الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

إطلاق "عائلات من أجل الحرية" في جنيف

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:14:46:04

سنعود إلى شباط/ فبراير 2017 حول الذهاب إلى جنيف كنا 5 نساء، وأنا الوحيدة في سورية، وفدوى محمود وآمنة خولاني وبيان شربجي وأسماء السقا ولا أعرف لماذا كنّ 3 من داريا، و2 ليستا من داريا، كان يوجد فيه الكثير من التحديات، لأن السفر كان عبارة عن... وكان يوجد سوء تفاهم، وأنا أظن أنني ذاهبة كمحامية، وأنا في وقتها بدأت أتخذ قرارًا أنه يجب أن لا أتحدث فقط عن باسل ويجب أن أتحدث عن كل الناس، وأنا كنت أظن أنني ذاهبة كشخص اختصاصي وليس كزوجة، وهذا هو سوء التفاهم الذي حصل، والثاني: كان تحديًا أنني الوحيدة المحامية وأنا الوحيدة التي لديها لغة قانونية أو لغة خطاب عام، وكانت مطلوبة لأنه توجد لقاءات رسمية.

التحدي الـ 3: كان هو آمنة خولاني، ولكن لن أعبر إلا بهذه الكلمة، ونحن وصلنا إلى جنيف، وبدأنا نضع خطة واتضح معنا في الخطة أننا نحن لم نذهب فقط من أجل وقفة وصور وإنما يجب أن نجري لقاء مع دي ميستورا، وثانيًا: نحن يجب أن نطلق شيئًا وهذا الشيء هو ليس حملة، وتم التوافق على إطلاق حركة وهذه الحركة يجب أن تعرّف عنها؛ ومن هي؟ وماذا تريد؟ ولا يمكنك أن تعرف عنها وتقول: ماذا تريد كخطاب للرأي العام موجة للرأي العام في الخارج وموجه لسياسيين وصانعي قرار، وموجه للإعلام ولا يمكنك أن تقول: أنا أم أعيدوا لي ابني هذا ليس خطابًا، وهذا يصبح في لقاء تلفزيوني أو مظاهرة، وهنا حصلت الكثير من التحديات حول كيف يمكن صياغته، وأنا كنت الوحيدة في سورية، ودائمًا أنا مُشكك بمصداقيتي كثائرة أو [كوني] ضد النظام أنه كيف لا تريدين أن تكتبي النظام السوري؟ يا جماعة نحن عائلة عائلات نتكلم ولا يوجد عندنا أي مصلحة ولا أجندة وكلمة نظام لها دلالة سياسية وأنتم تقولون: نريد محاولة استقطاب كل الأطراف، وأنتم من يقول وليس أنا، وكلمة نظام لا تُستخدم إلا في سياق سياسي يعبر عن رأي وموقف، ولا يوجد داع أن نقول للعالم من نحن، وكلنا لدينا تاريخ وواضح أننا معارضة، ويجب أن نذكر المعتقلين عند باقي الأطراف وحتى خرجت هذه الورقة بصعوبة، وكنت أريد العودة ولا أريد البقاء، كان معنا الداعمون "دولتي" و "ذا سيريا كامبين" و"نساء الآن".

بصراحة كانت الفكرة من الصبية، التي هي الآن مديرة "ذا سيريا كامبين" وهي التي فكرت بها، واخترنا الاسم أنه "حركة عائلات من أجل الحرية" ووضعنا تعريفًا: من نحن ومطالبنا من ورقة واحدة باللغة الإنجليزية والعربية، وأنه نحن مجموعة عائلات نطالب بالأشخاص الذين يخصوننا، الذين هم المعتقلون لدى السلطات السورية أو باقي أطراف الصراع، وباختصار نحن لا نريد أن ندخل بأي شيء سياسي، ومطلبنا جدًّا إنساني وحقوقي، والمطالب كانت هي حقنا بمعرفة مصيرهم ومكانهم في حالة الوفاة -وطبعًا كل هذا أنا صغته- في حال الوفاة معرفة أسباب وتاريخ الوفاة وأماكن الدفن، وثانيًا: المحاكمات العادلة تحت إشراف الأمم المتحدة، وثالثًا: دخول المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى كل مراكز الاحتجاز وطبعًا الـ 4 كانوا يريدون إطلاق سراح المعتقلين ولكن لا يمكننا، وهذه الجملة تسببت بمقتل هذا الملف، تقول إطلاق سراح المعتقلين فيقول النظام: هؤلاء مجرمون وإرهابيون، ويقول المجتمع الدولي: من المستحيل على النظام أن يطلق سراحهم، وهي فعلًا تسببت بمقتل هذا الملف لأنه بعد كل هذا الكم من البشر المعتقلين وكل هذه الجرائم التي ارتُكِبت لم يعد بإمكانك أن تقول هكذا، وكلما سيّست الملف أكثر كلما أصبح من الصعب العمل عليه؛ يعني حسنًا لا تخرجوهم ولكن حاكموهم بجدية ولا تعذبوهم وقولوا لنا أين هم وهذا الشيء قابل للتحقيق.

