توسع الحاضنة الشعبية للجيش الحر بعد ضربته الأولى لموكب الأمن
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:17:16:24
في هذه الفترة كنا قادرين على التأثير في المدينة، وطبعًا أنا كنت دائمًا على تواصل مع جميع الشباب يعني نحن كان عندنا مجموعة واحدة، العسكر مع العسكر والطبية مع الطبية والذين يعملون في الموضوع الإعلامي أيضًا، وفي هذه الفترة بالذات حصل تشييعان كبار أو 3 [لقتلى] في [حي] الميدان، وذهبت أنا وأصدقائي إلى التشييع، وأنا لا أذكر التاريخ، ولكن حصل تشيِيع كبير وكاد أن يتم اعتقالي وأصابنا الملل من إطار داريا لأنه لا يوجد شيء جديد، وكان عليك إما البقاء في المنزل والمظاهرات أو التسليح وكنت أريد شيئًا جديدًا، ويكون عندنا مثل باقي المدن، وفي باقي المدن أصبح يوجد مجالس وتحرير والكثير من الأشياء التي تحصل وتجعلك مستمرًا، وليس مثل هنا تحمل السلاح وتبقى في المزرعة تأكل وتشرب لا أعرف إلى متى ولا يوجد شيء تفعله إلا الدخول على "فيسبوك" وفي وقتها كان مشهورًا، وفي وقتها لم يكن موجودًا غير "فيسبوك" ولم يكن مشهورًا "تويتر" أو "انستغرام" أو "واتساب" وكل كلامنا كان على "الماسنجر" و"فيسبوك" والـ "اس اتش" و"الإيميلات" وهذه الأمور.
كانت أول عملية في مركز داريا هي ضربة لموكب الأمن، وكانت ضربة كبيرة ولأول مرة يُستخدم قاذف "آر بي جي"، وأنا نسيت التاريخ، ولكن الذي أصاب المدرعة اسمه أبو عمر الحنش -رحمه الله- استُشهد وكان من مجموعة أبي صدام واشتركت عدة مجموعات لضرب هذا الموكب وتم ضربه في شارع رئيسي، والموكب كان يدخل بشكل اعتيادي إلى المدينة للترهيب، ولكن كان يجب أن يحصل شيء لهذا الموكب لأنه كان يعتقل الكثير من الأشخاص ويسبب الكثير من المشاكل.
هذا الشخص أبو عمر هو منشق وهو جاري، ونحن أخبرونا قبل العملية للذهاب إلى المراكز لأنه قد يحصل شيء ونحن لا نعرف ماذا سوف يحصل، وفجأة سمعنا أصوات الرصاص في المدينة وتم ضرب المدرعة وهرب الأمن بالسيارات ولا أعرف إذا مات منهم أحد، وهذه كانت أول ضربة كبيرة للأمن في داريا.
في وقتها الشهيد أبو عارف، وأبو نضال حتى الآن موجود وكان قائدًا في الجيش الحر، قاما بالسيطرة على مدرعة وكانت أول غنيمة كما يقال، وأنا رأيتهم عندما كانا يسحبانها ولكن نحن كنا في المستشفى، والذي أصاب المدرعة أبو عمر جاء إلينا إلى النقطة الطبية وكان مصابًا في ظهرة إصابة خطيرة ولكنه نجا منها و[في] مرحلة لاحقة استُشهد.
هنا جاءت الطائرة الهليكوبتر وبدأت تطلق النار من الرشاشات على المدينة، وفي وقتها سقط شهداء ويوجد شخص أعتقد من بيت المصري أصابته رصاصة في رأسه ومزقته تمزيق، وحتى الآن أذكر كيف كان المنظر، ولكن أبا عمر تمت معالجته وأخذناه إلى نقطة ثانية يوجد فيها طبيب وبدأ يعالجه، وهذه كانت أول مهمة كبيرة للطبية كنقل الجرحى من نقطة إلى أخرى، ويوجد حالة استنفار كبيرة وهنا كان يوجد مشاركة لمجموعات الجيش الحر وهذه كانت أول ضربة وكان صداها جدًا كبيرًا في سورية.
جاءت عربات بي ام بي وسحبت المدرعة المحترقة، وأيضًا حصلت حملة مداهمات بعدها كان وتشديد على الحواجز حول داريا وبدأت حالة أنه يوجد إرهاصات لشيء كبير سيحدث، ونحن هنا على أبواب رمضان الثاني، وعلى أبواب أنه أنت عندك أقسام كبيرة من سورية يتم تحريرها وأنت تسمع أن الجيش الحر ينتزع هذه المناطق من النظام بالسلاح، ولم يعد هناك مجال إلا أن تكون مقاتلًا، ويوجد أخبار من درعا أيضًا لأن درعا كانت بجانبنا، وأنت بعيد نسبيًا جغرافيًا ولكن أيضًا أنت ثوريًا في داخل العاصفة، يعني أنت في منطقة ثورية كبيرة لها اسمها فيجب مواكبة الوضع أكثر.
