الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مؤتمر المجلس الوطني السوري في تونس واللقاء مع المرزوقي

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:22:16:24

باعتبار أن المجلس الوطني تشكل بطريقة أقرب إلى التوافق، فلم يحصل مؤتمر تأسيسي، بمعنى مؤتمر تجتمع فيه الهيئة العامة، فكان الأمر عبارة عن اجتماع لمكونات شكلت الأمانة العامة، ويوضع من كل مكون عدد في الهيئة العامة، ولكن الهيئة العامة لم تجتمع بعد، وكان يوجد توجه أنه من الضروري أن يكون هناك اجتماع وفي هذا الاجتماع حتى تستكمل عددًا من الأمور أولًا- موضوع اللجان التي كان من المفترض أن تكون داخل المجلس الوطني. وثانيًا- استكمال الهيكلية التنظيمية وتحديد توجهات عامة سواء بما يتعلق بالسياسة أو بما يتعلق بالقضايا التي لها علاقة بتنظيم المجلس الوطني السوري مثل: مدة الرئاسة والانتخابات وما إلى ذلك. 

كان يوجد عمل على هذا الموضوع وكان يوجد هناك أكثر من خيار أنه أين يتم عقد هذا المؤتمر؟ هل يعقد في دولة في أوروبا أو تركيا أو دولة عربية، طبعًا دائمًا كان توجه الدكتور برهان أكثر نحو أنه إذا كان يوجد خيار أن يُعقد في دولة عربية إما القاهرة أو دولة أخرى، وفي يومها كانت تونس تمر في مرحلة من الاستقرار السياسي إن صح التعبير بعد نجاح ثورتها والذي جاء على رئاسة تونس كان شخصًا معارضًا و كان ناشطًا في حقوق الإنسان وكان مهجرًا من بلده وكان يعيش في باريس، وكانت له علاقات مع عدد لا بأس به من المعارضين السوريين بما فيهم الدكتور برهان وعدد من الآخرين إضافة إلى علاقاته مع ناشطي حقوق الإنسان من دول عربية عديدة، والرئيس منصف المرزوقي قدومه إلى رئاسة تونس كونها عاصمة ثورات الربيع العربي كان هذا حافزًا كبيرًا وأملًا بالنسبة للناس في العالم العربي وتحديدًا لثورات الربيع العربي، ويبدو صار هناك تواصل بين الدكتور برهان والرئيس منصف المرزوقي وحديث حول أن المجلس الوطني يرغب أن يعقد مؤتمره وكانت توجد استضافة من الرئيس التونسي؛ وبالتالي هي استضافة من قبل تونس كدعم لثورة الشعب السوري وإرادة الشعب السوري وتطلعات الشعب السوري ضمن عضويته في نادي الربيع العربي.

طبعًا هذا لاقى استحسانًا كبيرًا من قبل جميع مكونات المجلس الوطني على اعتبار [أنه] كانت توجد زيارة أولى إلى ليبيا للمجلس الوطني، والآن المؤتمر الأول للمجلس الوطني يُعقد أيضًا في دولة عربية من التي نجحت فيها الثورة، وأيضًا هذا يعطي بعدًا عربيًا مهمًا لعمل المجلس الوطني وللمعارضة السورية ولقيادة هذه الثورة السياسية، وفعلًا في تاريخ 19 كانون الأول/ ديسمبر 2011 عُقد هذا المؤتمر في تونس العاصمة (عُقد المؤتمر في 16 كانون الأول/ ديسمبر 2011 - المحرر)، وكان يوجد هناك آمال كبيرة حول هذا المؤتمر، وكان يوجد هناك الكثير من الرغبة من الكثير من السوريين لأجل الحضور حتى لو لم يكونوا أعضاء في المجلس الوطني فقط؛ حتى يظهروا الدعم والمساندة للمجلس الوطني، والبعض منهم طبعًا كان يرى أن حضوره قد يكون مقدمة لأن يكون جزءًا من هذا المجلس فكان الحضور كبيرًا من عدة دول وجاؤوا تحديدًا من تركيا.

