الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الإفراج عن والدي وتبعات اعتقاله وإنهاء دراستي ودخولي مجال حقوق الإنسان

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:12:36:14

أريد التحدث عن عام 1994 عندما مات باسل حافظ الأسد، وبعدها عندما خرج والدي من السجن.

في عام 1994 كنا في العطلة الانتصافية، ونحن في الصيف، وفي العطلة الانتصافية نذهب إلى وادي بردى إلى عين الخضراء ونقضيها عند عائلة صديق والدي أحمد معتوق، الذي لوحق واعتقل معه، وكنا جدًّا قريبين في هذه القرية الرائعة، وكثير من الأشياء حصلت في سورية، ولكن عندما ذهبتْ هذه القرية (سيطر عليها النظام)، يعني كان شيئًا فرق كثيرًا في حياتي، طبعًا خلال الثورة [هذا الكلام].

ومات باسل الأسد بحادث سيارة، كان "شهيد المرسيدس" ومات، وأنا في ذلك العمر رغم قلة الوعي والثقافة فرحت وفرحت جدًّا، ونزلنا في اليوم الثاني حتى نحتفل، وهو الذي كان يحضّره والده حتى يستلم بعده فحُرم منه، كما هو حرمنا من والدنا، وحرم كل البشر من أشياء كثيرة، نزلنا إلى سوق الحميدية نأكل صفيحة في مطعم مشهور -لا أتذكر اسمه- ولا يوجد غيرنا، كل الدنيا نعوات وأمن، ونحن كنا سعداء.

في إحدى المرات كان حسن عبد العظيم هو محامي والدي، ولكن أيضًا والدي يتكلم في دفاعه، فواحد من الشرطة على باب القاعة في المحكمة، قال له: أنت تكلمت عن وجعي، وأشار إلى حذائه كيف هو مفتوح، يعني نحن أذلاء والناس تكرهنا.

جاء 18 آذار/مارس 1995، والمفترض أن يكون نهاية حكم والدي، فخرج العم أبو محمد، واختفى والدي، وقال لنا: إنه خرج من السجن، وأخذوه من السجن، ولكنه لم يظهر وانهارت والدتي، ولم نعرف أبدًا أي شيء عن والدي، ولعدة أيام ضغط والدتي بدأ يرتفع، وكان ذلك الوقت أصعب عليها من كل الأوقات، وكل يوم إما أن نأخذ والدتي إلى المستشفى، أو نحضر لها الطبيب إلى المنزل، حتى في أحد الأيام كنا نتغدى، وانتهينا من الغداء في منزل جدتي، ووالدتي كانت تجلي، والمطبخ في منزل جدتي بجانب باب المنزل، فطُرق الباب، أعتقد الساعة 03:30 فأنا فتحت الباب، وإذا والدي! لم أستوعب أبدًا، فركضت وبدأت أصرخ، وركضت والدتي، وأخيرًا خرج والدي.

يوجد شعور جدًّا جميل أنه أنت تعرف متى الشخص سيخرج؛ يعني يوجد وقت سوف يخرج ، طبعًا أنت تظن أن كل أزماتك سوف تنتهي وسوف تحصل المعجزة والحل السحري لكل مشكلاتك، ولكن يوجد فرحة أنت تنتظرها، وتبدأ الدقائق تعد.

