الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

اقتحام جيش النظام لريف حلب الشمالي وإقامة الحواجز

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:23:41:24

الجريمة التي حصلت هي: شاب أصله من قريتنا كان قد سرق سيارة من قرية أخرى وأصحاب السيارة طاردوه والتقوا بعيدًا عن منزلنا تقريبًا 200 إلى 250 متر، ويمكننا أن نعتبر أن كليهما ليسا من القرية باعتبار أن ذلك الشخص له أصول من القرية، ويوجد منعطف بعد منزلنا على مسافة 200 متر تقريبًا، وفي هذا المنعطف التقوا وأصحاب السيارة جاؤوا إليه من طرف ثان، والتقوا معه وجهًا لوجه فاصطدمت السيارتان، وأعتقد السيارة الأخرى كانت شاحنة ومع اصطدام الشاحنتين خرج صوت رصاص فقُتل هذا الشاب داخلها.

وأنا ذكرت أنهم في يومها حاولوا الاتصال بالشرطة لأجل توثيق جريمة القتل ولم تأت الشرطة في يومها، وطبعًا في تلك الفترة أصبح يوجد خوف لدى الشرطة ومثلًا الأمن العسكري في اعزاز والمخافر لم تعد تستطيع المجيء، وفي تلك الفترة أصبح يوجد خوف وتجد جثثًا للشبيحة على الطرقات، ونوعًا ما النظام أيضًا تقصد أن يترك المنطقة لأجل الفلتان الأمني وهو تقصد أن تعيش المنطقة فلتانًا أمنيًّا ولكنه لم ينجح، لأن أهل المنطقة بعدها قاموا بتنظيم مثل حماية داخلية ونحن نحمي أنفسنا، وبدأ يقوم الأشخاص بحماية القرية في الليل وعلى مفارق القرى، وحتى لو لم يكن يوجد سلاح وكانوا يستخدمون العصي، وكان يوجد أشخاص يسهرون ويتجولون في الشوارع حتى يكون هناك أمن في المنطقة والنظام تقصد في تلك الفترة ألا يأتي حتى ينفلت الأمن، وبنفس الوقت أصبح يوجد خوف لدى المخافر من الخروج، وفي يومها لم يأت المخفر ويوثق جريمة القتل وحتى الجماعة قالوا: نحن لن نأتي، وأنتم ادفنوه وافعلوا ما تريدون!

هنا أصبحت المظاهرات تسري في الدم، والمظاهرات كل يوم بشكل يومي [تخرج]، ونخرج صباحًا ونخرج مساء ويخرج طلاب المدرسة، وتوقفنا عن العمل ولم يعد أحد يذهب إلى المدينة حتى يمارس عمله، وأصبحنا عاطلين عن العمل وليس لنا عمل إلا تكثيف المظاهرات ونلعن روح حافظ ونسقطه، وكل يوم صباحًا ومساء وبشكل يومي أصبحت المظاهرات تكثر وحتى أصبح يوجد إقبال من الناس كثير وعلى مستوى القرية أصبح كل الناس يشاركون باستثناء عائلة الشبيحة الصغيرة والناس تشربوا الثورة وأصبحت الثورة تمشي في دمهم، وأصبحت المظاهرة شبه عادية مثل الطعام والشراب.

خرجنا على طريق غازي عينتاب أكثر من 4 مظاهرات، طبعًا عدا المظاهرة المركزية الكبيرة ونحن نخرج حتى نقطع الطرقات يعني نحن كان عندنا هدف أن هذا الطريق إذا قطعته يمكن أن تشوش على هذا النظام، ويمكن أن تسبب له إرباكًا، فضربونا في أحد المظاهرات الليلية؛ ضربنا الشبيحة وجاء الضرب من اتجاه الزهراء وأتوقع شبيحة من الزهراء ولم يصيبوا أحدًا، ولكنه كان قمعًا.

الذي حصل هنا في هذه الفترة أننا أصبحنا نخرج في مظاهرات مركزية في القرى، وأصبحنا نخرج أرتالًا يعني رتل يذهب للتظاهر في مارع ورتيان وحيان وبيانون ونذهب باتجاه مارع، ومثلًا المركزية اليوم في عندان فنذهب باتجاه عندان، وأصبحت المظاهرات مركزية وكبيرة وأقمنا مظاهرة مركزية على طريق غازي عينتاب، وهذه مظاهرة ضخمة وهي كانت كبيرة جدًّا، وكان اسم الجمعة -لا أذكر اسم الجمعة- ولكنها مظاهرة مشهورة وموجودة على "اليوتيوب" واجتمع الأمن عند مخفر حريتان بكثافة، وطبعًا لم يقمعوها في يومها ولم يضربوا المظاهرة ولا أعرف لماذا مع أننا قطعنا الطريق.