أنا أقصد حضور عدد من السوريين من عدد من الدول التي كانوا موجودين فيها وخاصة من تركيا، وكان هناك حرص شديد من قبل عدد كبير فالذي يستطيع الحضور يأتي إلى تونس.

الطابع بشكل عام أقرب إلى الطابع- أستطيع أن أقول- الشعبي أكثر من أن يكون مثل المؤتمرات المعتادة، والدكتور برهان كان معه مجموعة من الشباب كلجنة تنظيمية ولم يكونوا أعضاء في المجلس، ولكنه كان يعتمد عليهم في الأعمال التنظيمية الخاصة بموقع رئاسة المجلس واعتمد عليهم أيضًا في الأمور التنظيمية المتعلقة بالمؤتمر، وحصل عدد من اللقاءات ضمن هذا المؤتمر وتنظيم لبعض اللجان منها لجنة العلاقات الخارجية، كان يوجد الكثير من الرغبة في العضوية فيها وأيضًا لجان أخرى حتى يبدأ المجلس الوطني يعمل على قضايا لها علاقة بدعم الثورة على أكثر من صعيد.

التنظيم من الناحية اللوجستية كان لا بأس بمعنى الترتيبات العامة، وأما بما يتعلق بالاجتماعات التي كانت أثناء المؤتمر كان يغلب عليها الطابع الارتجالي أكثر منه طابع التحضير القوي لمثل هكذا اجتماعات، وخاصة نحن نتكلم عن أول مؤتمر ونتكلم عن مجلس وطني هو يريد أن يمثل... أو يمثل الحراك الشعبي الذي كل العالم يتابعه بدقة شديدة جدًا، ولا أعتقد أنه كان يوجد هناك تحضير دقيق لهذا المؤتمر من قبل قيادة المجلس، وأنا كان إحساسي أنه لم يكن يوجد ترابط كبير بين رئاسة المجلس وبين المكونات بما يتعلق بترتيب أمور هذا المؤتمر، وأنا هنا لا أتكلم عن الناحية اللوجستية، ولكن أتكلم أكثر من ناحية تنظيم اللقاءات والفعاليات بحيث يكون هناك تصور واضح عن الذي نريده من هذا المؤتمر وكيف ستحصل الاجتماعات وما هي المخرجات المتوقعة.

الذي حصل في تونس خلال المؤتمر سواء التحضيرات له أو الحضور لهذا المؤتمر أو متابعة أعماله كان يعكس حقيقة أنه فعلًا لا يزال المجلس الوطني لم يتأسس بعد، ولا توجد بنية تحتية له، وهذا لا يتحمله شخص ولا تتحمله جهة، وهذا فعلًا جزء أساسي من التحدي الذي تكلمت عنه في البداية، وهو كان أكبر تحد باعتقادي أننا نعطي مسؤولية ضخمة جدًا لشيء اسمه مجلس وطني سوري سواء على مستوى قيادته أو على مستوى مكوناته أو على مستوى أعضائه، ولكن هذه المؤسسة لم يصبح عندها بعد بنية تحتية كمؤسسة، وأنها تستطيع أن تتعامل مع هذه الاستحقاقات بالشكل المطلوب فكان يوجد هناك تسابق مع الزمن وتحد حقيقي بين أنه كيف أنا أستطيع أن أمضي في عملي اليومي كتمثيل للثورة ودعم للثورة؟ و كيف بنفس الوقت بالتوازي أستطيع أن أبني هذه المؤسسة بشكل صحيح بالحد الذي يمكنني من أن أقوم بهذا الاستحقاق وهذا التحدي بقي وكان ظاهرًا وجليًا للعيان أثناء المؤتمر، وأنا هنا لا أريد أن أذهب في جلد الذات لأنه فعلًا كان تحديًا ونحن نتكلم عن بداية شهر عشرة (تشرين الأول/ أكتوبر) إعلان المجلس الوطني (تم ذلك في 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2011 - المحرر) والآن تقريبًا بعد شهرين يوجد عندنا مؤتمر للمجلس الوطني ولم يأخذ وقته بعد في تشكيل هذه البنية التحتية التي تمكنه من أن يقوم بهذا العمل الخطير جدًا جدًا الذي هو مواجهة نظام عنده مقومات دولة وعنده بنية تحتية لدولة.

