الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

سيرة ذاتية وأوضاع مدينة داريا قبل الثورة

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:25:25:06

أنا تمام محمد سعيد جنح من مدينة داريا معروف باسم تمام أبي الخير، وطبعًا منذ صغري نشأت على اسم (كنية) أبي الخير لأن والدي سماني أبا الخير، وأحب هذا الاسم واشتهرت به في الثورة وعُرفت به ثوريًّا، وأنا طالب من طلاب مدينة داريا وتخرجت منها في كل المراحل الدراسية، ودخلت جامعة دمشق قسم علم الاجتماع عام 2010 ودرست لمدة سنة ونصف ولم أكمل بسبب أنني أصبحت مطلوبًا للأفرع الأمنية، وبدأ الحصار على مدينة داريا في نهاية عام 2012، وكان عندي اهتمامات ثقافية فمنذ صغري أقرأ، وأيضًا اهتمامات سياسية يعني إخوتي في البيت يتابعون كرة القدم ولكنني كنت أتابع الأخبار، وأنا لم يكن عندي وعي عن الأخبار والسياسة، ولكن أذكر عندما كنت صغيرًا أول اسم حفظته من المشاهير هو كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة، ولم أحفظ اسم لاعب كرة قدم أو أي شخصية أخرى. وأنا من نشأة مسجدية من مساجد داريا وأيضًا أُعتبر من طلاب مسجد زيد بن ثابت في دمشق وطبعًا قضيت فيه طفولتي حتى الثورة في جامع زيد، وبنفس الوقت أنا من طلاب جامع المصطفى في مدينة داريا، وحصلت على العلوم الشرعية في المساجد المسموح لها أن تعطي (دروسًا) في تلك الفترة وأنا من شلة المساجد ولا يوجد عندي اهتمامات أخرى. 

وكان عندي اهتمامات بالتجوال في المدن، فكنت أذهب لوحدي وأحيانًا بدون إخبار أهلي، وكنت مهتمًّا جدًّا بطبائع الناس وكيف يعيش الناس والمجتمع الذي يعيش حولي، وكنت أحب الكتابة والذي جعلني أدرس علم الاجتماع ليس محبة فيها وإنما لأنه من خلالها يمكنك معرفة الناس والمجتمع كيف يعيش، وعندي اهتمام كيف يعيش الناس يعني إذا تكلمنا عن الفراعنة أو غيرهم أنا يهمني كيف كانوا يعيشون ويشربون، وكيف يتوضأ ويقف ويجلس وأنا أهتم بهذه الأشياء وأقرأ في هذه المواضيع، وأيضًا مهتم بالتاريخ بقراءة التاريخ لأنها قراءة ممتعة وليست جافة، وأحب القراءة في علم الاجتماع وأيضًا في السياسة ومتابع نهم للأخبار اليومية السياسية. وبعد الثورة عملت في العمل الطبي مع أنه لا يوجد لي أي صلة به ولكنني تدربت واشتغلت في العمل الطبي، وأيضًا اشتغلت بالعمل الأمني بتأسيس مركز الأمن في داريا واشتغلت أيضًا بالعمل الإعلامي ومن هذا العمل الإعلامي أنا انطلقت بعد تهجيري حتى أعمل في منظمة بنفسج تطوعيًّا وحتى وصلت إلى المجال الشيء الذي أحبه وهو الصحافة، والآن أعمل صحفيًّا في موقع "نون بوست" ولا أعرف الأيام القادمة إلى أين تأخذني ولكنني الآن في مكان عمل أحبه، وأنا منذ صغري كنت أحب الصحافة ولكن الظروف كانت غير مساعدة والآن أعمل في مجال الصحافة، وأيضًا أدرس مجال العلوم السياسية وأيضًا أدرس في فرع الإلهيات في جامعة أناضولو، ومقيم حاليًّا في إسطنبول وأيضًّا كسوري لا أعرف أين ستضعني الأقدار بعد يومين ولن أقول بعد شهر أو شهرين.

