الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أحداث "الجمعة العظيمة" وما بعدها والاعتقال في مطار المزة العسكري

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:27:42:08

[قام] عناصر الأمن بالإمساك بمكبرات الصوت وبدؤوا يوجّهون رسائل بالصوت العالي أنه يجب الرجوع إلى منازلكم وإنهاء الاعتصام ولا يريدون رؤية أي شخص في الطريق ومعهم أوامر بإطلاق النار، وهذا الكلام عند دوار الزيتونة الذي ارتفع عليه علم الثورة لاحقًا ونحن كنا بعيدين عنهم بحدود 40 أو 50 مترًا بنفس الشارع، وأصبح هناك وساطات بين الأمن والمتظاهرين ولم يكن هناك استجابة، وكنا نريد إكمال المظاهرة حتى يُخرجوا أصدقاءنا الذين تم اعتقالهم، طبعًا المعتقلون أخذوهم بالسيارات إلى فرع المخابرات الجوية، كان عددهم بالعشرات لم يكن لدينا إحصائية كاملة وفي النهاية قرروا وهجموا علينا وعندما رأينا الهجوم علينا ركضنا وهم كانوا بالسيارات وقسم منهم يركض ونحن نركض أمامهم وإطلاق النار كان عشوائيًا، طبعًا ركضنا تقريبًا مسافة 500 متر ووصلت إلى ساحة شريدي وكان يوجد بعض الناس مُجهّزين إطارات لوضعها في الطريق لمنع عناصر الأمن من التقدم، [كان بيني وبين عناصر] الأمن عشرات الأمتار وكنت على وشك أن يمسكوا بي، كنا نركض والأمن خلفنا ويطلق النار علينا وعندما وصلت إلى ساحة شريدي يوجد شاب كان يريد إشعال إطار فقلت له: ليس لدينا وقت دعنا نمشي، كنت أقف بجانبه، فقال لي: إنني أصبت، وقمت برفع ثيابه عن بطنه ووجدت أن الدم يخرج وحملته وجاء شخص وساعدني ووضعناه في سيارة وذهبنا إلى مستشفى الرضوان ثم أدخلوه إلى مستشفى الرضوان وجاء شباب من أصدقائنا أخذوه إلى مكان آخر لأجل ألا يتم اعتقاله من المستشفى، وتم إدخاله ثم إخراجه إلى مكان آخر قبل أن يأتي الأمن لأخذه. طبعًا الشاب بقي على قيد الحياة ولكن كانت إصابته في بطنه خطيرة، وهذه المظاهرة كما ذكرت كانت مظاهرة ورود كنا نرفع الورد واللافتات والأعلام وليس أكثر من ذلك، وكان يوجد إصابات وثلاثة شهداء في "الجمعة العظيمة" التي قتل في يومها في سورية 112 شخصًا وفي داريا 3 أشخاص التي بدأت بالورود وانتهت بالدم، بعد "الجمعة العظيمة" لمدة شهر بدأ التشييع ولمدة شهر لم يدخل الأمن وكان الأمن يدرس الأمور ويرى ردة فعل الناس، وفي الأسبوع الخامس بعد شهر يعني قرر الأمن الدخول، وأنا أصبت في 1 تموز/ يوليو يعني بين الشهر الذي كان به راحة يوجد شهر آخر، واستمرت المظاهرات على حالها وأصبح هناك طباعة بروشورات وهنا بدأ الرجل البخاخ، وأصبح يوجد شباب يخرجون ملثّمين وكان... وتوزيع البروشورات أيضًا، يعني نحن أحيانًا كنا نخرج ونوزّع بروشورات ولكن يوجد ناس مثلًا يشارك بالمظاهرة ولكن في اللقاء مع الناس لا يشارك، يعني لا يخرج ويقول للناس أصحاب المحلات إنه يجب أن تسمحوا للناس بالخروج في مظاهرة أو يحضهم على المشاركة أو دعم المظاهرة لأنه يوجد اعتبارات أمنية يخاف منها. 

