مظاهرات جامع آمنة وليلة "بدر حلب" واعتقال محمد عرب
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:24:23:08
بتاريخ 6 تموز/ يوليو 2011 كان يوجد مظاهرة في جامع آمنة، ارتقى فيها أول شهيد في الثورة في حلب (سقط أول شهيد في حلب بتاريخ 17 تموز/ يوليو 2011- المحرر)، أول شهداء التظاهر كان الشهيد محمد الأكتع، والشهيد محمد الأكتع قتله كما ذكرت منذ قليل الشبيح سلمو الماردلي، ونحن حاولنا الوصول إلى معلومات عن الشهيد محمد الأكتع، واتجهنا إلى الطبابة الشرعية، حيث تم سحب جثمانه باتجاه الطبابة الشرعية، ونفس الشبيحة الذين كانوا موجودين أمام جامع آمنة، ومحمد الذي قتله (سلمو) كان في يومها يرتدي كنزة حمراء، وأنا حتى الآن أذكر، كان موجودا على باب الطبابة الشرعية، وتم تهديد أهله، وهو من أبناء حي السكري (أحد الأحياء الفقيرة في مدينة حلب) تم تهديد أهله في حال وصول تشييع ثوري سوف يتم زج أهله في المعتقل بشكل كامل، وأقاموا عزاءً صغيرًا له، وأُغلق على الموضوع.
في الأسبوع الثاني تقريبًا أو الذي بعده، كان الإمام والخطيب في جامع آمنة الشيخ عبد اللطيف الشامي، والشيخ عبد اللطيف الشامي هو رجل أمن، وعلاقته قوية جدًا مع الأمن، وهو ابن عم الشيخ الشهير في حلب مدير الأوقاف السابق صهيب الشامي، وجامع آمنة له بابان، الباب الرئيسي من جهة شارع سيف الدولة الرئيسي، وهناك باب خلفي صغير، هذا الباب يؤدي إلى شارع خلفي، شارع المعهد التجاري الذي يسمى شارع كلية العلوم، وفي يوم الخميس، وفي ليلة يوم الخميس أحضر عبد اللطيف الشامي لحّام (حداد)، وتم لحم الباب الخلفي بالحديد، وعندما بدأت المظاهرة في الجامع في اليوم التالي في يوم الجمعة، بدأت المظاهرة في اليوم التالي يوم الجمعة عقب الصلاة، وحاول المتظاهرون مثل العادة الخروج من الباب الخلفي، ولكن تفاجؤوا بأن الباب مقفل بشكل كامل، ووقع المتظاهرون في مصيدة.
قطعان الشبيحة في الخارج رفعت أمام باب الجامع علم كبير للنظام على شكل مظلة أمام الباب، وهاجموا المتظاهرين داخل الجامع، وتم الاعتداء على جميع المتظاهرين داخل الجامع بالضرب الشديد والأدوات الحادة والسلاح الأبيض، ويوجد مقطع فيديو شهير في ذلك اليوم، كان يوجد أحد شبابنا الثوار كان يقف على جنب (طرف)، ويقول: ليس لنا علاقة، وهو يُصور بواسطة قلم سري يوجد فيه كاميرا في جيبه، وكل من كان يخرج من الجامع يتم ضربه بشكل مبرح، تحت هذا العلم حتى لا يتم التصوير من بعيد، واعتُقل العشرات يومها، وكانت آخر جمعة لجامع آمنة، وتم وضع إعلان على باب جامع آمنة أن الجامع مغلق حتى إشعار آخر بسبب التصليحات!؟
انتقل الحراك من جامع آمنة إلى جامع أويس القرني في حي صلاح الدين المجاور لحي سيف الدولة، وجامع أويس القرني كان الخطيب فيه الشيخ الدكتور إبراهيم عبد الله السلقيني، ابن شقيق مفتي حلب السابق، وكان الشيخ إبراهيم ذو نفس ثوري، وكان جامع أويس القرني فعلا شكل حالة بديلة لجامع آمنة آنذاك بسبب الجوار، ويوجد تقريبا 2 كيلو متر بين الجامعين.
