الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

لملمة جراح مجزرة داريا الكبرى وعودة الجيش الحر إليها

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:27:06:12

[في اليوم الثالث] وقبل أن تنتهي المجزرة بشكل كامل كان يوجد محاولات لدفن الجثث ومحاولات تجميعها، النظام انتهى من التفتيش وبقي على الأطراف ولكن [كان] يوجد أماكن مقنوصة، ويوجد محاولات لأجل تجميع الجثث ونقلها من الشوارع والأقبية إلى مكان عام لجمع جميع الجثث، وكان المكان العام المقترح هو جامع أبو سليمان الديراني، أخذوا الجثث إليه كان العدد 175 جثة وكان الجيش على الأطراف وطبعًا الناس الذين كانوا يخرجون هم الذين يعملون في المجال الطبي والإغاثي والخدمي الذي هو نقل الجثث أو الدفاع المدني، يعني كانت عملية تطوعية أكثر ما تكون عملية منظمة، أنا حاولت الخروج ولكن منعني الشباب لأنني خرجت من المعتقل حديثًا ووالدي وأخي معتقلان وليس لوالدتي أحد غيري وأنه عليّ الانتظار، ولكنني كنت أتواصل مثلًا يوجد شخص أصيب في حيّنا من حمص من مهجّري حمص فقمت بالاتصال على الشباب وجاؤوا لمعالجته وذهبوا وكان علاجًا بسيطًا. 

[في اليوم الرابع] خرج الجيش من داريا وأصبحت عملية جمع الجثث بشكل أوسع وتم جمعها بواسطة سيارات وكان يوجد جثث مجهولة الهوية لأنه يوجد تفظيع بعملية القتل وحرق وتقطيع وضرب بالرأس بحيث يتشوه الوجه ورائحة الموت كانت موجودة في كل مكان، يعني طوال الطريق يوجد سيارات ذاهبة تحمل جثثًا وسيارات قادمة تحمل جثثًا ممتلئة فكان مشهدًا مرعبًا، مشهد كله موت وجثث والشخص يعجز عن وصف هكذا مشهد بسبب فظاعته. 

الناس خرجوا يبحثون عن أولادهم ويخرجون الجثث من الأقبية ويتفقدون منازلهم وأهلهم لأنه في ذلك الوقت يوجد بعض العائلات خرجوا من المدينة ولكن عدد قليل، معظم الناس بقوا في المدينة لأنهم لم يتوقعوا أن يحدث هذا الشيء. 

أنا كنت [في فرق التجميع] ولكن كان دوري ثانويًا، كنت قد خرجت حديثًا من المعتقل وليس لدي تصوّر عن الشيء الذي سيحدث، يعني يوجد بعض الناس منظّمين أمورهم بشكل بسيط وأخذوا أدوارهم ومهامهم وأنا قدر استطاعتي كنت أساعد ولكن الدور الأكبر كان على عاتق الناس الذين كانوا يعملون منذ أشهر على العملية الإغاثية والتطوع والمجال الطبي، وفي ذلك الوقت كان يوجد مشهد لجثث أنا لا أنساه كان يوجد مئات الجثث مجمعة فوق بعضها أو بجانب بعضهم مصفوفين ويتم غسلهم وكانت عملية غسل الجثث كانت بواسطة صهريج كان أبو صياح البلاقسي رحمه الله هو إنسان شعبي جدًا ومتطوع في كل الأعمال الخيرية والإنسانية وكان يمسك خرطوم الماء من الصهريج ويغسل الجثث جميعها بالخرطوم ثم يتم تكفين الجثث ثم وضعها في حفرة طويلة جانب جامع أبو سليمان الديراني وأنا أرى عملية غسل الجثث كان يوجد أطفال رضع أنا أذكر كان يوجد طفل رضيع كانت الرصاصة قد دخلت في رأسه وجزء من دماغه غير موجود. 

