اشتعال فتيل الحرب على داعش
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:24:56:08
بعد أن أخذوا مطار منغ بدأت "داعش" تعتدي كثيرًا، وأصبح لديهم نوع من جنون العظمة وخصوصًا بعد مبايعة عمر الشيشاني، فأصبح لديهم جنون العظمة وأصبحوا يتعدون كثيرًا على حواجز الجيش الحر وأصبح لديهم فوقية بالتعامل مع الجيش الحر، وأصبحوا يتقصدون استفزازه الجيش الحر وأحسوا أنهم كبروا كثيرًا ويجب أن يسيطروا على المنطقة. وبالمقابل كان الجيش الحر مترددًا كثيرًا بقتالهم، ولا يريد قتالهم، والبعض يريد قتال النظام، ولا يريد أن يفتح معركة ثانوية أو داخلية، وكان يوجد توتر بين الطرفين بشكل كبير والجيش الحر أصبح لديه حالة غضب، وبغض النظر إذا كان يوجد أشخاص مستعدون للقتال أو لا يوجد، ولكن الجميع كرهوا تنظيم "داعش".
إذا تجاوزنا مرحلة هجومهم على خالد حياني ومرحلة هجومهم على العاصفة لأننا تحدثنا عنها، وإذا تكلمنا عن الفتيل الذي أشعل المعركة الكبرى، فيمكننا أن نقول: إن منطقة الأتارب هي كانت [هي] الفتيل، والمشكلة بدأت على حاجز أورم والمخفر، و"داعش" هجمت على الحاجز وأخذت المخفر وأكملوا باتجاه الأتارب حتى يضعوا نقطة في مخفر الأتارب، أو يريدوا أن يسيطروا [عليه] على مخفر الأتارب وهنا استنفر أهل الأتارب واستنفرت كتائب الريف الغربي وجيش المجاهدين الذي تشكل حديثًا في تلك الفترة وحتى اتهموه أنه تشكل لقتالهم، وأنا أعتقد أنه تشكل حتى يشارك في معارك حلب التي كانت على أشدها، فحصلت توترات كبيرة في الريف الغربي.
نحن وصلتنا أخبار أنه حصلت مشاكل حول الأتارب، مشاكل مع "داعش" وسوف تكبر، فكان يوجد نوع من المناشدات لأجل مؤازرتنا و"داعش" سوف تهجم على الأتارب، والأتارب هي ثقل الريف الغربي كمدينة ثورية ومعروفة بمناهضتها لتنظيم "داعش" و"تنظيم القاعدة" بشكل عام، وأنا أذكر أنني كنت في المقر عندما جاء أحمد إبراهيم -رحمه الله- وأخذني معه، وكان معنا حسن ضبعان وهو نائبه، وشاب ثالث اسمه أبو عيدو وهو حاليًا مصاب وفقد يده فقال: اذهبوا معي لأنه يوجد اجتماع في المقر الإداري للواء التوحيد، فذهبنا ونحن كنا نسميه لواء التوحيد، ولكن في تلك الفترة أصبح اسمه الجبهة الإسلامية، فذهبنا، وكان الاجتماع في منزل في الطامورة، والذي يدير الاجتماع هو سامر زيتون وهو كان يدير المنطقة كعسكر وإدارة، فكان موجود سامر زيتون وبجانبه تقريبًا 5 أجهزة لاسلكي، أحدها مولّف على الريف الغربي والآخر على الريف الشمالي والآخر على حلب المدينة، فجلسنا في الاجتماع وبدأ الناس يأتون، ونحن وصلنا مع مجموعة حيان، وبعد قليل بدأت تأتي مجموعات عندان وكفر حمرة والمجموعات في المنطقة في الريف الشمالي، وهنا سامر زيتون كان ينتظر الأوامر من عبد العزيز السلامة، وكل قليلًا يتصل معه على "السكايب" ويقول: إن الشيخ توفيق يناشدنا كثيرًا حتى نتحرك من طرفنا أو نقطع الطريق لأن "داعش" تستقدم مؤازرات من الريف الشمالي وتذهب باتجاه الريف الغربي، باتجاه مناطق الزنكي، وتأتي مؤازرات من الريف الجنوبي من الشيخ علي والزربة وهذه المناطق، ومؤازرات أيضًا من الدانة وكفر كرمين، وأذكر أننا بقينا أكثر من ساعة ونصف جالسين في الاجتماع أو ساعتين حتى في النهاية أعطى عبد العزيز السلامة أمرًا حتى يتحرك لواء التوحيد في المنطقة، فقط في المنطقة عندنا، وطبعًا نحن عندما تحركنا في المنطقة تحرك كل اللواء.
