الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

معركة دبيب النمل وتقدم النظام في مناطق ريف حلب

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:25:05:17

معركة دبيب النمل كانت في عام 2013، والمعركة كان لها 3 أهداف أساسية؛ الهدف الأول: هو فك الحصار عن حلب، والهدف الثاني: هو فك الحصار عن سجن حلب المركزي والهدف الثالث: هو فك الحصار عن نبل والزهراء وطبعًا كان محور العمل أن يقتحم النظام من منطقة ريف حماة الشرقي من منطقة خناصر باتجاه السفيرة باتجاه تل حاصل وتل عرن وتل شغيب ومنطقة الدويرينة والتيارة وبعدها باتجاه النيرب وهكذا يتم فك الحصار عن حلب، والمرحلة الثانية: تبدأ من اللواء 80 والنقارين ثم الصناعة ثم سجن حلب، والمرحلة الثالثة: تبدأ من سيفات ثم رتيان ثم نبل والزهراء (قرى بريف حلب الشمالي).

النظام عين قائدًا للمعركة وهو سهيل الحسن، ولكن القادة الفعليين كانوا من إيران والحرس الثوري وميليشيات حزب الله وفاطميون وزينبيون وميليشيات أفغانية وباكستانية ومليشيات عراقية، وطبعًا المعركة كانت تعتمد على الصدمة والكثافة النارية الهائلة، والنظام أو بالأحرى إيران، لأن النظام كان عبارة عن مجرد كومبارس (يؤدون أدوارًا ثانوية) وإعلام ويخرج سهيل الحسن كإعلام، ولكن القيادة الحقيقية لإيران وإيران اتبعت هذه الاستراتيجية وهي التي وضعت خطة المعركة وهي التي نفذت هذه الخطة.

بدأت الخطة باقتحام منطقة إثرية بكثافة نارية هائلة جدًّا واعتمدت على الصدمة والكثافة النارية الهائلة وعشرات راجمات الصواريخ تطلق النار في كل محاولة للاجتياح بالإضافة إلى عشرات المروحيات التي تتبادل رمي البراميل المتفجرة، وطبعًا صواريخ الفيل وقذائف الهاون وهذه لا يمكن إحصاء عددها، وكان الفعل الأساسي للبراميل المتفجرة وراجمات الصواريخ.

اقتحموا إثرية (منطقة في ريف حلب) ونتيجة الصدمة الرهيبة والكثافة النارية استطاعوا التقدم في منطقه إثرية، واقتحموا قرية اسمها خناصر، وهي كانت العقدة الرئيسية في تلك المنطقة، واستطاعوا السيطرة على خناصر وطبعًا في خناصر كانت ترابط مجموعات لـ "أحرار الشام" بقيادة أبي حمص، وكان يوجد فيها مجموعات أخرى ولكن أذكر أنه من قريتنا كان موجودًا أبو حمص (علي عيسى- قيادي في أحرار الشام) في خناصر، ولم يستطيعوا صد الرتل الذي كان يتقدم باتجاه خناصر وسقطت خناصر نتيجة الكثافة النارية ونتيجة القصف المكثف، وبعدها [أهالي] خناصر اتجهوا باتجاه مدينة السفيرة، وفي مدينة السفيرة أنا أتذكر من الفصائل المرابطة "لواء التوحيد" و"جبهة النصرة" وفصائل أخرى ولكن "لواء التوحيد" وباعتبار أنني كنت الإعلامي المصور لـ "لواء التوحيد" أذكر أن اللواء كان موجودًا في السفيرة بقوة.

نفس المبدأ استعملوه في السفيرة يعني كان يوجد كثافة نارية هائلة وقصف براجمات الصواريخ وفي اليوم لا يقل عن 3 الى 4 آلاف صاروخ تسقط على المنطقة نفسها ويركزون على بقعة جغرافية ويكثفون عليها القصف والبراميل المتفجرة ويسقط أكثر من 500 إلى 700 برميل يوميًّا على المنطقة التي يريدونها.

كان يوجد القليل من المقاومة في السفيرة، ولكن في المحصلة الميليشيات الإيرانية استطاعت السيطرة على السفيرة وكانت هذه أكبر ضربة لـ "الجيش الحر" في تلك الفترة.

