"السيت الدامي" الدامي و"ثلاثاء الغضب" البوكمالي وبعثة المراقبين العرب
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:21:36:14
طبعًا "السبت الدامي" كما نعلم أنه كان في يوم السبت بتاريخ 16 تموز/ يوليو 2011 وكنت قد تحدثت عن نتائج متعددة على المستوى الداخلي سواء من حيث سيطرة الثوار على المقرات المذكورة أو من حيث السيطرة على السلاح أو من حيث ظهور المندسين، ولكن الحقيقة أنه بعد السبت الدامي" ظهرت العديد من المتغيرات وخاصة على مستوى الثوار، يعني في ذلك الوقت لم" يكن هناك إطلاق تسمية الجيش الحر وكان اسمهم الثوار، وبدؤوا ينظمون أنفسهم في تنسيقية سميت تنسيقية البوكمال، وكان من مؤسسيها الأستاذ همام زعزوع والسيد خليل الجليد السيد ياسين المطر والأستاذ داوود الكيال عبد المردود وياسر العايش وعامر الجمل وأشخاص آخرون، وكما نعلم أن المظاهرات كانت مبعثرة وكانت تخرج من هنا وهناك وكانت تخرج في نفس الوقت مظاهرة من حي الطبيبة ومظاهرة من حي الكتف وأخرى من حي الجمعيات، ولكن بعد ظهور تنسيقية البوكمال كانت تخرج مظاهرة واحدة بحسب ما توصي به التنسيقية.
كان الخروج بهذه المظاهرات بعد صلاة الجمعة مباشرة كل أسبوع وأحيانًا تحصل مظاهرات في الليل يعني تبعًا للأحداث السورية يعني كانت المدن كلها يوجد فيها ثورة: في حمص ودرعا وريف دمشق ودمشق ومناطق محددة من سورية وفي دير الزور، وطبعًا نحن في يوم من الأيام استيقظنا الساعة 2:00 ليلًا في البوكمال وكانت توجد مظاهرة وهي قامت كرد فعل على أحداث مجزرة تلبيسة ومجازر أخرى كثيرة، وكانت تحصل مظاهرات الساعة 1:00 والساعة 2:00 والساعة 3:00 ليلًا، وكان النظام يقوم بقطع التيار الكهربائي ونحن إما أن نستعين بالراديو أو أجهزة أخرى حتى نعرف الأحداث التي أدت إلى قيام هذه المظاهرات.
أيضًا بعد "السبت الدامي" اتسع نطاق الحاضنة الشعبية يعني ليس فقط الثوار وإنما هناك مع الثوار من الأهالي يعني في النهار يعمل في محله أو متجره أو عمله وفي الليل يكون ثائرًا مع الثوار وينفذ ربما هجمات على حواجز النظام أو يقوم بمظاهرات ويعود في الصباح، ولا أحد يعرف بأنه منتسب إلى الثورة.
هذه الظروف استدعت ظهور الإعلاميين لتوثيق المظاهرات وإعداد الخطب والشعارات، بالإضافة إلى تجهيز مكبرات الصوت وتجهيز كل ما يتعلق بالمظاهرات من قبل الإعلاميين والموثقين.
أيضًا أهم ما يميز هذه المرحلة هو اشتراك طلبة المدارس في الحراك الثوري وكل المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية ذكورًا وإناثًا، وأهم ما يميزه هو اشتراك طلبة المدارس في المرحلة الابتدائية، وأنا لا زلت أذكر أسماء أشخاص كانوا يقودون المظاهرات، مثل: حسان وخالد وأحمد وسعد وكلهم كانوا يقودون المظاهرات باتجاه حواجز النظام، وأحيانًا تصل مظاهراتهم إلى مقرات الأجهزة الأمنية، ودائمًا أنا كنت أحذرهم من مواجهة قوات النظام؛ لأنهم قد يستهدفونهم وكانوا ببراءة الطفولة يقولون: إن مظاهراتنا محمية. وأنا أسألهم: كيف محمية؟ فيقولون: إن فلانًا يحمل خنجرًا وفلانًا يحمل جناية (آلة حادة للقتال)، وفلان يحمل ساطورًا وهو يعتقد أنه إذا حمل هذه الأدوات فإن المظاهرة تعتبر محمية.
أيضًا مشاركة الحرائر لأول مرة ولأول مرة تشترك الحرائر في مظاهرات البوكمال، وأغلب الحرائر وخاصة اللواتي كان لهن معتقلون إذا كان أخًا أو ابنًا فإنها كانت تشارك في المظاهرة وتشارك بإطلاق الهتافات وعددهن بالعشرات خاصة بعد صلاة الجمعة.
