الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

أطباء درعا ودورهم في مساندة الحراك الشعبي

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:25:51:06

نحن كأطباء بين التظاهر وبين المشاركة أيضًا أكثر في مظاهرات من أجل تفنيد وتكذيب روايات

النظام، والحاجة الطبية الملحة والتي بدأت تظهر خارج التوقعات، وموضوع معالجة الجرحى والذين لا

يستطيعون أن يأتوا إلى العيادة أو المشفى، وهذا له متطلبات وصرنا نُجهز حقائب ومعدات غير مألوفة،

وبعد ذلك بدأنا نعود إلى الطب الأول، مثلاً أنا طبيب قلبية وأموري تختص بالأمور القلبية والآن أعمل

عناية وربما أخيط بعض الجروح بدأنا نمارس الطب الواسع وليس الاختصاصي. 

حتى بدأ يظهر طارئ طبي أنَّ هناك مرضى وجرحى لا يستطيعون الوصول إلى العيادة، وبدأنا حالة

جديدة وطارئًا جديدًا هو العمل الميداني إلى البيوت، وقبلًا كنت أذهب في حالات معينة وطارئة ولكن

أذهب إليه لكن الآن في تواتر أكثر وبخصوص مختلف، وهنا لدي جريح مصاب، وكنا نذهب إلى

الطب العام الواسع وليس الاختصاصي بالإضافة إلى القلبية، وبعد ذلك مع تطور الأحداث أكثر كنا

نمارس التخدير والعناية المشددة خاصةً في ظل عدم وجود مخدرين، وهذا نتكلم عنه لاحقاً.

أول مرة نُشارك في طب ميداني كان هو أن أخذت كيسًا طلبت من السكرتيرة عندي أن أعطني

كيسًا على السريع، ودخلت أخذت كل شيء لدي من أدوية مضادات حيوية وأدوية سكري وضغط

وقساطر وريدية وكل شيء عندي في العيادة أخذناه إلى الجامع العمري، بغرض المشاركة فقط أخذت

تلك الحقيبة، وبعد ذلك مرة تلو الأخرى، الحقيبة سامسونايت لدي فيها الأدوات الطبية البسيطة، وهذه لم

تعد تكفي وأصبحنا نُريد الأدوات الرضية التي تتعلق بالرضوض والجروح، وصرنا بحاجة لسترين

غات وشاش وقساطر وريدية وبولية وشاش وإبر التهاب وربما جبصين، وإذا لا أستخدمه أنا فممكن أن

يستخدمه غيري، تلك الحقيبة فيها كل شيء وأدوات خياطة الجرح وأدوات الإنعاش القلبي الرئوي،

وهي علبة أدوات كروم وهكذا، فتلك الحقيبة الصغيرة لدي لم تعد تتسع وهي صغيرة حقيقة

سامسونايت، وكان أخي الدكتور ياسر قد عمل في السعودية لسنوات في الهلال الأحمر السعودي، ومن

ضمن الأمور التي أتى بها، معدات طبية وهذه خدمتنا كثيراً، وكان لديه حقيبة تسع كل شيء يخطر في

البال، وهذه الحقيبة مقسمة في طريقة عمل الهلال الأحمر للحالات الإسعافية، والحقيبة كبيرة وعريضة

وضمن الحقيبة هناك تفصيلات أين تضع جهاز الضغط والسماعة والقساطر والإبر الإسعافية وإبر

القلب والبوتاسيوم والكالسيوم وللقساطر مكان والجبصين والشاش لها أماكن، وهذه خدمتنا جدًا جداً

وتجهيزها في الأيام الأولى لم يكن خاطرًا بذهني، ولكن خطر في ذهن الدكتور ياسين كونه جراح لديه

اختصاصين جراحة عامة وتجميلية، وفوراً هو يمكن استقرائه أوسع قال: يجب أن نُجهز الحقيبة، فقلت:

طول بالك (انتظر) لم يحصل شيء، وكنا نزور المرضى في المشافي والجرحى وحتى في الجامع

العمري في مشفى ميداني، وقال لا يجب أن تُجهز وجهز وأول مرة اضطررت أن استخدم الحقيبة

ذهبت إلى المخيم، وكان موجودًا مجموعة من الجرحى، وبعد عدة أيام تم إسعافهم من إحدى

المظاهرات وذهبوا إلى المخيم، ويمكن تلك النقطة التي رحنا (ذهبنا) إليها تطورت شيئاً فشيئاً وصارت

