الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الاعتقال في مطار المزة العسكري وسجن عدرا المركزي

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:26:53:15

سألني عن إسلام الدباس ومجد خولاني، طبعًا أنا قلت له إن علاقتي بهم جدًا سطحية وأنا أراهم كل 5 أو 6 شهور ألتقي بهم في الطريق، [وسألني:] هل كان يوجد اتصالات بينكم؟ طبعًا كان جوابي بالنفي فقال لي: وإذا أعطيتك دليلًا على الاتصالات ماذا تفعل؟ فقلت له: أنا قلت لك إنني سأكون صادقًا معك وسأقول كل شيء أعرفه وأنا أقول لك إنه لا يوجد اتصالات بيننا، فقال لي: اسمع ما سأقول لك، وسألني عن مجد وقال لي: يوجد مكالمة بينك وبين مجد خولاني، فقلت له: لا يوجد، وأنا كنت متأكدًا أنه يكذب علي، فقال لي اسمع: -طبعًا الكلام الذي يتكلمه هو تمت أرشفته- مرحبًا إبراهيم، أنا لست إبراهيم أنا صديق إبراهيم، كيف حال إبراهيم وما هي أخباره؟، وفي وقتها كنت أنا مصابًا وتذكرت المكالمة، أنا منذر، إبراهيم بخير والحمد لله، فقال: إذا كان وضعه ليس جيدًا حتى نأخذه إلى مكان يوجد لدينا مكان، وأنا كنت في نفس المكان، ولكن مجد لا يعلم بذلك، فقال لي [المحقق:] هذه مكالمة، فقلت له: لا أعلم ولكن المكالمة تقول لست أنا [الذي] ردّ، وإنما شخص آخر وأنا كنت فاقدًا الوعي وأنا أتذكر من الذي ردّ، فقال لي: سأصدّقك وأنت كنت فاقد الوعي وليس أنت الذي ردّ، فقال: يوجد مكالمات بينك وبين إسلام الدباس؟، [فقلت في نفسي] هل أستمر في الكذب أم ماذا أفعل؟ فقلت له: لا يوجد مكالمة، وقرأ لي مكالمة مؤرشفة: مرحبًا إبراهيم كيف حالك؟ كنا سنأتي إليك اليوم مساء أنا وفلان وفلان، يعني أنا لا أتذكر المكالمة بحذافيرها، ولكن هكذا كان سياقها. شكرًا يا إسلام وسنراك على خير وانتهت المكالمة، ولكن لم يذكر أنه يوجد اجتماع وهذا أراحني قليلًا، يعني حتى الآن المكالمة عادية، فقال لي: لماذا أنكرت؟، فقلت له لأن إسلام مطلوب وأنا إذا ثبت عليّ شيء بيني وبين إسلام ومع أنه لا يوجد شيء والمكالمة كما رأيت لا يوجد بها شيء، فاحتمال يحدث أمر آخر، وأنا صادق معك ولا أريد أن أكذب، وبما أنك أعطيتني وعدًا فأنا عند هذا الوعد وأنا أريد أن أتكلم بصراحة، فقال: أنت شخص كذاب ومنافق، وبدأ يضربني ويشتمني وصاح على العسكري وجاء العسكري وأنا معصوب العينين ولا أرى أمامي وجاء العسكري فقال خذه وقدّم له دولابًا [نمط تعذيب] جيدًا، وفي أثناء خروجي وضعت ببالي [أنني] على