خطة النظام لضبط حلب، والاعتقال الأول في الأمن العسكري
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:23:07:02
كانت مظاهرة جامع آمنة يعني هي حدث حتى بالنسبة لمدينة حلب وتعتبر حدثًا تأسيسيًّا، وفي ذلك اليوم خرجت مظاهرتان؛ مظاهرة في مسجد آمنة ومظاهرة أخرى في الهُلُّك، ولكن فكرة مظاهرة مسجد آمنة أو الميزة الموجودة فيها أولًا: يوجد فيها جزء من الأحياء الغربية يعني منطقة سيف الدولة في مدينة حلب هي لا تُعتبر حيًّا شعبيًّا بمعنى الحي الشعبي مثل الهلك وحتى صلاح الدين والصاخور ولكن بنفس الوقت هي لا تعتبر من الأحياء التي يمكن أن تُسمى "راقيةً" مثل المحافظة والسبيل، وحتى مكانها هي منطقة وسط لأنك تخرج من الجامعة وتقطع حي الفرقان وتدخل مباشرة في المنطقة في منطقة سيف الدولة.
الفكرة من خروجها في هذا المكان من هذا المسجد كان شيئًا جدًّا مهمًّا وهذا الذي جعل فيما بعد جامع آمنة يصبح أيقونة التظاهر في مدينة حلب، فمسجد آمنة أصبح هو المسجد الذي تخرج منه مظاهرة كل يوم جمعة رغم حشد الأمن والشبيحة أمامه، ورغم أن أول شهيد في مدينة حلب محمد الأكتع -تقبله الله- في شهر حزيران/يونيو الذي استُشهد في هذا المسجد أثناء عمليات القمع، اِدعوا أنه استُشهد بسبب جلطة ولكنه قُتل أثناء التظاهر ولم يكن يوجد حل لهذا المسجد من القيادة الأمنية للنظام في مدينة حلب إلا إغلاق المسجد متعذرة أنه مغلق بسبب الصيانة، والمظاهرة كانت فعلًا مهمة وتأسيسية بالنسبة للحراك الثوري في مدينة حلب، وعندما نجحت هذه المظاهرة نحن في البداية هو كان نجاحًا أنه أخرجنا مظاهرة وخرج مقطع فيديو وكُتب اسم حلب على الشريط العاجل في المظاهرة ووثق بالفيديو وهذا الشيء لم يكن موجودًا من قبل ولكن كان تجاوب الناس أو أهل المسجد معنا خيبة بصراحة.
نحن كان تصورنا قبل المظاهرة الأولى بحسب خطتنا أنه نحن نتظاهر هنا ويجتمع حولنا 200 شاب وسوف نذهب إلى ساحة سعد الله الجابري والناس تهجم إلى الساحة وتعتصم، وبعد هذه المظاهرة أصبحنا نعرف أن المدينة (مدينة حلب) في تلك الفترة لم تكن مندفعة لتخرج في مظاهرات على غرار المدن الأخرى مثل حماة أو دير الزور، وطبعًا هذا له أسباب كثيرة وأعتقد مدينة حلب لا تقارن بهذه المدن باعتبار أنها مدينة حقيقية ولا تحمل الطابع الريفي فيها.
وأيضا بالنسبة للخطة الأمنية التي عمل بها النظام في المدينة، فالقيادة الأمنية في مدينة حلب كانت تعمل في مدينة حلب بشكل أساسي على عدة محاور، والمحور الأول والأهم: هو إيقاف مخالفات البلدية فمدينة حلب كانت على مدار الأعوام السابقة قبل عام 2011 البلدية كان عندها ضبط جدًّا قاس بمعنى منطقة 3 طوابق من الصعب أن تصبح 4 طوابق في هذه المنطقة، ففي بداية الثورة أرخوا يدهم وخصوصًا في الأحياء الشعبية وأصبحت تخرج أبنية كاملة وخلال شهور تبنى، وهذا الشيء أشغل قسمًا كبيرًا من الناس، يعني الذي كان عنده ابن يريد تزويجه ومن يريد بناء طابق وتأجيره، وهذا يمكن أن نقول أنه كان شيئًا ذكيًّا من القيادة الأمنية.