مشفى ميدانيًا يمكن نفس الفكرة هي مشفى الشهيد عيسى عجاج الميداني الذي حصل في درعا المخيم

في تلك المنطقة، ورحنا (ذهبنا) في تلك الزيارة، وأذكر الأمور التي استخدمناها والحمد لله لم تكن

الإصابات قويةً، ولكن في تلك الزيارة اضطررنا أن نلف شخصًا بجبصين مؤقت حتى يأخذوه و

يصوروه، وأخطنا قطبًا لعدة جروح، وكان يُوجد جروح وعملنا قطب وتساءلنا كيف مظاهرات

وإصابات؟ ما سبب الجروح؟، طبعا الذي يركض من المظاهرة وهو يسير لا تتخيلي ما يخرج له يقفز

على حاجز أو بلوك أو حجر أو سيخ حديد كانت الإصابات متعددة. 

ويا ليت بقيت الأمور كذلك وتُحل بأنَّ مريضًا لا نستطيع أن نراه نذهب إليه إلى البيت أو حقيبة بسيطة

تحل تلك المشاكل، وبعد ذلك حصلت إصابات خطيرة وخدرنا مرضى لاستئصال طحال أو كلية أو بتر

أعضاء ثم أصبحت المشافي تُستهدف، وإجرام النظام لم يكن أحدًا يتخيله حقيقةً، ويمكن نحن مبررٌ لنا

لا نتخيل، أول مرة رأينا النظام يظلم، ورأيناه يأخذ الناس على أفرع الأمن ويعتقل، ولكن هذا الإجرام

الجنائي القاتل المباشر، أنا عن نفسي هذه أول مرة، يُمكن أهلنا في حماة رأوا لكن الأجيال الجديدة لم

تر، ولكن القديمين رأوا، هذه أول مرة نرى بثًا مباشرًا أمام أعيننا ويُفترض ابن بلدنا وهو ابن

المحافظات السورية وليس عدوًا خارجيًا، يرفع الكلاشنكوف ويُوجه علينا على ناسهم وأهلهم وشعبهم،

ونحن لم نكن نتصور يمكن لم نكن نتصور أيضاً بأنَّ ستكون هناك إرادة عند الشعب السوري أقوى من

ذلك، وهناك أمور في الحياة الإنسان يخاف من أشياء كثيرةً، على سيارته وملكه وماله وأولاده وامرأته

وبيته يخاف، ولكن هناك شيء أغلى على الإنسان من الحياة يخاف عليه، والحياة هي أغلى شيء، وفي

موضوع الحياة الإنسان ممكن يتخلى عن أمه وأبيه وزوجته وبنيه وعن الناس جميعاً بالحياة، ولكن لا

أعرف وأنا طبيب وهذه حالة الثورة والثورجية يجب أن تُدرس، ونحن نعرف مثلاً بأنَّ هناك مُسكنات

ألم داخلية يفرزها الجسم بدون أن يأخذ مسكن آلام داخلية، وهذه تسمى أندورفينز، وأنا أقترح على

العلماء أو نحن نقوم بتلك الدراسة أن نأتي بشباب الثورة، ماذا يتغير لديهم هرمونات و يوجد شيء غير

طبيعي ترى الناس تموت وتخرج أكثر، والناس تُعتقل وتخرج بإصرار أكثر، وهو شيء معنوي فعلاً

كرامة وعزة وحرية وديمقراطية ، والإصرار وراء المطالب صحيح مئة في المئة، ولكن أبحث عن

شيء فيزيولوجي، ماذا يتغير عند الإنسان في هذه اللحظات حين يكون لديه إرادة مختلفة، وأعرف أناسًا

كثيرين في المراجعة قالوا: كيف فعلنا ذلك؟ هو لم يكن مجنونًا ليس كذلك وفقد العقل ليس كذلك، وصار

لديه حالة هي التي جعلته كذلك، وتفسر ذلك وأنا واثق هناك تغيرات فيزيولوجية متعلقة في الكرامة

والحرية والديمقراطية لا يشابهها شيء آخر، والنظام واجه ونحن ازددنا إصرارًا. 

