السيطرة على أحياء مدينة حلب وتنظيم العمل المدني
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:14:30:09
صالح (الكفو) إنسان لطيف جدًّا وأفتخر أنني صادقت هذا الإنسان وهو كان صادقًا ولطيفًا إلى أبعد الحدود وخجولًا، وكان يحمل هم الثورة بشكل غير طبيعي وكأنها جبل ويحمله على ظهره، وبقينا فترة طويلة مع بعضنا أنا وهو وأبو الوفا في مكتب واحد وعشنا أيامًا جميلة جدًّا في مدينة حلب، وبقينا على تواصل حتى عندما عدت إلى الريف ودخلت المعارك طابع الانكسارات وحتى إن صالحًا ظُلم في "لواء التوحيد" في الفترة الأخيرة قبل استشهاده، وظلمه "لواء التوحيد" وطبعًا ليس حجي مارع، وهو ظُلم بعد استشهاد حجي مارع وسجنوه في إحدى المرات، وهذه من الفترات التي أعتبرها نقطة سوداء في الثورة أن يُسجن شخص مثل صالح ومن قبل "لواء التوحيد" الذي قدم له صالح كل شيء!
وهو في الفترة الأخيرة ترك اللواء وذهب باتجاه الكتائب الإسلامية وحتى نفسه مالت [للشهادة] باتجاه وأصبح إنسانًا يطلب الموت، وفي الفترة الأخيرة يئس وأصابه الزهد وأصبح يطلب الموت وفي هكذا حالة [كهذه] الناس تلجأ إلى الأيديولوجيا حيث يذهب الشخص باتجاه الدين والزهد فلجأ باتجاه الكتائب الإسلامية واستُشهد في منطقة الملاح -تقبله الله-، ولكنه إنسان ثائر ومخلص ولطيف ونظيف وطاهر وكل الصفات الجميلة فيه والثورة تشبهه في كل شيء وهو يشبه الثورة في كل شيء، ولكن مع الأسف الفترة الأخيرة التي عاشها تم ظلمه من قبل "لواء التوحيد" وسجنه، وخصوصًا بعد أن استُشهد.
جلسنا في جامع الفتح في البداية مدة 20 يومًا، وبعدها انتقلنا إلى مقر في الهلك التحتاني عند دوار المثلث، وكان يوجد مقر كبير وهو معمل حصرًا لشخص من قريتنا، وهو سمح لنا بالجلوس فيه وبنفس الوقت حتى نحميه والمقر محمي ومحصن، فجلسنا في هذه الفترة في هذا المقر وهنا في هذه الفترة بدأت معارك صلاح الدين والإذاعة.
بعد أن خرجنا من مسجد الفتح ذهبنا إلى مدرسة ابن سينا وجلسنا فيها فترة وتم قصف المدرسة، ثم خرجنا منها وذهبنا إلى هذا المقر وطبعًا في هذه الفترة لا أذكر إذا حصل شيء أثناء وجودنا في هذا المقر.
في المقرات الثانية بدأت معارك الصد وكانت أكثر المعارك في الإذاعة وصلاح الدين وسيف الدولة وهذا ما شاركت فيه كتيبتنا وآخر معركة كانت هي كرم الجبل وبعدها تركنا المدينة.
أنا ذهبت إلى صلاح الدين إلى شارع 10 أو 15 وهذا الشارع كان فيه معارك كثيرة، وأذكر ذهبت مع كتيبتنا وكتيبة أبي العلمين من حماة من حلفايا وهؤلاء نحن من أحضرناهم وأدخلناهم إلى المدينة وجلسوا معنا في المقر، وهم جاؤوا حتى يقاتلوا في المدينة وليس لهم أحد، وعن طريق أحد شبابنا الذي يعرف أحدهم منذ أيام العسكرية قبل الثورة فأحضرهم إلينا وجلسوا معنا في المقر وذهبوا معنا إلى صلاح الدين.
المعارك في شارع 10 شاركت فيها كل الكتائب "الزنكي" و"التوحيد" وثوار صلاح الدين من الحي و"جبهة النصرة" والمعارك التي حصلت هناك كانت طاحنة، وأعتقد أكثر الجيش قُتل في صلاح الدين والجيش لم يكن مدربًا على قتال الشوارع، و"الجيش الحر" ليس مدربًا على قتال الشوارع، والطرفان فنوا في تلك الفترة، يعني الشهداء الذين فقدناهم في تلك المنطقة، وانا أذكر على مستوى "الزنكي"، وفي إحدى المرات جلست مع الشيخ توفيق قال لي: لم أعد أستطيع الدخول إلى قبتان بسبب كثرة الشهداء في صلاح الدين، وأصبح أهل قبتان وعنجارة يريدون قتلي وهذا الكلام قاله لي الشيخ توفيق.
