التطوير في مجلس مدينة حلب قبل الثورة
صيغة الشهادة:
مدة المقطع: 00:21:30:05
في مجلس مدينة حلب مرةً أخرى سأسلط الضوء على لجنة الثقافة والسياحة والآثار، وكنت أنا عضوًا فيها من 2003 إلى 2007 ومن ثم كنت رئيسها من 2007 إلى 2011 وهذه اللجنة كانت تُعنى سابقًا بالشؤون الثقافية والاحتفالية والبروتوكولية (المراسم) للمدينة وعلى سبيل المثال اللجنة كانت تشرف على جائزة اسمها جائزة الباسل للإبداع الفكري والإنتاج الأدبي ولها تفاصيل معينة وتُمنح للمبدعين في مختلف المجالات من مدينة حلب، وكانت تُعنى بالاحتفالات الرسمية مثل معارض صور والسياحة في حلب واستقبال الضيوف والوفود، ولكن نحن حولنا في مسارها سواءً حين كنت عضوًا فيها أو حتى حين أصبحت رئيسها.
وحين كنت عضوًا فيها كنت صاحب تأثير لأنَّ رئيس اللجنة أصبح يثق في استشاراتي ورؤيتي وكنا متناغمين جدًّا ومتفاهمين، وأدخلنا ما يسمى التعاون أو التعامل مع المجتمع المدني ولكن بين قوسين وكان اسمه الجمعيات الأهلية في حلب وهي بدأت عمليتين على التوازي وفي التشارك بين لجنة الخدمات ولجنة الثقافة والسياحة والآثار كان لنا عمل مجتمعي خدمي، ويمكن في بادرة هي الأولى من نوعها بين 2003 والـ 2007 كان يخرج أعضاء من اللجنتين في التشارك وزيارات للأحياء الشعبية وكنا نقوم في زيارات للمخاتير ولجان الأحياء وحتى بعض الأعيان والمواطنين في الأحياء الشعبية وننقل همومهم ونضعها في تقاريرنا التي تتلى في مجلس المدينة كل شهرين ونعطي توصيات لإصدار قرارات، وأحيانًا تصدر قرارات كثيرة تخص تلك المناطق.
وكان الاهتمام في تلك المناطق على منحيين: المنحى الخدمي وما تحتاجه من خدمات، والمنحى الاجتماعي وما هي طبيعة التركيبة الاجتماعية وما يلزم لتلك التركيبة في تلك المناطق.
وحتى نتمكن من العمل الاجتماعي في تلك المناطق كان علينا أن نتعامل مع بعض الجمعيات الأهلية ومجلس المدينة الموارد الثقافية خفيفة جدًّا كنا نُضطر للتعامل مع متطوعين ومتدربين أو تقديم سبونسر (الرعاية التجارية) وهو عمليًّا شراكة مع القطاع الخاص لدعم مشاريعنا الثقافية.
أولى الجمعيات التي عمل معها مجلس المدينة في تلك الأحياء هي جمعية التعليم ومكافحة الأمية، وكان هناك أعمال أتوقع منذ عام 2004 بدأ ذلك العام وبدأ مبكرًا في حياتنا في مجلس المدينة، وكان هناك لدينا اهتمام في نظافة المدينة، ونظافة المدينة والإمكانات الفنية لوحدها كان لدينا قناعة أنَّ الإمكانات الفنية دون توعية لا تحقق النظافة التي نرجوها للمدينة، وأيضًا عمليات الصيانة وصيانة الحدائق وأعمال النظافة وأنت تصلح كرسيًّا أو لمبةً (مصباحًا كهربائيًّا) وثاني يوم يُكسرون والنظافة الناس ممكن أن تخالف فكنا بحاجة للتعاون مع المجتمع الأهلي من أجل هذه التوعية ومن أجل إيصال الأفكار ويكونون هم جسر العبور بيننا وبين المدينة وبين سكان المدينة وفعلًا كانوا يقومون.
