الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

النشاط الإعلامي وتصاعد العمل العسكري

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:22:47:21

في تلك المرحلة لنتكلم عن النشاط الإعلامي الذي حصل في تلك الفترة وبالنسبة للأحداث التي حصلت والتي تحدثنا عنها واتساع رقعة الثورة في المنطقة ومواكبة عدد كبير من محطات التلفزة لما حصل في سورية، وهنا تنبه شريحة واسعة من الناشطين أن يحاولوا إيصال صوت المتظاهرين ونقل الثورة بشكل مباشر، وهذا جعل عدد كبير من الأشخاص يبحثون عن أدوات للتواصل مع المحطات التلفزيونية ونقل المظاهرات بالتحديد بالدرجة الأولى وفيما بعد نقل الأحداث التي تحصل والتطورات والجرائم التي يرتكبها النظام. 

وهذه المرحلة برز عدد كبير من الناشطين أبرزهم حمزة عبد الرحمن، علاء الدين اليوسف، ونور الدين العبدو وميلاد فضل ومصطفى قنطار ومحمد سيد الدغيم من ريف المعرة الشرقي وطبعًا هناك حمزة عبد الرحمن موجود في المنطقة هؤلاء من حضرني ذكرهم، ولكن في كل منطقة أو بلدة أو تجمع يحصل فيها مظاهرات كان هناك شخص يتولى موضوع نقل المظاهرات ومن ثم ما يحصل في المنطقة من تحركات الجيش ومجازره والاعتقالات التي تحصل وكل التطورات المتعلقة في كل منطقة من المناطق. 

وكان هناك تنسيقيات واكبت موضوع الحراك الثوري فبعد أن صار الحراك شبه منظم أصبح هناك وجوب وداعي [لإقامة] التنسيقيات وهي عبارة عن الشكل التنظيمي المبسط لموضوع إدارة المظاهرات في الدرجة الأولى، وفي تلك الفترة كان لدينا حالة ويصير لدينا نقاط تجمع وتظاهر معينة، لأنه لم يعد مجديًا أن كل مجموعة تتظاهر في قريتها، فإذا كانت القرية عبارة عن 200 أو 300 منزل فعمليًا ستكون المظاهرة 20 أو 25 شخص وبالتالي ستكون مظاهرة بسيطة صغيرة، ولذلك اتجهت الناس إلى نقاط التجمعات الرئيسية أنَّ كل 30 أو 40 قرية يكون هناك نقطة رئيسية ويتحدد موعد معين سواء بعد صلاة الجمعة أو أيام أخرى بعد العصر أو بعد العشاء تحدث المظاهرات ويُدعى هؤلاء المتظاهرين أنه اليوم ستكون المظاهرة في النقطة الفلانية أحضروا المتظاهرين خاصتكم وسنكون في النقطة الفلانية في الساعة المحددة، أضف لذلك مع تواكب وتطور الحراك الثوري صار [هناك] حاجات (مستلزمات) المظاهرات مثل: تأمين الأعلام ونقل المتظاهرين وكتابة الشعارات واللافتات، من هنا بدأت تنشأ فكرة التنسيقيات التي مهمتها في الحد الأدنى التنظيمي لمتابعة المظاهرات وتواكبت مع نشوء التنسيقيات، والتنسيقية تضم شخصًا يتواصل مع باقي المناطق وشخصًا مسؤول عن موضوع الإعلام وإلى ما هنالك، إعلاميًّا ويصور المظاهرة والأمور التي تحصل، وأضف لذلك الناس سابقًا قبل الثورة لا أحد يعرف "النت" إلا الطلاب الجامعيين أو شخصًا يعيش في المدينة وله احتكاك بشكل أو بآخر مع عالم "النت" أما بقية الناس في المناطق النائية لم يكونوا يعرفون "النت"، في تلك الفترة كان هناك تواصل مع الناس عبر "النت" والحاجة الماسة هي التواصل بين الناشطين وبعدها الموضوع كبر للتواصل مع القنوات التلفزيونية، واستطاع الناشطون في تلك الفترة تأدية دور كبير جدًا وبالتحديد نقل المظاهرات والأحداث التي واكبت هذا الموضوع، والجرائم تحديدًا لأن النظام بدأ يدخل ويتغلغل في الأرياف بشكل كامل وكان يرتكب انتهاكات كبيرة مثل موضوع الاعتقالات وحرق بيوت المتظاهرين وإطلاق النار العشوائي على الناس وقتل الناس، كل هذه الأشياء كانت من أولويات الناشط، وهذه من الأمور نشأت بشكل تلقائي بدون لا تنظيم ولا تدريب، فأنا تلقائيًّا حين أرى جريمة دوري كناشط أن أنقل ما يحدث وأوصل انتهاكات هذا النظام، فهذه جرائم ترتكب بحق أناس مدنيين ليس لهم ذنب إلا أنهم خرجوا وقالوا "لا" لهذا النظام. 

