استمرار الثورة وحماية المظاهرات والدخول في سلسلة من الإضرابات
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:26:23:15
في رمضان كان المتظاهرون يحاولون استثمار أي تجمهر أو تجمع حتى يصبح مظاهرة، لأنه كان طريقة التجمع جدًا صعبة وفي صلوات الجمعة يكون هناك تجمع، وأثناء صلوات التراويح كنا نخرج مظاهرات ليلية بعد صلاة العشاء، وطبعًا المساجد تمتلئ في رمضان، فكنا نخرج من المسجد مظاهرات ليلية حتى بدأ الأمن يرسل سيارات الأمن لتقف على أبواب المساجد التي يعلم الأمن أنه سوف تخرج منها مظاهرة، وطبعًا في مدينة الباب يمكنك حصر أماكن المظاهرات في ثلاثة أو أربعة مواقع، يعني المسجد الكبير وهو أكبر مسجد في المدينة وهو مركز المدينة، والمسجد الثاني هو مسجد "عمر" وهذه أكثر المساجد التي كانت تخرج منها مظاهرات، فكان الأمن يركز عليها كثيرًا، ونحن كنا نتفق وندخل إلى صلاة التراويح ونصلي 8 ركعات ثم نخرج ونتظاهر، وفي الليل تكون هي فرصة جيدة حتى لا يرى النظام صورنا، وكنا نستفيد كثيرًا في رمضان لأنه كل يوم يوجد تجمع، وكنا نحاول كل يوم أن نخرج وكان الأمن يلاحقنا وأذكر أنه في نهاية رمضان كنا نخرج أكثر لأنه يحصل ازدحام في المدينة وسيارات الأمن تتعطل حركتها أثناء الازدحام، يعني في أيام الوقفة في الأسبوع الأخير من رمضان، وأذكر أن الأمن بدأ يلاحقنا داخل السوق المسقوف فكان رمضان فرصة جيدة حتى يخرج الناس مظاهرات ويتجمعون.
دلالات التسمية نحن كنا كسوريين وحتى نظهر للعالم كله أننا نعيش بشكل جيد مع كل المكونات السورية، ونحن لا يوجد عندنا فرق بين الكردي والعلوي والدرزي والمسيحي، وحاولنا أن نظهر للعالم أننا كلنا سوريون وكل السوريين يريدون الحرية سواء الكردي أو العربي أو المسيحي، وهي مطلب الجميع ولذلك أطلق على اسم [إحدى] الجمع "جمعة صالح العلي" حتى نعطي رسائل اطمئنان للعلويين أن صالح العلي هو رمز من رموز الثورة السورية الكبرى، وحتى الآن هو رمز حتى الآن وأنتم شركاؤنا في الوطن، ونفس الشيء للطوائف الأخرى توجهت رسائل لهم، لأن النظام كان يحاول أن يسلط الضوء على أننا إرهابيون وسلفيون وإسلاميون متطرفون، ونحن كنا نحاول أن نكسر هذه القاعدة حتى نظهرها للعالم الخارجي، وإحدى الجمع كان اسمها "الجمعة العظيمة" وحاولنا أن نظهر لإخوتنا المسيحيين وإخواننا السوريين بشكل عام أننا نسمي أسماء الجمعة برموز مقدسة عندكم ورموز وطنية عندكم ورموز مناضلين عندكم، وهذا هو الهدف منها. وهذه هي الحقيقة نحن لم يكن عندنا تمييز بين السوريين مطلقًا ولم نكن نأخذ أي نظرة ثانية لأي سوري، والمهم أنه سوري وله الحق أن يعيش في الوطن وله الحق بالحرية والكرامة التي نطالب فيها لنا وله بنفس الوقت.
