التمييز الطائفي بالتوظيف في حقول النفط وازدياد الملاحقات الأمنية
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:16:15:16
بداية الثورة كما تعرف فقد النظام السيطرة على كل الريف وفقد 90 % من مدينة كاملة (مدينة دير الزور) وبقي 10% هي المربع الأمني والمطار والمستودعات، وهنا بدأ الاستثمار في النفط وكان الاستثمار متنوعًا، استثمارًا عشائريًا وفصائليًا واستثمار عصابات، تفاجأنا وكانت مفاجأة لنا ضخامة الأموال التي كانت تخرج، أمعقول كنا نائمين كل تلك السنوات لا نعرف فعلًا؟ ونستغرب، وبعد ذلك عرفنا لماذا موظف النفط يأخذ ثلاث أضعاف وكم تأتيه تسهيلات وسلل من لباس وأكل ومعلبات عدا الراتب القوي الذي يستلمه، والسبب الأساسي هو الإيرادات القوية للحقول وتفاجأنا بعد ما استلمت أغلب الفصائل وهي التي استلمت الآبار والحقول، وهناك قصة مشهورة "حرق إبريق شاي على المصاري (النقود)" وكانت الأموال في وقتها وكل بئر يستلمه شخص أو كتيبة أو أشخاص تابعون لعشيرة، في دير الزور هناك مئات الآبار التابعة للحقول وكان بعض الآبار إيراداتها اليومية عشرات الملايين، وكان عدّ الأموال -كما تعرف الآبار كلها في الصحراء لا يوجد كهرباء ولا شيء- وعد المصاري بالكيلو في ميزان، تجلب شوال أموال والشوال مثلًا 10 كيلوغرامات متعارف عليه مثلًا 500 تساوي كذا فكان التعارف بين التجار يأتي ويعطيك شوال أموال بالكيلو. يقول أحد المستثمرين للآبار، وكانت له كلمة مشهورة، وقال: "ابن الكلب خمسين سنة كان مستلمًا كل الآبار ولم يغتنِ وأنا في سنة واحدة خربت الدنيا"! شخص واحد يستلم بئرًا وقال أنا خربت الدنيا في العقارات والسيارات التي أخذتها هو في الأربعين عامًا أين كانت تذهب تلك الإيرادات، فصدمة كبيرة عاشتها المنطقة بعد ظهور النفط بكثرة، صرنا بعدها نسأل موظفي الغاز والنفط، فأحد الأسئلة سألت أحد موظفي الغاز سؤالًا شخصيًا أتينا بسيرة الغاز أنَّ الغاز بعض دول الخليج يوزعه كما توزع المياه وهذا الشخص كان موظفًا في "حقل كونيكو" للغاز وقال: بالنسبة "لحقل كونيكو" مستعدون أن نوزعه عشرات السنين ولا ينتهي في الحنفيات (الصنابير)، قال لي نوزعه لكم كما نوزع المياه، فصدمة كبيرة، والموظفون قبل لم يكونوا يستطيعون أن يتكلموا، وأغلب المستلمين لمفاصل ضمن الحقول والإدارات كلهم من الطائفة العلوية، الخطأ كُفر وعمي الذي سُجن في أيام الإخوان (الإخوان المسلمين) أبوه كان موظفًا في النفط، كان سائق حفارة وسُجِن لأنَّه جلس مع شخص كان من الإخوان، وأنت حتى لو كنت سائق حفارة أو عاملًا في أحد الحقول تعتبر مناصب حساسة، ففصل وقتها بعد أن سجن 11 سنة واختفى بعد أن أخرجوه بالخطأ، كان مفصولًا من العمل وممنوعًا أن يعود إلى العمل، وكان العمل في وقتها قبل الأحداث، لماذا لا نصل لتلك المعلومة: الإيرادات الكبيرة، السبب أنَّ القبضة الأمنية كانت مشددة في هذا الموضوع، عدا كانت عشرات ومئات الآبار مفتوحة ومجهزة، ولكن يستخرجون منها الكمية التي يريدونها في التصدير إلى حمص ومحطات التصفية، فمحطات التصفية والإدارات العليا للحقول سواء النفط أو الغاز كلها كانت من الطائفة العلوية أو ما حولها، ويمكن يكون مسيحيًا، أما الطائفة السنية أو أبناء المنطقة فمحدود [وجودهم] ومن النادر أن ترى أحدًا من أبناء المنطقة مستلمًا لحقول، والمتعارف عليه دوليًا أنَّه يتم تخصيص جزء من إيرادات