[حول طرق القتل] في ذلك الوقت من رأى بعينه القتل يعرف [طريقة القتل] ولكن نحن مثلًا ندخل القبو فنرى الجميع أمواتًا يعني لا يوجد من يتكلم ليقول كيف حدثت عملية القتل وتدخل إلى القبو فتجد جثث نساء وأطفال ورجال جميعهم قتلى والقبو الوحيد الذي كان به 74 قتيلًا ونجا شخص واحد حيث أصيب ولكن بقي على قيد الحياة وتكلم عن الذي حدث كيف دخل النظام وقتل جميع الموجودين فأنت عندما ترى هذا الطفل سيكون هناك ألف رواية تتكون جميعها تصبّ بنتيجة أن النظام والجيش دخل وقتل أطفالًا لا ذنب لهم كان طفلًا رضيعًا، وكان يوجد حالات ذبح ويوجد ناس مقتولون وكان يوجد الكثير من النساء ولو راجعنا إحصائية الشهداء سنحصي إحصائية النساء والرجال ولكن معظمهم مدنيون وليس لهم علاقة حتى إنه جميعهم مدنيون لأن الجيش الحر انسحب. 

712 جثة موثّقة بالصورة والاسم، 200 جثة منهم ليس لهم أسماء لأن هويتهم الجسدية غير واضحة، وبقية الجثث واضحة ومعروفة أسماؤهم وتم التعرف إليهم من قبل أقاربهم وتم توثيقهم ودفنهم [وهؤلاء قتلوا] خلال يومين لأن اليوم الأول من المجزرة كان يومًا رهيبًا، يعني يوم القيامة، وعندما انحسر النظام إلى الأطراف تم قتل الناس بواسطة القنص وأثناء وجودنا في القبو كانت تصلنا أخبار بوجود قتلى ولكن ليس بهذا الحجم يعني كنا متوقعين أنه بعد أن يخرج النظام من البلد سيكون هناك 50 جثة ولكن كان يوجد 700 قتيل ورواية النظام كانت واضحة، قناة "الدنيا" تصوّر مدنيًا مقتولًا وبجانبه امرأة موجودة في "الطرطيرة" (عربة بثلاث عجلات - المحرر)،  يعني كانوا هاربين من القصف وجميع الموجودين في الطرطيرة قُتلوا باستثناء البنت الصغيرة كان عمرها 5 سنوات والمذيع أثناء المقابلة يسألها من الذي قتلك؟ فتقول: لا أعرف، وحاول أن يقول لها إن الإرهابيين هم الذين قتلوك طبعًا الإرهابي إذا سميناه إرهابيًا والجيش الحر لا يقتل أهله يعني كما يقول النظام إن المقاتلين في الغوطة والمسلحين في الغوطة هم الذين ارتكبوا [المجازر] يعني هؤلاء أهلهم كيف سيقتل أولاده؟. 

عندما بدأت الإحصاءات على قناة "العربية" وكان يوجد صور ومشاهد وكان يوجد ناطقون باسم داريا منهم محمد شحادة مثلًا تكلم على قناة العربية والجزيرة وتكلم على كامل الأحداث التي حصلت في ذلك الوقت. 

كان يوجد صور ومعظمهم مدنيون كان يوجد أطفال ونساء كيف لا يصدق الإعلام؟ وبغض النظر إذا صدّق أم لا فهو يروي ويعرض صورًا وشهادات. 

رواية النظام كانت أنه دخل وطهّر داريا من المسلحين فقط، وبالنسبة للقتلى لا أعرف ما هو تبريره ولكنه يقول إنه يوجد إرهابيون تم تطهير المدينة منهم ولكن الصور تقول إنه يوجد مدنيون عددهم 712 قتلهم النظام والصور والفيديوهات هي التي توثق، والنظام يمشي بين جثث الأطفال ويقول قتلهم الإرهابيون وهذا الشيء غير منطقي وإذا كانت الرواية موجّهة للمؤيدين فشيء طبيعي من المؤيد إذا قال له النظام إن اللبن أسود سيقول المؤيد: نعم أسود. 