عندما ذهبنا للقاء مع دي ميستورا قال بالحرف: أنا لأول مرة أسمع من أطراف سورية كلامًا يُسمع، وتمامًا هكذا قال، وطبعًا كان يوجد وقفة بعدها في اليوم الذي بعده مع الصور وكم هائل من الصحافة، وهنا تقرر -وطبعًا أنا الوحيدة التي تتكلم الإنجليزية- وأنا فقط كنت أُجري لقاءات مع صحف أجنبية، وليس وسائل إعلام أجنبية لأن الترجمة ستكون جدًّا صعبة، وطبعًا صحف أو وسائل إعلام أجنبية يعني انتشار أكثر وحتى جغرافيًا أكثر، وهنا بدأت المشكلات أنه لماذا أنا يعني أنا؟ لأنني أتحدث الإنجليزية ولست أنا التي قررت.

الشيء الثاني: أنه كان قبل اللقاء يجب أن نلتقي مع دي ميستورا، والتلفزيونات تصور وهو يأخذ الورقة منا ويدخل بها إلى المفاوضات، فتأخر دي ميستورا، وهم لا يريدون، لأنه نحن لا يمكننا التأخر على الوقفة لأنه يوجد تلفزيونات، فتشاجرنا مع بعضنا ونحن ننتظر ديمستورا، فعندما دخلنا أعطيناه الورقة والتقطنا الصور يعني التلفزيونات التقطت لنا الصور وديمستورا جدًّا يحب الصور، وهو تحديدًا كان يمسك يدي ويد فدوى ثم عدنا وأجرينا الوقفة، وكانت جدًّا عظيمة وكان شيئًا مهمًا ومؤثرًا، وصُور كل هؤلاء الناس، وكل امرأة تحمل صورة الشخص الذي يخصها وتمشي، وصحافة كثيرة، وكانت جدًّا ناجحة وأطلقنا الحركة، وهم (...) من طبعوا كل شيئ مع البراويز (إطار الصور) الورود.

نحن نمشي من مبنى الأمم المتحدة إلى شيء اسمه الكرسي وهنا يجب أن نقف لـ 5 دقائق ونحن كنا نمشي ونقطع الشوارع، والصحفيون والتلفزيونات يقفون ويصورون، وفي البداية وقفة ويوجد دقيقة صمت، وبعدها قرأنا البيان، وأنا قرأته بالإنجليزية، وآمنة قرأته بالعربية، وبدأت اللقاءات وبدأ المؤتمر الصحفي، وهذا كان إطلاق الحركة في جنيف.

حتى هذا الوقت تقرر ألا يكون اسمها حملة "حركة" لأنها بداية شيء سوف يتأسس وليست منظمة، لأننا لا نريد الدخول في التفاصيل الإجرائية واللوجستية والتمويل فهي حركة ولم يكن لها نظام داخلي ولا هيكلية، وكانت عبارة عن: من نحن ومطالبنا والمنظمات الـ 3 "ذا سيريا كامبين" و"دولتي" و"نساء الآن" كانوا معنا موجودين، وهم الداعمون وهم من يحضر التمويل لنا، ونحن لا ندخل في قصص التمويل أبدًا، وطبعًا نحن لم نكن نتقاضى أجرًا، ولا بدلًا، ولا أي شيء يعني يأتي الدعم للأنشطة فقط، ونحن لا نزال في جنيف ومع السياق الزمني توجد تطورات وتغييرات بالحركة.