الحراك بدأ يتصاعد، ودخلنا في شهر رمضان وفي شهر رمضان كان هناك نية لإطلاق تظاهرات من الجوامع عقب صلاة التراويح، وغالبا يتم إطلاق المظاهرة بعد الركعة الثامنة من التراويح، ولم تمر ليلة رمضانية في حلب في عام 2011 بدون تظاهر، وكانت عدة نقاط، ومن أهم هذه النقاط كان جامع الشامي في حي جمعية الزهراء، والجامع كان قريبا جدا من فرع المخابرات الجوية، ولكن كان إمام وخطيب الجامع الشيخ الدكتور بكري حلاق، والشيخ بكري حلاق هو شيخ ثائر ابن عائلة ثائرة، وله شقيق معتقل في أحداث الثمانينات (أحداث الإخوان المسلمون)، وتمت تصفيته في مجزرة سجن تدمر الشهيرة، وأصبحت نقطة تظاهر أساسية في حلب الغربية بالإضافة إلى الكثير من النقاط في حلب الشرقية، وكنا ننتهي من صلاة التراويح ثم نجتمع في المكان الذي نعتاد على الاجتماع فيه، في المحلق في مدينة حلب، ويتم تدارس ما حصل في ذلك اليوم، ونحضر لليوم التالي.
الذين كانوا يحضرون كانوا كثيرين، وكان يوجد أشخاص يحضرون ويتغيبون، ولكن معظم التنسيقيات كان لها حضور أو حضور غير مباشر، يعني يمكن أن يحضر أحد الأشخاص، ولكن له علاقات مع عدة تنسيقيات أخرى.
في هذه المرحلة في رمضان حصلت محاولة محمد عرب لتشكيل تنسيقية التنسيقيات التي باءت بالفشل.
أحد أهم اللحظات في رمضان عام 2011 كانت ليلة "بدر حلب" الموافقة 17 رمضان ذكرى معركة بدر الكبرى، واتفق الثوار في مدينة حلب على مظاهرة كبرى في المدينة، وتم تحديد المظاهرة في جامع الحريري، وهو جامع في نزلة الكرة الأرضية، يعني هو (جامع الحريري) قريب من قلب المدينة بشكل كبير، وقريب من الأحياء الغربية بشكل كبير، وحتى الأحياء الشرقية متاح الوصول إليه بسهولة، وفي يوم بدر حلب وصلت أعداد كبيرة من المتظاهرين من أبناء المدينة ومن أبناء الريف أيضا، وأذكر مجموعة كبيرة من الشباب من تل رفعت وصلوا إلى مدينة حلب وشاركوا في بدر حلب.
ما حصل في بدر حلب أن الثوار عند الركعة الثامنة خرجوا في المظاهرة، وكان هناك مجموعة كبيرة من الثوار قاموا بتجهيز الحجارة، ووصل عدد المظاهرة إلى أكثر من 2000 أو 2500 شخص، وأنا كنت موجودا.
وبدأ الثوار فورا بالخروج من الجامع إلى باب الجامع بضرب الحجارة باتجاه قوات حفظ النظام وقوات الأمن، وتفاجؤوا أنهم في حالة دفاع، وهم اعتادوا أن يهاجموا المظاهرة، وفوجئوا أنهم في حالة دفاع، واعتقدوا أنه يوجد هناك سلاح أو هناك شيء أعنف من الحجارة فانسحبوا، وتوجهت المظاهرة من جامع الحريري من نزلة الكرة الأرضية باتجاه الملعب البلدي وحي الإسماعيلية والفيض والجميلية وصولا إلى ساحة سعد الله الجابري، وكان هذا أول وصول للثوار إلى ساحة سعد الله الجابري إلى أمام مبنى بريد الجميلية.
ساحة سعد الله كانت تمثل حالة رمزية بالنسبة لنا كثوار حلب، وكان الهتاف دائما في المظاهرات " ساحة سعد الله جايينك والله"، وهناك رمزية للساحات في الربيع العربي وميدان التحرير في مصر ترك حالة عند ثوار الربيع العربي: أن الثورات هي حالة اعتصامية في الساحات، وكان هناك دائما صراع من أجل الوصول إلى الساحات وتشكيل الحالة الاعتصامية فيها، وهو ما لم يحصل في المدن الكبرى مثل حلب ودمشق، لأن النظام كان متنبه جدا إلى موضوع الساحات، وحتى في حمص ومجزرة ساحة الساعة كانت ضمن السياق نفسه، ومن الممنوع أن يسيطر الثوار على أي ساحة في مدينة كبرى في سورية.
في يوم بدر حلب كان عدد المعتقلين قليلا مقارنة بعدد الثوار، لأن الأجهزة الأمنية وأجهزة حفظ النظام والشبيحة فوجئوا بالعدد الكبير، وأن الثوار متحضرون للمواجهة.
