الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الربيع العربي والاختزان السوري

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:15:39:11

بداية انطلاق ثورات الربيع العربي؛ طبعًا الشيء الذي ذكرناه سابقًا عن موضوع سورية وموضوع الحياة السياسية فيها وموضوع الفساد فيها يعني بشكل طبيعي سوف يؤدي إلى شيء وفي النهاية سوف يؤدي إلى شيء، وسوف يؤدي إلى انهيار الدولة في النهاية لأن الكبت الذي كان يُمارس على الشعب سوف يؤدي إلى انفجار، والفساد الموجود في مؤسسات الدولة سوف يؤدي إلى انهيار مؤسسات الدولة، فكانت بداية انطلاق ثورات الربيع العربي والتي بدأت من تونس في 2010 في أواخر 2010، واستطاع الشعب العربي في تونس إسقاط زين العابدين بن علي الجاثم على صدورهم لعشرات السنين والتقييد الذي مارسه، وأنا أعتقد وأنا ليس عندي اطلاع كثير عن تونس ولم أسافر إلى تونس ولكن من خلال الممارسات والتقييد الذي كان عندهم الذين أعرفه ويصلنا عبر الأخبار هو تقييد كامل للحريات، وهذا الذي أدى لقيام الثورة في تونس ومع بداية انطلاقة الثورة في تونس أصبح يوجد أحاديث شعبية كثيرة أنه تم إسقاطه (إسقاط بن علي) خلال فترة وجيزة وتم إسقاطه سلميًا من خلال المظاهرات، وهل المظاهرات تسقط رئيسًا؟!، وكانت الأحاديث بشكل عام أنه نحن غير (الأمر مختلف) سورية غير الدول الثانية وسورية لا يمكن، وطبعًا هذا كلام أي شخص في دولة قمعية سوف يقول نفس الكلام، ولكن الناس هنا بشكل عام يقولون: نحن مورس علينا في الثمانينات قمع تجاه كل الشعب والجرائم التي ارتكبها هي جرائم كبيرة ونحن لا يمكن أن نقوم بثورة مثل تونس، وبشكل عام هكذا كانت الأحاديث وهذا حديث 90% من الشعب، وأما 10% من الأشخاص الذين لديهم أمل ولديهم رؤية سياسية ولديهم رؤية أن سورية لا يمكن أن تستمر بهذا الشكل، كانوا يتحدثون نقيض هذا الشيء وأنه نحن لدينا إمكانية، وعندما يخرج الشعب ويقرر يمكننا بشكل كبير أن نسقط النظام الموجود، وأي نظام آخر في العالم عندما شعبه يقرر فإنه يمكن أن يتم إسقاطه.

تم إسقاط بن علي وهرب بن علي بالطائرة وهنا بداية التحرك في مصر، وهنا عندنا الشعب بدأ يتحدث أكثر وأصبح حديث الشارع بشكل يومي عن هذه المواضيع مواضيع الثورة التونسية ومواضيع مقارنتها بالوضع السوري الحالي الذي لدينا.

مصر بدأت تغلي وطبعًا مصر لديها هامش حرية أكثر من عندنا من قبل الثورة ولديهم مظاهرات، ويمكن للناس أن تخرج مظاهرات، وطبعًا يوجد اعتقالات ولكن يوجد قانون للتظاهر ولديهم هامش أكثر من سورية، ونحن في سورية لا يمكن لأحد أن يفكر أن يخرج في مظاهرة إلا مسيرة تؤيد النظام وتؤيد رئيس الدولة وتؤيد حزب البعث.

بداية التحرك في مصر عندما بدأ، ونحن طبعًا نراقب على الشاشات والفضائيات، وبدأت الثورة في مصر في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2010 أو في بداية 2011 حتى 25 كانون الثاني/ يناير عندما سقط حسني مبارك في 25 كانون الثاني/ يناير 2011 (11 شباط/ فبراير- المحرر) وخلال هذه الفترة كان السوريون يراقبون، ورغم ذلك الفئة 90% التي كانت تقول نحن لا يمكن أن يحصل عندنا شيء أعتقد بقيت على حالها أو نقصت قليلًا، يعني نسبة 80 إلى 85% تقول نحن لا يمكن أن يحصل عندنا ثورة ونحن لا يمكن أن نكون مثل مصر ومصر جيشها واحد ونحن جيشنا طائفي ومصر هي دولة معروفة أنها سنية مسلمة ونحن جيشنا طائفي ولا يوجد سيطرة للطائفية في مصر ونحن لدينا سيطرة لطائفة معينة على كل مفاصل الدولة، يعني على الجيش وعلى المراكز الأمنية وعلى مؤسسات الدولة، يعني فقط فئة صغيرة تغيرت الرؤية عندها.

