الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

مظاهرة الحميدية والاعتصام أمام وزارة الداخلية

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:20:54:01

تركنا النقاش للموجودين على الصفحة وهم يحددون المكان الذي يرونه مناسبًا، ويتفقون مع بعض ونحن كنا نعمل عملية تضليل الأمن، بحيث كنا نناقش مرة مكانًا، وكان الهدف مكانًا آخر، وبقينا نتناقش للساعة 04:00 صباحًا، والشباب اتفقوا، وحددوا المكان أمام المسجد الأموي في سوق الحميدية، وكل الناس الذين كانوا متواعدين مع بعضهم علموا أنَّ هذا المكان الذي سيحدث فيه اللقاء بعد صلاة الظهر أمام المسجد الأموي، وسننطلق في قلب سوق الحميدية، والساعة 4 ونصف صباحًا أغلقت جهازي وقلت: لن أتناقش في الموضوع لأنه أخذ وقتًا كافيًا، وذهبت لأنام.

 استيقظت صباحًا وأنا محتار، وأقول: هل سيخرجون أم لا؟ وأكثر من ساعتين أو ثلاث وأنا أنتظر.

 أتت (حان وقت) صلاة الظهر ونحن منتظرون ونريد خبرًا من الداخل ما الذي حصل، فجأة يُرفع مقطع الفيديو، ونعرف أن الشباب خرجوا، في يومها شعرنا أنَّ كل الذي كنا ننتظره تحقق، وهذا الموضوع بالذات وكسر هذا الحاجز الذي هو الخوف والرعب واللحظة التي نحن نتمناها والانطلاقة التي نريد أن نحققها؛ لأن اجتماع الناس فعلًا وخروجهم في تلك اللحظة [جعلنا] نشعر في داخلنا أننا خُلِقنا من جديد، وهناك اليوم يختلف عن البارحة، بعد خروج المظاهرة ورُفع المقطع ونشرنا المقطع وشعرنا أنَّنا أشخاص جدد، ولم نعد الأشخاص الذين كانوا بالأمس ينشئون صفحة، ودورها هو مجرد أن تتكلم عن الماضي، وتتكلَّم عن مشكلات النظام، صرنا اليوم نتكلَّم عن الثورة التي خرجت وتجمع الناس وخرجوا في سوق الحميدية، وصرخوا: "حرية حرية". ومنذ تلك اللحظة كلنا كفريق عمل نعمل في الصفحة أو كناشطين موجودين على تلك الصفحة شعرنا بلحظة المسؤولية أنَّنا اليوم أصحاب الثورة، ولسنا أصحاب الصفحة أو نحن أصحاب دعوة فقط، وإنما أصبحنا نحن السوريين أصحاب الثورة الذين رأوا المظاهرة رقم واحد التي خرجت. 

المقطع كان عبارة عن أكثر من مقطع رُفِع، واللحظات الأولى لتجمع الناس أمام المسجد الأموي والمظاهرة التي حصلت داخل سوق الحميدية، والمقطع الثالث بعد أن خرجوا من سوق الحميدية، وتجمعوا خلف سوق الحميدية في الحريقة في مدخل الحريقة (بين الحريقة وسوق الحميدية)، هي المظاهرة نفسها التي خرجت، ولكن الشباب الذين كانوا موجودين ومستعدين للمظاهرة حين خرجت المظاهرة بدأ العدد يزيد، والعالم (الناس) كانوا يراقبون: هل ستتحقق لحظة خروج المظاهرة أم لن تحصل؟ وكان هناك كمية من الشباب المتواعدين قبل يوم موجودين ووقفوا وخرجوا في المظاهرة، والكمية الأكبر التي تجمع فيها كل الناشطين والشباب الذين اتفقوا قبل يوم تجمعوا في الحريقة، وانضمت لهم النسوة والبنات والناشطات وعدد كبير من الشباب، وتوقفت المظاهرة في الحريقة في الشارع الموازي لسوق الحميدية، وهناك تم الاتفاق على أنَّنا سنعود للقيام بمظاهرة أخرى بعد صلاة العصر في نفس المكان، وفي تلك اللحظة الأمن وصل وتفرَّقت المظاهرة وكل شخص ذهب إلَّا بعض الناشطين الذين كانوا حاملين أعلامًا أو لافتات فهؤلاء بقي الأمن يتابعهم حتى لحظة إلقاء القبض على مروة الغميان في الشارع الذي بين الحريقة وسوق الحميدية - في الحارة وليس عند الجامع الأموي- في الحارة التي تصل بين الجامع الأموي والحريقة، هنا أُلقي القبض على مروة الغميان.  