والعامل الثاني الذكي في مدينة حلب والتي عملت عليه القيادة الأمنية بنجاعة وأظن أنه لم يتم نفس العمل في مدينة أخرى بنفس الطريقة أن النظام لم يعمل على حالة القمع الحدِّي بمعنى لم يكشر عن أنيابه في الأشهر الأولى وحتى الـ6 شهور الأولى في مدينة حلب كان النظام -أو حتى شهر رمضان عام 2011- النظام لم يكشر عن أنيابه في المدينة، استمر بالتعامل مع الأشخاص الذين يخرجون في المظاهرات على أنهم أشخاص من أبناء المدينة، وعلى أنهم "مغرر بهم" وبالتالي لم يعمل ضدهم بحدة وقطعية وكانت تحصل الكثير من الحوادث ويُعتقل شخص ويفرج عنه في اليوم الثاني، فلم يعمل النظام بطريقة العنف الكبير وإطلاق الرصاص في حلب لم يحصل إلا لاحقًا مقارنة بمدن أخرى لاحقًا كثيرًا أيضًا حتى بدأ إطلاق الرصاص المباشر على المظاهرات.
المحور الثالث التي عملت عليه القيادة الأمنية في مدينة حلب: هو تعزيز سلطة رجال أو أشخاص وسطاء بين الحكومة وبين المجتمع المحلي كقيادات شعبية مثل صهيب الشامي وأحمد حسون والكثيرين غيرهم وهم أصلًا لديهم نوعًا ما سلطة سواء بالمال أو المرجعية الدينية أو الوجاهة في العائلة، فالذي كان يحصل أن هؤلاء الأشخاص جعلهم صلة الوصل بينه وبين الناس وصمام أمان بينهم وبين الناس، فكان هؤلاء الأشخاص عندما يتوسطون لشخص اعتقل من أبناء المدينة كان يفرج عنه إرضاء لهم، ويعزز دورهم في هذا المجتمع المحلي من خلال هذه السلطة التي مُنحت لهم، وأيضًا هؤلاء الأشخاص كانوا بنفس الوقت يعملون من خلال جلساتهم واجتماعاتهم الدائمة والمكوكية وتحولوا إلى خلايا أزمة وأصبحوا دائمًا يجلسون مع أشخاص ويجتمعون معهم ويعملون على تثبيطهم باللحاق في ركب الثورة.
ومن الطرائف ومن أحد أهم أسباب تثبيطهم أو أحد أهم الحجج التي كانوا يقولونها: أن حلب أكلتها (أخذت نصيبها من القمع) في الثمانينات ولا تجعلونها تأكلها الآن؛ يعني كانوا يثبطون الناس بوحشية النظام نفسه وليس بأنه هذا النظام جيد وأنه يوجد محافظات أخرى دعوها تخرج ونحن سوف نلحق بهم، بهذه الطريقة كانوا يتحدثون مع الناس لأنني أعرف عده أشخاص في اجتماعات حصلت شبيهة تم الحديث معهم بهذا الأسلوب.
المحور الرابع: أنه عززت حالة الانقسام المديني-الريفي في المدينة، وفي مدينة حلب يوجد أشخاص يُسمون أهل القلعة أي جماعة القلعة يقولون نحن عوائل حلب الأصلية ونحن أبناء مدينة حلب، وأغلب الأحياء الشعبية هم أشخاص من ريف المدينة وليسوا من المدينة سواء بستان القصر كان منتشرًا فيه الدراعزة والنحلاوية وهم من قرية نحلة في إدلب والآخرون من دارة عزة من ريف حلب وأيضًا البكارة والعساسنة الذين يسكنون في صلاح الدين وباب النيرب، وفي هذه المنطقة بشكل عام يسكن الكثير من الأشخاص أصلهم من ريف المدينة وحتى من إدلب؛ يعني مجتمعات كاملة تسكن هنا، فأصبح تعزَّز حالة أن المدينة وأبناء المدينة معنا وأبناء الريف ليسوا معنا، وتعزيز هذه الحالة بفصل أبناء المدينة عن أبناء الريف وأن أبناء الريف ناقمون على المدينة وهذا المحور الرابع تم العمل عليه بذكاء، واستطاع فعلًا تحييد رؤوس الأموال التي فعلًا كان يمكن أن تجعل فارقًا حقيقيًّا.