الفصائل في تلك الفترة كان يجب أن ترمي ثقلها بشكل أكبر في معركة السفيرة لأنها لها أهمية كبيرة، ولكن حصل تخاذل في معركة السفيرة، ولا أعرف إذا كان التخاذل مقصودًا أو غير مقصود ولكن في المحصلة السفيرة كان يجب ألا تسقط وكان يجب على "الجيش الحر" أن يستشرس لأننا رأينا "الجيش الحر" في معارك أخرى أنه استشرس في نقاط صغيرة، وسفيرة مدينة كبيرة (في حلب) وكان يجب أن يكون هناك صمود أكبر وقوة أكبر ولكن مع الأسف سقطت السفيرة بتخاذل، ولا أفضل أن أستخدم مصطلح الخيانة ولا أعتقد أنه توجد خيانة ولكن يوجد تخاذل وكان يوجد لا مبالاة وعدم اهتمام أو أعتقد أنهم كانوا يريدون النظام أن يتقدم قليلًا حتى يتفرق جيشه أكثر لأن النظام كان لديه رأس حربة واحد ومنطلق بقوة، فكان "الجيش الحر" لديه وجهة نظر أنه إذا توسع النظام أكثر فقد يتشتت ولكن في المحصلة سقطت السفيرة وانسحبت منها آخر مجموعات "لواء التوحيد" ويوجد مجموعات تمت محاصرتها وسقط شهداء في السفيرة.

اتجه النظام من السفيرة إلى القرى الصغيرة إلى قبتين والعامود وارتكب فيها مجازر وقتل فيها الكثير من الناس الأبرياء ورمى جثثهم في الآبار، وسقطت هذه المناطق الصغيرة نتيجة الكثافة النارية ولم تحصل فيها مقاومة عنيفة، ثم انتقل النظام إلى قريتي تل حاصل وتل عرن على نفس الطريق وأنا أتذكر من مجموعات قريتنا التي كانت ترابط في تل حاصل وتل عرن مجموعة "جبهة النصرة" التي كانت من قريتنا وأكيد توجد مجموعات أخرى ولكن كانت مجموعة "جبهة النصرة" وكانت بقيادة محمود دعبول، ولكن القائد العسكري هو ابن عمتي، وأذكر أنه تمت محاصرتهم في تل عرن وكادوا أن يؤسروا في تلعرن ووصل الخبر إلى القرية، ولكن في المحصلة نجوا من الأسر وخرجوا بأعجوبة وسقط لديهم شهداء، ولكن بحسب ما قال لي ابن عمتي إنها معركة لم تستغرق كثيرًا ولكن كثافة القصف كان شيئًا مرعبًا، وتقدم النظام باتجاه تل حاصل وتل عرن وذهب باتجاه تل شغيب.

أنا أعرف أنه في تل شغيب كان يرابط أبو حمص، وفي مجموعة أبي حمص يوجد بعض أقربائي، وأيضًا تمت محاصرة أبي حمص في تل شغيب وتسللت الميليشيات الشيعية ليلًا إلى تل شغيب وحاصرتهم وأيضًا أبو حمص خرج بأعجوبة من تل شغيب.

أنا أتحدث عما أعرفه وبالتأكيد توجد فصائل أخرى.

النظام سيطر على تل شغيب وتقريبًا شبه حقق المرحلة الأولى.

قبل أن نذهب إلى فك الحصار أريد الحديث قليلًا عن "داعش": "داعش" كانت ترابط في معمل الجرارات ومعمل الكابلات (حبال معدنية تحيط بها أسلاك عازلة) ومنطقة التيارة ومنطقة الدويرينة وكان هذا هو قطاع "داعش" في تلك المنطقة.

نحن كتيبة "لواء التوحيد" تركونا حول سجن حلب المركزي، وأنا كإعلامي كنت مع هذه الكتيبة، وبقيت مع كتيبتنا حول سجن حلب المركزي، وأذكر أنه يوجد طريق بين المنطقة الحرة وبين معمل الزجاج وهذا الطريق تمر منه الأرتال الذاهبة إلى حلب والذاهبة إلى الريف الشرقي، وأنا كنت جالسًا على الحاجز مع الشباب وهذا الشيء أتذكره جيدًا ولا يغيب عن بالي عندما انسحبت "داعش" من منطقة السفيرة من معمل الجرارات والكابلات، و[من] الدويرينة انسحب الرتل ويوجد بينهم أشخاص من قريتنا كانوا مسؤولين عن المعمل والذي كان مسؤولًا عن معمل القطاع هو شخص من قريتنا اسمه خالد صاموع وهو كان أحد أصدقائي قبل الثورة ولكن بعدها أصبحت من ألد أعدائه.

