًا وبعض إطلاق النار، فخرجت ووقفت على الشرفة ورأيت دوريات الأمن تحيط بالمنطقة كلها، فقلت إنهم عرفوا مكاني، وأنا كان عندي حبل ووضعت له حلقة حتى لا ينقطع وربطته في نافذة المنزل المختبئ فيه، وطبعًا البناء كان عاليًا ولكن الحبل على البناء الذي تحتنا، وكان ارتفاعه تقريبًا ثلاثة طوابق ويمكنني النزول إليها، وأنا قمت بتجهيز الحبل ورميته من النافذة وقلت عندما يصلون إلى باب المنزل، ولكن لم يأتِ أحد وأنا هنا اتصلت مع حسن أزهري وقلت له إن الامن يقتحم وأعتقد أنه سيتم اعتقالي وعليك إخبار الشباب، وهو بدأ يوصيني افعل كذا وكذا، لأنه كان يخاف عليّ كثيرًا رحمه الله، فخرجت مرة أخرى إلى الشرفة ورأيت أن الأمن قد اعتقل شخصًا من البناء المقابل لنا، وكانوا يقومون بضربه وأنا في هذا الوقت دخلت وكنت مشغلًا التلفاز على قناة "الجزيرة" فرأيت الخبر، وكان خبرًا عاجلًا وهذا الأمر خلال دقائق بأن قوات الأمن تقتحم حي الصليبة عند بناء البطة وبالتفاصيل، وأنا عرفت أن حسن أزهري رحمه الله هو الذي قام بالتواصل مع الفضائيات بشكل مباشر، وهذا كان إنذارًا بالنسبة إلى أنهم سوف يقومون بتمشيط المنطقة كلها والأحياء، فقمت بالتنسيق مع الشباب من أجل الخروج إلى جبل الأكراد، وكل العوائل التي خرجت تقريبًا ذهبت إلى جبل الأكراد إلى أشخاص يعرفونهم، وهناك عائلات نامت في البساتين، ويوجد عائلات استأجرت منازل وأيضًا يوجد عائلات ذهبت إلى تركيا، يعني منذ اقتحام "الرمل" تم فتح مخيمات في تركيا كمخيم ييلداغ وأول الناس خرجت إليه وقتها. 

أنا قمت بالتنسيق مع شباب [لإحضار] سيارتين من أجل أن أخرج، سيارة تكشف لنا الطريق، ونحن في السيارة الثانية، وأخي كان في السيارة الأولى وكان يكشف الطريق، وبعد أن وصلنا إلى طلوع "سلمى" لم يكن يوجد خطورة في الطريق ولم نر أي تهديد ولكن في طلوع "سلمى" لم يكن هناك تغطية هاتف ولم يعد يوجد تواصل مع السيارة الموجودة أمامنا، وتفاجأنا بوجود دورية للأمن في طلوع "سلمى" وهذه المناطق سنية وهم يعرفون أنه لا يوجد هنا تغطية حتى لا يتصل أحد، فأوقفونا وطلبوا الهويات وأنا لا يوجد معي هوية لأنهم إذا رأوا هويتي سيعتقلونني ويجب علي أن أتذرع بأي شيء، والشاب الذي يقود السيارة أبو عثمان بدأ يتحدث مع العسكري، وقال له العسكري: أنت اليوم ذهبت من هذا الطريق وعدت لماذا؟ فقال له: أنا أقوم بتدريب الشباب على قيادة السيارة،  وقام بتضييفه سيكارة وطلب مني العسكري الهوية ولكن بعدها بسبب الزحمة سمح لنا بالمرور فانطلقنا، ووصلنا إلى "سلمى" وهناك استأجرنا للشباب منزلًا وجلست فيه وبقيت تقريبًا هناك حتى آخر رمضان، وهنا كان يوجد ضغط علي بشكل قوي من العائلة وقالوا بما أنه لديك إقامة عليك الخروج، وقالوا إن الوصول إلى تركيا سهل ومن تركيا يمكنني السفر إلى السعودية بالطائرة، وأنا طبعًا كنت أرفض هذه الفكرة لأنني اعتبرت هذه المسألة هروبًا، وبقيت في جبل الأكراد في "سلمى" إلى ما بعد رمضان ثم قررت الرجوع إلى المدينة.