أنا أتذكر أن الشيخ توفيق كان ينادي كثيرًا على القبضة [ويقول]: أنه يا جماعة الريف الشمالي اقطعوا الطريق، وفي النهاية بدأ يشتم [ويقول]: أنه إذا لم تقطعوا الطريق فأنتم خونة، وأنا أتذكر هذه الأصوات التي من القبضة، وأتذكر أيضًا القبضة المولفة على الأتارب، وكيف الجميع يصيح ويناشد ويطالب الشباب بحمل السلاح والدفاع عن المدينة، فأعطى الأوامر عبد العزيز سلامة أنه نحن كلواء التوحيد في هذه المنطقة يجب أن نقطع الطريق وإن اضُطر الأمر للدخول في قتال فسوف نقاتل.
الشيء الذي حصل أن أهل حيان يعني كتائب حيان وهم معروفون بكرههم الشديد جدًا "لداعش" وأثناء عودتنا من الاجتماع يجب علينا المرور بحيان، فقمنا بالمرور، وبعد قليل بدأ أهل حيان يتصلون بنا ويقولون: لقد قتلوا أشخاصًا على الحاجز، قتلوا "دواعش" على الحاجز، والذي حصل أنه بمرور سيارة "لداعش" وبدون أن يطلبوا منهم التوقف، مباشرة أطلقوا عليهم النار، وهنا اشتعل الفتيل في المنطقة، ونحن كنا نريد فقط الوصول إلى القرية فوصلنا إلى القرية، وبدأنا بنصب الحواجز حتى نقطع الطرقات، وهنا نحن أهل رتيان دخلنا في دوامة، وفي قريتنا يوجد الكثير من عناصر "داعش" وكان عندنا كتيبة كبيرة من "داعش" في القرية فكان لدينا نوع من التردد يعني هل ندخل المعركة أم لا ندخل؟ وسوف تحصل حرب أهلية طاحنة في القرية، وخصوصًا أن قريتنا يوجد فيها أبو سعد، الذي هو أحد أقربائي وهو كان أمير الريف الشمالي في المنطقة وكان له وزن، وفيها أبو المنذر الذي لم نكن نعرف منصبه، ولكنني متأكد أنه كان قياديًا كبيرًا في "التنظيم"، وحتى أهالي المنطقة يعني بيانون وحيان وعندان أصبحوا يقولون: يا أهل رتيان حاولوا تحييد "دواعش رتيان" فقط، وحاولوا أن لا تدخلوا المعركة حتى لا تحصل حرب طائفية، لأنهم أيضًا يقدرون ظروفنا ويعرفون وضع قريتنا. وكان يوجد 65 شابًا مع "داعش"، كلهم أولاد عم وإخوة، يعني إخوتهم في لواء التوحيد وفي "جبهة النصرة" وفي "أحرار الشام" ومع ذلك نصبنا الحواجز، وذهب أحمد إبراهيم إلى أبي سعد وطبعًا هم أبناء عم وقال له: يا أبا سعد إن المعركة سوف تكبر وسوف تنتشر وأتمنى أن يتم تحييد قريتنا وإذا أردت القتال فابتعد وقاتل، ونحن بالنسبة لنا في القرية ممنوع أن يمر رتل "لداعش" ونحن بنفس الوقت لن نسمح أن يمر رتل للجيش الحر، وعلى هذا الأساس اتفقنا، وتفاجأنا في الليل وإذ أبو سعد أخذ مجموعته وهجم على مقرات خالد حياني في دوير الزيتون وطبعًا دوير الزيتون هي منطقة بجانبنا، فذهب أحمد إبراهيم إليه وقال له: يا أبا سعد نحن اتفقنا أن لا تفعل شيئًا عندنا في المنطقة، وقلنا لك: إذا أردت القتال أن تقاتل بعيدًا في محافظة أخرى، ونحن اتفقنا على تحييد القرية، وطبعًا أبو سعد كان مكارًا وغدارًا يعني علموه التقية والكذب والمكر ولا يسمع الكلام. وجاء رتل لـ "داعش" في الليل واستنفرنا كلنا وفي يومها منعنا الرتل من المرور، فذهب وأخذ [هدفه] من طريق آخر، أخذه من كروم الدوير باتجاه كروم باشكوي.
