الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أحداث "الجمعة العظيمة" وتشييع الشهداء والعزاء

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:13:25:04

في "الجمعة العظيمة" إذا أردنا الحديث عن معاني "الجمعة العظيمة" كما ذكرنا سابقًا، فإن أعداد الذين خرجوا في المظاهرة بحدود 15 ألف مشارك في مظاهرة "الجمعة العظيمة"، وكان الرد في البداية من النظام بالهراوات، ثم بالغاز المسيل للدموع، ثم بدأ استخدام الرصاص المطاطي، وبعدها اُستخدم الرصاص الحي. واستخدم النظام الرصاص الحي لأنه فقد السيطرة على المظاهرة ولا يستطيع التحكم بالمظاهرة، وبدأت تأتيه الأخبار أن كل المساجد خرجت في هذه المظاهرة، وكان هناك تنسيق كي تندمج هذه المظاهرة وهذا يعني أن 15 ألفًا سيلتقون في مكان واحد ويمشون في خط واحد. 

وطبعًا في "الجمعة العظيمة" تم هدم تمثال باسل الأسد عند دوار باسل الأسد، وتم تسمية دوار باسل الأسد باسم دوار أبو صلاح لاحقًا لأنه الشخص الذي دمر التمثال أمسكه النظام وأعدمه -الشهيد أبو صلاح (طالب يوسف السمرة الملقب بالنمر - المحرر) رحمه الله- وبعد أن استخدم النظام الرصاص الحي حصلت عدة إصابات. أحد الأشخاص بجانبي وأنا لأول مرة أرى شخصًا يصاب أمامي، وكنا تقريبًا مقابل المخفر وهجم علينا النظام وبدأ يطلق الرصاص باتجاهنا، وأحد الأشخاص أصيب برصاصة في رقبته وخرجت من الجهة الثانية ولكنه لم يستشهد، ورأيته أمامي ولا أعرف كيف سوف أسعفه الإسعافات الأولية، لذلك أنا قلت كل هذه المظاهرات على الفطرة، ولا يوجد تجهيز طبي أو تجهيز لوجستي لهذا الأمر حتى أني كنت أريد إيقاف النزيف ولم أعرف كيف أو أين سوف أربط كنزته، وأسعفته. وبدأت بعدها تأتينا أخبار أنه أصبح يوجد شهداء وهنا كلمة "شهيد" هي كلمة جديدة ومصطلح جديد في مدينة داريا، يعني أنت فقدت شخصًا وأصبح يوجد دم وكما يقولون عندما يوجد دم لا تهدأ الأمور وكأنه سقط النظام، وسقط ثلاثة شهداء في "الجمعة العظيمة" وأول شهيد كان من عائلة محمود وعائلة الشعار وعائلة خولاني، ثلاثة شهداء من زينة الشباب في مدينة داريا، كانوا معروفين بخلُقهم وحتى عائلاتهم لم تكن قليلة عائلة خولاني وعائلة الشعار وعائلة محمود بالإضافة إلى عشرات الجرحى وتم إسعافهم بطريقة سرية، مستشفى الرضوان استقبلت عدة جرحى وعالجتهم بطرق سرية، مستشفى الرضوان الذي كان الدكتور إحسان حسين قائمًا عليه وكان يوجد إسعافات لبعض الشباب أيضًا بطرق بدائية.

استمرت هذه المظاهرة تقريبًا حتى بعد المغرب ونحن كنا نحاول الاجتماع، واستطعنا الاجتماع تقريبًا في شارع الثورة والأعداد كانت كبيرة جدًا ولا يوجد تنسيقية تجمع هذه الأعداد أو توحدها وأبو صلاح -رحمه الله- الذي كسر صنم باسل الأسد هو شخص عامي وأمي ولا يعرف القراءة والكتابة، ولكنه كان شخصًا مندفعًا وقلبه قوي جدًا ولكنه يسمع الكلام بنفس الوقت يعني كان هناك شباب كانوا يرفضون تكسير تمثال باسل الأسد وبعد تكسير التمثال طلبوا منه الهدوء ولكنه بنفس الوقت شخص مندفع، وبعدها انتقم النظام منه واستشهد وسمينا الدوار باسمه دوار أبو صلاح.

نحن أصبح لدينا ثلاثة شهداء وكل مدينة داريا بكت عليهم حتى الحجر والشجر بكى على الشهداء، بداية أول ثلاثة شهداء كانت لحظة مؤثرة جدًا وأخذنا نرتب لموضوع تشييع الشهداء ودفنهم، والدفن كان يعني عائلة خولاني الذين كان لهم مقبرة خاصة لعائلة خولاني، وباقي الشباب أيضًا في مقابر أخرى وأصبح يوجد تنسيق لأجل الصلاة عليهم ودفنهم في اليوم التالي بعد صلاة العصر في مسجد أنس بن مالك، وتمت الدعوة إلى هذا الأمر والدعوة إلى الإضراب الذي شارك فيه من مدينة داريا بحدود 70% من أهالي داريا أغلقوا محلاتهم وحاول النظام فتح المحلات بالقوة، وطبعًا الإضراب استمر ثلاثة أيام وليس فقط وقت التشييع، وحاول النظام فتح المحلات بالقوة وتكسير محتوياتها حتى يجبر الناس على فتح المحلات وإيقاف الإضراب ولكنه لم يستطع بالعكس كان جميع الأهالي جميعهم موجودون وعلى قلب رجل واحد كما يقال.