في طريق العودة كانت الأمور هادئة وعدت بعد العيد إلى نفس المنزل الذي كنت مختبئًا فيه، وهنا لم يبق عندي أمل بشيء سلمي لأنه كل هذه الفترة التي أتحدث عنها؛ ما يقارب ستة أشهر كلها كانت [الثورة] سلمية وأنا أؤكد أن السلاح الشخصي الذي كان موجودًا معي هو للدفاع عن أعراضنا، وأبدًا لم نفكر بالقيام بشيء، ولكن هنا اتضحت الرؤية بشكل متكامل وأنه يجب أن يكون لدينا سلاح حتى لو لم نقم بأي عمل في البلد، ولكن إذا حصل لنا شيء أو هجوم يجب أن نحمي أعراضنا فقط وهذه هي المسألة، وحتى الإخوة الذين كانوا يحضرون السلاح كانت هذه فكرتهم، ويقولون لا نريد أن نفعل شيئًا في البلد أبدًا، ولكن إذا حصل علينا هجوم يجب أن يكون عندنا سلاح للدفاع عن أنفسنا وهذا هو الذي حصل، وهنا تقريبًا توسعت علاقتي مع شباب قُتلوا في [سجن] صيدنايا، كانوا يحضرون السلاح إلى المدينة، ومشيت معهم بهذا الطريق إلى أن تم اعتقالنا، وكان يوجد معرفة سابقة بيني وبينهم منذ عام 2004 و2005 ولكن لم يكن لهم علاقة بالسلاح، ولكنها كانت معرفة حج وعمرة وهم من أبناء البلد وكانوا أصدقاء وكنا نلعب كرة القدم، ولكن في الثورة كل شخص آمن بالثورة يريد أن يقدم ما يستطيع، ويوجد شباب كانوا يستطيعون إحضار السلاح من حمص وطبعًا السلاح كان يدخل من لبنان، وأنا مشيت معهم في هذا الطريق إلى أن تم اعتقالي.

طبعا الأخ المسؤول عن هذا الموضوع -فك الله أسره إذا كان على قيد الحياة- كان قلبه من حديد، وأنا رأيت شيئًا من المستحيل أن أفعله، وهو كان يقوم باستئجار سيارات جيب فخمة وكان يتحدث اللهجة العلوية ويرتدي نظارات وكان يعرف الطرقات من قبل الثورة، وأنا بصراحة ذهبت معه إلى حمص مرة واحدة ذهبت، حتى أرى ما هو الوضع وكانت زيارة مفاجئة لنا، ونحن لم يكن عندنا التحام مع الجيش العسكري ولكن في حمص الأمر كان قائمًا ونحن دخلنا أحياء حمص المحاصرة كلها، دخلنا من جانب مسجد "سيدنا خالد" ودخلنا إلى "الخالدية" و"البياضة" و"دير بعلبة"، وطبعًا في الطريق أنا كان عندي هوية هي ليست هويتي وهي هوية لشخص يشبهني قليلًا ولكن لم تحصل معنا أية مشكلة في الطريق ونحن كنا متواعدين مع سيارة ثانية عند مفارق حمص، وأنا لا أعرف المنطقة جيدًا ولكن كنت أعرف أنه يوجد سيارة تنتظرنا، ونحن قمنا بالمرور من القرى وليس من الشارع الرئيسي حتى وصلنا إلى داخل حمص، ودخلنا إلى باب سباع، يعني أنا لأول مرة كنت أرى أطفالًا يلعبون في الحارات وأصوات الرصاص مسموعة ويبدو أن الأطفال كانوا معتادين، وكانوا يلعبون خلال إطلاق النار على الحواجز، ثم توقفنا وصلينا في مسجد "سيدنا خالد" ورأينا إمام المسجد وهناك كل حواجز الثوار يعرفون هذا الشخص لأنه كان قبل الثورة في حمص، ويقولون جاء الحج اللاذقاني ويفتحون له [الحاجز حتى يمر]، ومن حي إلى آخر كان يستضيفنا الناس بكل رحابة صدر وأذكر الشهيد الساروت (عبد الباسط الساروت) رحمه الله التقينا به في "البياضة" وعندما قال جاء الحجي اللاذقاني، وهناك خرجوا في مظاهرة لتحية أبناء اللاذقية، تقريبًا مئة شخص، وشغلوا الكاميرات وبعدها انتقلنا إلى "دير بعلبة" وفي دير بعلبة كان يوجد أغلب مصادر السلاح، وهذه المرة الوحيدة التي ذهبت فيها، وطبعًا الطريقة، ونحن لم نحضر معنا السلاح وهذا الشخص كان يمنعنا لأنه يخاف على كل الشباب، وهو الوحيد الذي كان يحضر السلاح، ونحن ذهبنا فقط في زيارة وعدنا وذهبنا إلى حي القصور وإلى الكثير من الأحياء، وهو عندما كان يحضر السلاح كان يحضر السلاح في سيارات فخمة جدًا وعندما يمر على الحواجز يقدم لهم بعض الهدايا وأحيانًا يقدم لهم المال ولا يقومون بتفتيشه أبدًا، ولو أنه تم تفتيشه ليتم إلقاء القبض عليه من أول يوم، فكان يعمل بطريقة جنونية وكان يائسًا من أي عمل آخر وطبعًا أعيد وأؤكد أن السلاح لم يكن أبدًا للعمل في المدينة إلا للدفاع عن النفس إذا حصل شيء، لأنه لم يكن يوجد كميات كبيرة من السلاح وكيف يمكنك مقاومة الدولة في معقلها الرئيسي.