حديث الكبار؛ والكبار الذين مرت عليهم أحداث الثمانينات، كان الخوف يتملكهم ولا يريد أن يقع ابنه في نفس المشكلة التي وقعوا فيها في الثمانينات، وهم طبعًا شاهدوا الجرائم بأعينهم، وشاهدوا القمع بأعينهم، وشاهدوا السجون، فكانوا دائمًا يحذرون أبناءهم من هذا الشيء، وأما جيل الثمانينات وما بعده لم يعش هذه الفترة بشكل مباشر، وهو كان طفلًا صغيرًا أو لم يولد أو لاحقًا ولد في التسعينات ولا يعرف حجم الكارثة التي مر بها الشعب السوري في تلك الفترة، فكان دائمًا الكبار يحاولون التأثير على الشباب أننا نحن لسنا مثل باقي الدول ولا يجب أن تفكروا بشيء ضد الدولة لأن العقوبة سوف تكون كبيرة والجرم يعتبر كبيرًا بالنسبة للدولة، ودائمًا كانت هذه الأحاديث، وعلى النقيض من ذلك، يعني الشباب الذين لم يعاصروا القهر والظلم والقتل ودرسوا في الجامعات وكانت بداية انتشار الإنترنت والتواصل الاجتماعي فكانوا يشاهدون الكثير من الأمور وكانوا يتعلمون في الجامعة مثل الأفرع الجامعية المختصة بالحقوق وغيرها والحياة الجامعية ومن خلال لقائهم مع الناس يقولون نحن يجب أن نبني بلدنا ويجب أن يكون لدينا حرية، لا يوجد لديهم خوف من النتيجة يعني أنا أذكر أحد الشباب الذين كانوا معنا أعتقد أنه لا يزال حتى الآن على قيد الحياة وهو محمد حاج عثمان من مدينة الباب، وهو كان صحفيًا وبعد أن تخرجنا من الجامعة هو توظف كصحفي بسبب كتابته إحدى المقالات، وأنا أتحدث عن مثال عن فكرة كيف أن الشاب لديه اندفاع، فكتب إحدى المقالات وانتقد بها جهة معينة ويتحدث عن حرية الصحافة، وكان يوجد نقد لاذع قام به فتم اعتقاله لفترة معينة؛ 7 أو 8 أشهر -هو طبعًا وحيد لأهله- ثم خرج من السجن وهو حتى الآن حي ويرزق ولكن عقله غير متزن، ويبدو أنهم حقنوه بإبرة أو تم ضربه على رأسه وهو حتى الآن يمشي في الشوارع وهو طبعًا متزوج وأحيانًا يحاول أن يقتل نفسه أو يحرق نفسه، أو أن يقوم بأعمال إجرامية تجاه نفسه أو تجاه عائلته أو يحمل سكينًا ويحاول ذبح والده، وهذا طبعًا بعد إخراجه من المعتقل، يعني هكذا كانت نتيجة من يتكلم، فكان يوجد خوف كثير.

جاءنا في تلك الفترة يوسف جبوري، وهو اعتقله النظام في مرحلة معينة في عام 2007 أو عام 2008 وأحضروه جثة هامدة إلى أهله، وسلموه ومنعوا أهله من رؤيته، ويجب أن يدفن في القبر مباشرة ولا يمكن لأهله رؤيته، وطبعًا نتيجة التعذيب الممارس عليه أعادوه بعد أسبوع ميتًا أو بعد أسبوعين، وطبعًا كان يوجد حقد شعبي كبير وجاء ضابط مخابرات، وحتى إنهم منعوا والدته من رؤيته، وهي كانت تبكي وتصرخ وتريد أن ترى ابنها، يعني ابنها الميت الذي أخذتموه منذ فترة منذ 15 يومًا أحضرتموه لها ميتًا، وطبعًا منعوا أي شخص من أهله أن يراه، ودفنوه في القبر بطريقة معينة، وحتى إنهم بعد أن دفنوه بقي عناصر أمن يراقبون القبر لمدة 24 ساعة وبعدها تركوا القبر وذهبوا. يعني هكذا كان الخوف وهم زرعوا الخوف لدى الناس لذلك الشخص الكبير معه الحق أن ينبه أولاده من نتيجة هذا الشيء من العاقبة، والشاب من حقه أنه يريد أن يبني وطنًا ويجب أن أضحي ولا يوجد عندي مشكلة بالتضحية وهذه هي المفارقة التي كانت بين الشباب والكبار.

