الحراك في داريا وظهور فكرة حمل السلاح
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:08:38:10
إذا أردنا الحديث عن شهر تموز/ يوليو بعد أن تحدثنا عن شهر أيار/ مايو وحزيران/ يونيو وما الذي يميزهما، فإن شهر تموز/ يوليو يوجد فيه أمور تميزه على المستوى الشخصي وعلى المستوى الجماعي. حملة الاعتقالات استمرت ولكن كما ذكرنا من قبل، حملة الاعتقالات كانت صغيرة يعني تسعة أيام أو عشرة أيام. وحصل اجتماع في المركز الثقافي بين النظام وشباب فاعلين من داريا منهم الأستاذ يحيى الشربجي، وغياث مطر وعدد جيد من الشباب، وإذا سمعتم شهادة هؤلاء الشباب يمكن أن يُفصّلوا أكثر لأن هذا الاجتماع كان هامًا كثيرًا، وهو أول اجتماع حصل بينك وبين النظام ووصلت مطالبك بشكل محترم ومؤدب للنظام، وطبعًا هنا يوجد أشخاص من النظام انبهروا بأسلوب يحيى الشربجي في إدارة الجلسة، لأنه حضرت عدة شخصيات حتى من معضمية الشام مثل الدكتور عماد رشيد وغيره، وكانت الجلسة نوعية جدًا في مدينة داريا، وهذا الذي جعل النظام يحقد على النُخب في مدينة داريا فهو لا يواجه أناسًا قليلين وإنما أناسًا مثقفين ويعرفون ما يريدون، ويعرفون إلى أين يريدون الوصول ولا تستطيع شيطَنَتهم لأنهم ليسوا أُميين، وحتى النظام أُحبط لأنه لم يعرف كيف يدير الجلسة كما يجب وكانت الجلسة لصالح ثوار داريا.
على الجانب الشخصي أنا هنا انتقلت وكان يوجد فكرة خطوبة فذهبت إلى الأردن حتى أخطب، وعمي (والد الزوجة) كان منفيًا من الثمانينات لأنه كان طالبًا في جامع العباس، في أحداث الثمانينات أُبعد إلى الأردن وبقي أخوه معتقلًا لمدة 20 سنةً، وأحد الأشخاص أيضًا استشهد من العائلة. وكان يوجد عندي فكرة خطوبة وذهبت إلى الأردن وخطبت، وكنت شخصًا منفعلًا جدًا وأنه سوف يسقط النظام، وذهبت لأجل الخطوبة وعندما أعود قد يسقط النظام قبل العرس، وأنا هنا لم أكن مطلوبًا [للأمن] وفي شهرين حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو لم تكن قوائم المطلوبين مُعممة، يعني التعميم كان داخل مدينة داريا ولا تستطيع المرور على الحواجز القريبة من مدينة داريا، وخارج مدينة داريا اسمك غير مُعمم. وفي وقتها قمت بالتفييش على اسمي (التحقق من الاسم أمنيًا) على حاجز الأردن ولم أكن مطلوبًا فسافرت لأجل الخطوبة.
وأنا أتذكر موقف عمي كان يعاني من النظام في الثمانينات وكان ملاحقًا واختبأ في بئر وخرج وعاش هناك، وعاش دائمًا على أمل العودة ولم يكوّن عملًا خاصًا به مع أن كل أولاده تخرجوا من جامعات الأردن. وبعد الانتهاء من الخطوبة وقراءة الفاتحة قلت لعمي: أنا أريد إقامة العرس بعد ستة أشهر يعني أموري جاهزة، وعندي منزل ولكن أريد تجهيز أموري. فقال: من الأفضل أن تستمر الخطوبة لمدة سنة مثل أخواتها، فقلت له: لا بعد ستة أشهر، أنا أريد التذاكي على عمي، وقلت له سوف أعطيك عرضًا مغريًا فقال: ما هو؟ قلت له: عندما يسقط النظام سوف نقيم العرس. وقال لي: أنا موافق وبعدها جاء إلي وقال: لا تظننّ أن إسقاط النظام مثل مصر أو ليبيا، هذا النظام مجرم بكل معنى الكلمة. وعمي كان مثقفًا وهو مهندس مدني وقال: النظام مجرم بكل معنى الكلمة وسوف تحصل مواجهات وهذا النظام مجرم، وأنا لن أتحدث لك عما حصل في الثمانينات لأنك قرأت عنه ولكن هذا النظام مجرم ولن يسقط بسهولة. وطبعًا تحولت كلمة ستة شهور إلى 6 سنوات وأنا تزوجت بعد 6 سنوات من الخطوبة ( 6 سنوات وشهرين).