و[رأيت] الجثث أمامي مرصوفة وكان مشهدًا لا أنساه كيف أن أبو صياح البلاقسي كان يمسك خرطوم الصهريج ويغسل مئات الجثث وعادة غسيل الميت يكون بحسب الدين حيث يتم وضع الجثة على مغتسل ويتم غسله بشكل لبق ولكن في هذه الكارثة الكبيرة الإنسانية وضيق الوقت والخوف من رجوع النظام لم يكن أمامهم إلا أن يحفروا حفرة كبيرة بواسطة آلة حفر ويغسلوا الجثث بهذه الطريقة ويضعوهم في الحفرة ويتم طمرهم ثم إقامة الصلاة عليهم من ضمن الموجودين على الشارع وليس أكثر، الناس خائفون من الخروج كان يوجد خوف رهيب. 

من الجثث رأيت أصدقاء أعرفهم أقرباء وأصدقاء ومن أبناء الحي ومن الأقارب ومن رفاق المدرسة فهذا ابن خال عمي وهذا صديقي في الحارة وهذا صديقي في المدرسة. 

وبعد أن تم دفنهم كان هناك زيارات من قبل أهالي داريا لمكان دفن الشهداء ووضعوا الورود وتم تنسيق المكان بشكل لبق يليق بالضحايا وعاد الناس لترتيب منازلهم وإصلاحها من القصف وعادت الحياة شبه طبيعية تدريجيًا.

[لم يُعزِّ الناس بعضهم] فمن سيعزي من؟ إذا أنت مات أخوك وأنا مات أخي والدفن كان جماعيًا وجميعنا ذهبنا لزيارة بعضنا فكان العزاء هو أن الناس ترجع للحياة. 

كانت رائحة الموت موجودة في كل زاوية وليس فقط رائحة الموت كانت المدينة في شهر آب/ أغسطس والمجزرة في شهر آب/ أغسطس والحرارة مرتفعة جدًا والجثث متفسخة وحاويات القمامة ممتلئة يعني لا يوجد خدمات ولا يوجد أحد يقوم بالتنظيف ويوجد موت كل يوم رائحة الدم والموت والجثث موجودة في كل زاوية فكانت البداية هي دفن الجثث، وبعد الدفن عاد الناس إلى الحياة وبدؤوا بكنس الطرقات ولمّ القمامة وإصلاح المنازل، وأنا أذكر فورًا بعد المجزرة بيوم اتصلت بشخص حتى جاء لإصلاح سقف منزلي بسبب القصف والناس عادت للحياة من جديد ولملموا جراحهم وفي هذه الفترة بعض المسلحين عادوا إلى البلد يعني كانوا مختبئين، ومن دون سلاح ولكن معروفون أن هؤلاء جيش حر وعندما كان يمشي أحدهم ويراه الناس يقوم الناس بالبصق عليه، يعتبرون أنه لم يكن على قدر المسؤولية والجيش الحر في ذلك الوقت كانت مهمته حماية الناس وانطلقت الفكرة من حماية المظاهرات كان الناس [قبل المجزرة] يهتمون بهم يعني كان الناس يقدّمون لهم الطعام وأذكر أن "حرائر داريا" في رمضان قدّموا إفطارًا للجيش الحر إلى مزارعهم كان الناس والمحلات التجارية ومحلات الطعام يرسلون لهم الطعام يعني أصبح الجيش الحر هو الذي يحمل القيم ويدافع عن الناس والشهم والشجاعة وفجأة يتم الانسحاب بقرار غير مسؤول، وأصبح هناك نقمة من الناس على الجيش الحر وكان الجيش الحر يتميز أنه ابن المدينة نفسها يعني عندما تتوجه له ملامة كانت تتوجه من أخيه وابن عمه ومن جاره ورفيقه يعني هو ليس إنسانًا غريبًا، حتى يعني يوجد مناطق يكون بها الجيش الحر أو المسلح أو الفصيل أو "داعش" أو النصرة )(جبهة النصرة) يكون غريبًا وليس ابن المنطقة وإذا حدثت مشاكل فهو يقوم بالرفس وتصبح هناك دماء ومجازر ولا يقبل المعاتبة ولا التخطئة ولا النقد بالعكس هنا كل المناطق التي كان بها جيش حر ابن المنطقة نفسها فكان يجب أن يتحمل الناس. 

