الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مجزرة الظاهرية في ريف الحسكة، وسيطرة داعش على الرقة

صيغة الشهادة:

فيديو
صوتية
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:17:25:11

من الأشياء التي يجب الحديث عنها هي التي حصلت في الظاهرية في آخر تموز/ يوليو 2012، والظاهرية والقاسمية هي قرى في منطقة الجوادية في شمال شرق الحسكة وكان سكانها من عشيرة الزبيد، وكانت المنطقة من أول المتظاهرين ولديهم حراك ثوري، ومع تصاعد الحراك والمنطقة كانت مختلطة فيها عرب وأكراد ومسيحيون فاستطاعوا أن يكونوا نقطة جذب للتظاهر الثوري من بين كل الناس والفئات المحيطة بهم، وأنه نحن مع الثورة ضد النظام فكانت نقطة استقطاب جيدة للجميع وبدون أي حامل أيديولوجي أو قومي أو طائفي، وبعد 2012 عندما تصاعد الحراك بعد تفجير خلية الأزمة بدأ النظام ينسحب وسلم المناطق ذات الغالبية الكردية مثلًا في ريف حلب أو الحسكة وعامودا والدرباسية والمالكية انسحب النظام منها وأعطاها لـ "البي كي كي" خلال أسبوع تقريبًا، وحصل حراك عسكري في ريف الحسكة الجنوبي وفي ريف دير الزور والنظام لم يرد أن تتحول أي نقطة في الشمال لمصدر قلق للنظام أو حتى للوحدات الكردية التي بدأت تتشكل وتسيطر في ذلك الوقت، وخاصة من منطقة عربية أو منطقة مختلطة، ولم يرد أن يكون هناك أي شيء يؤثر على سيطرته وسيطرة الوحدات الكردية.

لم يكن يوجد أي حراك عسكري وكان الناس متظاهرين سلميين ولكنهم قادرون على الاستقطاب، وهم عشيرة الزبيد ورغم أن عددهم قليل ولكنهم يفصلون بين عشيرتين لهم تأثير، بين شمّر وطي وعلاقتهم جيدة مع الجميع وكانوا قادرين على استقطاب كل الناس حتى يتظاهروا سلميًّا، والنظام هنا أراد منع هذه الحالة من التبلور ولا يجب أن تكبر وخاصة أن الشباب الذين كانوا قائمين على الحراك في ذلك الوقت معظمهم جامعيون وطلاب جامعات ومعلمون يعني فئة وسطى متعلمة من أبناء المنطقة، وفي الأسبوع الأول من رمضان في 25 تموز/ يوليو من العام 2012 قطع النظام الاتصالات عن المنطقة -الهواتف الأرضية والخليوي (الهاتف النقال)- وجاءت أرتال النظام من القامشلي وهي تبعد 65 أو 70 كيلو متر عن القامشلي، من رميلان ومن العربية وطوقوا قرية الظاهرية، وهنا الشباب رفضوا الاستسلام، وهم شباب مدنيون وليسوا فصيلًا عسكريًّا أو جيشًا حرًّا وهم فقط ثوريون ويتظاهرون سلميًا، ولكنهم في النهاية أبناء ريف ولديهم بعض البنادق والمسدسات فقرر الشباب عدم الاستسلام فانسحبوا من القرية باتجاه الوادي المحيط المجاور للقرية.

الشباب الذين استشهدوا عددهم 10 شهداء، 8 من زبيد وشهيد من شمّر وشهيد من طي، استُشهد 10 شباب وأحدهم أُصيب واعتقله النظام.

انسحب الشباب إلى الوادي ورفضوا الاستسلام وقاوموا بالسلاح المحدود الذي لديهم وهو: بندقيتان وعدة مسدسات وسلاحَا صيد وذخيرة محدودة، والمعركة أكيد ليست متكافئة مع مئات العساكر وكان يوجد مشاركة للطيران المروحي في المنطقة. 