أيضًا هذا بالنسبة للوضع الداخلي في البوكمال وما يخص الثورة، وأما بالنسبة لما يخص النظام فالحقيقة أنه بعد أحداث "السبت الدامي" بدأ النظام يعزز من القبضة الأمنية؛ لأنه أصبح يوجد دماء وسقط في "السبت الدامي" خمسة شهداء، فأصبح النظام يعزز من القبضة الأمنية ووضع الحواجز العسكرية والعديد من الحواجز مثل: حاجز السكرية وحاجز الجسر الواصل بين الباغوز والبوكمال وحاجز الثروة السمكية وحاجز جسر السويعية وحاجز الهجانة وحاجز عند مدخل مدينة السكرية من أجل السيطرة على مداخل ومخارج المدينة؛ لأن الثوار بدؤوا يقلقون الأجهزة الأمنية والعسكرية.
ولجأت قوات النظام والسلطة الأمنية في المدينة إلى إحداث الفتن والإيقاع ما بين الثوار وأبناء الريف وخاصة أنه ظهرت العديد من الفتن ومنها فتنة السكرية التي تم احتواؤها وتجاوزها وخاصة ما بين وجهاء البوكمال ووجهاء الريف ومخاتيرها وشيوخها، وكلهم استطاعوا احتواء هذه الفتنة وإطفاءها بالإضافة إلى فتنة السويعية الأولى حيث استخدم النظام عددًا من شبيحته بعشرات السيارات وتجولوا في المدينة وبدؤوا يطلقون الشعارات المؤيدة للنظام والنار، وهذا ما استفز شعور الثوار فأدى إلى قيام مظاهرة عارمة وحاشدة، واستطاعت مواجهة الشبيحة وطردهم خارج المدينة مما اضطر قوات الأمن أن تتدخل ضد المظاهرة، وتمكنت من قنص أحد الطلاب ليقع أول شهيد من الطلاب في ثورة البوكمال وهو الشهيد يعقوب إبراهيم اليعقوب.
أيضًا وصول لجنة المراقبين العرب في البوكمال بسبب تصاعد الأحداث في مدينة البوكمال، وكما نعلم أن لجنة المراقبين العرب كانت قد دعت إليها الجامعة العربية في أحد اجتماعاتها أعتقد في تاريخ 22 كانون الأول/ ديسمبر 2012 [المقصود هو 22 تشرين الثاني/ نوفمبر - المحرر] وجاءت لجنة المراقبة إلى البوكمال بتاريخ 15 كانون الثاني/ يناير 2012، ودخلت فقط إلى شمال المدينة يعني في منطقة المراكز الأمنية يعني بلدية البوكمال وشعبة الحزب، وكما يبدو أن الأجهزة الأمنية أوقفتها وأوهمتها أن هذا هو مركز المدينة في حين كان ينتظرها عدد من الثوار في ساحة الحرية، وكان لهم مطالب كثيرة منها إطلاق الحريات وإبعاد القبضة الأمنية عن المتظاهرين وإجراء انتخابات حرة وانتقال سياسي لا دور للأسد (بشار الأسد) فيها، وكل هذه الأمور كان من المفترض تقديمها إلى لجنة المراقبة، ولكن للأسف بعد أن أيقن الثوار أن لجنة المراقبة هي موجودة بالقرب من بلدية البوكمال وفي شعبة الحزب (حزب البعث) قاموا بمظاهرة وشجبوا فيها الأجهزة الأمنية ولجنة المراقبة وشجبوا كل من يقف معهم؛ لذلك اضطرت قوات الأمن أن تتدخل مع وجود لجنة المراقبة، وأن تتدخل في ساحة الحرية وتطلق النار على المتظاهرين والمحتجين وهم في الحقيقة ليسوا متظاهرين في البداية، وإنما هم جاؤوا محتجين حتى يقدموا برنامجهم فأطلقوا النار وتحولت هذه الجموع المحتجة إلى مظاهرات حاشدة واجهت قوات الأمن يعني لم تهرب ولم يهرب الثوار من إطلاق النار من قبل الأجهزة الأمنية.