المحور الخامس: كانت خطة القمع الذاتي في المدينة يعني كان من الصعب جدًّا، مدينة حلب كانت منظمة بشكل لطيف قبل الثورة وكان من الصعب كثيرًا أن يتم فتح بسطة في مكان يشوه منظر الشارع، وتم السماح بفتح هذه البسطات بدون مقابل مادي والعرف كان أن تفتح بسطة في مكان وتعطي جزءًا من هذا المبلغ لسلطة ما موجودة وفي النهاية تصل الحصة إلى الفروع الأمنية؛ يعني مثلًا تعطي لعائلة بري أو عائلة فلان الذي هذا الشارع باستلامهم أو لفرع أمن أو المخابرات بشكل مباشر وتفتح البسطة والأعداد محدودة، والذي حصل أنه في كل رأس زاوية في حلب وفي كل حي يوجد فيه حركة أو سوق مثل الجميلية وغيرها، كل هذه المناطق أصبح بإمكانك فتح بسطة في هذه المنطقة مقابل خدماتك التشبيحية ودائما تحت البسطة يوجد أنبوب أو سيف، عند أول كلمة حرية أو تكبير فإن مهمتك هي قمعها قبل أن تتجمع، وهذا سبب مشكلة والناس كانت تظن أن مدينة حلب لا تخرج، مدينة حلب كانت تخرج والشباب كانوا يحاولون الخروج بالمظاهرات ولكن أنت لا تستطيع التجمع بالأصل، وكانت المظاهرات طيارة لأنه فعليًّا عندما تبدأ المظاهرة يحصل هجوم عليها فتفرقها، وهذا الشيء جعلنا فيما بعد نعمل على فكرة "مجموعة بداية".
هذه هي العوامل التي عمل عليها النظام كحلول طارئة للأزمة وهذا عدا عوامل هي بالأساس موجودة في مدينة حلب وأنا أرى أن هذا الكلام مهم وهي حالة القطيعة ما بين أبناء المدينة وسلك الدولة بالأصل، فأبناء مدينة حلب غالبًا لا تجدهم موظفين في الدولة سواء في سلك الشرطة أو الجيش أو حتى وظائف الدولة الأساسية والقليلون موجودون في هذه الوظائف وأغلبهم لديهم نزعة للعمل الشخصي التجاري بعيدًا عن سلطة الدولة وبعيدًا عن الاحتكاك مع الدولة فكانت فكرة عودتهم والاحتكاك مع الدولة مرعبة لهم وتعيد أفكار الثمانينات بالنسبة لهم، وأضف إلى ذلك أنه مجتمع تجاري والتجارة بشكل عام تعتمد على رأس المال، ورأس المال من أهم الأمور التي تعرف حركته أنه "جبان" لا يستطيع المخاطرة، غير مستعد للخسارة وفي النتيجة أو المحصلة هذا كان أيضًا من العوامل المثبطة للانخراط في الثورة بكليتهم في المدينة من البدايات ولكن هذا لا يعني أنها لم تكن تخرج المظاهرات.
في اليوم الثاني بتاريخ 16 نيسان/أبريل في جامعة حلب خرجت مظاهرة، [وكان قبلها] بتاريخ 13 نيسان/أبريل، ونحن خرجنا في مظاهرة ونجحت نسبيًّا في جامع آمنة بتاريخ 15 نيسان/أبريل فقررنا في تاريخ 16 نيسان/أبريل الخروج في مظاهرة على الطريق الفاصل بين جامعة حلب شمال الطريق وحي الفرقان جنوب الطريق، وهذا الشارع له عدة أبواب على الجامعة ومنها باب الاقتصاد وباب المدينة الجامعية قصر الضيافة ومن الطرف الآخر حي الفرقان وفكرة اختيار الطريق أنه طريق طبيعي والطلاب يمشون به خصوصًا في فترة الظهر أو العصر لأنه في فترة الظهر أو العصر الطلاب ينتهون من الدوام وينزلون إلى ساحة الجامعة من الكليات إلى الحرم الغربي باتجاه ساحة الجامعة من أحد 3 طرق إما من هذا الطريق أو الطريق شمال حرم جامعة حلب الذي يفصل الجامعة عن حي الشهباء والموكامبو أو داخل الجامعة نفسها من المدينة الجامعية نزولًا من عند كلية العلوم والفرقة الحزبية والاقتصاد والمكتبة المركزية باتجاه كلية الطب وساحة الجامعة، فأحد هذه الطرق الثلاث يجب أن تمشي بها وهذه الطرق الثلاث كانت غزيرة [بالمشاة] فجامعة حلب يوجد فيها 80 ألف طالب بحسب التقديرات في تلك الفترة.
