الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

تجميد العضوية في هيئة التنسيق والعمل بالتوثيق مع المنظمات الدولية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:51:18

بدأت تظهر الخلافات (في هيئة التنسيق) حتى [إنه] في إحدى المرات وفي إحدى الاجتماعات كان يوجد تصويت على شيء، ونظر إلي الاتحاد الاشتراكي وحزب العمل حتى أصوت مثلهم، ولكنني لم أصوت مثلهم، فأرسلت كتاب تجميد عضوية، ووالدي هو رئيس المجلس المركزي فأرسلته عبر "الإيميل" إلى والدي أنني أنا أقدم كتابًا يعني وأسلمكم قراري بتجميد عضويتي نظرًا لتدخل أعضاء أحزاب بقراراتي، وتوسعت أكثر بالشرح وأذكر أسماءهم، وأول اسم هو والدي وشخص [ثان] كان الأمين العام للاتحاد الاشتراكي، وشخص من حزب العمل وشخص لا أذكر من أي حزب، فكان والدي وأحمد عسراوي وعبد القهار سعود ويحيى عزيز وأرسلته إلى المكتب التنفيذي إلى حسن عبد العظيم و[إلى] والدي أنني أنا أبلغكم بتجميد عضوية لأن هؤلاء الأشخاص هم الذين يستغلون علاقتهم الشخصية معي حتى يملوا علي قراراتي السياسية.

 وهنا حصلت الصدمة، وطبعًا نتيجتها بقيت 13 يومًا لا أتحدث مع والدي وفي النهاية صالحني، وهو صالحني قبل اجتماع المكتب التنفيذي الدوري الذي بعده بيومين الذي سوف تتم المناقشة فيه؛ مناقشة هذه القضية، فذهبت إليهم وتشاجرت معهم، وفي النهاية تركت المنزل وخرجت وقلت له: لن أعود إليك، فلحقت بي والدتي وقال لها: أعيديها، وبدأ يبكي وأنا أبكي فتصالحنا، فقلت له: غدًا الاجتماع ماذا أفعل؟ فقال: أنت قدمت شيئًا، وغدًا سوف نتناقش حتى تُحول الشكوى الى لجنة الرقابة أم لا تُحول، وذهبنا ووصلنا وشربت القهوة مع والدي ثم دخلنا إلى الاجتماع ووصل الى بند تجميد عضويتي، والأشخاص الذين يسمعون على "السكايب"... قرأ حسن عبد العظيم الكتاب والأشخاص الذين يسمعون على "السكايب" يوجد منهم أشخاص لا يعرفونني فأصبحوا يقولون: هذا مروان غازي أليس هو والد الأستاذة؟! فيقول لهم حسن عبد العظيم: نعم يعني هي اشتكت على والدها.

حسن عبد العظيم طلب لفلفة الموضوع وألا يتم تحويله إلى لجنة الرقابة مقابل تعهد بعدم إملاء أي رأي عليّ، وتقديم اعتذار رسمي وبعدها انتهت القصة واعتذروا وتعهدوا، وحسن عبد العظيم قال: إننا كلنا نعرف علاقة الأستاذة بوالدها وكم هي مميزة، وهي وصلت بها النزاهة لتجاوز العلاقة الشخصية وقامت بموقف منصف والناس ظنوا أنني متشاجرة مع والدي وانتهى الموقف وحُلت القصة، وبعدها ذهبت حتى أتغدى انا ووالدي ولا يوجد شيء وجدًّا طبيعيون ولا أحد كان يفهم، وبعدها أصبح مضرب مثل أننا لا نريد أن نسمع صوتها لأنها اشتكت على والدها.

أتذكر في إحدى المرات أنا دخلت إلى المكتب وهم كانوا يتناقشون بموضوع الأكراد، وفتحت لي الباب عاملة التنظيف فسألها والدي: من الذي جاء؟ فقالت: نورا، فقال لهم والدي: اسكتوا اسكتوا لا أريد أي صوت! بعدها أصبح يوجد مكتب لحقوق الإنسان ففعلت دوري وأصبحت أعطي مثل ندوات عن حقوق الإنسان ومواضيع ويحضرها الناس، وأنا في هذه الفترة عدت إلى المنظمة العربية لحقوق الإنسان.

