الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تشكيل المجلس الوطني السوري

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:18:33:11

إذًا هاتان كانتا النقطتين الأساسيتين، ثم تم لملمة الموضوع، وعقدنا لقاءً خاصًا ما بين هيئة التنسيق وإعلان دمشق، وتم الاتفاق على- من ناحية المبدأ-أن فكرة تشكيل الائتلاف هي فكرة إيجابية، وسنذهب إلى مرجعياتنا، ويفترض أن يكون خلال أسبوع هناك اتفاق على الموقف وعلى تشكيل هذا الشيء، وكان من المفروض أن تكون هناك مجموعة من الداخل ومجموعة من الخارج، وأن يكون 25 شخصًا هم قيادة هذا الائتلاف. وطبعًا بدأ يظهر أن هناك إشكالية وهي أن "الإخوان [المسلمين]" غير موجودين، فتوقيت المبادرة مع اللقاء سبّب مشكلة لعدد من الحاضرين وعدد من المكونات، وربما لم يكن التوقيت...، كان التوقيت مدروسًا بأن يكون في الوقت الذي توجد فيه هذه المبادرة (مبادرة الجامعة العربية)، وتسمية هيئة التنسيق أيضًا كانت جزءًا من تفاهم عربي في هذا الموضوع، وكانت قطر جزءًا منه.

وعندما رأينا هذه المبادرة كان هناك حديث واضح، وكان في يومها الدكتور عزمي بشارة موجودًا في هذا النقاش الصباحي، وحصلت عدد من المداخلات، وأذكر أنني أجريت مداخلة، وذكرت فيها الإشكالية التي لها علاقة بهذه المبادرة، وأننا كمكونات لم يكن عندنا علم بها، وأن سقفها ربما يكون أقل من السقف الذي يطالب به الناس في الشارع كحراك شعبي، وأن تسمية الجهة أيضًا كان من المفروض أن تكون شاملة أكثر، وأن يكون فيها تنوع أكثر؛ لأننا نتكلم عن حراك شعبي حقيقي تشارك فيه جهات كثيرة، وتسمية هيئة التنسيق لوحدها لم يكن يكفي باعتقادنا، وحصل أيضًا رد من الدكتور عماد الدين الرشيد بأن هذا الشيء يأخذنا إلى مكان آخر وتحديدًا التيار المحافظ يتم تهميشه بشكل كبير من خلال هذه المبادرة ومن خلال هذا الشيء، ويجب أن تكون هناك عدالة بهذا الشأن، وهم كتيار ولقاء تشاوري مع التنوع، ومع أن يكون الجميع موجودين، ولكنهم لا يقبلون بهذا الشيء- في النهاية- أن يذهب إلى جهة معينة دون بقية الجهات، وهذا جعل هناك نوعًا من الانطباع غير الإيجابي خلال اللقاء.

 فبدأ يعطي مبررات لهذا الموضوع، وهذه المبررات كان لها علاقة بالرؤية للوضع السوري وهي الرؤية الاستراتيجية، بينما باعتقادي توجد مجموعة من طرفنا كانت تتطلع أكثر إلى رؤية تكتيكية، يعني رؤية للواقع الحالي ومحاولة البناء عليه بشكل معين.

رؤية الدكتور عزمي ومجموعته هي: إن الوضع في سورية لن يكون مثل بقية البلدان، وهو بحاجة أكثر إلى شيء سياسي إلى حوار وإلى تفاوض وإلى طاولة من المفاوضات، يشارك فيها جميع الأطياف، ومن الأفضل أن يكون في الواجهة أشخاص ليسوا من التيار المحافظ، وإنما من التيار الذي يستطيع أن يتكلم مع النظام، والذي ليس عنده عداوة تاريخية مع النظام إن صح التعبير، ويستفيد من هذا الحراك الشعبي، وأن هذه هي الطريقة الصحيحة حتى نصل فيها إلى نتيجة إيجابية للحراك الشعبي الذي يحصل.

الطرف الثاني كان يرى الموضوع مختلفًا، كان يرى أن الحل من خلال مجلس وطني شبيه بالمجلس الوطني في ليبيا الذي سوف يكون بداية لتغيير كامل وبداية لتدخل عسكري محتمل وبداية لتغيير في موازين القوى داخل سورية، وكانوا يرون...، وطبعًا يجب ألا ننسى أنهم جاؤوا إلى هذا اللقاء التشاوري، وهم كانوا من قبل يستعدون لموضوع المجلس الوطني، وقاموا بالتحضير لمجموعة الـ 74، وهم متبنون تمامًا سواء الدكتور عماد أو أحمد رمضان أو عبيدة [نحاس] أو حسان الشلبي أو فداء المجذوب، كانوا متبنين تمامًا فكرة المجلس الوطني، وربما كانوا يعتقدون أن هذا الشيء الذي يطالب به اللقاء التشاوري سيؤثر على احتمالية بروز أو إعلان مع المجلس الوطني.

