تحرير معبر البوكمال القائم ونزوح الأهالي إثر اشتداد قصف النظام
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:16:22:01
كما نعلم أن محور الثورة هو الجيش الحر والحاضنة الشعبية والمتظاهرين وأهم عمل للجيش الحر في مدينة البوكمال وخاصة بعد أن تم تحرير المخافر الحدودية إن كانت في الشامية والجزيرة أن أصبح المعبر الحدودي مفتوحًا باتجاه الثوار وتمت السيطرة عليه أعتقد في يوم الثلاثاء 19 تموز/ يوليو 2012 وبالسيطرة على هذا المعبر حدثت متغيرات كثيرة ومن هذه المتغيرات هو تمكين الجيش الحر في مدينة البوكمال، وقُسّمت المدينة إلى شطرين تقسيمًا شكليًا، والشطر الأول من مخفر المدينة أو من حاجز المخفر باتجاه المربع الأمني الذي كان يخضع لقوات النظام بينما من حاجز المخفر وحتى المعبر الحدودي كانت السيطرة فيه للثوار وللجيش الحر، وقد حدّ من قدرة الأجهزة الأمنية على التحرك، وهي كانت تتحرك كما تشاء في الليل والنهار، وهذا حدّ من حركتها من أجل الاعتقال، وكانت فقط تتحرك ليلًا بعد منتصف الليل أو الساعة الثانية أو الثالثة قبل الفجر من أجل مداهمة المنازل والاعتقال وهذا هو أهم شيء.
المعبر الحدودي بسبب العلاقات السياسية بين العراق وسورية على مستوى نصف قرن تقريبًا كان معطلًا ولا يخدم البلدين ولا يخدم مدينة البوكمال تجاريًا، وربما يخدم بعض أمور التهريب وغيرها فكان المعبر مغلقًا بسبب الظروف السياسية كما تحدثت والمعبر في الحقيقة يبعد عن مدينة البوكمال حوالي 8 كلم واسمه معبر البوكمال القائم، وكان يشكل حركة اقتصادية كبيرة للمدينة، لمدينة البوكمال أو القائم العراقية، ولكن دائمًا هذا المعبر كان معطلًا بسبب هذه الظروف التي تحدثت عنها، وتم استلام المعبر بعد أن تمت السيطرة على المخافر الحدودية التابعة للنظام سواء في الشامية أو الجزيرة تم استلام المعبر وتسليمه بدون مقاومة لأنه لا يوجد جيش والجيش إما أنه هرب أو انشق وأصبح يتبع للجيش الحر وبقيت المنطقة مفتوحة بدون أن تتدخل أي جهة يعني حتى العراق لم يتدخل لا مع النظام ولا مع الجيش الحر.
الذي استلم إدارة هذا المعبر هو الجيش الحر والمجلس المحلي فيما بعد، وكما نعلم أنه في تاريخ 19 تموز/ يوليو لم يكن عندنا مجلس محلي، وإنما المجلس المحلي تشكل في يوم الأربعاء في تاريخ 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2012 يعني قبل خروج النظام تقريبًا بعدة أسابيع، وأما السيطرة في البداية كانت للجيش الحر، وكما نعلم أيضًا بأنه عندما عجز النظام عن مواجهة ثورة البوكمال استخدم الحل الأمني والعسكري ومع قصف أول قذيفة باتجاه المدينة يعني كان -أعتقد- بنفس اليوم بتاريخ 19 تموز/ يوليو 2012 وهذه القذيفة أدت إلى أول مجزرة بالهاون واستهدفت آل ضويحي في حي الطويبة وقتلت تسعة أشخاص معظمهم من عائلة واحدة، وجرحت 18 شخصًا، ومنذ هذا التاريخ بدأ النزوح في مدينة البوكمال إما باتجاه القرى المجاورة في الشامية والجزيرة أو باتجاه العراق، وكان النزوح إلى العراق إلى مخيم جريجب في البداية ثم تحول إلى مخيم العبيدي.