 وأذكر أنه عندما جاء رتل "داعش" المنسحب توقف عندنا ونحن كنا جالسين عند الحاجز ومستمتعين بالشمس ونشرب الشاي، وأذكر أنهم وقفوا وسلموا علينا فسألت خالدًا الذي كان معهم وقلت له: لماذا انسحبتم، والمناطق التي كنتم فيها هي قلاع وهي معامل ضخمة وتستطيعون المقاومة فيها؟ وأنتم منذ سنتين موجودون فيها وتعرفونها جيدًا وبالتأكيد قمتم بتدشيمها (تحصينها)! فقال لي: نحن ندافع عن الدين ولا ندافع عن الأرض وأنا قلت له بشكل عفوي: إذا فقدت الأرض أين سوف تطبق دينك هل ستطبقه في الفضاء أم المريخ ويبدو أن الكلام لم يعجبه.

انسحبت "داعش" من معمل الجرارات والكابلات بعد أن سرقوا كل شيء، وفي معمل الجرارات سرقوا كل القطع والآلات وسرقوا الكابلات وعلى مدار سنة كاملة أنا أعرف كيف كانوا يسرقون، وأنا أعرف أن خالدًا هو الذي كان مسؤولًا عن المنطقة، وأعرف كيف أصبحت لديه ثروة وبنى منزلًا وهو المسؤول عن سرقة معمل الجرارات.

"داعش" في هذه المعركة لم تشارك أبدًا، وانسحبت باستثناء أنهم اشتبكوا اشتباكًا صغيرًا في تلة التيارة في منطقة اسمها مقبرة التيارة واشتبكوا بشكل بسيط ثم انسحبوا.

النظام عندما أخذ تل شغيب تقدم باتجاه منطقة النيرب ودخل النيرب وحقق الإنجاز الأول والمرحلة الأولى التي هي فك الحصار عن حلب، ودخل النظام إلى هذه المنطقة وفك الحصار عن حلب وبعد أن فك الحصار عن حلب أصبح يخطط للمرحلة الثانية وهنا حصلت محاولات عديدة لاستعادة المنطقة واستعادة قطع الطريق وضرب الأرتال من الخلف ومن الجوانب يعني أصبحت توجد محاولة لتشتيت الأرتال وبدأت الفصائل تشارك في المنطقة وتضرب الأرتال من اليمين واليسار، وفي إحدى المرات استطاعوا استعادة خناصر لساعات معدودة وقطعوا فيها الطريق، ولكن استعادها النظام؛ يعني كانت توجد محاولات عديدة لإعادة قطع الطريق مرة ثانية وتشتيت النظام في هذه المنطقة، وكان يوجد أخذ ورد ولم تكن توجد سيطرة كاملة و"الجيش الحر" أحيانًا يتقدم ويسيطر على أم عامود أو قبتين ولكنه ينسحب بعد ساعتين أو 3 وكما ذكرت في إحدى المرات سيطر "الجيش الحر" على خناصر ثم انسحب منها واستطاع قطع الطريق لمدة 4 أو 5 ساعات ثم انسحب.

هنا يوجد حدثان بارزان أثروا على المعركة.

عندما تم فك الحصار عن حلب هنا سوف تبدأ المرحلة الثانية التي تنطلق من اللواء 80 باتجاه منطقة النقارين وحصل حدثان في حلب الحدث الأول: هو استشهاد الحجي مارع (عبد القادر الصالح)، والحدث الثاني: هو القتال مع تنظيم "داعش" وهذان الحدثان برأيي أنهما غيرا قليلًا من موازين القوى وساعدا الميليشيات الإيرانية أكثر حتى تتقدم لأننا هنا أصبحنا أمام كتل من الأبنية ومناطق بإمكانك الصمود فيها ولولا هذه المتغيرات التي حصلت كان يمكن أن يكسر النظام في المرحلة الثانية ويفشل في تقدمه باتجاه سجن حلب.