كان عندنا "ثلاثاء الغضب" في البوكمال، وهنا يجب أن نفرق ما بين ثلاثاء الغضب البوكمالي الذي كان -أعتقد- في تاريخ 14 شباط/ فبراير 2012 وثلاثاء الغضب السوري الذي كان ضد روسيا في تاريخ 13 أيلول/ سبتمبر 2012، وثلاثاء الغضب البوكمالي هو في يوم الثلاثاء في ساعات الصباح الأولى فجرًا حيث استيقظت المدينة على أصوات انفجارات هائلة، وأعتقد أنه أطلقها الثوار إيذانًا بالإضراب العام ووقوفًا مع المدن السورية التي تتعرض لحملات الاقتحام والاعتقال ضد هذه المدن السورية في حمص ودير الزور ودرعا ودمشق وريف دمشق.
ومما صعّد الأحداث في "ثلاثاء الغضب البوكمالي" وطبعًا هذا أدى إلى منع التجوال وأصبحت الحواجز الأمنية تطلق النار على كل شيء يتحرك وخاصة في وسط المدينة مثل: حاجز النفوس بجانب المخفر والمحكمة وفي ذروة النهار على ما أعتقد بين الساعة 11:00 والساعة 12:00 تم إطلاق النار؛ ليسقط أول شهيد في هذا اليوم وهو الشهيد إياد الحسيب، وتم إطلاق النار عليه من حاجز المخفر وهذا ما جعل الأوضاع تتأزم وأدى إلى قيام اشتباكات ما بين الثوار والحواجز العسكرية المنتشرة في المدينة التي أصبحت أيضًا هدفا للثوار، وطبعًا تحول موكب الجنازة إلى تشييع وإطلاق شعارات ضد النظام وإسقاط رأس النظام وضد الأجهزة الأمنية، وأثناء الصلاة في مسجد الرحمن الصلاة على الشهيد تم حصار مسجد الرحمن وإطلاق النار على المسجد في سابقة خطيرة [تحصل] لأول مرة وهي استهداف مراكز العبادة، وبقي المشيعون محاصرين لعدة ساعات حتى تم فك الحصار عنهم، وخرجوا أيضًا بنفس الروح وهم يرددون: "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله". ويهتفون بشعارات ضد الأجهزة القمعية في مدينة البوكمال مما دفع بهذه الأجهزة إلى إطلاق النار على المشيعين وسقوط أربعة شهداء آخرين وطبعًا هذا زاد من الغليان الشعبي ضد أجهزة النظام القمعية في ثلاثاء الغضب.
أهم نقطة من نتائج "السبت الدامي" هو تشكيل الجيش الحر الذي تشكل في بداية عام 2012، وتشكل من عدد من الثوار ومن الجنود والضباط المنشقين من أبناء مدينة البوكمال ومن خارجها، وشكلوا نواة للجيش الحر في بداية عام 2012 وكانت مهمته ليست فقط حماية المظاهرات، وإنما مواجهة قوات النظام التي بدأت بالتعدي على المظاهرات.
في بدايات تكوين الجيش الحر يعني الجيش الحر الذي تشكل في البوكمال هو ليس من الضباط، وهذا سبب من أسباب -فيما بعد- تدهور الجيش الحر يعني كلهم كانوا من القادة المدنيين، وكان الشهيد بركات المطر هو قائد لواء القادسية، وكان محمد العزيز هو قائد لواء الشهيد عمر المختار وكان قائد كتائب الله أكبر هو خزعل الحمود وكان قائد لواء الله أكبر هو صدام الجمل قبل أن ينحرف وينسف تاريخه الثوري باتصاله مع التنظيمات المتطرفة.
بالنسبة لتسليح الجيش الحر كان في البداية. وحتى بالنسبة لـ "السبت الدامي" كانت الأسلحة كلها فردية يعني مسدس أو سلاح صيد والقليل جدًا من حملوا الكلاشنكوف يعني كان السلاح محليًا وبعدها نتيجة الهجمات على المفارز الأمنية أو قوات الأمن استطاعوا الحصول على كميات من السلاح وبالمقابل جاءهم دعم تسليحي من بعض الدول.
طبعًا قام الجيش الحر بأعمال عسكرية ضد جيش النظام خارج وداخل مدينة البوكمال قبل وبعد تحريرها، وأول هذه الأعمال هو السيطرة على المعبر الحدودي وكان في يوم الثلاثاء بتاريخ 19 تموز/ يوليو 2012، والمعبر الحدودي كما نعلم يبعد حوالي 8 كيلو متر عن البوكمال يعني حتى بعد أن سيطر الجيش الحر على المعبر الحدودي وكأن البوكمال انقسمت إلى قسمين: قسم من ساحة الحرية وحتى المعبر الحدودي بيد الثوار ولا تستطيع قوات النظام الدخول إليه، وقسم شمالي الذي يضم المراكز الأمنية أو المقرات الأمنية وطبعًا هذا في يد قوات النظام.