المساعدات لم تأتِ بعد التحرير مباشرة، ولكن المساعدات في الحقيقة جاءت بعد أشهر وخاصة بعد تشكيل المجلس المحلي الثوري لمدينة البوكمال، وكما نعلم أن أهالي البوكمال أغلبهم في الأساس عراقيون من عانة ومن راوي والموصل وبغداد والدليم فكانت توجد علاقات جوار ما بين القائم والصحيح فأثناء وقبيل تأسيس المجلس المحلي وصلت مساعدات كثيرة من العراق، مثل: الطحين والسلال الغذائية وبعدها توقفت بعد المتغيرات التي حصلت.
نحن في القصف الجوي أو القصف المدفعي الذي حصل بتاريخ 19 تموز/ يوليو 2012 يعني النظام استخدم المدفعية والهاون لمدة أربعة أشهر في البوكمال، وقصف خلالها أكثر من 4000 قذيفة أدت إلى استشهاد أكثر من 200 شخص وجرح أكثر من 600 شخص و[قام ب] تدمير 500 منزل ومدرسة ومسجد ومحل تجاري ومنشأة خلال هذا القصف، وأدى هذا القصف إلى أول عملية نزوح من خارج البوكمال وبدأت المدينة تتفرق بشكل يومي؛ لأنه مع كل قصف مدفعي كان يوجد نزوح إلى القرى المجاورة أو إلى العراق.
لم يكن النظام يستخدم فقط القصف المدفعي وإنما القصف المدفعي كان في شهر تموز/ يوليو، وفي شهر آب/ أغسطس بدأ بالقصف الجوي استعدادًا لترحيل ولنزوح أهالي المدينة فكان القصف الجوي قد بدأ بتاريخ 20 آب/ أغسطس 2012 وقام بأكثر من 540 غارات أنا قد وثقتها، وكان من نتائجها أيضًا سقوط أكثر من 300 شهيد و800 جريح بالإضافة إلى تدمير 600 منزل ومدرسة، وكان التدمير بشكل كلي أو جزئي وكما نعلم بأنه تم توثيق هؤلاء الشهداء والمنازل والمدارس تم توثيقهم في المجلس المحلي عندما كنت في المجلس المحلي في مدينة البوكمال.
بعد أن عجز النظام عن مواجهة الجيش الحر ومواجهة الحاضنة الشعبية والمتظاهرين لجأ إلى الفتن من أجل الإيقاع بين الثوار ومن أجل الإيقاع بين أهالي الريف والمدينة، ولكن أنا أقول: إنه كان سواء أهالي المدينة أو الريف على وعي عال من هذه الأعمال والحمد لله كل هذه الفتن مرت بسلام ومن هذه الفتن، وأنا تحدثت في فترة سابقة عن فتنة السكرية وفتنة السويعية الأولى، وأيضًا الآن عندنا فتنة السويعية الثانية وكان سببها أن عناصر من الجيش الحر كانوا قد ذهبوا إلى قرية السويعية لتصليح سلاح مضاد للطيران وهذا ما أثار حفيظة الأهالي، وحاولوا إخراج الجيش الحر والسبب هو حتى لا يأتي الطيران ويقصف قرية السويعية التي كانت تضم بالإضافة إلى أهالي القرية النازحين وهذا هو السبب، والحمد لله تمكن المخلصون سواء من أهالي البوكمال بالرغم من أنه في البداية قامت حواجز لمؤيدي النظام في القرية والذين استغلوا هذه العملية أو من قبل الجيش الحر استطاعوا التقريب ما بين الاثنين وإطفاء هذه الفتنة.
توجد أيضًا فتنة أخرى وهي فتنة السلاح وطبعًا الجيش الحر اتهم عددًا من مؤيدي النظام في قرية السويعية بحصولهم على كميات من السلاح عن طريق جامع جامع رئيس المخابرات العسكرية في المنطقة الشرقية يعني دير الزور والحسكة والرقة، ولكن حصلت مشادات ومشاحنات واشتباكات وتدخل الأهالي كعادتهم والمخلصون من أهالي القرية والمدينة واستطاعوا احتواء الموقف وإطفاء نار الفتنة.
