الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الطريق من داريا إلى إدلب والاستقبال في قلعة المضيق

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:20:46:13

كنا على مدخل مدينة داريا عند الشبيحة والعساكر وأذكر كان يوجد شخص اسمه رضوان الزردة وهو كان رئيس شعبة الأوقاف في مدينة داريا كان موجودًا معهم وكان يوجد أكثر من شخصية موجودة ولكنني أذكر أن هذا الشخص كان يدخل إلى داريا عندما يدخل وفد للنظام من أجل التفاوض، يعني في إحدى المرات مثلًا دخل عدنان الأفيوني وكان معه رضوان الزردة وأذكر أنني رأيته عند مدخل مدينة داريا كان يبكي كان يشاهد الباصات تخرج ويبكي، كان مع النظام وهو ليس شبيحًا أو مخبرًا ولكنه كان يدخل بالمفاوضات كواسطة وهو ابن المدينة، والمقاتلون هم أبناء المدينة وبشكل أو بآخر هناك صلة قرابة بعيدة أو قريبة. 

[النظام لم يتفاجأ أن جميع الموجودين هم أبناء داريا] كان على الإعلام يتكلم ولكنه يعرف يعني الضباط والاستخبارات يعرفون أنه لا يوجد مقاتلون من خارج مدينة داريا وهذا الشيء معروف، وأي عمل عسكري داخل أي مدينة وأي بقعة في ظل الثورة السورية سيتم تصويره حتى يحصل على دعم وتمويل وحتى يكون له شيء إعلامي ولم يخرج أي مقطع من داريا يقول إنه يوجد أشخاص من خارج داريا، يعني أذكر في إحدى المرات كان معنا مصوّر اسمه أبو راشد كان لديه روح الفكاهة ودائمًا الفكاهة على لسانه وفي إحدى المرات كان على الجبهة يصوّر وأصيب بطلق ناري وجُرح وأحسّ بها وبدأ يقول: أنقذوني أنقذوني، وبعد نشر المقطع على وسائل التواصل أخذته صفحة "دمشق الآن" وقالوا هناك مهاجرون في داريا انظروا هذا الشخص يتكلم بالعربية الفصحى، وهو كان يقولها بروح الفكاهة. 

عندما وصلنا إلى دوار داريا وكان طريقنا إلى الشام (دمشق) ومن الدوار إلى المتحلق الجنوبي الذي هو كورنيش الشام، هنا يوجد منطقة بساتين ومنطقة سكن عشوائي يعني منطقة فيلات ومنطقة الخليج القريبة من المطار. 

من داريا إلى المطار كانت جميعها فيلات ومنازل كانت ممسوحة عن الأرض ولم يبقَ منها شيء يعني حتى آثار الدمار لم يبقَ منها شيء، كانت الأرض صحراء مهدّمة وتم إزالة الأنقاض منها. كان شيئًا مؤثرًا يعني إزالة معالم مدينة بشكل كامل ومنطقة يوجد بها آلاف الناس، وهذه منازل آلاف الناس لذلك هناك آلاف العائلات غير موجودة كان منظرًا جداً مؤثرًا، ووصلنا إلى مهايني أيضًا كانت مسوّاة بالأرض، والشيء الذي لم يسوَّ بالأرض كان يوجد كازينو (مقصف) لا زال قائمًا حتى يستفيدوا منه وحتى وصلنا إلى المتحلق الجنوبي وأثناء خروجنا كنا نصوّر ويوجد عساكر يطلبون منا إنزال الكاميرا وأحيانًا ننزلها وأحيانًا لا ننزل الكاميرا، ويوجد ناس كانوا يخافون ووصلنا إلى المتحلق الجنوبي وكنا قافلة كاملة من الباصات وأصبحت سرعة الإنترنت جدًا عالية وكان يوجد أبراج تغطية. 

أثناء قرار الخروج تم الأمر خلال يومين أو ثلاثة، وتكلمنا مع أسامة أبو زيد أنه يوجد خروج وهو تفاجأ من الذي حدث ولكنه كان أمرًا واقعًا يعني وصلنا إلى الرمق الأخير وفي وقتها قال إنه سينزل إلى إدلب لتأمين مكان وسيستقبل الشباب، وبالفعل كان باستقبالهم أسامة أبو زيد ومجموعة من الناشطين مثل عبد المنعم زين الدين كانوا في قلعة المضيق وينتظرون وكان يوجد بث مباشر لعملية وصولهم إلى قلعة المضيق، وفي وقتها تكلم مع جيش الإسلام الموجود في إدلب وأخذ لهم معسكرًا جانب باب الهوى اسم المنطقة بابسقا، وتم تجهيز المكان لدخول أهل داريا. 