في مظاهرة عيد الفطر لم أكن موجودًا فيها لأننا انتظرنا في المسجد وكان من المفترض أنه بعد الصلاة نخرج مظاهرة ولكنها كانت بشكل خفيف ولم نستطيع الاستمرار، ولكن كان لدينا عادة أن يذهب الجميع إلى المقابر بعد صلاة العيد، وعندما توجه الناس إلى المقابر حصلت المظاهرة في المقبرة وبدون تنسيق لأن الناس كلهم موجودون في المقبرة وفي المقبرة لا يوجد عناصر أمن، وكل الناس موجودون هناك والشباب من المتظاهرين والثوار جمعوا بعضهم وبدأوا يهتفون بهتافات المظاهرات "حرية" ويحيون سورية فاجتمع الناس وخرجت مظاهرة، وبعد فترة وصل عناصر الأمن إلى هناك وفرقوا المظاهرة ولاحقوا المتظاهرين، وطبعًا أنا سمعت بهذا الأمر ثم ذهبت، وعندما ذهبت إلى المقبرة كانت نهاية المظاهرة وهرب الجميع فعدنا، وهذه أيضًا إحدى الأمور التي كنا نستغلها ويستغلها الناس حتى يخرجوا في مظاهرة ويعبروا عن رأيهم.
عادل لطوف هو أحد الشخصيات المهمة في مدينة الباب وهو ابن عم العماد حكمت الشهابي، وهو رجل من المصلحين في المدينة ومن وجهاء المدينة، ومن الطبيعي أن تكون جنازته كبيرة، ونحن عندما سمعنا أنه مات والعادة عندنا أنهم يصيحون في المساجد أنه توفي فلان، ويذيعون وقت الصلاة على الجنازة يعني وقت الدفن، ونحن بشكل سريع نسقنا بين بعضنا من خلال التنسيقية، وطبعًا يوجد أعداد كبيرة من المصلين عليه، وبالإضافة لهم جاء المتظاهرون إلى الجنازة، وفعلًا في الجنازة بدأ الناس يهتفون للحرية وسورية، والأمن لم يستطيع التدخل وأخذنا راحتنا كثيرًا، وعبرنا عن رأينا بكل أريحية، ولم يستطع الأمن التدخل، لأنها أولًا جنازة، وخاف الأمن من ردة الفعل، والشخص من عائلة مهمة في المدينة ولم يحاول الأمن التدخل ولكن الأمن أعطاهم خبرًا أن يتم الدفن بسرعة، وفعلًا فترة الدفن تستمر لمدة ساعة وخلال هذه الأثناء هتفنا بكل ما نريد، وطالبنا بالحرية وإسقاط النظام، وكانت إحدى المظاهرات المميزة في مدينة الباب.
في الفترة التي بعدها بدأ يأتي موفدين من الأمم المتحدة إلى سورية وكانوا يفاوضون النظام في دمشق وأنهم سوف يرسلون إلى المحافظات مندوبين عنهم حتى يسمعون مطالب الأهالي.
في نهاية 2011 كان ابن أخي علي عسكريًا في ريف دمشق في الفرقة 14، وهو من هناك يتكلم معنا ونحن نحاول بطريقة معينة على الهاتف أن نسأله: هل تذهبون إلى مكان، وطبعًا الجميع يعرف أن الجيش كان يتوجه إلى مناطق حتى يقمع المظاهرات والمتظاهرين فيها، فيقول: كلا لا نذهب، وأبلغناه إذا حصل معك شيء أخبرنا. وفي المرة الأخيرة اتصل وقال إنه يريد أن ينزل إجازة وأن الوضع تغير والضابط المسؤول عنه كان يمنعه من الإجازة، وبطريقة ما أعطاه رشوة حتى أعطاه إجازة فجاء وسألناه: ماذا يحصل معك؟ فقال: أنا لم أكن أستطيع الحديث على الهاتف جيدًا ولكنهم يريدون أخذنا إلى الزبداني في تلك الفترة أو إحدى مناطق ريف دمشق التي كانت تخرج فيها الكثير من المظاهرات ويريدون أخذ قطعتهم إلى الزبداني من أجل إبادة المتظاهرين، وهو لا يريد وقال: نحن لا نريد أن نشارك ونقتل أحدًا، وعندما جاء قلنا له: إذًا لن تعود ويجب أن تنشق، وطبعًا موضوع الانشقاق كان صعبًا جدًا، يعني أولًا أنت في بلد يوجد فيها مراكز أمنية وفي أية لحظة يمكنهم اعتقالك والعائلة كلها مهددة بالاعتقال إذا علموا أن أحدهم منشق، فكان لابد من إيجاد طريقة معينة حتى لا يتم الإضرار بنا، وخاصة أن عائلتنا تعيش في المدينة، يعني سوف يضرون بكل عائلته وقبل أن تنتهي إجازته بعدة أيام، وصلنا إلى طريقة معينة ووضعنا خطة أن نذهب إلى الشام (دمشق)، ولكن يجب أن يذهب بالطائرة ويصل إلى قطعته ولكن ليس هو من يذهب بالطائرة، فاتفقنا مع أحد الأشخاص أن يذهب بدلًا عنه فوافق، وطبعًا حجزنا من مطار حلب باسم ابن اخي وأرسلنا شخصًا بدلًا عنه، وطبعًا الموضوع الأمني عندنا فقط بالقتل وقمع الشعب وهذا ما يفكرون فيه، وأما الموضوع الأمني في المطار فهذا مفقود، وفعلًا ذهب هذا الشخص بدلًا عن أخي إلى المطار وسألوه عن اسمه فقال اسمي محمود النعوس، ثم ركب في الطائرة ووصل إلى دمشق ونزل من الطائرة وذهب إلى الكراج وعاد إلى حلب، وفي اليوم الثاني اتصل الضابط المسؤول عنه اتصل مع أخي علي وقال له أين ابنك فقال له: أرسلته إليكم، فقال: كيف أرسلته، فقال: أرسلته بالطائرة وطبعًا كنا نسمع أنه على طريق حمص يتم خطف العساكر، يعني النظام يقول إنه يتم خطف عساكر، و"الإرهابيون" يخطفون العساكر، ويجب أن تكونوا حذرين، فقلنا له: نحن خوفًا عليه حتى لا يُخطَف أرسلناه بالطائرة حتى يصل إلى قطعته، ويمكنك التأكد من المطار، وفي اليوم الثاني اتصل الضابط وقال لقد تأكدت من المطار وفعلًا هو ركب الطائرة وجاء إلى الشام (دمشق)، ولكنه لم يأت إلى القطعة، فقلنا له: يا سيادة الضابط إنه بأمانتكم وأرجو ألا يكون مخطوفًا، فقال لا أحد إلا الإرهابيون قاموا بخطفه في دمشق عندما نزل في دمشق وأثناء توجهه إلى قطعته تم خطفه، فقلنا له: ونحن ماذا نفعل هل نقدم شكوى؟ فقال: أنا أتابع الموضوع وأنتم تابعوا الموضوع من عندكم وأي معلومة تحصلون عليها أخبروني بها، وطبعًا نحن هنا عندما انتهت إجازته منعناه من الخروج من المنزل ومنعناه من البقاء في منزل أهله وبدأ يجلس في أماكن أخرى معينة أحيانًا في منزل أخته، وأحيانًا عند أصدقائه، يعني في أماكن متعددة، ونحن كنا نخاف أن تأتي دوريات الأمن فجأة إلينا ويرونه في المنزل، وبعد أسبوع بدأ الجيران يسألوننا: هل صحيح أن ابنكم مخطوف ونحن نقول: نعم مخطوف ونحن لا نستطيع أن نتكلم مع أي شخص، ونقول إنه غير مخطوف، فكان يأتي الكثير من الناس حتى يواسونا ويسألون عنه، وحتى أخواتي والأصدقاء والمقربون والأقرباء كانوا يأتون ويسألون كثيرًا ونحن لم نخبر أحدًا أبدًا أنه مختبئ في مكان معين، وحاولنا أن نلعب بذكاء.