أنا بعد أن عدت من بروكسل في عام 2016 أنا تم وضع منع سفر جديد علي، وطبعًا أنا لم أكتشفه حتى بدأت أقدم على المنحة في بريطانيا ويجب أن أجري فحص الآيلتس في البريتش كاونسل في بيروت فأوقفوني على الحدود وأنا كنت أظن أنني موقوفة وكان هذا في نهاية 2016 فاكتشفت أنه عندي مراجعة لأمن الدولة فرع الخطيب وعدت، وهنا أصبح عندي منع سفر وأنا احتاج إلى موافقة سفر في كل مرة أريد فيها السفر، وعندما أعود عندي تحقيق فأصبح سفري جدًّا صعبًا ومعقدًا.

هنا عندي رحلة ثانية في فرع الأمن والاستجوابات والتفاصيل وهي تستحق الحديث عنها لأنه منذ زمن طويل لم أراجع فروع الأمن من قبل الثورة، وكنت جدًّا مرعوبة، وذهبنا أول مرة أنا ووالدي والتقينا مع عقيد، ووالدي كان يجهز نفسه أنني سوف أُعتقل، يعني والدي كان مع نظرية أن يسلم الشخص نفسه أفضل من أن يبقى ملاحقًا ولكن كل الأشخاص الذين سلموا أنفسهم ماتوا!

فكانت القصة جدًّا مرهقة، ولكن كان يحصل فيها محطات غريبة وفي أول استجواب هذا العقيد كان لطيفًا وضيفنا القهوة ومن ضمن الأسئلة قال شيئًا ولا أعرف كيف يلمح أننا معارضة ويوجد عندنا المال فوبخه والدي وقال له: لو عندنا المال ما بقينا نجلس في سورية، وقال لي في الاستجواب: أين زوجك؟ فقلت له: أنت تسألني أين زوجي! وأنا لا أعرف أين هو، وأنت ضابط أمن، وأنت من يجب أن تعرف مكانه، فقال لي: ألم تسمعي شيئًا عنه؟ فقلت له: لا، ولكن سأقول لك شيئًا وأنا أساسًا لا أعرف بأية صفة أنا موجودة هنا، وأنا لا أعرف إذا كنت أراجع أو موقوفة، ولكن سوف أقول لك شيئًا، ولا يمكنني ألا أقوله -حتى لو كنت في فرع الأمن-: إذا النظام قتل زوجي حتى يخفي صوته هذا عدا أنها ستكون من أسوأ حماقاته، أنا بسببي لن يختفي حس باسل، وهو صمت، وقلت له: يمكنك أن تفعل ما تريد، ولكنني لا أستطيع إلا أن أقول هذه الكلمة، فقال: سنقدم على موافقة سفر.

وفي اليوم الثاني صباحًا اتصل بي وقال لي: تعالي لوحدك، يعني ضابط أمن يقول لبنت تعالي لوحدك! فقلت له: سوف أعطيك خبرًا فاتصلت بوالدي وقلت له: إنه طلب مني الذهاب إليه لوحدي، ماذا أفعل؟ فقال: اذهبي لوحدك فقلت: وماذا لو تحرش؟ فقال: أصبح عمرك 35 سنة ألا تعرفين ماذا تفعلين مع شخص يتحرش بك؟ فذهبت إليه وهو كان فقط يأخذ ويعطي بشكل لطيف، وأخذت موافقة السفر وعدت إلى الاستجواب، وهذا الشخص بدأ يتصل بي كثيرًا وأنا عدت من السفر، وقدمت امتحان "الآيلتس" وعدت ولا أعرف لماذا كلما أذهب أنسى سجائري وهم يحضرون لي السجائر وحفظوا أنني أشرب القهوة سادة وفي كأس وليس في فنجان، فقال لي شيئًا، ولكنه كان سؤالًا جدًّا غريبًا، فقال لي: أتمنى أننا لا نضايقك بحضورك إلينا، وأنا أيضًا أجبته إجابة أغرب، وقلت له: لا يوجد أي سوري لا يتوتر بذهابه إلى الأمن، ولكن بصراحة أنت لطيف ولا تزعجني، ولكن أنت سألت وأنا لا أستطيع إلا أن أجيب، فقال: ماذا فقلت له: يوجد شيء واحد يزعجني فقال: تفضلي فقلت له: صورته في وجهي طبعًا صورة بشار وهو سكت لمدة 10 دقائق ولا يعرف ماذا يتكلم وبعد 10 دقائق من الصمت وأنا أقول في نفسي: ماذا فعلت؟ فقال لي: أديري كرسيك ولا تنظري إلى الصورة وطبعًا أنا لا أذكر اسم الشخص لخصوصيته وكان جدًّا غريبًا وعندما خرجت قلت لوالدي ما حصل معي، فقال: هل أصابك الجنون؟ فقلت له أنا أمام الأمن كما أنا بدونهم.

