جمعة "إضراب الكرامة" وأبرز شهداء مدينة الضمير
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:20:47:00
مدينة الضمير، وثورة مدينة الضمير خلال 2011 مرت بكثير من الأحداث، ومن أهم الأحداث التي أحب أن أذكرها إزالة الصور والنصب التذكارية والتماثيل التي تخص رأس النظام بشار الأسد أو حافظ الأسد، فتمت إزالتها في المظاهرات ضمن تجمع كبير من الأهالي، وتمت إزالة جميع الصور الموجودة على الأعمدة وعلى الأبنية الكبيرة حتى على بناء البلدية [وهو] بناء من طابقين فصعد الشباب[عليه] يعني كان عندهم قوة وإصرار، وكأنهم يريدون أن يطيروا؛ يعني لم أكن أنا أتوقع أن أحدًا يقدر [أن] يصعد هذا الارتفاع أو يصعد على العمود بهذه القوة، فمع ذلك كانت الحماسة عالية لدرجة أنهم يقدرون أن يصعدوا لارتفاعات عالية وخطيرة من أن يزيلوا صورة ظالم، كان هذا الأسلوب أو هذا المتنفس الوحيد حتى نقدر [أن] ننفس عن غضبنا في مظاهرة أننا لا نقدر [أن] نعمل شيئًا، فنحن نصرخ ونُعتقل ويُطلق النار علينا ويسقط منا شهداء، والمنفذ الوحيد الذي قدمناه أن نمزق صورة، وطبعًا هذه الظاهرة كانت بكل المدن السورية، وليست فقط في مدينتنا.
كل جمعة وكل مسائية وكل مظاهرة كنا نقوم فيها كان الأمن يتدخل بعد فترة، وبالأخص أنها صارت هناك منطقة المساكن العسكرية، وخصصوا قوًى أمنية فقط لمتابعة المظاهرات والمتظاهرين، وكان قوامها المخابرات الجوية، وطبعًا بعد آخر حملة اعتقالات، والحملة الكبيرة اللي ذكرناها سابقًا وضعوا حواجز عند دوار المخفر وهو دوار رئيسي أو ساحة الاعتصام الرئيسية، فصرنا محرومين ولا نقدر أن نصل، وصار هذا الدوار ووضع دشمًا (سواتر ترابية) بنصف الساحة، وصار يكشف الطريق العام من الجانبين، وصار يقدر أن يطلق النار ويصيب المتظاهرين، طبعًا هنا بحالة كهذه صار النظام موجودًا في دوار المخفر، وصار موجودًا تحت جسر القطار في الحي الشرقي، وصار موجودًا على دوار الرحيبة وعلى دوار العتيبة وعلى الدوارات الرئيسية وتحويلها إلى طريق تدمر في هذه المناطق، وهكذا قطع [النظام] أوصال المدينة وسيطر على الطرق الرئيسية ووضع فيها حواجز ودشمًا ودججها بالسلاح.
بهذه الأثناء سنلاحظ أنه في مدينة ضمير بدأ يزداد عدد الشهداء، وبدأ يصبح عندنا جرحى وقتلى، ومن قبل كان هناك تعاون أمني من أحد الأشخاص المتفاعلين المتعاطفين مع الثورة وهو آخر الأمر انشق وخدم الثورة خدمة كبيرة وعظيمة والذي هو عمر صابرين أبو خالد، وحقن كثيرًا [من] الدماء؛ يعني كانت نسبة الدماء عندنا قليلة في أول شهرين بالقياس مع باقي المدن السورية نتيجة الاستخبارات أو المعلومات الأمنية التي كانت تأتينا، ولما صار هناك حواجز لم يبق هناك مجال لهذا الشخص [أن] يقدم لنا خدمة، ولم يبق هناك مجال لأن فوهة البندقية صارت تطل على 4 جهات في الطرق العامة والرئيسية في مدينتنا.
