الذاكرة السورية هي ملك لكل السوريين. يستند عملنا إلى المعايير العلمية، وينبغي أن تكون المعلومات دقيقة وموثوقة، وألّا تكتسي أيّ صبغة أيديولوجية. أرسلوا إلينا تعليقاتكم لإثراء المحتوى.
ملاحظة: الشهادات المنشورة تمثل القسم الذي اكتمل العمل عليه، سيتم استكمال نشر الأجزاء المتبقية من الشهادات خلال الفترة اللاحقة.

الفساد والإهمال في المؤسسة العسكرية للنظام

صيغة الشهادة:

فيديو
نصوص الشهادات

مدة المقطع: 00:19:36:06

تحضرني الآن قصة شراء الغواصات تقريباً في نهاية 1989، أرسلت بعثة إلى روسيا لشراء غواصات، فذهبت البعثة وتدربت على الغواصات نظريًا في مرحلة التدريب العملي، وبدأ التدريب عليها، وحان وقت عملية الاستلام، وكان قائد البعثة في ذلك الوقت العقيد محمد إبراهيم العلي، وهو لاحظ أن هذه الغواصات لا تصلح نهائيًا، وقال: ليست لديها القدرة أن تنزل في المياه نهائيًا. فأرسل إلى القيادة السورية أنه أنا لا يمكن أن أستلم الغواصات؛ لأن الغواصات غير صالحة نهائيًا، ولا يمكن أن أبحر بها، وأوصلها إلى الشواطئ السورية هذا مستحيل. فجاءته الأوامر مباشرة بالعودة مع بعثته وإنهاء المهمة فأنهوا مهمتهم، وبعد فترة وجيزة أحضر الروس الغواصات، وقطروها قطرًا بطرادات عسكرية، وأوصلوها إلى مرفأ طرطوس، وفي طرطوس وضعوها على مدخل الحوض، وجربوا أن يعملوا بها، ومن أول إبحار نزلوا بها إلى عمق 80 مترًا تقريبًا أو أقل أو 20 مترًا حتى يجربوا الغواصة، ففقدت الغواصة التحكم بالدفة، واتجهت باتجاه الأعماق، وحدثت قصة مضحكة والذين كانوا يقودونها ضباط سوريون يتدربون عليها، وعندما تعطلت الغواصة، وبدأت تتجه باتجاه الأعماق قائد الغواصة أسرع باتجاه الفتحة العليا، فقال له المساعد أول: إلى أين ذاهب؟ ونحن على عمق أكثر من 30 أو 40 مترًا، يعني كيف سوف تخرج من الغواصة؟ ولكن القدر ساقه وتم التحكم بالدفة، وعلى أثر هذه الحادثة تم توقيف الإبحار في الغواصات، وبقيت الغواصات على الرصيف تربض أكثر من 10 سنوات، ولم نستفد منها شيئًا، رغم دفع المبالغ الطائلة، ولكن جاء الحظ، ودخلت سفينة يابانية إلى الميناء، وهذه السفينة لأول مرة تطفو على الميناء، فجنحت هذه السفينة واصطدمت بالغواصة، ومن خلال هذه الضربة غرموها بكامل حق الغواصة، أو بالأحرى بسعر الغواصات كلها بحسب القانون الدولي، وأيضًا فيما بعد سفينة أخرى اصطدمت بالغواصة، فاستعادوا سعر هذه الغواصات من شركات التأمين، وبعدها أخذوا الغواصات للأسف، وهذا الشيء أحزنني يعني هذه الغواصات حطموها، وباعوها خردة حديد، وأنا أحد الناس... طبعًا طرحت فكرة في جلساتنا وليس رسميًا أنه لو أنهم أخذوا غواصة واحدة منها، وسحبوها إلى الكلية البحرية، وتركوها فقط لتدريب الطلاب يعني على الأقل أنا أحد الناس تخرجت من الكلية، ولم أشاهد الغواصة، وأنا أسمع عن الغواصة، ولكن أنا ضابط بحري ولا أعرف الغواصة، وفقط كنت أريد رؤيتها والتدرب عليها نظريًا حتى تأتي اللحظة التي يمكن أن يتم فيها شراء غواصات جديدة وصالحة، ولكن هذا النظام كان يسترخص كل شيء، ولا يفكر باستراتيجية بعيدة. 