والبعد الرابع الذي بدأنا ننخرط به كأطباء، وفرض نفسه هو الواقع السياسي، وبدأت تستيقظ في أذهاننا

في ذلك الوقت أنَّ تلك النقابات، والتي سلبها النظام دورها من عقود، ونحن نسمع ونقرأ، ورأينا في

أحداث الربيع العربي أنَّ المهنيين لهم دور، ونحن لم نكن نعرفه كان مسلوبًا ذلك الحق، وكانت النقابة

عندنا هي عبارة عن منظمة مثل طلائع البعث ومثل شبيبة الثورة، وكيف أدجن الأطباء وآتيهم إلى

النظام في النقابة، ونفس الشيء على باقي المهن، وهي عبارة عن منظمة رديفة للنظام ولا تختلف عن

حزب البعث في شيء، ولا عن أجهزة الأمن في بعض الأحيان بشيء. 

ولم أقتنع أنَّه إذا اصطففت في الانتخابات مع شخص ولم

أُصوت إلى الثاني ومن الممكن أن تخلق مشكلةً في المستقبل وأنتم ثانيًا زملاء وجيدين وأرى هذا أنسب

من هذا وكلاكما مناسبين ولم أعتقد أن تخلق إشكاليةً. 

وتطورت الأمور أكثر فأكثر، وكلما اقتربت الانتخابات وازداد التنافس والتكتل وأنا ليس لدي تكتل،

ولكن كذلك هذا الشخص ولع (أشعل) فينا الصوت الانتخابي وأنت مُؤتمن ومسؤول وفعلاً أنا مُؤتمن

ومسؤول، ومشينا (مضينا) في تلك اللعبة، وإلى قبل الانتخابات بعدة أيام، أحد الإخوة الناصحين يقول

لي: ما الذي أدخلك بهذه اللعبة؟ أسماء الناجحين موجودين لدي، وقال: فلان وفلان وفلان وهم موافقون

عليهم أمنياً، وهناك مكتب في القيادة القطرية مكتب الأحزاب والنقابات، يأتي الترشيح من هناك، ولا

تستغربي أنا لم أكن أعرف تلك القضايا، أنا خرجت من سورية -لا أعرف من هو وزير الوزراء-

ووزير الخارجية أولاً أنا مشغول وطبيب قلبية ومن عيادة إلى عيادة وأمورنا عال العال من ناحية

الشغل ومن الأمور المالية، وثانيًا مقطوع الأمل من الحالة السياسة في سورية، لماذا أتابع من وزير

الخارجية؟ وأعرف أنَّه موظف وعنصر الأمن أقوى منه!؟، في شخص استغرب أنت كنت رئيس

ائتلاف وأمين عام ائتلاف ورئيس هيئة تفاوض، ولم يأتِ شخص لأماكن قيادية قدك (مثلك) في يوم

الأيام، والذي سألني الأستاذ سمير نشار وقد مرض وصار معه أزمة قلبية -الله يعطي الصحة والعافية -

تابعت حالته، وكان الدكتور جواد أبو حطب مرة من المرات أخذناه إلى مشفى في كونشلي، وعملنا له

قسطرة قلبية، وقلنا له: يجب أن تعمل قسطرة قلبية، وقال: الأمر لكم أنتم الأطباء، وفعلاً ذهبوا لعمل

قسطرة وتبين وجود تضيقات، وبعد ذلك جلسنا في الغرفة أنا وهو، وقال: أنا منذ زمن أُريد الجلوس

معك ولم أرى الفرصة، والآن لحظة صفاء ونقاء، أنت مين ؟(من أنت) وأنا استغربت أبو كرم أنا

تسألني مين؟ فقلت: ربما الدواء مأثر عليك قال: لا لا أعرف من أنت؟ ولكن أنت لمن تابع؟ قلت: والله

لم أفهم عليك يا أخي؟ ما توجهك السياسي؟ قلت: والله لا يوجد توجه سياسي ولا اقتصادي أنا رجل مع

تلك الثورة ويمين في الله حين تنجح الثورة أنا عائد إلى عيادتي فوراً، وقال: لا تبيعني هذا الكلام، هو

يقول: هذا الرجل أتى فجأة وهكذا تصوره، وأنا دخلت الائتلاف في التوسعة في 2013 وبسرعة مفاجئة

أصبح الشخص أمين عام الائتلاف واحد جديد، واستغربنا الصعود المفاجئ، وحين نراك ونسمعك