ففي إحدى المظاهرات بتاريخ 6 آب/ أغسطس [ 5 آب / أغسطس - المحرر ] بعد ما انتهت المظاهرة تمت ملاحقة الناشطين أو المتظاهرين في المدينة، والذي كان يقدر [أن] يهرب إلى البساتين أو يختفي، أو الأهالي يفتحون له الأبواب ويوارونه يعني عن الأنظار كان ينجو، وبعضهم كان يتم اعتقالهم، والذي كان يبتعد عن عناصر النظام ولم يكن في متناول يدهم عندما يرونه كانوا يطلقون النار عليه، فسقط هنا الشهيد محمد هزيم فتح الله والشهيد محمد يوسف عيسى والشهيد محمد خالد القاضي، في هذا اليوم سقط 3 شهداء نتيجة تدخل الأمن [بشكل] مباشر بعد المظاهرة.
طبعًا هذه الأحداث كانت متزامنة مع شهر رمضان، فصرنا نحن نحاول أن نتحاشى يوم الجمعة كونه كان يرسل قوًى أمنية تقطع الجوامع، فسوف نخرج كل يوم بعد التراويح فهذا مكان فيه تجمع للمصلين وللناس، فصار عندنا مسائيات، وكل يوم تقريبًا نعمل مسائية بعد التراويح، فرجع النظام وصار يبعث عناصر لتحاصر المساجد أيضًا بعد التراويح، ونحن كانت سياستنا كنشطاء مدنيين أو كنشطاء ثوريين أن نحقن الدماء قدر الإمكان، وألا تصبح هناك اعتقالات، وألا يصير هناك قتل، فكنا نتلافى المواجهة المباشرة مع عناصر الأمن، فعندما يكون هناك تضييق أمني نعطي تعليمات أن اليوم انتهى الأمر لا توجد مظاهرة، ولو أن هذا الموضوع كان يؤدي لأن يجعلنا نحس بخيبة أمل، فنحن يجب أن نتظاهر مثلنا مثل الشعب السوري كل يوم، لكن السلامة وحياة الإنسان أهم كانت بالنسبة لنا، فمن أجل ذلك كنا نلغي كثيرًا من المظاهرات عندما يكون هناك تضييق أمني، طبعًا انتهى رمضان وجاء العيد وكان العيد في صباحه هناك تظاهرة مميزة ومثل سائر المدن السورية.
في شهر تشرين الأول/ أكتوبر يوجد عندنا شاب صغير -ناشط- اسمه محمد الصايغ المكنى بأبي الدرداء وكان من الناشطين الرئيسيين في التنسيقية ومن قادة المظاهرات يعني عمره بين الـ16 والـ17 سنة في ذلك الوقت في الصف العاشر أو الحادي عشر، فهذا الشخص صار هدفًا مباشرًا للنظام لأنه كان ينظم مظاهرات طلابية شبه يومية أثناء الدوام، فتمت الإحاطة بهذا الشخص وتمت متابعته من قبل النظام، وفي إحدى الليالي تم اعتقاله بشهر تشرين الأول/ أكتوبر فبعد فترة تم تسليمه لأهله جثمانًا أو جثة هامدة، وواضح جدًّا أنه قضى تحت التعذيب؛ يعني يمكن أن نقول: إنه أول شهيد قضى تحت التعذيب في مدينتنا هو محمد الصغير المكنى بأبي الدرداء -رحمه الله-.