أنا ربما المدينة كونتني وأنا لم أكن أحب مدينتي أبدًا، وسوف أتكلم هذا الكلام وأنا لا يوجد عندي انتماء إلى مدينتي أو كان عندي انتماء إلى أشياء ويوجد أشياء أريد التخلص منها -من هذه الحالة الأشياء المزرية في المدينة: أولًا: لم يكن منزلنا في مركز المدينة في داريا وكان بيتنا في منطقة اسمها خلف السكة بأرض المراح خلف المحطة والناس طيبون إلى أبعد الحدود وخيرون، ولكن بنفس الوقت لم يكن يوجد عندنا خدمات، ونحن في منطقة تُعتبر بعيدة قليلًا عن مركز المدينة ولكن دائمًا الطريق فيه حفر، وأنا عندما أريد أن أذهب إلى مدرستي أو جامعتي أو أخرج من الريف الى الشام (دمشق) يجب أن يكون هناك هيئة معينة يعني: يجب أن يبقى حذاؤك نظيفًا وأنا هذا الشيء كان من أحد أسباب نقمتي على مدينتي أو على سورية و[دافعًا] لأجل الخروج [منها] وهذه من أسباب محبتي لاسطنبول، وأنا فعليًّا لا تتسخ ثيابي في الشتاء.. والمدينة (مدينة داريا) فعليًّا الأهل [فيها] طيبون جدًّا إلى أبعد الحدود، ولا يوجد عندهم التفكير الصعب أو [من] يحسب حسابات لا دخل له فيها كما يحدث الآن، ولكن خدمات المدينة كانت سيئة يعني: كانت مشهورة داريا حتى عام 2011 أن منازلها رخيصة لأنه لا يوجد فيها ماء ولا يصلها الماء من الدولة إلا يوم واحد في الأسبوع، والناس كانت تعتمد على نفسها باستجرار الماء من الآبار، وفي سورية كان ممنوعًا حفر الآبار وكان يوجد اعتماد على صهاريج المياه وهذه الحالة العامة من الخدمات المزرية شكلت عندي وليس فقط عندي وإنما عند إخوتي وجميع الشباب نقمة على البلد وعلى مستوى الخدمات بشكل عام.

وكان دائمًا عندي هوس أن أخرج خارج سورية لأجل دراسة الإعلام وهذا الشيء أهلي يعرفونه، وأنا دائمًا كنت مخالفًا لأهلي في رغبتي الدراسية والأهل يريدونني في تخصص وفرع وأنا أريد تخصصًا وفرعًا، وأنا أعرف نفسي ماذا أريد، من الصف الأول كنت أريد الصحافة، وعندما وصلت إلى موضوع العمل في الصحافة وصلت، والآن أشعر باللذة يعني أنا أصبح لي سنتان أعمل وصحيح أنني أعمل موظفًا وأنا كل يوم أشعر بلذة الشيء الذي وصلت إليه بخلاف دراسة الجامعة يعني رب العالمين أوصلني إلى هدفي الى النقطة الأولى يعني أنا أطمح إلى أكثر من ذلك ولكن بدأت أعمل في فرع الصحافة الذي أريده، ولم أستطع الدخول في دمشق في هذا الموضوع ولكنني كنت مصرًّا أنني بعد البكالوريا (الثالث الثانوي) [سأدرس صحافة] وقلت لوالدي وأمي، وأمي كانت توافقني وقالت: كما تريد، وفي السنة الأولى لم أحصل على علامات جيدة في البكالوريا وهذه معضلة عند الشباب السوري وحتى [في] السنة الثانية (الإعادة) [لم أستطع] لأنه يوجد ضغط نفسي كبير في البكالوريا في سورية بشكل عام.

أنا أخذت صفات المدينة وأنا أعتبر نفسي هكذا ويوجد عندي بعض الجفاف والحنية ومشاعر مختلطة لأنني عندما وعيت على المدينة وعيت على القساوة وكانت الحالة المعيشية قاسية، قبل عام 2003 والأهل جميعهم فلاحون أو نجارون أو يعملون في موضوع الموبيليا وأثاث المنازل، وأنا وعيت على طبيعة الحياة القاسية وكان يوجد فقر ولكن نحن كنا نعيش بالستر والبركة الموجودة في أي منطقة ريفية، وأنا فعليًّا لا أتذكر في يوم من الأيام [أنه] نقص عليَّ شيء من الطعام والشراب والثياب لكن أنت تشعر وأنت كبير في هذه الأماكن تشعر أنه فعليًا كانت تلك الأيام قاسية جدًا والطبيعة تعركك [تقسى عليك] وأنت صغير، الطبيعة قاسية وخاصة في الشتاء ويجب عليك تنظيف حذاءك عندما تركب في الباص، ونحن في بلدنا من يحمل المظلة الشمسية كان شيئًا معيبًا وكان يستحي.