مدينة حلب هي أهم مدينة بعد دمشق وكل السوريين كانوا يقولون إن سقوط النظام سيكون من حلب أو دمشق، في دمشق كان يوجد بعض المظاهرات بحكم قرب الريف من مدينة دمشق، فكان أهل الريف يشاركون كثيرًا في المظاهرات في يوم الجمعة وكلنا نعرف أن المتظاهرين وصلوا بالقرب من ساحة العباسيين بأعداد هائلة بالآلاف، وكانت تخرج الكثير من المظاهرات في دمشق في الميدان وغيرها بالآلاف وخاصة في يوم الجمعة، أما في حلب استطاع النظام أن يسيطر عليها أمنيًا عن طريق عدة أمور؛ الأمر الأول: أن عناصر المخابرات التابعين للأمن السوري منتشرون بكثافة في حلب، وعلى مداخل المدينة عززوا الحواجز، وضمن المدينة وضعوا الكثير من الحواجز في حلب، ومن الطرف الثاني: عناصر الشبيحة المدنيون الذين كانوا يعملون مع النظام، وطبعًا من عائلات معينة، بعضهم من عائلة بري وشويحنة وحميدي وغيرهم، وكان هؤلاء يشاركون النظام بقمع المتظاهرين، وطبعًا هذه العائلات طبعًا ليست كل هذه العائلات، وإنما بعضهم كانوا أشخاصًا ضد النظام وأشخاصًا ثوارًا ومتظاهرين، ولكن العدد الأكبر من العائلة كان مع النظام، فكانوا يستخدمون نفوذهم الذي كان موجودًا قبل النظام أثناء الثورة، يعني هم قبل الثورة كان لهم صولة وجولة في المحافظة ولديهم سلاح ولا أحد يتكلم معهم بموضوع السلاح، وإذا حصلت أي مشكلة فإن مشكلتهم محلولة ولديهم أعضاء ممثلين في مجلس الشعب يعني كانوا من الأشخاص الواصلين في الدولة، والنقطة الثالثة التي كان يستخدمها النظام: هو السجناء الذين كانوا لديه، النظام قبل فترة قام بحملة سماها حملة الأشرار قبل الثورة في سورية فكل شخص لديه مشاكل كثيرة ودخل إلى السجن كثيرًا تم سجنه، وخلال الثورة تم إخراجهم من السجن، ولكن تبين لنا فيما بعد أنه تم إخراجهم بشرط وهو أن يقمعوا المتظاهرين ويقفوا مع الدولة، وفعلًا نوعية الناس الذين تم سجنهم معظمهم من بائعي العربات الجوالة المتنقلة والأشخاص الذين لديهم الكثير من المشاكل، والذين يبيعون على البسطات في أماكن معينة فاستخدمهم النظام لقمع المتظاهرين، استخدمهم من خلال جرأتهم وإجرامهم، ووعدهم بالإعفاء عنهم، ولكن يجب عليكم المشاركة في قمع المتظاهرين، فكانوا يشاركون في قمع المتظاهرين من خلال تواجدهم بلباس مدني في الأماكن التي يتوقع خروج مظاهرات منها، فكانت المظاهرة يتم وأدها أثناء خروج المظاهرة يعني بمجرد أول صيحة حرية في المظاهرة كان يتم اعتقال الشخص الذي يصيح مباشرة لأن الأعداد المنتشرة كانت كبيرة جدًا ويمكن أن تكون بنفس أعداد المتظاهرين.
محافظة حلب هي أكثر محافظة فيها أمية وهي المحافظة الوحيدة التي يوجد فيها قرى لا يوجد فيها كهرباء ولا ماء، وهي محافظة حلب، وكان النظام يركز عليها بشكل كبير حتى يبقي هذه المحافظة بعيدة عن الحياة الاجتماعية السورية بشكل عام، عن طريق الجهل وعن طريق الأموال، وقسم المجتمع وترك المجتمع الجاهل جاهلًا والمجتمع الثاني الذي يريد أموالًا أعطاهم امتيازات تجارية، وحلب معروفة سابقًا أنها مدينة تجارية والتاجر يهمه في النهاية عمله وزيادة أرباحه، فكان المجتمع الحلبي مقسمًا إلى هذه الأقسام بالإضافة إلى الضخ الإعلامي للنظام الذي مارسه من قبل الثورة وخلال الثورة والضخ الإعلامي الذي مارسه غيب عقول الكثيرين عن موضوع الثورة والمطالبة بالحقوق، وأنه نحن لا يجب أن نخرج، فمعظم الشعب كان لديه هذه القناعة وأنه نحن ماذا نريد من الثورة والمشاكل، وزرع في فكر الشعب من بداية الثورة أنه يوجد عصابات إجرامية تحاول قتل الناس وتلصق التهمة بالدولة وهذه هي اللعبة التي لعبها النظام خلال هذه الفترة.