أذكر أنه سقط الكثير من الشهداء، فاستُشهد من جماعة أبي العلمين، ومن عندنا شخصان وأُصيب 4 ومن بينهم نائب قائد الكتيبة، والمعارك كانت طاحنة وعندما أخذ الجيش شارع 15 عدنا باتجاه سيف الدولة، وأيضًا النظام تقدم إلى المنطقة ثم تراجعنا إلى الإذاعة، وأيضًا تقدم النظام إلى المنطقة، فهذه المعارك كانت طاحنة جدًّا وكان "الجيش الحر" حديث عهد بقتال الشوارع، وأيضًا جيش النظام حديث عهد، ولكن جيش النظام لديه آليات ثقيلة وكل شيء، ولكن حصلت معارك طاحنة ودُمرت الكثير من الدبابات وعربات البي أم بي على أوتوستراد الملعب، وحتى في الإذاعة حصلت معارك طاحنة وبعدها سقطت هذه المنطقة، وفي النهاية في كرم الجبل وهنا النظام إذا سيطر على كرم الجبل فان حلب سوف تنقسم الى قسمين فاستبسل "الجيش الحر" في كرم الجبل ولم يخرج منها، وهنا ثُبتت نقاط الرباط.
عندما دخلنا إلى حلب وفي أول 3 أيام كان لدينا فقط البنادق، ولكن بعدها بدأت تدخل رشاشات الدوشكا من الريف وهنا الطريق أصبح مؤمنًا، وأصبح حجي مارع يرسل أشخاصًا حتى يرصدوا الطريق، والطريق ليس مؤمنًا 100% وأحيانًا فجأة الجيش يقطع الطريق أو الشبيحة، ولكن نوعًا ما أصبحت توجد حركة على الطريق وهنا بدأت تدخل رشاشات الدوشكا والـ 14.5 ورشاش 23 ولكن في أول 3 أيام كان يوجد فقط سلاح خفيف وحتى السلاح الذي دخل فيما بعد يعني الدوشكا والـ 14.5 لم يكن كافيًا والدبابة التي غنمناها على أوتوستراد (شارع عريض) مساكن هنانو.
النظام أول مرة استخدم الطيران كان في معركة المساكن -المعركة الثانية- وهنا لأول مرة يخرج الطيران الحربي وأنا لأول مرة أرى الطيران الحربي، وفي يومها استهدف دبابتنا وقصف حول المدرسة وفي البداية الطيران أطلق النار من الرشاشات ونحن عندما سمعنا صوت الرشاش كنا نعتقد أنهم يطلقون علينا الكهرباء وكنا نهرب ولا نعرف إلى أين نذهب، وأذكر أنه كان يوجد صحفيون أجانب ولأول مرة أرى هذه الكاميرا التي لديها عدسة مميزة ونحن لدينا كاميرا صغيرة ونحاول مراقبة الطيارة ولا نستطيع، وقال لي أبو الوفا: إن كاميراتنا مخجلة.
وهذه من المواقف التي أتذكرها أن الطيران الحربي لأول مرة يشارك في 2 رمضان في معركة المساكن الثانية وهنا شارك الطيران وقصف لأول مرة واستهدف الدبابة التي كانت عند المدرسة.
حاول حجي مارع تنظيم القطاعات العسكرية، وقسم حلب إلى قطاعات.
هنا فاتني أن أقول: إنها حصلت معركة سليمان الحلبي التي قصمت ظهر البعير وأنا أعتبرها نقطة تحول في تاريخ "الجيش الحر" وأعتقد أن أول قرار خارجي يُفرض على الجيش الحر كان في تلك الفترة.