أنا كنت من عام 2006 في المنظمة العربية وتركتها في عام 2011 بسبب محمود مرعي، وهنا محمود بدأ ينفصل عن الهيئة وتم فصله من قبل الحزب وأنا تركت وبعدها قدموا للمنظمة الأم في القاهرة أن محمودًا مرعي ليس له علاقة وتم انتخاب إدارة جديدة لفرع سورية، وأنا انتُخبت كأمينة سر وفي وقتها الكثير من الناس طالبوا أن أكون أنا رئيسة المنظمة بمن فيهم رئيسها الحالي.

المنظمة لها فروع في عدة محافظات وبالتالي مجلس الإدارة يجب أن يكون ممثلًا عن كل المحافظات، وأعتقد في دمشق أكثر لأنه يوجد عدد أكثر، ولكن الأغلب يعني بصراحة كان يوجد الكثير من السويداء وبصراحة أنشط فرع كان هو السويداء لذلك كان يوجد نائب الرئيس و أمين سر ومحاسب، والرئيس لا يزال حتى الآن مروان حمزة وهو من السويداء، وكان فرع السويداء جدًّا نشطًا، وبالشراكة بين المنظمة العربية وهيئة التنسيق أصبحنا نُجري هذه الندوات، وكان يوجد الكثير من المطالبات أن أذهب إلى السويداء، ولكنني أمنيًّا كنت خائفة لأنه على طريق السويداء تحصل الكثير من الاعتقالات، ومروان حمزة كلما كان يأتي إلى الاجتماع يتم اعتقاله لمدة يومين.

وطبعًا هنا يجب أن نذكر أنه أثناء اجتماعات المكتب التنفيذي الأمن يكون في الخارج على باب البناء، يعني الشارع فيه الكثير من عناصر الأمن، وأنا أصبحت أعطي هذه الندوات وكانت مفيدة، وأصبح يأتيها أشخاص كبار بالعمر وشباب وتناولنا عدة مواضيع.

كنا نقوم بعملين فقط وهما: الندوات والبيانات فقط لأنه صعب أنت داخل سورية، ولا يوجد مجال ولا يوجد للمنظمة تمويل أبدًا يعني نحن ندفع الاشتراكات حتى نستطيع أن ندفع فقط مثلًا المواصلات للأشخاص الذين يأتون من خارج دمشق أو تقديم الضيافة أثناء الندوة.

يوجد طابع سياسي معين ولكنهم كانوا يكونون جدًّا موضوعيين في طرحهم، وفي النهاية لا يوجد أحد ليس سياسيًّا، وأساسًا منظمات حقوق الانسان في سورية عندما بدأت في البداية كلها كان لها طابع سياسي، وأنا برأي حتى الآن لم يتبلور العمل المدني بشكل جيد في سورية، يعني حتى الآن نحن كمجتمع مدني يوجد لديك مجتمع مدني سوري موال ومجتمع مدني سوري معارض، وهذا الانقسام الذي هو جدًّا واضح هو أساسًا ينفي كل العمل المدني يعني حتى الآن لا نستطيع أن نخرج، يعني أكيد كل هذا الزمن الذي عشناه بنمط واحد نحتاج الكثير من الوقت حتى نستطيع أن نبني أنفسنا.

بما أنه تمت إزالة منع السفر عني وأصبحت أسافر وأرى المنظمات الدولية، وأنا جمعت شهادات كنت أرسلها عن طريق وعن طريق وعن طريق (عدة طرق) حتى تصل، ولكن الآن أصبحت أذهب إلى بيروت بشكل دوري وألتقي مع المنظمات، وهنا حتى الآن لم أكن ألتقي مع السفارات ومثلًا لجنة تقصي الحقائق والمفوضية السامية لحقوق الإنسان و"هيومن رايتس واتش" و"آمنستي" وأقوم بإيصال كل ما أفعله، وهنا أصبح دوري تمامًا هو التوثيق لأنني كنت في هذه المرحلة تقريبًا الشخص الوحيد الذي يدخل إلى السجن ويلتقي مع كل الناس القادمين من الأفرع ومن صيدنايا، فأصبح يوجد مكان ثان أعمل به وكنت قد استثمرت قصة باسل في طرح قصة صيدنايا فبدأ يتم العمل على تقرير حقيقي من "آمنستي" عن صيدنايا، وأنا أيضًا وضعت مخططًا عن سجن عدرا وكيفية توزيعاته وأخذت الكثير من شهادات صيدنايا ومن المحالين إلى المحكمة الميدانية فأصبح يوجد نمط ثان للعمل.