طبعًا النظام لما سلم الجثة طلب من ذويه وأهله أن هذا الشخص لا تعملوا له عزاء ولا تعملوا (تُخرجوا) له جنازة ولا نريد أن تصير هناك مظاهرة في الجنازة، طبعًا هذا لكي لا يشكل زخمًا شعبيًّا، فكان [النظام] يخاف من هذا الموضوع، وجده (والد أمه) وأخوال الشاب وأبوه كان مغتربًا فأصروا أن يعملوا له عزاء وكانوا كلهم ثوريين، وفتحوا له خيمة عزاء، فلما وصل الخبر للنظام أنهم فتحوا خيمة عزاء وخالفوا التعليمات أرسلوا قوة عسكرية فداهمت خيمة العزاء وطلبوا منهم أن يجمعوها وممنوع العزاء، وجده عمره 65 في ذلك الوقت -رجل كبير- فقال لهم: أريد أن أقيم عزاء لابن ابنتي وأنتم ما دخلكم؟ فأحد العناصر حرك سلاحه وأراد أن يرفعه بوجه هذا العجوز، فالعجوز حرك سلاحه وتم إطلاق النار وأصابته برقبته واستُشهد فورًا -الشهيد أحمد عرابي-واثنان من أبنائه أُصيبا منهم واحد استشهد الذي هو ياسر عرابي وأُصيب المهندس محمد إصابة سببت له إعاقة شبه دائمة وحاليًّا موجود في المدينة، طبعًا يوجد عندهم أخ ثالث اسمه محمود عرابي ذكرت أنه كان ناشطًا وتم اعتقاله أكثر من مرة وتم استهدافه واستُشهد أيضًا في سياق الثورة.
في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر سقط الشهيد محمد سليم الحلبي وهذا الذي يمكننا أن نقول: إنه الشهيد الأول الذي سقط من غير أن نرى أو نعرف مصدر إطلاق النار، فأُطلق النار عليه عن بعد وسقط؛ يعني يمكننا القول: برصاص قناص.
في إحدى المظاهرات المتظاهرون انتهوا [من] الصور، وانتهوا [من] النصب التذكارية فهاجموا مقر الحزب -حزب البعث العربي الاشتراكي- وكسروا النصب [الذي] تم تدشينه وتأسيسه، وهنا طبعًا المتظاهرون صاروا يعرفون من غريمهم أو من الذي يبلغ عنهم بعد ما تأكدوا أن الأسماء التي كانت تسجلها الفرق الحزبية والمخبرون والعواينيون (المتعاونون مع النظام) صار نتيجة هذا الإخبار وصار قتل وصار إعدام وصار هناك اعتقال بشكل كبير، فصار هناك كره وفصل داخل المدينة بين من يؤيد النظام ومن يعارض النظام، كونه صار يوجد دم وصارت هناك دماء يعني صار يوجد شهداء، فصار الثوار ينظرون نظرة حقد لكل شخص كان من الممكن أن يكون هناك احتمال أن يكتب تقريرًا أو يعمل لصالح النظام أو يعادي الثورة بشكل واضح.
بعدها صار يوجد عندنا خطاب سياسي في المظاهرات في عام 2011 في نهايته صارت المظاهرات وصار التوجه بشكل عام في الثورة السورية إلى طلب تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية، فرفعنا في إحدى المظاهرات طلبنا لجامعة الدول العربية بأن تجمد عضوية النظام السوري لأنه يقتل الشعب، وبعدما تم تعليق العضوية أيضًا خرجنا في مظاهرة وشكرنا جامعة الدول العربية، وصار بعدها أكثر من جمعة طالبنا فيها بطرد السفراء وطالبنا فيها بعزل النظام سياسيًّا والضغط عليه حتى نحصل على الأقل على شيء من الضغط الدولي لنحقق مطالبنا.
الدوليون لم يصلوا لكن أنا كنت منسقًا وأنا الذي تكلمت مع المراقبين عندما أتوا، وهنا صارت تنسيقياتنا تعمل مع لجان تنسيق محلية فأعطونا أجهزة اتصال.
في هذه الأثناء تم تشكيل أول جسم معارض سياسي الذي هو المجلس الوطني، ونحنا كان يلزمنا من يمثلنا وكنا نؤيد الفكرة 100% فخرجنا في مظاهرات وأيدنا المجلس الوطني وأيدنا كل التشكيل السياسي الأول الذي مثل الثورة السورية في المحافل الدولية.