اجتمعنا في مسجد أنس بن مالك وتوقعنا أسوأ الاحتمالات، ووضعنا فرقًا لأجل مراقبة مداخل داريا يعني حتى على المآذن في جامع أنس كان يوجد شباب لأجل كشف باقي الطرقات، وكان الشيخ نبيل (نبيل الأحمر) موجودًا وهو إمام الجامع وصلى عليهم، وشارك الشيخ نبيل وكان الشيخ فياض موجودًا أيضًا، شارك بعض من خطباء المساجد في هذا التشييع. والتشييع كان رهيبًا بكل معنى الكلمة وأخذ صدىً كبيرًا على المستوى السوري والمستوى العالمي، وحضره أكثر من 50 ألف شخص من مدينة داريا يعني شارع الثورة من بدايته إلى نهايته كان يوجد فيه متظاهرون ويحملون نعوش الشهداء، وطبعًا لأول مرة في هذا التشييع خرجت شعارات "الشعب يريد إسقاط النظام" وأُلغي موضوع إصلاح النظام، ومع وجود بعض الشباب وجماعة الأستاذ عبد الأكرم السقا الذين أصروا على شعار إصلاح النظام نحن لا نريد الاصطدام وإسقاط النظام، ولكن أنت لا تستطيع السيطرة على العاطفة عاطفة الشباب فوق كل شيء.

50 أو 60 ألفًا وهو العدد الذي ذُكر في الإعلام بحدود 60 ألف وربما وصل إلى هذا العدد لأنك لا تستطيع ضبط الأعداد التي خرجت، بدون استثناء الجميع بكى على هذا الموقف فالشهداء كانوا من زينة الشهداء وتم تجهيز صور للشهداء وحملها الشباب وتم دفن الشهداء، وبعد دفن الشهداء صار أذان المغرب وصلينا المغرب وعند جامع الخولاني دفنّا الشهيد من عائلة خولاني وعدنا باتجاه مسجد أنس وهنا أصبح يوجد فرق بين الشباب ويوجد أشخاص يقولون أنهم يريدون إصلاح النظام ويوجد أشخاص يطلبون إسقاط النظام وانقسمت المظاهرة إلى مظاهرتين وهنا كان أول انقسام في موضوع تنسيق المظاهرات، وطبعًا لكل شخص أسبابه ومبرراته ولكن العاطفة هي التي كانت مسيطرة والقسم الأكبر ذهب باتجاه إسقاط النظام.

تم دفن الشهداء وفي اليوم التالي تم التنسيق لفتح عزاء للشهداء، والمكان كان في الثانوية الشرعية وهي كانت مخصصة للأفراح والأتراح، حيث يوجد فيها ساحة كبيرة وكنا نقيم أعراسنا في مدينة داريا فيها والتعازي أيضًا كانت تحصل ضمن الثانوية الشرعية. اُفتتح العزاء، وطبعًا الذي كان مسيطرًا ومتحكمًا في العزاء هم جماعة الأستاذ عبد الأكرم (عبد الأكرم السقا) لأنه كان لديهم نشاط أكبر، وهم كانوا قد نسقوا موضوع الإذاعة وموضوع رفع الصور وموضوع الكراسي الجميع مشارك في هذا العزاء، ولكن الشباب الظاهرين في هذا التنسيق هم جماعة الأستاذ عبد الأكرم ونحن كنا مشاركين معهم أنا وعلاء حمدوني -رحمه الله- استشهد كان من خيرة الشباب في مدينة داريا، وكان علاء حمدوني مؤهلًا فيما بعد لقيادة الجيش الحر كأخلاق وهو كان طالب لغة عربية في معهد الفتح الإسلامي. وحضرت شخصيات كبيرة في العزاء خلال ثلاثة أيام يعني الأستاذ جودت سعيد وخطباء المساجد منهم الشيخ نبيل حضر لمدة ثلاثة أيام، وألقى كلمات كانت مؤثرة على الشباب ويوجد أشخاص من الخارج.