طبعًا الجيش السوري الحر بدأ ظهوره من خلال القبضة الأمنية للنظام الزائدة، يعني أنت كنت تشعر أحيانًا أن النظام يحاول أن يستفز الناس حتى يقمعهم بشكل أكبر، كنا نشاهد على التلفزيون الشهداء الذين سقطوا في درعا في تاريخ 18 آذار/ مارس مع انطلاقة الثورة، وعندما يخرج الناس حتى يشيّعوا الشهداء كان يسقط شهداء آخرون، وهكذا في كل المحافظات وفي حمص استخدم النظام القبضة الأمنية، والجميع يعرف مجزرة الساعة التي حصلت في حمص التي قيل عنها إنه سقط فيها المئات من الشهداء وحتى أهلهم لا يعرفون مكانهم ولا أحد يستطيع أن يسأل عنهم، وأنا قال لي شخص حمصي إنه تم إبادة مجزرة الساعة في الليل وتم تنظيف المنطقة وغسل الساحة بدون إظهار أي شيء من الجريمة، وحتى أحذية الناس الذين قتلوا وهربوا تمت إزالتها بالتريكس فتخيل كمية الإجرام الذي مارسه النظام في هذه الفترة.
الجيش بدأ يقتحم مناطقً كثيرة والجيش بدأ ينتشر أكثر في سورية، ورأينا في مناطق أخرى كيف اقتحمها وفي بانياس مثلًا، وطبعًا بانياس نكّل فيها النظام كثيرًا ومجزرة البيضا التي حصلت في قرى بانياس الجميع سمع بها وشاهدنا المقاطع التي تسربت، كان يحاول النظام إذلال الناس، ويقول: بدكن حرية؟ (هل تريدون حرية؟ باللهجة العلوية - المحرر) وحتى النظام حاول إن يربط المناطق مع بعضها، أنه أنت عميل للمنطقة الفلانية، وأنا أثناء اعتقالي سألوني عن الشيخ أنس عيروط وأنا لا أعرفه ولم أسمع به، وأنس عيروط كان أحد الرموز التي خرجت ضد النظام في مدينة بانياس، فكانت قبضة الجيش وإجرامه بدأت تزداد في سورية بشكل كبير جدًا، وخلال هذه القبضة الأمنية للجيش بدأ الناس يفكرون بحماية أنفسهم، وأنا إذا أردت أن أخرج مظاهرة فيجب أن أحمي نفسي، والنظام أجبر الناس في المظاهرات وفي المظاهرات بدأ النظام يطلق النار على المتظاهرين العزل، فبدأ الناس بالتفكير بحماية أنفسهم من النظام، وطبعًا نحن في بداية حماية أنفسنا نحن بدأنا بقطع طريق المظاهرة قبل 200 متر حتى لا تصل سيارات الأمن إلينا وتعتقلنا أو عندما تقترب نحن نهرب ونعرف أنها جاءت ونهرب ولكن إجرام النظام الزائد يعني أجبر الناس على حمل السلاح حتى يدافعوا عن أنفسهم، والناس لم تكن تحمل السلاح عندما كان يأتي النظام بالهراوات، وكنا نهرب ولكن عندما بدأ النظام يحمل السلاح بدأ الناس بالتفكير في حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم لأن النظام سوف يقتلهم.
