معاناة أهالي محافظة درعا من القبضة الأمنية وفساد النظام
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:23:33:11
محافظة درعا كانت الظروف العامة التي تعيشها مثل كل المحافظات، والتي هي مشاكل مع النظام
السطوة الأمنية وتسلط الأمن والأمن السياسي والعسكري والجوي وأمن الدولة، والفرق الحزبية صارت
أمنًا والبلديات صارت أمنًا ومدراء المدارس صاروا أمنًا وأساتذة الجامعات صارت أمنًا.
يعني البيئة التي نعيش فيها هي بيئة أمنية بالمطلق، فهذه لها بعض الإفرازات وتُأثر على استقرار
المواطن في حياته وهذه الإفرازات أنت دائمًا مُلاحق وممنوع أن تتكلم أو تُبدي وجهة نظرك بأي شيء
ولا أقول أي شيء ترى سياسة إذا علَقت على الخبز للفرن أنت تُعلق على رئيس الدولة [معنى ذلك] لا
يُعجبك شيء في البلد وإذا الشوارع محفرة أنت تشتم على الشوارع يعني أنت تسب رئيس الدولة ولا
تقول الشارع فيه حفر تقول كثر خير رئيس البلدية والمحافظ ورئيس الحكومة ورئيس الجمهورية
مشكورين ولولاهم لما كان لدينا الشوارع المحفرة كثر الله خيرهم، وكثير من الناس من شدة إطباق
القبضة الأمنية صار يعتقد أن المطر من الرفيق القائد والنجاح في الجامعة من الرفيق القائد ولولا أن
أمن لك الكهرباء لم تُضئ اللمبة كان ما درست وما نجحت ولو لم يؤمن لك الخبز، فكنت أنت لم تأكل
ويجب أن نسبح بحمد الرفيق القائد في كل النعم التي نعيش بها وحتى كان يُنافس رب العالمين كثير من
الصفات نسبها لنفسه ورب العالمين ليس له دخل؟
وأفرزت بأنَّ الإنسان في بيته لم يعد آمنًا بحيث لا يعرف أنَّه هل المخبر ابنه أو ابن أخيه، وكثير من
القصص أعرفها اكتشف أنَّ المخبر الذي كان يُخبر هو ابن العائلة أو ابن أخوه وابن أخته لرب العائلة،
وهذا عامل لعدم الشعور في الأمن والاستقرار، وأنت في بيتك صار القلق من الروابط أو العادات
الاجتماعية أو الالتزامات الدينية الموجودة في الأسرة، وكثير من العائلات بدأت تُحاول أن تُحدد
علاقات أبناءها بالدين، فإذا أطلت لحيتك [يقولوا] لك هذه ليست مستحبة وإذا ربيت اللحية ستأتي العين
عليك (تجلب لك مشاكل أمنية) وصلاة الجمعة يا ابني تكفي وإذا صليت الفجر العصر والظهر تأتي
بالعين عليك، وإذا كان هناك مثلًا عرس شعبي عادي أو مولد ويأتي الأهل ويطلبون أن تتكلم كلمةً أو
في العزاء [لتقول] رحمه الله آنسه الله عوضه.. [فيقول لك أهلك] يا ابني بلا هذه القصص وستفتح العين
عليك، والأمن سيعتبرونك كذا، وبعد ذلك تفوت على نفسك الدراسة والجامعة وإلى آخره....
النظام هو صاحب عنترة ولا يحب أن يكون عنترة غيره فمثلًا إذا أستاذ جامعة محبوب لامع لا يحبه
وإذا في شيخ خطيب جامع جيد يأتيه مصلين من القرى التي حولها لا يحبه، وإذا كان لدينا لاعب كرة
قدم مشهور وصارت الناس ترتبط به لا يحبه يجب أن يكون حبك وحيد الاتجاه فحبك [يجب أن يكون]
للحزب والرفيق القائد حتى الحزب انسى يجب أن تحب حافظ الأسد وبشار الأسد، فهذه قضية بحد
ذاتها. وأن يأتي شخص متحدث وتجلس الناس تقول ما شاء الله عليه هذا الرجل جيد تكلم في عرس أو
احتفال إلى آخره..