هو قال: أنا أحترمك وأنت جدًّا واضحة وبدأ يتصل بي كثيرًا، وفي إحدى المرات قلت له: عندما أحتاجك أنا سأتصل بك، وطبعًا أنا كنت أحتاجه بعد 3 أيام لأنني كنت أحتاج إلى موافقة سفر فذهبت إليه ولكنه كان منزعجًا، وقال: أحضروا القهوة للأستاذة ولم يتحرك وبقي جالسًا خلف مكتبه وسألني: هل معك سجائر فقلت له: نعم، ولا أعرف كيف حصل الحديث فقال: [لماذا] أنت لماذا مزاجية؟ فقلت له: أنا مزاجية من برج الميزان، ولكن كيف عرفت أنني مزاجية؟ فقال: لأنك كنت تردين علي وكنت لطيفة معي وبعدها فجأة بمعنى وكأنك قلت لي: لا تتصل بي فقلت له: لأنه لا يوجد عندي أي سبب يجعلني أفهم لماذا تتصل بي، فقال: حتى أطمئن عليك، فقلت له: بصفتي ماذا فقال: صديقة، فقلت له: أنا صديقتك أنت؟ أنا لا يمكنني أن أكون صديقتك، ونحن لسنا رفاقًا، فقال: لماذا؟ فقلت له: لأننا لسنا متكافئَين، طالما أنت بيدك أن تمنع سفري وتعتقلني وتلعن ديني وتكرهني حياتي، أنا لا يمكنني أن أفعل أي شيء لك، فلا يمكننا أن نكون أصدقاء، فقام من خلف مكتبه وجلس، وقال: أنا لا يمكنني إلا أن أحترمك ولن أزعجك وأي شيء تريدينه يمكنك أن تطلبيه مني، والآن سوف أرفع لك الموافقة.

هذا الشخص هو الذي أزال منع السفر عن والدي بعد 35 سنة وكان جدًّا جيدًا وفعلًا كان جدًّا جيدًا ولم يسئ أبدًا ولم يقلل الأدب أبدًا وتحدثنا كثيرًا بموضوع حقوق الإنسان وهو أخبرني أنهم يأخذون -كضباط أمن وطبعًا هو خريج حقوق- هم يأخذون تدريبات عن حقوق الإنسان فقلت له: يعني حتى تعرفوا كيف تنتهكونها؟ فسكت وقال لي: إنهم يأخذون تدريبات من ضباط إيرانيين.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/12/30

الموضوع الرئیس

النشاط الحقوقي

كود الشهادة

SMI/OH/123-42/

أجرى المقابلة

إبراهيم الفوال

مكان المقابلة

اسطنبول

التصنيف

مدني

المجال الزمني

شباط/ فبراير 2017 - 2016

updatedAt

2024/04/25

المنطقة الجغرافية

عموم سورية-عموم سوريةمحافظة دمشق-مدينة دمشق

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الأمم المتحدة

الأمم المتحدة

دولتي

دولتي

عائلات من أجل الحرية

عائلات من أجل الحرية

الفرع الداخلي في أمن الدولة 251 - الخطيب

الفرع الداخلي في أمن الدولة 251 - الخطيب

The Syria campaign - حملة من أجل سوريا

The Syria campaign - حملة من أجل سوريا

النساء الآن من أجل التنمية

النساء الآن من أجل التنمية

الشهادات المرتبطة