الدولاب الثالث سأعترف يعني أول دولابين لن أعترف ولكن يوجد شيء أو حالة أو إحساس أنه سيكون دولابًا واحدًا فقط، وطبعًا أنا مصاب ولا أستطيع أن أحرك يدي، وصعق الكهرباء والتعرض للشمس [قبل ذلك]. وأخذني العسكري إلى الدولاب وانتهيت، ثم خرجت ووقفت على قدمي وقال لي العسكري: راوِح في نفس المكان، ثم توقفت في الشمس، وأثناء وقوفي في الشمس كنت جدًا منهارًا بسبب إصابتي وصحتي الضعيفة والضرب والحرب النفسية التي تم إجراؤها علي في الداخل، وبقيت لمدة ساعتين تحت الشمس وعطشان، وأرى الذين يتعذبون حولي، لذلك أنا لا أتكلم أبدًا ولا أقول إنني جائع ولا عطشان كنت ساكتًا والألم أكابر عليه ولكنني أضع رأسي على الحائط وأرفع عصبة العين إلى الأعلى فيمكنني أن أرى قليلًا من الأسفل وأرفع رأسي وأرى محيطي، يوجد فلان مشبوحًا (مُعلّقًا من يديه)، ويوجد فلان أعرفه مثلًا مالك معضماني كانت قدماه عليها دماء وفلان ينادي وفلان يصرخ وفلان يقول عطشان، يأتي العسكري ويبصق في فمه ويمشي وبعض الأحيان تمرّ 5 دقائق لا أسمع بها صوت السجان وأنا أسمع صوت صنبور يقطر منه ماء على سطل وهذا السطل يوجد به عصا الخيزران التي يضربون بها المعتقلين والمياه قذرة، ولكن صوت الماء لأنني عطشان أحسست أن هذا الصوت مثل الذي يرى الجنة أمامه وأنت على بعد أمتار منها، وأصبحت أقترب باتجاه الماء كل 5 دقائق أقترب خطوة وبعد ساعة وصلت إلى السطل وأحسست برأسي يفتل، فقلت هذا أمر جيد ونزلت وجاء وجهي في السطل وشربت ماء وكان الماء ملوثًا، وجاء العسكري ورآني وبدأ يضربني ووضعني في الشمس لمدة ساعتين أو أقل وهنا اقترب الوقت من المغيب وأخذوني ووضعوني في زنزانة وفي الزنزانة كان يوجد منذر الذي ردّ على الهاتف، الذي قال أنا منذر [وردّ] على مجد، فقلت له: أنا لم أعترف عليك حتى لا يعترف علي وأن أمورك بخير وأعتقد أنه تكلم مع المحقق وقال له إنه يخدم عند اللواء جميل حسن وبالفعل هو دخل ولم يتعرض للضرب فقلت إن أمورك بخير وستخرج بعد عدة أيام ولكن أخبر أهلي أنني بخير. وبعد ساعة جاؤوا وسحبوني من الزنزانة وأخذوني إلى جماعية وفي الجماعية جميعهم كانوا من شباب داريا ويوجد شخصان من المعضمية من الشام ويوجد 4 أو 5 أشخاص من درعا، كان في الجماعية 40 شخصًا تقريبًا وجزء كبير من الشباب أعرفهم ويوجد جهاد الشربجي، ويوجد أولاد 17 سنة لا أذكر أسماءهم الآن قد يكون عمرهم 25 سنة وبعضهم أعتقد أصغر من 17 سنة يوجد منهم 13 أو 14 سنة.