شخص، لديك خبرة ولست آتي (مقبل) من الشارع ليس لديك شيء، متكلم وتعرف وتُتطور نفسك، وأنا

في السياسة لا آمن في بالصدف يقول لي: أبو كرم أنت وراك (خلفك) شيء، وأنت داخل وتشتغل الناس

تتحرك وأنا أنظر إليك، قصده سياسياً، ويُضيف: حاولت أُصنفك أنت من التنظيمات الإسلامية أو

"الإخوان المسلمين" لست كذلك، وأنا أعرف تلك التنظيمات ونحن تشاركنا معهم حلفاء معهم، وهل أنت

من الشخصية اليسارية ليست صحيحة معي، وهذا خوفني أكثر وهذا وضع عليك إشارة استفهام، نحن

لسنا قادرين نُصنفك يعني أنت شخص خطير، قلت له: لا خطير ولا غيره يشهد الله، وهذا قلته لأبو كرم

وغيره، والآن أقوله حين خرجت من سورية لا أعرف رئيس وزراء ولا وزير خارجية ولا أعرف

أحزاب، ودرعا يقولون: كان فيها "إخوان مسلمين" واتحاد اشتراكي لا أعرف يمكن أنا لأنني لم أهتم

في السياسة وصحيح سورية لم يكن بها جو مُلائم للسياسة والسياسيين صحيح لكن أيضاً أنا رجل أنهيت

دراسة الطب في ست سنوات والماجستير والبورد والاختصاص، هكذا حياتي وفوراً إلى العيادة، ولم

يكن لدي فائض وقت لأُفكر فيه في السياسة ولا لأُتابع تلك القضايا نهائياً، وأتت الثورة وأنا مُترقبها

ومُؤمن بها وشاركت فيها على هذا الأساس واليوم هكذا الوضع.  

وهذا الرجل حين قال لي: الترشيحات قادمة من القيادة القطرية والأسماء آتية من هناك ناجحة لم أكن

أعرف، صرت أضرب أخماس في أسداس، وهذا الدكتور كيف يقول لي: سنصوت وصوتك مهم

معقول ذلك؟! وقلت: لا لا سنذهب إلى التصويت لينجح الشخص، ورحت (ذهبت) إلى التصويت كان

مسخرةً وسورية لم يكن فيها تصويت ولا انتخابات ولا ديمقراطية ولا كل هذا الكلام، والأسماء التي

أعطاني إياها صدرت بالحرف، والقائمة التي أعطاني إياها صدرت كما هي وحشدنا نحن وصوتنا وفي

ناس تجاوبت، والناس تقول: سقفها نقابة لا أفوت (أدخل) في انتخابات حزبية ولا هم يحزنون، ويمكن

كانت منفسًا لإرسال رسائل غير مباشرة من خلال استهداف النقيب أو النقابة، أننا يجب أن ننتخب

غيره، ونحن إذا انتخبنا هذا فهو ليس بعيدًا كثيراً في الجو، ولم يكن أحد متزعمًا حراك ضد النظام أو

يُمثل حزبًا سياسيًا، وهذا نشعر بأنه أحسن قليلاً ولديه هامش تحرك أفضل هكذا، لم يكن لدينا هذا

التصنيف العميق من هو الشخص السياسي والمعارض، ولكن ذلك الشخص كانت ميوله واضحةً للنظام

وطلعت (كانت) الانتخابات مثل ما هي. 

وهنا نحن كأطباء بدأنا نشعر بضرورة العمل النقابي، لماذا نحن الأطباء لا يكون لدينا تنظيم؟ ومن

خلاله نبدأ نُحرك ونُعبر عن مواقف ونستعيد جزءًا مما سلبته السلطة في سورية، في معركتنا في

موضوع الحرية والكرامة والديمقراطية، وهذا حق لنا وطبيعي نحن الأطباء وهذا أصبح دافعًا، وثانيا

في دافعنا السياسي هو أن نُصبح جزءًا من الحركة السياسية السورية العامة، وليس الأحزاب المعارضة

ولدينا في سورية واقع جديد، وهذا الواقع أفرزته المظاهرات وتلك المظاهرات بدأت تُبلور مطالب، وقد

جاءنا من عدة أماكن ماذا تريدون مطالب يجب أن نتبناها، تعالوا نُنظم أنفسنا ونُؤطر مطالبنا وهذه كلمة

المطالب، وحتى لو نمر عليها بسرعة في ذلك الوقت كانت أمرًا مثل الكومبيوتر قد دخل على مجتمع

جديد، وكنا نختلف عليها وهذه الأولوية، وبدأ الحوار السياسي ينمو ويتطور بشكل طبيعي وينضج وكان

هناك ناس كانوا محرومين من الفعل السياسي ومحرومين أن يتكلموا في السياسة.