أذكر في 2004 أذكر مشهدًا جميلًا للغاية: نجتمع عند كلية [هندسة] العمارة ومعنا بعض عمال النظافة ومعنا سيارات النظافة ويأتي طلاب من كليات الاقتصاد والعمارة وبعضهم معهم سياراتهم ويصفون سيارات ويطلعون معنا في الباصات (الحافلات) ونذهب إلى حي مساكن هنانو، ونتكلم من غربي حلب نتكلم كلية العمارة في حي تجميل الفرقان إلى مساكن هنانو والتي تبعد 15 كم، ونذهب من أجل أن يقوم الطلاب بأيديهم في عمليات تنظيف الشوارع ودعوة الأهالي لينظروا لهذا الموضوع والتحدث معهم في الشارع ويحصل حماس للأهالي أن يلتزموا أكثر.
وتطورت تلك الفكرة أنَّ البلدية ومجلس المدينة أصبح صلة وصل بين المجتمع الأهلي ونحن عملنا مع جمعية مكافحة الأمية وجمعية الخيرية الإسلامية وجمعية الإحسان وجمعية عطاء وجمعية العلوم الاقتصادية، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر 7 أو 8 جمعيات والعاديات بهذا العمل لم يكن لها دور وهي كيان مستقل لوحده لم يتشارك معنا في تلك الأمور وهي ليست من تلك الجمعيات وكنا صلة الوصل بين تلك الجمعيات وبين المهتمين من خارج سورية في العمل المدني السوري وهم جهتان: جهة الاتحاد الأوروبي مشروع تحديث الإدارة البلدية الموم والاتحاد الأوروبي هذا الموضوع منحل منه من زمن تشارك المجتمع المدني وهم أحبوا أن يدخلوا المجتمع المدني السوري من خلال مجلس مدينة حلب، وكان هناك مسابقة للمشروع وأخذوها 3 جمعيات في معدل كل جمعية 50 ألف يورو، والمشروع الأساسي والذي هو شراكة بين جمعية التعليم ومجلس المدينة ومجلس الاتحاد الأوروبي، ما يسمى توأمة بين حيين، حي غني وآخر فقير، وما هي الخلافات بين شباب هذا الحي وما المشترك بينهم، ومن الأمور الغير مشتركة بينهم، المستوى المالي وطبيعة اللبس وممكن التعليم هناك فرق، ولكن لاحظنا أنَّ الثقافة هذا لا يقرأ وهذا لا يقرأ وهذا ليس لديه اهتمام بالشأن العام وهذا لديه اهتمام وعملنا أنشطة كبيرة خلال سنة في رعاية المجلس وهذا جزء من أنشطة مجلس المدينة مع المجتمع الأهلي وتولد عنه مجتمع مدني.
وأيضًا دخلت على الخط منظمة المدن العربية بذراعها العلمي المعهد العالي لإنماء المدن وكانت زياراتهم إلى سورية كثيرةً وصار معهم عدة مشاريع مثل الحد من الفقر الحضري بطريقة البحث السريع والمشاركة وهذا المشروع تشاركت به 4 جمعيات أهلية مع مجلس المدينة وكانت في الأحياء الأكثر فقرًا في حلب مثل حي الحيدرية والشيخ خضر والصاخور ومساكن هنانو وكان لدينا خروج لمنطقة في ريف حلب نسيت اسمها وكانت تعتبر الأكثر فقرًا في سورية.
وهذه النشاطات وتلك الفعاليات كانت تجري في أريحية ولم يكن هناك تدخل أمني سافر والسبب هو: العلاقة قوية لمجلس مدينة حلب مع دمشق أو مع الصف رقم 1 في دمشق، وأنَّ تلك المنظمات كانت تصب دومًا ودومًا هناك استثمار واستثمار مقابل.
