الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

النشاط السياسي والحقوقي والأكاديمي بين الرياض وإسبانيا

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:11:08:09

عندما دخلنا في عام 2017 أنا اتخذت قرارًا أن أكمل دراستي في مكان ما، وأنا أحسست أنه لدي الكثير من الأسباب حتى أبتعد قليلًا، وأحد الأسباب أنه أنا في سورية عملي الأساسي لم يعد بإمكاني القيام به، يعني بعد اختفاء باسل لم أعد أستطيع الذهاب إلى السجن، فبدأت أشعر أنني بلا فائدة، وثانيًا أحسست أنني دخلت كثيرًا بموضوع القانون الدولي، وكان اختصاصي في الجامعة جنائي، وأحسست أنه يجب أن أطور نفسي أكاديميًا وبحاجة لأبتعد من مكان أصبح يوجد فيه الكثير من الذكريات. ولم أكن أعرف أبدًا كيف يقدمون على المنح، وسألت أصدقائي فقالوا: سنقدم على منحة "تشيفنينغ" (المنحة البريطانية)، ويجب أن نحصل على قبول من عدة جامعات، وبدأت دانا التي كانت تدير حملة باسل، بدأت تساعدني بالتقديم، فقدمنا، وكان المفروض أن نقدم على 6 أو 7 جامعات [يعني على] عدد كبير من الجامعات حتى نحصل على قبول 3 جامعات، حتى يمكننا التقديم على المنحة، وأنا قدمت على 3 جامعات: ساسكس وايسيكس ونسيت الثالثة، فجاءني قبول من الـ 3، وساسيكس التي كنت أنا ميالة لها أولًا: لأنها أحد أهم جامعات القوانين في العالم، وثانيًا: لأنها في برايتون بجانب لندن وعلى البحر على القناة الإنجليزية الفرنسية، فأحسست أنها مدينة صغيرة وهادئة وهي مدينة واقعة بين محطة القطار -التي [خلال] 10 دقائق تأخذك إلى الجامعة- وبين البحر، وعندما قدمت كان هذا في أول السنة فقالوا: إنهم سيردون خبرًا في شهر أيار/ مايو.

وأنا في آخر الشهر الأول ذهبت إلى الرياض، وكان يوجد مثل مجموعة لوضع الشيء اسمه وثيقة المبادئ الأساسية للإعلان الدستوري الذي هو في المرحلة الانتقالية، [وهذه] أول الدولة يوجد شيء اسمه إعلان دستوري، الذي هو يكون يسري في الدولة حتى يتغير الدستور، وهذا الإعلان الدستوري يوجد له شيء اسمه المبادئ الأساسية، فذهبت إلى السعودية، وهذه أول مرة أذهب فيها إلى السعودية، أو على كل هذا الطرف من العالم، وطبعًا كون السفر إلى السعودية فإنه يوجد الكثير من الأشياء المختلفة يعني يوجد موضوع ماذا سألبس [في السعودية]، وكل هذه التفاصيل وهكذا أشياء، عندما ذهبت إلى بيروت ودخلت إلى السفارة حتى آخذ الفيزا أنا وضعوا على رأسي في السفارة [وشاحًا]. و[عند السفر] ارتديت عباءة ووضعت على رأسي، وعلى باب الطائرة استقبلني أشخاص فقلت لهم: هل يجب أن أضع على رأسي؟ فقالوا: لا، ويوجد معنا أوامر من الملك أنه كما تريدين تكونين، فأدخلوني إلى شيء اسمه قاعة الشرف حتى ينجزوا أوراقي وحقائبي وكل هذه الأشياء، فوجدت مكانًا عجيبًا لم أكن أتخيل أنه يوجد هذه الدرجة من الفخامة في الكوكب، ولكن لم أجد مكانًا حتى أُدخن فيه وعندما وصلنا إلى باب المطار قلت لهم: هل يمكنني التدخين؟ فقالوا: نعم، فأنا دخنت بالرياض في الشارع.

