بعد مؤتمر السبيل بفترة أيام وليست فترةً طويلةً اتصل معي ومع سعد وفائي ويمكن (ربما) كان معنا على الهاتف محمود حمام واتصل معنا الأستاذ شادي الجندي مدير إذاعة حلب شهباء إف إم وكان لي سابق حضور مع شادي وأنا كنت صديقًا لشام إف إم أخرج مقابلات لها علاقة بمجلس المدينة وقال فراس: نريدك أنت وأبو صطيف وربما محمود علي وسامحوني لأنَّني لم أدوّن آنذاك فلست حافظًا كل شيء، وسأتكلم عن مؤتمر الحوار في السبيل وذهبنا إلى الإذاعة وجلسنا في الاستديو وكان له مكالمة قبلي مع مدير التربية في حلب وتتهم الأساتذة بأنهم ضعيفون وواقع التعليم سيئ وحين أغلقوا معه وكانت أجوبته بعثيةً فالتفت شادي إلي وقال: أستاذ فراس بما أنك عضو مجلس المدينة لو تكلمنا عن واقع التعليم في سورية فقلت له لماذا وضع التعليم أنا أكلمك عن كل شيء فقال: ليس لدينا وقت، فقلت: لا أنا أكلمك في دقيقتين وضع كل شيء في سورية وقلت: هناك نكتة يحكونها شيخ خرج إلى المنبر وهناك شخص مثقف يحضر في خطبة الجمعة فقال الشيخ: "الخسن والخسين بنتا مغاوية"، وخرج الناس وأتوا إلى المثقف قالوا: لماذا لم تصلح للشيخ؟ قال: ماذا سأصلح الخسن أو الحسن الخسين أو الحسين معاوية ولا مغاوية؟ هم أبناء أم بنتا، القصة بحاجة لتغيير الشيخ، سعد وفائي نظر إلي وكذلك شادي وقال سعد وفائي: الأستاذ فراس قصده أنَّ رئيس الوزراء لا يقوم بواجبه، وذلك من أجل لفلفة الموضوع، وذهبت إلى المنزل وامرأتي تبكي وبعد عدة أيام يتصل بي رئيس فرع الأمن السياسي وقال: أستاذ فراس مر لعندي اشرب فنجان قهوة فمررت، فقال لي: تعرف يا أستاذ فراس نحن سمعنا كل مقابلتك على "شهبا إف إم"، ولكن المشكلة نحن وعدناكم -الذين شاركتم في الحوار- لن نمد يدنا عليكم وكان تهديدًا قويًّا، وفي 2011 اتصل بي أحد الإخوة وقال أنا آت إليك إلى البيت وقال: الشباب يقومون بتنسيقيات وتنظيم مظاهرات هل تحب أن يكون لك دور؟ وقلت: لا أنا استثمروني في مكاني وأنا عضو مجلس المدينة وأستطيع الدخول لأي جهة رسمية وفعلًا نحن في رعاية البلدية كانت تُقام دورات وترى التناقض، مكتبة وقفية والنشاط إسعافات أولية والرعاية مجلس المدينة شوربة (فوضوي) ولكن زبطناها (أصلحناها) وما علاقة المكتبة الوقفية بالإسعافات الأولية؟ وما خطر لنا أن نقوم بدورة إسعافات أولية وكان في المكتبة الوقفية تجرى دورات الإسعافات الأولية برعاية بلدية حلب، ومدربين من مديرية الصحة وأغلب الشباب عملوا في المشافي الميدانية وهو عمل إنساني وليس عنفي وغير مشروع ولكن هذه إحدى الأمور ومرةً دخلت عند المحافظ وقلت: دكتور هناك إشاعة أن جمال طحان مات في السجن وقال: مستحيل وقلت: هذا الكلام في "عكس السير" وعمل اتصالًا وقال ريحتني (أرحتني) ليس ميت وتعال أفهم 3 مليون حلبي أنَّه ليس ميت وقال لي: لحظةً قليلاً وجعل عائلته تزوره وعائلته تقول (بأنه حيٌّ).