أيضًا الدخول في اشتباكات متواصلة مع المخافر الحدودية بين العراق وسورية وخاصة في البادية السورية مثل: مخفر الخرش ومخفر البعاجات ومخفر المحطة الثانية ومخفر الوعر، وأغلب العناصر الموجودين (عناصر الهجانة) انسحبوا والبعض منهم تمكن الجيش الحر من تأمين انشقاقهم.
أيضًا تم تحرير كتيبة الهجانة في البوكمال بتاريخ 24 آب/ أغسطس 2012 وتحرير كتيبة الدفاع الجوي كان بتاريخ 30/8/2012 آب/ أغسطس أو بتاريخ 31/8/2012 (الدقيق هو تاريخ 31/8/2012 - المحرر) وتحرير المخافر الحدودية في الشامية والجزيرة، ونحن عندنا مخافر حدودية على الحدود العراقية السورية في الشامية والجزيرة تم تحريرها بالكامل، يعني تقريبًا تم تحرير 18 نقطة عسكرية من قبل الجيش الحر.
أهم عمل قام به الجيش الحر هو إسقاط مروحية لقوات النظام وكان ذلك في حاوي الغبرة بتاريخ 15 نوفمبر/ تشرين الثاني وأسر قائدها وعدد من عناصرها، وتم سحل الطائرة في شوارع البوكمال وسط احتفالات وبهجة الأهالي، وذلك اليوم حصلت فيه مظاهرات واحتفالات نتيجة لسقوط هذه الطائرة، وكما تشير الروايات أنه من أسقطها هي سرية عمر المختار يعني قبيل تحرير المدينة بأيام أو أسابيع.
أيضًا الجيش الحر قام بأهم عمل وهو محاولة قطع الإمداد من البادية السورية ما بين قوات النظام والحدود على معبر التنف، حيث كانت تصل الإمدادات عن طريق النظام العراقي فحدثت اشتباكات كبيرة جدًا، واستشهد في هذه الاشتباكات قائد لواء القادسية الذي كان هو بالأساس قائد جيش الله أكبر، يعني قائد هذه الفصائل والكتائب العسكرية استشهد ومعه حسن طلال العمر، وطبعًا استطاعوا تأمين انسحاب الجيش الحر؛ لأنه في الحقيقة وصلت معلومات للنظام واستطاع النظام عن طريق الطيران أن يرصد هذه التحركات للجيش الحر وصد هجوم الثوار.
أيضًا ساهم الجيش الحر في انشقاق عدد من العسكريين في مدينة البوكمال وخارجها والمشاركة في القتال مع الجيش الحر.
كما شارك مع فصائل الجيش الحر في تحرير عدد من المدن السورية الثائرة وطرد قوات النظام عن طريق المساعدة في تحرير كتيبة المدفعية في مدينة الميادين والمشاركة في عدد من المعارك في دير الزور ضد قوات النظام، مثل: معركة المطار ومعركة الحويقة ومعركة الصناعة وسقوط شهداء وجرحى من الجيش الحر التابع لمنطقة البوكمال والاشتراك في معارك الغوطة واستشهاد عدد منهم في القصف الكيماوي والاشتراك في معارك القلمون في ريف دمشق ومحاولة اقتحام مستودعات مهين العسكرية في ريف حمص الشرقي واقتحام مستودعات 555 في القلمون الشرقي واغتنام كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة وعدد من الدبابات، بالإضافة إلى ذلك قام الجيش الحر بتقديم الدعم المعنوي بحضور المظاهرات في المناطق المحررة كما في حمص وريف دمشق وغيرها.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/08/13
الموضوع الرئیس
عمليات التحرير والسيطرة على الأرضالحراك في البوكمالكود الشهادة
SMI/OH/138-06/
أجرى المقابلة
همام زعزوع
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2011 - 2012
updatedAt
2024/04/20
المنطقة الجغرافية
محافظة حمص-التنفمحافظة دير الزور-مدينة البوكمالشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش السوري الحر
الجيش العربي السوري - نظام
جامعة الدول العربية / الجامعة العربية
بعثة المراقبين العرب
لواء الله أكبر - البوكمال
كتيبة الله أكبر - البوكمال
لواء القادسية الإسلامي - البوكمال
كتيبة عمر المختار - البوكمال
كتيبة القادسية - البوكمال
مستودعات مهين
كتيبة المدفعية - الميادين - نظام
تنسيقية البوكمال
معبر البوكمال - القائم
ثكنة الهجانة - البوكمال - نظام