 كانت آخر غواصات في عهد الوحدة ما بين سورية ومصر، وأعتقد أنه كان يوجد غواصتان، وفي ذكرى الوحدة في مصر عندما حصل الانفصال فبقيت هذه الغواصات، ولم تحضر سورية غواصات حتى فترة التسعين عندما أحضروا هذه الغواصات، وهذه الغواصات كانت مشتركة في الحرب العالمية الأولى والثانية، وهي قديمة جدًا وكانت غير قادرة على الإبحار بأي شكل من الأشكال، وللأسف لا يزال لدينا هناك من الأسلحة التي هي من مخلفات الاتحاد السوفيتي ومن مخلفات الحرب العالمية الأولى، يعني لدينا سفن الحراسة كلها اشتركت في الحرب العالمية الأولى والثانية.

هنا أيضًا توجد حادثة مشابهة، وكانت توجد دبابات في الجيش السوري، واتخذوا القرار أن دبابات ال تي 55 قديمة وعلينا تدميرها فباعوها حديدًا لمعمل الصلب في حماة وبالصدفة مر العماد علي أصلان عندما أصبح وزير دفاع، فرأى هذه الدبابات منشورة في معمل الحديد فسأل عنها، فقالوا له: نحن اشتريناها. والحقيقة أنه أعادها بعد أن صهروا قسمًا كبيرًا منها؛ لأنها تقوم بتشغيل معمل الحديد لفترات طويلة جدًا، وبدلًا من صهرها يجب أن يتم إعادة تأهيلها، حتى لو كلفت قليلًا، ولكن هذا أفضل من فقدها بشكل دائم، وخاصة أن سورية في وضع اقتصادي غير جيد، والدول لا تعطيها القطع الحربية والقطعة التي تفقدها فإن الدول لا تعطيك بديلًا عنها، ومن المفترض ألا أفرط بها، وكيف أفرط بغواصة أو دبابة أو طائرة وأنا قادر أن استرجعها لو بحدها الأدنى. 