آخر فترة كان هناك ملامة قبل حدوث المجزرة كان هناك بعض الملامات تتوجه إلى الجيش الحر وبعض الانتقادات، وحتى تلك الأيام كانوا يسمونها أيام "تفتل"، يعني يقود السيارة ويفتل (يتحرك) ولا يفعل أكثر من ذلك، يعني يُظهر نفسه للنظام أنني أحمل سلاحًا وأتحرك ويوجد مظاهر مسلحة ولم يكن يتدرب ولا يوجد خطط عسكرية ولا يوجد برامج يتم اتخاذها، حتى إنه كان يوجد الكثير من الشباب من أهل داريا يريدون الانتساب إلى الجيش الحر كان يتم رفض طلبهم وهم ناس يوجد لديهم نخوة وحمية وخرج البعض منهم من أجل الدين والبعض لأجل الحمية والدفاع عن البلد بغض النظر ولكن كان يتم رفض طلباتهم. 

وهذا الكلام في 2012 وفي هذه الأيام كان يوجد ناس جيدون يريدون الانضمام إلى الجيش الحر ولا يستطيعون ويوجد أشخاص مشاغبون 20 بالمئة من الجيش الحر كان من عناصره مشاغبون موجودون في الجيش الحر وهم كانوا المرتكز الذي يرتكز عليه القائد في ذلك الوقت الذي هو أبو تيسير زيادة (حسن زيادة - المحرر). 

أبو تيسير عاد ولكن كان رأسه في الأرض يعني لا يستطيع النظر في وجه الناس وفي هذه الفترة كان يوجد انتقادات جدًا واسعة من الناشطين ومن المؤيدين والمعارضين للجيش الحر، يعني بحسب ما نُقل لي أنه كان يوجد صراع بين السلمية والمسلحة، قسم يريد الثورة سلمية وبدون سلاح وقسم يقول إنه بدون سلاح لا نستطيع الدفاع عن أنفسنا وسيدخل النظام ويقتلنا، وكل قسم له مبرراته فكان يوجد صراع رهيب، وعندما حدثت المجزرة بدأ الجيش الحر يتعرض لانتقادات من المؤيدين والمعارضين له. 

كان الناشطون الموجودون يقومون بالتصوير ويوثقون وأذكر بعد المجزرة بأسبوع بدأت أحضر الاجتماعات التي كنت أحضرها سابقًا، دعاني في وقتها محمد شحادة وحضرنا الاجتماع في منزل رشدي الشربجي وكان موجودًا عمر الشربجي وياسر خولاني وعلاء معضماني ومحمد شحادة أبو يزن ومحمد أسعد ومحمد قريطم أبو النور، هذا الاجتماع كان تقييم وضع ولكن ليس اجتماعًا رسميًا، في الاجتماعات الرسمية كان يوجد لجان مظاهرات كانوا قد شكلوا مكتبًا للتنسيق ويجهزون للمظاهرات، والطبي شكّلوا مكتبًا للعمليات الطبية والعلاج فكان اجتماعنا اجتماع ناشطين عام سميناه "اجتماع أبو عبدو"، وهذا أول اجتماع بعد المجزرة وكان يوجد اجتماعات عسكرية أنا لم أحضرها لأنني لم أكن عسكريًا. 

الانتقادات لم تكن في الفراغ وإنما كان يوجد حراكات من أجل إعادة هيكلة أو محاسبة الأشخاص الذين تسبّبوا بالمجزرة الذين تحمّلوا مسؤولية بالانسحاب وكان يوجد تياران للمحاسبة، تيار يشكّل مجلسًا عسكريًا وتيار آخر يشكل مجلسًا عسكريًا آخر. 

في اجتماع أبو عبدو [تم طرح] أشياء عامة، مثلًا شخص ما له علاقة بالعسكري اجتمع معهم فيقول لنا ما حدث..

في أول أسبوع بعد المجزرة صفحة "الثورة السورية" سمته "جمعة داريا أخوة العنب والدم"، كان هذا اسم الجمعة وأصبحت مظاهرة حاشدة في داريا أنا أذكر أكثر من 2000 إنسان كان موجودًا معظمهم شباب والكبار في العمر لم يكونوا موجودين. 

