الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تطور الحراك الثوري ومظاهرة الأطفال في داريا

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:18:35:22

بعد "جمعة التحدي" وخلال هذا الأسبوع حصلت الكثير من التحركات الثورية والبخ على الجدران والصور والمناشير، وبنفس الوقت يدخل الأمن يقوم بطلاء هذه الكتابات أو محوها، وكان الأمن يجعل أصحاب المنازل الذين كُتبت على جدرانهم كتابات يجعلهم يمحون الكتابات بطريقة مذلة، وأحيانًا يعتقلون صاحب المنزل الذي كُتبت على جدران منزله كتابات مختلفة مثل: "يسقط بشار"، "ارحل يا بشار" وهذه الشعارات الثورية "ولسا بدنا حرية".

بعد "جمعة التحدي" جاءت "جمعة الحرائر" وحصلت فيها مظاهرات كبيرة، وأنا ذكرت بعد "الجمعة العظيمة" هذا التسلسل الزمني لهذه الجمع وخلال هذا الشهر كان يوجد تطورات متسارعة في داريا وإقامة حواجز ومظاهرات، وقبل "جمعة الحرائر" (13 أيار/ مايو 2011) حصل اقتحام للمدينة وفي هذا الاقتحام أنا أذكر أنني كنت موجودًا في بيت عمي وكان يوجد شباب من رفاقي وكان يوجد إخوتي وأبناء عمي، وفجأة انقطعت الاتصالات وهذه أول مرة تُقطع فيها اتصالات الهاتف [المحمول]  واتصالات الهاتف الأرضي، وفي الساعة 12:00 ليلًا بدأت المداهمات واعتقلوا أكثر من 50 ناشطًا، وأنا في وقتها أذكر أنني خرجت من المنزل مباشرة لأن والدي لم يسمح لي بالبقاء في المنزل وخاصة أنني كنت أشارك بالمظاهرات، وكل شخص شارك بالمظاهرات وكان ناشطًا في الحراك في أول شهرين خرج من منزله واختبأ في منزل آخر لأقاربه أو بستان أو مزرعة، وكانت لحظات مرعبة و خاصة أول مرة تُقطع فيها الاتصالات واستمرت إلى يومين أو 3 والهواتف المحمولة لا تستقبل ولا ترسل الاتصالات، وفي وقتها اضطررنا للاجتماع في المسجد أنا وأصدقائي حتى نعرف الأشخاص المعتقلين، ولا أذكر أسماء معتقلين، ولكن كان يوجد ناشطون بارزون في المدينة [تم اعتقالهم].

الخطب في المساجد كانت تتطور، مثلًا بعد "الجمعة العظيمة" جاءت "جمعة التحدي" و"جمعة الغضب" يعني أصبحوا يترحمون على الشهداء ويدعون للمعتقلين، وأذكر أنه في أحد المساجد أخذ [الخطيب] يقول للناس: سوف نُخرج المعتقلين ونحن نتواصل مع المسؤولين لأجل إخراج المعتقلين. وحصل هذا الحراك وبعد "جمعة الغضب" تم تهديد خطباء الجوامع بالاعتقال وتم استدعاؤهم وأكثر من شيخ من الذين خطبوا استدعوا الى أفرع مختلفة، وأذكر أحد خطباء المساجد [من] المشايخ الكبار أخذوه وبعد أن أخذوه جاء فرع ثان حتى يأخذه من منزله، فقالوا له: لقد تم اعتقاله، وسألهم من الذي أخذه؟ قالوا: لا نعرف، وقال له الضابط: "سبقونا عليه أولاد الكلب" الفرع الذي أخذه كان فرع الجوية، والذين جاؤوا كانوا فرع أمن الدولة، وهو كان مطلوبًا لأكثر من فرع وعلى أثر هذا الشيء خفت حدة الخطاب أيام الجمعة، ولكن لا يزال يوجد أثر، وأنا لا أقول إن هذه الخطب كانت خطبًا عصماء وتدعو للثورة أو فعليًا تحريضية، يعني كان يوجد خوف وهؤلاء الخطباء والمشايخ مقتنعون بشيء معين ولكن عندما تكلموا كان هذا تحت ضغط الشارع والضغط الشعبي، ولكنهم تكلموا في "الجمعة العظيمة" وحرضوا على التظاهر ولكن بدون تخريب وأصبحوا يترحمون على الشهداء وقسم كثير منهم لم يعد يذكر بشار الأسد، وانتهى موضوع الدعوة لولي الأمر أو لبشار الأسد وتم استبدالها بالدعاء للشهداء: "اللهم ارحم الشهداء وأصلح البلد وحال البلد، اللهم أصلح من في صلاحه صلاح المسلمين وأهلك من في هلاكه صلاح المسلمين". وأصبحت الدعوات موارية وتوقف الدعاء لبشار الأسد، وكان يوجد خطباء يريدون الدعوة لبشار الأسد، ولكنهم لا يستطيعون.