في يوم الغضب السوري أنا أذكر حتى الآن أنه كان مقررًا في 8 شباط/ فبراير (5 شباط/ فبراير - المحرر) وكان الكلام كله على مواقع التواصل الاجتماعي على "الفيسبوك" بشكل معين، وحتى في تلك الفترة كان الفيسبوك محظورًا في سورية وكنا نستخدم كاسر بروكسي أو برامج معينة حتى ندخل إلى "فيسبوك"، وتم الإعلان عنه لاحقًا قبل سقوط حسني مبارك، ولكن لم يلاق تجاوبًا بسبب الثورة المصرية التي أثرت عليه، وكان شد الناس كله (اهتمامهم) على مراقبة الأحداث التي تحصل في مصر، والحقيقة نحن كنا ننتظر أن يحصل في مصر لأن له تاثيرًا كبيرًا علينا، وكنا نعتبر أن الحكام العرب هم عبارة عن سلسلة معينة وبمجرد أن يسقط الرئيس في إحدى الدول فإنه سوف يسقط في الدول الثانية، ونحن بسبب اشتداد القبضة الأمنية في سورية كنا ننتظر غيرنا.

تم الإعلان عن يوم الغضب السوري ولكن لم يحصل شيء في يوم الغضب السوري في 8 شباط/ فبراير (5 شباط/ فبراير - المحرر) 2011 بسبب أن الناس كانت تراقب مصر، وأحداث مصر أجلت الشيء الذي كان يحصل في سورية.

يوم الحريقة في دمشق وأنا ذكرت أنه نتيجة الأحداث والاعتقالات التي مارسها النظام في السنوات الأخيرة أثرت على الكثير من الناس، أنا في النهاية لي صديق وأقارب وجيران وأرى جاري كيف يتم اعتقاله، وأنا أعرف أخلاق جاري الجيدة وأنه يطمح إلى شيء معين وعندما أراه يُعتقل بهذه الطريقة ويرمى في السجون أنا تحصل عندي ردة فعل، ولكن لا أستطيع إظهارها، والشعب السوري كان يَستغل في تلك الفترة أي شيء يحصل أي ظاهرة شعبية حتى يعبر عن غضبه وينفّس عن الشيء الذي يعيشه في داخله، وفي يوم الحريقة اعتدى أحد عناصر الشرطة السورية على أحد المواطنين واحتج عليه المواطن واجتمع الناس حول المواطن وكان أول هتاف يهتف أن "الشعب السوري ما بينذل" وطبعًا هو هتاف نتيجة الذل الذي عشناه، فأي شخص سوري كان لديه قابلية أن يهتف هتافات معينة، وهذا الهتاف كان له تاثيرًا كبيرًا أنه نحن لسنا حيوانات حتى تذلونا ونحن لسنا صنفًا مختلفًا عن البشر حتى يتم إذلالنا ونحن لا يتم إذلالنا، ونحن مواطنون ولنا كرامتنا، وليس كما رأينا في تونس، ولذلك الشعب أصبح لديه شيء من الشجاعة وطبعًا دمشق هي العاصمة ويبقى نوع سكان العاصمة والمدن الكبيرة نوعًا معينًا ويختلف عن بقية المحافظات الأخرى والسكان الآخرين، لأنه يكون مستوى الثقافة الموجود عاليًا جدًا، والحكومة ومؤسسات الدولة موجودة في العاصمة ومن الطبيعي أن تكون كل الطبقات المثقفة سواء في العمل أو الموظفين موجودين في العاصمة، واللقاءات التي تتم كلها في العاصمة، فكان نوع الشعب الذي يعيش في العاصمة يعني لديه شجاعة معينة حتى يقوم بشيء معين فكان يوم الحريقة هو عبارة عن تنفيس، وفي يومها جاء الوزير (وزير الداخلية اللواء سعيد سمور - المحرر) حتى يقوم بتهدئة الناس الموجودين وأنه سوف يحاسب الشرطي فهدأ الناس نوعًا ما، وهي كانت أول بداية تجمع لأشخاص يهتفون بشيء عدا تأييد الرئيس والدولة.