في شهر حزيران/ يونيو استمرت المظاهرات على حالها والتنسيق استمرّ نفسه، وكل اجتماع يكون في مكان، في مزرعة أو في فيلا أو في منزل، وفي ذلك الوقت ذهبت لدعوة لمظاهرة قريبة من وكالة "سانا"، كنت أذهب إلى الشام (دمشق) وكنت أسلك طريقًا لا يوجد به حواجز وكان يوجد حاجز للنظام على مدخل مدينة داريا ولكن يوجد الكثير من الطرق الفرعية ممكن الشخص يخرج من خلالها، وكنت أسلك هذه الطرق حتى أصل إلى الشام بواسطة سيارة أو سيارة نقل داخلي وحتى سيارات النقل الداخلي حتى لا يصطدموا مع الحاجز وتحدث مناوشات ويعطل عمله كان يذهب من طريق فرعي ويذهب إلى الأوتستراد فيما بعد بشكل طبيعي. 

في 1 تموز/ يوليو 2011 خرجنا بمظاهرة من أمام جامع مصعب بن عمير وفي هذه المظاهرة كنا مستعدّين من أكثر من مكان من جامع طه وجامع مصعب بن عمير وجامع المصطفى، يخرجون جميعهم في اتجاه سكة الحديد التي تمر من داريا وخرجنا في ذلك الوقت واجتمعنا وكان عددنا أكثر من 2000 شخص وأصبح هناك هتافات وشعارات، كانت مظاهرة عادية ويوجد إذاعة ولكن كان الأمن خلال الشهر يقتحم المظاهرات وكان المطلوب منا أن نصوّر ونمشي، وإذا استطعنا أن نستمر تكون الأمور بخير يعني كان يوجد أشخاص موجودون على مداخل مدينة داريا تابعون للمظاهرة بالتنسيق معها، أخبرونا أنه دخل موكب للمخابرات الجوية وعمليًا حتى يصل الموكب إلى المظاهرة تكون الناس تفرّقت، وفي ذلك الوقت لم يدخل الموكب، فجأة كانت قوات حفظ النظام أو العساكر من الجيش دخلوا بباصات خضراء كانوا بالعشرات وموزّعين على أكثر من مكان يعني إلى أماكن رئيسية وبدأت المظاهرة واجتمع الناس ورأينا لباسًا أخضر لعناصر حفظ النظام ولكنهم عناصر جيش وليس حفظ نظام وكانوا يتقدمون باتجاهنا، وهنا كان يوجد مناوشات بين المتظاهرين وعناصر الأمن يعني ضرب بالحجارة، كان عناصر الأمن يطلقون النار علينا وقام الشباب بضربهم بالحجارة مثل الانتفاضة الفلسطينية، وجزء كبير من الناس عندما رأى الجيش هربوا يعني أدينا المظاهرة وتم الأمر وأنا أثناء رجوعي أحسست بشيء حامي (ساخن) مر من فوق كتفي، وظننت أن حجرًا مرّ من فوقي وكنت ذاهبًا لجمع اللافتات والذهاب بالسيارات والهروب، وبعد لحظات أحسست أنني أريد أن أنزل إلى الأرض لأن جسمي لا يحملني يعني حدث لي شيء وأنا لا أحس به وكنت أحسّ بشيء ساخن فوق كتفي، وضعت يدي على كتفي ووجدت دماء ورآني أصدقائي وحملوني على دراجة نارية. في البداية أسعفني شخص من آل شربجي لا أعرفه كاسم ولكنني أعرفه بشخصه، حملني على دراجة نارية 50 أو 60 مترًا وبدأت أُصاب بدوار ورأيت يحيى شربجي أتى بسيارة ومعه نبيل (شربجي) وأنزلوني من الدراجة النارية، ووضعوني في السيارة وأخذوني إلى مزارع داريا الشرقية كان موجودًا هناك الدكتور أكرم خولاني وهو من جماعة 2003، وعند فحصي تبيّن أنه طلق ناري دخل من الأمام وخرج من الخلف ولم يقترب من العظم وضمّدني وكانت أموري بخير وبعد ساعة في المشفى الميداني خرجت ذهبت إلى المنزل، وعندما رآني والدي قال لي: لا تبقَ في المنزل، فورًا أخذني إلى منزل خالي في منطقة داريا الشرقية حتى لا يكون هناك مداهمات وتمت معالجتي هناك أيضًا وبعد العلاج استمريت جالسًا في ذلك المكان لمدة أسبوع تقريبًا. 