وأنا أذكر جيدًا أنني في الصف الخامس كان هناك احتفال والله العليم إذا أتذكر بشكل صحيح وكان في
اليوبيل الفضي أو الذهبي لأمر ما، وكان احتفالًا لأمر وعملوا مسيرةً مركزيةً، وجاء المدير واختارني
لأُلقي قصيدةً، وأنا في ذلك الوقت صف خامس ومتحمس لألقي قصيدةً بين جموع غفيرة، وفي نفس
الوقت أهلي غير مسرورين لأن تلك القصيدة عن الحزب (حزب البعث) واحتفال جماهيري وفضلنا أن
لا نقول القصيدة صار أنَّ أخي [يقول]: اجعلوا شخصًا آخر، ولكن بعدها قالوا: لماذا تفتحوا العين عليكم
(تثيرون الكلام حولكم)؟ وولد صف خامس ويقرأ القصيدة وانتهينا، فرحت ولا أنس ى تلك القصيدة،
وبعدها حين تدرجت في المدرسة لاحظت فيما بعد ذلك في الصف السابع والثامن والتاسع أني بدأت
ألمس من الناس الملتصقين بالحزب كثيرًا بعدم الرغبة في الظهور (ظهوري) في الحزب مرةً أخرى
وأنت مكتوب أن تبقى صغيرًا، أما أن تكبر.. إلا إذا كنت تعمل بوحي القائد هذا يفتحون له المجال قدر
الإمكان.
أما موضوع الدين هذا موضوع آخر والنظام كان عداؤه الأساسي للدين هل لديه مشكلة مع الدين؟
عقدي أم من الأنظمة الديكتاتورية التي تعتبر الدين أكبر موقد ومورد منهل الناس تنهل منه بمعنى هو
أكبر حاشد جماهيري للناس هو الدين، وكان يُحاول قطع العلاقة بين الناس وما بين المجتمع وما بين
دينه وخاصة إذا كان الدين الإسلامي بحكم هو الأكثرية، مع العلم أني سمعت من أصدقائي المسيحية
ولي صديق مسيحي قال: دكتور طالما الأمور عادية النظام لا يسأل ولكن إذا رآك مسيحيًا حتى متنور
ولديك كذا [أفكار جديدة] نفس الذي يعمله لديكم يعمله عندنا وبالتالي هو عداؤه مع أي حراك يُؤدي إلى
استقطاب المجتمع ويظهر بشكل مؤثر.
لذلك من هنا كان عند النظام الذي يُصلي الفجر يا لطيف والذي يضع كتابين في المكتبة في البيت عنده
كارثة وفي دوائر الدولة قولًا واحدًا لا يُوجد صلاة لكن في الجيش جريمة إذا تصلي وإذا رآك تصلي يا
لطيف الطف اخلص منها، وإذا كان الضابط جيدًا ممكن يقضوها في سجن عادي ويمكن العقوبة أكثر
من ذلك بكثير.
وهذا الجو العام التي كانت تعيشه المحافظة مثلما تعيشه باقي المناطق من تسلط الأجهزة الأمنية على
حياة الناس ليس فقط العقدية وليست فقط السلوكية وإنما الحياتية العادية، فمثلًا إذا تُريد ترخيص لا
يخرج لك بدون ما تأخذ موافقة أمنية، ترخيص محل عادي محل فلافل في القرية أو مطعم أو محل
للحلاقة فتحتاج موافقة أمنية، وينعكس على حياتك المهنية فمثلًا معروف جدًا أن الشخص الذي لم ينتمِ
لحزب البعث أو انتمى لحزب البعث لكن لديه إشارات استفهام من قبل النظام وكيف ذلك؟ مثلًا جد الذي
خلفه كان في زمانه في شك أو كان متهمًا أنه "إخوان مسلمين" والرجل وما دخلني به وأنا ليس لدي
علاقة به، ومثلًا مقدم على دورة إنزال مظلي في البكالوريا ولست أنا ولكن مثلا شخص قدم، ما علاقة
ذلك الرجل فتربطه به؟ وواحد ثان قدم على وظيفة - وعندنا أمثلة كثيرة- [فيأتيه الرد] ولم يتم الأمر
لماذا؟ لأنَّ عليك إشارة فلان الفلاني يقربك. أو واحد مثلًا خلص بكالوريا (الثالث الثانوي) ودرس