خلال هذا المؤتمر حصل لقاء مهم مع الرئيس التونسي يعني الرئيس التونسي استقبل وفدًا من المجلس، وأنا كنت جزءًا من هذا الوفد، وذهبنا إلى لقاء الرئيس التونسي في قصر قرطاج وهذا القصر هو القصر الرئاسي الذي كان فيه زين العابدين بن علي سابقًا، وربما أيضًا حتى قبله الحبيب بورقيبة بمعنى أنه هذا كان مكان استقبال الرؤساء التونسيين للوفود الرسمية، وعندما كنا مع بعضنا في هذه الزيارة ضمن وفد المجلس الوطني يعني كان يوجد شعور أيضًا خاص أن هذا المكان الذي كان فيه شخص محسوب أكثر على الجهات التي خرجت ضدها ثورات الربيع العربي، نحن الآن نذهب إلى نفس المكان و ساكنه الأساسي هو شخص من قادة ثورات الربيع العربي وهي عاصمة الربيع العربي فكان شعورًا لاشك خاصًا وإيجابيًا في هذا الشأن، وكان استقبالًا من قبل الرئيس التونسي حافلًا جدًا وإيجابيًا، وتكلم بأريحية وإيجابية جدًا حول سورية وحول دور سورية ودور الشعب السوري وتحدث عن طموحات الشعب السوري كما يفهمها هو من الحراك الشعبي الذي بدأ من شهر آذار /2011 وانتقل منها إلى -أستطيع أن أعتبرها- رسائل عن ضرورة الحفاظ على السلمية ولا يكون هناك تركيز كبير على الجانب العسكري ولا يكون هناك تدخل عسكري.

إذًا أيضا شيء له علاقة بوحدة المعارضة وبالنسبة لي كان واضحًا إلى حد ما تأثره ببعض الأشخاص الذين يعرفهم من هيئة التنسيق ويبدو لي أنهم كانوا يتواصلون معه ويرسلون له رسائل وخاصة مع انعقاد المجلس الوطني يعني أشخاص كانوا يعرفونه في باريس مثل: هيثم مناع وربما آخرون، وهو يعرف أن الدكتور برهان ليس بعيدًا عن جو هيئة التنسيق وأنا شعرت أو كانت رسالته أنه من الضروري ضم هؤلاء الناس وأن يكونوا جزءًا منكم، موضوع هيئة التنسيق ولا شك أن هذا كان أحد الأهداف عند رئيس المجلس في ذلك الوقت وسيظهر معنا مباشرة أنه بعد المؤتمر ذهب إلى القاهرة وحصل تواصل وحوار رسمي مع هيئة التنسيق حول هذا الموضوع.

ولكن أستطيع أن أقول: إن هذا اللقاء من الناحية البروتوكولية كان مهمًا لأنه مع رئيس دولة والرسائل الموجودة فيه تعكس انطباعًا عامًا سمعناه من دول أخرى وهو موضوع تفادي التدخل العسكري، وهذا يعني بالضرورة أكثر باتجاه الحل السياسي لأنك أنت توجد عندك مشكلة، ويوجد عندك حراك شعبي، ويوجد عندك ثورة، إما أن تنتصر هذه الثورة أو سيكون هناك حلًا لهذه المشكلة، والحل إما أن يكون عسكريًا أو أن يكون سياسيًا، وعندما يحصل كلام عن ضرورة تفادي الحل العسكري فهذا يعني منطقيًا أن الكلام سوف يكون عن الحل السياسي وضرورة أنه مثلًا الجامعة العربية تأخذ دورها والأمم المتحدة تأخذ دورها في هذا الحل السياسي.