وكانت داريا لها طباع خاصة فيها ولها مجتمع خاص وكلام خاص بها وطريقة طعام خاصة بها، والبلد تعلم ابنها أن يكون رأسه كبيرًا ولا ينحني بسهولة وهذا الذي جعلنا فيما بعد نصمد صمودًا كبيرًا يعني دائمًا كان ينصحنا أحد المشايخ -رحمه الله- يقول: "لا تنطح الصخر برأسك". وهو كان يعرف أنك من داريا، وفي يوم من الأيام ستنطح الصخر برأسك وستواجه وأهل المدينة بالذات عندهم مواجهة، يوجد [لديهم] روح المواجهة وأنا لا أعرف كيف أريد أن أفصل مشاعر المدينة، وفعلًا يوجد حنية ولكن أيضًا يوجد مواجهة.

كان يوجد طباع خاصة في أهل داريا وحتى أهل الشام (دمشق) يعرفون أهل داريا وأنه يوجد الطبعة الديرانية.

مجتمعنا كان ملتزمًا كثيرًا ولا ترى المظاهر الغير محجبة في داريا، وفي داريا يوجد حارة للمسيحيين وحتى الأشخاص الغير محجبين في هذه الحارة لا تراهم، وكانت حالة الالتزام في داريا، أنا لا أراها خارج داريا أبدًا ربما كانت موجودة في عربين أو دوما وأنا لم أكن أذهب إلى تلك المناطق ربما ذهبت مرتين أو 3 ولكن أهلنا يقولون" إن تلك المناطق هي أشد التزامًا، وأنا لم أكن أتخيل أنه يوجد أشد التزامًا من المدينة [داريا] يعني نحن حارتنا بالذات لا أذكر أنني رأيت شخص (امرأة) بدون حجاب سواء كانت ضيفة أو زائرة، وكان يوجد التزام كبير وهذا الالتزام لم يؤدي إلى تشدد أو تطرف وهم كانوا من جماعة الشام يعني هم غير معروفين إذا كانوا متصوفين أو سلفيين ولكنهم ملتزمون بالدين.

في مدينتنا يوجد أكثر من 45 مسجدًا لعدد سكان يبلغ 250 ألف شخص يسكنون فيها، وأنا قبل عام 2000 لا أعي كثيرًا ولكن الحالة الفكرية في البلد ليست كبيرة حسب مستوى السكان ويوجد انغلاق فكري وعلمي يعني: كان يقول لي الوالد والكبار في العمر: إن التعليم في المعضمية كان أكبر بكثير من داريا، ولم يكن عندنا هذه النسبة الكبيرة التي تذهب إلى الجامعات، وأنت عندما تصل إلى مرحلة معينة فأنت تذهب إلى البستان إلى الكرم وتعمل فيها ولا توجد هذه الحالة الفكرية الوقادة، وكان يوجد جماعات صغيرة جدًا ومنهم فعليًّا انطلق الفكر، والذي في ذاكرتي الذي أستطيع أن أتكلم به أنه كان يوجد جماعة في جامع المنبر كانت هي الحلقة التي أسست المشيخية الديرانية التقليدية التي نعرفها بعد عام 2000 جماعة جامع المنبر الذين هم مشايخنا في الأصل وأساتذتنا الذين تعلمنا منهم، وهم الذين شكلوا الحالة المشيخية في المساجد ولا أعرف إذا كان توصيفي صحيحًا عن جماعة المنبر ولكن نحن كنا نسمع أنهم كانوا يدرسون في جامع المنبر وتوزعوا على المساجد كاملة.