كنا متحسبين أنَّه ستكون هناك اعتقالات؛ لذلك كان اختيار هذا المكان الذي فيه عشرات الآلاف من الناس الذين يزورون سوق الحميدية، كان كل شخص واضعًا لنفسه خطة وكيف سينسحب؟ وإذا كان الوضع جيدًا كيف سيستمر؟ فكل شخص كان القرار عنده، ولم تكن هناك على الإطلاق خطة محددة أنَّنا سندخل من هنا أو سنخرج من هنا أو سنتجمع هنا، كان الموضوع متروكًا للحظتها وبحسب ما تكون الظروف إذا كنا نستطيع أن نستمر نصف ساعة أو نستطيع أن نستمر ساعة أو نستمر ساعتين فسنستمر، والمظاهرة أخذت وقتًا ولم تكن سريعة أو مظاهرة طيارة، وإنما استمرت.

 دخلوا لسوق الحميدية لغاية أكثر من نصف سوق الحميدية وبعد ذلك انعطفوا إلى اليسار، وتجمعوا في الشارع الموازي، وكان التكتل أكبر، وحين هجم الأمن وهجم بعض الناس.. والشبيحة الذين لم يُنظموا بعد ليكونوا شبيحة، هجموا على المظاهرة، هنا بدأ الناس كل شخص يأخذ طريقه. 

[هل] الأمن كان مطوِّقًا وكان جاهزًا لأن يرصده؟ لم يكن جاهزًا، ولم يكن واثقًا أنَّها ستحدث هنا، وأنت تعرفين أن سوق الحميدية فيها تركيز أمني لأنَّها منطقة أمنية، وكان هناك عناصر الشرطة اعتقلوا وهم عناصر مخفر شرطة الحريقة والجنائية في مخفر الشرطة أيضًا اعتقلوا وأيضًا الأمن العسكري المسؤول عن المنطقة أيضًا اعتقل، ولكن لم يكن هناك تركيز أمني في ذلك اليوم لأنهم جاهزون ليتصدوا للمظاهرة، والتي عُرفت أكثر شيء (أكثر من غيرها) على اعتبار أن المقطع رُفع هي مروة الغميان، وهي الوحيدة التي عُرفت بأنها اعتقلت وهناك أسماء أخرى، ولكن الناس تحفظوا، ولم يكونوا يريدون أن يقولوا أسماءهم كي لا يعطوا الأمن إثباتات، فمن الممكن أن يقول: أنا كنت مارًّا وأمشي في الطريق وليس لي علاقة. ونحن حين نعلن عن الأسماء فهكذا نثبت عليهم التهمة، باستثناء مروة الغميان التي كانت تحمل العلم والمقطع مصور وهي تنادي: "حرية حرية" الناس تداولوا المقطع، وصار معروفًا وضع مروة الغميان أنها اعتقلت في المظاهرة وباقي الأسماء لم نتطرق لذكرها كي لا نؤكد مشاركتهم في هذه المظاهرة رقم واحد. 

في تلك الساعات التي نتكلَّم عنها التي بين خروج المظاهرة واعتقال مروة الغميان ووصول المقطع إلى الصفحة ونشر هذا المقطع للمظاهرة، في يومها كان هناك شيء (تحوُّل) وهو ضخم، والشيء الذي حصل في تلك اللحظة أستطيع أن أقول لك: كان مثل البركان، وطريقة التعامل معنا نحن كصفحة الثورة السورية اختلفت نهائيًا، والذي كان مشككًا في تلك الصفحة صدق الآن أن هذه الصفحة صفحة ثورة، ووسائل الإعلام فورًا بدأت تتواصل معنا وتطلب تأكيدًا ومعلومات عن هذه المظاهرة، والناشطون الذي زادوا (انضموا) على الصفحة، حيث دخل عليها الأشخاص بالآلاف، وأذكر أنهم من37 ألف حتى 75 ألف في حوالي الساعة، وتجاوز عدد المشتركين الضعف، ودخلوا بالآلاف، ونحن في هذه اللحظات كفريق يعمل تفاجأنا، وشعرنا في يومها بالمسؤولية، ونحن اليوم أصحاب ثورة، ولم نعد مجرد ناشطين نكتب ونفضي (نفرغ) مكنوناتنا، نحن اليوم أصبحنا جبهة قيادة الثورة، وفي تلك اللحظة بصراحة كلنا لم نعد نعلم ماذا نعمل؛ لأن الثورة صارت مسؤولية، فهناك أشخاص اعتُقلوا، وهناك من خرج في المظاهرة. وفي تلك اللحظة قلنا: كل شيء مضى يختلف واليوم نقطة على السطر (انتهى الماضي) نريد أن نفكر بطريقة أخرى. وبهذه اللحظات بدأت وسائل الإعلام تتواصل معنا "بي بي سي" وأغلب المحطات الإعلامية بدأت تتواصل معنا وتعلم ما الذي حدث وما هي التفاصيل، وبدأنا نوزع المقطع، وقسمنا أنفسنا كفريق، وكل شخص لديه علاقات من خلال الأشخاص الذين اتصلوا بنا أو الأشخاص الذين أرسلوا رسائل معنا أو الأشخاص الذين بدؤوا يتواصلون معنا بدأنا نكوّن علاقات، ليس لدينا علاقات، ولم يكن لدينا أحد ولم يكن أحد وراءنا؛ فلذلك الآن بدأنا نؤسس ونتعرف، وبدأت القنوات تطلب منا [قائلة]: هل هناك شخص يستطيع أن يخرج ويشرح لنا ما الذي حدث؟ وهل من الممكن لناشط أن يخرج ويعلق على ما حدث؟ وبصراحة نحن كمجموعة صفحة إذا كان عندنا شيء نطلبه من الأشخاص الناشطين الموجودين على الصفحة [ونقول]: من يحب أن يخرج فإنه مطلوب منا أن يخرج شخص ليعلق أو كان موجودًا كشاهد ليتكلم كيف حدثت مظاهرة اليوم وما هو المكان، ويحدد كل التفاصيل. 