وهنا تم تأسيس أول نواة للجيش الحر وصارت تظهر في مظاهراتنا تحيات وتأييد للجيش الحر، و"الجيش الحر يمثلني" و"الجيش الحر يحميني" ونحيي الجيش الحر في كل مظاهرة. في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر صعدنا إلى البلدية ورفعنا علم الثورة أو علم الاستقلال، كانت [المظاهرات] بدون علم وبدون صور فنحن غيرنا الرايات وجعلناها تحمل علم الاستقلال أو علم الثورة السورية، وصارت تحدث عندنا إضرابات جماعية وهنا صار الثوار المدنيون السلميون قوة ضاربة وصار كل الأهالي يسمعون كلمتهم، ففي الوقت [الذي] نعلن أو تعلن تنسيقية مدينة الضمير عن إضراب في يوم من الأيام تضامنًا مع مدينة أو تضامنًا مع حملة اعتقالات أو قتل قام بها النظام في مكان ما، كانت كل المحلات التجارية وكل الأهالي يستجيبون لهذا الإضراب، وتقع المدينة في حالة من الشلل الاقتصادي، وهذا كان شيئًا يزعج النظام بشكل كبير جدًّا أنه يعني ليس معقولًا هذه الاستجابة 100% ولا أحد يجرؤ أن يخالف أو أحد يعني يحس بنسبة المعارضة 100% في المدينة، فكانت تدخل القوى العسكرية وتكسر أقفال المحلات ويرفعها وبعض المحلات تعرضت للسرقة أو للتدمير، وهنا يمكننا أن نقول: إنه لأول مرة نحس أن النظام ليست فقط مهمته التشبيح بل أيضًا السرقة وكان يعيش على سرقة أرزاق الناس.
في جمعة "إضراب الكرامة" صار هناك إطلاق نار كثيف وعشوائي جدًّا على المظاهرة وهنا سقط أو أُصيب الشهيد سامر شرف الدين في منطقة الحي الغربي نتيجة إطلاق النار عليه من حاجز المخفر أو البناء الذي بجانب حاجز المخفر، فصار هناك قناص فوق [البناء]، فأصابه أيضًا بمنطقة الرقبة، وهناك الممرضة مها عرفات وأخوها الشهيد -رحمه الله- بلال عرفات حاولا أن يسعفاه ويقوما بواجبهما الإنساني تجاهه فوضعوه بالسيارة وانطلقوا مسرعين باتجاه الحاجز لكي يتجاوزوا الحاجز ويخرجوا إلى مستشفيات خارج المدينة؛ مستشفيات دمشق أو القطيفة أو جيرود، فنحن ليس لدينا مستشفًى في المدينة، وأثناء ذهابهم حاجز النظام أطلق النار عليهم بشكل كثيف -رحمهم الله- ومع الأسف استُشهد الثلاثة وطبعًا أخذهم النظام سلمهم واحدًا واحدًا، ولم يكن يرضى أن يسلمهم دفعة واحدة لكي لا تخرج مظاهرة كبيرة، ويمكننا أن نقول: إنه ربما تكون هذه آخر مرة [يوجد] أحد يعتقله أو يقتله النظام ويأخذوه إلى المستشفيات، ويتم تسليم جثمانه، لأنه [في] كل تسليم جثمان كان يصير هناك غضب في الشارع كبير وتظاهرة كبيرة يزيد العدد فيها عن الآلاف يعني 10 آلاف أو 5 آلاف أو 15 ألفًا حسب الظرف والحالة الأمنية، فصار النظام هذا الزخم لا يريد أن يراه ويريد أن يخفف فصار لا يسلم الجثث يعني إن كان اعتقل الشخص أو قتله عندما يصل إليه هو يخفي الجثة أو ينفي أنه قتلهم، فبدأت سياسة جديدة أنه حتى جثمان الشهيد إذا وقع بيد النظام لم نكن نحصل عليه.