في هذه الفترة توقف القتل بعد "الجمعة العظيمة" (22 نيسان/ أبريل 2011) والتشييع والمظاهرات الكبيرة، ولكن في "جمعة آزادي" (20 أيار/ مايو 2011) خرجت مظاهرات جدًا كبيرة وهذه المظاهرات الكبيرة أعقبها تدخل الأمن والجيش وحصل ضرب بالحجارة والمولوتوف (زجاج مملوءة بسائل سريع الاشتعال)، في وقتها حصل التحام مباشر بين المتظاهرين وهذه القوة التي جاءت، وحصل في ساحة شريدي التي أصبحنا نطلق عليها اسم "ساحة الحرية" وهي من أكبر ساحات البلد حصل [فيها] إطلاق نار من قبلهم، واستُشهد شخص اسمه أحمد العزب وهذا الشهيد -رحمه الله- تمت إجراءات دفنه وتشييعه في نفس اليوم، يعني نحن انتظرنا فقط حتى المساء وهو كان موجودًا في سيارة إسعاف المستشفى، وخرجت مظاهرة جدًا كبيرة وهذه المظاهرة مرت من الشارع الواصل بين ساحة شريدي ومركز المدينة، وهنا في هذه المظاهرة الكبيرة -يعني كان التشييع جدًا كبير- كان يوجد غضب كبير وهتافات للشهداء وخلال ساعتين تجمعنا أمام مركز المدينة، اسمه دوار الزيتونة، بقينا لمدة ساعتين مع ترديد الهتافات والصيحات والمظاهرات وكان شبه اعتصام صغير وانفض هذا الاعتصام.

بدأت تكثر الاعتقالات على الحواجز وتكثر المداهمات على المنازل، ولكن المداهمات لم تكن عشوائية لأنه جاءت مرحلة من المراحل على داريا يتم فيها مداهمات عشوائية أو اعتقالات من الشوارع، ولكن إلى الآن كانوا يدخلون في خط منظم ويعتقلون المطلوبين ويخرجون، ولكن على الحواجز كان يوجد اعتقالات وإهانة جدًا كبيرة، ولكن إلى الآن مدة الاعتقال لا تتجاوز 6 إلى 15 يومًا أو شهرًا، وهذه المدة كانت تًعتبر كبيرة.

الأشخاص الذين يتم اعتقالهم في داريا ويخرجون من الاعتقال، كانت المناسبة عند أهلهم [تستمر] 7 أيام مباركات، يعني الناس تذهب للمباركة للشخص الذي خرج من المعتقل على مدار 7 أيام، وهو يتكلم عن المعاناة، هو اعتُقل 6 أيام وخرج فيتكلم عن القصص التي كانت مخيفة وتجعلك تخاف من الاعتقال، وكان في تلك الفترة الرجال الكبار في العمر يعملون لإخراج المعتقلين ويتواصلون مع الفروع الأمنية لإخراج المعتقلين، وكان يحصل تواصل لأجل خروج النشطاء والشباب.