اليوم بعد 11 عامًا وكلما رأيت هذا المقطع أحس أن الثورة بدأت من جديد، فخمسون سنة من حكم هذا النظام شيء وهذه الثورة شيء آخر، هذا المقطع يولَّد لدي انفجارًا من الثورة، اليوم عندما تعود وترى هذا المقطع، وترى السوريين كيف خرجوا بهذه المظاهرة وبهذه الشجاعة وبهذا المكان الذي هو أكثر من مربع أمني وأصعب من أن تقف أمام فرع بحيث أنك تكون داخل سوق الحميدية.

 أنا حين رأيت المقطع في يومها لم أصدق، قمت بإعادة المقطع خمسين مرة تقريبًا، وأسمع الكلام والهتافات التي كانوا يرددونها، والشاب الذي علق على المقطع، أحسست أن سورية وُلدت من جديد، في ذلك اليوم وُلدت سورية، في تلك اللحظة أحسست بسوريّتي أنا (انتمائي لسورية)، وأحسست اليوم بأننا وُلِدنا كشعب، وكل الذي كنا نعيش فيه كان خيالًا، واليوم السوريون أثبتوا أنَّهم لم يكونوا أقل من المصريين ولا أقل من الليبيين؛ لأننا كنا نعاني من هذا الموضوع على الصفحة بصراحة، وكانت التعليقات كلها مشككة بأن الشعب السوري لا يمكن أن يخرج من القبضة الأمنية ومستحيل، وكان النظام مقتنعًا بأن الشعب السوري مات تمامًا، ودُفن عندنا شيء اسمه إمكانية ثورة، والنظام كان يعيش ولايزال يعيش كذبتين معًا، يعيش في كذبة أنّه منع نهائيًّا شخصين سوريين [أن] يلتقيا مع بعضهما، ودفن عندك حالة أنك في يوم من الأيام تخرج وتعارض النظام، فكما نحن كنا متفاجئين فالنظام كان ليس متفاجئًا [فقط] كانت عنده حالة من الصدمة بقيت مستمرة معه أيَّامًا إلى أن استوعب هذه الصدمة، بأنه هل من المعقول أن تخرج مظاهرة؟ طبعًا قنوات النظام سارعت إلى النزول إلى سوق الحميدية لتخفف من حجم هذا الحدث، ونزلت قناة "الدنيا" وأخذت رأي الناس وأنَّ 2 أو 3 نادوا: "حرية" ومشوا، ولا يوجد شيء، والمقطع كان يؤكد أنها كانت مظاهرة وكان الناس وراء بعضهم، وكان الناس يرفعون أعلامًا، ويقولون شعارات، وصحيح أنه لم يكن هناك إسقاط نظام لأنه لم يكن هذا هدفنا، والموضوع كان مطالبة بالحرية، وكل شخص كان في داخله مطلب في تلك الأيام، وكل شخص في داخله حرية تختلف عن الذي يقف في الأمام، ولذلك العفوية التي خرجت فيها المظاهرة والشعارات التي ترددت في ذلك اليوم في المظاهرة، فحجم المظاهرة كان ليس بعدد الأشخاص الذين شاركوا ولا بكمية الناس ولا بأعمار الناس الذين كانوا موجودين كان فعلًا حدوث المظاهرة هو الحدث.