بعد هذه الضربة ارتفعت أسهم الجيش الحر وارتفعت أسهم المقاتلين، وأصبح الشباب ينضمون إلى الجيش الحر بشكل أكبر، وهنا بدأت إرهاصات التشكيل الأول التي هي كانت كتيبة سعد بن معاذ [كتيبة سعد بن أبي وقاص - المحرر] التابعة لكتائب الصحابة الموجودة في دمشق وريفها، وهذه الكتائب كانت [مقسمة بهذا الشكل] كتيبة سعد بن معاذ [كتيبة سعد بن أبي وقاص - المحرر] بقيادة أبي تيسير (حسن زيادة) بشكل مبدئي، وتم إعلانها و[صُنْع لها] بهرجة إعلامية كبيرة وكان يوجد فيها الكثير من الناس. وجميعنا نتذكر كتائب الصحابة وهي كانت مشهورة كثيرًا وبدأت الاجتماعات وجاءت شخصيات وأذكر أنهم كانوا يقولون: إنه جاء زهران علوش إلى داريا وكان يحضر الاجتماعات مع أبي تيسير وباقي الشباب لتنظيم العمل، وفي هذه الأيام أنا أذكر أنني كنت خارج الإطار ولكنني كنت أسمع بالاجتماعات من أصدقائي الذين كانوا يحضرون اجتماعًا كبيرًا لقادة المجموعات وهذه الاجتماعات كلها كانت بهدف أنه يوجد معركة كبيرة قادمة ولا أحد يعرف أين هذه المعركة الكبيرة، وكانوا فعليًا ينتظرون ساعة الصفر والناس تنتظر التسليح من الدول وينتظرون الكثير من الأشياء، يعني كان يوجد أمل عندنا جميعًا وأنا كنت أدخل صباحًا على "فيسبوك" حتى أرى هل بدأت ساعة الصفر أم لم تبدأ، وإلى الآن لم يكن عندنا تصور ما هي ساعة الصفر، هل هي كانت موجودة أم غير موجودة؟
بدأت إرهاصات التشكيل وبنفس الوقت كان يوجد جماعة تدفع بألا يكون أبو تيسير هو القائد لأنه فعليًا هو شخص غير جيد للجميع.
أبو تيسير زيادة هو شخص كان يعمل لحامًا (جزارًا) قبل الثورة، ولكنه دخل في الثورة ومن أوائل الذين عملوا بالسلاح وهو لم يحمل السلاح ولكنه كان يعمل بالسلاح والتشكيلات وهو شخص كان له كلمة كبيرة في الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام فيما بعد، وكان له كلمة كبيرة في كتائب الصحابة وهو لم يكن شخصًا جيدًا في داريا ولكن لا أحد كان يستطيع وضع حد له بشكل كبير، وحتى قيادة الأجناد عندما أرادت عزله لم تستطع وأنا كنت على اطلاع كبير على هذا الشيء.
الجيش الحر بدأ يكبر في عيون أهل البلد، يعني عندما تمر سيارة الجيش الحر في هذه الفترة في البلد [يُحيُّونها] والجيش الحر قام باستعراض مكون من 15 سيارة تقريبًا وتجولوا في البلد، ويُقال: إن موكب الأمن كان يراهم ولكن لم يتدخل، وفي وقتها كان شيئًا كبيرًا جدًا وكنا فرحين جدًا وأصبحت معنوياتنا عالية جدًا.
فعليًا الحالة كانت ثورية كاملة مسلح وغير مسلح يعني يوجد حالة من الثورية وحالة من الفرح وأصبح لديك جيش حر مثل المناطق الثانية.
أنا أعرف أشخاصًا أخذوا الذهب من نسائهم للتبرع بها للجيش الحر، والناس كانت تطبخ للجيش الحر وفي النهاية هذا الجيش الحر هو [من] أبناء البلد والأم كانت تطبخ لابنها ورفاقه، وإذا لم يكن يوجد عندها ابن قد يكون عندها ابن أخت أو ابن أخ، يعني كانت بشكل رهيب الحاضنة الشعبية للمجموعات، في تلك الفترة كانت حاضنة كبيرة وفعلًا داعمة، وهذه الحاضنة الشعبية هي التي جعلت الجيش الحر في داريا يصبح أقوى ولولاها لكان الجيش الحر من أول ضربة انتهى، والتي هي ضربة المجزرة ولولاها كان انتهى.