الحملة العسكرية الأولى طبعًا بعد أن خرج الأمر من يد النظام والمظاهرات عمت الريف الشمالي كله، هنا ظن النظام أن غياب الأمن سوف يجعل الناس يقولون له: تعال، وهو على العكس وجد انضباطًا أمنيًّا وتكاتفًا من الناس ومحبة ومودة وأصبح يوجد تآخ بين القرى التي كان النظام دائمًا يخلق الشرخ بينها، وحتى النظام بين القرى كان يخلق شرخًا، وكانوا يطلقون ألقابًا على القرى وهذه القرى بخيلة وهذه كريمة، وأنا برأيي أنها كلها كانت من النظام فأصبح يوجد هذا التآلف الكبير والتكاتف والناس بدأوا يحبون بعضهم، ولم يعد يوجد فرق بين ابن مارع في أقصى الشمال وابن حريتان في أقصى الجنوب ولم يعد يوجد هذا الفارق فاضطُر النظام أن يحضر رتلًا ضخمًا لاقتحام ريف حلب الشمالي وهنا في هذا الاقتحام خرج الناس هبة (نجدة) عرب وأنا أحد الأشخاص الذين خرجوا، خرجنا حتى نلاقي الرتل ونضربه، ووصلنا إلى حريتان وجاء أشخاص من كل القرى وجاء الكثير من المقاتلين يحملون بنادق الصيد.

والمضحك في الموضوع أنه جاء شاب وقال لنا: إن الرتل أوله في منطقة في حريتان اسمها آسيا وآخره عند الجوية وكله دبابات والرتل بدأ يتقدم، وهنا رافق الرتل مروحيتان، والناس عندما سمعوا أنه توجد دبابات وبدأ رمي الدوشكا، بدأ الناس يهربون يعني لا يوجد لديك شيء لتقاتل به وأنت معك حق ولا يمكنك مواجهة الدبابة، وبنادق الصيد لا يصل مداها إلى 100 متر، فذهبت مجموعة من حريتان واقتربوا إلى الامام قليلًا ثم عادوا وأكدوا الخبر اليقين، أنه يا شباب توجد دبابات ودوشكا بشكل كثير فبدأ الناس يهربون ونحن المجموعة الوحيدة الذين لم يكن عندنا سيارة -مجموعة أهل رتيان-، وأنا أحد الأشخاص جئت من حريتان إلى رتيان مشيًا وكان موقفًا بشعًا أن الطيران المروحي فوقك يقوم بالتمشيط وكنا نختبئ وطبعًا أنا لا أعرف إذا كان الطيار يرانا أو لا يرانا ولكننا كنا نختبئ وهو في المحصلة فوقك ويقوم بتمشيط الطرقات والأراضي الزراعية وغيرها.

وعندما وصلنا إلى رتيان وجدنا أن أغلب الناس يرتاحون في رتيان ويشربون الكازوز (المشروبات الغازية) والنظام دخل إلى عندان وطبعًا كل المنطقة هربت، لأنه لا يمكنهم المقاومة، فدخل إلى عندان، ودخل إلى أول حريتان ولكن في المساء دخل إلى حريتان لأنها وصلت إخبارية أنه توجد مجموعة نائمة في حريتان من أهل حريتان وقُتلوا كلهم مع الأسف ونجا شخص واحد، فدخل النظام إلى عندان وأحرقها، ولغم شباب عندان وانفجر اللغم واستُشهد شخصان، وهذه كانت مرحلة بداية التصنيع وهم أثناء تلغيمهم لم يعرفوا كيف يوصلون اللغم أو قاموا بإيصاله خطأً فانفجر فيهم واستُشهدوا، وطبعًا كل شباب عندان نزحوا -المدنيين- وفي تلك الفترة لا يوجد عسكريون ونحن خدمنا الجيش ولكن لا نعرف معنى أن تهجم الدبابة وفي الجيش كنا نرى الدبابات في المرآب وأحيانًا نخرج مشروعًا وترمي بالبندقية ولم تحصل مقاومة والجميع هربوا، ومن حقنا أن نهرب في تلك الفترة لأنه لا يوجد لديك شيء لتقاتل [به]، وبالنسبة لنا أنا هربت إلى القرية مشيًا، ومشينا في الكروم مسافة 7 كلم تقريبًا والنظام لم يدخل إلى حيان في البداية، وبعدها دخلها في اليوم الثاني ودخل النظام إلى عندان وأحرقها وأحرق فيها الكثير من المنازل ولم يدخل النظام الى بيانون ولم يدخل ماير، ودخل النظام إلى نبل والزهراء ثم خرج ومعه الشبيحة من نبل والزهراء وذهبوا باتجاه تل رفعت ومارع.