فكرة المظاهرة في هذا الشارع أولًا أنه حركة الطلاب سوف تكون غزيرة وبالتالي لن يسلَّط الضوء أو يكشف أنه يوجد هنا مظاهرة قبل أن تحصل، وأيضًا قربها أو غزارتها بالطلاب الذين يمكن أن يكونوا كلهم أشخاصًا محتملين للمشاركة في المظاهرات وهذا كان سببًا وأيضًا وقت خروج الدوام يمكن للناس التظاهر قليلًا ويتفرقون بعدها، ونحن قبل موعد المظاهرة بنصف ساعة خرجنا من الكلية ومشينا من باب الكلية باتجاه دوار الصخرة ثم اتجهنا نحو اليسار إلى هذا الشارع، مشيت في الشارع قليلًا أنا وأحمد المصري وإسماعيل محمود رأينا الضفة اليمنية للشارع أي أثناء نزولنا من دوار الصخرة؛ يعني الجهة الجنوبية من الشارع كان يوجد عدد طلاب واضح بشكل كبير أنهم كانوا ينتظرون لأنهم كانوا يمشون في الشارع ذهابًا وإيابًا، وكان واضحًا تمامًا والعدد كان كبيرًا لأنه نحن في وقتها نشرنا الموعد على عدة مجموعات يعني ليست مجموعات أون لاين، ولكن مجموعات بين الجامعات [الكليات].
والضفة الثانية التي هي رصيف حرم الجامعة كان يوجد باصات حفظ نظام وسيارات مدنية ويقف بجانبها عناصر وكان واضحًا أنهم من الفروع الأمنية بالإضافة إلى الشبيحة وكان واضحًا انهم يعرفون أنه سوف تحصل مظاهرة، كانوا يقفون وينظرون إلينا ينظرون باتجاه هذا الطرف نحو الشارع الذي يوجد فيه طلاب وينتظرون، مشيت قليلًا وجدت أنه قريب من باب المدينة الجامعية مقابل باب المدينة الجامعية عند مكتبة زيزان أو المدخل الذي يقود إلى مكتبة زيزان وجدت الشباب الذين ينسقون المظاهرة واقفين ومنهم ملهم العكيدي ومالك العيسى -تقبله الله- وأشخاص آخرون ولا أذكرهم جميعهم، وأنا في وقتها قلت لمالك: إنه لا يجب علينا الخروج من المستحيل أن نخرج لأن الأمن أمامنا فسوف يعتقلون عددًا جيدًا، نحن جميعنا كان هذا رأينا ولكن مالكًا كان مصرًّا مع العلم أننا ترجيناه، وأذكر أنني قلت له: نصف ساعة -وأنا كان معي 30 شابًّا- يمكنني أن أجمعهم في أي مكان تختاره ولكن ليس هنا ولكنه كان مصرًّا وفي النهاية قال: أنا سوف أخرج حتى لو كنت لوحدي وهو كان في وقتها متأثرًا لأن درعا كانت تحت الحصار، وبنفس الوقت مالك بالنسبة له حالة الصدام مع النظام هي حالة حتمية ويجب أن تحصل حالة مفاصلة، وأيضًا من الجدير بالذكر أن مالكًا أيضًا كان لديه نوع من التهور الزائد وهو لديه التزام ديني من قبل الثورة، وكان يقوم بتشغيل خطب أسامة بن لادن أثناء تبييض المشروع [الهندسي] يعني لديه نفَس قاعدي (نَفَس وليس انتماء).
فأصر مالك وذهب في الشارع وبدأ يمشي، نظرنا إلى بعضنا نحن لا نستطيع تركه وبدأنا نمشي بجانبه وأنا أمسكته من يده، ومن الطرف الثاني أمسك بيده ملهم العكيدي وبدأنا نمشي حتى يجتمع حولنا تقريبًا 50 شخصًا ثم نعود يعني مسافة أقل من 100 متر -بالمناسبة على هذا الشارع كان يوجد منزل أحمد حسون وأمامه كشك يوجد مفرزة للأمن- فمشينا قليلًا ثم عدنا حتى نبدأ بالمظاهرة وأنا حتى هذه اللحظة لا أستطيع أن أقول بشكل دقيق إذا أننا خرجنا في ذلك اليوم مظاهرة أو لم نخرج، ولا أستطيع أن أذكر إذا لحقنا أن نهتف أم لا، لأنه في طريق العودة بدأ الطلاب يركضون فعرفنا أنه خلفنا الأمن هجم علينا، فهل قلنا كلمة "حرية" لا أذكر ثم هربنا أذكر أنني بدأت أركض بشكل سريع (أنا في الحرب ما جربت نفسي ولكن في الهزيمة كالغزالِ) استطعت الوصول إلى آخر الشارع ولا يوجد حولي أمن وكان يركض بجانبي إسماعيل المحمود وهو طالب عمارة من قرية سمومة فتوقفت وبدأت