وفعلًا نظمنا وهو حجز تيكيت (بطاقة) الطيارة وأنا لم أكن أعرف عائلته وكنت أتعامل مع الأستاذ محمود حمام عبره مع عائلة جمال وفي الحقيقية زارته عائلته بعد 20 يومًا، وبعد شهر يدق لي المحافظ سأكون في دمشق ويقول لي: أريد رقم ابن جمال طحان، فقلت له لماذا، قال لأجل أن يستقبلوه في المطار لأنه سيخلى سبيله، يعني أحيانا تكون أنت في مكان ويمكنك أن تستثمر به، مثلا النازحون وعملية استقبال النازحين في المدارس من خلال وجودي في مجلس المدينة والشراكة مع الأمانة السورية للتنمية استطعنا أن نسقبل النازحين، وعدة واسطات من أجل المعتقلين، وفي 2011 أنهيناها وفي بدايات 2012 كان هناك مرحلة أخرى من العمل و2011 نهايتها كانت انتخابات مجلس المدينة والنجاح بها. 

من أحداث 2011 أنه بعد أن كانت هناك مؤتمرات المحافظات قرروا أن يعملوا مؤتمرات على مستوى الدولة والقطر في دمشق واحد اسمه الاجتماعي الاقتصادي وواحد سياسي ودعيت أنا كشخص لوحدي من كل شبابنا إلى المؤتمر الاقتصادي الاجتماعي الذي له علاقة بالإدارة المحلية والخدمية والاجتماعية إلى فندق إيبلا في دمشق، واستشرت الشباب كتلة الحوار الهادف وقالوا: تخرج ولكن نعمل بيانًا باسم كتلة الحوار الهادف وفعلًا ذهبت إلى دمشق ومداخلات وكان المدرج موجودًا وناس من (حزب) البعث واتحاد الفلاحين وناس محسوبون على المعارضة قلة وكان الوزراء على القسم الأسفل في المدرج وباستثناء وزير واحد يجلس في الصف الأخير وواضع رجلًا على رجل وتشعر أنَّه ليس عاجبه (راضيًا) وأتت الفقرة المسائية وقمت وتلوت البيان ولدي نسخ من كل شيء، ولكن تلوته باسم كتلة الحوار الهادف ونحن كتلة الحوار الهادف التي شاركت في مؤتمر السبيل في حلب بتاريخ كذا كذا نتلو البيان التالي وكان سقفه عال ومرتفع آنذاك وفي الاستراحة يأتي الوزير الجالس على الكرسي الأخير نحن وماشين (خارجون) يقول لي: خطاب موفق وهذا رقمي إذا احتجت شيئًا.

وكان وزير الزراعة رياض حجاب وكان مازال وزير زراعة وأنا ذكرته بها فيما بعد وتذكر الموقف والأستاذ رياض حجاب حقيقةً من وقت كان وزير زراعة قبل أن يكون رئيس وزراء أنا أنتبه لتلك الأمور جالس لوحده وراء آخر كرسي ويلف رجلًا على رجل ولم يكن يعجبه شيء وفي الاستراحة قال: مداخلة موفقة لو تريد هذا الشيء ومن النهفات كان زميلنا أحمد العقدة موجودًا وكان يعمل في عكس السير وأتى التلفزيون السوري وقالوا: أستاذ فراس سنأخذك على نشرة أخبار الـ 8 والنصف وقلت: لا مانع ولكن بشرط كم دقيقة؟ تقولوا لي لكي أعرف نفسي ماذا أحكي الذي أحكيه وقالت: ماذا ستكحي؟ قلت ليس عملك وقالت: قل لنا قبل ونتفق ما الذي تحكي وقلت: آسف وقال: لحظةً أرى المدير وقال لها المدير: اعتذري واعتذرت عن المقالة، وقلت أنا لأحمد وأحمد أنزلها مقالةً في عكس السير وهو استأذنني ونزل أنَّ عضوًا في مؤتمر رفض التلفزيون السوري أن يخرج على نشرة أخبار الـ 8 والنصف لأنَّه رفض أن يقول ماذا سيتحدث وقصص كثيرة.