الجامعة وقدم على الاختصاص -وأنا أعرف بعض الأطباء قدموا على الاختصاص بعد التخرج- وفي
الاختصاص لم يأتِ الاختصاص فراح فتش لماذا؟ ومنهم الدكتور ياسين أخي وهو لم يأته اختصاص
ومعدله يسمح له ففتشنا، فقال [الموظف]: قريبك فلان الفلاني هذا الشخص غير مرغوب عليه من
الدولة وقد وضع في التقرير الأمني ولذلك لم يأتيك، وطبعًا هنا يجب أن تُجهز الكثير من الأموال
والكثير من الوساطات لتأخذ شيئًا هي حقك الطبيعي، وأنا حقي الطبيعي أنا علاماتي تُخرج لي
اختصاص والى آخره.. ناهيك عن أنَّ المناصب العليا الحساسة ممنوعة لأغلب فئات الشعب السوري
ومفتوحة فقط لطائفة النظام (الطائفة العلوية) أو من هو قريب من تلك الطائفة، وبالتالي في
أي تسلسل وظيفي دومًا كان لدينا سقف معروف والأمثلة على ذلك كثيرة وخاصة ضباط في الجيش أو
ضباط في الأمن يصل إلى رتبة عقيد أو عميد وبعد ذلك اذهب إلى بيتك، وفي ناس أقل منه عمرًا وأقل
من كفاءةً ولم يحصلوا على شهادة علمية التي حصلها يصلون إلى رتب عالية ومناصب وظيفية حساسة
جدًا ناهيك على أنَّه أيضًا أصبحت تلك الإجراءات الأمنية تُعطل كل الإجراءات وكل شيء حياتي..
حتى وصلت إلى موضوع الطابو مثلًا اشتريت بيتًا وأنا سأذكرها في الظروف العامة.
هذه الأمور التي ذكرتها تُعاني منها كل مناطق المحافظةُ ولكن ربما كل منطقة فيها خصوصية ما،
وسأتكلم عن الخصوصيات في درعا وفي خصوصيات في ذاكرتي عن أمثلة عن بعض القضايا عانت
منها محافظة درعا خصوصًا ويوجد عندي أمثلة عن قضايا أنا عانيت منها شخصيًا كواحد من أبناء
المحافظة، مثلًا محافظة درعا وأعود أقول إضافةً إلى كل ما ذكر من معاناة هذه معاناة جديدة خاصة
وواحد (شخص) مثلًا موضوع الطابو وفجأة النظام وبحكم أن هذه منطقة حدودية يجب أي أحد ينقل
ملكية العقار من شخص لشخص يجب أن يأتي بموافقة أمنية و[إذا] واحد توفى وسينتقل العقار إلى
الورثة أيضًا بحاجة لموافقة أمنية والموافقة الأمنية تأخذ شهر ونصف 15 يوم أو شهر ونصف.
ومثلًا أنا اشتريت بيتًا من شخص من دمشق يسكن محافظة درعا 6 [كان سعره] ملايين 600 ألف،
شقة اشتريته في 2007 والرجل الذي اشتريتها منه عمره 79 سنة وزوجته قريبة منه 75 والبيت
باسمه وسلمته 5 ملايين ليرة وبقي مليون و600 ألف سأدفعهم عند الطابو قلت في نفسي: أنا طبيب
سأدبر نفسي إن شاء الله وإذا احتجت مصاري لا حول ولا قوة، وأنتظر موافقة أمنية، والرجل وبعد سنة
يكون عمره 80 وأنتظر قليلًا وإذا صار له شيء راح حقي، وكان يقول لي في نفس الوقت: يلا يا
دكتور استعجل في الموافقة الأمنية بقي لي مليون و 600 ألف وحقي وحقه ضائع وأنتظر حاضر
وأنتظر دين ولم تأتي الموافقة الأمنية ولم أترك أحد من الناس الذين أعرفهم و[أنا على] استعداد لدفع
الأموال (رشوات) يعني أمر الله ماذا نفعل؟ ولم تأتِ الموافقة الأمنية، وطبعًا هذه المعاناة خاصتي أقل
معاناة، المعاناة الأخرى في المحافظة كارثة، يعني أمور ناس واقفة على هذا الإجراء، ورثة ومن مات
ومن عاش والموافقة لم تأتِ وكل يوم يدخلوا في تعقيدات جديدة.