الناس فُرض عليهم حمل السلاح بطريقة مرتبطة بشكل مباشر برغبة النظام في قتل الناس وإجرامه الغير منته، هنا الناس في تلك المرحلة اتجهت نحو حمل السلاح للدفاع عن نفسها، فقد باتت قناعة عند بعض الأشخاص أنَّه: أنا لا يمكن أن أموت بتلك الطريقة البسيطة، على الأقل أدافع عن نفسي، وحين أموت أكون لم أدخر جهدًا في الدفاع عن نفسي، وحين حصل حمل سلاح هناك حالة فقر كبيرة في الشعب السوري والسلاح بحاجة لأموال كبيرة وفي تلك الفترة لم يكن هناك دعم، ولم يكن هناك أحد ينظر بذلك، وبالتالي لابد من البحث عن خيارات الأخرى مثل: الهجوم على حواجز النظام أو بالبداية اعتراض سيارات للنظام، مثل مراقبة أو متابعة لسيارة ذخيرة أو سيارة فيها عساكر يتم مهاجمتها من خلال الكمائن الفردية، بحكم أن طبيعة جبل الزاوية ساعدت كثيرًا في هذا الموضوع، ويتم أخذ سلاح العناصر. وفي المرحلة الثانية الموضوع بحاجة لسلاح أكثر وذخائر، وبدأت فكرة الهجوم على النقاط، وخاصة تلك التي كانت تسيء للناس فقد كان هناك حواجز للنظام تسيء للناس، وحتى لو لم يُعتقل شخص أي شخص يمر من عندهم وخاصة إذا كان من عائلة معروفة في مشاركتها للثورة كانوا يتعرضون له ويضربونه ويهينوه ويعذبوه، فباتت الحالة انتقامية، فبسبب إساءة هذا الحاجز أو النقطة المعينة للناس أصبح هدفًا للناس الذين هم أصلًا هاربون. نحن عشنا فترة 4 أشهر عشتها في البرية ننام ونعيش ونأكل في وضع لا يمكن وصفه، وحتى تأمين الأكل والاحتياجات الرئيسية كانت شبه مغامرة لأنَّك مضطر أن تدخل إلى منطقة يحاصرها النظام من كل الاتجاهات، فكان من خلال الناس المتعاونين أقاربنا ومعارفنا الموجودين في القرى نستطيع تأمين احتياجاتنا، فهذا الأمر دفع الناس الذين يحملون السلاح أو الذين كانوا بحاجة لامتلاك السلاح للتفكير في الهجوم على حواجز النظام، وكانت أول محاولة هجوم في حاجز محمبل وبعد ذلك مدرسة مرعيان في شهر تموز/ يوليو بشكل متتال. 