في البداية أهلي كانوا لا يريدونني أن أخرج في المظاهرات يعني في أول مظاهرتين أو ثلاث لم أخبر أهلي أنني مع مجموعة داريا ونحضر اجتماعات لم يكونوا يعرفون ولكنهم طلبوا مني إذا حدثت مظاهرات ألا أخرج، كانت تقول لي أمي ألا أذهب، ووالدي أيضًا لأنهم لا يريدون أن يخسروني خوفًا ولكنهم مع الثورة ومع التغيير ولكن يبقى شيء من الخوف موجود. وفي شهر نسيان/ أبريل أصبح هناك اعتقال ثلاث بنات من مدينة داريا إحداهن بنت عم والدي اسمها ردينة خولاني وتكون خطيبة نبيل شربجي، وفي ذلك الوقت أقمنا مظاهرة في وقتها في فترة العصر وليس في يوم جمعة وتمت الدعوة على مجموعة داريا وعلى من يستطيع أن يحضر فنحن سننطلق من أمام جامع الخولاني ونذهب إلى شارع الثورة للمطالبة بالإفراج عن البنات المعتقلات وأنا كنت أمسك الميكرفون وأهتف، وأبي قال لي ألا أخرج في المظاهرات وكنت أنظر إلى الموجودين ووجدت والدي يهتف خلفي، يعني كان أهلي مؤيدين (للمظاهرات) ولي ولكن من خوفهم في البداية كانوا ضد هذا الشيء وبعد أن أصبح الموضوع أكبر من ذلك وتوسع فكانوا من المشاركين في المظاهرات وحتى بعد اعتقالي كان والدي يساعد في الفترة التي جاء [فيها] مهجّرون من حمص إلى داريا، كان يساعد في الإغاثة والعمل الخيري وكان يجلب الملابس من أحد الأشخاص ويعطيها على قدر المستطاع. 