المرحلة الثانية: حشد لها النظام وجهز أموره وقواته وهجم باتجاه اللواء 80، وفي اللواء 80 كان يرابط "لواء التوحيد" و"داعش" وعندما اقتحم النظام هو اقتحم بشكل مفاجئ ولم يقتحم بتمهيد ناري واقتحم بتسلل، وفجأة صباحًا سيطر النظام على اللواء 80 وبدأ "لواء التوحيد" يتهم "داعش" و"داعش" تتهم "لواء التوحيد" بالتخاذل وحصلت بينهم ملاسنات ومشاحنات كبيرة ولكن في المحصلة تقدم النظام إلى اللواء 80 واستطاع السيطرة عليه، وهنا الحجي مارع استشعر الخطر الكبير بسقوط أو حصار المدينة فطلب اجتماعًا لقيادة "لواء التوحيد" كلها وطلب كل قادة الأفواج وفي تلك الفترة كان "لواء التوحيد" مقسمًا إلى أفواج واجتمعوا في مدرسة المشاة وسلم قيادة مدرسة المشاة لأحمد طحان وهو ابن عمي وهو استلم تجميع المؤازرات وتجهيزها وإرسالها إلى مناطق الاشتباك في اللواء 80 والنقارين.

القادة ضغطوا على الحج مارع كثيرًا حتى لا يذهب وأن يبقى ونحن لا نريد خسارتك وإذا خسرناك فسوف تكون كارثة ولكن هو كان لديه وجهة نظر أنني إذا كنت بين المقاتلين هناك فسوف يكون هناك حماس أكثر للمقاتل ويتشجع أكثر للقتال وهو كان لديه وجهات نظر مختلفة عن القادة الذين كانوا يريدون بقاءه في مدرسة المشاة وألا يذهب باتجاه الخط الأول، ولكن في المحصلة ذهب واستمرت الاشتباكات حول اللواء 80 حوالي أسبوع كانت اشتباكات عنيفة، وكان النظام أو الميليشيات الإيرانية على وشك أن يخسروا المنطقة، وكانت توجد معارك بشكل يومي أخذ ورد وأحيانًا نسيطر على نصف اللواء 80 ثم ننسحب منه واستمر هذا الوضع قرابة أسبوع، وبعدها النظام استطاع الالتفاف والسيطرة على تلة الشيخ يوسف وعندما سيطر عليها كسر ظهر المنطقة كلها وهذه التلة تشرف على مناطق واسعة في محيطها.

في هذه الأثناء كان يوجد اجتماع لتشكيل الجبهة الإسلامية في مدرسه المشاة وقصفت الطائرة المدرسة واستُشهد الحجي مارع في هذا الوقت العصيب جدًّا فتكركبت الأمور في "لواء التوحيد" فقط وأما باقي الفصائل كان الأمر عاديًّا مثل "جيش المجاهدين" و"جبهة النصرة" وفصائل أخرى من حلب كلها كانت تشارك في عمليات الصد، ولكن أنا أتحدث كلواء التوحيد لأنني كنت مرافقًا لهذا اللواء وأحد الإعلاميين المصورين في هذا اللواء.

عندما استُشهد الحجي مارع هذا أثر كثيرًا على وضع الجبهة وخصوصًا أن هذه الجبهة كان فيها ثقل "لواء التوحيد" ولكن نوعًا ما الفصائل حاولت تجاوز هذه الصدمة وحاولت أن تستشرس في القتال لأن الوضع أصبح مصيريًّا وإما سوف نخسر كل شيء أو يجب أن نضع كل قواتنا ونصد، وفي مرحله الصد وتقدم النظام باتجاه منطقة النقارين بدأت المعركة الكبرى مع "داعش" وهنا كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير (الضربة القاتلة) وعندما بدأت المعركة الكبيرة مع "داعش" انسحبت "داعش" من جبهاتها وتقريبًا كل "لواء التوحيد" انسحب من جبهاته وأغلب الفصائل التي كانت تقاتل في حلب انسحبت من جبهاتها إلى قتال "داعش" واستلمت "جبهة النصرة" الجبهات لفترة محدودة وبعدها جاء "جيش المجاهدين" لسد الجبهات مع "جبهة النصرة".