والذي أدى لاقتحام الحاجز بشكل مباشر هو تعاون صاحب المنزل الذي كان الجيش قد احتل منزله وهو يذهب إلى الجيش ويدخل للمنزل، ويعرف توزع العساكر، وبالتالي رسم الشباب خطة ودخلوا بشكل سلمي وبدون أي مقاومة وسيطروا على الحاجز وأخذوا السلاح وأطلقوا سراح العساكر، فقد كانت هناك لفترة متقدمة جدًا قناعة عند كل من حمل السلاح أنَّه ليس لدي مشكلة مع الجيش والجيش أولادنا، حتى أعتقد كان هناك جمعة… (حماة الديار - المحرر) أنَّه ليس لدينا مشكلة مع الجيش ودعوة عناصر الجيش للانشقاق، وحتى المعارك التي تبعت فيما بعد، كل المعارك المستهدف الأمن لأنه هناك حالة كره ونقمة بشكل غير طبيعي عند كل إنسان سوري ضد الأمن سواء موالٍ أو غير موالٍ، لأن كل مواطن عاش في سورية تعرض لانتهاك من قبل الأمن بشكل أو بآخر، وبالتالي المعارك التي تبعت -كان هناك معارك مسلحة- كان الجيش مستثنًى، إلى حد الآن أذكر أنه في اقتحام "الرامي" حين دخل الجيش على جبل الزاوية الذي تقدم (المُقتَحِم) قوات النظام رتل عسكري ولم تخرج ولا طلقة أبدًا باتجاه الجيش، الجيش دخل وسيطر على قرية الرامي بشكل كامل وانتشر فيها وبعد ذلك أتت باصات الأمن وكان الكمين موجودًا واجتاز الجيش ولم تطلق ولا وطلقة، ولكن عندما دخلت باصات الأمن بدأ استهدافها، وأيضًا في قرية كنصفرة حيث ارتكبت مذبحة بالأمن، فالجيش دخل وسيطر على القرية ومر على الكمين ولم يتم إطلاق الرصاص عليه، فقد كان المستهدف الأمن بشكل مباشر بشكل مباشر، لأنه كان هناك قناعة عند الناس، ففي تلك الفترة كانت هناك عملية هجوم على الحواجز وبالتحديد الحواجز المسيئة، وتبع ذلك [الهجوم على] حاجز مدرسة مرعيان وهذه المدرسة في طرف لبلدة مرعيان في جبل الزاوية، كانت تعمل في تلك الفترة وأتى الجيش سيطر عليها واتخذ منها ثكنة وفيها 40 أو 50 عنصرًا، وكلها سلاح وذخيرة وعتاد جيش كامل، وضعت خطة وحدث اشتباك بسيط، وعلى ما أذكر لم يُقتل أحد من الطرفين وخلال نصف ساعة إلى ساعة تمت السيطرة على المدرسة والجيش كان في حالة انهيار، مجرد أن حصل إطلاق نار ووجدوا أن المدرسة محاصرة استسلموا، وأخذوا العناصر وأطلق سراحهم وفي تلك المرحلة تمت السيطرة على كل السلاح في المدرسة وأُخذت الذخائر وكان هناك مقاومة بسيطة لفترة نصف ساعة إلى ساعة وحين أدرك الجيش أن المنطقة محاصرة وأبناء البلد وإمكانية المؤازرات للجيش وهذا الأمر لمسناه فيما بعد لأن النظام انسحب فيما بعد، لأن موضوع مؤازرة النقاط المنتشرة على المساحات الواسعة ليست سهلة خاصة أنَّ العمليات التي تحصل هي كمائن وأنت كجيش لا تعرف من أين يخرج ومن ستواجه وهم أبناء المنطقة، فإبن المنطقة قادر على التحرك بكل حرية ويستطيع المناورة، بينما عناصر النظام الذين هم عبارة عن جيش مستجلب هم أغراب في المجمل لا يستطيعون التحرك ولا يعرفون طبيعة المنطقة.

مدينة معرة النعمان أعتقد أنها كانت المرحلة التي أسست فيما بعد لاقتحامات متعددة اقتُحمت المعرة وبعدها بدأت سلسلة دورية، كنت أعمل في تلك الفترة مع "الجزيرة" (قناة الجزيرة) كمتعاون وأول عملية صورتها ووثقتها بشكل مباشر وظهرت على "الجزيرة" كانت لاقتحام الأمن كانت اقتحام "الترنبة" وهي بلدة جانب سراقب وبعد ذلك سرمين وبنش وكورين ودير سنبل وجرجناز والغدفة ومعصران، هنا حصلت حملة كاملة قام بها النظام، اقتحم بها مراكز القرى والبلدات التي تُعتبر وقودًا للثورة بشكل فعلي. وكانت عملية الاقتحام تحصل على الشكل التالي: يقتحمون القرية أو البلدة ومعهم أسماء المطلوبين أي شخص يجدونه [من الأسماء] يعتقلونه وقُتل عدد كبير من المدنيين في هذا الاقتحام بإطلاق [نار] عشوائي، أضف إلى ذلك أنه كانت تُحرق بشكل مباشر بيوت الأشخاص المعروفين أنهم من الثوار الأوائل أو المحركين الفعليين للثورة في القرية أو المنطقة، لأنه عندما اقتُحمت قرية الترنبة كان هناك حالة هلع عند الناس بالفعل، فلأول مرة ترى النار تتصاعد فبدأت الناس تقول: إنَّهم أحرقوا القرية بشكل كامل، وأنا دخلت مباشرة بعد خروج الجيش في نفس الوقت وكدنا أن نُقتل.