الشيخ جودت سعيد دخل إلى العزاء وكان يضع لوحة على صدره مكتوب عليها "لا للعنف" يعني عنوان كلمته كتبها على صدره وألقى كلمة وكلام الأستاذ جودت سعيد إن لم يكن الشخص مثقفًا ولديه درجة عالية من الثقافة لا يُفهم، وهو لا يوجد عنده خطاب للعوام من الناس، والناس كلها ملّت من كلمته عن ماذا يتكلم هذا الشخص؟، يعني كانت كلمته موجهة باتجاه اللاعنف، طبعًا هو مشكور لأنه جاء إلى العزاء رغم كل المخاطر وحضر مراسم العزاء خلال أيام العزاء، ولكن كانت هذه هي كلمته.

على حد علمي لم يكن يوجد تنسيق والتنسيق كان من باب صلة الوصل وليس أكثر، ولم تكن لجان التنسيق متبلورة أو اللجان الثانية، ولكن في نفس العزاء أصبح يوجد مضاربات فمثلًا الجماعات الثانية كانت تريد تقديم أشخاص لإلقاء كلمات وكان يوجد صدٌّ من جماعة الأستاذ عبد الأكرم السقا، لذلك أنا قلت لهم: أحضروا الإذاعة ومن يحضر الإذاعة هو الذي يتحكم بها.

أنا لا أذكر النشطاء الذين شاركوا ولكن من كل المدن حتى من درعا جاء أشخاص للتعزية ومن دمشق ومن دوما ومن غالب المناطق جاء أشخاص للتعزية، ومن مناطق كثيرة قاموا بالتعزية بالشهداء ولكنني لا أذكر أسمائهم بالضبط، وكان العزاء بصراحة مثل مجمع جديد جمع الثورة أو انطلق لأجل انطلاقة تنسيقيات جديدة، وحفظنا الوجوه كلها التي كانت تشارك، ومن هو مهتم بالثورة ومن كان فاعلًا في المظاهرات والتنسيقيات حضر العزاء من أول ساعة حتى آخر ساعة.

هنا الشيء المستغرب أن النظام لم يتدخل في العزاء، والنظام حاول في فترة العزاء كسر الإضراب ومنع الناس من الإضراب، ولكنه شعر في "الجمعة العظيمة" أنه لا يستطيع السيطرة على الناس وشعر أن الناس الآن محتقنون. واعتقدُ أنه كان يوجد توجيه فالحزبيون في مدينة داريا هم أيضًا أوصلوا صورة أن المظاهرة كان عددها كبيرًا فقد خرج 50 ألفًا، وأنت كيف يمكنك مقاومتهم؟ يعني إذا قاومتهم بنفس المقاومة التي حصلت في "الجمعة العظيمة" سوف يحصل عشرات الشهداء ويخرج الأمر عن كفة النظام.

النظام لم يرسل وفدًا ولكن كان يوجد مشاركات من شخصيات محسوبة على النظام في العزاء ودخلت إلى العزاء، ولكن لم يأت وفد نظام مبعوث من النظام ولكن يوجد شخصيات معروفة أنها مخبرة للنظام ومع النظام، ولكنها شاركت في العزاء وجلست من أول العزاء حتى نهايته، وطبعًا شارك أشخاص مسيحيون من مدينة داريا شاركوا في العزاء، وشارك أشخاص من صحنايا وأيضًا الدروز شاركوا في العزاء وجلسوا في خيمة العزاء. للنساء لم يحصل عزاء، كان خاصًا بالرجال ولكن في نفس الوقت كان لدى النساء تنسيقياتهن أو تجمعاتهن الخاصة، ورفعوا صور الشهداء والنساء شاركن ضمن التشييع في تشييع الشهداء.

إذا أردت ذكر المظاهرات التي قام بها الشباب يجب ألا ننسى المظاهرات التي قامت بها النساء، والنساء في مدينة داريا من أول مظاهرة كان لهن مشاركة ولكن مشاركة على استحياء، وكنّ يمشين مع المظاهرة من الخلف اعتقد 10 نساء أو 15 امرأة شاركن في المظاهرة، وأيضًا في المظاهرة الثانية شاركن وفي التشييع شارك عدد من النساء وسِرنَ ضمن التشييع، وفي مجلس العزاء لم يكن يوجد نساء ولكنهن كن مشاركات في حراك مدينة داريا. وسوف نلاحظ فيما بعد عندما نتكلم عن المظاهرات ما بعد "الجمعة العظيمة" أن الذي كان يميز داريا هي مظاهرات النساء ووقفات النساء وقد قمن بوقفة طالبن فيها بالمعتقلين أمام المركز الثقافي، وقمن بوقفة أمام المخفر وهذا سبب اعتقال عدد منهن. يعني غالب النشطاء من مدينة داريا من النساء تم اعتقالهن لفترة من الزمن. وهذا بالنسبة "للجمعة العظيمة" والتشييع وخيمة العزاء التي حصلت.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/12/18

الموضوع الرئیس

الحراك في داريامظاهرات الجمعة العظيمة

كود الشهادة

SMI/OH/7-03/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

نيسان/ إبريل 2011

updatedAt

2024/06/24

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

لايوجد معلومات حالية

الشهادات المرتبطة