كانت المعركة غير متكافئة وعدد محدود من الشباب مع سلاح محدود مقابل قوة الجيش، ومع ذلك رفض الشباب الاستسلام وكانوا يعرفون بأنهم سوف يموتون لأنه لا يوجد لديهم أي إمكانية للانتصار ولكن لم يهن على أنفسهم الاستسلام فقاوموا حتى النهاية -رحمهم الله- وكانت هذه المعركة مهمة جدًّا لأن هذه المجزرة أثبتت للناس أنه حتى النظام لا يقبل أي متظاهر سلمي ويفرض عليك أن تتحول إلى العسكرة حتى تدافع عن نفسك، وحتى أن النظام اعتقل أكثر من 20 شخصًا من المدنيين من أبناء القرية وقد أطلق سراح بعضهم لاحقاً مقابل المال، وبعضهم للأسف حتى الآن معتقلون ولا يوجد أي خبر عنهم بعد 10 سنوات من اعتقالهم من قريتهم. 

أنا في 2011 كنت لا أزال في الشام (دمشق) وفي ذلك الوقت بعض الأجانب الغير صحفيين أو الذين لا يملكون هوية صحفية كان لا يزال بإمكانهم الدخول، وأنا كنت أقوم بالترجمة وأتذكر أنه دخل صحفي سويدي وأجرى مقابلات مع عدد من الناشطين ومنهم هنادي زحلوط ومنهم الدكتور مازن وبعض ناشطي الثورة، والدكتور إبراهيم وهو من أوائل الأطباء الناشطين في دمشق، وأنا كنت بين الحسكة ودمشق، وفي الحسكة كان يوجد مجموعة من أصدقائي معظمهم أصبح في ألمانيا الآن وكنا مجموعة جيدة من الشباب الجامعيين المثقفين والناشطين في الحراك من بدايته، ولهم دور فاعل في الحراك في الحسكة وفي غويران وفي باقي مناطق الحسكة، ولكن مثل كل الشباب في 2012 عندما خفت صوت السلمية لم يكن يوجد مجال أن أبقى في مدينة الحسكة فخرجت إلى رأس العين وبقيت هناك، وكنت كناشط إعلامي أقوم بالتصوير وأنشر الأخبار وعندما يأتي الصحفيون إلى المنطقة كنت أساعدهم بالترجمة كعمل تطوعي وبعدها تطور الأمر، وأتذكر أول مقابلة لشخص مع "جبهة النصرة" كان أبو ذر العراقي، وأنا ذهبت إليه وقلت له: يوجد صحفي هنغاري وصحفي إيطالي يريدون إجراء مقابلة وإذا أردت الحديث معهم، فقال: "لا مانع، ولكنني سوف أجري هذه المقابلة من أجلك". وطلب مني أن آخذ منهم المال، ولكنني لم أكن أريد المال وأنا فقط كنت أريد المساعدة بهذا الموضوع، فساعدت الصحفيين بالموضوع وقمت بالتصوير وبالترجمة وكانت هذه أول مقابلة يقوم بها شخص من "جبهة النصرة" كفيديو مع "بالنت سلانكو" وهو صحفي هنغاري، ولا أعرف اسم الصحفي الإيطالي، وأنا هنا بدأت أعمل كمترجم في البداية وكصحفي ميداني وبعدها بين 2013 تقريبًا حتى 2015...

في عام 2012 وعام 2013 أنا كنت أنتقل بين الحسكة والرقة، وبعد تحرير الرقة ذهبت وجلست هناك واستأجرت منزلًا ولم أكن أريد العودة إلى مناطق النظام، وفي رأس العين بدأت "جبهة النصرة" تتآمر مع "البي كي كي" لإخراج الجيش الحر فذهبت إلى الرقة ولكن للأسف هناك أيضًا جاءت "داعش" فكان الوضع سيئًا جدًّا.

في يوم إعلان "داعش" أنا كنت موجودًا في الرقة في 9 نيسان/أبريل 2013 أنا كنت مدعوًّا على الفطور عند أبي طيف (عبد المجيد العيسى - المحرر) قائد لواء أمناء الرقة الذي خطفته "داعش" فيما بعد، وكانت معي التي أصبحت فيما بعد زوجتي السابقة "أليس"، وكنا في الرقة في يومها في يوم إعلان "داعش"، وأتذكر حصل حوار: أن هذه مشكلة كبيرة قادمة إلينا ولا نعرف كيف سوف نتعامل معها [وهي] إلغاء دولة العراق الإسلامية و"جبهة النصرة" وإعلان دولة الإسلام في العراق والشام فكانت مشكلة وأنا كنت في يومها في الرقة.