عند ساحة سعد الله الجابري حصل اطلاق نار، وساحة سعد الله كان يوجد فيها خيام ثابتة تم نصبها، ويوجد فيها شبيحة نحن نعرفهم، وكان يوجد خيام كاملة للسلاح لا ينام فيها أحد، ويوجد فيها مختلف أنواع الأسلحة الفردية والنارية والأسلحة البيضاء ومسيلات الدموع، يعني كان هناك عتاد كامل في هذه الخيام، وكانوا يرتدون كنزات عليها صورة بشار الأسد مكتوب عليها "منحبك" على أساس أنهم حالة مدنية، وحصلت حالة في هذه الخيم، كان يوجد خطاب لبشار الأسد اعتقد في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2011، ومجموعة من الثوار قرروا تنفيذ عملية عنيفة، وأحضروا رسيفر (ساتلايت)، وقاموا بتفخيخه، وذهب أحد الشباب الصغار عمره 18 أو 19 سنة، وهو شاب ناعم كثيرا، وأوصل الرسيفر إلى الخيمة، وقال للشبيحة الموجودين: أن هذا الرسيفر لحضور خطاب السيد الرئيس والآن سوف نحضر التلفاز ونحن مجموعة بصمة سوريا، وأعطاهم الرسيفر، وابتعد قليلا عن الخيمة تقريبا 50 مترا، وكان يوجد شبيح نعرفه كان ضخما جدا، يعني اعتقد محيط ساقه 100 سم !! ووضع الرسيفر في حضنه، وكان ينتظر حتى يعود هذا الشاب، وقام الشباب بتفجير الرسيفر عن طريق جهاز تحكم، وبترت ساقا هذا الشبيح.
بعد بدر حلب أصبحت المظاهرات في حلب أكثر اتساعا والانتقال إلى جامع أويس القرني أعطى للثورة بعدا جديدا، وحي سيف الدولة هو حي من أحياء الطبقة المتوسطة في حلب حي مفكك اجتماعيا، ولكن حي صلاح الدين المجاور هو من الأحياء الفقيرة، وهو ذو نسيج اجتماعي مترابط نوعا ما أكثر من حي سيف الدولة، ويوجد فيه بناء عشوائي، وبالتالي عائلة تقوم بالبناء، ويسكن الابن، وكان يوجد هناك حالة عائلية أكثر تماسكا، ونحن فوجئنا أننا بانتقالنا إلى حي صلاح الدين أصبحنا أمام حاضنة شعبية، وهذه الحاضنة الشعبية أتاحت لنا الخروج في مظاهرات مسائية كل يوم خميس، وخروج مسائيات أيام الثلاثاء بأعداد كبيرة أصبحت تصل إلى 5000 متظاهر، وفي بعض الأحيان تجاوزت 10000 متظاهر، وطبيعة الحي أنه: حي عشوائي، وبالتالي وصول قوات الأمن له ليس بالأمر السهل، ولا يوجد فيه شوارع رئيسية، وكانت الشوارع الرئيسية محدودة، وبالتالي إعاقة الوصول كان أسهل من حي سيف الدولة الذي يوجد فيه شارع رئيسي عريض جدا.
تتالت الأحداث على هذا النسق، وبدأت تتصاعد المظاهرات في المدينة، وعادت الحياة الجامعية، وبدأت جامعة الثورة تظهر بمظهر جامعة ثورة حقيقية.
اعتقال محمد عرب في نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2011، وكان محمد عرب موجودا في حي الميسر في منزل عربي مع ثمانية شباب ناشطين، وكان يوجد اجتماع تنسيقي ضمن محاولات محمد الدائمة لتوحيد الجهود الثورية في المدينة، وما حصل أن الشباب قاموا بتجهيز سلم للهروب، وتم اعتقال أحد الشباب وهو أحمد عزوز، وهو الذي كان لاحقاً أول رئيس مجلس مدينة ثوري في مدينة حلب، وتم اعتقال أحمد عزوز، وتم الدخول إلى هاتفه ومعرفة أن هناك اجتماع، والظاهر أن أحمد اعترف، وتوجهوا وداهموا مكان الاجتماع، وخرج الجميع، ومحمد نسي هاتفه في المنزل، ونزل من السلم حتى يأخذ هاتفه، فدخل الأمن واعتقله، واستطاع الأمن اعتقال محمد عرب أو اعتقال أحد، وأنه يوجد مجموعة من الثوار مجتمعة هنا تم اعتقالهم وتفاجؤوا أن أمامهم محمد عرب.