الإضرابات كانت على مستوى سورية، وبدأ يتم الإعلان عن مواعيد الإضراب في اليوم الفلاني، ونحن كنا في المدينة نعمل على هذا الأمر مع مجموعة من الناشطين والثوار، كنا نعمل على موضوع المناشير، بحكم أن المناشير لها دور أكثر أحيانًا من الإعلان على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة مع فئة كبيرة من الناس لأنه ليس جميع الناس يدخلون إلى مواقع التواصل الاجتماعي، فكنا نطبع منشورات ونوزعها في المساجد بدون أن يعلم أحد من الذي يوزعها، لأن توزيعها هو جريمة، وكنا يوميًا نطبع الآلاف من أوراق الإعلان عن الإضراب ونوزعها، أنه يوم غد الإضراب، أو سوف يكون الإضراب في يوم معين، وأتذكر أنه أول إضراب لم ينجح وبقيت المحلات مغلقة حتى الساعة 10:00 وبعض المحلات في المدينة حول الجامع الكبير وبعض المحلات حول منطقة الكراج، وهنا فيها هذه المنطقة في منطقة الكراج كانت تخرج الكثير من المظاهرات وهنا بعض المحلات أغلقت حتى تقريبًا الساعة 11:00 ثم فتحوا المحلات.
الإضراب الثاني تم الإعداد له بشكل أكبر، والتنسيق له بشكل أكبر ووزعنا الكثير من المناشير ندعو فيها للإضراب، وطبعًا الإضراب لا يشمل المراكز الطبية ولا يشمل المخابز والمستشفيات وفعلًا الإضراب الثاني بطريقة غير متوقعة نجح، والناس كان لديهم رغبة بالتعبير عن أنفسهم يعني من لا يستطيع التظاهر يعني يوجد كبار في السن لا يستطيعون التظاهر لأنه سوف يأتي الأمن، والشاب يمكنه أن يهرب ويركض ولكن الكبير في السن لا يستطيع التظاهر، فكان الإضراب بالنسبة له متنفسًا وتعبيرًا عن الرأي. وفعلًا وبعد أن وزعنا المناشير أضربت المدينة 100% في ذلك اليوم يعني حتى الساعة 10:00 صباحًا كان الإضراب 100% في المدينة كاملة، وأتذكر أنني التقيت مع أحد الأشخاص وهو خالد تمرو، وهو معتقل لدى النظام منذ سنوات -رحمه الله إذا استشهد وفك الله أسره إذا كان لا يزال معتقلًا- فرأيته عند الكراج وقلت له يجب أن نخرج مظاهرة، وفعلًا كان يوجد إضراب ويجب التنسيق لمظاهرة وبدأنا التنسيق لأجل المظاهرة وفعلًا عصرًا خرجنا في مظاهرة وهتفنا.
في هذه المرحلة الأمن استنفر بشكل كبير يعني أصبح يرسل سيارات إلى المدينة حتى يبلغ الناس أن يفتحوا محلاتهم، وبدأ يسال وجهاء المدينة لماذا أغلقتم المحلات؟ عليكم أن تفتحوها، وطبعًا الأشخاص الذين لا يريدون فتح محلاتهم كانوا يقولون: لقد هددوني بحرق المحلات إذا فتحت، هل أنتم تستطيعون حمايتنا؟ هل يمكنكم تعويضنا إذا احترقت؟ وأنا يمكنني أن أفتح المحل ولا يوجد عندي مشكلة فكانت هذه حجة للناس للهروب من المساءلة الأمنية.
موضوع الإضرابات التي حصلت في الباب، نحن لم نتوقع أن تحصل بهذا الشكل، ونحن قسمناها إلى مراحل؛ يعني أولًا إضراب جزئي لنصف نهار، والإضراب الذي بعده أكثر والمرحلة الثالثة إغلاق الشوارع الرئيسية فقط في المدينة والمرحلة الرابعة إغلاق الشوارع الفرعية، ولكن لأن الناس متشجعون ويريدون أن يأخذ الحراك السلمي دورًا أكبر: إضراب مباشرة يعني أحرقت [الناس] كل المراحل وكل مراحل الإضراب طُبقت في يوم واحد، وفعلًا بعدها حصلت دعوة لإضراب وأيضا كان يتم الإضراب بشكل كامل.