وبشار [الأسد] في خطاب القسم الأول كان يعتمد كلمتي التطوير والتحديث وكان يريد أن يقول أدوات معينة ليقول أنا أعمل تطويرًا وتحديثًا وليس دعوسة (قمعًا) وكان يحتاج أدوات، ويمكن أن يكون عمل مجلس مدينة حلب مع المجتمع الأهلي والاتحاد الأوروبي ومنظمة المدن العربية هو من الأدوات الآمنة للنظام لأنَّ ليس فيها سياسة وليس فيها صراع معارض مثل إعلان دمشق أو غيره أو كذا، وفي نفس الوقت تلمع وتعطي الصورة الجميلة للنظام والآن تقول لي: أنت تعرف هذا، لماذا تجاري النظام في ذلك؟ أنا أقول: لأنَّني أريد أن أستفيد على الأرض في تقديم خدمة إضافية للمدينة وإنشاء حركة اجتماعية للمدينة على أكتاف.. واليوم أنت تلمع مشروعه ولكن تستثمر أنَّه يسمح لك ويعطيك فضاءات ومساحات أنه اليوم لا يتجرأ أن يتجمع 300 شاب وفتاة في سورية ليعملوا فعاليةً وحين عملنا مؤتمر الأطفال والشباب عام 2008 المؤتمر الدولي الخامس لمؤتمر الأطفال والشباب في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 4 أيام و 17 و 18 دولةً و30 باحثًا و350 شابًّا وفتاةً يحضرون المؤتمر في حلب دون تضييق أمني والنظام يستثمر ذلك أمام الدول، ونحن نستثمر أن شبابنا بدأوا يدخلون الشأن العام من أوسع أبوابه، بدأوا يتعاملون مع دول ويتواصلون مع باحثين من دول مختلفة والذين هم -بحياتهم- تلك الفرصة لن تُسمح لهم.
وأحب أن أقول ما هو مُخرج حديثي: هو هذا المؤتمر الدولي -هذا الذي تكلمت عنه في 2008- كان في الشراكة لأول مرة اليونيسف تشارك مجلس مدينة وليس وزارة تربية لأول مرة في تاريخها لأنها أُعجبت في الفكرة وأنا زرتهم في دمشق وأقنعتهم بالفكرة ومن الشركاء الأمانة السورية للتنمية وهذا غطاء للمشروع والمعهد العربي لإنماء المدن ومنظمة المدن العربي ومجلس مدينة حلب أمام كل هؤلاء لن يكون هناك تسلط أمني على الشباب والفتيات الذين رأوا مساحات واسعةً ومسح فرص عمل الشباب أيضًا مع منظمة المعهد العربي لإنماء المدن ولأول مرة شباب صغار تعلموا على برامج الإحصاء، وفي الثورة هناك الكثير مما يجري من استطلاعات رأي واستبيانات وهذا دربنا عليه الشباب في 2009 و2010 وكان حراك في مجلس المدينة في لجنة السياحة والآثار وكانت تُسمى إلا قليل لجنة المجتمع المدني، وكان هناك أنشطة كثيرة جدًّا في هذا المجال وهذا عمل لجنة الثقافة والسياحة والآثار، وأنا تكلمت بوقت دقيق وتوجت قبل الثورة بشهرين تقريبًا أن أتت مستشارة من رئاسة الجمهورية في حلب من أجل التنمية الاجتماعية والعمرانية، وهذه المستشارة لن أذكر اسمها ولا أحب أن أخوض في الأسماء، وجاءت إلى مجلس المدينة وأنا لم أكن موجودًا وقالت ماذا تفعلون أنتم في المجال الاجتماعي؟ وقالوا: لدينا مشروع الحد من الفقر الحضري ولدينا مشروع مسح فرص عمل الشباب ونوادي التميز والتوأمة ما بين الأحياء، وهي استغربت أنَّ هذا عمل مجلس المدينة في سورية، وأنا فتت السادة المشاهدين أنَّه في حزيران هناك عيد الموسيقى العالمي ومجلس مدينة حلب، ويمكن آخر مجلس مدينة أنه ينشط في الشوارع والساحات المفتوحة وكانت تقام القدود الحلبية وفي مناطق معينة عازف البيانو وعازف العود وفي مكان آخر فلكلور (تراث شعبي)، وهذه كلها تقاوم في الشوارع وعملنا معرضًا مفتوحًا للصور على الجدار الخارجي للحديقة العامة وكان هناك نوع من الإبداع في العلاقة مع المجتمع السوري، وبالعودة إلى المستشارة وتساءلت: أنتم عندكم عيد موسيقى! من يقوم بهذا الشيء؟ وقالوا: المسؤول عن هذا الملف اسمه فراس المصري، وقالت: أين هو؟ اتصلوا به على الهاتف ورنوا لي وأنا كنت في دمشق، وقالت: ما هو وضع تلك الأنشطة؟ وقالت: أريد أن أراك واجتمعنا أكثر من مرة، مرةً في دمشق ومرةً في حلب وبدأنا في مشروع سويةً اسمه نوادي التميز وحشدت له الإدارات في حلب من المحافظ إلى مدير الشؤون الاجتماعية والعمل إلى مدير الثقافة ومدير التربية، وكنت أنا نقطة الاتصال بين كل هؤلاء وبين المشروع وبينها حتى دخلت الثورة ونحن في هذا الأمر، ويأتي يوم يأتينا هاتف: يا فراس نريد مجموعتك من المجتمع المدني للقاء أسماء الأسد في شهر أيار/مايو 2011 نعود إلى الوراء وأيضًا في تلك المرحلة كان هناك نشاط لعلاقات التوأمة لمجلس مدينة حلب ومجلس مدينة حلب له اتفاق مع مدينة ليون (مدينة فرنسية) وهذا متوافق مع الانفتاح الذي يريده النظام لمسيرته في التطوير والتحديث ولوجود شخص على رأس مجلس المدينة لديه دكتوراه من فرنسا ويتكلم لغتين ومن سبقه كان شخصًا لا يهمه في مجلس المدينة إلا العمل التنفيذي ولن أتحدث عن الفساد وما إلى ذلك، وسابق سابقه لأنَّ سابقه كان رجلًا جيدًا استلم سنتين وترك، ولكن ما قبل مرحلة سيئة جدًّا والرجل كان لديه علاقات طيبة وكان هناك اتفاقية تعاون مع ليون الفرنسية واتفاقية تعاون سياحي مع مدينة ألمانية كان هناك علاقة توأمة مهمة جدًّا فازت من الاتحاد الأوروبي كأفضل علاقة توأمة بين مدينتين في العالم وكانت العلاقة بين حلب وغازي عينتاب فيها تبادل فني واجتماعي وثقافي ومثلًا أيام غازي عينتاب الثقافية في حلب وأيام حلب الثقافية في غازي عينتاب، وكنا نشارك كل عام في مهرجان الفستق العينتابي في عينتاب ونأخذ فرقًا وكان هناك اتفاقيات من أجل إنشاء حديقة حيوانات في حلب على غرار حديقة حيوانات غازي عينتاب، وهم استفادوا من تأهيل المدينة القديمة في حلب ونفذوها في غازي عينتاب، وبالنسبة للجوائز مدينة حلب أخذت جائزةً في الاهتمام في التراث العمراني عن منطقة باب قنسرين في تأهيل جامعة هارفورد في ألمانيا ومن منظمة المدن العربية في تأهيل المعمار التراثي.
وأنا أتكلم عن جوانب مضيئة كما تكلمت عن مواضيع الفساد ونرتب الصورة كلها، مثلما ضربت مشاريع البي أو تي بسبب الفساد ولكن في الجانب الاجتماعي والثقافي والسياحي كان هناك متنفس وكان له أثر على العمل الثوري في حلب، وكثير من الشباب الذين أهلناهم وشاركناهم واستفدنا منهم واستفادوا منا الكثير، معظمهم الآن من شباب الثورة السورية
معلومات الشهادة
تاريخ المقابلة
2022/04/12
الموضوع الرئیس
تاريخ مدينة وواقعهاكود الشهادة
SMI/OH/238-09/
أجرى المقابلة
سامر الأحمد
مكان المقابلة
اسطنبول
التصنيف
مدني
المجال الزمني
2003-2007-2010
updatedAt
2024/05/10
المنطقة الجغرافية
محافظة حلب-مدينة حلبشخصيات وردت في الشهادة
كيانات وردت في الشهادة
منظمة الأمم المتحدة للطفولة / اليونيسف - الأمم المتحدة
الاتحاد الأوروبي
الأمانة السورية للتنمية
مجلس مدينة حلب - النظام
جمعية العلوم الاقتصادية السورية