التاريخ الديني لمدينة داريا ودور الجماعات الإسلامية فيها
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:09:49:20
داريا مدينة مًحافظة ولا يوجد فيها نساء غير محجبات والغالبية تضع مناديل وخمارات (غطاء على الوجه)، وهناك عادات وتقاليد أعطت الطابع المحافظ للمدينة ولكن هناك وعي ديني في المدينة وهناك تيارات فكرية في المدينة وهناك التيار الأقرب للسلفية هم الذين استلموا مساجد معاهد الأسد لتحفيظ القرآن، وكان هناك وعي ديني في المدينة ولكن بالقدر الذي يسمح النظام به مثل تحفيظ قرآن وصلاة وصيام وغيرهما، وهناك تيار ثانٍ خرج من المدينة تيار فكري هو أقرب إلى التيار الذي ليس لديه تشدد مثل مجموعة من الشباب والصبايا التابعين لجودت سعيد، والذي هو ذو مبدأ سلمي وليس مع الجهاد وكان بمواضيع خلافية مع التيار الآخر، وكان هناك تياران والتيار الأكثر هو مسالم ولديه كل شيء مسموح والتيار الأكثر تشددًا.
كان هناك مجموعة من الشباب الذين يحضرون عند جودت سعيد، وكان أستاذهم المباشر هو عبد الأكرم السقا الذي تم اعتقاله في بداية الثورة وتم تصفيته في السجن، وهم قد جاؤوا بأفكار غريبة لم تكن موجودة في المدينة مثل موضوع - وكانوا يحضرون الدروس في المسجد بشكل مختلط رجالًا ونساء وكان هذا موضوعًا غير مفهوم بالنسبة لأهل المدينة أو التيارات الأخرى، أو موضوع السماح لدخول المرأة إلى المسجد وهي في فترة الحيض، وكان لديهم بعض الأمور غير مفهومة تم صدها من قبل أهالي المدينة وتم نبذهم صراحة في فترة ما قبل الثورة، وكانت تلك الفئة والتي تتبع لـعبد الأكرم السقا كانوا منبوذين نوعاً ما علمًا أنه كان لديهم أفكارًا رائعة، وكان أخي واحدًا منهم، ولكن بسبب بعض الأفكار الغريبة التي أتوا بها والمخالفة للعادات والتقاليد الموجودة في المدينة تم نبذهم لدرجة أنه تم إخراجهم من المسجد وشبه كفروهم ولم يُكفروهم شخصيًا ولكن كفروهم بهذا المستوى وتم التعامل معهم بشكل قاسي لدرجة أنَّهم منعوا عنهم المنابر، وكانوا شبابًا مثقفين ومتعلمين ومهندسين ودكاترة ومن عائلات، ولكن بسبب الأفكار التي كانوا يأتوا بها، ولكن بالنسبة لمجتمع داريا كانت تلك أفكار خطيرة للغاية وهي أفكار بسيطة، وفي ذلك الوقت بالنسبة لمجتمع داريا أفكار خطيرة ويمكن أن تدعوا للانحلال والتحرر مع الوقت، وهذه الفئة بقيت منبوذةً ومحاربة لوقت الثورة، وحين بدأت الثورة كان المتوقع من أهالي المدينة بأنَّ هذه الفئة هي الفئة التي تتكلم فقط يتكلمون ولا يفعلون شيئًا، ولكن هم أثبتوا لكل أهالي داريا وعادت قيمتهم في وقت الثورة وأنَّهم كانوا محاصرين وأغلب الشباب لم يخرجوا من داريا وكان لديهم تواصلات، وجاءتهم عروض للخروج واللجوء ولكن لم يخرجوا لآخر وقت من داريا لوقت الـ 2016 حين خرجوا من داريا إلى إدلب، وقسم كبير منهم اعتُقل وقسم منهم استُشهد وقدموا كل شيء عندهم، وكانوا هم الأساس لتنظيم العمل في مدينة داريا على الشقين المدني والعسكري فكان أن رُد لهم الاعتبار بعد الثورة، ولكن ما قبل الثورة كانوا منبوذين لدرجة سيئة جداً للأسف.