الحقول لتطوير المنطقة ونحن لا يوجد شيء من هذا، الصرف الصحي والأمور الثانية من عدة سنوات حصلت عندنا و"التزفيت" (تعبيد الشوارع) كذلك والكهرباء لها 30 أو 40 سنة، الجامعات بالنسبة لدير الزور لدينا جامعة الفرات تعتبر ترتيبها السادس أو السابع على كل سورية. لا يوجد خدمات بالنسبة لكل القرى والبلدات التي فيها الحقول أو الخدمات ضعيفة للغاية، تريد أمرًا مثلًا: لدينا مشفى الطب الحديث يعتبر في [مدينة] الميادين ظلوا عدة سنوات يبنون به حتى اكتمل بناؤه والخدمة التي كانوا سيقدمونها لا يقدمونها هكذا [دون مقابل]، وأنت كابن منطقة لك نصيب من تلك الإيرادات، وكانت كل الثروات تذهب بلا حساب ولا عتاب كله لجيوب القيادة.
بعد ما استلم "جامع جامع" ربما في 2008 بدأت الحملات الأمنية، وهو استلم الأمن السياسي أو العسكري (استلم الأمن العسكري - المحرر) يعني الأفرع الأمنية، وهنا تم إطلاق يد الأفرع الأمنية بشكل غير طبيعي، والحواجز صرنا نراها في الشوارع ومداخل القرى، في الليل تكون ماشيًا ترى حاجزًا أمامك: [يسألك:] [أعطني] هويتك، من أنت؟ وانتشرت الحواجز في الليل خصوصًا في الليل أو العصر [إذا] رأوا شابًا صغيرًا راكبًا موتور (دراجة نارية) لحقوه صادروا الموتور وهم بحجة التنظيم، والذي يرونه شعره طويلًا يقصونه له والذي يرون لباسه مشقوقًا يرمونه في السجن يومًا أو يومين وقتلة مرتبة (اعتداء بالضرب) بحجة أننا سنقضي على تلك الظواهر، [مثلًا] انتشار الأحذية المبوزة (الحادة) بعض الناس كانوا يقصون الأحذية، والذي يجدون معه سلاحًا مشكلة عظيمة، وإذا رأوا شخصًا مسرعًا في الموتور يأخذونه هو وموتوره، ولا تخرج حتى تدفع [المال]، عدا القتل الذي يحصل والحملات ليس فقط على الشباب، على الإسلاميين والجوامع وغيره، فكان تشديد كبير.
والحواجز في أغلب المدن والبلدات لم يكن هناك حواجز ربما حاجز على مدخل المدينة أما في القرى فكانت تنتشر حواجز يومية ودوريات يومية لدرجة كنا من سيخرج ليلًا وكان يخرج بعد المغرب أو العصر يعمل مئة حساب، يجب أن تحمل هويتك وتعرف أين أنت ذاهب وأين تأتي وممكن في أية لحظة تخرج الدورية وأغلبها من الطائفة العلوية والساحل، لا يفهم فيأخذك فورًا. وأذكر اعتقلوا كثيرًا من شباب قريتنا، تأتي السيارة ترى الشاب، أذكر أحد جيراننا كان ذاهبًا ليجلب دواءً في الليل لأمه فتم اعتقاله وضربه [وقالوا له:] لماذا [أنت] خارج في الليل ولماذا تركب موتورًا. وكانت المنطقة [يخيّم عليها] كبت غير طبيعي وتغلي (غاضبة). وفي بداية الثورة [كانت] انتفاضة غير طبيعية وذلك بسبب الإرهاب الذي تعيشه المنطقة، وإذا كنت أنت ذاهب للحصول على أية ورقة عادية؛ موظفين وإجازات، يجب أن تحسب مئة أمر للحصول عليها وإذا أردت أن تستخرج هوية أو دفتر عائلة بحاجة لواسطة، ويجب أن تحسب أنَّك ستتعرقل من أجل شخص أنَّه يريد مالًا أو أتى على باله أنَّه يريد أن يوقفك، وكانت منطقتنا بالمجمل بعد استلام جامع جامع إرهاب غير طبيعي. وكانت الشرطة ليس لها دور، الشرطة والجنائية، فصارت السطوة للأفرع الأمنية وخاصة الأمن العسكري، طبعًا مصادرة دراجات نارية وهذه الحملة كلها تحصيل مالي وإرهاب، وفي وقتها كان الأمن العسكري الناس حين تسمع به تجفل وتخاف أنَّه أمن عسكري، وسبّب أزمة قوية ضمن المنطقة، أنه وماذا بعد ذلك؟ ولكن الناس صامتة وصابرة لعلَّ الله يُحدث أمرًا وبعدها الله فتح.