إعلان دمشق كان عنده إشكالية فيما يتعلق بالمبادرة والسقف وتسمية هيئة التنسيق، ولكنه لم يكن عنده مشكلة في الفكرة الأساسية حول ضرورة إيجاد ائتلاف سياسي يجمع كل الأطياف.

فيما بعد حصل لقاء خاص كان فيه هيئة التنسيق والإعلان فقط، واتفقنا على أننا سوف نأخذ هذا الشيء إلى مرجعياتنا ونحاول أن نعطي كلامًا نهائيًا. وبعدها مباشرة انتبهوا إلى أنه ربما من الأفضل ألا يكون الإخوان بعيدين عن هذا المشروع، وتم الحديث معهم، وطلبوا بعض الأمور الطفيفة، ووافقوا على أن يكونوا جزءًا من هذا الشيء.

عاد الأشخاص الذين جاؤوا من سورية، أذكر أن جماعة هيئة التنسيق عادوا، وعاد سمير نشار، وأعتقد جبر الشوفي ذهب إلى مصر في وقتها، كان عنده ارتباط هناك، وكان من المفروض أنه خلال أسبوع يكون هناك بيان لتشكيل هذا الائتلاف السياسي، ولكن يبدو أنه عندما درسه إعلان دمشق في الداخل رأوا أن المؤشرات غير مشجعة، فتقريبًا تم تمييع هذا الشيء، ولم يصدر بيان رسمي، وطبعًا مجموعة اللقاء التشاوري ومجموعة العمل و"مجموعة الـ 74 " عادوا إلى إسطنبول، وهنا بدأ الحديث عن طاولة ثانية، يحضرون إليها الجهات الأساسية في المعارضة، بحيث يبدأ العمل بشكل حثيث على إنشاء وتشكيل المجلس الوطني السوري، وحصل تواصل مع الإعلان والإخوان وجهات أخرى، وفعلًا إعلان دمشق بعد الكثير من الجهد والنقاش قرر المشاركة في هذه النقاشات والمشاركة فيما يتعلق بالمجلس الوطني، وطلب مني أن أذهب إلى إسطنبول من أجل هذا الموضوع، وطلب من سمير نشار أيضًا أن يعود إلى إسطنبول يعني من سورية، وطلب أيضًا من جبر الشوفي أن يتواجد.

فإعلان دمشق يبدو لي أنه أصبح أكثر فأكثر تحت الضغط واستحقاق أن يكون هناك قيادة سياسية وتمثيل سياسي، وكنا في حينها قد دخلنا في الشهر التاسع (أيلول/ سبتمبر) مرت تقريبًا ستة أشهر بدون أن يكون هناك جسم أو كيان يوحد جهود المعارضة، ويعطي سردية مقابلة لسردية النظام بأن النظام كذا ونحن كثورة نريد كذا، وهذه مطالبنا وأهدافنا وهؤلاء الناس معنا في هذه الثورة. ويبدو لي أنه حصل ضغط، وربما بعض الناشطين داخل سورية أيضًا لعبوا دورًا في هذا الشيء، والبعض منهم أجرى لقاءات مع قيادات إعلان دمشق، وطلبوا منهم بعد أن حصل ضغط كبير داخل سورية، ومنهم لجان التنسيق المحلية، فقد حصلت ضغوطات كبيرة، ويجب أن يكون هناك كيان يتحمل المسؤولية والاستحقاق لهذا الشيء.

يبدو أن هذا كان من الأمور التي سرّعت في قرار إعلان دمشق المشاركة في المجلس الوطني، أو المشاركة في المحادثات التي في النهاية تتوجت بتشكيل المجلس الوطني؛ لأننا في وقتها لم نكن نعرف إذا كنا سوف نتفق أم لا.

تمت دعوة إعلان دمشق وهيئة التنسيق والإخوان ومجموعة اللقاء التشاوري ومجموعة الـ 74، وهذه تمت تسميتها بالطاولة الثانية، وباعتقادي هي الطاولة التي على أساسها تم إنشاء المجلس الوطني بشكل رسمي، واجتمعت في إسطنبول، وكان مدعوًا إليها الدكتور برهان غليون أيضًا، حيث جاء، وشارك في هذه الاجتماعات، وحصلت نقاشات جادة، وكان موجودًا أيضًا الأخ حازم نهار عن هيئة التنسيق في هذه المحادثات، ولكن مع نهاية هذه المحادثات انسحبت هيئة التنسيق، بمعنى أنهم أخذوا قرارًا بأنهم لن يكونوا جزءًا من المجلس الوطني، وانسحب حازم نهار من الاجتماعات.