نمنا في الليل وكان "الجيش الحر" يحاصر مخفر الميدان، وكنا نحاصر مخفر الميدان، وقد وصلنا إلى مكافحة الإرهاب وأخذها الشباب وبقي فقط المخفر، وكان متوقعًا أن يتم تسليم المخفر حتى الصباح، وطبعًا إذا أخذنا مخفر الميدان فسوف ندخل السليمانية والجابرية وسوف ندخل المناطق المسيحية، فاستيقظنا صباحًا فوجدنا الجيش عند إطفائية الصاخور يعني نحن كنا نحاصر مخفر الميدان وكل حي الميدان، فاستيقظنا صباحًا ووجدنا الجيش عند إطفائية الصاخور وكان سوف يقسم حلب إلى نصفين.
بالنسبة لموضوع التنظيم قسم حجي مارع حلب إلى قطاعات عسكرية وأصبح يوجد تنظيم إداري وشكلوا المجلس الثوري لحلب وريفها وهو فيما بعد سوف يصبح مجلس محافظة حلب الحرة، وأصبحت توجد مجالس محلية يعني بدأت الأمور الإدارية تتنظم أكثر في المدينة والأمور العسكرية، وانتقلنا من حالة الفوضى إلى حالة -نوعًا ما- الاستقرار والتنظيم، ولكن أنا برأيي أن هذا دفعنا ثمنه فيما بعد وهو سقوط المدينة لأنه كان يجب علينا أن نحرر المدينة كلها ونأخذها حتى بعدها نجلس ونقسم القطاعات ونقوم بالتنظيم والإدارة، وأعتقد أن الضغوطات على "الجيش الحر" في تلك الفترة أصبحت كبيرة حتى لا يستمر في تحرير المدينة، وأول الضغوطات هو منعنا من دخول الأحياء المسيحية.
بعد أن استقرت الأوضاع في حلب أنا بالنسبة لي لم أعد أستحمل أنا وكتيبتنا وأصبحت توجد تجاوزات وفصائل تتقاتل مع بعضها وتم تثبيت نقاط الرباط ولم يعد يوجد شيء في المدينة، واستقرت الأوضاع في حي كرم الجبل وتم تعزيزه بشكل جيد والنظام لم يعد يستطيع اقتحام المنطقة، وبالنسبة لنا هذه المنطقة تحصنت بشكل كبير فأصبح لدينا رغبة بالعودة إلى الريف وتطابقت هذه الإرادة مع دعوة حجي مارع باتجاه تحرير مدرسة المشاة، فقال: لدينا معركة لتحرير مدرسة المشاة، ومن يريد المشاركة فليأت فقلنا له: نحن سوف نشارك وهذه هي منطقتنا وريفنا فتركنا حلب وخرجنا، ولا أذكر في أي تاريخ ولكن انسحبنا من المدينة وعدنا باتجاه الريف، وأول معركة خضناها في الريف هي معركة تحرير مدرسة المشاة.
عندما عدت إلى القرية فتحت مكتبًا إعلاميًّا وكان معي صديقي محمد نور ونحن نسميه مكتبًا إعلاميًّا، ولكنه في المحصلة غرفة خاصة ومنها أخرج المداخلات وأرفع المقاطع والفيديوهات التي أصورها وفي هذه الغرفة كان كل عملي.
الشيخ نجار هي كانت طريقًا باتجاه ونحن لم نسيطر عليها تمامًا، ولكن كان يوجد حقل رمي تابع لمدرسة المشاة يفصل هذا الطريق؛ يعني حقل الرمي يفصل طريق الشيخ نجار والناس عندما تمر في طريق النقارين كانت توجد كتيبة اسمها "كتيبة الطعان" وكان يوجد حقل رمي لمدرسة المشاة ونحن لم نأخذ الشيخ نجار تمامًا، وهذا الحقل تابع لمعركة مدرسة المشاة التي سوف نحرر فيها حقل الرمي ومن خلاله سوف نسيطر على الشيخ نجار، وبعدها سوف نسيطر على كتيبة الطعان ويتم فتح طريق النقارين حلب في مرحلة لاحقة.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/09/01
الموضوع الرئیس
المعارك في حلبكود الشهادة
SMI/OH/84-07/
أجرى المقابلة
بدر طالب
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
2012
updatedAt
2024/11/14
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-صلاح الدينمحافظة حلب-مدينة حلبشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
جبهة النصرة
لواء التوحيد - حلب
كتائب نور الدين الزنكي
الجيش السوري الحر
الجيش العربي السوري - نظام
لواء الفتح - حلب
المجلس الثوري لحلب وريفها 2011/2012
كتيبة أبو العلمين
مدرسة المشاة - حلب - نظام