والدي ذهب لزيارة [قبر جدي]؛ لأن منزل جدتي في شارع بغداد، بجانب مقبرة الدحداح، وجدي مدفون في الدحداح في مقبرة العائلة عندنا، فذهب وزار قبر جدي والد أمي، وبعدها ذهب إلى منزل أهله. وكان يوجد شعور جدًّا غريب، وأنا أصبحت واعيةً، لأنه يوجد عائلة تجلس أم وأب وأولاد في منزلهم، ولم أكن أعرف لا شعور بيتنا، ولا شعور الأب الموجود معنا، ودائمًا أنا ولمى عندما نرى أحدًا من رفاقنا قد جاء والدهم حتى يأخذهم من المدرسة، نقول: هؤلاء والدهم يعيش معهم، فهناك فكرة غريبة أن الأب يكون في السجن أو هارب هكذا نعرف، فأصبحت الأزمة مع أخي، وأخي عمره سنتان ونصف، ووالدي هو الذي [كنا] نزوره كل يوم اثنين فالآن ماذا يفعل هنا؟! ونحن جميعنا ننام بجانب والدتي أنا وأختي -أنا بقيت أنام بجانب والدتي حتى الجامعة، لأنه عندي مشكلة- فعندما دخلوا للنوم، قال أخي لوالدي: اذهب إلى منزلك، هو برأيه أن السجن هو منزله.

لا أحد يريد أن يشغل والدي عنده لأنه طُرد من الجامعة في آخر سنة لسبب أمني، لا أحد يريد أن يشغله عنده، ولا أحد يريد أن يقترب منه، حتى هناك جزء من العائلة يقولون: هذا "الحمار" الذي أضاع عائلته بدون مقابل، والناس تخاف من أية علاقة معنا، وأخي لا يريد أبي وهو لم يعرف كيف يتعامل مع أخي.

الفترة التي والدي اختفى بها بعد أن انتهى من حكمه، هو كان في فرع الأمن السياسي، وهم كل شخص عندما ينتهي حكمه، يجعلونه يوقع على تعهد بعدم مزاولة العمل السياسي ضد الدولة، والتعاون معهم، وهو رفض ومن أجل ذلك تركوه، ولم يوقع في النهاية.

هذا محكوم، فهو مجرد من حقوقه المدنية لايستطيع التملك، ولا يستطيع الانتخاب، ولا يستطيع أن يفعل شيئًا لمدة 7 سنوات، وبعدها بعد 7 سنوات يوجد شيء اسمه رد اعتبار، وطبعًا والدي ممنوع من السفر من عام 1986 حتى عام 2016 أو عام 2017، أخذ 3 مرات تصريح سفر، خلالهم مرةً إلى مصر ومرةً إلى العمرة، ومرةً إلى الحج فقط.

منذ عدة شهور بيع بيت حرستا الذي هو باسم جدتي، وقاموا بحصر إرث، ولكن والدي لا تزال لديه مشكلات، ومحكمة أمن الدولة قد ألغيت، وبدأ يركض حتى يعرف أين أصبحت الملفات، حتى استطاع أن يأخذها، لأنه بقيت هناك أشياء عالقة، لكونه لم يحكم براءة ويوجد حكم، فبقي لمدة 7 سنوات حتى رد اعتباره، وتوجد أشياء يتجرد منها طوال حياته.

درست الحقوق، وانتقلت إلى [الفرع] الأدبي رغمًا عن والدي، ودرست الحقوق رغمًا عنه، وتخرجت من الحقوق كل سنة بسنتها، ولم أحمل أية مادة لم أعد أية مادة، ودخلت إلى الحقوق عام 1999، وتخرجت في عام 2003.

أنا كنت أريد أن أصبح محامية فقط لأدافع عن هؤلاء المعتقلين، وأنقذ العالم لا أريد المال، أريد إنقاد العالم، وأساعد كل العالم، ويوجد أمران: وهما أنني كنت في الصف العاشر أو الحادي عشر وكنت لا أريد الزواج، ولكن كنت أقول إذا كنت سأتزوج؛ سأتزوج بعد عمر الثلاثين، وسوف يتحدث الناس عن عرسي لسنوات.

تخرجت وبدأت أنزل إلى خالي إلى مكتبه، وأنزل إلى القصر العدلي، وكنت سعيدةً أدخل إلى القصر العدلي وكأنني أدخل إلى مملكتي، وحلفت اليمين في أول عام 2004.