أنظر خلفي ورأيت أحد عناصر الأمن يمسك أحمد المصري من رقبته من الأمام وحصره إلى الحائط في الشارع فلم يأت من نفسي أن أتركه، وفي تلك الفترة أنا كنت فعلًا أشعر أنني أقوى من 5 رجال يعني كان شعورًا بالحماس بالإضافة إلى أن أمن [فمن هم حتى يقفوا أمامي؟] عدت أركض باتجاه أحمد المصري، وكان الذي في بالي أن أركض وأضرب عنصر الأمن ثم نهرب سوية، وعندما اقتربت منه حتى أضربه توقفت فجأة، ولم أعد أستطيع التحرك حيث كان يوجد يد على حزام ويد على صدري وانقطع نفسي، وأنا كنت أشعر أنه 4 أشخاص يمسكون بي وأنا لم أعد أستطيع التحرك، ولكن في النهاية كان شخص واحد فقط هو عنصر أمن فالجماعة محترفون بطريقة تثبيت البشر ثم قام بسحلي على الباص وجدت في الباص أكرم السعود ومحمد باقر وملهم العكيدي وأحمد المصري هذا معي، وعبد الفتاح الرومي -تقبله الله- كنا 22 شخصًا في الباص ومالك العيسى والغالبية من طلاب العمارة لأنه نحن الذين تجمعنا على بعضنا كنا طلاب عمارة ويوجد شباب من كليات أخرى، يوجد شاب كان أخوه طالب عمارة -كان من كليو الميكانيك- ومعه صديقه من حماة، هؤلاء لديهم جنسية تركية وهذا سبب لديهم مشكلة ودخلنا إلى الباص، وكان يوجد شاب يبدو أنه من الرقة ويبدو أن يده كانت مكسورة أثناء سحله، وهو كان ضخمًا وكان يقف ويصرخ ويقول: أنا من شمر وغدًا سوف تحصل بلايا والدماء سوف تصل حتى الركب يعني كان يتحدث بهذه الجرأة، ونحن نقول فليسكته أحد نحن بالباص معتقلون! في وقتها أحسست بالراحة النفسية يعني عندما رأيت الشباب كلهم فرحت من داخلي لأنني لست لوحدي، وأن الذي سيحصل سيحصل علينا كلنا لدرجة أنه عندما دخل شخص من فرع الأمن العسكري هم الذين اعتقلونا، فعندما دخل قلت له: هل يمكن أن نفتح النافذة قليلًا فقام بشتمي أي كان يوجد هذه الراحة وشعور بالثقة أننا معًا.
دخلنا إلى فرع الأمن العسكري ولا تستطيع أن تقول أنه حصلت حفلة استقبال ولكن كان يوجد بعض الضرب وأنا لم أتعرض للضرب، وُِضعنا في الممر وقمنا بخلع أحذيتنا وكل شخص يقوم بإفراغ كل ما في جيوبه ويضعها في الأمانات، ومن الأمور التي كانت مضحكة أنه الشاب أكرم سعود اعتقل 6 شهور في فرع الجوية في دمشق، وهو كان لديه خبرة في حركتين الأمان، كنا ننتظر حتى نعرف كيف نقوم بحركتين الأمان، وهي أن تخلع كل ثيابك وتجلس مرتين ثم تقف حتى إذا كان يوجد شيء تم إخفاؤه في المؤخرة يسقط، فالكل يدخل نحن كنا نقف يقوم بحركتين الأمان ثم يصطف في الممر وأنا لا أعرف فالذي أتذكره من كلام خالي أنه أنت تخلع كل ثيابك، وقال لي العسكري: هيا قم بحركات الأمان وأنا خلعت ثيابي وقمت بحركة الأمان، والعسكري كان يقول لي: عورتك يا بني أخفها ثم انتبهت أن الشباب كانوا يرتدون القميص الداخلي ثم جلسنا على طرف، وجاء دور أكرم السعود المحترف وهو قام بحركة الأمان بشكل سريع، وأنا أذكر أننا كنا مرتاحين نفسيًّا وكنا نضحك بين بعضنا ولم نشعر بالمصيبة إلا بعد 4 ساعات تقريبًا.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/02/01
الموضوع الرئیس
الحراك السلمي في مدينة حلبكود الشهادة
SMI/OH/44-07/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
16 نيسان 2011
updatedAt
2024/04/18
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-جامعة حلبمحافظة حلب-الفرقانمحافظة حلب-الهلكمحافظة حلب-سيف الدولةمحافظة حلب-مدينة حلبشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
فرع الأمن العسكري في حلب 290