تم اعتقالي في تاريخ 8 تموز/ يوليو 2011 بعد أسبوع من إصابتي وأنا أصبت يوم جمعة، واعتُقلت الأسبوع الذي بعده في يوم جمعة أيضًا، يعني في يوم المظاهرة والاعتقال حدث على الشكل التالي، كنت أريد الخروج من المنزل ووالدي قال لي: لا تخرج، لأنني مريض ومصاب، وأنا خرجت ليس من أجل صلاة الجمعة وإنما من أجل المظاهرة بالدرجة الأولى، ولم أسمع كلامه وخرجت ومشيت باتجاه جامع طه ووجدت الأمن يقف هناك ينتظر الناس الذين يريدون الخروج بمظاهرة، ويوجد مظاهرة أخرى خرجت عند جامع مصعب بن عمير والأمن أخذ الباصات والسيارات بعد أن قمع الناس أمام جامع طه وانتهت المظاهرة، أخذهم وذهب باتجاه جامع مصعب بن عمير وأنا مشيت خلف الأمن وأمسكت هاتفي واتصلت بمجد في البداية واتصلت بإسلام الدباس ولم يردّ علي واتصلت بمجد وردّ عليّ وأنا كنت أتصل من هاتفي الشخصي وليس من هاتفي الآخر فقلت لمجد: انتبهوا إلى أنفسكم الشباب أصبحوا عندكم، فقال لي مجد رحمه الله قال لي: من هم الشباب؟ المتظاهرون؟ فقلت له: نعم المتظاهرون، يعني هكذا كلام لا يقال على الهاتف يعني كان يوجد لدينا احتياطات وأغلقت هاتفي وبقيت أمشي خلف الأمن وكان الأمن يريد إكمال طريقه باتجاه جامع مصعب بن عمير وأنا سأذهب إلى اليسار لأنني إذا ذهبت إلى اليسار باستطاعتي الخروج إلى المنطقة التي خلف المتظاهرين مباشرة. وذهبت إلى اليسار وكنت أمشي مع صديقي وكان يتكلم على هاتفه ووجدنا دورية للمخابرات الجوية وأوقفونا فقلت لصديقي: أغلق الهاتف وامشِ بشكل طبيعي، وأنا كنت مصابًا ولكن تظاهرت بالمشي بشكل طبيعي وأنا أحاول وأكابر على نفسي ووصلنا إلى جانبهم، فقال لهم صديقي: الله يحميكم، من نوع التمويه فقالوا لنا: توقفوا على جنب، ووقفنا على جنب وطلبوا الهويات ولم يكن معنا الهويات وإذا كان معي هوية فأنا لا أريد إخراجها لأن اسمي أصبح معروفًا لأنني أصبت الأسبوع الماضي، ووقفنا على جنب وسألونا عن أسمائنا فقلت له اسمًا وهميًا اسم شخص آخر، فقال لي: أين الهوية؟ فقلت له: بيتنا هنا سأذهب لأجلب الهوية وأعود، فقال: لا داعي، فقلت له: المنزل قريب، وكان المنزل الذي أريد الذهاب إليه له مدخل آخر فكنت أريد الدخول من مدخل وأخرج من الآخر ومنعني ووضعني في السيارة وتم الاعتقال أنا وصديقي، وأثناء وضعنا في السيارة كان يوجد شاب معتقل معنا اسمه مالك معضماني وهو كان مصوّر وعندما اعتقلوه ولحق به عساكر وتمت محاصرته في حارة ليس بها مخرج فقام بالصعود على حائط وقفز على الحديقة وهم لحقوا به وعندما أحسّ بنفسه أنه تحاصر ولم يبقَ [له] مَهرب، فاستخدم قوته وهم كانوا يضربونه بالعصي فقال لهم قبل أن يستخدم قوته قال لهم: أنا معكم خذوني أنا استسلمت سأذهب معكم، ولكنه كان قد رمى الكاميرا وكانوا يريدون ضربه وتم ضربه جدًا، وهو يقول: أنا معكم، وفي النهاية هجم عليهم وأخذ منهم العصي وكسرها عليهم وطردهم وعندما أراد الهرب وجد دورية أخرى والعساكر الذين تعرضوا للضرب جاؤوا مع الدورية، وكانوا يقولون: يا سيدي هذا الذي ضربنا بالسكين، طبعًا لا يوجد سكين ولكن حتى يبرروا لأنفسهم كيف إنسان أعزل يأخذ منكم العصي ويقوم بطردكم وتتعرضوا للضرب منه؟ وفي ذلك الوقت يوجد شخص كان معه سكين موجود في السيارة معنا كان قد خرج مظاهرة، ويقول: إذا أمسكوا بي ولم أستطع أن أهرب منهم سأستخدم السكين فأمسكوه ولم يستطع أن يهرب منهم ولم يستخدم السكين، وحتى لا يتم الإمساك بالسكين معه وتصبح قضية كبيرة قام برمي السكين في أرضية السيارة والذي رأى السكين عسكري وتم تسمية السكين (لصق التهمة) على مالك المعضماني المصوّر الذي ليس له علاقة بالسكين وأصبحت عليه دعوة وتم الاعتقال.