كان الاجتماع ليس من أجل التجهيز للمظاهرة وإنما كان يوجد فريق للتجهيز للمظاهرة وفريق طبي وفريق إغاثي وفريق لأجل مهجري حمص وأصبح يوجد الكثير من اللجان، وأنا بعد أن خرجت من المعتقل تفاجأت أنه كان يوجد تنظيم للعمل بشكل أكثر. 

أنا أذكر في ذلك الوقت كان المجلس المحلي وحتى أكون دقيقًا لأنني أصبحت ضائعًا في التواريخ، ليس في أول أسبوع تم تسمية الجمعة بجمعة العنب والدم، لا أذكر التاريخ بالضبط، [الجمعة كانت بتاريخ 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 - المحرر] ولكن ممكن بعد شهر، وفي هذه الفترة كان يوجد حراك مدني وعسكري لأجل توحيد العمل الثوري وكان يوجد خلافات بين السلميين والجانب الجانب الآخر الذي ينحو نحو السلاح، أن الثورة يجب أن تكون سلمية أو مسلحة، وكان يوجد خلافات ضمن السلميين أنفسهم بين جماعة لجان التنسيق المحلية وجماعة تنسيقية الشعب يريد إسقاط النظام، وفي العسكري نفسه كان يوجد خلاف بين تيار غرب وتيار شرق، كتيبة فيحاء الشام وكتيبة سعد بن أبي وقاص، وفي ذلك الوقت قبل المجزرة كانت القوة الكبرى للجيش الحر هي كتيبة سعد بن أبي وقاص، وفيحاء الشام كان دورها [وكانت] موجودة لها قوة ولكن ليست القوة الأكبر، وكان يوجد محاولة لتوحيد العمل الثوري وفي ذلك الوقت أذكر نتيجة هذه المحاولات قرّر العسكريون أن يضعوا شخصًا متوافقًا عليه ويكون هو قائد الجيش الحر في ذلك الوقت، ووقع الاختيار على خالي الذي هو خالد شعيب أبو علي، يعني سيكون هو القائد ويكون هناك هيكلة ولكن هو سيقود المرحلة الانتقالية، وأنا في وقتها كنت أذهب مع خالي بعض الأوقات في المساء، مثلًا أذهب معه وكان يذهب إلى جبهة الغرب وجبهة الشرق حتى يحل الخلافات الموجودة بينهم وأنا لم يكن لي دور هنا وإنما كنت أذهب معه فقط لأنه خالي وكنت أريد أن أعرف ما يحدث بالضبط وكان هدفي أن أعرف ما يحدث مع العسكريين يعني أنا عندما كنت في المعتقل كنت أفترض أن الذي يحمل سلاح هو حتى لو أنني مختلف معه وأنني لا أريد السلاح ولكنني كنت أفترض أنه إنسان جدًا مخلص وجدًا صادق ووضع روحه على كفه وأنا أختلف معه ولكن بما أنه أصبحت مسلحة لا يمكننا تغييرها إلى سلمية ويجب الدخول في هذا الباب، ولكن يجب أن تكون موجّهة، ونفترض أن المسلحين معظمهم أو 99 بالمئة منهم صادقون ولكن عندما كنت أذهب مع خالي كنت أتفاجأ أنه يوجد خلافات تصل إلى مرحلة أنه يوجد ناس تقوم بسرقة السلاح والذخيرة، ويوجد ناس تموت لتحقيق… يعني [مثلًا] فلان سرق ذخيرة وتم التعرف إليه واعتقاله وتعذيبه حتى مات تحت التعذيب، ويوجد فيديو يوثق عملية موته تحت التعذيب وتتفاجأ أن هذا الذي يجب أن يكون صادقًا ويكون مخلصًا ويكون لديه تقوى وتحرّز بالدم وإنما هو إنسان رأى البندقية ولم يستحمل عقله وأصبح يقتل من أجل…  يعني يوجد جناية التي هي السرقة ولكن لا يجب أن يموت تحت التعذيب لأجل الاعتراف وكان يوجد أشخاص في ذلك الوقت ولكن مهمّشون من قبل أبو تيسير وهم قادة عسكريون وهم ضباط منشقّون يعني مثل أبو جمال كان نقيبًا وهذا كان ضابطًا اسمه سعيد نقرش من منطقة الضمير وانشق وجاء إلى داريا ولأنه ضابط من المفترض أن