طبعًا صارت عملية إطلاق النار بسبب وبدون سبب تكون من طرف الحواجز على المدنيين الذين يعيشون حياتهم الطبيعية في المدينة، فالحواجز كانت تطل على الشارع الرئيسي، فالقناص لديهم يرى 3 كم أو 4 كم، وفي أحد الأثناء هذه هنا سقط طفل محمد قاسم الكيلاني هو وحيد لأبيه بإطلاق نار من قناص أدى إلى سقوطه شهيدًا -رحمة الله عليه-، ونتيجة سقوط أمل عرفات [مها عرفات - المحرر ] وسامر شرف الدين وبلال عرفات، وبعد يوم من سقوط الشهيد محمد القاسم الكيلاني دخلت المدينة في حالة إضراب وعصيان عام لمدة 3 أيام حدادًا على أرواح الشهداء الثلاثة الذين هم أشخاص مسالمون وحتى [إنهم] غير متظاهرين وليس لهم علاقة بموضوع التظاهر، هم كانوا ناسًا في الشارع تم قتلهم بمجرد حب النظام للقتل أو رغبة عناصر النظام الموجودين على الحاجز أن يقتلوا أي إنسان!
طبعًا عناصر الحاجز هنا كانوا في الليل أو في النهار يخافون أو يريدون أن يتسلوا، لا أعرف ما السبب [الذي يجعلهم] ظلوا يطلقون النار، فنستيقظ في الصباح ونجد الجامع أو المئذنة تم إعطاب "الهابريونات" الخاصة بالأذان لأنها تشكل نيشان [هدفًا] للقناص ليتدرب عليها وخزانات المياه على أسطح الأبنية كلها تم تثقيبها نتيجة إطلاق النار؛ فيعني كان إطلاق النار عندهم مثل هواية أو مثل من يمارس هواية القنص أو يتدرب على القنص، فعندما يكون أمام إنسان ويريد قتله يكون عند عنصر النظام استعداد لهذا.
طبعًا أرجع لأعيد وأكرر أن عناصر النظام الذين كانوا يأتون هم من الفئة الاحتلالية الأسدية، وليست من الفئة التي أعتبرها وطنية، طبعًا كان هؤلاء الناس الوطنيون موجودون، وهم الذين انشقوا، وهم الذين شكلوا نواة الجيش الحر، وهم الذين آخر الأمر قدموا دعمًا وحماية للمظاهرات والأمن السلمي بشكل عام في مدينتنا.
هكذا تكون انتهت سنة الـ2011 بهذه الأحداث وصار عندنا في هذه السنة عشرات الشهداء ومئات المعتقلين رحم الله من استُشهد والله يفرج عمن مازال موجودًا في سجون النظام.
في خضم الثورة هناك شباب من أصحاب الهمم العالية من الناس الوطنيين أصحاب الحس الوطني العالي، هؤلاء الناس أبوا ورفضوا أن يكونوا تحت إمرة نظام يقتل الشعب، فانشق في البدايات عدد من الضباط وصف الضباط، نذكر منهم أحمد عبد الله -رحمه الله استُشهد-، ويعني تقريبًا بشهر حزيران/ يونيو بين حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو، وحسين حماد وأحمد حماد وطلال حماد يعني عائلة بشكل كامل انشقت، ويوجد خالد نقرش وطبعًا يوجد ضباط من مدينتنا الضمير انشقوا وبقوا يعملون في المدن التي انشقوا فيها أو كانوا قريبين منها؛ يعني هناك ضباط انشقوا في درعا ولم يقدروا أن يصلوا، وبدرعا هناك ثورة وفي الضمير هناك ثورة، وأنا أريد أن أقاتل النظام أريد أن أسعى للحرية وليس مهمًّا أن أرجع إلى مدينتي، فأنا سوري وأقاتل على التراب السوري أو أحمي الناس على التراب السوري، فيوجد عدد من الضباط انشقوا وظلوا في المدن وعملوا فيها واستُشهدوا على تراب