بعد أن تم التوحد بين الجيش الحر وحركة الضباط الأحرار أنا كنت قائد المنطقة الشمالية التي هي حلب وإدلب، ومن خلال الجيش الحر تم الإعلان أنه سيكون هناك كتائب تتبع للجيش الحر بدون أن يكون هناك مناطق، فأعلنت أنني في حلب سوف أشكل كتيبة الحجاج بن يوسف الثقفي، وطبعًا الغاية من الاسم هو إرعاب الطرف الثاني لأنه وقف بشكل مباشر مع النظام وحزب الله وإيران، وبدأ التجييش لهذا الأمر من بداية الثورة.

 غسان بن جدو في أول انطلاقة الثورة، وبالرغم من أنني أبتعد قدر الإمكان عن الطائفية، [ولكن] من أول يوم في الثورة بدأت الطائفية تظهر بشكل فاضح للذين مع النظام، [مثل] حزب الله وغسان بن جدو استقال من قناة الجزيرة ووقف مع النظام و[كذلك] إيران، وبالتالي نكاية بهذا الطرف قمت بتسمية "الحجاج" ككتيبة في حلب، وأيضًا الغاية منها رفع الروح المعنوية للطرف الآخر أنه هناك سيكون قائد يعود من جديد حتى يقضي على الطائفية اللعينة المقيتة التي كانت في العصور الوسطى والتي تهدف للقضاء بشكل عام على الإسلام السني بطريقة إجرامية، فهذا الشخص هو من وقف في العصر الأموي وهو من أعاد الحضارة الأموية في تلك الأيام.

طبعًا تواصل معي زكريا ملاحفجي وتواصل معي أكثر من ضابط أو أكثر من شخص من الخارج أنه هذا الاسم عليه خلافات وحلب لا تتحمل هذا الاسم ويجب أن يكون الاسم مختلفًا. والموضوع في حلب، وحلب تأخرت [في الانضمام للثورة] إلى أن دخلنا بشكل مباشر في شهر حزيران/ يونيو عام 2012، أنه في 2003 عندما بدأت الحرب الأمريكية على العراق ضد صدام حسين زرع النظام السوري والمخابرات السورية شخصًا اسمه محمود [قول] آغاسي، سُمي فيما بعد أبا القعقاع، خطيبًا للجهاديين في منطقة الصاخور في حلب وبدأ نشر الفيديوهات الجهادية وبدأ الإعلان عن الجهاد و[الحديث عن] الحور العين وأن العراق يجب أن يتوجه جميع السوريين للدفاع عن العراق ضد الأمريكان، فكانت خطاباته خطابات مبهرة جدًّا جدًّا بشكل أصبح طالب البكالوريا وحتى الأطفال [بعمر] 17 و 18 سنة وما دون يتوجهون إلى حضور خطاب أبي القعقاع، وسمحوا له أيضًا أن يكون هناك مركز لتأهيل أو تجميع المقاتلين أو الجهاديين في الصاخور ومن ثم وضع أسمائهم ضمن لوائح اسمية وتوجيههم باتجاه العراق.

كانت غاية المخابرات السورية هو سحب الأشخاص أو الرجال أصحاب الفكر الثوري وأصحاب الفكر القومي وأصحاب النخوة العربية والقومية، ومعرفة هؤلاء الأشخاص وعددهم، وسحبهم بشكل كامل وتجميعهم في مكان، ومن ثم سوقهم إلى مكان آخر للتخلص من هذا الفكر، وبالتالي الحفاظ على النظام بطائفيته وقوته لأن الأكثرية هي أكثرية عربية سنية لذلك يجب القضاء على هؤلاء، فأوعزوا لأبي القعقاع البدء بالعمل وبدأ بالخطابات، وُسحبت أعداد كبيرة من حلب باتجاه العراق، وكان يوجد مركز في حلب ومركز في حماة ومركزان في السيدة زينب وفي ساحة المرجة في دمشق من أجل توجيه المقاتلين السوريين أو الشباب الثوريين أو الجهاديين إلى العراق، كما فعلت بالأمس الدول الغربية عندما سمحت لأصحاب الفكر المتطرف الداعشي في ألمانيا وبريطانيا وفرنسا بالتوجه وسمحت لهم وأعطتهم ميزات وأريحية من أجل التوجه إلى سورية، وفعل هذا الموضوع مخابرات النظام ومخابرات بشار [الأسد] في عام 2002 وعام 2003.