بعد عام 2000 ظهر تيار الأستاذ عبد الأكرم السقا وهو الآن معتقل، وهو تيار مخالف للعرف الديراني يعني: أنا أذكر في تلك الفترة كنت صغيرًا ولكن عندما أذهب الى الجامع كنت أسمع الأساتذة يتكلمون عليهم، عن أشياء جديدة يفعلونها وأسمع أنهم يفعلون شيئًا مخالفًا لديننا وأسمع أنهم يقولون: إن الاختلاط عندهم أمر عادي، ولكن نحن لا يوجد عندنا هذه الأشياء، ولكن جماعة عبد الأكرم السقا الذين اصطلاحيًّا أصبح يُقال لهم بعد الثورة "الأكرمجية" لأنهم أصبحوا جماعة قاموا بالمواجهة وكان يوجد طبيعة مواجهة [سواء] كانت سلمية أو بأي شكل من الأشكال يعني في الوقت الذي لم يكن فيه أحد يواجه فعليًا هم واجهوا وخرجوا بمظاهرات وفعاليات ونشاطات ضد الرشوة والفساد، يعني مظاهرات لا أحد يستطيع القيام بها، وحتى في فترة الحرب على العراق خلقوا حالة بين [كونها] مرعبة وبين أن الناس لا تستوعب الأشياء، وهذه الجماعة كانت جديدة وطارئة على البلد وعلى فكر البلد وعلى أذهان الناس في البلد لأجل ذلك رُفضت بشدة وحتى أنها حُوربت على المنابر، وسأفصل في هذه الأشياء أكثر. 

