التحضيرات والاستعدادات لتحرير مدينة تل أبيض وبدء التشكيلات العسكرية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:07:02:11
نبدأ الكلام عن التحضيرات والاستعدادات لتحرير مدينة تل أبيض، قبل تحرير المدينة بدأنا كناشطين ثوريين في مدينة تل أبيض بالاجتماعات السرية مع بعضنا، ونبحث ماذا سنفعل، مثل بقية المناطق في سورية، وتحررت قبلنا مدينة منبج وريف حلب الشمالي أغلبه كان محررًا، وبدأت تواصلاتنا مع أصدقائنا الثوريين في ريف حلب الشمالي، وأتوا إلينا بزيارات سرية، وأمنّا لهم الطريق وبدأنا نجلس جلسات خارج المدينة، مثلًا عند أحد أصدقائنا الأستاذ وائل العبّاس في قرية كصاص، وأتت جماعة من كتائب الفاروق، وكان هو اسمًا لامعًا وفصيلًا جيدًا في بداية الثورة، وكان مستلمه (قائده) عبد الرزاق طلاس، وكان هناك شخص من الرقة هو القائد العسكري [للفاروق] اسمه أبو عزام فاروق (محمد الضاهر- المحرر)، وأتى إلينا إلى تل أبيض، وهو معروف بثوريته، وهو أصلًا من مدينة الطبقة وكان طالبًا جامعيًا يدرس في حمص، والرجل ناشط كان في المظاهرات وكان ناشطًا قويًا جدًا، وعمل في الثورة في حمص وفي ريف حلب وفي دمشق، وأكثر عمله تمرَّس عسكريًا في مدينة حمص، وتم التواصل معه وأتى زيارة سرية إلى تل أبيض، وبدأنا نناقش كيف سيتم تحرير مدينة تل أبيض، وبدأ التواصل مع ريف حلب، وما هي الفصائل التي ستأتي لتحرير مدينة تل أبيض، كون أنّه لم يكن لدينا فصائل مسلحة، وكنا جديدين على الثورة وكانت كلها كلامًا، وكل أربعة أشخاص يجتمعون مع بعض، حتى تنضج ونكون على استعداد بدأنا التواصل مع أصدقائنا الثوريين، وبعد تلك الاجتماعات قررنا أن نجلس جلسة في مدينة سلوك في ظل النظام وكان قائمًا، وتواعدنا في الساعة الواحدة ظهرًا في مدينة سلوك في بيت المرحوم الحج قطاف، وأخبرنا الشباب وأتانا الأستاذ خالد الحاج صالح ومعاذ الهويدي وخليل الحاج صالح، وقطعناهم (أوصلناهم) تهريبًا من الحدود، واجتمعنا وكنا أكثر من 100 شخص في وضح النهار في مدينة سلوك في نهاية شهر حزيران/ يونيو 2012، وجلسنا، وجميع الثوريين المعروفين كانوا موجودين، طبعًا كانت فكرة بناء الكتائب موجودة، أن نبني فصائل لمدينة تل أبيض، فكل شخص منا كثوريين حاول أن يلتقي مع مجموعة ويشكّلون كتائب، ولم يكن في الإمكان تشكيل كتيبة واحدة، وبدأنا أفكارًا أن نبني كتائب منفردة، ففي ظل النظام لا يمكن بناء جسم مسلح واحد، فصائل سرية، وعند الطلب حين يتم إعلان التحرير، تكون الفصائل مستعدة للعمل المسلح لتحرير مدينة تل أبيض، ونحن كثوريين ما زلنا كل واحد على رأس عمله، وأغلب الموجودين نحن الذين خرجنا في الثورة كلنا نعمل بالدوائر [الحكومية]، وأغلبنا بعثيون، وأنا كنت في حزب البعث العربي الاشتراكي، مجبور [لأنضم] بالحزب، أنا كنت مدير بنك على البوابة الحدودية، والأستاذ حسان مدير مكتب حبوب، والذين كانوا مُديري مدارس أو مهندسين أو محامين، وكل شخص مرتبط مع النظام بعمل رغمًا عنه، لذلك نعمل في الثورة سرًا أو ليلًا، وفي النهار نحن نداوم، وأنا كنت مداومًا في البوابة، وأخرجت عددًا كبيرًا من المطلوبين من البوابة، ولو أنني مكشوف وظاهر لكان ألقي القبض عليّ وانتهى الأمر، فكنا نجلس جلساتنا ونتظاهر أننا ذاهبون من أجل أن نسهر، فنجتمع بغاية التنسيق، المهم في اجتماع سلوك حاولنا أن نجمع ونشكل أكبر قدر ممكن من التنسيق بين الكتائب، تنسيق عملي، في حال تم تحرير منطقة ما يجب على الكل أن يشارك في التحرير.