تلك المدن، ويوجد منهم من شكلوا كيانات وصاروا قادة مثل سعيد نقرش -قائد لواء شهداء داريا- يُعتبر مثلًا يُحتذى به وهو من أبناء المدينة، طبعًا أخوه الثاني انشق؛ أبو جمال وأخوه الثاني أبو وليد أو وليد نقرش انشق في الزبداني وبقي فترة هناك وقاتل هناك وبعد ذلك بعد ما تم حصارها أو [عندما] رفضوا العمل العسكري في الزبداني تم نقله وجاء إلى المدينة وكان من ضمن النواة المؤلفة من 11 شخصًا بينهم ضابطان: وليد نقرش وأحمد العبد الله وعدد من الضباط في صف الضباط لا تحضرني أسماؤهم جميعًا، ونسبة كبيرة منهم استُشهدوا -رحمة الله عليهم جميعًا-، كانوا يحمون أنفسهم في البداية بعد ذلك صاروا [يلجؤون للسلاح] لما صار النظام يقنص والنظام يبعث السيارات العسكرية، وذكرت أنهم لاحقوا محمد هزين فتح الله وصاروا يطلقون النار من بعيد ومن قريب، ففي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر صارت هذه العناصر تخرج بشكل ملثم وتقف على الزوايا التي من الممكن أن يأتي منها إطلاق نار وأطلقوا النار في بعض الحالات، فصار النظام يتحاشى أن يدخل. ومن هنا بدأنا نحس أن هناك حرية للمظاهرة وليس ممكنًا [أن] يأتي بسيارة بيكآب (سيارة نقل بضائع صغيرة) أمن يلاحقنا، وتغيرت نظرة النظام للتعامل معنا فصار يحرض المخبرين أن يحضروا مكان المسلحين -حسب زعمهم- أو المنشقين حتى يتم اعتقالهم أو تصفيتهم، لكن هم كان عندهم حسن أمني عال كثيرًا، طبعًا ضباط ومدربون وحسهم الأمني عال كثيرًا فنجحوا في صد كل محاولات اعتقالهم واشتبكوا مع النظام أكثر من مرة ليلًا أثناء محاولته اعتقالهم، طبعًا وأوقعوا جرحى للنظام، طبعًا هذا الكلام لا أسميه أنا قتالًا أو عنفًا، أنا أسميه دفاعًا عن النفس وهذا حق مشروع لأي إنسان أن يدافع عن حقه في الحياة، والنظام كان يداهمهم بغاية أن يقتلهم؛ فيعني أنا لا أسميه نشاطًا عسكريًّا مسلحًا بهذا الوقت، أنا أسميه دفاعًا عن النفس، وفي الوقت الذي يحمون مظاهرة أيضًا هذا حق شرعي للمتظاهرين نحن قُتلنا ونحن تم قنصنا ونحن تم اعتقالنا ونحن تم التنكيل بنا من قبل هذا النظام، فأقل حق من حقوقنا أن يقف شخص عنده خبرة وقدرة عسكرية وأن يحمل سلاحًا ويدافع عن المظاهرة وعن أهل المدينة فأنا لهذه اللحظة لا أعطي طابعًا عسكريًّا للثورة، ولا أعطي طابعًا عسكريًّا للنشاط الذي كان موجودًا، على العكس هذا حق شرعي للدفاع عن النفس.
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/03/23
الموضوع الرئیس
الحراك في مدينة الضميركود الشهادة
SMI/OH/38-09/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
6 -12/ 2012
updatedAt
2024/10/14
المنطقة الجغرافية
محافظة ريف دمشق-مدينة الضميرشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
المجلس الوطني السوري
الجيش السوري الحر
إدارة المخابرات الجوية
جامعة الدول العربية / الجامعة العربية
لجان التنسيق المحلية في سوريا
حزب البعث العربي الاشتراكي
تنسيقية مدينة الضمير