في أحد المرات تحدث معي وقال لي: أريد رؤيتك، وأنا لم أكن أعتقد أنه في البلد، فذهبت والتقيت معه وقال يجب علينا أخذ حِملِ سلاحٍ إلى "الحفة" فقلت له كيف ذلك ويجب علينا المرور بكل القرى العلوية على الطريق، فقال سوف آخذ معي شخصًا اسمه أبو الفضل، وطبعًا أبو الفضل أنا أعرفه من قبل الثورة، وهو شاب من عائلة قدور من قرية "دفيل" وقال لي أنا سمعت أنك تعرفه وأريدك أن تذهب معي، وقال يجب عليك أن تؤمن شخصًا حتى يؤمن مرورنا من القرى العلوية، واتصلت مع شخص كان موجودًا في البلد وهو من سكان جبل الأكراد ولكنه يعرف كل القرى، وهو كان متعهد منشآت اسمه أبو حسن، وبالفعل جاء هذا الرجل وقلت له القصة كذا وكذا ويوجد عندنا حمل سلاح فقال حسنًا، وانطلق أمامنا ومشينا على طريق حلب وليس على طريق الحفة، ومن طريق حلب أخذنا نمر، يمررنا على القرى وأنا لا أعرف بالطرقات، وقمنا بالمرور بالقرى العلوية حتى وصلنا إلى الحفة، وعندما رأى أبو الفضل السلاح وهو كان مصابًا ومقعدًا الآن ولديه إعاقة، تفاجأ بالسلاح وهو لم يتوقع وحتى إنه أحضر له أجهزة اتصالات وكانت ردة فعلة سعيدًا جدًا،لأنه لم يكن لديهم سلاح في الحفة وهذا قبل أن يتعرفوا على الخط الذي يدخلون منه من تركيا وغيرها. 

أنا بقيت مع الشباب حتى تم اعتقالي في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2011.

[الشيخ خالد كمال] كان يأخذ سلاحًا وأيضًا فلان ولا أريد أن أذكر أسماء لأنه يوجد قسم منهم موجود في أوروبا وكل شخص لديه مخبؤه، وطبعًا أغلب السلاح تم الإمساك به، وأنا لا يمكنني أن أقول إنه الوحيد الذي كان يقوم بإدخال السلاح إلى البلد، ولكنه كان الرئيسي، وكان يقوم بهذا الأمر بدون أي مقابل وهو يأخذ فقط من كل حِمل سلاحٍ بندقية أو بندقيتين لأجل مجموعته، وهو كان لديه مجموعة وهو لا يأخذ مقابلًا أبدًا رحمه الله، وكان جدًا محبوبًا وثقة لدى الكثير من الناس.

في كل الأحياء لم يعد هناك إلا المظاهرات الطيارة لمدة دقائق، وأنا كنت أقوم بهذا التنسيق مع حسن أزهري فقط، وأنا كنت أعمل مع الشباب في هذا الباب ولكنني لم أترك موضوع المظاهرات السلمية أبدًا حتى يكون الجناحان يعملان. 

[أصبحت] كل المظاهرات طيارة، ولا أحد يستطيع الاجتماع، وصار هذا الأمر مستحيلًا لأن القبضة الأمنية كانت صعبة جدًا.