أبو سعد في تلك الفترة كان جدًا غدارًا وسوف أتحدث عن قصة يتسبب فيها أبو سعد بمجازر دموية في القرية، وهو كان إنسانًا مكارًا وغدارًا ويعطي الوعد وبعد قليل يخلفه، ولكن في المحصلة انطلق فتيل المعركة والذي أجج الوضع أكثر هو أبو حمص في القرية لأنه كان يريد القتال، يريد قتال "داعش" في القرية، بغض النظر إذا كانوا من أقربائه وكان يريد قتالهم وطردهم من القرية بغض النظر إذا كانوا من أقربائه أو ليسوا من أقربائه، وهو يريد قتالهم وطردهم من القرية وكان أحمد إبراهيم القيادي في لواء التوحيد، ومحمود دعبول القيادي في "جبهة النصرة" كانا يقولان له: يا أبا حمص لا نريد المشاكل في القرية، والقرية كلها أولاد عم، يعني لا نريد أن نخلق فتنة ونقاتل، وسوف نستمر مع كذب أبي سعد حتى النهاية، وفي المحصلة لا نريد الدم، ولكنهم بنفس الوقت يحقدون على أبي حمص، ويعرفون أن أبا حمص يحاول أن يشعل الفتيل، فذهب أبو حمص إلى ماير وعلى الطريق نصبوا له كمينًا وخطفته "داعش" وهنا استنفرنا في القرية واعتقلنا كل عناصر "داعش" في المقر، يعني أخذنا أولاد عمنا ووضعناهم في سجن البلدية حتى يُخرِجوا أبا حمص، فأخرجوا أبا حمص في يومها تحت الضغط، وتفاجأنا في الليل أن أبا سعد أخذ عناصره وانسحب من القرية إلى مطار منغ، ونحن عرفنا أن وراء هذا الانسحاب سوف يكون هناك شيء ليس جيد من قبل أبي سعد ولكن نحن حتى الآن كلواء توحيد لم نفعل معهم شيئًا إلا قيامنا باعتقال عناصر "داعش" حتى يخرج أبو حمص، فسحب عناصره وذهب باتجاه منغ.
نحن هنا في هذه الفترة نصبنا الحواجز في المنطقة وقطعنا أوصال المنطقة، وكان يوجد "دواعش" في بيانون تم الهجوم عليهم وطردهم وكان يوجد مقر "لداعش" في حيان وتم طردهم، وبدأ الشباب الهجوم على حريتان وكفر حمرة وكان يوجد الكثير من "داعش" في حريتان وكفر حمرة، ونحن هنا كان الجميع يعذرنا حتى لا يحصل قتال كبير في القرية، ولكن هجم لواء التوحيد وكتائب حيان وبيانون وكتائب كفر حمرة وحريتان هجموا على حريتان وكفر حمرة لأجل إخراج "داعش" وكانت بؤرة "داعش" في تلك المنطقة، وقاموا بالكثير من العمليات، وفي اليوم الأول سيطروا على حريتان ثم استعادتها "داعش" بعد أن فجروا سيارتين مفخخات عند المخفر وسيطروا على حريتان وكفر حمرة وأصبحت المعارك أخذًا وردًّا.