معلوماتنا عما جرى لمحمد، وطبعا كان يوجد مجموعة من المعتقلين على عدة مراحل التقوا مع محمد عرب أثناء تنقلاته، ومنهم أحمد عزوز نفسه، ومحمد كانت احتياطاته الأمنية عالية جدًا، وكان الهاتف الذي يحمله لا يوجد عليه أي رقم ولا يجري منه أي اتصال، وهاتفه أندرويد مقفول برمز، وهو أنكر أن الهاتف له ولم يعطهم الرمز أبدأ، وحتى اتصالاته كانت عندما يتصل مع الشباب كان يتصل من هواتف عمومية.
في مرحلة من المراحل اعترف أحد المعتقلين بعد أشهر من اعتقال محمد عرب: أن الدكتور طارق الذي كان يبحث عنه الأمن مطولاً هو محمد عرب، ومحمد حصلت معه أكثر من حالة يعني في أحد المرات كان مع سائق تكسي وقال له سائق التكسي: أنا أعرفك وأنا رأيتك، وبعدها قال له: أنت الدكتور طارق أنا رأيتك في المظاهرة، وأنت كنت تكبّر، وهو كان ينكر، وعند أول إشارة مرور هرب محمد من السيارة، وكان حذرا جداً على أمنه الشخصي، ولكنه وقع في قبضة النظام بخطأ، وأنا أعرف من الأصدقاء المعتقلين الدكتور أيمن حناوي، وهو طال اعتقاله ستة شهور، وأنا التقيت مع أيمن بعد خروجه من المعتقل في تاريخ 6 آذار/ مارس 2012، وهي المرة الوحيدة التي التقيت فيها معه لأنه بعدها سافر خارج القطر، وقال لي أيمن: أنه في التحقيق تم سؤاله كثيرا عن الدكتور طارق، ولكن بعد فترة.. بعد شهرين من اعتقاله أو أكثر بدأ يتم سؤاله عن الدكتور محمد عرب، وعرف الأمن لاحقا أن الدكتور طارق: هو نفسه محمد عرب، وفُتح معه تحقيق من جديد، وتنقل في عدة سجون، وآخر معلومة وصلت سابقًا في عام 2012 من صديقنا محمد قره دامور الذي خرج من المعتقل، وكان آخر من شاهد محمد عرب في أحد فروع الأمن، وكانوا ينامون مع بعضهم، وغابت أخبار محمد عرب لسنوات، ومنذ سنة تقريباً خرج أحد المعتقلين من سجن صيدنايا وأعطى لصفحة ناجين التي يديرها الفنان فارس الحلو، أعطاهم معلومات عن المعتقلين، وقال: أن هناك طبيبا من حلب يقولون عنه: أبو بشير من عائلة عرب موجود في المبنى الأحمر في سجن صيدنايا، وكانت آخر معلومة هي في عام 2018 عرفنا أن محمد عرب في ذلك الوقت ما زال على قيد الحياة، ونسأل الله أن يخرج حرا وسليما ومعافى.
محمد عرب لديه أخت وحيدة اسمها ريم، وهي محامية ومتزوجة في قطر، وكان مسؤولا عن والدته، وهو يتيم الأب منذ زمن بعيد، ووالدته فقدت البصر بسبب كثرة البكاء عليه، وانتقلت إلى قطر إلى ابنتها ريم بعد اعتقال محمد بعدة شهور.
بعد اعتقال محمد عرب وجد الشباب في تنسيقية أحفاد الكواكبي أن هناك ضرورة لتوحيد جهودنا، وإلا سوف يتم اعتقالنا واحدا واحدا، ومظاهراتنا سوف تبقى بدون أثر، وتواصلوا مع عدة تنسيقيات وتواصلوا مع تنسيقية ربيع الحرية، وأنا لم أعمل أبداً مع أحفاد الكواكبي يعني عملت معهم كأشخاص، وكان أحمد بريمو أو عبد القادر أبا زيد الذي كان اسمه أيهم المجاهد في وقتها، وأنا أعرف احمد بريمو من قبل الثورة من خلال عمله الصحفي، وكان له بدايات قبل الثورة.