في عام 2000 كنت سنة أولى جامعة، وفي 10 حزيران/ يونيو كان عندي قانونًا دستوريًّا، أو في 11 حزيران/ يونيو أريد تقديم امتحان قانون دستوري، وأول محاضرة في القانون الدستوري دخل الدكتور، وقال لنا: الدستور هو قرآن الدولة؛ يعني تعديله أو تغييره لا يمكن لأحد أن يمس بتطبيق الدستور، ولا يمكن مخالفة الدستور، وتعديل الدستور يحتاج إلى استفتاء من كل الشعب حتى يوافق على أي تعديل في الدستور، وبموت حافظ الأسد بتاريخ 10 حزيران/ يونيو، كيف نعرف كان يوجد امتحانات وأختي في الصف الحادي عشر، وأنا مجنونة بالدراسة، فيسود صمت في البيت يعني أنا إذا عندي امتحان ممنوع تشغيل الراديو، وإذا سعل شخصًا فهذه مشكلة، وكنت أدرس الدستوري، فاتصلت خالتي وقالت لنا: افتحوا التلفاز، فقالت والدتي: لا أستطيع لأن نورا لديها فحص، فقالت: افتحوا التلفاز لقد مات حافظ الأسد، وطبعًا تأجلت المادة، وقدمنا القانون الدستوري في شهر تموز/ يوليو، وإذ بعد أيام غير الدستور خلال 5 دقائق! يعني عمر رئيس الجمهورية، وهل يوجد أحد في العالم يسلم رئيس جمهورية عمره 34 سنةً! يعني الذي حصل كان كوميديا، يعني بلا دستور بلا بطيخ (كناية عن الاستهزاء)، وأين قرآن الدولة لقد نسفوه نسفًا، وطبعًا 40 يومًا لا يوجد إلا القرآن، والناس تندب، وأختي ملت ففتحت التلفاز على الجنازة، وبدأت ترقص بسبب الملل، يعني انتهينا منه، ولكننا لم نستفد شيئًا، يعني انتهينا من باسل الأسد، وانتهينا من حافظ، وجاء بشار، وقالوا: هذا ليس له علاقة أجدب، ودرس في بريطانيا لعله يكون مختلفًا، وعيونه زرقاء لا أعرف ما هي الميزة في عيونه الزرقاء، وبعد عدة أيام تزوج أسماء، وإن أسماء هي شخصية أنيقة ولعله هناك تغيير.

وأكملت الجامعة، وبعدها توفي جمال الأتاسي، وفُتح منتدى الأتاسي، وبشار [الأسد] فتح بعض المساحة للعمل، وطبعًا هو احتال عليهم، يعني فتح مساحة وبعدها ألقى القبض عليهم جميعًا، وأنا بدأت نشاطي -كنت في السنة الأولى في الجامعة- في حقوق الإنسان، ولكنني لم أكن أستطيع تحديد هويتي بماذا سأعمل تحديدًا بهذا المجال، خطر على بالي أن أدرس علم النفس أو التطوع في السجون أو العمل للمعاقين، وأصبحت أحضر منتدى جمال الأتاسي، وبعدها بدأ الأمن العسكري يستدعيني، وبدأت أخاف، وبدأت أنشط بأمور أخرى، وأسسنا شيئًا اسمه الجمعية الأهلية لمناهضة الصهيونية ونصرة فلسطين، وبعدها حصلت حرب العراق، وبدأنا ننزل إلى المظاهرات، وأختي تعرفت على زوجها في المظاهرة، ولا زلت لم أحدد هويتي حتى تخرجت، ودخلت في المنظمة العربية لحقوق الإنسان، وبدأت أهتم أكثر بالأطفال، وأهتم بالنساء وبدأت أجري تدريبات مع مركز عمان لحقوق الإنسان، وبعدها أصبحت مدربةً أولًا كان في مجال حقوق المرأة والطفل، وبدأت أجري أبحاثًا عن عمالة الأطفال وعن دور الأيتام، وعن دعارة الأطفال والتسول، وربطهم مع بعض، وتفاصيل كهذه.