بالنسبة لكل القرى، كل القرى [لا يوجد فيها مراكز امتحانية] ودومًا المراكز الامتحانية تتم في المدينة كل القرى يتم تقديم الامتحان في المدينة ونحن امتحاننا في مدينة الميادين والمستلمين للمراكز الامتحانية هم من المجمعات التربوية وهم متنوعون، والتابعون لوزارة التربية ومديرية التربية في الميادين لديهم خمسة مراكز امتحانية في الميادين، وكل مركز امتحاني في قرى معينة وفي صفوف معينة تقدم به، فكانت بالنسبة للذين لديهم علاقات مع الحزب (حزب البعث) والأفرع الأمنية، وهذه رأيتها في قاعتي كان معي ابن أخ لرئيس المجمع التربوي وقتها، فكان يأتي الفحص (الامتحان) ويسهلون له الأمر؛ أخرج مصغرات ويؤتى له بحل الأسئلة والقاعة التي كان فيها هو استفادت أنَّ فيها ابن أخ لرئيس المجمع التربوي أن سهِّلوا الأمر وسمحوا لهم بالنقل (الغش)، عدا أبناء الفرق الحزبية ورؤساء الفرق الحزبية في غير مراكز أو كذا في بعض الأحيان كان هناك أستاذ يأتي ينقِّل (يُغشّش) الطالب وكل مادة يأتي أستاذ للطالب ينقله مثل رئيس المجمع الحزبي أو ابن ضابط في الأمن.
[شهادة] البكالوريا (الثالث الثانوي) أخذتها في بداية الـ 2009 كان وقتها معدلي 216 من 240 وفاضلت هندسة نظم إلكترونية في جامعة حلب وقُبِلت لي أول رغبة، وكان (العام الدراسي) 2009 - 2010 أول سنة في جامعة حلب، ودرست في جامعة حلب ثلاث سنوات وبداية تحرير حلب وقفت وذهبت إلى منطقتي، بقيت تقريبًا سنة ونصف وبعدها اضطررت أن أرجع، وكانت حلب لم تتحرر بالكامل، نصفها مع النظام ونصف محرر، فاضطررت أن أرجع لأكمل دراستي وأكملت 2013 و2014 [حيث أني] أوقفتها 2012 و2013 بداية تحرير حلب وأتيت آخر 2013 وأكملت، في بداية 2015 تخرجت وكان يحق لي ماجستير ولم أكمل، كان الوضع الأمني لا يسمح حتى الإكمال بصعوبة اضطررت أن أكمل وعدنا وفي وقتها عدت إلى منطقتي وكانت تحت سيطرة "داعش".
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/08/25
الموضوع الرئیس
التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدأوضاع ما قبل الثورةكود الشهادة
SMI/OH/132-03/
أجرى المقابلة
بدر طالب
مكان المقابلة
اعزاز
التصنيف
مدني
المجال الزمني
قبل الثورة
updatedAt
2024/04/20
المنطقة الجغرافية
محافظة دير الزور-بقرصمحافظة دير الزور-محافظة دير الزورشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
فرع الأمن العسكري في دير الزور 243
حزب البعث العربي الاشتراكي
حقل كونيكو للغاز