كان الجيش يدخل يحرق القرية ويدمر بيوت الأشخاص الذين يريدهم ويخرج، فكانت الترنبة… فعلًا إلى الآن أمامي المشهد لا أنساه أبدًا موجود ومصوَّر: عائلة كانوا يفطرون لأن سفرة الفطور مازالت موجودة الزيت والزيتون، طبعًا المنزل مدمَّر مضروب قذيفة، والجيش دخل إلى المنزل وقلبه رأسًا على عقب وأحرق غرفتين من المنزل، والباقي لا أعلم لماذا لم يُحرَق أو أنه لم تصل إليه النار، ولكن إلى الآن في ذاكرتي ويتصوَّر أمامي منظر السفرة الموجودة وعليها الأكل والخبز منشور في الأرض وكلها غبار لأن الغرفة ضربت بقذيفة، لا أعرف من أصيب لكن أكيد كان هناك أحد لأنَّ سفرة الفطور موجودة في الأرض.

وأصبحت سلسلة، مرت على كل القرى وبالتحديد التي كانت مراكز في كل منطقة، مثل دير سنبل وجرجناز والغدفة ومعصران وسراقب وبنش وكورين كلها اقتحمت بنفس السيناريو: يقتحم ما يزيد عن 3 أو 4 ساعات طبعًا هنا كان يخرج تقرير لـ "الجزيرة" من هذه المناطق مثل: كورين وبنش وسراقب وسرمين والترنبة والغدفة، وهذا في صيف 2011 كان هناك مقاومة ضعيفة طبعًا هناك القليل من المسلحين ولكن حين يرون الجيش بهذه الإمكانيات لأنه يدخل بالدبابات وبي إم بي وعربات جنود وأسلحة رشاشة ثقيلة، بينما كان السلاح في الطرف الآخر كله سلاح فردي، وبالتالي لم يحصل أي اشتباك، ومعظم المناطق التي دخلها يكون الشباب متحضرين في كمائن ليتصدوا للجيش إلا في سراقب حصلت مقاومة من داخل المدينة بحكم أنها مدينة كبيرة، فبعد انتشار الجيش حصلت مقاومة داخل المدينة، وبقي قسم من أبناء المدينة يقاومون حتى خرجوا في الصباح بسبب نفاد الذخيرة واضطروا أن يخرجوا من المدينة، وبقي [الجيش] 3 أيام في سراقب في المرة الأولى أحرق عددًا من البيوت والسيارات ودمر عددًا من محلات السوق وبعد ذلك خرج.

محمد برهو هذا الشاب كان موجودًا في الغوطة وسبب انشقاقه هو انتشار الجيش في غوطة دمشق والمضايقات أو الانتهاكات التي شاهدها بأم عينه في الغوطة، هذا الرجل لم يحتمل أن يكون جزءًا من هذا الواقع ولم يكن هناك مكان يذهب إليه، كانت المنطقة الوحيدة التي -نوعًا ما- يمكن الذهاب إليها هو جبل الزاوية، فحصل تنسيق معنا عن طريق شخص هناك معرفة بينه وبين أخيه ومحمد برهو من إبين في ريف حلب، وفيما بعد تواصل معنا وحصل تنسيق وأتى الرجل إلينا، واستمر وجوده عندنا إلى آخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر وقُتل في اشتباك مع الجيش في خان شيخون، حيث كان هناك تحرك للجيش في المنطقة وصار اشتباك وقُتل، وهذا الشخص له أثر علي بالتحديد لأنَّه لا أحد يعرف عنه أي شيء، وحتى أهله كانوا يعرفون أنَّه على رأس عمله في قطعة الجيش، ففجأة أتاني اتصال أنَّه محمد قد استشهد.

أتيت إلى كنصفرة كنت في منطقة قريبة منها وبعد فترة قصيرة عندما حل الظلام أتوا به كان في خان شيخون على الأوتوستراد الرئيسي حلب- دمشق وحين وصل كنصفرة كان الموضوع بصراحة مخزيًا ومحزنًا لدرجة لا يمكن تصورها أولًا- بحكم الفترة التي قضيناها مع بعض وثانيًا- بحكم الواقع الذي يعيشه محمد فهو يتواصل مع أهله على أنَّه في الجيش في قطعته في دمشق، وهو استشهد في جبل الزاوية وله شهران منشق، وثالثًا- أنا لا أعرف عنه أي شيء سوى أنَّه من إبين من عائلة فلان فكيف سأصل لأهله؟! فخطر في بالي أن أتواصل مع رقم لا على التعيين في ريف حلب وقلت: أريد نداء إبين، واتصلت أيضًا برقم لا على التعيين مع النداء، فردت علي امرأة في البداية، قلت لها: هنا إبين؟ قالت: نعم، وقلت: هل تعرفين عائلة فلان؟ قالت: أعرفهم ولكن لا أعرف رقم أحدٍ منهم لماذا تريدهم؟ قلت لها: يوجد شخص أريد أن اتواصل معه لم أستطع الوصول له، المهم أعطتني رقم أستاذ أو مدير المدرسة، ومدير المدرسة أعطاني رقم المختار حتى استطعت الوصول إلى أهله، فأنت تخيل المشهد ما الذي يمكنني قوله لأهله؟! هل يمكنني فجأة ان أقول لهم استشهد ابنكم! هنا قلت لأهله هل ابنكم فلان؟ قالوا: نعم، قلت لهم: قتله الإرهابيون، لأنهم هم في مناطق النظام وعملية وصولهم من هناك إلى هنا عملية مكلفة وهو منشق، ويأتوا ليأخذوه فهي عملية ستخرب بيتهم، فأنا لم يخطر في بالي شيء سوى أن أقول لهم: ابنكم قتلته العصابات الإرهابية في خان شيخون وهو موجود في قرية اسمها كنصفرة تعالوا لتأخذوه منها.