في أحد الأيام  كان هناك 3 معتقلين، وأحد خطباء الجمعة قال: نحن تواصلنا مع الأفرع الأمنية ووعدونا بإخراجهم خلال يومين، وهذه الفترة كان يوجد تأرجح بين علاقة الكبارية (الوجهاء) في البلد مع الأمن ومدة الاعتقال، وعندما يخرج الشخص من المعتقل كان يوجد شبه تقليد [وهو] زيارة المعتقل ومباركة للأهل لأنه يُعتبر ناجيًا من الموت ونرى آثار التعذيب ويذكر الأشخاص الذين رآهم، ويذهب إلى هذا المعتقل أهالي المعتقلين الآخرين حتى يسألوه إذا رأى أبناءهم حتى يطمئنوا على أولادهم إذا كان معهم أو إذا كان يتعرض للتعذيب، وكان يوجد أكثر من فرع للاعتقال يعتقلون فيه شباب داريا، [فهناك] أفرع تابعة للمخابرات الجوية مثلًا: المخابرات الجوية في المزة أو في آمرية الطيران وأنا لا أعرف هذه المناطق، أو مثلًا شخص يتم اعتقاله في الشام (دمشق) ويتم أخذه إلى أمن الدولة أو فرع الخطيب أو فرع المنطقة، ويوجد شباب تم اعتقالهم أخذوهم إلى الفرقة الرابعة وكانوا يتعذبون كثيرًا وكانوا يقولون: إن العذاب في الفرقة الرابعة أكثر من فرع المخابرات الجوية، والذين يتم اعتقالهم في فروع أخرى كان من السهل إخراجهم.

داريا كان لها اسم عند الجوية (المخابرات الجوية)، يعني إذا كان الشخص من داريا يتم تعذيبه بشكل أكبر من غيره أو إذا كان من المعضمية، وكانت أعداد المعتقلين تزداد لإرهاب الناس، وأيضًا خروج المعتقلين من المعتقل تجعل عندك رهبة أنه أنت إذا اعتُقلت سوف يُحكى عنك كثيرًا، وتتعرض للتعذيب والشبح والدولاب وتقليع الأظافر والكثير من الأمور التي لا تجعلك تخرج، ولكنني لا أعرف كيف أخرج عندما يكون هناك مظاهرة مع أنه ممكن أن يتم اعتقالك، وبالتأكيد الشخص لا يتمنى الاعتقال حتى يتم المطالبة باسمه أو يتم إنشاء صفحة باسمه على "فيسبوك" وهذا الأمر كان متداولًا في ذلك الوقت على "فيسبوك" كل شخص يتم اعتقاله يتم إنشاء صفحة "فيسبوك" باسمه، [فيكتبون]: الحرية لفلان الفلاني مثلًا الحرية لمحمد. (فلان من الناس)، بالتأكيد لا أحب أن يحدث هذا معي وأتعرض للضرب ولكن يوجد دافع لاستكمال المظاهرات لأنه يوجد أمل كما حصل في البلدان الباقية بسقوط الأنظمة في يوم من الأيام بعد سنة أو سنتين، ونحن كنا نضع هدفًا أنه في شهر رمضان سيسقط وينتهي الأمر، وفي هذا الوقت كانت تكثر المظاهرات في المدن الأخرى وفي وقتها كنا نسمع عن مليونيات في حماة ودير الزور وكان يوجد في الشام (دمشق) مظاهرات والميدان وكفر سوسة، يعني كلما يضيق الخناق ترى هذا الموضوع وترى مظاهرات في إدلب، وأصبح يوجد نوع من الغيرة بين المظاهرات، من ناحية المظاهرات أيًا منها هي الأحسن، وأنا في داريا لم تكن تعجبني المظاهرات لا أعرف لماذا لم نستطع إقامة جو مظاهرات مثل باقي المدن! لأن هذه المظاهرات فورًا [تواجه من قبل الأمن]، [ربما] لأنه إذا جاء [الأمن] من فرع المخابرات الجوية بالسيارات فإن الأمر لا يستغرق ربع ساعة حتى يصلوا إلينا فالمظاهرة عندنا لا تستغرق أكثر من ساعة، ولا تستطيع خلال هذا الوقت إقامة منصة وهتاف ولافتات، وهنا بدأ يتم تنظيم اللافتات، في هذه الجمع كان النشطاء يكتبون اللافتات، رحم الله غياث مطر ويحيى شربجي والشباب الذين معهما كانوا يكتبون اللافتات ونرفعها، ولكن إلى الآن لا يوجد ما يميز داريا بمظاهراتها، مثلًا أنا كنت أرى المظاهرات في بنش ملونة، وفي جرجناز [ظهر] بلبل جرجناز فكان يوجد فيها أصوات جميلة، ونحن لم يخرج من عندنا أصوات، وأنا أتأسف على هذا الشيء، وأنا لا يعجبني إلا مقطع التشييع الأول من داريا كمظاهرة وكان يوجد مظاهرات جميلة ولكننا لم نثبت أنه يوجد هذه المظاهرة الجميلة التي تشعر أنها كعرس، إلا أنها أثبتت نفسها في أشياء أخرى مثل المبادئ الثورية وأستطيع أن أقول: إنها أثبتت نفسها في القتال أكثر من السلمية في داريا، يعني هي صورتها سلمية ولكنها أثبتت نفسها في تنظيم القتال والمعارك والحرب أكثر من الأيام السلمية، يعني كانت معاركها منظمة أكثر من المظاهرات ولو أنها أثبتت وجودًا كبيرًا في إعداد المظاهرات وتعدادهم. 