في الجماعية التقيت..، قام عنصر أمن بفتح طاقة الزنزانة ورآني مُدمى وقميصي عليه دماء وصاح علي وقال لي: ماذا بكتفك؟ فقلت له: طلق ناري، لأن قصتي أصبحت معروفة، فقال لي: هل تتوجع؟ فقلت له: قليلًا، وصاح على رئيس الجماعية أعرفه اسمه جهاد شربجي، وقال له: انتبه إليه، وعندما يأتي الطعام مثلًا يحسبون حسابي بموزة زيادة وعند خروجي إلى الحمامات إذا كان هذا السجان موجودًا فأخرج إلى الحمامات وآخذ وقتًا أكثر لغسل نفسي وقميصي، وبقية السجانين كانوا بالعكس عندما يرون أنك مُدمى يزيدون عليك، وهذا واحد من عشرين سجانًا كان جيدًا وفي تلك الفترة أيضًا التقيت بأبي الخير الدباس وهو والد إسلام الدباس وهو أستاذ في مدينة داريا ولكن يعمل بالتجارة والبناء وكان في المظاهرات لا يحضر اجتماعات ولكن في كل مظاهرة يكون موجودًا ويساعد قدر المستطاع، والتقيت به يومًا واحدًا وعندما رآني قال لي: هل سنبقى في السجن فترة طويلة؟ غدًا سنخرج، فقلت له: عندما أخذوا بياناتنا وجَثونا ووجهونا باتجاه الحائط وبدؤوا بتحريك البنادق أحسست أنهم يريدون تصفيتنا ويقتلوننا جميعًا فقال: زمان أول تحوّل، فكانت هذه الفكرة الموجودة عند الشباب الذين خرجوا بالمظاهرات أنه عندما انكسر حاجز الخوف والأيام الآن ليست مثل الثمانينات والآن أصبح يوجد مجتمع دولي وإعلام وحقوق إنسان وفقد [النظام] شرعيته وكذا.. وكنا متوقعين أنه خلال فترة قريبة سيسقط النظام وتنقلب كل البلد، وللأسف حدث غير ذلك، وفي وقتها قال لي أبو الخير الدباس قال: كان يحقق معي المحقق فقال له: لا تضربني أنا سأعترف بكل شيء لأنه يوجد إصابة في رأسه، وإذا ضُرب على رأسه سيموت، فقال المحقق: لن أضربك ولكن ستقول كل شيء، وقال كل شيء. سأله المحقق إذا خرج في مظاهرات فقال: نعم خرجت، فقال المحقق: هل تعترف؟ فقال: نعم أعترف، فقال المحقق: كم مظاهرة خرجت؟ فقال له: في كل المظاهرات، قال المحقق: يعني كم واحدة؟ فقال له: جميعها بدون استثناء كل المظاهرات والتشييع، فقال المحقق: يوجد 500 مظاهرة، فقال: نعم 500 مظاهرة، سجّل عندك 500 مظاهرة والتحقيق طال معه لمدة ساعتين أو ثلاث، وفي نهاية التحقيق قال لي أبو الخير إنه جاء الضابط وأغلق باب الغرفة وأقفله وجاء إليه وقال أسمع يا أبو الخير أنا علوي والضابط الذي بجانبي أعتقد سني، ولكن لا تفكّر في يوم من الأيام أنكم كسنّة ستستلمون سورية ونحن العلوية لن نعيد لكم سورية إلا محروقة. يعني كان يوجد حقد ونفس طائفي في الموضوع وهذا ضابط وليس عنصرًا أو حالات فردية.