في السيارة كنا كثيرين وأنا أقصد بالسيارة الباص، وكان يوجد به 20 راكبًا تقريبًا وبعدها نقلونا إلى باص آخر أكبر من الباصات الخضراء لأن عددنا أصبح كبيرًا ثم أخذونا إلى مطار المزة العسكري يعني نحن تنبّأنا أن هذا مطار المزة العسكري لأننا معصوبو الأعين ولا نرى شيئًا ولكن نحس بمسيرة الباص، واعتقدنا أنه مطار المزة العسكري وبعد أن نزلنا تأكدنا من هذا الشيء، طبعًا بقينا طوال اليوم نتعرض للضرب والإهانات وكانوا يأخذوا بياناتنا وأسماءنا، وفي ذلك الوقت اعترفت على اسمي الحقيقي لأنه لم يعد هناك مجال طبعًا، وأنا في الباص كان عنصر الأمن يسبّنا جميعنا بأعراضنا ويضربنا جميعنا وقام بضربي على مكان الجرح وأصبح نزيف كبير، ثم ضربني بين أكتافي بالعصا وأحسست أنني خرجت إلى عالم ثان ثم عدت أو أنني مت ثم عدت للحياة، وفي هذا الوقت أيضًا كنا نتعرض طوال الطريق للضرب وأنا لا أستطيع أن أتكلم لأنني مصاب وأنا في الأساس اسمي موجود لديهم وأنا لا أعرف ماذا سأفعل في ذلك الوقت وصحتي كانت متدهورة، وكانوا يأخذون بياناتنا وجاء ضابط وأنا كنت ألبس ثيابًا عادية يعني قميص مكوي وبنطال وحذاء يلمع ولا يبدو علي أنني متظاهر لأن المتظاهرين يلبسون حذاء رياضيًا لأجل الركض إذا حدث اقتحام من الأمن، وفي ذلك الوقت كان لباسي لا يوحي أنني كنت في مظاهرة وتوقّف ضابط بجانبي ودعس على حذائي ويقول: من أين أتيتم بهذا؟ ولم أتكلم بشيء والعساكر لم يقولوا شيئًا، وشاهد الضابط الدم على جسمي فقال ماذا يوجد هنا؟ فقال أحد العناصر: نقط دم، فقال الضابط: أعطه مناديل وأعطاني المناديل، وذهب الضابط وجاء ضابط آخر فقال لي: ما هو عملك؟ فقلت له: أستاذ لغة عربية، وبدأ ينعرني (يضربني) بقدمه ويسبّ مسبّات (يشتم)، وجاء شخص آخر فقال: أين أستاذ اللغة العربية؟ فقلت له: أنا، وأنا معصوب العينين ومكبل اليدين خلف ظهري بقطعة بلاستيك. 

أنا في التحقيق عرفت أنني مطلوب لأنه كان عليّ اعترافات 

وعندما عرف أنني أستاذ لغة عربية جاء بالقيود وشدّها على يدي حتى حفر البلاستيك في اللحم وخرج الدم وكان أي شخص طالب جامعة ينتقمون منه، يعني كان صديقي طالب جامعة أيضًا عاقبوه بشكل مضاعف وهذا الذي حدث. 

وكنا طوال الطريق ينقلوننا من مكان إلى مكان آخر في داخل المطار مع الضرب والمسبّات (الشتائم) والشبح (التعذيب)، حتى وصلنا في النهاية إلى فرع التحقيق ودخلنا وخلعنا ثيابنا في المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري وفتشونا وتسجيل بيانات، ثم كل شخص يحمل ملابسه ويتجه باتجاه زنزانته ويكون هناك شخص يدلّه عليها وفتحوا لنا الزنزانة ودخلنا وكنت أقدّر الوقت كان تقريبًا 12 ليلًا. 

أثناء أخذ البيانات رأى أنه يوجد نزف ورآني أتألم وأرسل طبيبًا حتى يراني وليس لمعالجتي وأنا كنت أريد أن أقول له إنه ليس طلقًا ناريًا وانما قضيب حديد دخل أثناء عملي في المنزل إلى كتفي، وأثناء قولي قضيب حديد، فسبقني وقال له: إن هذا طلق ناري من مسدس 5 ونصف، وقال: أعرفه رأيت منه الكثير، ودخلت إلى الزنزانة بدون علاج حتى بدون ضمادات وبدون أي شيء وأصبحت أضع القميص على الجرح حتى يتوقف النزف. 

أثناء وجودي في الباص كنت خائفًا أن يعرفوا أنني مصاب وقلت في نفسي عندما نصل أكيد سنخلع ثيابنا وسيعرفون أنني مصاب عندما يشاهدون الضماد من الخلف والأمام، ومددت يدي وخلعت الضمادات ورميتهم في السيارة وتعرضت للضرب وزاد النزف أكثر. 