خرج في يومها 50 عائلة عدا المقاتلين وفي وقتها أهل جرجناز ذهبوا إلى منطقة تواجد أهل داريا وأخذوا جميع العائلات 50 عائلة ووضعوهم في منازل كانت لهم.

ونحن في الطريق، وصلنا إلى الشام (دمشق) وكان الباص يريد أن يلتفّ باتجاه مطار المزة لأن جهة اليمين إلى العباسيين وحمص وهذا الطريق مقطوع من الغوطة الشرقية أو مرصود لا أعرف وضعه بالضبط، وذهبنا باتجاه المطار وهجمنا على السائق وكان يوجد أكثر من باص أمامنا وخلفنا ولما هجمنا على السائق حتى نسأله إلى أين نحن ذاهبون لأن طريقنا على اليمين وليس على اليسار، كنا متوقعين أن يأخذونا إلى المطار، فقال لنا السائق: لا تخافوا هذا هو الطريق، وكان الشباب مستعدّين في حال اقترب من المطار ستحدث معركة لأن الاتفاق لم يكن بهذا الشكل كان الاتفاق إلى قلعة المضيق. 

ودخل باتجاه جامع الأكرم ورأينا جامع الأكرم وذهب باتجاه طريق لبنان ثم إلى التل ولم أعُد أذكر الطريق ولكن الطريق أخذنا إلى [ضاحية] مشروع دُمّر وهذه المناطق وطبعًا نحن كنا نرى السيارات نظيفة والشوارع نظيفة والمحلات وإضاءة وحركة طبيعية والناس يلبسون ثيابًا نظيفة والذقون محلوقة كان مشهد حياة طبيعية وكنا مصدومين هل لازال يوجد في الحياة هكذا أمور؟ لأننا أصبحنا مثل أصحاب الكهف ومع أنه يوجد وسائل تواصل ولكننا الآن نرى بالعين المجردة حقيقة وواقعًا، كانت حالة صدمة وبنفس الوقت حسرة يعني هؤلاء يعيشون مبسوطين (سعداء) والبنايات المطلّة على داريا كانت تشاهد أمامها داريا تُقصف بالبراميل وأنتم متعايشون مع الوضع بشكل طبيعي!. 

كان الناس في الشوارع يعرفون أن هذه الباصات هي لخروج مقاتلين وكانوا يتفرجون علينا وهم مصدومون ولم يتجرأ أحد على التفاعل معنا إلا إذا كان شبيحًا ويشيرون بأيديهم هكذا [بإشارات مستفزة] ولكن معظم الناس يتفرجون بصمت وهم مصدومون وينظرون إلينا فقط. 

أثناء مسيرة الباص على المتحلق الجنوبي اتجه إلى اليمين وكان أمامنا المطار وقد أقلعت منه مروحية وكانت فوقنا بمسافة قريبة جدًا 5 أو 6 أمتار، وبقيت الطائرة فوقنا ترافقنا وكان يوجد أمامنا قافلة مؤلفة من سيارات عسكرية للنظام. 

ويوجد على السيارات أسلحة مضادة نوع دوشكا وهي أمامنا وخلفنا وعلى جانبينا للحماية لأنه يوجد عندهم عصابات وكان النظام يريد أن ينجز هذا الاتفاق حتى يتكرر في المناطق الأخرى لأنه بعد اتفاق داريا جميع المناطق خرجت. 

عندما خرجنا من داريا كانت الساعة 5 وبقينا في الباص لمدة ساعة ونصف حتى وصلنا إلى مناطق قريبة من التل، وهناك كان يوجد حياة طبيعية وسيارات ومنازل والناس يعني حركة طبيعية وحياة وقسم من الناس يحس بنا وينظر إلينا وقسم لم ينتبه إلينا، وبدأ ضوء النهار بالغياب عند الغروب ودخل الليل وبقينا في الباصات وكنا نتصفح الإنترنت على مواقع التواصل لمشاهدة الأخبار والتفاعل مع الموضوع وكان بعض الشباب يبث مباشرًا، والبعض يتصور والبعض يتكلم والبعض يدخّن السجائر وفي ذلك الوقت كان التدخين قليلًا ولكن الآن كل شيء سيكون موجودًا وجميع المدخرات ستخرج وأنا أذكر أنني قمت بتدخين علبتي سجائر في ليلة واحدة لأنه كان يوجد ضغط نفسي يعني تغنّي وتدخّن السجائر.