النقاش الذي حصل في الدوحة ما بين فكرة الائتلاف ومسوغاته وما بين فكرة المجلس ومسوغاته كان واضحًا بأن هناك وجهتا نظر متباينتين بشكل كبير، كانت وجهة نظر الائتلاف في ذلك الوقت تنحو أكثر نحو الاتجاه السياسي واتجاه الوصول إلى حل وحوار، بينما فكرة المجلس الوطني كانت تنحو أكثر باتجاه التغيير واحتمال التدخل العسكري؛ وبالتالي إذا كان هذا الشيء متيسرًا وممكنًا فنحن لماذا نذهب باتجاه حل وسط كان يطرحه موضوع الائتلاف.

ربما لو استقبلنا من أمرنا ما استدبرنا فأستطيع أن أقول: إن فكرة الائتلاف ربما كانت أنجح في ذلك الوقت من فكرة المجلس، وهذا يعود إلى الباحثين حتى يتكلموا بها، ولكن في ذلك الوقت كانت هناك نظرتان، وهاتان النظرتان أستطيع أن أقول: إنهما استمرتا معنا منذ ذلك الوقت حتى الآن، وهيئة التنسيق لا تزال على هذه الفكرة؛ لذلك هي لم تشارك في المجلس الوطني، والناس الذين كانوا متحمسين للمجلس الوطني استمروا في موضوع المجلس الوطني حتى إنشائه.

إذًا الحوار الذي حصل في إسطنبول وكانت فيه مكونات أساسية من المعارضة، فإنه في حينها بدأت تتشكل المعالم الأساسية المطلوبة لإنشاء جسم أو كيان يمكن أن يتم الاعتراف به، بمعنى أنه قد شاركت فيه القوى الأساسية للمعارضة، وشارك فيه القوى الأساسية للحراك الثوري، وهذا سيشكل المجلس الوطني.

كما ذكرت في البداية: كانت هناك مشاركة لهيئة التنسيق إلا أن هيئة التنسيق لسبب أو لآخر...، وأعتقد أن الجميع يعرف السبب، إن اللاءات الثلاثة [لا للتدخل العسكري الأجنبي، لا للتجييش الطائفي والمذهبي، لا للعنف وعسكرة الثورة - المحرر] التي قاموا بها كانت ربما تتعارض مع بعض النقاط الأساسية التي كانت تُناقش في المجلس الوطني، وأنا هنا تحديدًا أتكلم عن الموضوع العسكري أكثر من أي شيء آخر و ضرورة التغيير الكامل وإسقاط النظام بكل أركانه ورموزه وعدم الحوار وعدم التفاوض، ولكن هيئة التنسيق كان عندها وجهة نظر أخرى تمامًا في هذه القصة، ولا ترى الموضوع العسكري، وترى موضوع التفاوض والحوار؛ وبالتالي لم تكن ترى نفسها جزءًا من هذا التشكيل أو هذا النقاش، فانسحبت هيئة التنسيق. برروا الانسحاب بأن هذا قرارهم، حيث اجتمعت هيئة التنسيق في الداخل، وقرروا عدم الاستمرار، وطلبوا من حازم نهار الانسحاب من الجلسات التحضيرية لموضوع المجلس الوطني، واستمرت هذه الجلسات، وتم الاتفاق على منهجية للأمانة العامة، والأمانة العامة مشكّلة من عدة مكونات، ودار حديث حول أن الشخص المناسب كي يكون على رأس المجلس الوطني هو الدكتور برهان غليون، وتم الإعلان في نهاية أيلول من عام 2011 عن تشكيل المجلس الوطني السوري، والذي رأيناه في الجمعة التي بعدها أو التي تليها أنه كان هناك جمعة باسم: "المجلس الوطني السوري يمثلني". وارتفعت الشعارات في كل المظاهرات في ذلك الوقت، وهذا لعب دورًا أساسيًا في أن يكون للمجلس الوطني السوري اعتراف، ويكون له تمثيل حقيقي للثورة، وعندها دخلنا إلى المرحلة الثانية من الثورة، وكانت المرحلة الأولى عبارة عن حراك شعبي بدون قيادة وبدون تمثيل سياسي، والمرحلة الثانية هي تطور هذا الحراك الشعبي وتشكل كيان تمثيل سياسي لهذا الحراك الشعبي، وهذا الكيان كان موجودًا خارج سورية، وبدأ يلعب دوره كجهة تمثل الثورة، وتدعم الثورة، وتتكلم باسم الثورة السورية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/12

الموضوع الرئیس

تشكيل المجلس الوطني السوري

كود الشهادة

SMI/OH/129-44/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

09/2011

updatedAt

2024/07/29

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جامعة الدول العربية / الجامعة العربية

جامعة الدول العربية / الجامعة العربية

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي

مجموعة الـ74 - الكتلة الوطنية المؤسسة

مجموعة الـ74 - الكتلة الوطنية المؤسسة

اجتماع اسطنبول التشاوري

اجتماع اسطنبول التشاوري

الشهادات المرتبطة