سياسي بامتياز وهذا عن غير قصد، وأنا أكتب مثلاً أسبرين للمريض الذي لديه أزمة قلبية وأكتب دواء

الضغط للمريض الذي لديه ضغط وبمعنى الضرورة والحاجة هي التي تُخرج العلاج، وحين شخصنا

الحالة لم يكن موضوعًا مثلاً استملاك وزارة الدفاع لبعض الأراضي هو هاجسنا مع العلم أنه هاجس

بشكل أو بآخر هو هاجس، ولكن أنا هنا لم يكن هاجسنا، كان هاجسي بناء على التشخيص الذي خرجت

به، متظاهرون قتلهم الأمن، وأجهزة الأمن مسؤولة عن قتل المتظاهرين السلميين الذين خرجوا للتعبير

عن مطالب مشروعة وهذا صار مطلبًا للأطباء. 

وثانيا أنا رأيت أجهزة الإعلام التي تكذب ولا أحد ينتبه لها، أو ليست مُبلورة ضمن المطالب، والإعلام

يكذب علينا جهاراً نهاراً والناس ساكتة، وصار مطلب بأن أجهزة الإعلام هي شريكة مع أجهزة الأمن

من خلال السردية الخاطئة والأكاذيب والتضليل المقصود الذي تمارسه على الشعب السوري وعلى

خارج سورية من خلال تشويه صورة المظاهرات، ومنها دعم المطالب المحقة والمشروعة للشعب

السوري الذي خرج في تظاهرات سلمية مطالباً بحريته و بكرامته وحقوقه المسلوبة، وحين أنظر إليها

أراها مطالب ناضجةً وليست بدائية، ونحن بعد 11 سنة من الثورة تقريباً عمليًا المطالب نفسها 

وهذا يعطي إشارةً أنَّ الشعب السوري لديه طاقات مكبوتة وقدرات كامنة لم يكن قادرًا على التعبير

عنها، ورغم أنَّه بين الفنية والأخرى نرى إبداعات السوريين، بعضها كان محقًا وبعضها كان مُبالغًا فيه

من باب المبالغة، ومنها أنا أذكر حين كنت صغيرًا سمعت من صغري من أهلي أنَّ هناك في البلدة

المجاورة لنا بلدة خربة غزالة، وهي بلد رئيس الوزراء السابق محمود الزعبي، كان هناك شخص في

الجامعة مهندسًا وكان لديه قدرات فائقة واخترع مسدسًا حربيًا، في وقت كانت الناس تتوقع أنَّ الدولة

تتلقف هذا الاختراع وتدعمه وتأخذه وتتبناه وتدعم الدفاعات العسكرية، كان على العكس التضييق

والسجن والملاحقة والاعتقال، بمعنى نحن جو محروم من الإبداع إلا وفق ما تُخطط له السلطة،

والسلطة معروفة لدينا، وأبي كان دائماً يُذكرنا بهذا النظام هو الذي باع الجولان وقام باتفاقيات صلح

مع إسرائيل وإلى آخره.

من بعض مظاهر إبداعات السوريين، كنا نعتقد مثلاً أن خريج جامعة دمشق هو أفضل خريج في

العالم، ومن ناحية كان هذا الكلام مفسرًا وطبيعيًا، وكان لا أحد يدخل الجامعة إلا بصعوبة يأتي

بعلامات عالية، ونحن في المدرسة وفي الجامعة فيما بعد كان البعض يقول لنا أخوث يعني أهبل لأنَّنا

جماعة من المدرسة إلى البيت، وقبل الغدا قراءة وبعد الغدا قراءة، ولماذا لدي هدف أريد أن أوصله؟

وفي هذا السبيل للقراءة لا أستطيع أن أُدخن ولا أمشي ولا ألعب كرة القدم، ويقولون: هؤلاء خوثان

(مختل عقليًا) شغل دراسة ليس لديهم شيء في الحياة لماذا؟ لأنَّ لا أحد يدخل إلى الجامعة إلا بصعوبة

شديدة وهذا جعلنا نقول: أفضل خريجين خريجو دمشق. 