يستلم قيادة عسكرية ولكن أبو تيسير أبعده عن العمل العسكري وكان يسلم في ذلك الوقت قيادة المجموعات لعناصر لا يفقهون شيئًا في القيادة كانوا عناصر مشاغبين يحملون علم الثورة ويبيعون الثورة ويخرجون ومنهم يحمل راية القاعدة ويقاتل لأجلها ولا يعرفون ما يفعلون. وكانت كل هذه الأمور في المزارع بالسر والنظام فتش داريا وخرج وقال لم يبقَ هناك مسلحون وهنا تمت إعادة المخفر ولكن في المساء يغلق الباب ويخاف لأن النظام يعرف أنه لم يتم القضاء على المسلحين في داريا لأنه دخل ولم يجد المسلحين لأنهم انسحبوا وانتقم من الناس فقتل 700 شخص وخرج، ولكن المسلحين موجودون وعندما خرج النظام عاد المسلحون إلى المزارع وعادوا إلى سابق عهدهم ولكن لم يبقَ هناك مظاهر مسلحة لا من قبل الجيش الحر ولا من قبل النظام وهنا الناس عادوا إلى حياتهم الطبيعية وتم فتح المحلات وأظن بعد المجزرة بأيام قليلة دخلت صهاريج للنظام تحمل مادة الديزل والبنزين لتزويد الكازيات وعادت الحياة طبيعية حتى إن النظام في آخر يوم بالمجزرة وقبل أن ينسحب كان قريبًا من حينا حيث قال لي أبو صياح البلاقسي إن النظام قام بتوزيع الخبز على الناس يعني الجيش نفسه الذي قتل الناس قام بتوزيع الخبز للناس. وفي ذلك الوقت كنت أحضر بعض الخلافات التي تحدث بينهم وأطّلع على بعض التفاصيل، يعني منها مثلًا كان يوجد إبعاد للعسكريين المنشقّين مقابل أن يبقى هو (أبو مالك عيروط) في قيادة الجيش الحر وفي ذلك الوقت، من الذي استغلّ أبو جمال وأسكنه عنده؟ كتيبة الفيحاء [التي يقودها] أبو مالك عيروط أسكنه عنده واحتواه هو وأبو جعفر رحمه الله -الذي استشهد في إدلب مات غريقًا في وقتها أبو جعفر الحمصي-، ويوجد أبو عمر الحمصي أيضًا كان محققًا وعندما استلم خالي القيادة في ذلك الوقت الذي حدث أن التحقيق والأمن تم تفعيله، يعني كان أبو عمر الحمصي مستلمًا التحقيق ولكن دوره ثانوي يعني يأتي شباب الجيش الحر يعتقلون شخص بتهمة أنه عوايني (مُخبر للأمن)، وهم يحققون معه لا يأخذونه إلى أبو عمر الحمصي الذي هو المحقق، ويعدمونه.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/08/22

الموضوع الرئیس

التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدمجزرة داريا الكبرى

كود الشهادة

SMI/OH/15-08/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

آب/ أغسطس 2012

updatedAt

2024/07/23

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

تنظيم القاعدة

تنظيم القاعدة

صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد - شبكة الثورة السورية

صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد - شبكة الثورة السورية

كتيبة سعد بن أبي وقاص - داريا

كتيبة سعد بن أبي وقاص - داريا

قناة الدنيا الفضائية

قناة الدنيا الفضائية

تنسيقية مدينة داريا - الشعب يريد إسقاط النظام

تنسيقية مدينة داريا - الشعب يريد إسقاط النظام

تنسيقية داريا - لجان التنسيق المحلية

تنسيقية داريا - لجان التنسيق المحلية

تجمع حرائر داريا

تجمع حرائر داريا

كتيبة فيحاء الشام

كتيبة فيحاء الشام

الشهادات المرتبطة