أنا كل شهر كنت أذهب وأقضي أسبوعًا في بيروت، في نهاية 2014 فجأة مدير مكتب العميد اسمه "أبو حافظ" وأنا علاقتي جيدة معه وعلاقته جيدة مع باسل وأنا أتحدث عن مدير سجن عدرا، وفجأة لؤم علي وأنا دخلت حتى أوقع كروت (بطاقات) الزيارة فالتقى بي، وقال لي: أنت تأتين إلى هنا كثيرًا وأنا توترت، وهو أخبر باسلًا أنه عليها التخفيف وبعدها حتى فهمنا القصة، فعرفت أنه كُتب بحقي 11 تقريرًا من داخل السجن ومنهم من المعتقلين، وذهب الأمن العسكري 3 مرات حتى يعتقلني من السجن، وأبو حافظ لا يستطيع أن يقول لي: إنني أحميك وهم يريدون لفلفة القصة فهو لؤم علي، وأنا بقيت لمده شهر أخفف الزيارات على الشبك وبعدها عندما عدت هو لمح لي أنه يمكنك الزيارة وهنا بدأت أذهب مرتين إلى السجن بدلًا من 3 مرات وعندما وقعت كروت (بطاقات) الزيارة قال لي: انتهي وتعالي إلي، وأنا توترت كثيرًا في وقتها وبعد انتهائي من الزيارة ذهبت إليه فضيفني القهوة وأشعل لي سيجارة (لفافة تبغ) وقال لي: أنا فقط كنت أريد حمايتك وقبّل يدي، وهو لم يقبلها كرجل وأنثى أو بأي دافع تحرش، وإنما هو كان يعبر عن احترامه واعتذاره، ولكن هنا أصبح واضحًا أن دائرة الخطر بدأت تقترب مني كثيرًا ويجب أن أكون جدًّا حذرة يعني أصبحت جدًّا مشموسة (مراقَبة) في السجن، ولكن لا يمكنني التوقف وكانت الآن هي الفرصة الذهبية أن أخرج وآخذ معي كل هذه المعلومات، وبدأت التلفزيونات تتحدث بقصص وحتى وقتها أنا كنت أخرج قليلًا جدًّا على التلفزيونات يعني عن حملة باسل ليس أنا من يخرج ويتكلم ولا يوجد أي تلفزيون عربي أجرى معه لقاء حتى ذلك الوقت.

الصحف مثل "الجارديان" و"نيويورك تايمز" كتبوا الكثير، ولكن كتلفزيونات يعني حتى وقتها أنا لم أكن أريد أن أكون هذا الشخص الذي فقط يخرج على التلفزيون ويتكلم؛ يعني أنا كنت جدًّا مستمتعة بعملي على الأرض ولا أريد تخريبه، ولا أريد أن أتحول إلى قصة أنه يوجد أشخاص يعملون على الأرض، وأشخاص فقط يخرجون على التلفزيونات ويتكلمون، وأنا لا أريد تسمية (ذكر) أسماء ولكن يوجد الكثير من الأشخاص هكذا يفعلون وأنا أريد العمل على الأرض ولكن مثلًا "نيويورك تايمز" وغيرها كانت تخرج عليها تصريحات لأنه مثلًا من سوف يقرأ "نيويورك تايمز" والأشخاص الذين يقرؤون لها هم بعيدون جدًّا.

كان واضحًا حتى الأشخاص الذين يخرجون ويتكلمون على التلفزيون كان واضحًا أنني أنا من كتب ما يتحدثون به، يعني النظام لا يحتاج إلى ذكاء حتى يعرف ذلك يعني لن يخرج شخص أمريكي أو لبناني ويتكلم عن تفصيل المحكمة، يعني كان واضحًا من الذي أعطى التفاصيل وكلهم يقولون نقلًا عن زوجته، وحتى مرحلة طويلة كان باسل خبرًا عاجلًا أو خبرًا أساسيًّا على شريط الأخبار.