أيضًا الشباب في تل رفعت ومارع كانوا مسلحين وعندما رأوا الدبابات حصل بهم مثلنا وبدأوا يهربون، فهرب الشباب ولم يقاوم أحد باستثناء أنه حصلت حالة واحدة في مارع حيث قام أحد الشباب بوضع السم في محل الحلويات يعني هي كانت فكرة جميلة منه وهو ترك المحل مفتوح تقريبًا ووضع فيه الكثير من السم وتركه وجاء عناصر الجيش ودخلوا إلى المحل وبدأوا يأكلون وبعد ساعتين ونحن بالتأكيد سوف نسمع السيارات أو نراها من بعيد، فرأينا الكثير من سيارات الإسعاف ونحن لم نعرف في البداية لماذا ولكن بعدها علمنا أن أحد الأشخاص من مارع وضع لهم السم.

في تل رفعت قتل النظام عائلة من عائلة سكران ويُقال إن العائلة مؤيدة -وأنا لا أعرف- وقتلهم وحرقهم بأشنع طرق الموت، وفي عندان قتل تقريبًا 5 أشخاص يعني أشخاص كبار بالعمر وهؤلاء الناس لم يشاركوا في المظاهرات وظنوا أنهم سوف ينجون من هؤلاء البرابرة.

وفي حريتان مساء جاءتنا مجموعة من حريتان وبدأوا يكبرون في مساجد القرية عندنا، وبدأوا يصيحون: يا أهل النخوة، توجد مجموعة من حريتان يحاصرها الجيش، وطبعًا هذه المجموعة هم من الثوار ومعهم بنادقهم ويجلسون في نهاية حريتان في مبنًى بين حريتان وتل نصيبين، ولكن المنطقة تابعة لحريتان وهم 14 شابًّا على ما أذكر وجاءتهم إخبارية وفجأة الجيش طوقهم بدبابة وعناصر، وطبعًا طلبوا مؤازرات أنه يا شباب اخرجوا لإنقاذهم، وخرج الكثير من الناس وأنا من الناس الذين ذهبوا إلى المؤازرة وذهبنا تقريبًا الساعة 9:00 ليلًا ولم نستطع أن نفعل شيئًا، ولا يوجد عقل عسكري وماذا سوف تفعل؟ وكيف سوف تدخل؟ وكيف سوف تفك عنهم الحصار؟ ولم نستطع أن نفعل شيئًا أبدًا.

وأتذكر كان معنا أحمد عمر زيدان وهو يصبح بعد فترة لاحقة حجي حريتان (لقب) ويصبح قياديًّا من المنطقة وهو كان يتصدر المشهد في حريتان في تلك الفترة، والناس تقول له: أنت دليلنا ويجب أن تحركنا وأنا لا ألومه لأنه لا أحد لديه عقل عسكري حتى تلتف وتفك الحصار عن مجموعة والجيش معه دبابة ولم نستطع أن نفعل شيئًا مع الأسف وبقينا أكثر من 3 ساعات، و[يوجد] سور جدار لأرض زراعية وهو عبارة عن حجارة فوق بعضها بدون إسمنت فجلسنا في هذه المزرعة ويبعد عنا الجيش تقريبًا 400 متر ونحن في مرتفع وهو في مرتفع، وبيننا واد صغير ولم نستطع أن نفعل شيئًا وذهبنا بعدها صباحًا وأخذنا الشهداء ووجدنا أحدهم على قيد الحياة وقُتل الجميع -تقبلهم الله- وهذا الشخص الذي نجا يبدو أنه أصابه مثل مرض نفسي وهو لم يصدق أنه على قيد الحياة ولا يصدق أن الناس الذين حوله هم من "الجيش الحر" وأخذناه إلى قريتنا وبقي عندنا في القرية 3 أشهر، ومنذ فترة علمت أنه أصبح في أوروبا وأموره جيدة.