المنظمة العربية لحقوق الإنسان هي مركزها -المنظمة الأم- في القاهرة، وهي موجودة تقريبًا في كل العالم العربي، وكان رئيسها في ذلك الوقت راسم الأتاسي.

في هذه الفترة كان كل العمل الحقوقي والمدني كان له خلفية سياسية، نفس الأشخاص وحتى لو أنهم ليسوا متحزبين، ولكنهم حددوا توجههم السياسي؛ يعني قسم شيوعيون وقسم ناصريون، وأغلبهم ناصريون في المنظمة.

أنا عندما دخلت أنا استطعت أن أقوم بنقلة، يعني [كنت أقول]: أنتم لا يمكنكم البقاء في المنظمة في منظمة حقوق الإنسان، وتتحدثون عن السياسة، وأنتم لديكم حزب وتتحدثون به عن السياسة، ويجب علينا التحدث عن أشياء حقوقية لا تخص السياسة، وليس كل شيء في البلد هو سياسة، وهكذا كنت أقول في وقتها، ووالدي كان يقول: السياسة هي كل شيء، وأنا الآن مقتنعة أن السياسة هي كل شيء، ولكن أنا اهتممت بهذه التفاصيل الحياتية اليومية التي تراها في الشارع فلفتت نظرًا، ولكن في الحقيقة أنا تتلمذت على يد المنظمة العربية لحقوق الإنسان، الشخص يعترف بفضل الآخرين عليه، وراسم الأتاسي آمن بي جدًا وأنا بعمر صغير، وكان يرشحني للكثير من الأشياء، حتى منعت من السفر في عام 2007 حتى 2014، ولكن بغض النظر بعدها استلم محمود مرعي، وحصلت خلافات، ولكنني تتلمذت على يد المنظمة العربية.

الجندر أو المساواة القائمة على النوع الاجتماعي، أو العنف القائم على النوع الاجتماعي، كان يذكر، والجندر الذي هو كلمة كانت في وقتها -ونحن نتحدث عن مجتمع غير مثقف إطلاقًا من هذه الناحية- ماذا يعني جندر؟ يعني النوع الاجتماعي حسب الحقوق والواجبات، والمهام كذكر وأنثى، ولكن أنا لم أسمع بكلمة نسوية، ولكن هذا لا يعني أنه لم يكن يوجد ناشطات نسويات، يعني جدة باسل [الصفدي] "أسماء الصالح" كانت ناشطةً نسويةً، وهي من الحزب الشيوعي السوري، وكانت من جماعة خالد بكداش، وهي ناشطة نسوية، وكان يوجد حركة نسوية، هناك أسماء مهمة بنت شيئًا حقيقيًّا، مثل سوسن زكزك وسلوى زكزك وصباح حلاق ونوال يازجي، ويوجد أسماء مهمة، أنا لم أسمع عنها لأنني لم أتعرف على أشخاص في الحركة النسوية، وليس من الضروري على الشخص أن يهتم بحقوق المرأة، حتى يكون نسويًّا لأن النسوية هي أيديولوجيا، وهي طريقة مثل الكثير من الأيديولوجيات.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/08/09

الموضوع الرئیس

الاعتقال قبل الثورةتوريث السلطة في سورية

كود الشهادة

SMI/OH/123-03/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

ماقبل الثورة

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي

منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي

فرع الأمن العسكري في دمشق / فرع المنطقة 227

فرع الأمن العسكري في دمشق / فرع المنطقة 227

المنظمة العربية لحقوق الإنسان

المنظمة العربية لحقوق الإنسان

الجمعية الأهلية لمناهضة الصهيونية ونصرة فلسطين

الجمعية الأهلية لمناهضة الصهيونية ونصرة فلسطين

الشهادات المرتبطة