ولا أعرف إذا ما التوثيق يسمح لنا، وهذا له انعكاسات في الواقع، كان بعض المرضى يدخلون إلى

العيادة، ويدخلوا إذا لم يروا أن الخريجين سوريون، يسحب كرته ويأخذه من السكرتيرة أنني فقط آتي

إلى الخريجين الجيدين، ومن الخريجون الجيدون بنظره خريجو سورية، مع العلم هذا فيه إجحاف، وفي

ناس خريجين برا (من دولة أخرى) وشاطرين وكفؤين وتعبوا على أنفسهم، وفي ناس دخلوا إلى كلية

الطب في سورية بعلامات عالية، ولكن في الحياة الجامعة ليسوا جيدين، وحين خرجوا إلى الطب كانوا

ليسوا جيدين، فهذا صحيح وهذا صحيح، ولذلك حين ننكت بين بعضنا أنه يا جماعة خففوا مبالغة،

صحيح الشعب السوري لديه إبداعات وليس هناك مجال دخله السوري إلا وله بصمة، وهذا التوزع

الجغرافي واللجوء العالمي يشهد لنا، الأوائل في الجامعات، والحرف أبدعوا بها وصناعات أبدعوا بها

ومشاريع علمية، وحتى في السياسة سمعت من كثير من دول العالم أن أداءكم السياسي يتطور بشكل

سريع جداً، مع أنكم لم تدرسوا لا قانونًا دوليًا ولا علاقات ولا علوم سياسية ولا هم يحزنون، ولكن الآن

صرتم تُخوفونا وصار لديكم خبرة تراكمية فظيعة يمكن أحد آخر لا يشكل تلك الخبرة. 

وكان يُقال مثلاً: أن هناك مدرس من جامعة كليفلاند في أمريكا يعطي محاضرةً في الجامعة، وذلك

المحاضر دقيق وملتزم في الوقت، ولا يسمح لأحد يدخل بعده ولا يسمح لأحد في الحركة أو الصوت

يعطي محاضرته، وفجأةً وهو يُلقي المحاضرة في باب خلفي للمدرج وواضح منه الضوء، وهذا الباب

الخلفي يدخل منه شخص ويرى أحدًا داخلًا ويتفاجأ هذا الأستاذ المحاضر أنا محاضرتي لا يفعل أحد

كذلك و يتوقف عن الحديث، ويسكت، وهذا الطالب يدخل بكل أريحية، ويجلس في مكانه، ويقول له:

تعال إلى عنا ومشاه أمام كل الطلاب (حاول تأنيبه) هنا من أجل أن يُأنبه أمام كل الطلاب، وقال: ألا

تعرف بأنَّه ممنوع أن يدخل أحد عندي متأخرًا، ألا تعرف أنَّ محاضرتي لا أتوقف عن الشرح، وإذا

توقفت لن أُكمل المحاضرة، وأنت سبب في توقفي عن إلقاء المحاضرة وتتحمل المسؤولية ويجب أن

تعاقب، ما اسمك؟ قال: أنا فلان الفلاني، وقال: أنت من أين؟ قال :أنا من سورية، فسأله: خريج أي

جامعة، قال: خريج جامعة دمشق، قال: طيب إذا خريج جامعة دمشق مسموح لك وتفضل اجلس في

المقعد الأول، وهذا من باب المبالغة السورية في الإمكانات الموجودة لدينا وهي حقيقة موجودة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2022/01/19

الموضوع الرئیس

الحراك السلمي في درعا

كود الشهادة

SMI/OH/130-29/

أجرى المقابلة

سهير الأتاسي

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/05/06

المنطقة الجغرافية

محافظة درعا-محافظة درعا

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

جماعة الإخوان المسلمين (سورية)

منظمة طلائع البعث

منظمة طلائع البعث

اتحاد شبيبة الثورة - النظام

اتحاد شبيبة الثورة - النظام

القيادة القطرية لحزب البعث

القيادة القطرية لحزب البعث

نقابة الأطباء في درعا

نقابة الأطباء في درعا

الشهادات المرتبطة