 ووصلنا إلى المجمع السكني إلى الشقق ثم نمت، واستيقظت في اليوم الثاني حتى نبدأ ورشة العمل، وفي وقتها التقيت مع سهير [الأتاسي] وأنا رأيتها سابقًا في منتدى جمال الأتاسي، ولكن [هنا] رأيتها بعد كل هذا الغياب، وتعرفت على هند قبوات وكان يوجد محام كردي وكان اختصاصه دستور وانتخابات من [جامعة] "السوربون"، وكان يوجد شخص [اسمه] علي الصايغ من هيئة التنسيق، وكان يوجد شخص تركماني ومثل العادة الخلاف دائمًا هو الأكراد.

كان في وقتها صفوان عكاش قد ذهب إلى الرياض ولم يعد يستطيع العودة إلى سورية، وأصبح أمين سر الهيئة العليا للمفاوضات، ودائمًا هو موجود، وكان يوجد نقاشات مهمة، وتعرفت على أشخاص جدد لأنه كانت الهيئة العليا للمفاوضات تعيش هناك في هذا المجمع السكني فكنا نلتقي مع الكثير من الأشخاص والقليل من اللقاءات الدبلوماسية، ثم عدت ولم يكن يوجد شيء.

كانت الفكرة لم يكن مطروحًا موضوع الدستور أبدًا، وكانت الفكرة أنه نحن في هذا الوقت المستقطع يجب أن نحضّر للمرحلة الانتقالية التي أصبح لنا 11 سنة كلنا نعيش في وهم أنها اقتربت، يعني في وقتها كنا نعتقد كثيرًا أنها اقتربت.

عندما كنت في هذه الورشة كان عيد ميلاد والدي 31 كانون الثاني/ يناير، فجاءني قبول من جامعة ساسكس وهم من المفروض أن يردوا عليّ بعد 4 شهور، وكانت في وقتها سعادتي لا توصف، وأنا تكلمت مع والدي وقلت له: أنا الآن سوف أقول لك هدية عيد ميلادك، فقال: ماذا؟ فقلت له: جاءني قبول من ساسكس، وكنت جدًا سعيدة في وقتها، وبدأت أُحضّر لأنه اقترب سفري، وهذا كان قبل أيام من صدور تقرير سجن صيدنايا على التلفزيونات والعلن، وأنه اقترب سفري وكان عندي المشكلة الأكبر هي سيسي (القطة التي أحضرها لي باسل) لأن السفر إلى بريطانيا جدًا صعب ونحن تكلمنا مع الكثير من الأشخاص وقدمنا على المنحة (تشيفنينغ) فقبلوني وأجريت المقابلة وقبلوني، وأنا عرفت هذا الشعور أنك أنت تقدم على أشياء ويتم قبولك بغض النظر ما هي، وهذا جدًا يعطي إحساسًا جميلًا في الحياة وأنني ذاهبة إلى مكان جديد أجلس فيه لفترة، وأنا بحاجة قليلًا حتى أبتعد وأكون لوحدي تمامًا، وأفكر بالكثير من الأشياء. فكانت الأمور تمشي بهذا الاتجاه.

في شهر آذار/ مارس على ذكرى الثورة تقريبًا، وفي هذه الفترة قالوا لي في "آمنستي": أنه نحن سنبدأ بالترويج للتقرير، ويوجد جولة في أوروبا ستكون، وسوف نبدأ من إسبانيا، فقدمت وأخذت فيزا إلى إسبانيا، وذهبت إلى إسبانيا والجولة كانت عبارة عن 7 مدن تقريبًا في إسبانيا وتبدأ في مدريد وتنتهي في مدريد، والبرنامج جدًا مضغوط، ولكن كانوا جدًا مهتمين بي، وفي وقتها كان عندي مشكلة في ظهري فكانوا جدًا منتبهين لقصة ظهري، وماذا آكل وماذا لا آكل، وجدًا كان يوجد اهتمام بي، فوصلت إلى مدريد، واستقبلتني صبية من "آمنستي" في مكتبهم في مدريد وذهبنا إلى الفندق ورتبنا كل الأشياء، وجاء الليل وأنا اكتشفت أنه لا يوجد معي قداحة فنزلت أبحث بالشوارع عن قداحة فرأيت صوري وإعلانات في الشوارع الإسبانية، وأنا لم أفهم ولكن صورتي وتواريخ، وواضح أنها دعوة للعالم أنه أنا سأكون في المكان كذا في التاريخ كذا فانذهلت.