[في] الأسبوع الذي بعد "جمعة آزادي" عادت المظاهرات لتكبر وتخرج مظاهرات ليلية، وهنا خرجت أول مظاهرة للأطفال تم تنظيمها في سورية ولا أذكر تاريخها، ولكن أعتقد كانت في شهر أيار/ مايو وتم تنظيم أول مظاهرة أطفال في سورية في داريا، يعني اجتمع فيها أكثر من 500 إلى 600 طفل وأكثر، ورفعوا لافتات مع بالونات، يوجد منهم أطفال معتقلون وأطفال الشهداء وبنفس الوقت كانت معهم أمهاتهم ولكن لم تتطور حتى تصبح مظاهرة نسائية، وكانت مظاهرة أطفال لأجل تصدير صورة إلى العالم وفعليًا أخذت صدًى هذه المظاهرة خلال أيام الأسبوع.

في داريا في أول 6 شهور لم تخرج النساء في المظاهرات لأنه يوجد جو من الالتزام الديني في داريا يمنع هذا الشيء، وحتى عندما حصل كان بين رافض ومؤيد وحتى من الشباب الثوريين، يعني الرافضون أكثر من المؤيدين للفكرة.

حتى فترة متقدمة، وأثناء التشييع كانت تخرج النساء من النوافذ وكانت توجد بعض الناشطات تخرجن، ولكن نحن لا يوجد عندنا حضور نسائي بارز، أعتقد مثل باقي سورية.

في إحدى المظاهرات النسائية رموا عليهن من خلال أحد شباب الثورة المتظاهرين رموا عليهن مفرقعات لأجل تفريقهن لأنهم لا يريدون خروج المظاهرة لأنها مظاهرة نسائية، يعني كان يوجد رفض تام لمظاهرة النساء ولم يكن يوجد رضًا عن الموضوع، وكانت تحصل جدالات على "فيسبوك" يعني عندما بدأت النساء تخرج كانت تحصل جدالات على "فيسبوك" ومشاجرات كبيرة بين رافض ومؤيد للفكرة، وهذا في مرحلة متقدمة.

الجمعة التي بعدها "جمعة حماة الديار" (27 أيار/ مايو 2011) وأنا لا أعرف لماذا سموها بهذا الاسم، ولكن المظاهرات كانت فيها كبيرة وأستطيع أن أقول: إنه هذه الفترة كانت ذهبية في داريا في المظاهرات يعني نحن وصولًا إلى "جمعة ارحل" و"جمعة أطفال الحرية" كان الحضور كبيرًا، وبدأت المواجهات بيننا وبين الأمن، وكان يأتي الأمن ويطلق النار ولكن المواجهات كانت تستمر ولا يهرب أحد، يعني أنا أذكر في مواجهات ساحة شريدي في هذه المظاهرات كان يوجد مواجهات كبيرة وأستطيع أن أقول: إن "جمعة اطفال الحرية" (3 حزيران/ يونيو 2011) كانت جمعة جميلة في داريا وخرجت من الكثير من المساجد والتقوا في ساحة شريدي التي هي ساحة الحرية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/10/29

الموضوع الرئیس

الحراك في داريا

كود الشهادة

SMI/OH/103-08/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

5-6/2011

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

إدارة المخابرات الجوية

إدارة المخابرات الجوية

إدارة المخابرات العامة / أمن الدولة

إدارة المخابرات العامة / أمن الدولة

الشهادات المرتبطة