وأنا بقيت لمدة 5 أيام في الجماعية وبعدها نقلونا باتجاه... وفيما بعد عرفنا أن هذا المكان اسمه إدارة المخابرات الجوية في ساحة التحرير ووضعونا في منفردات، وضعوني أنا وشخصان في منفردة وبقينا 51 يومًا في المنفردة ثم خرجنا وفي المنفردة كان الوضع مختلفًا عن مطار المزة، وفي مطار المزة العسكري كان يمكن أن تتكلم ويعلو صوتك لأنك تجلس في مكان فوق الأرض ويوجد نوافذ ومراوح تهوية ويوجد 40 شخصًا فيمكنك التحدث في الجماعية، أما في المنفردات يعني كان يوجد غرفة على اليمين كان يوجد منفردات عددها 7 وعلى اليسار 7 ويوجد سقف مشترك لكل المنفردات ويوجد سقف مشترك أيضًا لمنفردات الصف اليمين واليسار، كان صوت الهمس يُسمع من شدة الهدوء والنوم في النهار ممنوع والخروج إلى الحمام مرتين في النهار مرة صباحًا ومرة مساء، كان يوجد نوعًا ما تنظيف للمنفردات كانوا يدخلون إلى المنفردات وينظفون أو يعطوننا أدوات تنظيف، معجونًا لأجل تنظيف الأرض، والطعام كان جيدًا نوعًا ما هو طعام الجيش نفسه وأحيانًا يكون هناك نقص وهذه المرحلة كانت عام 2011 يعني في بداية الثورة. وفي المرحلة اللاحقة اختلف الاعتقال وأصبح يوجد الآلاف يموتون تحت التعذيب من المرض يعني أعرف أشخاصًا أصدقائي ماتوا بسبب المرض ومنهم بسبب التعذيب وفي ذلك الوقت في اعتقادي لم يكن النظام يعرف موقف المجتمع الدولي كيف سيكون ولا يريد أن يغامر، هو استخدم الحل الأمني كما هو يعرف، ولكن لم يغرق به كما حدث عام 2013 وما بعده، وبقيت 51 يومًا في المنفردات في ساحة التحرير وعندما دخلنا وضعونا في المنفردة وسمعنا صوت منفردة بجانبنا يتكلمون معنا بالهمس ويطلبون منا ألا يكون صوتنا مرتفعًا حتى يقولوا لنا ماذا نفعل، والإجراءات مثلًا تخرج من الحمام وتطرق وعندما يقول لك اخرج تخرج وإذا خرجت بدون أن تطرق ستتعرض للضرب وممنوع النوم في النهار، وسألناهم كم بقي لكم هنا؟ فقالوا نحن هنا منذ 3 سنوات ونصف، وأنا هنا انصدمت للوهلة وفقدت الأمل من قبل الثورة وأصبح يوجد حالات تعذيب لا أعرف إذا ممكن أن أسميه ممنهجًا، يعني مثلًا كنت آخذ الطعام من أمام المنفردة ويأتي السجان ليعطيني الطعام وأنا أفتح الباب، وأثناء سحبي للطعام تأتي عيني بعينه فيخرجني ويقوم بضربي ويصفعني ويركلني ويشتمني ثم يدخلني. وفي ليلة القدر كان 27 رمضان 2011 كنا متوقعين أنه ستحدث مظاهرات كثيرة في سورية يعني هكذا نحلل بين بعضنا وبعد أن خرجنا عرفنا أنه بالفعل حدثت مظاهرات وفي ثاني يوم يكون السجانون قد أتوا لينتقموا ويضربونا ويصرخوا وأذكر في ذلك الوقت كنا نائمين في النهار طبعًا ممنوع النوم ولكن نائمون، وسمعنا صوت السجان يمشي وأفقنا من النوم وجلسنا وكنا 3 أشخاص وفتح الطاقة علينا وأردنا الوقوف ويجب أن يكون وجهنا باتجاه الحائط، فقال: لماذا كنتم تتكلمون؟ لم نردّ عليه، وقال: لماذا لا تجاوبون؟ ورددت عليه وقلت: لم نتكلم، والذين معي أصغر مني كان شخص من مواليد 95 والآخر 96 كانوا صغارًا جدًا في ذلك الوقت يعني في عام 2011 كان عمرهم 17 و18 سنة، فقال: هل تكذّبني؟ وقال: سأريك الآن، وغاب لمدة 5 دقائق وعاد وأخرجنا للخارج وقال: منبطحًا، وبدأ بضربنا بالعصي و[قال إننا] إذا أخرجنا صوتًا سيضربنا عوضًا عن 10 عصي 20 وصوت آخر 30، ودخلت إلى المنفردة وكانت قدمي تنزف دمًا وقال: الجميع معاقب والجميع يبقى واقفًا حتى ثاني يوم صباحًا، والشباب يريدون أن يبقوا واقفين وأنا أردت النوم لأنني يئست وإذا يريد أن يدخل ويطلق عليّ النار أو يقتلني لم أعد أكترث، فقال لي الشباب: يجب أن تقف معنا سيأتي ويعاقبنا، فقلت: عندما يأتي ليعاقبكم