نزلت في اليوم الثاني صباحًا وذهبت إلى مكتب "آمنستي" وتفاجأت بكم اللقاءات الصحفية مع أهم وسائل الإعلام في إسبانيا، والبرنامج جدًا مضغوط وهو كان عبارة عن لقاءات صحفية وعن اجتماعات مع سياسيين دبلوماسيين ومحاضرات أعطيها.

أتذكر أنني أعطيت في عدة محاضرات، يعني مثلًا المكان يتسع لـ 200 شخص فكان يوجد 200 شخص جالسون و 100 شخص واقفون، يعني يوجد كمية هائلة من البشر تأتي حتى تسمعني وأحضروا لي مترجمًا جدًا جيدًا، وأحيانًا كنت أتحدث الإنجليزية وأحيانًا كان يجب عليه الترجمة إلى الإسبانية، والإسبانية لغة جدًا سهلة وأحسست أنني أريد تعلمها، حتى الآن علاقتي مع "آمنستي" في إسبانيا جدًا جيدة وكانت جدًا ممتعة وأصبحت أسافر من مدينة إلى أخرى يعني ذهبت إلى برشلونة وفينيسيا ومدينة اسمها البيثتا، وكلما أسافر يوجد شيء في الطائرات، ويوجد شيء في القطارات [يعني] شخص يستقبلني من [منظمة] "آمنستي".

أيضا في فينيسيا حصل شيء وأنا كنت في قاعة كبيرة وأريد الحديث عن تجربتي وسجن صيدنايا والاعتقال في سورية، فكان يوجد شيء لا أعرفه، وهو أنهم عرضوا فيلم أنيميشن عن صيدنايا وأنا لم أستحمل، وكانت إحدى المرات النادرة في حياتي التي أبكي فيها وأنا في عمل، وبكيت كثيرًا وخرجت، فأوقفوا الفيلم ثم هدأت ودخلت وأكملت، وكل شيء جيد.

إحدى الأشياء التي كانت سيئة أنه في برشلونة أجروا معي لقاء بدون جدول وبدون موافقتي مع مجموعة معارضين سوريين موجودين قديمًا في إسبانيا، بكل بساطة يخونونني أنه كيف فعلت كل هذا العمل وأنا أجلس في سورية! فكانت جدًا مستفزة وأساسًا أنا لم أخرج حتى ألتقي مع سوريين بصراحة.

مر خلال دقيقتين أو 3 دقائق شريط حياتي يعني 90% لولا اعتقال والدي وباسل أنا لا أكون في هذا المكان الآن، أولًا والدي واكتملت مع باسل فبكيت، وكانت الدموع مزيجًا من الفرح وإحساسًا بالذنب لا زلت أعاني منه.

عدت من إسبانيا وأمضيت عدة أيام في بيروت، وطبعًا يوجد تقييم على ذهابي جدًا جيد، وكانت "أمنيستي" جدًا سعيدة وعلى أساس أننا سنستكمل الجولات، وفي هذه الفترة تكلمت معي صبية [ليلى كيكي] هي حاليًا مديرة "ذا سيريا كامبين" (The Syrian Campaign).

قبلها في شهر شباط/ فبراير وعام 2019 جدًا مكثف، في نهاية شهر كانون الثاني/ يناير أنا كنت في الرياض، وأنا عندما عدت من الرياض إلى بيروت، هنا -التي هي حاليًا مديرة ذا سيريان كمبين- تكلمت معي من أجل الذهاب إلى جنيف بالتزامن مع المفاوضات، ولعله يوجد حملة مناصرة من عائلات معتقلين، وأنه يجب أن نسافر ونقوم بهذا النشاط ونلفت النظر، ونرى أين ستأخذنا القصة، وأنا وافقت، وكنا 5 نساء سنذهب إلى جنيف.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/30

الموضوع الرئیس

النشاط الحقوقي

كود الشهادة

SMI/OH/123-41/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

سياسي

المجال الزمني

كانون الثاني/ يناير 2017

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سورية

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية - الرياض 1

الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية - الرياض 1

منظمة العفو الدولية

منظمة العفو الدولية

منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي

منتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي

The Syria campaign - حملة من أجل سوريا

The Syria campaign - حملة من أجل سوريا

الشهادات المرتبطة