الوقفة أمام مبنى الداخلية كانت هي مطالبة للإفراج عن المعتقلين السياسيين، وطبعًا قام بها نشطاء من كل أطياف المعارضة السياسية السورية في ذلك الوقت، والذين كانوا معدودين على الأصابع، يعني الأحزاب المعارضة والشخصيات المعارضة ومنهم الأتاسي (سهير الأتاسي) وعبد الرزاق عيد ونشار (سمير نشار) وغيره وهم الذين قاموا بهذه المبادرة نتيجة تشجعهم بالشيء الذي حصل خارج سورية، فكانت هي دفعة لنا حتى تقوم اعتصامات، وطبعًا تم فض الاعتصام وتم سجنهم في النهاية يعني من قبض عليه تم سجنه في النهاية ولكنها كانت بداية أو الخطوات الأولى لحدوث شيء في سورية، ومن يراقب فإنه يعرف أنه لا يمكن مرور هذا الشيء دون حدوث شيء لاحقًا.

طبعًا 15 آذار/ مارس كانت في الحميدية عندما تم الإعلان عن يوم الثورة السورية، وأيضًا كان جميع الناس ينتظرونها وأعتقد أنه كان يوم ثلاثاء والناس تنتظر، وأنه الساعة 12:00 ظهرًا سوف تكون في سورية، ويجب أن نقوم، ولم تخرج مظاهرات إلا في سوق الحميدية وتم تصويرها بكاميرات قديمة كلها عن طريق الجوال، وحتى انتشرت المقاطع بعد ساعتين منها ونحن شاهدناها ورأينا كيف خرج الناس في منتصف دمشق يهتفون بالحرية وطبعًا الشعارات كانت "الله سورية حرية وبس" يعني الناس تريد حرية وتريد كرامة والذي خرج هو لا يحتاج إلى خبز وليس جائعًا ولا يشكي من نقص مادي، والذين خرجوا كانوا يريدون حرية سياسية تكون موجودة في سورية، وطبعًا هذه نقلة نوعية في وسط العاصمة دمشق، ورغم وجود القبضة الأمنية الكبيرة استطاع بعض الشباب والنساء الخروج في هذه المظاهرة، وطبعًا تمت مضايقتهم من قبل عناصر المخابرات الذين كانوا يرتدون الثياب المدنية وتم تفريقهم في النهاية ولاحقًا تم اعتقالهم.

انطلقت في 15 آذار/ مارس وفي بدايتها الناس كان لديهم صدمة أنه هل من المعقول؛ وأنا أحد الأشخاص تفاجأت أنه يوجد أشخاص استطاعوا أن يخرجوا مظاهرة ويطالبوا بشيء معين! يعني هي كانت فرحة كبيرة وصدمة كبيرة بالنسبة لنا، يعني أنه هذا الشيء ممكن، فكانت النقاشات أنه نحن خرجنا ويمكننا أن نخرج وفي هذه الأحداث نوعًا ما الفئة التي كانت معارضة لموضوع المظاهرات، أو ليست معارضة للمظاهرات يعني معارضة لفكرة إمكانية خروج مظاهرات؛ أصبحت تؤيد قليلًا أنه يمكن أن نخرج مظاهرات، وطبعًا نحن كنا سلميين، ولا أحد يفكر بمواضيع أخرى مثل السلاح ولا جيش، ونحن نخرج ونعبر عن رأينا بكل حرية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/08

الموضوع الرئیس

صدى الربيع العربي في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/77-08/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

مدني

المجال الزمني

1-2-3/2011

updatedAt

2024/04/02

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سوريةمحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

وزارة الداخلية - النظام

وزارة الداخلية - النظام

حزب البعث العربي الاشتراكي

حزب البعث العربي الاشتراكي

الشهادات المرتبطة