وفي 2011 كان هناك أمر مهم والتاريخ نتذكره -لا أذكر- ولكن في عز الأحداث في جسر الشغور ودرعا في بدايات الثورة وكان هناك أحداث عنيفة في درعا ومن ثم في جسر الشغور وارتأينا مجموعةً من الشباب وجمعية من أجل حلب ارتأينا أن نجمع مساعدات من تجار ونقدم معونات لطلاب المدينة الجامعية الذين هم من جسر الشغور ودرعا والذين لم يتمكنوا من العودة لبلدانهم بسبب الأحداث، وكانت العملية لكل أحد منهم سلة غذائية ولكل طالب و500 ليرة سوري وجمعناها وأتينا بموافقة من محافظ حلب محمد علي منصورة وهذه أحد فوائد التواجد في مجلس المدينة وأخذنا موافقةً وذهبنا إلى الجامعة واتحاد الطلبة عارضوا وذهبنا إلى فرع الجامعة (فرع حزب البعث) وأريناهم توقيع المحافظ فوافقوا وبعد ذلك صار بلبلة في الأمر وعادوا ورفضوا والأمر معلق كان، وأنا سهران عند شخص من الأصدقاء في الليل قال لي: أخبرني صحفي اسمه تمام شلاش وكان يعمل في موقع اسمه "أصداء الوطن" وكان يعمل قبل الظهر صحفي وبعد الظهر في أمن الدولة واتصل بي قال: فراس لماذا لم ترد على العميد أكرم؟ وهو كان في أمن الدولة وقلت له: لم يدق لي وقال: والله يدق لك وكانت الساعة 12 ليلًا وقلت: خير؟ قال: يريدك وقلت: أريد أن أفهم اعتقال؟ قال: لا ليس اعتقال ولكن يريد أن يسأل عن المدينة الجامعية وأخذت الأوراق وكل شيء والموافقة وذهبت إلى الفرع وقال: شو أستاذ فراس العادة لا ترد علينا على التلفون! وقال ما رقمك؟ والمهم أعطيته رقمي وقال: العنصر الكذا حفظ رقمك خطأً وقال: ما قصة المدينة الجامعية؟ وأعطيته الموافقات وبعد ذلك دق الجرس وطلب أحد الضباط وقال: أرسلوا لي النقيب أحمد لولاك وهو من أوائل من انشقوا في الثورة وطلع وهو سمعته أصلًا في أمن الدولة مثل المسك وكل السجناء يقولون: لا يمد يده على أحد وهو رجل لطيف من قبل الثورة وقال له: يا أحمد هذا الأستاذ فراس وهذه موافقاته وقال: سيدي نتكلم فيما بعد وقال: لا احكي أمام فراس وقال: سيدي أتانا كتاب من الرفيق محمد سعيد بخيتان أن جمعية [نداء] من أجل حلب غير مرغوب بها وقلت له: جيد قلت لي لأستقيل منها وقال لا تقل ذلك لتفضحنا أمام الناس وقال: سأحولك إلى قائد الشرطة لأن المشكلة هي عنده وذهبت إلى قائد الشرطة وكانت الساعة 3 ليلًا وقلنا له: هذه الموافقات وقال: سنسمح لكم في التوزيع خارج المدينة الجامعية وحصلت عملية التوزيع لطلابنا من درعا وجسر الشغور وفي تلك الجلسة مع قائد الشرطة أنا أستغل الفرصة وقلت: سيادة اللواء عندي استفسار عن التحقيق مع صخر حلاق، فتلون وجهه، وقلت: صديقي منذ زمن ويفضل أن أعرف وقال: لا تسأل هذا السؤال والملف طوي ولمصلحتك لا تتكلم عن هذا الموضوع .