الحالة الفكرية بعد ذلك: عندما أصبح يوجد مواجهة بين جماعة عبد الأكرم وباقي المشايخ، باقي المشايخ شعروا أن هناك خللًا ويوجد ثغرات يجب سدها عند الناس، وفي وقتها بدأ حراك فكري كبير يعني بعد عام 2003 بعد حرب العراق فعليًّا بدأ حراك فعلي في المساجد، وأصبح عدد رواد المساجد أكبر وعدد رواد المدارس أكثر وأصبح يوجد وعي للأشياء وأنا طبعًا لا أربط أن هذا التطور الفكري حصل نتيجة الحرب أو لأجل مواجهة الأكرمجية لأنهم كانوا حالة صغيرة، ولم يلقوا القبول في البلد، ولكن لا أعرف بعد الـ 2003 بعد حرب العراق صار هناك شبه توعية، المساجد بدأت تمتلئ بحلقات المساجد وحلقات الدورات، يعني أتذكر أنه صاروا يجلبون لنا مشايخ من الخارج لكي يعطوننا، هذه لم تكن [موجودة] أبدًا يعني صاروا ينفذون لنا أسابيع ثقافية، حتى في جامعنا، يعني صاروا يعملون أسبوعًا ثقافيًا يوميًا في العطلة الانتصافية للمدارس، يجلبون لنا كل يوم شيخًا ليعطينا خلال العطل الانتصافية ومشايخ كبارًا نحن كنا نسمع بهم في التلفزيون أو الراديو، فصار هناك تطور أن الناس أصبحوا يذهبون إلى الجوامع كثيرًا، لأن هناك أناسًا يأتون من الخارج ليس فقط الذين نعرفهم، صار يوجد حتى حالة الوعي، الأب يدرس أولاده ويتركهم في المدرسة أكثر من قبل، باقي السنوات (لاحقًا) بدأت تظهر أنه حتى كثُرَت شعب البكالوريا الموجودة في المدينة يعني لم يكن يوجد شُعَب [كثيرة]، شعبة أدبي لم يكن موجودة صار هناك شعبة أدبي كاملة يعني فيها 40 طالبًا، أنا هذا الذي أذكره، ويوجد ثلاثة أو أربعة شعب علمي بالبكالوريا وهذه مدرسة ثانوية واحدة غير الذين يدرسونها بالحرة يعني يدرسونها خارج إطار المدرسة يدرسونها عن طريق وزارة التربية، وهذا الأمر كان في تزايد يعني فعليًا 2007 - 2008 - 2009 أنا كل المحيط الذي حولي إما هو رفيقي بالمدرسة أو رفيقي في الجامع وهم محيط كبير وليس محيطًا صغيرًا، لا أتذكر أنا لا أعرف يعني غير المشايخ لا أعرف أنه يوجد مفكرون في المدينة كبار، لكن عندما وعيت عرفت أنه يوجد [مفكرون] لكن لم يعطهم أحد حقهم أو هم كذلك منغلقون على أنفسهم، كان هناك مؤرخ فلسطيني كبير جدًا وله كتب كثيرة وشخص مشهور في وسطه اسمه محمد حسن شرّاب ومن غزة ومقيم بداريا لعشرات السنوات، وكان هناك شخص اسمه أبو أنس خياط محمد نبيل خياط كان مترجمًا بالسفارة الفرنسية وله مؤلفات وله أشياء، وهؤلاء أصحاب فكر عالي المستوى ولكن مثلما قلت لك إنه لا أحد كان يعني أناس قلة الذيين يأخذون عنهم، ففعليًا أنا لا أستطيع أن أقول لك إن الحالة الفكرية جيدة إنما كانت تتطور، يعني ربما كانت صارت جيدة، ولا تنسَ أنه يعني هناك إغلاق فكري كان بكل سورية، ربما في مناطق أخرى يبعثون أولادهم للتعلم ليتعلموا في الجامعات والمدارس أكثر، لماذا؛ لأنه ليس لديهم أراضٍ ما عندهم أحد [يعيلهم]، نحن أي أحد عنده قطعة أرض أو عنده محل أو عنده حرفة يترزق منها فيوجد أموال أنت عندك مورد إذا تركت الدراسة، وليس أنه ما عندك مورد، هذه الحالة الفكرية والحالة التعليمية قلت لك عنهما، الحالة الاقتصادية فعليًا أنا أتذكر يعني أن داريا كان فيها خير فيها أموال، صحيح يوجد شدة ولكن يوجد أراض يوجد ملاكون في أهل داريا، أتذكر أنه السوق الذي كان مضرب مثل هو سوق الموبيليا الخاص بها، كتيرًا ما يأتي إليه أناس، يعني هم أقل شيء أهل داريا الذين يتسوقون منها أقل شيء، لأنه أنت كديراني تريد عمل غرفة نوم أو أثاث بيت ماذا تفعل، تذهب لعند أخيك أو ابن عمك حتمًا، يجب في البيت (العائلة) أن يكون فيه نجار أو بخاخ، أقول لك أن مستوى  90 % من المنازل يجب أن يكون فيها أحد يعمل نجارًا أو بخاخًا، أما دمشق يعني لا يوجد سوق بدمشق هكذا، إما أن يذهب إلى سقبا أو يأتي إلى داريا، حتى هذا الموضوع على فكرة ذكره عزمي بشارة مرة، أنا بموضوع أن داريا وسقبا هما سوقا الموبيليا اللذان في سورية كاملة، الأفارقة كانوا يأتون إلى هذا السوق كثيرًا، المغاربة الجزائريون يعني أنا كنت أقول لماذا يأتون