خرج قرار المنقبات يُطردن من الوظيفة، أيضًا هذه كانت مشكلة علمًا أنَّ المجتمع في درعا محافظ
ولكن النقاب ليس مُنتشرًا وهو جزء وليس مشكلةً عظيمةً خاصةً العوائل التي عاشت وسكنت في الخليج
وأتوا فموجود النقاب ما المشكلة؟ كل عمرنا [هكذا]، فالنظام يُبرر حتى يخرج قرارات، مثل القرار
السابق في المدارس منع لبس الحجاب وهذا ما جعل عشرات ومئات الآلاف من الطالبات في درعا
يُحرمن من تعليمهن فيجب أن تتخلى -ولن أعتبره عن الدين- سأعتبره عن عاداتك وتقاليدك من أجل أن
تقرأ بنتك وتصل صف تاسع وتصل إلى البكالوريا والجامعة.
وهذه ليست الأساسيات وهي إجراءات حياتية أتت على قمة بركان، لكن البركان الأمني للنظام موجود
بشكل كبير جدًا والاعتقالات لم تتوقف، وطالما الحجة موجودة السلاح أو التهريب أو أمسكنا شبكة
للعدو الصهيوني وهو وسيلة انتقام والعلاقة مع منظمات إسلامية مع "الإخوان المسلمين".
أهل محافظة درعا مجتمع ريفي، وفي وقت من الأوقات انتشرت في سورية كلها وليس فقط في درعا
الدراجات النارية بشكل كبير وصارت تمر من أمام المعارف للدرجات النارية ونرى الآلاف فصار
موضة، وسعره معقول ويخدم العائلة وصارت الناس تحتاجه وخاصة العمال الذين يعملون في
البندورة والخيار (تجارة الخضار)، والموظفون، فكل شخص لديه دراجته، وفجأةً النظام منع موضوع
الدراجة النارية، ويوجد عندنا قسم من الأراضي استولى عليها النظام للدولة بحجة أنَّها مطلوبة
للمصلحة العامة والدولة ستعمل بها شيئًا أو مشاريع أو يضمها لكتيبة عسكرية أو الخ..، وأغلب هذه
الحالات كانت مقصودة ليعاقبوا شخصًا بأن يأخذوا أرضه منه، أو هذه الأرض يريدونا ليكسبوها بشكل
خاص وخاصة في تلك الفترة شهدت نشاطًا إيرانيًا تحدثت عنه سابقًا في موضوع شراء العقارات
وتسجيلها لصالح المشروع الإيراني.
في البداية كانت الشخصيات معروفةً، وبعد ذلك حين عرفت أتت إيران واعتمدت على أشخاص من
أبناء المنطقة وخاصةً الذين شيعتهم ليقوموا بالحملة بدلًا عنهم.