[تم اعتقالي] وكان هذا في آخر أيام عيد الأضحى ونحن قمنا بالتنسيق لمظاهرة بإشراف حسن أزهري، وحسن أزهري يريد أن تخرج المظاهرة عند  مسجد "أبي الدرداء" هناك يوجد منزل أعطاه أحد الأخوة لحسن أزهري ليضع عدته فيه وأيضًا كان يوجد مساعدة من مشايخ في أماكن أخرى مثل الشيخ أيمن راعي، وكانوا يساعدون حسن أزهري، ولكن في هذه المظاهرة هو كان يضع عدته في منزل ونحن كان يجب علينا تجميع الشباب لمده دقيقتين حتى يرفعون اللافتات وهو يقوم بالتصوير من منزله حتى لا يظهر حسن أزهري وهو غير موجود، ونحن اتفقنا مع بعض الأعداد وكل شخص سوف يقوم بتأمين عشرة متظاهرين ثقات وبالفعل تم هذا الامر وبالمقابل نحن كنا متفقين أن نحمي جميع مداخل المنطقة لأن الأمن سوف تصل له المعلومة مباشرة وسوف يتحرك، وبالفعل قمنا بتأمين أشخاص متظاهرين وشباب لكل مفرق من المفارق المتوقع أن يدخل منها الأمن، وطبعًا المفارق كانت كثيرة وليست قليلة يعني هذه المنطقة في حي الطابيات والحي له الكثير من المفارق المؤدية له وأنا كان موقعي كنت في سيارتي وأراقب مفرزة عند المدرسة التخصصية في مشروع الصليبة، واتصل معي حسن وقال لقد بدأنا، وعندما أنهى حديثه مباشرة تحرك الأمن وعناصر الأمن كانوا يأكلون الفول والحمص، وأنا كنت أراقبهم لأنني كنت موجودًا في سيارتي، وبمجرد أن قال لي حسن أزهري إننا بدأنا المظاهرة وصل الخبر [إلى الأمن] فتركوا طعامهم وركبوا في سيارتهم، فاتصلت مع حسن وقلت له لقد تحرك عناصر الأمن فقال لا تكترث، وحتى يصلوا فإنهم يحتاجون إلى أكثر من ثلاث دقائق، وخلالها قام بالتصوير وإنهاء المظاهرة وأنا قمت بالتحرك من مكاني حتى أذهب لتفقد الشباب على المفارق، وهذا الأمر لم يكن مطلوبًا مني ولكنني ذهبت حتى أتفقد الشباب كي أبلغهم أن المظاهرة انتهت ليغادروا مواقعهم، ومن ضمن المفارق التي مررت عليها هو مفرق كان موجودًا مقابل حاجز عين التمرة، وطبعًا حاجز عين التمرة هو مشهور ومعروف جدًا في المنطقة، وكان يوجد مخبر تعرّف علي وأنا أقود السيارة فقال للأمن: "هذا الشخص مطلوب"، وأنا مررت من أمام الحاجز وتفأجات، والدنيا عيد، تفاجأت أن أحد العساكر وقف أمام السيارة أمامي وأشهر السلاح على الطريق، وهنا عرفت أنه سوف يعتقلني، وكان موجودًا معي في السيارة أحد الشباب الموجودين على المفارق، ولم يعد يوجد مجال ويجب علي التوقف، فقلت للعسكري ابتعد حتى أقف بجانب الطريق، وهنا قلت للشاب الموجود معي في السيارة: إما أن تهرب من السيارة أو أنه سوف يحصل إطلاق نار، وكان اسمه أبا العبد، وعندما ابتعد العسكري قليلًا وأنا هنا كنت أفكر أنه سوف يتم إعدامي فانطلقت بالسيارة مسرعًا وطبعًا أنت إذا هربت بالتأكيد يوجد حواجز أخرى وكل حاجز يبلغ الحاجز الآخر، ولكنني دخلت في حارة باتجاه اليسار إلى حي الصيداوي، وهناك في الحي حاولت الهروب ولكن جاءت دوريات حتى تفض المظاهرة، والمنطقة هي عند "بابا ذوقني" (ربما اسم أحد المطاعم المعروفة هناك)، وهناك تمت محاصرتي واعتقالي مباشرة وأنا طبعًا نزلت من السيارة وركضت ولكنهم اعتقلوني وأغمي علي بسبب ضربي وتم اعتقالي، واستيقظت على رجل من أبناء المنطقة لا أعرفه سمحوا له أن يغسل وجهي وهو يدعو لي الله يثبتك يا ابني ويقويك، وأنا لست واعيًا ولكنني أحسست به والدموع في عيونه كانت هذه اللحظة الفارقة. 

تم اعتقالي في نفس الفرع الذي اعتقلت فيه في عام 2007 في فرع الأمن العسكري.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/24

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/63-08/

أجرى المقابلة

يوسف الموسى

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/08/14

المنطقة الجغرافية

محافظة حمص-دير بعلبةمحافظة اللاذقية-الرمل الجنوبيمحافظة حمص-البياضةمحافظة حمص-باب السباعمحافظة اللاذقية-سلمىمحافظة اللاذقية-الصليبةمحافظة اللاذقية-مشروع الصليبةمحافظة اللاذقية-الأشرفيةمحافظة اللاذقية-بستان الصيداويمحافظة اللاذقية-الطابياتمحافظة اللاذقية-مدينة اللاذقيةمحافظة اللاذقية-عين التمرة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

سجن صيدنايا العسكري

سجن صيدنايا العسكري

فرع الأمن العسكري في اللاذقية

فرع الأمن العسكري في اللاذقية

الشهادات المرتبطة