الريف الغربي مع ريف إدلب مع ريف الساحل، أعتقد كانت استراتيجية "داعش" في تلك المنطقة حتى لا تبقى مشتتة يجب أن تجمع قواتها في منطقة أو في عدة مناطق حتى تستطيع المقاومة، ولكنها انسحبت من ريف اللاذقية وريف إدلب من مناطق الدانة وحارم التي كانت بالنسبة لهم مراكز قوية، وطبعًا التي كانت تهاجمهم هي فصائل الجيش الحر، جمال معروف، والكثير من فصائل الجيش الحر في إدلب التي كانت تهاجم فاضطروا للانسحاب باتجاه الريف الشمالي إلى حريتان وكفر حمرة.
أيضًا في الريف الغربي تم الضغط عليهم من قبل الجيش الحر الموجود هناك، واستطاعوا السيطرة على مناطق قوية على عالم السحر والبرقوم، وهذه المناطق كانت بالنسبة "لداعش" قلاعًا، ولكن أخذتها جماعة الريف الغربي والجيش الحر الموجود هناك طبعًا بعد قتال عنيف، وانسحبت بقية "الدواعش" إلى حريتان وكفر حمرة.
في حلب المدينة لم يكن "لداعش" أعداد كبيرة فاستطاعت فصائل المدينة طردهم من حلب المدينة.
نحن في تلك الفترة، وأنا بالنسبة لي أعتقد أن "داعش" كانت تقوم بإعادة تجمع، وكان بإمكانها المقاومة أكثر والصمود في تلك الفترة وخصوصًا في جبال الساحل واللاذقية وجبل الزاوية، وطبعًا في جبل الزاوية كان تواجدها ضعيفًا، ولكن كان بإمكانهم المقاومة وعدم الانسحاب بهذه السهولة ولكنهم انسحبوا حتى يقوموا بإعادة التجمع، وأصبح التجمع الأساسي في منطقة الملاح، وكل مزرعة من مزارع الملاح أصبح فيها مجموعات كبيرة "لداعش" وفي حريتان وكفر حمرة يعني في هذا المثلث.
انسحبت "داعش" من حلب المدينة باتجاه حريتان وكفر حمرة، وقسم انسحب باتجاه المدينة الصناعية وذهب باتجاه مناطق الباب وحزوان باتجاه الشرق.
بالنسبة لقريتنا وعندما انسحب أبو سعد من القرية، وطبعًا في اليوم الأول والثاني لا يوجد شيء، وفي اليوم الـ 3 وأنا أتذكر أنه هجمت كتائب الجيش الحر على مقر في مسقان، وهناك كان يوجد مقر "لداعش" أو مستودع أسلحة وهجم عليهم جماعة حيان وبيانون، وجاء من الطرف الثاني جماعة تل رفعت، وأنا أتذكر أنني ذهبت معهم وذهبت مجموعة من قريتنا ولكن بالسر، ونحن ذهبنا مع أبي ثابت من حيان وذهبنا وأخذنا مستودع السلاح، وكان يوجد هناك 4 عناصر من "داعش" تركوا المستودع وهربوا، ونحن بدأنا ننقل السلاح وأخذنا السلاح باتجاه حيان فاقتحمت علينا "داعش" عصرًا اقتحمت من قرية اسمها كفرنايا، والشباب للأسف كانوا فقط يريدون أخذ المستودع والذهاب، وعندما بدأت "داعش" تطلق النار نحونا بدأ الشباب يهربون إلى قراهم، ونحن عدنا مع أبي ثابت إلى رتيان، وأذكر أن الطائرة قصفت منزل عمي وتوفيت ابنة عمي وابنتها، وكان عزاؤهما عندنا في المنزل، وجاء إلى العزاء شيخ القرية، وهو موال "لداعش" بشكل كبير ولكن لم ينسحب معهم باتجاه مطار منغ، ونحن كنا نعطيه قليلًا من القيمة لأنه أولًا: كان أستاذنا، والأمر الآخر: هو دائمًا يحاول أن يجعل من نفسه عامل توازن بين الطرفين، مع أنه بايع "داعش" ونحن نعرف هذا الشيء فكان يجلس عندنا حتى يعرف ما يتم التخطيط له.