تواصل شخص مع صفحة ربيع الحرية، وقال: أنه من صفحة أحفاد الكواكبي، وصفحة ربيع الحرية هي: صفحة حرائر، والتنسيقية هي تنسيقية حرائر، ولا يوجد فيها شباب أبدأ، وهم الذين قاموا بالمظاهرة الشهيرة التي كانت في حي الفرقان صباحا، والتي اخترقها إعلام النظام في التضليل الإعلامي، وقال: أن هؤلاء النساء كانوا يعزون زوجة أحمد حسون بمقتل ابنها سارية، وهؤلاء الصبايا هم تنسيقية ربيع الحرية، وكانت الأكثر فاعلية هي عبير فارس، وهذا الشخص الذي تواصل معها قال لها: أنا في تنسيقية أحفاد الكواكبي، وأثبت لها بإنزال منشور على التنسيقية على صفحة التنسيقية ثم حذفه، وتواصلت معي عبير، وقالت لي: أريد رؤيتك، وجلسنا، وقالت لي: يوجد شاب تواصل معنا من أحفاد الكواكبي، ويريد التنسيق سوية، وقالت: أنت تعرف أننا جميعا من الصبايا، وأنا افضل أن تلتقي معه أنت وتفهم الموضوع، وقالت لي من أحفاد الكواكبي، وسألتني إذا كنت أعرف أحد من أحفاد الكواكبي، فقلت لها: نعم، أعرف، وقالت لي: اذهب واعرف الموضوع، وأنت مفوض (تكلم باسمنا) عن ربيع الحرية، وكنت مفوضا أيضا عن موضوع تنسيقية نور الشهداء، وأنا تكلمت مع أحمد بريمو، وقلت له: تعال إلى منزلي، وجاء أحمد بريمو وسهرنا سوية، وقلت له: كذا كذا.. الموضوع. فقال أعتقد أنه يوجد أحد من عندنا من التنسيقية قد تواصل، وقال: أنا أريد التأكد، وتكلم معي في اليوم الثاني، وقال لي: نعم، يوجد شاب من عندنا اسمه أيهم المجاهد هو الذي تواصل مع ربيع الحرية، واتفقنا على موعد في اليوم التالي أنا وأحمد بريمو وأيهم المجاهد، وكان معي من تنسيقية نور الشهداء أبو خالد، ومشينا مع بعضنا سيراً على الأقدام أكثر من ساعتين، وكان الشباب يقدمون مشروعا لتوحيد الجهود في مدينة حلب.
نحن قلنا من حيث المبدأ أننا موافقين يعني بالنيابة عن تنسيقية نور الشهداء، وتنسيقية ربيع الحرية، ولم يكن عندنا شروط، وكان يوجد محاصصة (اتفاق) على هذا التشكيل، وقلنا: لا توجد عندنا شروط، وبدأنا باجتماعات، وآخر اجتماع كان في قهوة كنا نجلس بها، هي قهوة شبيحة اسمها مقهى دومينو في حي الجميلية في حارة اليهود، وكان الاسم الحركي لمقهى دومينو عندما نتحدث مع بعضنا على الهاتف فيشن، لأن القهوة يوجد فيها الكثير من شاشات التلفزيون، وكان دائما يضع على قناة فيشن 1 للأزياء، وكنا نسميها الاسم الحركي فيشن، وكان الاجتماع هناك، وحضر تقريبا 15 شخصا منهم شخص من عندنا من نور الشهداء كان اسمه الحركي الكابتن، وهو من أبناء عشيرة العساسنة، وقد شكل لاحقا مع "الإخوان المسلمين" تشكيلا عسكريا اسمه "درع العساسنة"، وكان موجودا ملهم سمير، وهو أحد الناشطين المهمين، وكان موجودا شخص مهم جدا في الثورة اسمه المختار، ونحن نقول له: أبو علي، والمختار شاب عمره في الثلاثينات، كان شرطيا منشقا، وكان يميل دائما إلى العمل العسكري، وتم الاتفاق في يومها بشكل نهائي على تشكيل تجمع أسميناه: "شباب ثورة حلب" ضم أكثر من نصف التنسيقيات في المدينة، وكان شرطنا الوحيد أن تشارك التنسيقيات التي توجد في الأحياء الغربية في مظاهرات الأحياء الشرقية، وبالعكس.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/10/28
الموضوع الرئیس
التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدالحراك السلمي في مدينة حلبكود الشهادة
SMI/OH/21-06/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
تموز- آب 2011
updatedAt
2024/08/12
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-الفرقانمحافظة حلب-صلاح الدينمحافظة حلب-سيف الدولةمحافظة حلب-مدينة حلبمحافظة حلب-ساحة سعد الله الجابريشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
كتيبة حفظ النظام - حلب
تنسيقية أحفاد الكواكبي في حلب
شباب ثورة حلب