[في الباص] كان يوجد نساء على ما أظن أعتقد في المقاعد الأمامية كان يوجد نساء مع أزواجهن. 

لم نتعرض لأي شيء في الطريق ولكن القافلة كانت بطيئة يعني من الشام (دمشق) إلى حمص في الأحوال الطبيعية تحتاج إلى ساعتين ولكننا احتجنا إلى 7 أو 8 ساعات حتى وصلنا حمص وأكثر. 

كنا نمشي في الليل ولم نشاهد أي شيء وكان طريقًا دوليًا لا يوجد به شيء ولكن على الطريق كان يتوقف الباص لمدة ربع ساعة لمن يريد أن يقضي حاجة يعني في أماكن فارغة وليس استراحة، وأي شخص ينزل يكون العسكري بجانبه ونزل صديقي اسمه كرم وسمع صوت كلاب تنبح فقال له العسكري تكلم معهم إنهم يتكلمون معك، فقال له كرم: كلا هؤلاء إخوتك، يعني كان الرد بقوة يعني نحن خرجنا وخسرنا البلد وإذا خسرنا روحنا فهذا أمر غير مهم. 

السائق كان مدنيًا ولم يتكلم بشيء ولكن بعض السائقين كانوا متعاطفين معنا بالدعاء يعني إن شاء الله تعودون والفرج من الله. 

وصلنا إلى قلعة المضيق الساعة 5 صباحًا وفي وقتها كتبت بوست نحن الآن في قلعة المضيق ودخلنا إلى قلعة المضيق من عند الصوامع كان هناك كراجات منطقة واسعة وكان يوجد في استقبالنا جيش الإسلام وكان يوجد ناشطون من إدلب، وعندما نزلنا كان هناك من يقبّلنا ومن يلقي علينا التحية ومن يسقينا الماء والعصير، ولكن تفاجأنا بالبعض مثل المحيسني (عبد الله المحيسني - المحرر) مثلاً كان يقول: أهلًا بأهل داريا أهل الجهاد ومحمد والله والقرآن، وكان موجودًا عبد المنعم زين الدين وجلسنا أنا وماهر خولاني وكرم الشامي ومالك الرفاعي يعني ناشطون كنا نجلس بجانب بعضنا ونتعرف إلى بعضنا وعبد المنعم زين الدين عرّف عن نفسه وتكلم بعض الكلمات من إنشاء وتعبير وحيّانا وقال: نتمنى أن نسمع منكم كلمة، ونحن لا نريد أن نتكلم بأي كلمة لأننا خسرنا مدينتنا وبلدنا وأهلنا وكنا في وضع لا نريد به الكلام الآن، وكان من المفترض الآن أن نرتاح والكلام فيما بعد، وأنا أتكلم عن وجهة نظر ولكن عمليًا الأمور اللوجستية كانت مؤمّنة. 

وصلنا إلى قلعة المضيق التي تُعتبر منطقة تماس ولا يوجد بها طلقة (رصاصة) واحدة على حائط ولا يوجد بها آثار دمار ولا يوجد بها آثار إطلاق أي طلقة، فكان الأمر واضحًا [أن الأمر] بيع وشراء ولا يوجد ثورة ولا يوجد بطيخ، ونحن كنا نسمع عن الفصائل في إدلب من قبل ولكننا رأيناها بعد على أرض الواقع وجيش الإسلام استقبلنا بالرشاشات الثقيلة وبدؤوا بإطلاق النار بواسطة الرشاشات وكان المقاتلون يعرفون قيمة هذا الرشاش الثقيل عيار 23 وكانوا متفاجئين من إطلاق النار وبدؤوا يحثّونهم على أنه يجب إطلاق النار منها على النظام. 

في داريا لم يتم تأمين ذخيرة من أجل فتح طريق للخروج لأنه لم يكن هناك فكرة للخروج.