وأتذكر في القرية عندما سقطت قذيفة مدفعية -أول قذيفة مدفعية- أتذكر أنه من أول الأشخاص الذين هربوا بطريقة لا تُوصف لأنه لا يزال متأثرًا كثيرًا بالحصار الذي حصل عليه، ونحن وجدناه مختبئًا في سقيفة صغيرة ولم يره الجيش فنجا.

وهذه كانت أبرز الأحداث التي حصلت في الاقتحام الأول للجيش، والجيش بعدها ثبت الحواجز وثبت حاجز المول وحاجز عندان وحاجز حريتان وحاجز دير جمال الذي في فترة لاحقة سوف ينسحب تحت ضربات القناصة، وهذه هي الحواجز التي تثبتت.

في بداية الثورة تصدرنا الحراك وأنا لا أحب هذه الكلمة وأنا كنت من الناس الفاعلين وكنت من مجموعة فاعلة وأخذت دور إقناع الناس وهذا الشيء أندم عليه الآن لأنه سبب لي الكثير من الأشياء ومنها أنه يوجد أشخاص استُشهدوا وأرى الآن أمهاتهم فيحز في قلبي أنني أنا الذي ورطتهم، وأنا كنت محبوبًا في القرية وكان عندي الكثير من الأصدقاء يعني نوعًا ما أمون (يفعلون ما أطلب تقديرًا) على الشباب والذي لم يخرج في المظاهرة أقوم بتأليب الناس عليه وأقول لهم: لا تتكلموا معه واصرفوه، وأنا أخذت هذا الدور السلبي ولم يكن إيجابيًّا، والآن أصبحت أحس أنه سلبي، وفي تلك الفترة كان يجب على الجميع المشاركة، وأنا برأيي أنه لم يكن يجب علي أن أفعل هذا الشيء، وأنا كنت من الفاعلين جدًّا في الحراك، وكنا مجموعة تنظم المظاهرات وتشتري الأعلام وتجهز اللافتات وتنسق مع القرى الأخرى وأنا كنت ضمن مجموعة فاعلة واشتغلنا في هذا المجال.

أنا كنت في المظاهرات ولم أستلم شيئًا محددًا والجميع يعمل وعند رسم اللافتات نجلس كلنا ونساعد، وأنا لست شاطرًا بالرسم ولكن أقوم بإحضار الأقلام والكرتون، ونساعد إما في منزلي أو منزل فلان، وننظم المظاهرات أثناء التظاهر وطبعًا هذا في البداية وبعد فترة بسيطة بدأت التصوير يعني ليس فقط التصوير يعني بمؤازرة هذه الأشياء أيضًا أقوم بالتصوير والعمل ليس ضخماً، وأنت تتكلم عن مظاهرة تحتاج إلى لافتات وأعلام ومعك مجموعة فاعلة وننظم الناس في المظاهرة ونسلم الأعلام والرايات، وننسق مع القرى الأخرى حتى يتظاهروا عندنا أو نذهب إليهم.

في هذه المجموعة لا يوجد قرار فردي، والقرار توافقي، وأصلًا لا يوجد شيء حتى نختلف عليه وكلنا نريد أن تخرج المظاهرة وقد نختلف على شعار أو رسمة ونصرخ قليلًا ثم ينتهي الأمر.

حصل الكثير من التفاصيل ولكن لا أتذكر شيئًا والمسلحة أخذت جزءًا كبيرا ومحت جزءًا كبيرًا من السلمية في عقولنا، وأتذكر المظاهرات كلها وأتذكر السهرات التي [كنا] نجلس فيها ونجهز اللافتات والأعلام، وأتذكر الذي كان يستضيف الناس، يعني المنزل الذي كان يستضيف الناس، كان هذا المنزل خطرًا يعني مثلًا أنا اليوم عندي السهرة فهذا يعني أن هذا المنزل أصبح مشموسًا (مراقبًا) وكنا نحاول كثيرًا أن نوزع المنازل ونجعل كل المنازل تنشمس وليس فقط منزلك ومنزلي والجميع يتورط حتى لا يأتي الأمن إلى أهل [هذا المنزل] فقط، وإنما إلى الجميع وهي حالة إيجابية في تلك الفترة، ولا تستطيع أن تحكم عليها وإذا أردنا أن نحكم على الأشياء الماضية فإنه يوجد الكثير من الأشياء الخاطئة، ولكن في تلك الفترة لا.