نحن كنا جالسين في العزاء الساعة الـ 5:30 في شهر شباط/ فبراير أو كانون الثاني/ يناير، والطقس بارد جدًا والجميع في منزلهم ولا يوجد استنفار، ونحن اعتقدنا أن أبا سعد قد ذهب إلى مطار منغ، وهناك احتمال كبير أنه لا يريد سفك الدماء في القرية، ولكن بنفس الوقت كان لدينا خوف، وفجأة الساعة الـ 5:30 انفجرت سيارة مفخخة على الحاجز الشمالي في القرية، ونحن في هذا الوقت كنا نجلس في العزاء، وهذا الشيخ الملعون وهو الآن مسجون لدى "البي كي كي" وهذا الشيخ بدأ يقول: يا لطيف، ونحن علمنا بعدها أنه كان يعلم بكل شيء وهو يجلس عندنا في العزاء ويدعي أنه لا يعرف شيئًا أبدًا.
انفجرت السيارة المفخخة، فركضنا مباشرة وكل شخص أخذ بندقيته، وأنت لا تستطيع الذهاب إلى القرية لأنك لا تعرف ماذا حصل، وفُتحت جبهة نار من كل أطراف القرية، وأنا أذكر أن أخي الصغير كان جدًا انفعاليًا فشتم "داعش" وأمسك بندقيته وركض، فأمسكته من يده، ولكنه استطاع الإفلات واستمر بالركض وناديته كثيرًا ولم يرد.
نحن الموجودون في العزاء من أولاد العم أخذنا بنادقنا ورابطنا في الحارة، وطبعًا بدأ الاقتحام ولا يوجد أحد مستعد، ومقر لواء التوحيد في الحارة الشمالية قريب من الحاجز، وهذا المقر كان فيه 3 عناصر، واجتمع أيضًا 5 عناصر من جيران المقر وكل شخص بدأ يقاتل في حارته.
علمنا فيما بعد أن أغلب عناصر "داعش" لم ينسحبوا إلى مطار منغ وأغلبهم كان مختبئًا في المنازل، فبدأوا يخرجون لنا من داخل القرية، بالإضافة إلى الكروم وأطراف القرية.
أتذكر فيما بعد عندما أسرنا بعضهم قالوا لنا: إنه جمعهم أبو منذر وأبو سعد في مطار منغ وخطبا فيهم، وأحد الشباب الذي كان مع "داعش" وحضر الاقتحام تركهما، وهو الآن في تركيا ولكنه قال: إنه عندما خطبا نحن لم ننتظر السيارات حتى تعمل، ويوجد أشخاص بدأوا يركضون لأن الخطبة تتحدث عن الصحابة وكيف قتلـ[ـوا] أباءهم [لأجل] العقيدة يعني بسبب هذه الخطبة الحماسية يوجد أشخاص لم ينتظروا السيارات حتى تشتغل، ويوجد أشخاص بدأوا يركضون باتجاه رتيان.
استمر الاشتباك معهم، وطبعًا هم تقريبًا سيطروا على كل القرية إلا حارتنا والحارة الشمالية التي يوجد فيها المقر، وأما باقي القرية كلها سقطت، ونحن كنا نقاوم، وأعتقد الساعة الـ 2:30 ليلًا دخلت إلينا مجموعة مؤازرة من حيان، وأنا لا أعرف كيف دخلوا لأن "داعش" كانت تحيط بالقرية كلها ولكنهم دخلوا ووصلوا إلى حارتنا بالتحديد، وكان عددهم 12 شخصًا من عائلة الحايك، ورابطوا معنا في الحارة وتقريبًا الساعة الـ 3:00 ليلًا بدأ أبو سعد يتصل مع أبي إبراهيم من أجل المفاوضات من أجل تسليم القرية وهم يريدون أن نسلمهم القرية لأنهم خافوا أن يأتي الصباح وتأتينا المؤازرات ونحن نعرف أنه إذا جاء الصباح فإنه لا أحد يستطيع أن يأتي لأنهم سيطروا على القرية.