هنا ويوجد أسواق أخرى، ظهر فعليًا أنها أسواق مهمة، وليست أية أسواق، أنا لم أكن أدرك أهمية هذا الشيء أبدًا، أقول لماذا يأتون هنا وأكيد يوجد أسواق غيرها، وظهر فعليًا في سورية لا يوجد أسواق أكبر من هذه الأسواق، وإذا جئت الآن مثلًا أمثّل لك (أعطي تشبيهًا أو مثالًا) سوق الموبيليا الذي عندنا؛ فعليًا كبير بكبر أسواق اسطنبول، يعني مثل ماذا أقول لك، سوق مارتر للألبسة كبير حي كبير وهكذا كان سوق داريا كله محلات يعني يمين ويسار والأقبية والطوابق الأولى فقط أثاث؛ غرف نوم غرف سفرة غرف جلوس مطابخ هذه الأشياء، ففعليًا كانت البلد فيها خير، وكانت حالات الفقر ليست ظاهرة كثيرًا، لا أعرف لماذا يعني ربما على مستوى محيطي، تقول إنه يوجد فقر شديد، لا، يوجد فقر ولكن إنهم قادرون أن يغطوا أمورهم، وقادرون على تمشية أحوالهم ويقدر [الفرد أن] يأكل ويشرب ويُعيّش أولاده وهناك ثياب وأشياء وهناك شغل إذًا يمشّي أموره (يدبرها)، يعني الحالة الاقتصادية حتى قبل الثورة بقليل وصلت الحالة الاقتصادية بداريا إلى حالة أقول لك يعني هناك رفاه هذه السنوات هي الأولى التي كان يعني تشهد فيها المدينة حالة من الرفاه الاقتصادي والمالي بشكل كبير وهذا الشيء كان ملاحظًا وعند الكل صار هناك أبنية كثيرة وكان يوجد أبنية ولكن فعليًا كان في حالة من تشييد الأبنية بشكل كبير، وبدأ يوجد هناك طبقة غنية فعليًا، وحتى نحن بين رفقتنا صرنا نذهب إلى مطاعم الشام (دمشق) نقعد أحيانًا كثيرة، هذا على مستوى الحالة الاقتصادية قبل الثورة. هناك حالة من العمل الخيري كانت قبل الثورة في داريا غير موجودة في مناطق أخرى أو غير مدن، هذه الحالة أسس لها أشخاص أنا أذكر منهم –رحمه الله- الأستاذ عبده كوشك هو مؤلف كتب ومحقق وخطيب مسجد، ومشايخ آخرون أنا ذكرت هذا عدا أنه يخصني يعني هو أستاذي وقريبي لأنه فعليًا هو كان مشهودًا له بهذا الموضوع، كان في الجمعية الخيرية هي الأساسية "جمعية الشفاء" وفي "جمعية الزواج" وفي "جمعية تأهيل المعاقين" هؤلاء خلقوا حالة كبيرة من سد الثغر سد مسد الفقر مثلًا "جمعية الشفاء" أسست قبل سنتين [من الثورة]، يعني خلال هاتين السنتين كانت تعمل عمليات قلب وعمليات ليزك (تصحيح النظر) وتشطيب، وأنا أعرف ما أتكلم لك عنه الشيء عن معرفة وفواتير تصرف صارت صيدليات مثلًا أنت معك بطاقة من "جمعية الشفاء" للفقير يدخل [ويقول] أنا معي بطاقة فقط ويوقع له أنه أخد دواءً وهذا مجانًا، ربما يأخد خصمًا 25% 50% 75%، يعني وصل العمل الخيري بالمدينة بعد الـ 2003؛ الجمعية الخيرية منذ زمن تأُسست ولكن هذه الجمعيات بدأت تؤسس لمرحلة قريبة يعني قبل الثورة، وفعليًا كانت تقدم خدمات كبيرة لأهل المدينة والناس يتبرعون بشكل كبير، يعني الـ 100 ألف ليرة كانت قبل الثورة شيء كبير، لا يوجد مسجد من الـ30 مسجدًا التي تخطب تخرج منه تبرعات يوم الجمعة بأقل من 30 ألف، و30 ألف هذا مبلغ كبير كان قبل الثورة كتبرعات، هناك جوامع تجمع 100 ألفًا، 150 ألفًا في الجوامع المركزية، مثلًا إذا قلت لك جامع أنس جامع أسامة جامع المصطفى هذه تُقَدَّم مبالغ كبيرة، حتى أنا أتذكر مرة صار التبرع لحماس لحركة حماس في أحد الحروب ربما في حرب 2009، جامع المصطفى وحده جمع فوق ثلاثة أو أربعة ملايين عدا الناس التي جلبت الذهب وبعض الناس جلبوا سندات أراضي، يعني أرجع للنقطة التي قلت لك إن الناس الذين في البلد خيرون جدًا على الرغم من أن عندهم طبيعة جفاف بالتعامل، إلا إنهم خيرون تقدر تحرك عندهم نخوة للتبرعات بهذه الأشياء.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2020/10/22

الموضوع الرئیس

سيرة ذاتيةمدينة داريا قبل الثورة

كود الشهادة

SMI/OH/103-01/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

قبل الثورة

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

محافظة ريف دمشق-مدينة داريا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

منظمة بنفسج

منظمة بنفسج

الشهادات المرتبطة