أنا هنا كنت أعمل كمترجم مع الصحفيين، ولم يعد الأمر تطوعيًا وأصبح مهنة في ربيع 2013.

في تلك الفترة كانت بداية عملي واشتغلت مع "نيويورك تايمز" مع "توماس فريدمان" واستشهد بكلامي، ومع "ليز لايم" من "واشنطن بوست" التي أصبحت فيما بعد مديرتي عندما اشتغلت مع "واشنطن بوست" من 2016 حتى 2019، واشتغلت مع "سارة بيرك" من "إيكونومست" (مجلة أسبوعية) يعني مع مؤسسات مختلفة.

في الرقة استقريت هناك فترة وتعرفت على ناشطي الرقة المدنيين ورأيت كيف بدأت "داعش" تسيطر عندما بدأت تقوم بالإعدامات في الرقة، والشباب الناشطون كانوا قد [أسسوا] حركة "حقنا".

أتذكر شيئًا جدًّا مهمًا، وأنا لم أكن أريد أن أقع في مشكلة معهم ولكن بالمقابل لم أكن أثق بهم، وأتذكر في أحد المرات حصلت مشكلة مع صحفييَّن "نيكولا إينان" "وبيير تورس" في الرقة، وأنا كنت أعمل مترجمًا مع "نيكولا" وهو قد دخل إلى مكان وأنا قلت له: لا تدخل إليه وهو كان مع أحد الشباب الناشطين من الرقة، و"داعش" أوقفتهم وصادرت الكاميرات وبعد عدة ساعات أفرجت عنه، وهو بقي لمدة يومين أو 3 في الرقة ينتظر الإفراج عن الكاميرات، وأنا قلت له: أنا أنصحك أن نخرج فقال: "لا، وأنت اذهب وأنا سوف أبقى هنا عدة أيام من أجل أخذ أغراضي". وأنا خرجت إلى تركيا وبدأت أطمئن عليه كل يوم ويقولون له: غدًا إن شاء الله وبعدها في نهاية شهر حزيران/يونيو 2013 فقدت التواصل معه فنزلت إلى الرقة وسألت عنه، فقال لي الشباب: بأنه غالبًا اعتقلته "داعش" وهنا المنطقة التي توجد فيها "داعش" وهذا في نهاية شهر حزيران/ يونيو، ولكن أنا لم أكن أعرف أن الأمر تحول إلى نموذج عند "داعش" لأنه بعد فترة أعتقد بعد أسبوعين أو أسبوع، ونحن لم نكن نعرف أنه هل "داعش" سوف تعمم على كل الصحفيين أم فقط هذا لأنه فرنسي، فذهبت في وقتها إلى أمير "داعش" الموجود في تل أبيض، وقلت له: إنه يوجد صحفي أمريكي اسمه "روي غوتمان" الذي أصبح فيما بعد مديري في "ماغلاتشي" والمصور وهو ألماني اسمه "أندريه"، فقلت له: أريد موافقة منكم لأنهم يريدون النزول معي فقال: "حسنًا لا يوجد مشكلة"، وطبعاً أنا كنت أحاول أن أكون ودودًا معهم، وفي اليوم الثاني أعطاني موافقة "وروي" دائمًا يتذكرها ويقول: أنت كيف استطعت الحصول على الموافقة هذه؟ فأعطاني الموافقة ويوجد فيها اسمي واسم "روي" واسم "أندريه" أنه نحن نستطيع التجول في أراضي سيطرة "داعش"، وأتذكر أنني أخذت هذه الورقة وكنت أبرزها على حواجز "داعش" في الحسكة وفي دير الزور والرقة، وكانوا يتفاجؤون أنه معك أجانب ولديك هذه الموافقة، ولكن مع ذلك عندما خرجنا أنا أحسست أنه لم يعد بإمكاني أن أدخل مع أي صحفي أجنبي إلى المنطقة إلا أليس لأنها كانت تدخل وهي ترتدي الحجاب، وأقول لهم: هذه زوجتي.