في بداية اقتحام "داعش" جاءتنا مؤازرة من بيانون من الطرف الغربي، وأنا كنت أرابط على الشارع وأرى السيارات القادمة من بيانون أنا و4 اشخاص من أولاد عمي، وكان يوجد "دواعش" يرابطون على بيك آب دوشكا في الحارة الغربية فبدأوا يطلقون النار على سيارات الجيش الحر القادمة من بيانون، واستُشهد في يومها 5 أشخاص، ونجا البقية واستطاعوا الزحف والعودة باتجاه بيانون، ومن بينهم خالد الحجي، وهو له قصة حيث أصيبت سيارته فجاء إليه عناصر "داعش" وظنوا أنه ميت وطبعًا بجانبه 5 عناصر ميتين، وطبعًا عناصر "داعش" ضربوه على فمه بأحذيتهم وأكملوا طريقهم وهو روى لنا هذه القصة في اليوم الثاني، وهو ادعى أنه ميت، ثم زحف وعاد باتجاه بيانون.
الساعة الـ 3:00 بدأت المفاوضات معنا، واتصل أبو سعد مع أحمد وقال له: هل تريدون الحرب مع الدولة، هل أنتم لديكم القدرة لقتالنا؟ فقال له أحمد: ماذا تريد؟ فقال: عليك تسليم القرية، فقال أحمد: لن أسلمك القرية ونحن مستمرون بالقتال حتى نموت، وطبعًا هذا الكلام من أجل تحسين شروط المفاوضات لأننا نريد إخراج سلاحنا وبعد مفاوضات قال له أحمد: أنا أريد أن أخرج مع سلاحي، وقال له أحمد: نحن اتفقنا سابقًا على عدم القتال وأنت غدرت بنا، فقال أبو سعد: أنتم وقفتم مع أبي حمص واعتقلتم مجموعة من المقر وقمتم بسجنهم في البلدية ويوجد أشخاص شاهدوكم عندما شاركتم في أخذ مستودع مسقان، فقال له أحمد: نحن عندما اعتقلنا عناصرك نحن كنا نريد أبا حمص ولم نفعل معهم شيئًا وأخرجناهم معززين ومكرمين وأرسلناهم لك، فاستمرت المفاوضات تقريبًا ساعة، وطبعًا "داعش" كانت خائفة أن يأتي الصباح لأنه قد تأتينا مؤازرات، ونحن كنا نريد تحسين الشروط لأننا نعرف أنه لن تأتينا مؤازرات، وتقريبًا الساعة الـ 4:00 اتفقنا على وقف إطلاق النار وسحب الجثث، وسقط من عندنا تقريبًا 5 شهداء فسحبنا الجثث الموجودة على الجبهة، وطبعًا الجثث الموجودة في الشوارع لا نعرف عددها، فسحبنا الجثث وأخبرنا الأهالي حتى يأخذوا شهداءهم وتقريبًا الساعة الـ 4:30 اجتمعنا كلنا في ساحة القرية كمقاتلي جيش حر.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2021/10/19
الموضوع الرئیس
المعركة ضد داعشالحراك العسكري في حلبكود الشهادة
SMI/OH/84-13/
أجرى المقابلة
بدر طالب
مكان المقابلة
الباب
التصنيف
عسكري
المجال الزمني
2014
updatedAt
2024/08/29
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-ريف حلب الجنوبيمحافظة حلب-ريف حلب الغربيمحافظة حلب-ريف حلب الشماليمحافظة حلب-الأتاربمحافظة حلب-مدينة حلبمحافظة حلب-رتيانشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
الجبهة الإسلامية
لواء التوحيد - حلب
جبهة النصرة
الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش
الجيش السوري الحر
جيش المجاهدين