النظام بدأ يشدد كثيرًا وحتى إنه استدعى قطعات من الجيش إلى مدينة الباب، وتمركزوا في الزراعة مع بداية 2012 مع ثلاثة أو أربعة دبابات، وبدأوا يرهبون المدينة بشكل كبير، فقد كان يخرج رتل للجيش سيارات مدججة بالسلاح وعليها الرشاشات الثقيلة ويتجولون في المدينة من أجل إرهاب الناس، وحتى إنهم كانوا يعتدون على الناس، ومن ضمن الذين اعتدوا عليهم هو ابن عمي، كان يعمل في محل لبيع اللحمة اسمه رسول نعوس ومحله في ساحة "مرطو" وكان جالسًا في مطعمه فمروا بجانبه وشتموه وأمروه أن يدخل إلى محله، فقال لهم: لن أدخل هذا محلي فتم الاعتداء عليه، دخلوا إلى محله واعتدوا عليه وضربوه ثم اعتقلوه بشكل جدًا مخزٍ ومعيب، يعني أنتم دولة وجيش وتتعاملون مع المواطنين بهذه الطريقة مع العلم أنه رجل يتجاوز عمره 55 سنة ولكنهم لم يكونوا يميزون بين الأشخاص، وحتى في إحدى المرات في الليل كانوا يتجولون في المدينة، كان يتجول أكثر من 100 عنصر مدججين بالسلاح الكامل وكأنهم ذاهبون إلى معركة، وتجولوا في كل شوارع المدينة وطبعًا هذا إرهاب للناس، وأنه نحن موجودون ونحن قوة ضاربة ونحن لدينا السلاح من أجل إخافة الناس حتى لا يخرجوا في مظاهرات.
طبعًا خلال الفترات السابقة أنا ذكرت محمد رسول هاشم، كان هو أمين فرع شعبة الحزب (حزب البعث) في الباب، وهو مدير الخطة الأمنية في الباب، يعني هو المسؤول عن الأمن وكل شيء في الباب، فاستدعاني أنا وإخوتي في يوم الجمعة قبل الصلاة وبدأ يتحدث معنا كلام المتاجرة نفسه والممانعة، و"نحن دولة مستهدفة ودولة يريدونها أن تخرب" فقلنا له: نحن لا نطلب شيئًا ونحن نخرج بشكل سلمي، فضغط علينا كثيرًا حتى لا نخرج في مظاهرات وهذا الشيء قام به مع كل الناس الذين يعرفهم أو الذين يعرف أن أبناءهم يخرجون في مظاهرات، بدأ يستدعي الآباء ويستدعيهم بشكل منفرد حتى يخبرهم بهذا الشيء، وعلى أثرها وأنا ذكرت قبل قليل أنه أصبح يوجد برود في مدينة الباب من ناحية المظاهرات.
عام 2014 ازدادت القبضة الأمنية كثيرًا على الباب، [مع] صعوبة جدًا في الخروج في المظاهرات بسبب القبضة الأمنية الكبيرة وبسبب مداهمات المنازل والاعتقالات وبسبب اعتقال بعض النشطاء، ركز الجيش قبضته الأمنية، في تاريخ 15 آذار/ مارس 2014 توفي والدي في يوم الخميس ليلًا فكانت الجنازة في يوم الجمعة، وفعلًا استغلها الناس ونحن أخبرنا أصدقاءنا أننا سوف نكون في الجامع الكبير حتى نصلي عليه، فاستغل الناس هذا الأمر ونحن خرجنا في الجنازة وخرج الناس في مظاهرة، والأمن أثناء الجنازة لا يقترب من المسجد، وهو يخاف من ردة الفعل الكبيرة للناس لأنه يوجد جنازة وسوف تحصل ردة فعل كبيرة ضده، وهكذا كانت تخرج المظاهرات يعني بشكل خفيف جدًا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/03/24
الموضوع الرئیس
الحراك في مدينة البابكود الشهادة
SMI/OH/77-13/
أجرى المقابلة
بدر طالب
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011-2014
updatedAt
2024/06/17
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-محافظة حلبمحافظة حلب-مدينة حلبمحافظة حلب-مدينة البابشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الأمم المتحدة
الجيش العربي السوري - نظام
حزب البعث العربي الاشتراكي
الفرقة 14 قوات خاصة - نظام