المعارك مع "داعش" كان لها دور كبير في سقوط النقارين وسقوط الصناعة الثالثة والصناعة الثانية أو المدينة الصناعية كلها وسقوط منطقة البريج وسقوط سيفات فيما بعد، والمعارك مع "داعش" أثرت بشكل كبير جدًّا والجبهات أصبحت شبه فارغة، وأذكر أن المعركة الأشرس في منطقة النقارين، ونحن أثناء قتالنا مع "داعش" استلمت "جبهة النصرة" منطقة النقارين والكتيبة التي كانت ترابط في تلعرن كتيبة محمود دعبول وهي من إحدى الكتائب التي كانت ترابط في معمل برسيل في النقارين، وأنا كنت آخذ الأخبار منهم وعرفت أن "جبهة النصرة" قاومت كثيرًا في منطقة النقارين هي وفصائل إسلامية أخرى مثل "جيش المهاجرين والأنصار" وكتائب "فجر الإسلام" وقاوموا في النقارين أكثر من شهر وكانت مقاومة عنيفة جدًّا وحتى إنه كان معمل برسيل (معمل ينتج مساحيق الغسيل) عنوانًا لصمود منطقة النقارين، والنظام استخدم كل أنواع القصف؛ البراميل المتفجرة والصواريخ بالآلاف يعني قام بتسوية النقارين على الأرض ومع ذلك استشرس الشباب في القتال في تلك الفترة.

 ونحن في هذه الفترة كنا نقاتل "داعش" وليس لدينا جبهات مع النظام ولكن الرعب الذي نتعرض له من "داعش" والمجازر التي نتعرض لها من "داعش" كانت في كفة وكانت عيننا على النظام في كفة لأن النظام قادم باتجاهنا يعني أنت تقاتل "داعش" هنا في أرضك ولكن النظام أصبح يبعد عنك 15 كيلو متر، وأنت تعرف أنه قادم إليك، فكانت هذه المرحلة هي أبشع وأصعب مرحلة لأن النظام قادم باتجاهك، وبنفس الوقت لديك معركة جانبية مع "داعش" وبنفس الوقت هذه المعركة ليست سهلة وأنت كل يوم تخسر المقاتلين الأشداء من ذوي الخبرة والمخضرمين في القتال ضد قوات النظام، وبنفس الوقت جبهاتك مع النظام تسقط والنظام قادم باتجاه قريتك ونحن نعرف أن وجهة النظام هي قريتنا رتيان.

عندما تم طرد "داعش" من الريف الغربي ومن إدلب، اتفق "جيش المجاهدين" مع الفصائل الأخرى على وضع كل ثقلنا في مواجهة النظام وأن يبقى "لواء التوحيد" في مواجهة "داعش" في هذه الفترة وبالفعل ذهب "جيش المجاهدين" و"جبهة النصرة" والفصائل الأخرى من الريف الغربي وإدلب ووضعوا ثقلهم في الصناعة الثالثة.

النظام بعد أن سيطر على النقارين اتجه باتجاه الصناعة الثالثة وهنا بدأ الرباط الفعلي وعندما الفصائل طردت "داعش" من حلب، ذهبت هذه الفصائل باتجاه مساكن هنانو حتى تغلق قطاع مطار النيرب والأرض الحمراء وباتجاه منطقة البريج حتى تمنع النظام من التسلل باتجاه أحياء المدينة.

مع الأسف النظام استطاع اختراق الصناعة الثالثة ودخل إلى المدينة الصناعية الثالثة وأخذ المدينة الصناعية الثالثة وتوجه باتجاه المدينة الصناعية الثانية التي كانت ترابط فيها كتائب من تل رفعت تابعة لـ "لواء التوحيد" ولكن مع الأسف أيضًا انسحبوا منها، والكتائب التي كانت ترابط من طرف المدينة أيضًا انسحبت باتجاه حي الإنذارات وهذه المناطق القريبة، وهذه المنطقة مع الأسف سقطت بكل سهولة، وكان بإمكانهم المقاومة في المدينة الصناعية لسنوات ولكنهم انهاروا فجأة وخسرنا المدينة الصناعية كلها؛ الفئة الأولى والثانية والثالثة بالإضافة إلى منطقة البريج ومقالع الإنذارات وكل هذه المنطقة الممتدة من المدينة الصناعية باتجاه البريج سقطت بيد الميليشيات الإيرانية في لحظة.

 وفجأة وإذا قلنا إنها قاومت يومين أو 3 أو 5 أيام، ولكن سقوطها كان سقوطًا مروعًا ومفاجئًا وسقوطًا يثير الشكوك لأنها كانت يجب ألا تسقط بهذه السهولة وخصوصًا أنها كانت توجد فيها أعداد جيدة من المقاتلين، وهذه المنطقة يوجد فيها معامل ضخمة وبإمكانهم القتال 100 سنة في هذه المعامل ولكنها سقطت! ومع سقوط المدينة الصناعية اتجه النظام باتجاه حيلان وفك الحصار عن سجن حلب المركزي وهكذا يكون قد أنهى مرحلته الثانية ونجح في المرحلة الثانية وهي فك الحصار عن حلب في البداية، ثم بعدها استطاع فك الحصار عن سجن حلب المركزي.