تم سحب أعداد كبيرة من حلب، وحلب كان لها القوة الأكبر بالدخول إلى العراق ولكن بنفس الوقت كان هناك هدفان للمخابرات: أولًا: سحب الشباب أصحاب الفكر الثوري من سورية بما فيها حلب بالذات لأن حلب ذات ثقل عسكري وسياسي وشعبي، وحلب سعد الله الجابري وحلب إبراهيم هنانو وحلب قوى ثورية معروفة لها تاريخها، وكانت الغاية من زرع أبي القعقاع سحب هذا الفكر وإضعافه بشكل كامل وإبقاء الشعب جاهلًا بدون أن يعلموا أن هؤلاء يتم سحبهم من أجل قتلهم، وكانوا يبلغون الطيران الأمريكي عن دخول الشباب السوريين وكانوا أيضًا يقدمون تعليمات ومعلومات للحشد الشعبي الطائفي في العراق أن هؤلاء جاؤوا حتى يقاتلوا مع صدام ضد الشيعة، فكانوا إما يُقتلون بالطيران الأمريكي أو يُقتلون من قبل العراقيين الشيعة أو منهم من يهرب حتى يعود وتكون [موجودة] اللوائح الاسمية ويتم وضعه في السجن.

لذلك قلت لهم: حلب سوف تتأخر لأن أبا القعقاع بالأساس مخابرات النظام جعلته يسحب جميع الناس ولا يوجد أشخاص يخرجون معكم إلا حمص ودرعا ودمشق، وتأخرت بهذا الشكل.

طبعًا أبو القعقاع وأنا [كنت] موجوداً [عند شخص] الآن هو عقيد اسمه أيمن الخضر، وكان [حينها] ملازمًا أول في عام 2003 وكنت أجلس عنده في المكتب في فرع الأمن السياسي، وكان يقول لي: مر محمود آغاسي، ويقول لي: هل عرفت هذا الشخص؟ قلت له: كلا، فقال لي: هذا يسمونه أبا القعقاع وهو يحضر لنا لوائح اسمية للمقاتلين الذين يريدون الذهاب إلى العراق، ويوجد الكثير، ومنهم [شخص] اسمه أبو أيهم هيثم كنعان من حلب ذهب إلى العراق وعاد، وكان يوجد تحقيقات، وهم وقفوا الآن مع الثورة وتحدث لي كل ما حصل، وكل ما كان يخطط له النظام.

التقيت مع أبي القعقاع فيما بعد في عام 2008، أعتقد قبل مقتله بأسبوع، لا أذكر متى قُتل، وهنا أُعطي أمر بالتوقف عن إصدار الخطابات الجهادية وهذه الأمور، فقام أبو القعقاع بحلق ذقنه وشذبها وأصبح شغل شباب (كالشباب المعاصرين)، ويلبس جاكيت شامواه (مصنوع من جلد الظبي) وسيارته بنية نوع بويك، فكان اللقاء بيني وبينه في قهوة الجامعة في المزة، أنا وهو وشخص آخر من الكويت، وطلب هو من أبي القعقاع أنه هناك إخوة سوريين كثيرين في الكويت إخوان مسلمين يعني إذا كان يوجد مجال للعودة إلى سورية، فقال له بالحرف الواحد: أنا على تواصل مباشر مع [محمد] منصورة الذي هو كان رئيس فرع المخابرات العسكرية في القامشلي وبعدها أصبح مدير إدارة المخابرات، قال: أنا على تواصل مباشر مع منصورة وفاروق الشرع، وقال: "تكرم عيونك" أنت أرسل لي اللوائح بالأسماء، بأسماء الإخوان المسلمين الموجودين في الكويت وأنا سوف أرفعها، وهو متعود على كلمة لوائح منذ عام 2003 حيث كان يسجل لوائح ويرفعها، وهو يريد أسماء لوائح الإخوان، فقال له: أنا لا أريد أن أعطيك لوائح، وإنما نريد أن يكون هناك قرار أن الإخوان الموجودين في الكويت يضمنون أنهم إذا جاؤوا إلى أهلهم في سورية، وإذا ذهبوا إلى مناطقهم، لا تتم محاسبتهم أو يتم اعتقالهم من قبل النظام، فقال له: لا، أنت يجب أن ترسل لي الأسماء حتى أقوم برفعها. وكان هذا آخر لقاء، وبعده بأسبوع -أعتقد- أو أكثر تمت تصفية أبي القعقاع من قبل النظام.