سياسة الاعتقال ومحاولات ثوار داريا كسب الجيش
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:07:30:12
الآن هنا ننطلق إلى ما بعد الجمعة العظيمة وسوف ندخل في شهر أيار/ مايو والذي يميز شهر أيار/ مايو وشهر حزيران/ يونيو أن النظام هنا أدخل سياسة جديدة وهي سياسة الاعتقال، وأصبح يقوم بإدخال أرتال وهي عبارة عن سيارات مدنية مع مرافقة المخبرين من مدينة داريا ويعتقل النشطاء من مدينة داريا، وهنا أصبح يوجد رهبة يعني خلال شهر أيار/ مايو وشهر حزيران/ يونيو وفي نفس الوقت لم تتوقف المظاهرات، وبالعكس كانت المظاهرات منظمة أكثر وشعاراتها واضحة أكثر والأعداد فيها تزداد، والاعتقال كان في وقتها لمدة ثلاثة أيام إلى حد التسعة أيام ثم يخرج الشخص، وحتى عندما اعتقل [النظام] قبل "الجمعة العظيمة" عدة أشخاص خرجوا في مجلس العزاء يعني أحد الحزبيين أحضرهم إلى مجلس العزاء وأخرجهم من المعتقل.
في بداية شهر أيار/ مايو وبعد العزاء الذي حصل أصبح يوجد حراك جديد، وأصبح يوجد صلة وصل أكثر بين الشباب، وكان من أبرز الشخصيات التي تحرك الحراك هو الأستاذ يحيى الشربجي. ونحن عقدنا اجتماعًا في مزرعة وحضره غالب الذين كانوا يهتفون ويشاركون في النشاط، وهذا الاجتماع كان مخصصًا فقط لاختيار الشعارات التي سوف نرفعها في المظاهرات حتى لا تكون شعارات غير مدروسة، وحصلت جلسات طويلة وأنا حضرت اجتماعين أو ثلاثة مع يحيى الشربجي، وكنا ننام ونسهر للتنسيق في نفس المزرعة واختيار الشعارات في مدينة داريا، وهذا هو الذي يميزها في المظاهرات عندما تخرج على [قناة] الجزيرة كانت مختارة بعناية ودقة كبيرة وكان من ضمن الشباب غياث مطر الذي أخذ صدىً لأنه اعتقل واستشهد في المعتقل، وكان يوجد مبادرة من هؤلاء الشباب في بداية شهر أيار/ مايو.
الخلافات كانت على الشعارات وضمن هذه المزرعة كانت بين الإسقاط والإصلاح، يعني جماعة يحيى الشربجي كانوا مع شعارات إصلاح النظام وليس مع تبديل هذه الشعارات وحتى نرى الأمور إلى أين تذهب، وكان يوجد قسم من الشباب المندفعين ومن بينهم غياث مطر كان مع شعار إسقاط النظام وليس إصلاح النظام.
في شهر أيار/ مايو بعد أن بدأ النظام بحملة الاعتقالات بدأ يقوم بإدخال عناصر من الجيش بالإضافة إلى الناس المدنيين كشبيحة، أي أصبحنا نرى عناصر يلبسون الثياب المموهة ويهجمون على المظاهرات وتُقمع. وهنا خرجت فكرة من الشباب وهي احتواء عناصر الجيش في شعارات "الجيش والشعب يد واحدة" وهذه الشعارات التي تُحَيي الجيش وكان يوجد لها استجابة من الجيش، أي أن العناصر العاديين كانوا فرحين بهذه الشعارات ولا يرفعون أيديهم أو سلاحهم علينا.