لديك ظروف خاصة لكن ممكن تعميمها على عدد من أبناء المحافظة الذين يمرون بنفس التجارب، مثلًا
أنا طبيب وأنهيت الماجستير وقدمت بعد ذلك على اختصاص قلبية، ونمت في البيت وقد ضمنت
الاختصاص يخرج لي مليون في المية وطلعت نتائج المفاضلة وإذا اسمي غير موجود لا في القلبية ولا
في غيرها لماذا؟ معقول معدلي لم يخرج؟ لكن معدلي جيد، وحين انتبهت إلى الأطباء من قبلوا كان
معدلي أحسن منهم، ولماذا؟ لا أحد يحق له [أن يقول] لماذا؟ أنت يحق لك أن تنفذ وهنا ستبحث على
أسلوب النظام نفسه بأن تُدبر واسطة وغالبًا ستدفع مصاري لتسترد حقك، فذهبنا عن طريق أحد
الأصدقاء ساعدنا وكان يعرف الوزير وكان رضى سعيد وهو طبيب العينية، وكان هو الوزير، وقال:
اكتب طلب تظلم، وراح الوزير [كتب فورًا] بالأخضر مع الموافقة أنه انتهى [الأمر] أضيفوا اسم
الدكتور لاسم القائمة التي أتت على الاختصاص.. يا ابن الحلال أنا اسمي يجب أن يأتي في القائمة
ومعدلي يأتي واذهب وانظر، وقال: أي ممكن يكون خطأ وأصلحناه وانتهى الأمر. طبعًا أنهيت
[التخصص] وتعاقدت كطبيب قلبية وبقيت عين النظام وراءنا بأن هؤلاء الناس الذين لا يُعجبون النظام
سيبقى يُلاحقهم كيفما كان، و[بعد] فترة بسيطة ويقولون سننقلك -وكنت أداوم في مستشفى درعا وأنهيت
اختصاص القلبية وكانت درعا تأسس أمراض القلب وجراحتها حديثًا وليس فقط درعا، كل المحافظات
وكنا نعاني بأن مرضى القلب مظلومون يموتون في الشوارع، مثلًا مريض في حمص يُسعفوه إلى
دمشق يموت في الطريق، ومريض من درعا يموت في الطريق وهكذا، فصارت فكرةً أن تعالوا نُأسس
فكرة قسطرة وجراحة قلب في المحافظات وحرام مرضانا يموتون فتأسس مركز في محافظة درعا،
وأتذكر في ذلك الوقت، قال نقيب الأطباء: -وكان له مساهمة في إنشاء المركز] والمركز كلف 94
مليون ليرة في تلك الأيام، [وقال]: لا نريد أن نُنشئ مركزًا ولا نرى أطباء يداومون به قلنا وعد نحن لا
نداوم في دمشق ونرجع إلى المحافظة ونشغل المركز ونخدم أبناء محافظتنا، وأنا حين تعاقدت مع
المستشفى ويأتيني نقل إلى مستشفى نوى، لماذا؟ هكذا؟ ومن ناحية المبدأ ليس هناك مشكلة وأهل نوى
أهلي وأهل درعا أهلي لكن السبب هو إجراء عقوباتي، أننا نحن لا نريد أن تبقى في مستشفى مركزي
سنُرسلك إلى نوى ..
معروف حين يأتيك طبيب خريج والرجل كفاءة ويعمل في مركز القسطرة وجراحة القلب لماذا تنقله
إلى نوى؟ فأنت تعاقبه على شيء ما، لكن أنا قلت نعم، فأهل نوى أهلي ونوى مدينة كبيرة، ونذهب إلى
نوى ليس لدي مانع وذهبت، وهذه المنطقة ليس فيها أطباء قلبية وداومت في المستشفى وعملت بشكل
جيد ويبدو هذا ما أعجبه، وقال: سننقلك إلى مستشفى الحراك وننتقل إلى الحراك وهكذا، لذلك أي
شخص يراه النظام ليس يتبع له.. وللعلم في ذلك الوقت نحن لم نعارض النظام ولم نقوم بمظاهرات ضد
النظام ولا منشورات ولكن [هذا الشخص] مزاجه لا يعجب النظام إذا نحطمه ونُدمره.