 وكانت الحملة تتبلور بطريقة ثانية، بحيث إنها لسنين كانت تقريبًا أهم حملة لمعتقل -كشخص معتقل- في العالم يعني أصبح يوجد شيء اسمه.. يعني تتم طباعة صور باسل على الكنزات (قمصان) وأقلام وفناجين وصحون ويتم تعليق صور باسل في الشوارع، وفي كل مناسبة لأننا نحن كل شهر عندنا مناسبة، ويتم الدعوة لوقفة في عواصم العالم وتُحمل فيها صور باسل ويعرفون أن هذا باسلًا المشهور الذي يسمع به الناس ولماذا [هو] معتقل؟ وماذا تعني محكمة ميدانية؟ فأصبح الناس الذين ليس لهم علاقة والذين يمشون في الشارع أصبحوا يعرفون ماذا تعني محكمة ميدانية في سورية، ويوجد أشخاص سمعوا عن سورية من باسل لا يعرفون ماهي سورية، لذلك نحن انتقلنا إلى شيء ثان، وأنا لا أريد أن أقول وأعطي الكثير من القيمة لنفسي ولكنني بقصة باسل لفتّ نظرًا لشيء جدًّا كبير يحصل في سورية وبتفاصيل عاطفية، لأن قصة باسل 3 سنين وهي جامدة ولا يوجد شيء يحصل، والحملة من أجل تحريكها ولا توجد أحداث وعليك أن تستثمر أشياء ثانية ومن هذه الأشياء الثانية هي التفاصيل العاطفية التي تحصل؛ يعني البرد مثلًا وجاء الشتاء وهل تتخيلون الشتاء داخل السجن؟ ونفس الأمر الصيف ومثلًا الرسائل التي نكتبها لبعضنا والمواضيع التي نناقشها في الرسائل لأن الرسائل لم تكن فقط غزل وكنا نتحدث بكل شيء في الرسائل ورسائل باسل بدأ يرسلها للعالم والأشغال اليدوية حتى أصبح لدينا في الحملة أكثر من ألف متطوع في العالم.

في إحدى المرات خرج شخص صديقنا واتصلت بي لمى سكاف -أخت مي سكاف- وكلاهما تُوفيتا، اتصلت بي وهي تبكي وتقول: متى سوف تفرحين؟ وهي في كل مرة تفكر أن الناس يخرجون وباسل لا يخرج، فقلت لها: أنا سعيدة، وماذا سوف أفعل لذلك كان يوجد الكثير من التفاصيل بالقصة تجعلها ملفتة والناس لا ترى أنه توجد امرأة تذهب لزيارة زوجها الذي تزوجته في السجن، فأصبحوا يريدون أن يعرفوا لماذا هو في السجن؟ وماذا يوجد في السجن؟

يعني أنا أتذكر في إحدى المرات كتبت شيئًا على "فيسبوك" وكتبت "إنه في السجن يوجد سجن" وهذه الجملة على بساطتها يعني كلمة "سجن" هي ليست فقط مجرد كلمة وإنما توجد الكثير من التفاصيل يفكر فيها الشخص مثل أية كلمة.

وكانت فقط تاتيني التهديدات على "فيسبوك" من قبل "لواء الإسلام" وهي تفاصيل جدًّا صغيرة وأنا لفتّ نظرًا لموضوع الفلسطينيين في سورية والسجون الفلسطينية لأنه في فترة كان يتم الحديث كثيرًا عن الفلسطينيين أنهم مع النظام، وأنا لم أعرّف عن باسل أبدًا إلا بالفلسطيني؛ يعني دائمًا أستخدم الفلسطيني وأنا كنت أستثمر كثيرًا [ذلك الأمر].

وفي إحدى المرات أشغلت المنظمات والتلفزيونات أن باسلًا أصبح له 1000 يوم، وفي وقتها كان نديم حوري هو مدير "هيومن رايتس واتش" فخرج على "الجزيرة" وبدأ يتحدث وقلت له: يا نديم أنا مجنونة وأعد له الأيام، وأصبح له 1000 يوم، وأنتم عدتم واشتغلتم على موضوع الـ 1000 يوم، يعني أنا وباسل كنا فعلًا نستطيع أن نخلق هذه القصة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/15

الموضوع الرئیس

النشاط السياسي

كود الشهادة

SMI/OH/123-33/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

2014-2015

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سوريةمحافظة ريف دمشق-سجن دمشق المركزي (سجن عدرا)

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي

جيش الإسلام 

جيش الإسلام 

منظمة العفو الدولية

منظمة العفو الدولية

هيومن رايتس ووتش

هيومن رايتس ووتش

المنظمة العربية لحقوق الإنسان

المنظمة العربية لحقوق الإنسان

صحيفة الغارديان

صحيفة الغارديان

جريدة نيويورك تايمز

جريدة نيويورك تايمز

الشهادات المرتبطة