قولوا له إن إبراهيم لم يرضَ أن يعاقب وإننا بقينا واقفين وهو نام، وفي ثاني يوم صحوت ولم يحدث شيء يعني كان يوجد حالة من عدم الجدوى وعدم الاكتراث حتى لو أراد أن يقتلني، والذي حدث في ذلك الوقت قلت إنه كان يوجد حالات تعذيب ممنهجة كانوا يطلبون من المعتقلين تقليد أصوات الحيوانات ويذلّونهم ويشتمونهم في أمهاتهم وأخواتهم ونسمع صوت نساء يتم تعذيبهن، يعني كان يوجد قهر وفي الوقت نفسه كان يوجد سجان اسمه إبراهيم وهو علوي أيضًا عرفنا اسمه إبراهيم لأنهم يذكرون اسمه ودخل في أول يوم من رمضان قال: كل شخص تعبان يرتاح، يعني ينام بمعنى الكلام، وفي أثناء الطعام يقول: من ينقصه طعام يطرق الباب، وطرقت الباب وكان ينقصنا جبنة في وقتها أو بطاطا فقلت له: ينقصنا بطاطا، فقال لي: بطاطا لا يوجد، بعد أن غاب 5 دقائق وعاد ومعه بطيخ أحمر فقال: بطاطا لا يوجد يوجد بطيخ تفضل، كانت كلمة تفضل وحدها في المعتقل يعني نحن كل يوم نسمع شتائم ويهينوننا في كرامتنا ويضربوننا ويجعلوننا نقلد أصوات الحيوانات، فكلمة تفضل أحسستها كلمة جدًا كبيرة، وقبل أن أخرج بيوم طبعًا في ذلك الوقت جعلونا نلبس ثيابًا داخلية يوجد بها قمل ونحن لا نعرف أن بها قملًا ولبسناها وجلسنا وبعد يومين أو ثلاث بدأت الحكة بشكل كبير وكنت أضع قميصي بجانبي وأنا نائم وأحسست بشيء يمشي على القميص، وفيما بعد عرفت أن هذا قمل يعني فوق القهر والذل والتعذيب ثم أيضًا يأتي القمل فوقنا، يعني تصل إلى حالة جدًا صعبة وأخبرتهم أنه يوجد قمل وبدؤوا يضربوننا أكثر يعني تكذب علينا نحن لا يوجد لدينا قمل ونحن أنظف من والدك وأمك، وبعد ثلاث أيام تقريبًا جاء دكتور وقال الذي معه قمل أو تحسس أو حكة يمدّ يده إلى الخارج ومددنا أيدينا وكانوا يضعون عليها "بنزوات" (دواء للقمل) حتى ندهن بها جسمنا وبقينا طوال 50 يومًا نخرج القمل من الثياب وأيضًا كان مصدر تسلية يعني نملأ وقتنا لمدة 4 أو 5 ساعات نقوم بقتل القمل وقبل أن أخرج بيوم كنت جالسًا وأبحث عن القمل وجاء السجان وتكلم بطريقة جيدة حتى يضحكنا قليلًا وأحسست أنه يوجد خروج حتى يتكلم معنا بهذه الطريقة، وأخذ اسمي ورقم هاتفي وعنوان سكني وذهب وفي ثاني يوم جاء إبراهيم وسأل عن اسمي وكنا نائمين، فقال لي: اذهب إلى الحمام واغتسل وارجع. وذهبت إلى الحمام ورجعت إلى المنفردة وعاد وأخذني ووضع القيود في يدي ووضعني مع المعتقلين، ذهب إبراهيم وأتى سجانان آخران وأمسكوا العصي وبدؤوا بالضرب بنا ويقولون: إذا رأينا وجهكم في أحد الأيام سنفعل كذا وكذا فعرفنا أنها "قتلة" (ضرب) التوديع، ولم نعد نحسّ بالضرب لأننا سنخرج، ولكن للأسف لم تكن توديعة، وإنما كان نقلًا إلى الأمن الجنائي الموجود بجانب الجمارك في دمشق، وأخذونا إلى هناك وبقينا ليلة، وفي ثاني يوم أصدروا بحقنا مذكرات توقيف وأرسلونا إلى سجن عدرا المركزي ومذكرات التوقيف أصدروها من القضاء العسكري، كنت أستغرب أنني مدني ولست عسكريًا لماذا تضمّني للقضاء العسكري فيكون علينا دعوة؟ وقد وضعوا في ملفنا القليل من المولوتوف وبعض قضبان الحديد ومسامير وسلاح أبيض، وتجمعنا بحدود 8 أشخاص في دعوة وحدنا، وأرسلونا إلى القضاء العسكري ومن القضاء العسكري مذكرة توقيف في سجن عدرا، لم يصدر حكم لأنه صدر في 2012 وفي سجن عدرا كان الوضع مختلفًا، كان سجنًا مدنيًا ويوجد به أريحية يعني تأكل وتشرب ويوجد اتصال وزيارات نوعًا ما جيد، وجاء أهلي لزيارتي مثل أي سجن مدني تقريبًا، ولكن المتظاهرين كان عليهم خط أحمر، ممنوع الذهاب إلى المكتبة وفي الزيارات يكون علينا تدقيق كثير حتى إذا طلبنا كتبًا ليس كل الكتب يُسمح بها. 