نحن في هذه الفترة عندما فك النظام الحصار عن سجن حلب المركزي تقريبًا كنا قد انتهينا من المعارك مع "داعش" فطلبوا منا التوجه باتجاه اللواء 80 قطاع النيرب يعني إلى جبهة اللواء 80 وهنا كان اللواء 80 قد سقط بيد النظام ولكن توجد الجبهة ونحن كنا نسميها قطاع طريق الباب أو النيرب، وأنا أذكر أنني ذهبت مع كتائبنا عندما انتهت معاركنا مع "داعش" وانسحبت "داعش" ذهبت كتيبتنا باتجاه اللواء 80 ورابطنا في اللواء 80 حوالي شهر وحاولنا كثيرًا الاقتحام باتجاه نقاط اللواء 80 وأذكر أنه كانت توجد نقاط اسمها المروحة ونقاط أخرى، ولكن فشلت كل الاقتحامات وكنا نسيطر عليها لمدة ساعتين أو 3 ثم ننسحب لأنها كانت توجد كثافة نارية ولكنها كانت نوع من المشاغلات (الملهيات).

في هذه الفترة هدأ النظام والنظام بعد كل مرحلة يهدأ، ونحن هنا رابطنا في اللواء 80 وطبعًا قبل أن نذهب إلى اللواء 80 نحن شاركنا في معركة وقبل أن تبدأ المعركة مع "داعش" بفترة بسيطة وعندما النظام سيطر على النقارين نحن اقتحمنا مشفى الكندي وهذا قبل أن تبدأ الحرب مع "داعش" بفترة بسيطة قبل 3 أيام واقتحمنا مشفى الكندي وأخذنا المشفى وفتحنا الطريق باتجاه مدينة حلب.

النظام هنا اطمأن أنه أنجز المهمة الثانية وبدأ يستعد للمرحلة الثالثة التي هي اقتحام رتيان.

نحن هنا بعد أن ذهبنا إلى اللواء 80 طلبتنا قيادة اللواء للمشاركة في معركة على جمعية الزهراء، وبالفعل ذهبنا إلى جمعية الزهراء وشاركنا في معركة واقتحمنا الأبنية من طرف الليرمون واستطعنا أن نأخذ مجموعة أبنية من جمعية الزهراء، والمنطقة شبه استقرت بين اشتباكات حول السجن واشتباكات حول النقارين واشتباكات على جبهات حلب باتجاه البريج والإنذارات واشتباكات على محيط مدينة حلب، وحاولت الفصائل محاولات عديدة أن تستهدف وتضرب الأرتال من اليمين واليسار وتضرب المناطق التي استقر فيها النظام باعتبار أن النظام انتشر فيها بشكل كبير.

لا أعتقد في تلك الفترة أنها حصلت أحداث كبيرة لأن النظام كان يحضر للمرحلة الثالثة.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/10/29

الموضوع الرئیس

الحراك العسكري في حلب

كود الشهادة

SMI/OH/84-18/

أجرى المقابلة

بدر طالب

مكان المقابلة

الباب

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

2013

updatedAt

2024/08/29

المنطقة الجغرافية

محافظة حلب-جمعية الزهراءمحافظة حلب-نقارينمحافظة حلب-منطقة السفيرةمحافظة حلب-خناصر

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش

جبهة النصرة

جبهة النصرة

الحرس الثوري الإيراني

الحرس الثوري الإيراني

حزب الله اللبناني

حزب الله اللبناني

لواء التوحيد - حلب

لواء التوحيد - حلب

حركة أحرار الشام الإسلامية - قطاع حلب

حركة أحرار الشام الإسلامية - قطاع حلب

جيش المجاهدين

جيش المجاهدين

سجن حلب المركزي

سجن حلب المركزي

اللواء 80 دفاع جوي - نظام

اللواء 80 دفاع جوي - نظام

مشفى الكندي الجامعي

مشفى الكندي الجامعي

مطار النيرب العسكري

مطار النيرب العسكري

الشهادات المرتبطة