القصة في عام 1995 في ربيع عام 1995 كنت ضابطًا مناوبًا، وخرجت من مكتبي باتجاه مرآب الأليات ومعي عريف اسمه يوسف أحمد، وفي الطريق سمعت صوت لوحة أمان وحاولت التأكد، ويبدو أن هناك شخصًا يلعب بلوحة الأمان، فسألت العريف: هل تسمع هذا؟ فقال: نعم. ويبدو أن هناك عسكريًا يلعب بالبندقية فبحثت عن مصدر هذا الصوت، ولم أجد شيئًا، ولا توجد نقطة حراسة، ولكن يوجد مستودع مهمات، وكان الأمر غريبًا فتابعت سيري إلى المرآب، وانتظرت خمس دقائق، فجاء عريف ثان يركض، وقال لي: يا سيدي، يوجد شخص يلعب بالبندقية في المنطقة، فذهبت إلى مكتب رئيس الحرس ومعي نفس العنصرين وعنصر آخر، وأرسلتهم حتى يستطلعوا الوضع، فذهبوا، واستطلعوا، فقالوا: صار يضربنا بالحجارة. فذهبت إلى المكان، وفعلًا عندما وصلت بدأ يضربني بالحجارة، ونحن في الليل وظلام تام ولا يوجد قمر، وبدأت أصرخ عليه، وهو يضربني بحصيات فلقمت المسدس وأطلقت طلقتين بالهواء حتى يخاف، وكان بجانبي رئيس الحرس ولقم البندقية الروسية، وأطلق رشقة نارية، ثم صحت عليه، وفي هذه اللحظة أيضًا بدأ يرميني بالبحص، وأنا قلت في نفسي: إنه عسكري مجنون وهذا الأمر غير طبيعي. فأحضرت سيارة وأنرت المكان، ولا يوجد شيء، وعلى الشجر لا يوجد شيء، وعندما غادرت السيارة أيضًا بدأ يرمي البحص، فقلت لهم: أرسلوا لي التاترا 512 وهذه السيارة لها "برجيكتور" عال فوجهت "البروجيكتور" على الشجر كله على شجر الكينا الطويل وعلى ظهر المستودع، ولم أجد شيئًا، وعندما أمرت بإعادة السيارة بدأ يعود رمي الحجارة، وهنا اجتمع حولي العسكر، وأنا أراقب لعله يكون أحدهم، وكنت أدفعهم أمامي، وأجمعهم في مكان واحد، وأيضًا كانت تأتيني الحجارة، فقلنا لهم: يقولون إن الجن تهرب وقرأنا آية الكرسي والفاتحة ونقرأ القرآن وكل شخص بحسب دينه المسيحي منكم ليصل ولتجدوا لنا حلًا، ولكن لا توجد فائدة فذهبت، وأنا أعرف أنه توجد دورة أغرار مقابل مكتبي، وهذه الدورة تابعة لفوج الدبابات 26 فذهبت إلى الفوج وإذا هناك ملازم فسلمت عليه، وقلت له: القصة كذا وكذا. وأريد أن تتفقد الدورة عندك، فقام بعدهم وكان عددهم 200 والعدد كامل ولا يوجد عنده نقص، وفي وقتها عرفني عن نفسه، وقال لي: أنا الملازم يوسف الجادر (أبو فرات). ثم قال: ماذا تأمر يا سيدي؟ وأنا أعتقد أنني كنت برتبة نقيب في ذلك الوقت، فقلت له: أريد عدة عناصر من عندك فأرسل معي عناصرًا، وبدأنا من خلف منطقة المستودعات تقريبًا على سور الثكنة نشرناهم خلفنا، وبدأت أنا وهو نمشط الحقل حتى وصلنا إلى المستودع، وعندما وصلنا إلى المستودع بدأ ضرب الحجارة علينا، والملازم لقم مسدسه، وبدأ يرمي يمينًا ويسارًا، ثم توقف، ثم عاد الرمي، فأمرت العناصر أن يحضروا ال 815 مرة أخرى، وطبعًا نحن حددنا من أين يأتي ضرب الحجارة،[كان يأتي] من زاوية معينة حددتها بدقة فأحضرنا السيارة ووجهنا الضوء نحو النقطة، ولكن لا يوجد شيء، فأمرت بانسحاب السيارة وعندما انسحبت السيارة من نفس مكان إطارات السيارة يوجد شيء ركض بشكل سريع يعني مثل: حركة القط أو حركة انسحاب الفأر، وهو فورًا توجه إلى النقطة التي فيها الحركة، وبدأ يرمي النار، وأنا خلفه كنت أرمي على نفس النقطة وعندما توقفنا على الرامي عاد رمي الحجارة يعني قصة غريبة، وأيضًا أحضرنا السيارة مرة ثانية، وقمنا بإنارة المنطقة ولكن لا يوجد شيء، وطبعًا أنا هنا خرجت من المنطقة، واتصلت بقيادة الكتيبة وقلت لهم: أنا المناوب العملياتي. وأوصلني مع رئيس أركان القوى البحرية فتحدث معي، وشرحت له القصة، فقال: من الذي أطلق النار؟ ثم قال: اخرج من المنطقة. وراقب بحذر، فخرجنا من المنطقة، ووضعت على المنطقة حراسة، وفي الصباح أبو فرات (يوسف الجادر) نشر الدورة وعددهم 201 نشرهم على خط مستقيم، والكتف على الكتف، وبدأ بتمشيط المنطقة، ولم يجد شيئًا، وكان شيئًا غريبًا، وهذا كان في يوم خميس، وطبعًا هو أبلغ قيادته لأنه خارج نطاق البحرية وفي كتيبة مجاورة، فقالوا له: في المرة الأخرى لا تتدخل.