لحد (إلى حين) اجتماعنا في مدينة سلوك كان هناك كتيبة واحدة مشكّلة فقط وهي كتيبة القادسية، وتشكّلت في مدينة سلوك كونها بعيدة عن المركز، وأخذت مقر المركز الثقافي في مدينة سلوك والذي يبعد 800 متر عن مركز الناحية وعلنًا جهارًا نهارًا، وموجودون ويحملون أسلحة والنظام موجود، ولم يحاول النظام الاقتراب منهم، السلاح الموجود في الكتيبة هو عبارة عن سلاح شخصي، تبرعات شخصية، الذي لديه بارودة (بندقية حربية) وبومبكشن (بندقية صيد)، وتصوّر [أنّ] قذائف آر بي جيه لم يكن لديهم، هي عبارة عن أسلحة شخصية، مساعدات ومن بعض المتبرعين، وأصبح عدد الكتيبة حوالي 40 شخصًا، كل شخص شعر أنه مطلوب ولا يمكن أن يبقى في البلد أتى إلى الكتيبة وانضمّ إليها، وهناك قرية بعد سلوك اسمها قنيطرة، وأهل قنيطرة على الحدود كانوا آخذين الاتجاه السلفي، وقبل أربعة أشهر كان هناك شخص اسمه أحمد حسنا من الأمن العسكري، وهو مستلم القطاع الشرقي لمدينة تل أبيض، وكان يركب على الموتور(دراجة نارية) يدور (يتجول) من تل أبيض إلى حدود رأس العين، في كل هذه المنطقة المسح الأمني تابع له، وأحد الأيام تفاجأنا عند الصبح أنَّ أحمد حسنا مقتول بين سلوك ومدينة تل أبيض، كان راكبًا على الموتور، مرّ من جانبه موتور آخر وأطلق عليه رصاصًا وقتله، من الذي قتله؟ لا أحد يعرف، حتى النظام لا يعرف ولم يحقق بشكل جيّد، وبعد تحرير تل أبيض عرفنا من قتله، والذين قتلوه أهل قنيطرة، وسيطروا على مخفر وأخذوا منه أسلحة، وهنا بدأت الأسلحة تتوفر من النظام، يأتي شخص منشق معه بارودته، شرطي منشق معه بارودة، هاجموا مخفرًا وأخذوا بواريد، بصيغة جمع مساعدات جمعنا مبالغ، تم تشكيل لجنة لجمع مبالغ للاجئين وتم تحويلها لشراء بعض الأسلحة، وكان أمين الصندوق -رحمه الله- الحج وليد السخني، وهو سبب تحرير مدينة تل أبيض، وهو إنسان مُتّقٍ ونظيف، ولم يرضَ أن يعمل مع [كتيبة] القادسية، وعمل وحده مع مجموعة شباب لديهم مجموعة، وانشق في يومها نقيب من الرقة اسمه أبو الحسن، وكان في مطار حلب وانشق وأتى إلى تل أبيض، والمكان الآمن الوحيد في مدينة سلوك، وهنا انشقّ لدينا عدد من الضباط من دير الزور ومن حمص ومن حماة وأتانا مجموعة ضباط، وكون الضباط موجودين تم تشكيل مجلس عسكري في مدينة تل أبيض، وشُكل قبل التحرير في أيار/ مايو أو حزيران/ يونيو 2012، هم مجموعة من الضباط تم رعايتهم من قبل قرية حشيشة، آووهم أهل قرية حشيشة، فأصبح الاجتماع والقرارات في المجلس العسكري بقرية حشيشة، ومجموعة الضباط الذين كانوا هم ضباط متمرّسين عقداء، منهم العقيد حسين الكلش، والعقيد أبو أحمد -رحمه الله- تُوفي، وهو اختصاص هندسة عسكرية واستشهد لاحقًا في 2016 أو 2017 أثناء تفكيك لغم في ريف حلب الشمالي، ومجموعة الضباط أثناء تشكيل المجلس العسكري، قلنا لأنفسنا: -كي لا نخطئ خطًأ عسكريًا- هؤلاء ضباط ومدرَّبون، وكما تعرف شباب الثورة خرجوا ولا أحد منهم قد خدَم في الجيش، ولا يعرف كيف يحمل البارودة (بندقية حربية)، وليس لديه تكتيك عسكري وخطط عسكرية، قلنا لنفسنا: الضباط يدرّبونهم عسكريًا ويعلّمونهم على الاقتحام وفكّ البارودة وتركيبها، لأن الشخص إذا لم يكن يعرف جيدًا قد يطلق النار على نفسه، وقد حدث ذلك والحوادث كثيرة، وفي تلك الفترة الثورة أصبحت بحاجة لدعم مادي، من أين ستؤمّن الدعم المادي أو الأسلحة؟، إما بالإغارة على مفارز النظام أو تأتي بتمويل خارجي، والإغارة على مفارز النظام كانت أفضل من أن تأخذ دعمًا خارجيًا مرتبطًا بأجندات، ونحن لم نحبّ الأجندات، تأخذ من أبناء المنطقة المتبرّعين، وإلى الآن لم يكن هناك إجبار على دفع المصاري (الأموال).
فكّروا بمنطقة بين رأس العين وتل أبيض اسمها الشركة الليبية، وكان فيها مستودعات حبوب وأغنام وفيها يعني... وخرج (تستحق) الشخص يهاجمها ويستفيد منها، فشكّل الحاج وليد مجموعة، وأغار على الشركة الليبية، ويوجد سيارات حبوب محمّلة، يأتي بالحبوب ويبيعونها، وبثمنها يشترون أسلحة ويغطّون حاجتهم المادية، وأثناء ذهابهم شاءت الصدف أن يتصدّى لهم النظام، وأثناءها كان القائد العسكري موجودًا النقيب أبو الحسن، وأثناء تلك المعركة استشهد الحاج وليد السخني، استُشهد أثناء الاقتحام، وأبو الحسن طُعن في رجله وتم إسعافه إلى تركيا إلى أورفا، والحاج وليد السخني أتانا الخبر أنَّه استشهد في الشركة الليبية، ونحن الثوريين حين سمعنا [الخبر] الكل حزن، كونه أول شهيد سقط في تل أبيض..
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/05/25
الموضوع الرئیس
عمليات التحرير والسيطرة على الأرضكود الشهادة
SMI/OH/41-07/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
أيار/ مايو - حزيران/ يونيو 2012
updatedAt
2024/08/13
المنطقة الجغرافية
محافظة الرقة-مدينة تل أبيضشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
كتائب الفاروق
كتيبة القادسية - الرقة
مفرزة الأمن العسكري في تل أبيض