أتخيل كيف كانت ردة فعل الأهل في هذا الموضوع، فهم لا يعرفون من يحدثهم وكيف ستقنعهم أن الكلام صحيح؟ كانت بصراحة قصة في الأفلام لم تحصل وحصلت معي! الرجل سكت فترة لم يصلني صوته، بعدها قلت له: ألو تسمعني؟ قال: من أنت، وقلت له: أنا واحد من أهل كنصفرة وهذا وجدناه ورأيناه مقتولًا ولا نستطيع القول أنَّه منشق، لأن في وصوله لنا سيقطع على 30 أو 40 حاجز وعودته أيضًا وهو منشق ويقاتل مع الثوار أو الجيش الحر -الذي كان في بداية تشكيله- فهذا ممكن أن يؤدي لاعتقال كل العائلة من قبل النظام ولا يبالي، وبالفعل في اليوم التالي أتى والده وأخوه ومعهم بيك آب نيسان مغلق من الخلف وحملوا ابنهم في مشهد كان محزنًا لدرجة لا يمكن وصفها أبدًا، ولا أذكر ماذا تكلمنا وهم لم يتكلموا ولا كلمة وقلنا لهم: قُتِل في خان شيخون وقلت لهم: استشهد وهو كان موجودًا هنا، وحملوا ابنهم وركبوا سيارتهم وذهبوا وقلت لهم وتكلَّمت ومن أجل أنَّ هؤلاء الجماعة الذي يعرفونه شيئًا آخر والذي حصل شيء آخر، وأنا بالدرجة الأولى خائف من عودتهم وإذا كان هذا الشخص له رواية أو منشق أو مطلوب عند النظام يمكن أن يسبب لهم مشكلة، لكن الحمد لله استطاعوا الوصول إلى إبين وكان وصوله واستشهاده سببًا في خروج كل إبين في مظاهرات لأول مرة في تاريخ إبين، يبدو أنهم عرفوا أنه منشق ويبدو أنَّه من عائلة معروفة ولم يعد تواصل بيني وبينهم بعدما استشهد رحمه الله، لكن الذي حصل أنني شاهدت في مقاطع فيديو محملة [على الانترنت] أنَّه: خروج إبين في تشييع الشهيد البطل الفلاني، وهذا الكلام أراحني نفسيًا، لأنه بالتالي تم تشييعه بالطريقة التي حلم بها، وخاصة في تلك الفترة موضوع أن نموت أو نستشهد كان هذا الحديث الدائم، حتى أنا كنت أمزح مع الشباب وأقول لهم: أنتم إذا أمسككم النظام سيعذبكم [ليخرج منكم معلومات] أما أنا لا حاجة لذلك كل شيء موثق بالصوت والصورة خذوا ما تريدون لا داعي أن يسألني أحد او أسأل أحدًا، فموضوع أن تقتَل أو تعتقل في تلك الفترة أمر قائم للغاية، طبعًا هذا الكلام حتى منتصف 2012، أنا الذي أذكره أكثر من 20 حالة موت محققة مررت بها ولكن لأمر أراده الله لم أمت.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/06

الموضوع الرئیس

المواجهات مع قوات النظام

كود الشهادة

SMI/OH/40-07/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011-2012

updatedAt

2024/04/17

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-كنصفرةمحافظة حلب-ابينمحافظة إدلب-سراقبمحافظة إدلب-محافظة إدلبمحافظة إدلب-الترنبةمحافظة إدلب-مدينة معرة النعمانمحافظة إدلب-جبل الزاوية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

قناة الجزيرة

قناة الجزيرة

الشهادات المرتبطة