أعود وأؤكد إن صفحة الثورة أو هذا التجمع الذي حصل للسوريين وهذا المكان الذي كان السوريون يتجمعون فيه كي يقوموا بالثورة إطلاقًا ونهائيًا لم يكن خلفنا إدارة ولا كانت هناك منظمات ولا كان هناك حزب يدير، كل شخص يدير بمسؤوليته كسوري، ونهائيًّا لم يكن كل شخص يملك معلومات وهناك تجهيزات ونحن نجهز وعندنا تواصل مع كل الناس، وهناك شبكة ربط، إطلاقًا لم يكن هذا الموضوع، وأنا أؤكد اليوم وغدًا كل الناشطين الذين كانوا موجودين، وكل الناس التي كانت [قد] تطوَّعت أن تعمل في الصفحة سواء كانوا أدمن (مشرفين) أو كانوا يقومون بدور التوجيهات أو التعليقات كلنا كنا غير مرتبطين وأغلبنا لم نكن نعرف بعضنا، وبقينا فترة طويلة لا نعرف بعضنا.

الذين كانوا موجودين على الأرض من خلال التعليقات أعلمونا أنَّها ستكون وقفة للسيدة سهير الأتاسي والتجمع سيحدث في ساحة المرجة، ولكن في يومها كنا نقول: إنَّ الموضوع أصبح واضحًا، يعني أصبح هناك تحديد للمكان بشكل محدد في ساعة محددة ولهدف محدد. انطلاق المظاهرة الأولى شجع الناس كي ينزلوا إلى الوقفة التي كانت مقررة أن تحدث، التجمع في ساحة المرجة والانطلاق إلى مقابل وزارة الداخلية للمطالبة بمعتقلي رأي وسياسيين، قامت بها الأخت سهير الأتاسي، وعلى أثرها تطوع شباب وصوروا المقطع، وكيف انهال الأمن على المتظاهرين، وهي لم تكن مظاهرة بصراحة، كانت وقفة للمطالبة بالمعتقلين، حيث كان أهالي المعتقلين موجودين للمطالبة بأبنائهم، وليعرفوا مصير أبنائهم، واليوم وزارة الداخلية هي المسؤولة، فأنت لا تستطيع أن تقف أمام فرع أمن، يجب عليك أن تقف أمام جهة رسمية التي هي وزارة الداخلية المسؤولة عن الموضوع، فأهالي المعتقلين الذين كانوا يطالبون بالمعتقلين، وكانوا لا يعرفون ما هو مصيرهم تجاوبوا ونزلوا إلى الوقفة التضامنية مع السيدة سهير الأتاسي في ذلك اليوم. 

نعود لبداية الذي حصل في تأسيس الصفحة، الثورات التي كان يستقي منها السوريون، والحالة تلك التي تعلَّم منها السوريون كيف يجتمعون مع بعض، وكيف ينطلقون في المظاهرات كانت في يوم الجمعة، وحين حُدّد يوم 15 كان في منتصف الأسبوع، ولم يكن هناك يوم جمعة، والمظاهرات كان يجب أن تكون في يوم جمعة ويوم 15 كان يوم ثلاثاء، وفي هذا اليوم قررنا أنَّ المظاهرة الرئيسية التي يجب أن تنطلق الثورة [فيها] يجب أن تكون في يوم الجمعة، وحددنا الاسم، وهو اسم المظاهرة، وعدنا كمجموعة وبدأنا ننسق مع بعضنا وأنَّه في [يوم] الجمعة يجب أن تعم المظاهرات في سورية كلها، فالشرارة انطلقت في يوم الثلاثاء، اليوم هو يوم المظاهرات يجب أن يكون وضد النظام.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/10/08

الموضوع الرئیس

إرهاصات الثورة السورية

كود الشهادة

SMI/OH/50-04/

أجرى المقابلة

عبد الرحمن الحاج ، سهير الأتاسي

مكان المقابلة

الدوحة

التصنيف

مدني

المجال الزمني

15-16/03/2011

updatedAt

2024/12/16

المنطقة الجغرافية

محافظة دمشق-الحريقةمحافظة دمشق-الحميديةمحافظة دمشق-المرجة

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

قوى الأمن الداخلي - النظام

قوى الأمن الداخلي - النظام

صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد - شبكة الثورة السورية

صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد - شبكة الثورة السورية

وزارة الداخلية - النظام

وزارة الداخلية - النظام

قناة الدنيا الفضائية

قناة الدنيا الفضائية

قناة ال BBC

قناة ال BBC

الشهادات المرتبطة