قبل أن نخرج من داريا وضعنا إعلانًا على صفحة المجلس المحلي أن المجلس المحلي كلّف أسامة أبو زيد تكليفًا رسميًا من أجل الإشراف على غرفة الطوارئ من أجل استقبال النازحين أو المهجّرين وفي وقتها قام أسامة أبو زيد بإنشاء غرفة على "الواتس آب" ضمّ إليها المنظمات والذين يستطيعون تقديم المساعدة وضمّ إليها المكتب الإغاثي للمجلس المحلي من أجل تنظيم عمل المساعدات، ونحن لدينا قوائم بالعائلات الموجودة ولدينا فريق كامل للتوزيع وأي أحد يريد التوزيع يجب أن يضعها في هذه الغرفة ويأتي الفريق الخاص بنا ويقوم بالتوزيع، طبعًا لم يتم هذا الشيء 100 بالمئة ولكن جزء جدًا كبير تم عن طريق هذه الغرفة. 

بعد الاستقبال كان جيش الإسلام قد استقدم سيارات نقل وركب جميع الناس بها من عائلات من قلعة المضيق إلى [قرية] بابسقا إلى المعسكر الذي تم تأمينه وهو معسكر لجيش الإسلام وبابسقا هي جانب باب الهوى على الحدود يعني مسافة مشي نصف ساعة بين الجبال وتكون في تركيا. 

عندما كنا في الباصات في القافلة وبسبب طول المسافات والوقت قلنا في أنفسنا إن هذا النظام لن يسقط لأن جميع هذه المناطق تحت سيطرته ووصلنا إلى قلعة المضيق واتجهنا إلى بابسقا، ولأن المسافة كانت طويلة وهي مناطق محررة قلنا في أنفسنا إنها لن تسقط بسبب وسعها، لأننا خرجنا من الساعة 6 ووصلنا الساعة الواحدة وفي وقتها الذي حدث أن سيارات النقل لم تسلك الطريق الرسمي بسبب الخوف من القصف وسلكت طريق القرى حتى وصلنا إلى أريحا، ومن أريحا فيما بعد بدؤوا يأتون إلينا إلى المعسكر لأن إعلان المجلس المحلي واللواء بأن أسامة أبو زيد هو من يستقبلنا وأسامة نسّق مع جيش الإسلام وعمليًا هو الذي [يستقبلنا]، ونحن ليس محبة بجيش الإسلام، وأسامة أبو زيد خلال ثلاثة أيام لم يستطع أن يؤمّن إلا هذا المكان، وفي ذلك الوقت كان الكثير من الفصائل يأتون إلى المعسكر إلى أهل داريا حتى يباركوا لهم ويطمئنّوا عليهم ويعرضوا عليهم الانضمام لهم، وأنا جلست عدة أيام في المعسكر وعندما وصلنا إلى المعسكر وصلنا في الساعة الواحدة نهارًا، وفي المعسكر عندما وصلنا كان يوجد غرف وخيم وكان يوجد عائلات معنا تقريبًا 90 أو 100 عائلة كانوا جالسين في الغرف وينتظرون، وكل غرفة يوجد بها عائلة [ويوجد 50 عائلة أخذوهم أهل جرجناز كانت قبل يوم] ولكن العائلات التي أتت معنا كان عددها 100، وفي وقتها تكلم أسامة أبو زيد مع منظمة "عطاء" المعروفة في إدلب ولديها مخيم تقوم بتجهيزه أو إعماره ولكن ليس خيم وهذا المخيم يقاوم البرد والعواصف وأخذت منظمة عطاء 90 أو 100 عائلة ووضعوهم في المخيم وبقي المقاتلون والناشطون وكان يوجد منظمة اسمها "آفاق" أيضًا، مدير المنظمة من داريا اسمه أسامة الشربجي كان لديهم مبنى قد استأجروه لشهر في أطمة أو أنهم كانوا قد استأجروه وبعد شهر ينتهي عقد الإيجار، وكان بإمكاننا الجلوس لمدة شهر في هذا المبنى وذهبنا وجلسنا في هذا المكان كنا شباب المجلس المحلي وعند خروجنا كانت الخيام تفرغ والخيمة التي تفرغ كانت تذهب إلى شخص آخر وفي النهاية لم يبقَ أحد في الخيم والجميع أصبح في الغرف.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2019/09/05

الموضوع الرئیس

التهجير القسري

كود الشهادة

SMI/OH/15-24/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

27/08/2016

updatedAt

2024/07/23

المنطقة الجغرافية

محافظة إدلب-جرجنازمحافظة حماة-قلعة المضيقمحافظة إدلب-بابسقامحافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية

جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية

المجلس المحلي لمدينة داريا

المجلس المحلي لمدينة داريا

جيش الإسلام - قطاع إدلب

جيش الإسلام - قطاع إدلب

الشهادات المرتبطة