يوجد شخص اسمه حسام قلقيلي رأيته في سجن عدرا تعرفت إليه وطريف السعدي وشخص من الرقة نسيت اسمه وسنان آل رشي ونزار آل رشي وكان سنان محكومًا 20 سنة طبعًا ومن شباب داريا كان يوجد شابان مالك معضماني الذي كان معه كاميرا وأمسكوا به، ويوجد شاب آخر اسمه نضال حبيب أيضًا من داريا ويوجد الشاب الذي كنت معتقلًا معه اسمه منذر عليان وهذا على أساس سيخرج بعد فترة قريبة فوجد نفسه في الدعوة معنا، وهو لم يتعرض للضرب في الفرع ولم يتعذب وأموره كانت جيدة ولكنه تفاجأ بوضعه في الدعوة معنا. 

قبل الإفراج كان هناك جلسات محاكمة ذهبت إلى قاضي التحقيق وسألني: هل هذا الكلام صحيح؟ فقلت له: أي كلام؟، وقلت له: أنا لم أبصم على هذا التحقيق ولم أوقع وهذا أكيد ليس كلامي، فقال لي: يعني تحت التعذيب؟ فقلت له: تعذبت ولكنني لم أبصم وهذه البصمة ليست لي، وبالفعل أنا لم أبصم على شيء وطبعًا هذا الكلام لا يؤخذ به وحولني إلى الجنايات إلى قاضي الجنايات وبدأ القاضي يستدعيني إلى التحقيق وبعد عدة جلسات طلب شهود الحق العام وكانوا عناصر من المخابرات الجوية أتوا حتى يشهدوا علينا أننا كنا مسلحين وخرجنا حتى نضرب عناصر الأمن والمتظاهرين وكانوا ثلاثة عناصر شهدوا علينا جميعنا وخصّصوا بالشهادة على مالك معضماني الذي كان يحمل كاميرا وعندما اعتقلوه قاومهم بيده وأخذ منهم العصي التي كانوا يضربونه بها. وبعد جلسة ثانية طلب شهودًا من طرف المتهمين نحن وكل شخص يأتي بشاهدين نحن 8 أشخاص وكان يوجد 16 شاهدًا أننا لم نكن مسلحين ونحن ليس لنا علاقة بشيء وشهدوا معنا، ولكن القاضي قال عن الكلام لا يهمني وإنما يهمه محضر التحقيق وشهود الحق العام، فعمليًا لم يأخذ بكلامنا وحكم علينا 3 سنوات، كانت القضية في مذكرة التوقيف إرهاب مدني من المادة 304 وأثناء الحكم تعدلت المادة وأصبحت "إثارة عصيان مسلح ضد السلطات الرسمية" وتمت محاكمتنا وحاولنا تقديم إخلاء سبيل إلى الاستئناف و[كان] يأتي بالرفض، وفي النهاية استطعنا عن طريق واسطة أن يقدّم لنا استئنافًا وأخرجنا إخلاء سبيل تحت المحكمة وخرجت بإخلاء سبيل بعد أن دفعت مبلغ 40 ألف ليرة ما يقارب 800 دولار في ذلك الوقت للقاضي نفسه الذي حكمنا هو الذي أخرجني، أخذ النقود وأخرجني وأصبح الموضوع خروجًا على دفعات يعني يوجد ناس خرجوا قبل وناس خرجوا بعد ونحن خرجنا في الدفعة الأخيرة في رمضان تقريبًا في 20 رمضان 2012 أو بالتاريخ الميلادي 13 آب/ أغسطس 2012. وذهبت إلى داريا وكان خروجي عاديًا ولكن كان يوجد خوف من الحواجز أثناء خروجي كنت خائفًا من تكرار الاعتقال لأنه حدث لأشخاص آخرين كانوا قد خرجوا من (سجن) عدرا وفي الطريق اعتقلوهم من حاجز وعادوا إلى الفرع.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/08/15

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالاعتقال خلال الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/15-05/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011 - 2012

updatedAt

2024/07/23

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-ساحة التحريرمحافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

إدارة المخابرات الجوية

إدارة المخابرات الجوية

مطار المزة العسكري

مطار المزة العسكري

سجن عدرا / دمشق المركزي

سجن عدرا / دمشق المركزي

فرع الأمن الجنائي في دمشق

فرع الأمن الجنائي في دمشق

الشهادات المرتبطة