المناوبة عندي تأتي في اليوم الثالث، يعني كل ثلاثة أيام، وأنا بعد يومين يجب أن أقدم تقريرًا إلى ضابط الأمن وقائد الكتيبة، وقلت لهم: هذا ما حصل. فجاءت المخابرات وحققت في الموضوع، وقلنا لهم: هذا أمامكم أكثر من 15 أو 20 عسكريًا كانوا موجودين. وهذا ما حصل معنا وبعد ثلاثة أسابيع لأن مناوبتي تعود فجاءت مناوبتي، وأيضًا كان يوم خميس، وهنا في هذه الفترة تعززت العلاقة خلال هذه الأسابيع الثلاثة بيني وبين يوسف الجادر، وأصبح يوميًا يأتي إلي ونفطر سوية، وتعززت العلاقة، وفي يوم الخميس كانت الساعة 12:00 ليلًا والمفروض مناوبتي حتى الصباح والمناوبة إدارية، فقلت له: أنا سوف أنزل ومنزلي قريب وإذا حصل شيء أرسل لي سيارة. فقال: حسنًا اذهب يا سيدي لا يهمك. فذهبت الخميس، والجمعة كانت عطلة، وعدت يوم السبت، فسألته عن الوضع، فقال: تعال وشاهد. وبعد منطقة المستودع يوجد مستنقع مائي وفي المستنقع المائي في داخل المستنقع المائي وهو مستنقع واسع توجد أوراق شجر متساقطة وكلها رطبة اشتعلت كلها، وهذا حصل في الليل، وهو أرسل العساكر وبدؤوا بإطفائها، يعني تقريبًا منطقة الحرق كانت 200 متر مربع، ولا يمكن إشعالها يعني حتى لو سكبت البنزين لا تشتعل بسبب رطوبة الماء، ولا يوجد أحد قادر أن يدخل في هذا المستنقع؛ لأنه سوف يغوص في الوحل في المياه حتى يصل إلى هذه المنطقة التي اشتعلت فيها النار، فكانت هذه هي محطة تعارفي مع يوسف الجادر- رحمه الله وتقبله- فطبعًا أنا رويت هذه القصة من باب الذكرى، وهذا الرجل لم ألتق به لفترة طويلة حتى يوم انشقاقه.

 في عام 1997 حصل مع اللواء وائل الناصر قائد القوى البحرية حادث سيارة، واستلم هنا اللواء وائل الناصر وصاهر اللواء وائل الناصر حيث تزوج ابنه ابنة عقيد اسمه علي عزيز، فعين والد كنته قائدًا على الكتيبة، وهو مباشرة اعتبرني أنني مع القائد السابق، وبدأ يضايقني، وأنا عرفت أن هذا الرجل لا ينوي على خير لي، فأرسلت له رسائل بمعنى التهديد أنه أيضًا لن يكون عليك خير، وأنا في الأساس لم أعد قادرًا أن أخدم عندك، ولكن إذا أردت أن تنقلني باعتبار علاقتك مع اللواء قائد القوى البحرية أتمنى ولديك الخيار أن تنقلني إما إلى القسم المالي للرواتب أو فرع الإنشاءات الهندسية البحرية، وفعلًا نقلوني إلى فرع الإنشاءات الهندسية البحرية، وعرفت فيما بعد أنه سبب هذا الضغط أنه أعطاه ضابط حتى يستلم هذا المكان سوارًا من الذهب، وطبعًا هذا العقيد أنا كنت أستغرب كيف يتم تسليمه أو حتى يبقى في الجيش؛ لأن الملف الذاتي وأنا على اعتبار أنني كنت رئيس الشؤون الإدارية وبنفس الوقت أنا مسؤول عن الذاتية وفي ملفه الذاتي جرم تحرش وأشياء أخلاقية، وأنا أخجل من ذكرها، ولكن فيما بعد سُرح بسبب وضعه الأخلاقي الذي هو معروف من البداية.

معلومات الشهادة

تاريخ المقابلة

2021/03/30

الموضوع الرئیس

المؤسسات العسكرية في نظام الأسد

كود الشهادة

SMI/OH/29-08/

أجرى المقابلة

سامر الأحمد

مكان المقابلة

أنطاكيا

التصنيف

عسكري

المجال الزمني

1989-1995

updatedAt

2024/04/26

المنطقة الجغرافية

محافظة طرطوس-ميناء طرطوس

شخصيات وردت في الشهادة

كيانات وردت في الشهادة

الجيش العربي السوري - نظام

الجيش العربي السوري - نظام

القوى البحرية والدفاع الساحلي

القوى البحرية والدفاع الساحلي

الشهادات المرتبطة