نحن نتحدث عن شهري أيار/ مايو وحزيران/ يونيو بشكل عام وما حصل فيهما من تفاصيل ولا نميز تاريخًا عن تاريخ أو مظاهرةً عن مظاهرات، ولكن بشكل عام ما حصل في هذين الشهرين وما يميز هذين الشهرين هو تحول الحراك إلى حراك منظم أكثر، وأصبح يوجد شعارات مدروسة أكثر. طبعًا الخلاف استمر بين إسقاط النظام وإصلاح النظام. ويحيى الشربجي كان يطالب بإصلاح النظام والشباب الآخرون ومنهم غياث مطر مع كلمة إسقاط النظام. وهنا كانت مبادرة من الشباب أن نكسب الجيش الذي جاء ليقمع المظاهرات، وأصبح لدينا مبادرة وهي توزيع الماء والطعام عليهم وأصبح يوجد فكرة توزيع علبة ماء مع وردة وتسليمها إلى الجيش. طبعًا في البداية جهزنا صورًا وهي عبارة عن يد تسلم الوردة ويد تقدم علبة الماء، ونشرناها في الإعلام بحيث نوصل الرسالة إلى الجيش أننا وأنتم يد واحدة، وطبعًا أعطت أثراً كبيراً عند الجيش وهذا رأيناه بأعيننا وأفراد الجيش العاديين تأثروا بهذا الأمر، ولكن الضباط رفضوا هذه الفكرة يعني كان الأمر وكأنك تقدم وردةً إلى "حمار" فيأكلها، وعنصر النظام لا يتقبل فكرة هذه الوردة والضباط بدؤوا يستفزوننا بالشتائم حتى يصدونا عن هذا الشيء.
حصلت عدة حوارات مع الجيش بين ضابط من ضباط حملة القمع مع شباب من عندنا وكان هناك مسافة تقريبا 100 متر بيننا وبينهم ويحصل حوار بصوت عالٍ، طبعًا الشباب وعلى رأسهم غياث في هذه الأثناء ومجد خولاني -رحمه الله- وبعض الشباب بدون استثناء، يوجد عدة شباب وأصبح هناك تفاوض مع الجيش وأنت تحاول إفهام هذا الضابط أننا وأنتم واحد، ونحن نريد كذا وكذا ونحن لا نريد الإساءة لكم ولا الإساءة لنا، وكان يوجد صد كبير من الجيش. وطبعًا توزيع الماء والورد حصل على عدة آليات أولًا: طريقة التصوير قمنا بالتصوير بطريقة احترافية حتى تصل الصورة إلى عنصر الجيش أن الثوار في مدينة داريا يقدمون لنا الورد والماء ونحن لماذا نذهب حتى نضربهم؟! والأمر الثاني: عندما نحس أنهم يريدون قمعنا كنا نضع الورد على الرصيف مع علب الماء، فعندما يصلون يجدون هدية أمامهم ولا يكملون باتجاهنا. وعند جامع مصعب بن عمير أيضًا تم تقديم الورد والماء ولكن كان هناك عناصر من الجيش كانوا شرسين وقاموا برمي الهدايا وإطلاق الغازات المسيلة للدموع، وهنا كان لدى بعض الشباب من مدينة داريا قنابل مولوتوف وألقوا على الجيش قنبلتين أو ثلاث قنابل لتأخيرهم عنا، وحصلت عدة اعتقالات عند مسجد مصعب أثناء توزيع الماء والورد.
الذي يميز مدينة داريا في هذه الأثناء أنه حصلت مظاهرة حملت الورود أيضًا كانت تحيي الجيش والناس الطيبين (الجيدين) ضمن قبضة النظام. ومما يميز مدينة داريا خلال هذين الشهرين أيضًا أنه حصلت مشاركة نسائية ومن الناحية الإعلامية تألقت مدينة داريا خلال هذين الشهرين، وحملة الاعتقالات كانت كبيرة يعني خلال هذا الشهرين أصبح عدد المعتقلين يتجاوز 50 أو 60 شخصًا. وهذا باختصار عن شهر أيار/ مايو وشهر حزيران/ يونيو.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/12/18
الموضوع الرئیس
التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالحراك في دارياكود الشهادة
SMI/OH/7-04/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
أيار- حزيران 2011
updatedAt
2024/09/25
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-مدينة دارياشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش العربي السوري - نظام
قناة الجزيرة