ومن الأحداث التي جرت في أوائل 2012 أنني في كل ذلك الدلال ومجلس المدينة وأتى محافظ جديد الدكتور: موفق خلوف وأنا كلما انتهى "لا مانع سفر " عندي على الجواز أطلب لا مانعًا جديدًا وقدمت طلبًا للمحافظ من أجل لا مانع السفر لم يُوافق لي ولا وقع بنعم أو لا وطلبت أن أراه وكان مشغولًا وكنت كل يوم أمر على المحافظ وفجأةً مررت لأراه واستقبلني وفي أول لقاء قلت له: دكتور لماذا أنت مانعني من السفر؟ وقال صراحةً سبب منعك مات لذلك أستطيع أن أقول لك: واحد من جماعة خلية الأزمة اسمه اللواء بختيار (هشام بختيار) اتصل معي هاتفياً وأعطاني أسماء 5 أشخاص أنت واحد منهم وقال: هؤلاء امنعوهم من السفر من دون أن تقولوا لهم وقال لي: بعد ما مات ليس هناك مشكلة. 

سنكمل في بدايات 2012 عرض علي أن أكون رئيس فرع الهيئة العامة للاستثمار والتطوير العقاري في حلب وإدلب ورئيس الهيئة في دمشق هناك معرفة شخصية بيني وبينه ويثق بي والرجل طلب مني أن نحدث فرعًا لحلب وإدلب وأن أكون انا على رأس الفرع، واعتذرت وبقيت أعتذر منه حتى وضع منع السفر وحين ذلك أخبرته وقلت له: عمي أبو عمار أنا موافق أن أصبح رئيس الهيئة، وفي اليوم الثالث أخرج لي قرار رئيس فرع هيئة وقلت له: أريد لا مانع سفر وأعطاني ووضعته على جوازي وجلست في الهيئة العامة للاستثمار والتطوير العقاري في حلب وإدلب وهذه كانت مهمةً لي لفهم الاستثمار في سورية، وكان هناك عمليات توسط للمعتقلين ومنها تنجح ومنها لا تنجح وكانت دائما عن طريق المحافظ أحمد موفق خلوف (موفق إبراهيم خلوف - المحرر) والذي هو من عسال الورد وكانت تجري بيننا أحاديث خاصة كثيرًا حين نغلق الباب وكان هناك أشخاص في الدولة حقيقةً لا يعجبهم كل شيء يحصل ولكن انتهى دور الملف الإداري والسياسي في سورية من منتصف 2011 وتحول إلى ملف أمني عسكري مجرم بكل معنى الكلمة ولم يعد أي مجال لأي شيء آخر وكل ما يجريه بشار الأسد من مقابلات مع الشيوخ والناس ذر رماد في العيون وكله كذب. 

في مرحلة الثورة مجلس المدينة كان هو في 2010 انتهت حقبة حين أنهي تكليف رئيس المجلس وكلفت النائبة تكليفاً لتسيير الأعمال وكان المجلس في حالة الركود وحين أتت الثورة كان هناك تحضيرات لانتخابات شهر تشرين الثاني/ نوفمبر ومجلس المدينة كان يعمل كمزهرية (واجهة) ولا يناقش أمور الثورة ويطلب بعض الأعمال من المديريات الخدمية يريدون سواتر وغير ذلك لفروع الأمن ينفذون، والمجلس نأى بنفسه عن كل شيء ولم أر في داخل المجلس المركزي وفي القصر البلدي لم يكن هناك مظاهر تشبيح من أعضاء المجلس أما المشبحون كانوا في الدوائر الخدمية في الأحياء وكانوا هم يساعدون الشبيحة على مخالفات البناء.