وثانيًا مرة من المرات كنت مناوبًا أي في قسم الأطباء الأخصائيين مناوب 24 ساعة فاتصلوا علي،
وقال: المخابرات الجوية طالبين معاينة لمريض [قلت في نفسي]: أعوذ بالله من القرود السود، وحاولت
أوزع المهمة على شخص ثان -وهي للمناوب هو الذي يجب أن يذهب- وحاولت لأحد من زملائي،
فقالوا: نحن حين يذكر نُطلب في دورنا نتعوذ من الشيطان فاذهب أنت، وذهبت إلى الفرع وإلا يا حرام
سجين يا حرام عايف جلدة وجهه (مريض جدًا) ولم يبق مرض من أمراض الدنيا لم يصبه ونحن أولًا
واجبنا الإنساني كأطباء نفحص بشكل جيد وحين رأيته سجينًا دمى قلبي عليه أكثر، وفحصته فحصًا
نموذجيًا، اسمك عمرك؟ هل تدخن؟ والأمراض وما هي الأمراض؟ وأذكر أخذ مني وقت ساعة وعشر
دقائق وهذا تبع الأمن كل دقائق دكتور مطول دكتور الساعة كذا دكتور أنهي الموضوع [قلت له] أنه
أنت ناديتني دعني أفحص الرجل، وهم يتعاملون مع الناس ليس فقط أنهم حيوانات وربما لو كانوا
حيوانات كانوا سيرأفون بهم أكثر من ذلك خاصة الحالة كبيرة وليس رشح أو كريب الرجل ذاهب
باتجاه الموت، وكتبت المعاينة بعد ما زن علي (ضغط علي) أخذت ساعة وعشر دقائق وكتبت المعاينة
والفحص والتشخيص والعلاج، وهذا المريض كان غالبًا ذاهب باتجاه بتر في رجله وفي ارتفاع شرياني
سكري وخاصة يوجد قصور كلوي لم يحلل ولم يصور.. ومعتقل منذ زمن عندهم، [وهذا الكلام] قبل
الثورة، وقلت: هذا الشخص بحاجة مستشفى، [قال:] حل عنا (اتركنا) قلت له: لا يجوز يجب أن يذهب
للمستشفى، [فقال لي:] ما في مستشفى انسى والمعلم لا يرضى وأعطه أي دواء فقلت: لا ينفع أي دواء
وهذا المريض بحاجة علاج ومستشفى وإذا حصل شيء أنت تتحمل مسؤوليته والله وأنا أتكلم في
الخارج وإذا حصل شيء سأقول: أنت تتحمل المسؤولية قال: لا أتحمل المسؤولية وبدأ يتطاول في
الكلام وقلت عمي هذه مشاهدتي وهذا الرجل بحاجة مستشفى وأتى بصندوق صغير فيه بنادول
وبروفين وفيتامينات، وقال: أعطه من هذا أي شيء قلت: لن تسير الأمور هذا الرجل لديه أمراض
متعددة وبحاجة لنقل لمستشفى وأنا أبرأت مسؤوليتي وإذا حصل شيء لهذا المريض أنا المعلم لديكم لا
أعرفه ولكن أعرفك وإذا صار شيء لهذا المريض أنا المعلم لديكم لا أعرفه ولكن أعرفك أنت وسأقول
أنني أخبرتك وأنت لم ترض أن تنقله إلى المستشفى، وقال: اذهب واعمل ما بدا لك وذهبت.
وفي مناوبة ثانية مثلًا اتصلوا علي وقال أخي المحافظ تعبان فيصل كلثوم فتعوذت من هذا الخبر فأتباع
لنظام لا أحبهم ويوجد سوابق (حوادث) منذ أن كنت في مستشفى الأسد الجامعي كان ما يأتي إلا الناس
الخط الأول الوزير فلان الفلاني معاون الوزير اللواء الفلاني وقائد الفرقة الفلانية كله كذلك ويأتي
بالمقابل بعض المرضى المحولين من مؤسسات الدولة مديرية الكهرباء لدير الزور مديرة الهاتف في
حمص ومديرية كذا والأقل من كذا المريض العادي والذي أتى بالصدفة ورأى كرسيًا فارغًا ودخل لكن
أغلب [المرضى] واسطات، وأنا في ذلك الوقت حين يأتي أحد بواسطة أُعامله معاملة عادية على حقه
وعلى الدور، فماذا يعني هذا الدرويش البسيط لا أحد يهتم به، وأحيانًا حين أستطيع أدخل الإنسان
البسيط قبل المدعوم، فحينما نادوني للمحافظ قلت: يا شباب أحد يذهب غيري أنا لا أريد الذهاب، [فقالوا
لي لا يجوز] وقال لي مدير المستشفى لا يجوز يا دكتور أنت المناوب، وأنت كذا واذهب أنت، فهكذا
الأمر، ليس فقط المحافظ، أي طبيب بالمناوبة إذا اتصل أحد يجب أن يذهب.
معلومات الشهادة
الموضوع الرئیس
التعامل الأمني والعسكري لنظام الأسدمحافظة درعا قبل الثورةكود الشهادة
SMI/OH/130-08/
أجرى المقابلة
سهير الأتاسي
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
قبل الثورة
updatedAt
2024/05/06
المنطقة الجغرافية
محافظة درعا-نوىمحافظة درعا-محافظة درعاشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جماعة الإخوان المسلمين (سورية)
الجيش العربي السوري - نظام
المخابرات الجوية في درعا