بقينا لمدة ثلاثة أيام بدون تحقيق وهنا بدأ العذاب النفسي، يعني لماذا لا تحققون معنا؟ وماذا سيحدث؟ وكل الموجودين معي في الزنزانة تم التحقيق معهم إلا أنا، وفي اليوم الثالث جاء السجان صاح اسمي وأخذني وتوقفت ثلاث ساعات تحت أشعة الشمس ثم أدخلني إلى غرفة التحقيق ودخل المحقق، لم أسمع صوته ولكنني أحسّ بخطواته بجانبي وأمسك ماكينة الكهرباء وأصبح يكهربني بها من يدي وقدمي وعلى العمود الفقري ولكن بدون كهرباء فقط للتخويف، وعلى قلبي بدون كهرباء فقط على يدي وقدمي ويوجد آثار للكهرباء على يدي، وأخرجني بدون أن يتكلم معي ولم أسمع صوته ووضعني العسكري في الشمس حتى غابت الشمس وأعادني إلى الزنزانة، وبعد يومين سحبني بنفس الطريقة ووضعني في الشمس وبعد ساعتين أدخلني إلى غرفة التحقيق وسألني المحقق: أي يا إبراهيم من الذي عالجك؟ فقلت له: في المنزل لم يكن يوجد داعٍ للعلاج، وأصبح يضربني ويصعقني ويسبّني، فقلت: أنا لست مضطرًا أن أكذب عليك وأنا قلت لك الذي حدث، وهو كان يريد من الذي عالجني لأنه يعرف من الذي أطلق عليّ النار لأنه لا يوجد أحد غيرهم لم يكن يوجد سلاح أبدًا، وعندما كان يسألني عن الذي عالجني لم أعترف فقال لي: تعاون معنا وأنا أعدك بالخروج بأقرب وقت وأنت يبدو عليك أنك محترم وحسَن التربية ولا داعي أن تدخل في هذه الأمور، فقلت له: أنا اقتنعت بكلامك وفي الأساس أنا مقتنع بكلامك وأنا ليس لي علاقة بالمظاهرات، وأنا أصبحت أريد أن أنكر كل شيء، طبعًا يوجد بعض الأصدقاء لم ينكروا ويوجد ناس اعترفوا بكل شيء لأنهم يعتبرون أن هذا نضال ويجب عليهم أن يتكلموا بكل شيء بدون خوف، وأنا كان لديّ وجهة نظر أخرى أنني لا يجب أن أعترف وبأي طريقة أستطيع الخروج يجب أن أخرج. 

[بالنسبة لنشطاء داريا] هم كانوا مطلوبين من قبل ومنذ أول يوم في المظاهرات كانوا مطلوبين يعني مثلًا منذ وقت الاعتصامات [أمام وزارة] الداخلية والتضامن مع القضية الليبية كانوا مطلوبين يعني كانوا يتكلمون بدون خوف، وفي ذلك الوقت أنا كنت خائفًا كنت معهم ولكن لا أصرّح عن نفسي حتى أثناء المظاهرات، يعني المقطع الذي شاركته على صفحتي بعد الجمعة العظيمة في ثاني يوم حذفته لأنني شككت بأن أحد أصدقائي قد يكون مخبرًا. 

[كان المحقق] يسألني عن الذي عالجني ولم أعترف بالموضوع فقال لي: سأصدّقك ولكن ستعترف بكل شيء، وقال: هل تعرف إسلام الدباس؟ قلت له: نعم أعرفه، فقال: ما هي علاقتك به؟ [ أجبته:] علاقة سطحية عادية وكل 5 أو 6 شهور أراه مرة في الطريق ألقي التحية عليه ليس أكثر من ذلك، فقال: هل يوجد اتصالات بينكم؟ [أجبته:] لا يوجد اتصالات، [سألني:] هل تعرف مجد خولاني؟ نعم أعرفه، وماذا تعرف عنه؟، يوجد قرابة بيننا وعلاقة سطحية وعندما أراد أن يسجّل في الجامعة سألني عن خطوات التسجيل وليس أكثر من ذلك، فقال: إذا أحضرت لك مكالمة لمجد؟ وأنا هنا توقفت فقلت له: لا يوجد، وأنا كنت متوقعًا أنه يستبق علي [يخدعني] وليس لديه مكالمات مسجّلة ولا أعرف أنه يوجد أرشيف للمكالمات في الأساس، فقال: هذا هو الأرشيف عندي لمكالماتك، مرحبًا إبراهيم، أهلًا من معي؟، أنا مجد.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/08/15

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدمظاهرات الجمعة العظيمة

كود الشهادة

SMI/OH/15-04/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

5-6-7/2011

updatedAt

2024/09/15

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

قوات حفظ النظام

قوات حفظ النظام

مطار المزة العسكري

مطار المزة العسكري

الشهادات المرتبطة