آخر مرة دخلت إلى الرقة تحت حكم "داعش" كانت في شهر آب/أغسطس 2013 وكانت معي "أليس"، وأتذكر أنني قمت بالمرور على مقر "داعش" حتى آخذ موافقة منهم، وإذ بالعراقي أبي ياسر قال لي: هل هذه هي البرازيلية؟ فقلت له: نعم، فقال: البرازيليات جميلات دعها تجد لي زوجة برازيلية، وبعدها أحسست أن الأمر لم يعد آمنًا أبدًا حتى مع أليس، فتركت المنزل الذي استأجرته في الرقة، وعدت وأقمت في أورفا في تركيا، وهنا أحيانًا كنت أنزل لأنني لا أريد أن أترك الثورة وسورية، فأصبحت أنزل إلى مناطق اعزاز أو إدلب مع الشباب -أصحابي الثوريين- ولكن ليس كعمل صحفي إلا مرة واحدة بعد 2014 عندما دخلنا لمدة يوم واحد بعد إخراج "داعش" من منطقة سرمدا في شمال غرب إدلب.

في 2015 عندما بدأت أعمل مع "ماكلاتشي" دخلنا أنا "وروي" إلى مناطق "قسد" في يوم إعلان "قسد"، وفي وقتها تحدث "روي" مع وزارة الدفاع فقالوا له: إنه يوجد تشكيل جديد وعليكم الذهاب لرؤيتهم، ونحن كنا في السليمانية شمال العراق والتقينا مع طلال جان الذي أصبح بعدها هو الناطق باسم "قسد" وقال: لم يعد اسمنا وحدات حماية الشعب ونحن الآن قوات سورية الديمقراطية، وهذه كانت بداية الإعلان، وبعدها دخلنا سورية وبقينا لمدة أسبوع أنا "وروي" وذهبنا إلى القامشلي وعامودا وعين العرب.

بعدها لم أنزل إلى سورية لأنه بعد شهر تركت عملي مع "ماكلاتشي" في نهاية 2015، ومن بداية 2016 بدأت أعمل مع "واشنطن بوست" حتى ذهبت إلى الدوحة في شهر آب/ أغسطس 2019.

من الأشياء المهمة ونحن كناشطي الحسكة أنه عندما "البي كي كي" جرفوا قرًى في الحسكة وفي شمال الرقة في منطقة سلوك قمنا بحملة احتجاج في منتصف 2015 وفي آخرها ومعنا صحفيون ومؤسسات دولية، والأمر أعطى نتيجة عندما "آمنستي"(منظمة العفو الدولية) أصدرت تقريرها في آخر 2015 وقالت: إن "البي كي كي" هدمت المنازل وأنهم لا يسمحون للناس بالعودة وكل الأمور التي كانوا يقومون بها في هذه المناطق....

روي هو كان مدير مكتب "ماكلاتشي" في إسطنبول عندما كنت أعمل بها، وبعدها أُغلق المكتب فأصبح يعمل كصحفي مستقل، وحاليًا هو يعمل مع معهد واشنطن.

طبعًا أنا سعيد لأنني أعطي شهادتي في الثورة، وأتمنى أنني لم أُغفل شيئًا وهذه شهادتي وحاولت أن أقول كل شيء أعتقد أنني يجب أن أقوله.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/03/15

الموضوع الرئیس

سيطرة "داعش" على الرقة

كود الشهادة

SMI/OH/26-10/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2012-2018

updatedAt

2024/04/18

المنطقة الجغرافية

محافظة الرقة-مدينة الرقةمحافظة الحسكة-منطقة رأس العين (سري كانيه)محافظة الحسكة-مدينة الحسكةمحافظة الحسكة-الظاهرية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جبهة النصرة

جبهة النصرة

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الجيش السوري الحر

الجيش السوري الحر

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

قوات سوريا الديمقراطية - قسد

قوات سوريا الديمقراطية - قسد

حزب العمال الكردستاني

حزب العمال الكردستاني

لواء أمناء الرقة

لواء أمناء الرقة

حركة حقنا

حركة حقنا

الشهادات المرتبطة