في ذلك الوقت كنت على تواصل وكنت أعلم بالحركة بسبب أخي وكنت اعرف كل المعلومات ولم أشارك بشكل شخصي إلا في بعض الأمور كنت أساعد بها، ولكن ليس في الواجهة لأنه في ذلك الوقت كان هناك حربًا بسبب أخي وأفكاره وبين أهلي فلم أكن أريد أن أُضيف همًا زائدًا على أهلي.
وقاموا بأشياء إيجابية كثيرة في ذلك الوقت وكنت أدعم هذه الأمور، وعملت بروشورات عن الرشوة بعنوان (سمها ما شئت فإنها رشوة)، وعملوا كاريكاتورات ووزعوها، مثلاً كاريكاتور لمسؤول يأخذ أموالًا من تحت الطاولة، وحتى المجتمع بهذا الموضوع يلّي هو - الرشوة - وهو موضوع صحيح وحتى دينياً مرفوض، ولكن لأنَّه خرج من تلك الجماعة والشباب كان مرفوضًا من أهالي داريا وأنَّكم ماذا تفعلون وتوقعوا أنفسكم في هاوية والدولة سوف تقوم ولن يساندهم أحد في هذه الأمور.
وقاموا بحملة تنظيفٍ للشوارع في المدينة فلبسوا قمصانًا وكتبوا عليها "المسلم نظيف"، وأيضًا تعرضوا للاستهزاء وأنت دكتور وتقوم بتنظيف الشوارع، وهي حملة كانت لجس (معرفة) نبض البلدية لتنظيف البلد لأنَّ داريا كانت مدينة غير نظيفة وكل الأهالي كانوا يُنظفون بيوتهم، ولكن خارج المنزل الأمور كارثية موضوع الحاويات والقمامة وحتى على هذا المستوى تم الاستهزاء بهم بشكلٍ كبير رغم أنَّ الأهالي يجب أن يروا أنه عمل مدني راقي، ولكن أهالي المدينة اعتبروهم مجانين يعني أنتم اصحاب شهادات وتقومون بتنظيف المدينة، هذا بالنسبة لأهالي المدينة.
وقاموا أيضاً بمظاهرة حين سقطت العراق في 2003 وعلى أثرها تم اعتقالهم، وكانت المظاهرة صامتةً، ولم يكن هناك موافقة أمنية ولم يتم حمل صور بشار الأسد، وبعد تلك المظاهرة تم اعتقال الشباب واعتبروهم تنظيمًا بأنَّهم قاموا بتنظيف الشوارع كمجموعة، وموضوع بروشورات الرشوة، وحين تم اعتقالهم كان هناك 22 شابًا والنساء اللواتي كنّ معهم تم استدعاؤهنّ لأفرع المخابرات للتحقيق، والرجال تم اعتقالهم ما بين شهر وستة أشهر والبعض سنة ونصف والبعض سنتين ونصف مثل يحيى شربجي بقي معتقلًا سنتين ونصف حتى حين اعتقلوا لم يتم النظر لهم أنَّهم أبطال وهم فعلاً كانوا أبطالًا، وكانوا يواجهون النظام في ذلك الوقت بعمل مدني بسيط، وتخيل مستوى عدم وجود حرية في سورية فلمجرد تنظيف الشارع اعتبروهم تنظيمًا، ولكن أهل المدينة حاربوهم ولم يُشفقوا عليهم واعتبروا أن لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأنهم هم من عملوا بأنفسهم هذا الشيء واسودت صورتهم في وجه العالم أكثر بعد الاعتقال.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2019/10/09
الموضوع الرئیس
مدينة داريا قبل الثورةكود الشهادة
SMI/OH/118-02/
أجرى المقابلة
إبراهيم الفوال
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2003
updatedAt
2024/04/17
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-مدينة دارياشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
لايوجد معلومات حالية