هنا أصبح يوجد جمع للتبرعات بشكل كبير وبدأ يأتي الدعم من الخارج من مشايخ خليجيين، ولا أعرف إذا كان يأتي الدعم من دول ولكنني أعتقد أن الدعم كان مقتصرًا على المشايخ الخليجيين، وخاصة لكتائب الصحابة فكان يوجد تواصلات مع الخارج مع [عدنان] العرعور وغيره، وكان يُستخدم قسم من أموال الإغاثة لدعم الجيش الحر من خلال فتاوى، أي من خلال فتاوى يُقام هذا الشيء، وكانت تأتي أموال إلى الجيش الحر إضافة أنه كان يوجد دعم إغاثي كبير، وبدأ يأتي دعم طبي وبدأت تُوضح معالمه ولكن إلى الآن لا يوجد جهات رسمية خلف هذا الدعم نهائيًا، وكان يوجد بعض الشيوخ السوريين في الخليج يعرفون أشخاصًا يأخذون منهم الأموال لإغاثة الشعب السوري، يعني أذكر أكثر من مرة [أنهم] أحضروا كونتينرات (حاويات متنقلة) كبيرة يوجد فيها مواد إغاثية ونقوم بتوزيعها على وجبات، وعلى أهالي المعتقلين وأحيانا يكون لدينا فائض ويتم توزيعها على أهالي حمص، وفي عام 2012 حتى وقت المجزرة كان يوجد نازحون من حمص في داريا.
أصبح لدينا مستودعات إغاثية ومستودعات طبية للأدوية والأشياء التي تأتي، وبدأ يصبح لدينا مستودعات للسلاح، وهذه الفترة في شهر نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو في داريا في عام 2012.
[كان يوجد] فصيل واحد مسلح وعدة مجموعات لم تنضو تحت الفصيل، وأصدقائي لم ينضموا إلى هذه الكتيبة، وكانوا معهم وإلى الآن لم تكن هناك هذه المشاكل الكبيرة، وفي داريا لم تحصل مشاكل عسكرية كبيرة مثل غيرها من الفصائل لأنها كانت محصورة، وكانت مشاكلها كبيرة بقدر البلد (المدينة) ولكن ليس بقدر المشاكل التي كانت تنشأ، وكان يوجد أشخاص عندهم مشاكل كبيرة، وهذا رأيي الشخصي: أن أبا تيسير كان يُعتبر مشكلة كبيرة وحتى نهاية الحصار كان يُعتبر مشكلة كبيرة، وأنا أذكر اسمه، وقد يكون هناك أشخاص يعرفون أنه يُسبب مشكلة كبيرة ولا يذكرون اسمه، ولكن أنا أقول أنه كان مشكلة كبيرة ولم يستطع عليه أحد لأنه كان يوجد تورع دائمًا في موضوع الاعتقال ولا أقول القتل ولا أحد سيقتله، ولكن لمحاسبته لا يوجد جهاز قضائي يحاسبه، وهو كبير وعنده سلاح وفي يوم من الأيام هو قال: إذا بقيت مع اللابتوب لوحدنا هذا يكفي. وكانت المشكلة في الداعمين له من الخارج الذين لا يعرفون ماذا يحصل في الداخل وهذا الكلام في النهايات، ولكن في البدايات كان يأتيه دعم وكان له معارضون ومؤيدون من المجموعات العسكرية إلا أننا لم نكن نرى هذه الحالة السوداوية الكبيرة لأنه في النهاية جيش حر وهو الذي يفدي بدمه وهو الذي يحمل السلاح ومعرض للقتل.
الحالة المجتمعية الكبيرة كانت داعمة ويوجد حاضنة للجميع، وأنا كان والدي داعمًا كبيرًا لموضوع عملي في الطبية وعندما أعود إلى المنزل في الليل كنت أتكلم معه أقول له هكذا حصل معي وفلان أُصيب ووالدي لا يوجد عنده أي مشكلة بما أنك تحمي نفسك وتعرف ماذا تعمل وتفعل.
أصبح هنالك الكثير من التبرعات من نساء داريا بذهبها، وحصل الكثير من الحالات حيث تقف السيارة ويتبرع [الأهالي] بما لديهم من الطعام، والمزارع أصبحت معروفة، ونحن مقبلون على شهر حزيران/ يونيو يعني قبل شهر رمضان يعني في شهر حزيران/ يونيو وما بعده أصبحت معروفة مزارع الجيش الحر.
جيش [النظام] إذا أراد الدخول إلى داريا فإنه لا يدخل بموكب مثل السابق وأصبح يحتاج إلى دبابات وعناصر مشاة وجنود وطائرات حتى يدخل بشكل اقتحام كامل، وهذا الأمر كان يحصل كل شهر مرة واحدة وحصلت الكثير من الأحداث في شهر نيسان/ أبريل وأيار/ مايو وحزيران/ يونيو سوف أتكلم عنها لاحقًا التي هي استشهاد أبي حمزة الخال في أول اقتحام وأول قصف للمدينة، وحصل اقتحام في أول شهر رمضان، ومعركة دمشق وما حصل في داريا ورمضان قبل المجزرة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2020/11/26
الموضوع الرئیس
الحراك في دارياتطور نشاط الجيش الحركود الشهادة
SMI/OH/103-16/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/04/25
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-مدينة دارياشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام - قطاع الغوطة الشرقية
الجيش السوري الحر
كتائب الصحابة
الجيش العربي السوري - نظام
كتيبة سعد بن أبي وقاص - داريا