تقريبًا الجميع استُشهد وبقي شخصان أو 3 بقي أحد أقربائي اسمه محمود، وبقي شاب اسمه محمد نور يعمل مع تلفزيون سورية وهو كان صغيرًا في العمر، وهو كان أصغر شاب في المجموعة وله الكثير من النهفات (الأحداث المضحكة) وهو أصغر منا بـ10 سنوات تقريبًا و[هو] شاب طموح، وجدًّا تعشق بالثورة وكان الناس يحبونه كثيرًا ويودونه لأنه صغير ويشارك في المظاهرات ويتحرك ولا يقصر في شيء، وهذا من الأشخاص الذين بقوا على قيد الحياة، وأحمد صاحب الأنبوب الأخضر بقي على قيد الحياة وطبعًا استُشهد ابنه وهو أُصيب كثيرًا ولكنه بقي حاليًّا، والآن أصبح عمره 55 سنة يعني بقيت مجموعة صغيرة ولكن الأكثرية استُشهدوا والخطاط استُشهد والذي كان يشتري الأعلام أبو حمص الذي كان يشتري لنا القماش من حلب وهو كان شخصًا انتحاريًّا وهو فقد عينيه وأصبح شبه شهيد، وغسان المنشد استُشهد ويوجد 3 قاشوشين (القاشوش منشد الثورة) ذهبوا مع "داعش" وقُتلوا والكثير من الناس التحقوا بـ "داعش" وقُتلوا وكانوا من الفاعلين جدًّا في المظاهرات.

قبل أن أصبح مع "شبكة شام" أصبحت أصور المظاهرات وأغلب اللافتات في ذكرى رتيان وتظهر فيها يد هي أنا وعبيدة ومحمد نور ونحن الذين استلمنا تصوير المظاهرات وبعد فترة تفردت بالتصوير أنا ومحمد نور وأصبح عملنا هو تصوير المظاهرات، واشتغلت مع "شبكة شام" في نهاية 2011 وطبعًا الذي عرفني على "شبكة شام" هو محمد نور وطبعًا العمل الطويل والاستمرار هو الذي عرفنا على الشبكة، ولكن محمدًا هو الذي أوصلني بتماس مباشر وهو كان السبب في دخولي حتى ابدأ بعدها بالمداخلات والتقارير التلفزيونية.

في رتيان نعم كان لنا مجموعتنا الخاصة، ولكن كان يوجد لدينا شيء عام أكثر الذي هو الريف الشمالي يعني في الفترة التي بدأت تنتقل فيها المظاهرات بشكل أوسع أصبحنا على مستوى أكبر، والتنسيقية أصبح اسمها "تنسيقية الريف الشمالي لحلب" وأصبحنا نخرج مظاهرات بشكل أكبر في القرى وأصبحت مركزية ونحن طبعًا لدينا في قريتنا تنسيقيتنا، ولكن كمجموعة صغيرة.

أنا كنت أول مراسل لـ "شبكة شام" في حلب وأول مداخلة لي كانت على قناة "فرانس 24" ولا أعرف إذا المذيعة فهمت كلامي، وأنا كتبت الأحداث وتحدثت بسرعة، وأنا إذا سمعت المداخلة الآن قد أذوب خجلًا والطرفة أنني أعطيتهم رقم أخي -لشبكة شام- وأخي كان عسكريًّا منشقًا والهاتف الذي معه من صديقه العسكري فهذا الرقم لعسكري وهم طلبوا رقمي فأخذت الرقم منه وأعطيناه للشبكة فاتصلوا بأخي، وقالوا له: معك قناة "فرانس 24" وطبعًا أخي لا يعرف، فقال لهم: اذهبوا عني وأنا لا أعرف 25 أو 26 ثم اتصلوا به مرة ثانية، وهنا أخي تذكر أنني أخذت رقمه لأجل أن تتصل به القناة فجاء إلي بعدها وقال لي: إنها اتصلت قناة وأبلغني بيوم الميعاد، ثم أنا مباشرة سلسلت (رتبت) الأحداث كلها.

وأتذكر أول مداخلة أجريتها كانت في بيت الدرج وهو المكان الفارغ تحت الدرج وتكلمت بسرعة، ولم أجعلها تسألني حتى لا أتلبك وقد لا أعرف كيف أجيب إذا سألتني، ولم أترك لها مجالًا، ولا أعرف إذا [كانت قد] فهمت علي شيئًا.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/18

الموضوع الرئیس

إقحام الجيش في عمليات القمع

كود الشهادة

SMI/OH/84-03/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2011

updatedAt

2024/08/29

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-ريف حلب الشماليمحافظة حلب-رتيان

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

شبكة شام الإخبارية

شبكة شام الإخبارية

الشهادات المرتبطة