أيضًا عندنا فتنة صفقة السلاح المشبوهة وصفقة السلاح المشبوهة كانت بتاريخ 1 أيار/ مايو 2012 عندما تم عقد صفقة مع الجيش الحر، والصفقة كانت عن طريق أجهزة الأمن وعن طريق شخص كان ينتحل شخصية على أنه مهرب سلاح وتمكنوا من استجرار عناصر من الجيش الحر إلى محطة المياه شمال غرب المدينة، وتفاجأوا بكمين للمخابرات العسكرية، وأطلقوا النار وقتلوا ثلاثة من عناصر الجيش الحر بعد أن حرقوا السيارة وحرق جثثهم والشهداء هم نوري المهيدي وخالد الربيع وعمر ميزر الطوكي استشهدوا في 1 أيار/ مايو 2012.
أيضًا نفط الحسيان وكما نعلم أن نفط الحسيان يقع في غرب المدينة، وهذا النفط سيطر عليه لواء عمر المختار منذ بداية التحرير أو قبيل التحرير بأسابيع واعترض على هذه السيطرة؛ لأن البئر كان يضخ النفط ووصلت وارداته بين خمسة وستة مليون ليرة سورية بشكل يومي، فاعترض عليه عدد من الأهالي وخاصة الموالون للنظام في قرية السويعية وحصلت اشتباكات ومشادات وجُرح قائد لواء عمر المختار، وجُرح من الطرف الثاني شخص آخر، وأيضًا تدخل العقلاء والمثقفون وحاولوا إطفاء هذه الفتنة التي دائمًا يدفع نحوها النظام.
تم الحمد لله وأد هذه الفتن وإجهاضها.
بعد أن استخدم [النظام] الحل الأمني والقصف بالطيران بتاريخ 20 آب/ أغسطس 2012 لجأ النظام إلى ارتكاب مجازر متعددة ضمن أكثر من 500 غارة جوية وكانت المجزرة الأولى في مسجد المصطفى التي سقط خلالها أكثر من 15 شهيدًا وعدد من الجرحى وتدمير المنطقة بالكامل والأضرار بجامع المصطفى.
المجزرة الثانية كانت مجزرة آل كسار وسقط خلالها عشرة أشخاص من عائلة واحدة، بالإضافة إلى جرحى وتدمير المنطقة وتخريبها، وارتكب النظام مجازر أخرى وأنا تحدثت عن مجزرتين سقط خلالهما 25 شهيدًا وكان عدد الشهداء بالقصف الجوي أكثر من 300 شهيد، وهذا يعني أنه يوجد عدد من مجازر الطيران الذي كان يقوم بالقصف على مدار أكثر من ثلاثة شهور، واستمر القصف لحوالي أربعة شهور بشكل يومي، ولم يتوقف إلا أثناء تحرير المدينة في تاريخ 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012. وطبعًا هذا القصف أدى إلى حدوث أكبر موجة نزوح في المدينة وفرغت المدينة تدريجيًا مع بداية هذا القصف، وأكثر من 75% من الأهالي غادروها باتجاه الشامية والجزيرة والعراق، وبدأت المدينة تتفرق وهذه إحدى سياسات التفريغ والتغيير الديموغرافي القائمة الآن على قدم وساق وخاصة بعد عام 2017.
هذه شهادة لله والتاريخ أن أهالي الريف في الشامية والجزيرة وفي منطقة البوكمال الإدارية الممتدة من الحدود العراقية السورية وحتى الصالحية في الشامية وحتى مدن وبلدات الشعيطات في الجزيرة قد أدوا دورًا رائعًا في تقديم الطعام والماء والسكن للمهجرين وليس فقط لمهجري البوكمال، وإنما بعد أن تحررت المدينة في يوم السبت بتاريخ 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 جاء إلى المدينة آلاف من المهجرين وخاصة من حمص ودير الزور وتم تأمين المأوى لهم والسكن والغذاء والشراب، ووجد المهجر الحضن الدافئ في هذه المنطقة التي قدمها أهلنا سكان الريف.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/08/23
الموضوع الرئیس
عمليات التحرير والسيطرة على الأرضكود الشهادة
SMI/OH/138-07/
أجرى المقابلة
همام زعزوع
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/04/20
المنطقة الجغرافية
محافظة دير الزور-معبر البوكمال الحدوديمحافظة دير الزور-مدينة البوكمالشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجيش السوري الحر
الجيش العربي السوري - نظام
المجلس المحلي في مدينة البوكمال
كتيبة رضوان الله - لواء عمر المختار - البوكمال
معبر البوكمال - القائم