كان يوجد تباينات داخل المجلس وهذا طبيعي ضمن مجموعة فيها عدة مكونات سياسية كان من الطبيعي أن يكون هناك تباينات في بعض الرؤى التي لها علاقة في مستقبل الثورة والتي لها علاقة أيضًا كيف يمكن للثورة أن تنتصر وأمور محددة بما يتعلق بالتدخل العسكري وبما يتعلق بعسكرة الثورة والحراك العسكري هذا كله يعني كانت توجد تباينات فيه داخل المجلس، وهذه التباينات كان يتم العمل على ألا تكون واضحة، ولكن بالنسبة للسوريين وبالنسبة للدول وبالنسبة للذين كانوا يجلسون مع وفود المجلس كان يلاحظها وهذا أيضًا كان بحد ذاته إشكالية.

المجلس الوطني كان من البداية [قد] أخذ موقفًا واضحًا جدًا أن إسقاط النظام بكل أركانه ورموزه، وهذا يعني بالضرورة أنه لا يوجد تفاوض وأنت لا تستطيع أن تتفاوض مع شخص وهو يتفاوض معك حتى يُسقط نفسه، وكان موقف المجلس الوطني في هذا الموضوع واضحًا تمامًا كموقف عام أو غالبية مكوناته، ولكنني أعتقد أن هذا لم يكن بالضرورة موقف رئاسة المجلس في ذلك الوقت؛ لأن الحديث يعني سواء الدوحة رقم واحد في بداية أيلول عام 2011 أو التواصل الذي حدث مع هيئة التنسيق من أجل أن يُعقد مؤتمر المعارضة تحت مظلة الجامعة العربية كان كله مقدمات نحو البحث عن حل سياسي وهذا يعني بالضرورة أنه في لحظة من اللحظات سيكون هناك تفاوض وسيكون هناك حديث عن حل وسط للأزمة السورية في ذلك الوقت.

نحن يوجد عندنا مكونات داخل المجلس الوطني جزء منها يميل أكثر نحو علمانية الدولة، ويوجد جزء منها يميل نحو أن تكون الشريعة لها دور أساسي في الدولة، ولاشك أن وجهتي النظر هاتين موجودتان حتى داخل الشعب السوري، وجاءت فكرة موضوع الدولة المدنية كمساحة مشتركة ما بين الرأيين وتقاطع ما بين المجموعتين، وأصبحت المطالبة بدولة مدنية مقبولة للطرف الأول والطرف الثاني على اعتبار أن الدولة المدنية تعني بالضرورة رقم1، أنها لا تكون دولة ثيوقراطية بمعنى أنه مهيمَن عليها من قبل رجال الدين وأيضًا لا تكون دولة عسكرية، ولا يكون مهيمَنًا عليها من قبل الضباط العسكريين أو الجيش، والأساس فيها هو موضوع المواطنة وحقوق الإنسان والحريات العامة، وهذه كانت مساحة مقبولة من معظم الأطياف وهل هذا يعني أن الجميع كان موافق 100%؟ كلا، لا شك أنه توجد أطراف في الثورة السورية خارج إطار المجلس الوطني كان عندها مشكلة في ذلك الوقت بهذا المصطلح، وكانت تسعى أو تطالب بشكل واضح بأن هذا شعب مسلم ومن حقه أن تكون الشريعة أساسية في تنظيم حياته اليومية وتنظيم دولته.

وطبعًا يوجد أيضًا أطراف أخرى خارج المجلس كانت ترى أنه لا بديل [عن] أن يكون هناك دولة علمانية بشكل كامل من أجل أن يكون هناك إمكانية للعيش المشترك ويحدث هناك تطور في سورية.

المجلس الوطني كان يمثل نوعًا من التفاهم حول هاتين النقطتين، وكان مصطلح ومفهوم الدولة المدنية هي إذا [كنت] أستطيع أن أقول: هي الحل الوسط ومساحة تصالح ما بين الرأيين.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/19

الموضوع الرئیس

 المجلس الوطني السوريالحراك السياسي في بداية الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/129-52/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

12/2011

updatedAt

2024/08/02

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

الأمم المتحدة

الأمم المتحدة

المجلس الوطني السوري

المجلس الوطني السوري

جامعة الدول العربية / الجامعة العربية

جامعة الدول العربية / الجامعة العربية

الشهادات المرتبطة