عدت إلى مدينة داريا وقبل أن أذهب إلى الخطوبة كان في بالي موضوع حمل السلاح والبدء باقتناء السلاح، وعرضت هذه الفكرة على الشيخ نبيل (الأحمر) بعد استشهاد أول ثلاثة شهداء، أنه لماذا لا نحمي المظاهرات؟ سواءً كان بقنابل المولوتوف أو أسلحة معينة، والشيخ نبيل في البداية رفض ومنعني من فتح الموضوع والإكمال به بسبب الخوف علينا وليس بسبب القناعة أو عدم القناعة بالفكرة.
استمر شهر تموز/ يوليو كما هو عليه، وأنا هنا فيشهر تموز/ يوليو يعني أقرب الناس إليّ والذي تربيت معه هو علاء حمدوني (أبو البراء) وهو شاب خلوق جدًا محبوب من كل الشباب وعلاقته طيبة مع كل الجماعات حتى مع جماعة الأستاذ عبد الأكرم (عبد الأكرم السقا)، وشارك في توزيع الورود وإحدى الصور يده التي كانت تعطي الورد للشخص الثاني.
وهنا انتهى شهر تموز/ يوليو وفي بداية شهر آب/ أغسطس تم اعتقال علاء وهذا الاعتقال قصم لي ظهري؛ فأنت معتاد على رؤية شخص على مدار 24 ساعة وعلى مدار 10 سنوات أصحاب، والنظام هنا كان يقوم حملة شرسة وكبيرة للاعتقالات والدوريات في كل البلد، وحضرنا مظاهرة في جامع أنس وهجم علينا النظام وأنا استطعت الاختباء في منزل، وعلاء ذهب مع إخوته -وأخوه كان عريسًا جديدًا منذ شهر- ركبوا في سيارة فان (سيارة نقل) وهربوا باتجاه أرض الخليج وهي قريبة من المطار، ولحق بهم النظام واعتقلهم الثلاثة، علاء بقي معتقلًا بحدود شهرين وإخوته بحدود أربعة أشهر تقريبًا. وفي شهر تموز/ يونيو كان يوجد اعتقالات كبيرة يعني طالت أعز وأقرب الناس إليّ، وبعد شهرين خرج علاء وقبل خروج علاء عادت فكرة حمل السلاح ازدادت عندي يجب علينا حمل السلاح. وأخذت أنسق وأسمع آراء الشباب القريبين مني، ما رأيكم أن نحمل السلاح؟ ويوجد منهم من وافق بشكل مباشر، ومنهم من عارض وأنه ليس وقت هذه الفكرة.
استمرت الأمور بهذا الشكل حتى شهر آب/ أغسطس وفي شهر آب/ أغسطس أيضًا بقي النظام على نفس السياسة التي ينتهجها وازداد التنظيم في داريا، وتبلورت تنسيقيتان تنسيقية الإسقاط (تنسيقية الشعب يريد إسقاط النظام) وتنسيقية اللجان (لجان التنسيق المحلية)، تنسيقية اللجان كان يمثلها جماعة الأستاذ عبد الأكرم وتنسيقية إسقاط النظام كان يمثلها بشكل أساسي جماعة جامع المصطفى. وطبعًا جماعة مسجد أنس كانوا غير منخرطين في التنسيقيات كما يجب ويوجد بعض الشخصيات مثل أنس السقا -رحمه الله- كان ضمن تنسيقية الإسقاط وعلى علاقة طيبة مع تنسيقية اللجان، ويوجد أنس خولاني نفس الأمر كان ضمن التنسيقيات. وهنا كان الذي يأخذ فكري وتفكيري هو حمل السلاح يعني لم أكن أركز كثيرًا في المظاهرات كما يجب.
أنا عندما خطبت في شهر تموز/ يوليو قررنا كتب الكتاب (عقد القران) في تاريخ 11 أيلول/ سبتمبر حددنا هذا التاريخ قبل فتح المدارس لتستطيع أن تأتي عائلة بيت عمي من الأردن ونكتب الكتاب. وكان مقررًا كتب الكتاب في داريا في تاريخ 11 أيلول/ سبتمبر، وبتاريخ 8 أيلول/ سبتمبر تم اعتقال غياث ويحيى ومعن الشربجي، ويحيى ومعن الشربجي كانا على صلة قرابة مع زوجتي، فهم أبناء عم زوجتي عن طريق الأب، ونحن كنا مستعدين لأجل كتب الكتاب وإقامة الحفل وألغينا كل مراسم كتب الكتاب، وأجرينا كتب كتاب مصغر، ومن كتبه الشيخ نبيل -رحمه الله- وتكلم كلامًا طيبًا ضمن كتب الكتاب عن الإجرام، يعني زرع التفاؤل فينا من جديد بعد اعتقال غياث ويحيى ومعن.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/12/18
الموضوع الرئیس
الحراك في داريابدايات الحراك العسكري في الثورةكود الشهادة
SMI/OH/7-05/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
7-8/2011
updatedAt
2024/09/25
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-مدينة دارياشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
تنسيقية مدينة داريا - الشعب يريد إسقاط النظام
تنسيقية داريا - لجان التنسيق المحلية